07‏/02‏/2012

موجة المنع تطول مجلتي "نوفيل أوبسيرفاتور" و"بيلران"

منع المغرب توزيع العدد الأخير من المجلة الفرنسية "لو نوفيل أوبسيرفاتور" بدعوى خرقها للقانون. وقال مدير المجلة، لوران جوفران، إنه لمن المثير للقلق منع المجلة مرتين في شهر واحد.
وذكرت وكالة فرانس بريس، نقلا عن وزير الاتصال، مصطفى الخلفي، قوله إن المجلة منعت بسبب نشر رسم يظهر "الله"، الأمر الذي يمنعه القانون المغربي، "وليس له علاقة بحرية الصحافة".
وتعرض المجلة في الصفحة 18 من العدد الصادر في 2 فبراير الجاري رسما مأخوذا عن فيلم "بيرسيبوليس" الذي يمثل حوارا بين فتاة صغيرة مع "الله".



وتجدر الإشارة إلى أن المغرب لم يرضخ لضغوط إيرانية بمنع عرض الفيلم المذكور في ماي 2008، إذ أجرت العديد من الاتصالات، واستنفرت "تيارات محافظة" من أجل ممارسة ضغوطات على المركز السينمائي المغربي ومنع الفيلم الكرتوني الذي يزعج "الملات" في طهران.
وعرض فيلم "بيرسيبوليس" ضمن الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لسينما التحريك (فيكام) في 2008، كما سبق عرضه في مدينة الدار البيضاء ضمن برمجة مهرجان الدار البيضاء السينمائي "كازا سيني" في 2007.
وفي سياق متصل منع المغرب، توزيع العدد الخاص من المجلة الكاثوليكية "بيلران" الذي يتضمن ملفا عن الإسلام بعنوان، "50 مفتاحا لفهم الإسلام".
وذكرت إدارة المجلة أن العدد الخاص منع من دخول المغرب بدعوى أنه
يتضمن رسوما للنبي صلى الله عليه وسلم.
ويتطرق العدد الخاص في 84 صفحة إلى موضوع "الإسلام وتاريخه" و"القرآن" و"العالم الإسلامي" و"ممارسة العقيدة الإسلامية" إضافة إلى كرونولوجيا وبيبليوغرافيا مستفيضة.
وحسب ما جاء في المجلة الفرنسية، فإن الإسلام أصبح ثاني ديانة في فرنسا بأكثر من خمسة ملايين شخص. كما أشار وزير الداخلية الفرنسي، كلود غيون، إلى وجود أربعة ملايين و800 ألف مسلم في فرنسا، في حوار أجراه مع جريدة "لوموند" بداية شهر يناير الماضي.
وأوضحت مسؤولة الاتصالات في المجلة، كلودين دايناك، لوكالة "فرانس برس"، "بلغنا أن العدد الخاص سيمنع توزيعه في المغرب لأننا أوردنا فيه رسما للنبي"، وأضافت، "لكننا لا نعتبر أن وجه النبي وارد" في عدد المجلة.
وكتب رئيس تحرير مجلة "بيلران"، أنطوان دابوندو، في افتتاحيته، "نتحدث كثيرا عن الإسلام في الساحة السياسية ووسائل الإعلام، لكن في العمق ماذا نعرف عن هذه الديانة التي تجمع أكثر من مليار ونصف مؤمن في العالم؟"، ثم يضيف، "إن صعود الإسلام السياسي، والإرهاب المرتبط به، واضطهاد الأقليات المسيحية، قد أدى إلى خلط، غير مبرر، للإسلام، بالعنف والتعصب".
وطالت موجة المنع مجموعة من المجلات الفرنسية أغلبها للسبب ذاته. وأثارت القرارات الجدل حول حرية التعبير وحدودها والخطوط الحمراء التي تحكمها في المغرب والعالم العربي ككل، والنظرة الغربية للخصوصية التي يتميز بها الآخر.
ومنعت في وقت سابق المجلة الفرنسية "ليكسبريس" التي خصت ملحقا تحت عنوان: "التاريخ العظيم للشعوب العربية" حاولت من خلاله فهم الثقافة العربية خاصة تلك التي نجحت في عبور الزمن ولا تزال تحكم العقلية العربية، والاكتشافات الفنية والعلمية التي كونت الحضارة العربية.
وتضمن الملف مواضيع مختلفة من بينها "الوجه الحقيقي لمحمد"، و"ربيع الأمل"، وربورتاج عن مدينة فاس و"جنس: العلاقات العاصفة"، و"شعراء ورسل"، و"لا حرة لا خاضعة"، و"الآن نذهب إلى السينما" وتتضمن بعض المواضيع رسوما فارسية تمثل الرسول صلى الله عليه وسلم

وأعلن كريستوف بربييه، رئيس التحرير، على موقع المجلة، أن "ليكسبرس" تحتج بشدة على هذه الرقابة، وتعرب عن قلقها لأن المغرب ينتهك حرية الصحافة، في حين يشهد العالم العربي انتعاشة ديمقراطية" على حد تعبيره.
وأوضحت المجلة أن عددا كبيرا من المتخصصين والخبراء قدموا عرضا دقيقا لجميع القضايا التاريخية في 95 صفحة، لكن الموضوعات التي تتسم بحساسية شديدة لدى العرب تم التعامل معها عن بعد تجنبا لإثارة الجدل .
وأشارت المجلة إلى أنها استعرضت الموضوعات بأسلوب يتلاءم مع التحولات الجارية في البلدان العربية وتوجهاتها الحالية.
من جهته، أفاد مصدر رسمي مغربي ل"فرانس بريس"، أن حظر مجلة "ليكسبريس"، يعود إلى ملف نشرته حول العالم العربي، يحتوي خصوصا على رسم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي يحظره الإسلام.
وبعد أيام قليلة من منع "ليكسبريس"، لم يكن قرار المنع الجديد للمجلة الفرنسية "لونوفيل اوبسيرفاتور" يحتاج إلى كثير تبرير أو تعليق من طرف السلطات المغربية. وتضمن العدد  بدوره ملفا خاصا عن "العرب"، منع من التوزيع في المغرب بسبب تضمنه رسومات للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وتحدث العدد الخاص عن تاريخ الشعوب العربية منذ بدايتها إلى اليوم، إذ كان العالم العربي في 2011 محط أنظار العالم بسبب الربيع العربي، والتحولات الكبيرة التي عرفها خلال السنة الماضية، إذ أسقطت الكثير من الأفكار المسبقة التي تحوم حوله باعتباره شعوبا خاضعة وخانعة، فتحول "فجأة" إلى "مهد" الثورات والتحولات الكبرى في العالم.
ورسمت المجلة الفرنسية الممنوعة معالم مسيرة "العرب" وتاريخهم من خلال موضوع تحت عنوان "من أرض الإسلام إلى العالم العربي"، و"زمن الفتوحات"، و"إهانات وتحرير"، و"في مواجهة الغرب...".
وفي سياق متصل، منعت السلطات المغربية مجلة "غازيل"، قبل أيام، للسبب ذاته فيما منعت المجلة الفرنسية "دجاست مان"، المتخصصة في تتبع أخبار النجوم وفضائحهم، بسبب الصور المثيرة لجولي ريتشي، إحدى نجمات برنامج تلفزيون الواقع "سوكريت ستوري".
 
بوكس: بيرسيبوليس.. المثير للجدل
تدور أحداث فيلم "بيرسيبوليس" في العاصمة الإيرانية طهران سنة 1978 من خلال قصة مرجان الصبية البالغة من العمر ثماني سنوات والتي تحلم بتغيير العالم وسط بلد يعرف تغييرا جذريا، فالصبية المحبوبة من والديها المثقفين والمرتبطة عاطفيا بجدتها، ستكون شاهدة على "الثورة" وسقوط نظام "الشاه". ومع قيام الجمهورية الإسلامية سيبدأ زمن "حراس الثورة" الذين يتحكمون في شكل ومضمون كل شيء. وستجد الطفلة الصغيرة نفسها في مواجهة الحجاب المفروض عليها. ومع انطلاق الحرب في مواجهة الجارة العراق سيبدأ القصف والمعاناة والحرمان وفقدان الأهل والأقارب. ووسط جو عام مكهرب تزداد حدة القمع يوما بعد يوم وفي الآن ذاته تصبح مواقف "مرجان" الثورية وصراحتها المعهودة، مزعجة وتشكل خطورة عليها وعلى عائلتها. ومن أجل حمايتها سيقرر أبواها تسفيرها إلى النمسا. وفي فيينا ستعيش "مرجان" ثورتها الثانية وعمرها 14 سنة ثورة اسمها المراهقة والحرية والحب وفي الوقت ذاته المنفى والوحدة والاختلاف.
الفيلم من إخراج الإيرانية "مرجان سترابي" والفرنسي "فانسون بارونو"، وتقوم بالأداء الصوتي لدور أم مرجانة الأسطورة الفرنسية كاترين دونوف.
جمال الخنوسي