الشرطة لا تبدل مجهودا لأن الضحية "مغربي" والقاتل يزرع الرعب في المنطقة ويجبر الجميع على الصمت
لم يكن عبد الجليل بومهدي المغربي الملقب ب"أبديل المصارع" يعرف، في ذلك المساء الكئيب من يوم 25 أبريل 2008، وهو واقف في حي "مونتورو" بمدينة "سيرفيل"، أن "المرأة" التي ترتدي البرقع ستكون نهايته على يدها، فعندما أخرجت مسدسا ووجهته نحوه، انتبه عبد الجليل إذاك أن قاتلا جبانا يتخفى وراء الحجاب الأسود لملابس نسائية تستر وجهه وكامل جسده.
أطلق القاتل رصاصة أصابت عبد الجليل في الصدر، رغم قوة الإصابة حاول الضحية الإفلات من القاتل وأحد معاونيه، فلحقا به وسدد القاتل المأجور رصاصتين اثنتين في المكان نفسه. ولما خر عبد الجليل أرضا وجه له المجرم المأجور ثلاث رصاصات مركزة في الرأس وكأنه يريد أن يقطع أي شك في إمكانية نجاته وتنفيذ جريمته البشعة بكل برودة.
عندما هال المنظر أحد المارة وتقدم لمساعدة الضحية وجه القاتل مسدسه صوبه وقال له "ماذا تريد ... أنت؟". لم يركض القاتل الجبان، ولم يطلق ساقيه إلى الريح، بل سار الخيلاء وكأنه في نزهة، لأنه يملك جميع الضمانات. ودون أن يفقد ثقته في نفسه ركب سيارة شريك له كانت في انتظاره واختفى عن الأنظار بعد أن نفذ التعليمات بإتقان وأدى جريمته القذرة.
عندما تروي زوجة الضحية، كاترين بومهدي، الفرنسية المتحدرة من أصول برتغالية، البالغة من العمر 23 سنة قصة مقتل زوجها، في زيارتها لمقر "الصباح"، يبدو عليها الكثير من التأثر، ولا تترد في "التشكيك في كل شيء"، وبأن القاتل أو عصابة القتلة، كانت لهم جميع الضمانات لتنفيذ جريمتهم في أمان، دون أن تستثني تورط بعض عناصر الشرطة بالصمت والتهاون في إلقاء القبض على القتلة "الذين يعرفهم الجميع".
أخ الضحية يؤيد بدوره شكوكها، ويعتبر مقتل أخيه البطل ليس عملا إجراميا فحسب، بل اغتيالا عنصريا أيضا ، "تصور لو كان الضحية فرنسيا.. ستتحرك دواليب الدولة وأجهزة الأمن حتما لاعتقال الجناة والإيقاع بهم".
وأفاد محامي عائلة الضحية "جاك بوديلز" في اتصال مع "الصباح" أن عبد الجليل البالغ من العمر 30 سنة، وقت الحادث، تعرض لإطلاق نار وأصيب بست رصاصات قاتلة، مضيفا أن الضحية، وهو أب لطفلة تبلغ من العمر الآن عامين، كان مرفوقا لحظة وقوع الجريمة بصديق له أُصيب هو الآخر بجروح، كما أصابت رصاصة تائهة نادلا في فخذه كان في استراحة يدخن خارج مكان عمله. وأفاد المحامي نقلا عن شهود عيان أن القاتل نفذ جريمته "في هدوء وبدم بارد".
وأكد المحامي أن عبد الجليل بومهدي ليس شخصا عاديا، فابن مدينة الدار البيضاء، الذي ولد سنة 1978، رياضي من مستوى رفيع، وكان يمارس ضمن الفريق الوطني المغربي للمصارعة، وبطلا لإفريقيا في متم سنوات التسعينات، ومثل المغرب في عدة محافل عربية وإفريقية ومتوسطية وعالمية.
وصل إلى فرنسا سنة 1996، إذ كان من المفترض أن يتم تجنيسه واختياره ضمن فريق فرنسا للمصارعة المشارك في الألعاب الأولمبية بسيدني سنة 2000، غير أنه، وقبيل بضعة أيام من صدور قرار التجنيس، اتهم بومهدي بالتواطؤ في جريمة قتل، وهو الملف الذي تمت تبرئته منه في النهاية سنة 2003.
وأضاف محامي الضحية أن عبد الجليل بومهدي، كان هدفا للعديد من الاعتداءات نجا منها بأعجوبة، مثل محاولة الهجوم الذي تعرض له بواسطة بندقية صيد سنة 2001، في الوقت الذي كان يعمل فيه رجل أمن بسوق ممتاز (كارفور)، وفي سنة 2002 هوجم بالسلاح الأبيض، وفي سنة 2005 هوجم بمسدس رشاش وهو داخل سيارته.
ووضعت عائلة الضحية عدة علامات استفهام لم تجد لها جوابا شافيا مثل اختفاء نصف ساعة من تسجيلات كاميرات المراقبة التي سجلت أطوار وقوع الجريمة بالشارع العام، في وقت أبرزت تسجيلات كاميرا أخرى وجود "المشتبه به" الرئيسي ومنحته دليلا على عدم تنفيذه الجريمة. وتساءلت العائلة عن مآل التحقيقات وتتبع المكالمات الهاتفية ولماذا لم يتم إلى حدود اليوم إلقاء القبض على قتلة يعرفهم الجميع ويعرف أعمالهم الإجرامية، كما أبانت العائلة عن دهشتها لوصول سيارة الشرطة بعد وقوع الجريمة بأكثر من نصف ساعة في حين يبعد مقرها بنحو 30 مترا عن مسرح الجريمة.
واستغربت عائلة الضحية عبد الجليل بومهدي من الصمت الذي قابلت به الجامعة الملكية للمصارعة مصرع البطل المغربي الذي لقي في المقابل مؤازرة أبطال كبار وعلى مستوى عالمي الذين وقعوا على عريضة المطالبة بإجلاء الحقيقة.
جمال الخنوسي
لم يكن عبد الجليل بومهدي المغربي الملقب ب"أبديل المصارع" يعرف، في ذلك المساء الكئيب من يوم 25 أبريل 2008، وهو واقف في حي "مونتورو" بمدينة "سيرفيل"، أن "المرأة" التي ترتدي البرقع ستكون نهايته على يدها، فعندما أخرجت مسدسا ووجهته نحوه، انتبه عبد الجليل إذاك أن قاتلا جبانا يتخفى وراء الحجاب الأسود لملابس نسائية تستر وجهه وكامل جسده.
أطلق القاتل رصاصة أصابت عبد الجليل في الصدر، رغم قوة الإصابة حاول الضحية الإفلات من القاتل وأحد معاونيه، فلحقا به وسدد القاتل المأجور رصاصتين اثنتين في المكان نفسه. ولما خر عبد الجليل أرضا وجه له المجرم المأجور ثلاث رصاصات مركزة في الرأس وكأنه يريد أن يقطع أي شك في إمكانية نجاته وتنفيذ جريمته البشعة بكل برودة.
عندما هال المنظر أحد المارة وتقدم لمساعدة الضحية وجه القاتل مسدسه صوبه وقال له "ماذا تريد ... أنت؟". لم يركض القاتل الجبان، ولم يطلق ساقيه إلى الريح، بل سار الخيلاء وكأنه في نزهة، لأنه يملك جميع الضمانات. ودون أن يفقد ثقته في نفسه ركب سيارة شريك له كانت في انتظاره واختفى عن الأنظار بعد أن نفذ التعليمات بإتقان وأدى جريمته القذرة.
عندما تروي زوجة الضحية، كاترين بومهدي، الفرنسية المتحدرة من أصول برتغالية، البالغة من العمر 23 سنة قصة مقتل زوجها، في زيارتها لمقر "الصباح"، يبدو عليها الكثير من التأثر، ولا تترد في "التشكيك في كل شيء"، وبأن القاتل أو عصابة القتلة، كانت لهم جميع الضمانات لتنفيذ جريمتهم في أمان، دون أن تستثني تورط بعض عناصر الشرطة بالصمت والتهاون في إلقاء القبض على القتلة "الذين يعرفهم الجميع".
أخ الضحية يؤيد بدوره شكوكها، ويعتبر مقتل أخيه البطل ليس عملا إجراميا فحسب، بل اغتيالا عنصريا أيضا ، "تصور لو كان الضحية فرنسيا.. ستتحرك دواليب الدولة وأجهزة الأمن حتما لاعتقال الجناة والإيقاع بهم".
وأفاد محامي عائلة الضحية "جاك بوديلز" في اتصال مع "الصباح" أن عبد الجليل البالغ من العمر 30 سنة، وقت الحادث، تعرض لإطلاق نار وأصيب بست رصاصات قاتلة، مضيفا أن الضحية، وهو أب لطفلة تبلغ من العمر الآن عامين، كان مرفوقا لحظة وقوع الجريمة بصديق له أُصيب هو الآخر بجروح، كما أصابت رصاصة تائهة نادلا في فخذه كان في استراحة يدخن خارج مكان عمله. وأفاد المحامي نقلا عن شهود عيان أن القاتل نفذ جريمته "في هدوء وبدم بارد".
وأكد المحامي أن عبد الجليل بومهدي ليس شخصا عاديا، فابن مدينة الدار البيضاء، الذي ولد سنة 1978، رياضي من مستوى رفيع، وكان يمارس ضمن الفريق الوطني المغربي للمصارعة، وبطلا لإفريقيا في متم سنوات التسعينات، ومثل المغرب في عدة محافل عربية وإفريقية ومتوسطية وعالمية.
وصل إلى فرنسا سنة 1996، إذ كان من المفترض أن يتم تجنيسه واختياره ضمن فريق فرنسا للمصارعة المشارك في الألعاب الأولمبية بسيدني سنة 2000، غير أنه، وقبيل بضعة أيام من صدور قرار التجنيس، اتهم بومهدي بالتواطؤ في جريمة قتل، وهو الملف الذي تمت تبرئته منه في النهاية سنة 2003.
وأضاف محامي الضحية أن عبد الجليل بومهدي، كان هدفا للعديد من الاعتداءات نجا منها بأعجوبة، مثل محاولة الهجوم الذي تعرض له بواسطة بندقية صيد سنة 2001، في الوقت الذي كان يعمل فيه رجل أمن بسوق ممتاز (كارفور)، وفي سنة 2002 هوجم بالسلاح الأبيض، وفي سنة 2005 هوجم بمسدس رشاش وهو داخل سيارته.
ووضعت عائلة الضحية عدة علامات استفهام لم تجد لها جوابا شافيا مثل اختفاء نصف ساعة من تسجيلات كاميرات المراقبة التي سجلت أطوار وقوع الجريمة بالشارع العام، في وقت أبرزت تسجيلات كاميرا أخرى وجود "المشتبه به" الرئيسي ومنحته دليلا على عدم تنفيذه الجريمة. وتساءلت العائلة عن مآل التحقيقات وتتبع المكالمات الهاتفية ولماذا لم يتم إلى حدود اليوم إلقاء القبض على قتلة يعرفهم الجميع ويعرف أعمالهم الإجرامية، كما أبانت العائلة عن دهشتها لوصول سيارة الشرطة بعد وقوع الجريمة بأكثر من نصف ساعة في حين يبعد مقرها بنحو 30 مترا عن مسرح الجريمة.
واستغربت عائلة الضحية عبد الجليل بومهدي من الصمت الذي قابلت به الجامعة الملكية للمصارعة مصرع البطل المغربي الذي لقي في المقابل مؤازرة أبطال كبار وعلى مستوى عالمي الذين وقعوا على عريضة المطالبة بإجلاء الحقيقة.
جمال الخنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق