حاولت نقله إلى المغرب بمساعدة شريك لها والقاضي يمتعهما بوضع "شاهد عيان"
تشغل الرأي العام الفرنسي قضية غريبة مازالت تحوم حولها الكثير من الشكوك، ويلف جوانبها العديد من نقط الظل وعلامات الاستفهام، وتحير متتبعيها بمتناقضاتها ومفاجآتها.
وتهم هذه القضية محاولة اختطاف رئيس الباطرونا الأسبق "فرانسوا سايراك" البالغ من العمر 96 سنة من طرف خادمته المغربية "السعدية. ب" البالغة من العمر 55 سنة وشريكها "ألان. أ" البالغ من العمر 64 سنة.
وكان "سايراك" يمضي تقاعدا هادئا ومريحا بمدينة الدار البيضاء التي تتحدر منها خادمته السعدية، حيث اكترى فيلا بالعاصمة الاقتصادية، إلا أنه أصيب بكسر في عنق عظم الفخذ نقل إثره إلى فرنسا لتلقي العلاج.
لكن السعدية انتقلت، يوم الثلاثاء الماضي إلى المستشفى، رفقة صديقها "ألان" الذي قدم نفسه بصفته ابن المريض، بهدف نقل رئيس الباطرونا الأسبق، لإتمام فترة النقاهة بالمغرب، إلا أن الفريق الطبي المتابع للحالة رفض السماح بنقل "فرانسوا سايراك" والسفر بالطائرة قبل تاريخ 3 غشت. فأبدت السعدية والابن المفترض نيتهما نقله إلى بيته فحسب، وأخرجاه من المستشفى. إلا أنهما أمرا سائق سيارة الإسعاف بالتوجه إلى مطار "رواسي شارل دوغول" بالعاصمة بدل التوجه إلى محل إقامة المريض.
وقال أحد المسعفين لوسائل الإعلام إن السعدية والابن المفترض كان يبدو عليهما الارتباك والتسرع، "وقالا لنا إنهما مضطران إلى نقله إلى المغرب لأن منزل المريض به سلالم".
ويضيف المسعف أنه عند الوصول إلى المطار سأله "فرانسوا سايراك" "أي أنا؟ لا أريد السفر إلى المغرب بل أريد الذهاب إلى بيتي ..." فبدأت الشكوك تراود المسعف الذي طالب "ألان" ببطاقة التعريف، إلا أن الأخير ادعى انه نسي الوثائق التي تثبت هويته، قبل أن يعترف أنه ليس ابن المريض. فقاد المسعفون "فرانسوا سايراك" إلى المستشفى ووضعت السعدية وشريكها تحت الحراسة النظرية مدة 48 ساعة.
وبعد تقدم احد أبناء رئيس الباطرونا الأسبق بشكاية، قامت الشرطة بالتحقيق في العمليات البنكية للمريض، في حين صرح المتهمان، اللذان لا يملكان سوابق، بأنهما قادران على تبرير كل مداخيلهما وممتلكاتهما ومصادر جمعها.
وذكرت بعض وسائل الإعلام الفرنسية أن السعدية التي تعيش في بيت مشغلها وتخدمه منذ أكثر من 15 سنة، تلقت دعم ومساندة أحد أبناء "فرانسوا سايراك"، معللة ما يحدث بأنه مجرد خلاف بين الأشقاء حول ثروة الأب الطاعن في السن.
وكانت المفاجأة كبيرة عندما أصدر قاضي المحكمة، يوم الخميس الماضي، قرارا استقبل بغرابة شديدة، إذ متع الخادمة المغربية المتابعة وصديقها بوضع "شاهد عيان"، في الوقت الذي فتح فيه التحقيق في البداية في قضية تتعلق بمحاولة اختطاف واستغلال الوضع الصحي لشخص ضعيف.
وحددت المحكمة تاريخ 16 شتنبر المقبل من أجل النظر في القضية مع الإبقاء على إمكانية وضع رئيس الباطرونا الأسبق وجميع ممتلكاته تحت الوصاية.
جمال الخنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق