24‏/11‏/2010

راغب علامة يعود إلى المغرب بعد غياب 18 سنة


المطرب اللبناني قال إن المغرب بلد مضياف لا يغلق أبوابه في وجه أحد خصوصا إذا كان الغياب مبنيا على إشائعات مقززة

لم يكن الفنان اللبناني راغب علامة مقنعا في تبرير غيابه عن المغرب مدة 18 سنة، خلال الندوة الصحافية التي عقدها بمدينة الدار البيضاء، مساء الجمعة الماضي، بعد أن صرح أنه "كان دقيقا في اختيار الشركة التي يريد العودة من خلالها إلى المغرب".
وأكد "السوبرستار" اللبناني أنه تعرض إلى إشاعات وصفها ب"الجارحة والمزعجة" أثرت فيه بشكل كبير، مضيفا، "لا يمر يوم إلا وسمعت إشاعات جديدة، لأنه كما يقول المثل الشعبي الشجرة المثمرة تضرب بالحجارة. وحتى قبيل نزول ألبومي الجديد "سنين رايحة وسنين جاية" أطلقت إحدى وسائل الإعلام اللبنانية إشاعة جديدة ومؤذية. للأسف أصبحنا عاجزين أمام الشائعات ونتلقى الضربة تلو الأخرى، إنه نوع من الابتزاز".
وجاءت تصريحات راغب علامة خلال الندوة الصحافية التي عقدها بالعاصمة الاقتصادية، بمناسبة الحفل الذي أحياه ليلة أول أمس (السبت) بمدينة مراكش.
وعبر علامة عن سعادته "التي لا توصف" بالعودة إلى المغرب، متوجها بالشكر إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي. وأضاف علامة "أنا سعيد بوجودي وسط أهلي بالمغرب، أهلي الذين ساندوني ووقفوا إلى جانبي منذ بداياتي الأولى. فشوقي إليهم كبير وعدم إحيائي لحفلات في المغرب لا يعني أني انقطعت عن زيارته، فقد قمت في وقت سابق بزيارات خاصة جدا للراحة فقط". ثم أضاف ضاحكا، "أولادي يسألوني دائما متى سنذهب إلى المغرب".
وأشار الفنان اللبناني في تبريراته للغياب كل هذه المدة الطويلة عن إحياء حفلات إلى أنه كان دقيقا في اختيار الشركة التي يريد العودة من خلالها إلى المغرب. ثم أضاف "لم تكن قط أبواب المغرب موصدة في وجهي، هذا ليس كلاما للاستهلاك، فبإمكان الإعلاميين التحقق من ذلك بوسائلهم الخاصة. لقد زرت المغرب أكثر من مرة في زيارات خاصة لم تكن تواكبها تغطية إعلامية لأنها للنقاهة فقط. المغرب بلد مضياف لا يغلق أبوابه في وجه أحد، خصوصا إذا كان ذلك مبنيا على شائعات لا أعرف كيف أصفها... إنها إشاعات مقززة لا تدل إلا على شخصية من أطلقوها".
وأكد السوبرستار اللبناني أنه مقابل الشائعات الإعلامية هناك إعلاميون وصحافيون شرفاء يدافعون عن الفن الجميل ويرفضون ابتزاز الفنانين بالإشاعات، "في كل جولاتي ألتقي مع جماهير ومحبين من المغرب يعبرون لي عن استيائهم من هذا النوع من الإشاعات ويقولون لي: لا تحزن عد إلى المغرب وسترى أن الناس لم يكترثوا بإشاعات عمرها أكثر من 18 سنة".
وفي السياق ذاته أكد علامة أن عودته تعني "أنه لا تحق إلا الحقيقة ولا يصح إلا الصحيح"، ولولا دعم الجمهور المغربي له منذ انطلاقته لما وصل إلى هذه المرحلة من النجاح. ووعد الفنان اللبناني أن الفيديو كليب المقبل سيصوره في المغرب تعبيرا منه عن امتنانه للبلد المضياف.
وتأتي زيارة راغب علامة إلى المغرب بمناسبة صدور ألبومه الجديد "سنين رايحة وسنين جاية"، الذي حقق نجاحا ورواجا واسعا في لبنان والمغرب العربي ومصر.
جمال الخنوسي

درب غلف يتحدى عادل إمام

"زهايمر" و"بلبل حيران" في القاعات ب 40 درهما وفي الرصيف ب5 دراهم

يحقق الفيلم الأخير للزعيم عادل إمام نجاحا كبيرا في مجموع القاعات الوطنية وعلى رأسها المركب السينمائي ميغاراما بمدينة الدار البيضاء. وشهد المركب السينمائي خلال أيام العيد ازدحاما شديدا من أجل الظفر بتذكرة لمشاهدة فيلم الزعيم الأخير.
ومن خلال فيلم "زهايمر" أطلقت ميغاراما تقليدا جديدا بعرض الأفلام المصرية في تزامن مع عرضها بالقاعات في القاهرة ودول الخليج، الأمر الذي يساهم في الإقبال عليها ويزيد من تنافسيتها.
ويحكي فيلم "زهايمر" الذي تشارك فيه نيللي كريم ورانيا‮‬ يوسف وفتحي عبد الوهاب عن قصة لنادر صلاح الدين وإخراج عمرو عرفة، ‮حكاية رجل الأعمال محمود شعيب الذي يطمع أبناؤه في ثروته ويلجؤون إلى الحجر عليه نظرا لإصابته بحالة من النسيان المؤقت، فتحدث مفاجأة تغير مجرى الأحداث بالفيلم.
وينافس الزعيم في القاعات الوطنية فيلم مصري آخر هو "بلبل حيران" الذي يقوم ببطولته النجم الصاعد أحمد حلمي، الذي يعقد عليه أمل كبير في استمرار نجاح الكوميديا المصرية، وخلق "مدرسة جديدة" أو أسلوب مختلف عن الزعيم في الضحك.
ورغم حداثة "زهايمر" و"بلبل حيران"، أصبح الفيلمان متاحين بشكل كبير على الكثير من مواقع الانترنت وبصورة جيدة، مما يعني ضربة موجعة للمنتجين والموزعين ودور العرض. كما انتشرت النسخ ذاتها بدرب غلف وعند باعة أقراص الديفيدي المقرصنة بثمن لا يتعدى 5 دراهم.
وفي مصر بدأ صناع السينما اتخاذ خطوات فعلية لمحاربة ظاهرة القرصنة، وذلك عقب تسريب أغلب أفلام العيد، ومنها "زهايمر" و"بلبل حيران" و"محترم إلا ربع" و"ابن القنصل". وقدم نقيب السينمائيين مسعد فودة شكوى إلى وزارة الداخلية المصرية للمطالبة بخطوات فعلية لمواجهة المشكلة، فيما أكد رئيس غرفة صناعة السينما أن هناك إجراءات قانونية تستعد الغرفة لاتخاذها.
وكانت مصادر بالشركة العربية المملوكة للفنانة إسعاد يونس، صرحت بأن فيلم "زهايمر" تعرض لعملية قرصنة من خلال تصويره بكاميرا في دور العرض، وتحميله على مواقع عديدة على الإنترنت بعد يوم واحد فقط من عرضه في دور السينما.
وقالت مجلة "أخبار النجوم" المصرية إن عدد المرات التي قام فيها مشتركون بتحميل الفيلم، بلغت 120 ‬ألفا خلال أقل من 48 ساعة، أي بمعدل 40 تحميلا في الدقيقة.
ولجأ القراصنة إلى أسلوب جديد في الحصول على نسخة من الأفلام ونشرها على شبكة الإنترنت، ‬ففيلم "زهايمر" المنتشر على مواقع الإنترنت والمتاح على أقراص ديفيدي، تم تصويره بكاميرا عالية الجودة، واستخدم القراصنة تقنية متطورة ‬من أجل التقاط صورة ثابتة بشكل أفضل، الأمر الذي دفع المواقع إلى كتابة ملحوظة أن نسخة الفيلم بجودة عالية. ويصبح "زهايمر" بذلك أسرع فيلم تعرض للقرصنة في تاريخ السينما المصرية.
وتجدر الإشارة إلى أن القاعات السينمائية بدأت منذ مدة عرض الأفلام الأجنبية (الأمريكية والأوربية) بموازاة عرضها في فرنسا وجل العواصم الغربية، الأمر الذي ساهم في الإقبال عليها بشكل مكثف خصوصا تلك التي استفادت من حملة إشهارية واسعة، والمصورة عن طريق تقنية الأبعاد الثلاثية كالفيلم الأمريكي "أفاتار".
جمال الخنوسي

محاكمة شبكة لترويج الكوكايين بين البيرو والمغرب وفرنسا

تجري بمدينة بوردو الفرنسية أطوار محاكمة شبكة لترويج الكوكايين تنشط عناصرها بين البيرو والمغرب وفرنسا عبر الأراضي الاسبانية.
وإلى جانب المهربين تمثل أمام المحكمة مجموعة من المستهلكين تحولوا بدورهم إلى مروجين، إذ أوردت وسائل الإعلام الفرنسية أن رحلة مستهلكي الكوكايين تنتهي بهم إلى الترويج لهذه السموم ويصبحوا بدورهم باعة.
ويمثل خمسة عشر متهما أمام الغرفة الخامسة لمحكمة الجنايات في بوردو، برئاسة دومينيك بيوت من بينهم طالبان في شعبة علمية لا يندرجان ضمن فئة المستهلكين بل تشير التحقيقات إليهما على أنهما مروجان رئيسيان لهذه الشبكة وبأن نشاطهما يمتد بين البيرو والمغرب وإسبانيا ثم بوردو بفرنسا.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن المحاكمة ما تزال مستمرة إذ من المنتظر التطرق إلى جانب آخر من الملف المرتبط هذه المرة بتجارة الحشيش وتهريبه بين المغرب وفرنسا مرورا بإسبانيا.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات الأخيرة صارت السواحل المغربية الشمالية مثار اهتمام شبكات تهريب الكوكايين إلى أوربا. وفي السياق ذاته أعلنت الشرطة الفرنسية والإسبانية، أخيرا، أنها فككت شبكة دولية قوية لنقل الكوكايين من أمريكا اللاتينية إلى أوربا عبر المغرب.
وقالت مصالح الأمن في البلدين إنه تم ضبط حوالي ثلاثة آلاف كيلوغرام من الكوكايين وعدد من قطع السلاح على متن باخرة قادمة من أمريكا اللاتينية كانت تعتزم توجيه حمولتها في النهاية نحو أوربا عبر المغرب. وحسب هذه المصادر فإن الباخرة كانت متوجهة نحو المغرب وضبطت في جنوب جزر الخالدات (الكناري) الموجودة قبالة السواحل الجنوبية للمغرب.
جمال الخنوسي

اعتقال إرهابيين في بلجيكا وألمانيا وهولندا ضمنهم مغاربة

قامت ثلاث دول أوربية هي بلجيكا وألمانيا وهولندا بعملية متزامنة صباح أمس (الثلاثاء) لاعتقال مجموعة من المشتبه بهم للتخطيط لعمل إرهابي في بلجيكا من بينهم مغاربة.
وألقت السلطات البلجيكية القبض على عدة أشخاص يشتبه في صلتهم بـ"الإرهاب"، وذلك بعد عمليات مداهمة. ووفقا لوكالة الأنباء البلجيكية، فإن هؤلاء الأشخاص كانوا يخططون لشن هجوم في بلجيكا.
وذكرت صحيفة "دي ستاندارد" أن السلطات ألقت القبض على عشرة أشخاص.
وذكرت وسائل الإعلام أن الأمر يتعلق بشبكة إرهابية دولية تضم مغاربة وروسا وبلجيكيين كانوا يستعملون موقعا جهاديا متطرفا يدعى "أنصار المجاهدين".
وهمت العملية في بلجيكا البحث في أربعة أماكن مختلفة في مدينة "أونفير"، أسفرت عن اعتقال 10 أشخاص.
وقال المدعي العام ببلجيكا يوم أمس (الثلاثاء) إن المتهمين العشرة مرتبطون مع حركة إسلامية يشتبه في تآمرهم لشن هجوم في بلجيكا وألمانيا وهولندا.
وقال متحدث باسم النيابة العامة الاتحادية لوسائل الإعلام، إن الاعتقالات التي همت ألمانيا وهولندا تأتي في إطار "التحقيق الدولي في قضايا الإرهاب الجهادي".
وأشار بلاغ أصدره المدعي العام في بلجيكا إلى اعتقال عشرة أشخاص يشتبه في تخطيطهم لهجوم في بلجيكا وهولندا وألمانيا، ونوه بالعملية الثلاثية التي تعتبر ثمرة عدة أشهر من العمل الشاق، إذ مكنت عناصر البحث والتحري التي تم جمعها من تنفيذ عشر عمليات تفتيش، بناء على أوامر من قاضي التحقيق في بلجيكا وهولندا وألمانيا.
ونقلت وسائل الإعلام البلجيكية، نقلا عن المدعي العام في بلجيكا، تنفيذ مزيد من الاعتقالات في الخارج، إذ إضافة إلى اعتقال 10 مشتبه بهم من جنسيات بلجيكية ومغربية وهولندية وروسية بأمر من قاضي التحقيق، اعتقل مشتبه بهم آخرون في إسبانيا والمغرب والسعودية أثناء التحقيق.
ولم تحدد السلطات البلجيكية أهداف الشبكة الإرهابية ولا تفاصيل مخططاتها، لكنها أشارت إلى أن التحقيقات انطلقت في 2009.
وفي هولندا ألقي القبض صباح يوم أمس (الثلاثاء) على ثلاثة مشتبه بهم بالعاصمة أمستردام. وقامت السلطات الهولندية بالاعتقال بطلب من نظيرتها البلجيكية إذ صرح متحدث باسم الأمن أن "القضية بلجيكية محضة وأن أمن هولندا غير مهدد".
أما في ألمانيا، فأغلقت القبة الزجاجية وشرفة مقر البرلمان الألماني، صباح أمس (الثلاثاء)، في وجه السياح، كما لوحظ رفع مستوى اليقظة ضد الإرهاب في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية، أن تنظيم القاعدة كان يخطط لشن هجوم ضد مقر البرلمان في فبراير أو مارس، وفقا لمعلومات تم الحصول عليها أخيرا من مخبر للشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية.
وذكرت المجلة أن الهجوم مماثل لتفجيرات بومباي في 2008، التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 175 شخصا. ووفقا للمخبر نفسه، أرسلت القاعدة مجموعة من ستة أشخاص لتنفيذ العملية.
جمال الخنوسي

حجز 20 طنا من الحشيش قبالة السواحل المغربية

أعلن يوم الجمعة الماضي عن حجز أكثر من 20 طنا من الحشيش قبالة السواحل المغربية على متن قارب صيد في أكبر عملية بحرية لمكافحة الاتجار بالمخدرات في السنوات العشر الأخيرة.
أعلن مسؤولون بالجمارك الاسبانية أن الشرطة الاسبانية ضبطت يوم الجمعة الماضي ما لا يقل عن 20 طنا من الحشيش على متن قارب قبالة سواحل جنوب إسبانيا، واعتقلت ثلاثة مواطنين هولنديين.
وعثرت الشرطة على المخدرات على قارب الصيد "نانسي2" على بعد 193 كيلومترا قبالة الساحل الجنوبي الشرقي، بعد تحميل البضاعة من الساحل الشمالي المغربي.
وذكرت المصادر ذاتها أن السلطات الاسبانية كانت تراقب السفينة منذ توقفها الأول في شمال اسبانيا في وقت سابق من هذا الشهر، قبل مغادرتها متوجهة إلى المغرب.
وتعتبر هذه العملية الأكبر من نوعها في حجز المخدرات في البحر على مدار السنوات العشر الماضية، وواحدة من العمليات القياسية الخمس.
وذكرت وسائل الإعلام الاسبانية أن القارب "نانسي2" الذي يرفع العلم الهولندي، شوهد قبالة السواحل المغربية في منتصف نهار الخميس الماضي، وتم اعتراضه من قبل السلطات الاسبانية بإذن من السلطات في هولندا.
وتم تحريك القارب إلى ميناء قادس جنوب إسبانيا لتدقيق البحث، في حين لم تستبعد الشرطة الإسبانية المزيد من الاعتقالات في هذه القضية. وفي السياق ذاته، قدم طاقم الزورق المكون من ثلاثة أعضاء هولنديين إلى قاضي التحقيق في قادس.
وكانت الشرطة الاسبانية صادرت مطلع شتنبر الماضي، أكثر من 12 طنا من الحشيش في المجموع في أربع عمليات منفصلة، إذ أن مضيق جبل طارق يعتبر البوابة الرئيسية للمخدرات نحو أوربا، إما في ما يتعلق بالكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية أو الحشيش من شمال إفريقيا.
جمال الخنوسي

مغربيات يقاضين أميرات من الإمارات ببلجيكا

رفعت مجموعة من الخادمات، من بينهن مغربيات، دعاوى ضد أميرات من الإمارات العربية المتحدة، بتهمة الاحتجاز والمعاملة غير الإنسانية والمهينة والاتجار بالبشر.
ووجه القضاء البلجيكي إلى تسعة أشخاص بينهم ثمان أميرات من دولة الإمارات العربية المتحدة، بمن في ذلك الشيخة حامدة النهيان، أرملة الأمير محمد بن خالد النهيان، البالغة من العمر 64 سنة، تهمة الاتجار بالبشر واحتجاز خادمات في أحد فنادق بروكسل الفخمة عام 2008، كما ذكرت صحيفة بلجيكية في عددها ليوم السبت الماضي.
وقالت صحيفة "لا درنيير أور" (آخر ساعة) إن التحقيق انتهى أخيرا في هذه القضية التي بدأت في أول يوليوز 2008، مع قيام الشرطة بحملة على فندق "كونراد"، أحد أفخم فنادق بروكسل، حيث كانت أسرة الشيخ الراحل محمد بن خالد آل نهيان تستأجر طابقا منذ عدة أشهر.
وطلبت النيابة العامة لمحكمة العمل إحالة المتهمين التسعة على محكمة الجنح بتهمة "الاحتجاز" و"المعاملة غير الإنسانية والمهينة" و"الاتجار بالبشر" ضد 23 امرأة من ثماني جنسيات (الفليبين والمغرب واندونيسيا واريتريا والصين وتونس وفرنسا وبلجيكا) وفقا للصحيفة. وقد تمكنت المتهمات جميعا، وبينهن أرملة الشيخ الراحل، من مغادرة الأراضي البلجيكية بعد أخذ أقوالهن.
في المقابل، لم توجه أي تهمة إلى إدارة فندق "كونراد" كما أوضحت الصحيفة. وذكر المصدر ذاته أن التحقيق أظهر أن المتهمات قمن باستغلال "الوضع الضعيف" لخادماتهن سواء اجتماعيا أو نتيجة إقامتهن غير الشرعية في البلاد أو لأن إحداهن على الأقل كانت حاملا.
علاوة على ذلك فقد اتهمن بتشغيل يد عاملة أجنبية بشكل غير معلن، وعدم دفع أجور 22 من خدمهن قدرت قيمتها بحوالي 124 ألف أورو حسب الصحيفة.
وذكرت الجريدة أن من بين الأميرات المتابعات الشيخة حمدة، والشيخة شامة، والشيخة روضة، والشيخة مريم، والشيخة ميثاء، الشيخة موزة الشيخة شيخة، والشيخة ميساء النهيان، غادرن جميعهن التراب البلجيكي.
وكان الضحايا يطمحن إلى إضافة تهم أخرى إلى الأميرات من بينها استغلال العمالة الأجنبية. وقالت الجريدة إن الأميرات استأجرن طابقا كاملا بفندق "كونراد" الفخم، يضم 54 غرفة، بما في ذلك الجناح الملكي بما مجموعه 15 مليون أورو مدة سنة.
جمال الخنوسي

مايلا: لابد من توازن بين الانفتاح والتأكيد على الهوية

رئيس إدارة شؤون الأديان بالخارجية الفرنسية قال ل"الصباح" إن حواره مع أركون هدفه فهم تحول الإسلام من دين إلى أيديولوجيا ثورية

أجرى الحوار: جمال الخنوسي

أكد جوزيف مايلا، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والإسلام وسوسيولوجيا النزاعات، والرئيس السابق للمعهد الكاثوليكي في باريس، ورئيس إدارة شؤون الأديان بوزارة الخارجية الفرنسية، إلى ضرورة الوصول إلى ميزان معين بين الانفتاح والتأكيد على الهوية.

وأشار المفكر الفرنسي في حوار مع "الصباح" إلى أن النموذج الفرنسي فريد من نوعه لأنه يتضمن فكرة العلمنة، "لكل بلد خصائصه التي ينطلق منها، وما يميز فرنسا عبر التاريخ، انطلاقا من الثورة الفرنسية، هي قضية المواطنة التي تعطي للفرد كل الحرية والإرادة ليتصرف كما يرى بالنسبة إلى أفكاره الخاصة واحترام دينه وشعائره. ولكن عندما تأتي إلى المجال العام عليك أن تكون محافظا على هوية لا هوية فوقها، وهي هوية المواطن".

وفي السياق ذاته، اعتبر رئيس إدارة شؤون الأديان بوزارة الخارجية الفرنسية، أن البعض فهم خطأ أن هناك توجها معاكسا للإسلام، "أنا لا أرى ذلك مطلقا. كما تعرفون، ففي فرنسا هناك بناء مساجد وغيرها من المرافق التي تمكن من ممارسة جميع الطقوس الإسلامية ولا أرى أي حملة كما يشاع".


اسمحوا لي أن نبدأ بموضوع فيه كثير من الحزن، ونتذكر المفكر الراحل محمد أركون. كيف كان اشتغالكما معا على كتاب "من منهاتن إلى بغداد - ما وراء الخير والشر"؟
أود، بادئ ذي بدء، أن أحيي ذكرى محمد أركون الذي أعتبر نفسي تلميذا لديه، وأدين له بكل ما أعرفه عن الفكر الإسلامي والعلوم السياسية والفلسفية.
أما عن الكتابة المشتركة، فإن الفكرة بدأت بعد أن تداولنا حول شؤون ما بعد 11 شتنبر، ورأينا أن هناك حاجة ماسة إلى التفكير في المكونات الأساسية للعقل العربي وفهم العلاقات بين الغرب والعالم العربي والإسلامي. وبدأنا بفكرة أن نكون شركاء في الكتابة قبل أن يقترح علينا المسؤول عن دار النشر، جعل الكتاب حوارا بيننا، إذ رأى أن من الأجدى والأنسب أن يكون هناك تفاعل بين الأفكار، وإذا ما عبر الأستاذ أركون عن فكرة معينة أكون له "بالمرصاد الثقافي والفكري" والعكس صحيح، (يضحك).
وماذا عن مضمون الكتاب؟
فكرة الكتاب كانت مزدوجة: من ناحية أردنا أن نبحث في المقولات الأساسية في الفكر الإسلامي المعاصر. وكيفية استغلال العامل أو المكون الديني في تبرير العمل السياسي. فانطلقنا من أحداث 11 شتنبر دون أن نجعلها المحور الأساسي. كان منطلقا فكريا لكي نتعمق أكثر في الفكر الإسلامي المعاصر، وتحركنا إرادة حقيقية للبحث في المقولة "الإسلاوية".
ومن الناحية الثانية، وبطلب من الأستاذ أركون، قصدنا التفكير والبحث في كيفية استعمال الإسلام في بناء دولة ما بعد الاستقلال. وبكونه جزائريا، كان له إلمام مباشر لفهم كيف تكونت قضية الإسلام، وكيف تحول من فكرة دينية محضة إلى معبر لتكوين ايديولوجيا ثورية عربية إسلامية.
أما الفكرة الثانية التي واكبت نشأة هذا الكتاب، فترتبط بالعلاقة بين الشرق والغرب. وكيف شنت أمريكا الحرب على العراق وما ترتب عليها من تداعيات.
قلتم في تصريحات سابقة إن الحوار بين الأديان ضرورة ملحة الآن، لماذا؟
أنا أعتقد أن الحوار أساسي كي يكون المرء مطلعا على التكوين الفكري للغربي أو العربي أو الصيني.. أي الآخر عموما. فمن عادتنا اختصار الفكرة الثقافية ومحورتها داخل نوع من "الستيريوتيب" أو "الاختصار الفكري" أو في ما يكون سلبيا، وهذا ناجم من عدم تفهم فكرة الغير أو ثقافة الغير.
بالفعل وضعتنا العولمة بجوار ثقافات متعددة. فأنا اليوم في الرباط وأطلع في الآن نفسه على ما يجري في أمريكا الشمالية أو الصين. ومن خلال الوسائل المرئية والمسموعة تتكون لدي فكرة عما يجري حول العالم، لكن هذه الفكرة أؤطرها بعبارة أو عبارتين أختزل فيهما كل شيء وأتصور أنني فهمت ما يدور في هذه البلاد، في الوقت الذي ساهمت في فهم فكرة الغير ومنطقه.
المسألة الثانية تأتي من فكرة أن العولمة لا ثقافة لها، إذا أردت أن تفهم ما هي ثقافة العولمة ستجد نفسك محتارا، لأن كل الثقافات تتمحور حول هذه العولمة، البعض قال إن هناك فكرة سائدة في العولمة، وهي الثقافة السائدة والطاغية والمهيمنة اليوم، هي ثقافة الغرب وخاصة أمريكا. لكن هذا الوضع كان صحيحا منذ عشر سنوات أما اليوم إذا أردت أن تكون مطلعا على الثقافة والكتب والموسيقى والمطبخ ستلحظ وجود موسيقى العالم وأكلات "معولمة".. هذه فكرة حسنة فالفرد ليس مسكونا اليوم بثقافة واحدة. فقد أصبح مثلا للعالم العربي قناة مهمة كالجزيرة، ونحن في فرنسا نؤكد على قناة فرانس 24، والأمر ذاته في البرازيل، وفي أمريكا "سي إن إن" حاضرة، وفي انجلترا هناك "بي بي سي"...
أعتقد أن هناك تفاعلا بين كل هذه المكونات الجديدة نتجنب من خلالها هيمنة واحدة أو طاغية على الكل.
لكن هناك نقطة أساسية، نحن اليوم نبحث في ما سنسميه بالعربية "الصناعات الثقافية"، فإذا أردت أن تتواصل مع العالم وتوصل فكرتك، عليك أن تكون اقتصاديا وتكنولوجيا، تمتلك كل هذه الوسائل التي تسمح لك بالتواصل مع ثقافة أخرى. أما إذا كنت بلدا صغيرا لا ميزانية له، فإنك حتما لا تستطيع أن تبني مشروعا جبارا ك"الجزيرة" أو "سي إن إن".
ما يحدث اليوم وما حدث في وقت سابق يوحي بأن الثقافات تسير نحو الانغلاق أكثر مما تسير نحو الانفتاح...
نعم (يصمت). هذا يدعونا إلى التفكير في ظاهرة أساسية: الانفتاح من جهة والانغلاق من جهة أخرى. الانفتاح موجود ومحركه الأساسي هو الاقتصاد.. المال يفتح كل شيء ما دمنا دخلنا في عالم ليبرالي لا يؤمن بالحدود.
في الوقت نفسه هناك ظاهرة أخرى معاكسة يمكن أن نلخصها في الانكماش على الذات، بمعنى أنه كلما أتتنا أفكار من الخارج، نرى أن ردة الفعل الأولى هي الدفاع عن الهوية. هذا ما يخيفنا.. فشعوب العالم تتعامل بالمنطق ذاته كلما أحست ب"غزو من الخارج"، فتريد بالتالي أن تتأكد من هويتها. وما نشهده اليوم في أوربا، وفي بعض إنحاء العالم العربي هو ردة فعل تؤكد على الهوية خوفا من الضياع في مهب رياح العولمة.
أنا أتفهم هذا الوضع ولا أقبله أتفهمه لأنه رد فعل طبيعي، إذ من البديهي أن يكون الإنسان متشبثا بهويته مؤكدا على مصيره، مهتما بمآل هويته، ولكن في الوقت ذاته، يجب أن نقبل أنه أصبحت للعالم تحولات لا عودة فيها، ولا غنى عنها، نحن في طور النمو في عالم جديد، وعلينا أن ندخل على هذا العالم نوعا من الانضباط أو ما نسميه نحن في فرنسا "تقنين العولمة". أما فكرة أننا إذا أغلقنا حدودنا وأصبحنا نعيش ما بين "نحن ونحن" فكل آفاق المستقبل قد نسدها ولن نرى مستقبلا لأولادنا.
وما يلفت الانتباه اليوم، هو أن ثقافة الجيل الجديد منفتحة أكثر فأكثر على عالم جديد بلا حدود. أعتقد أن علينا الوصول إلى ميزان معين بين الانفتاح والتأكيد على الهوية، فالتأكيد على الهوية أساسي ومن باب السيادة الشخصية وتفادي التمزق الثقافي أو انفصام الشخصية الثقافية. وإذا أكدت على هويتك وثقافتك فباستطاعتك أن تتوجه إلى الآخر أما إذا كنت ضعيفا بالنظر إلى من أنت فمواجهتك للعالم تكون ضعيفة ومتضعضعة.
بالنسبة إليكم، هل تساؤل فرنسا عن هويتها هو نوع من التراجع؟
سؤال وجيه أود أن أجيب عليه في مرحلتين: في المرحلة الأولى أريد أن أشير إلى الموجة التي تشهدها أوربا (في اسبانيا وإيطاليا وهولندا وبريطانيا) والأسباب التي دعت إلى التساؤل حول الهوية الوطنية. في الوقت نفسه، نشأ هذا النقاش في فرنسا حول النقاب أو ما يسمى الحجاب الكامل. هناك نوع من سوء فهم حول الغاية التي جعلت الحكومة الفرنسية تتخذ القرار وسن القانون المعروف. الغاية والغاية الوحيدة هي الحفاظ على النموذج الاجتماعي الذي يؤكد على المواطنة دون أن يكون هناك انعكاس أو تدخل ل"التعددية الثافية" أو "الطائفية".
النموذج الفرنسي أكد منذ الثورة الفرنسية على انخراط الإنسان الفرنسي في نموذج اجتماعي يؤكد على الهوية والمواطنة دون أن يميز في الدين أو الجنس أو العرق أو الأصل ويجعل غاية هذا المجتمع الانخراط. فانخرط في فرنسا الايطاليون والبولنديون والجماعات البرتغالية.. ولفرنسا تاريخ عريق لاستيعاب الشعوب التي تأتي من الخارج، وكان هذا الاستيعاب يأتي وفقا لنموذج أوربي سائد. لكن اليوم الهجرة لم تعد تأتي من أوربا فحسب، بل تأتي من الجنوب والشرق، وهناك تقاليد وأفكار وأنماط حياة ليست هي نوع النمط المألوف. وأنا أعتقد أنه ستكون هناك مرحلة احتكاكية قبل التآلف والانخراط، ولابد أننا وصلنا هذه المرحلة بالذات والبعض يؤكد عليها وآخرون متفائلون باعتبارها مرحلة انتقالية. فاتخذت الحكومة الفرنسية مجموعة من التدابير، خوفا منها أن يكون النموذج الاجتماعي مهددا بنموذج آخر، وتسقط في التعدد الثقافي الذي يطغى على النموذج الانخراطي، لأنها تود أن تحافظ على الانخراط والاندماج في المجتمع الواحد.
إذا تأملنا في النموذج الهولندي أو البريطاني نرى أن هناك تآلفا أو تعايشا بين مجتمعات. ففي لندن مثلا هناك أحياء بكاملها تعيش بنمط باكستاني أو هندي أو عربي وتتقبل بعض الدول الأوربية هذا النموذج الذي نسميه نحن النموذج الأنجلوسكسوني بشكل عام.
ألا ترون أن النموذج الانجلوسكسوني أكثر نجاحا اليوم؟
لا أعتقد ذلك، لا بد أنكم سمعتم تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا مركل الأخيرة التي قالت فيها إن نموذج التعددية الثقافية أتى على نهايته، لأنه ثبت وجود صعوبة بالنسبة إلى مسألة التعايش. انتبهت ألمانيا إلى ذلك مع وجود جالية تركية مهمة في ألمانيا انغلقت على نفسها ولها وسائل إعلامها، وتتكلم لغتها ولا تود الانخراط في المجتمع الأوسع. بريطانيا بدورها بدأت تنظر من جديد في النموذج السائد.
أنا أرى أن النموذج الفرنسي فريد من نوعه، لأنه يتضمن فكرة العلمنة غير الموجودة في العالم سوى في هذا البلد. وأرى أنه من دواعي التكابر أو العجرفة أن نقول إن على العالم أن يتبع النموذج الفرنسي. أنا لا أقول ذلك، ولكن أقول إن لكل بلد خصائصه التي ينطلق منها، وما يميز فرنسا عبر التاريخ انطلاقا من الثورة الفرنسية هي قضية المواطنة التي تعطي للفرد ملء الحرية والإرادة ليتصرف كما يرى بالنسبة إلى أفكاره الخاصة واحترام دينه وشعائره. ولكن عندما تأتي إلى المجال العام عليك أن تكون محافظا على هوية لا هوية فوقها، وهي هوية المواطن.
البعض فهم خطأ أن هناك توجها معاكسا للإسلام، أنا لا أرى ذلك مطلقا، كما تعرفون، ففي فرنسا هناك بناء مساجد وغيرها من المرافق التي تمكن من ممارسة جميع الطقوس الإسلامية ولا أرى أي حملة كما يشاع.
ما أوحى بوجود مثل هذه الحملة هو التسييس الذي خضعت له قضية البرقع، إذ أن الحالات لا تتجاوز 500 أو 600 في فرنسا كلها، أي أننا بعيدون عن ظاهرة اجتماعية مهددة للنموذج الاجتماعي تستحق كل هذا الاهتمام وهذه الجلبة...
ربما، هذه وجهة نظر. الحكومة الفرنسية تريد أن تتفادى تفشي هذه العادة ...
هي ضربة استباقية نوعا ما ...
(يضحك) ارتأت الحكومة الفرنسية أن من الجدير العودة إلى الأساسيات أو الأركان الأساسية للعقد الاجتماعي، ومن هذه الأركان قضية الانخراط الواحد والعيش الواحد دون تمييز بين المسلم واليهودي والبوذي ... هذا شعور مرهف عند فرنسا كما تعلم (يضحك).. الفصل بين الدين والدولة قائم في جميع المجالات، وأنا أتفهمه من باب تفهم حق كل دولة في أن تحافظ على نموذجها والعيش المشترك بشكل يجعل من الأمن والتفاعل بين الناس أساسيا دون الدخول في متاهات وفي جدل وأعمال عنف حول كل هذه الأمور. ما يحدث في الهند مثلا وفي بقاع أخرى من العالم، يجب أن يعلمنا أن التعدد الثقافي يجب أن نضبطه حتى يكون عاملا إيجابيا وليس سلبيا.
ألا ترون أن مقولة التعايش لا تتماشى ومفهوم الإقصاء؟ هناك شرائح مختلفة داخل المجتمع الفرنسي، خصوصا المتحدرة من أصول مغربية أو مغاربية، تعاني الإقصاء وهو أمر لا يستقيم مع شعار التعايش الذي تحدثتم عنه.
أرى أنا كلمة إقصاء قوية جدا...
لنقل تهميشا
علينا أن نعترف أن هناك نوعا من التهميش، لكن أعتقد أن فرنسا دولة قانون، والمنطلق الأساسي هو احترام القانون. وقد سنت عدة قوانين صارمة وتدابير في مجالات عديدة من أجل تجاوز أي تهميش أو تمييز خصوصا في ميدان العمل.
وكل من أحس بتمييز مقصود المحاكم الفرنسية كفيلة بفض مثل هذه النزاعات والحسم فيها.
لنعد إلى قضية وسائل الإعلام، ألا ترون أن هيمنة الغرب على وسائل الإعلام تجعله يحاور نفسه؟
لا أعتقد ذلك، أعطيك كمثال قناة "الجزيرة" وتطور "الصناعات الثقافية" في العالم الثالث، فالهند مثلا أكبر مصدر للأفلام سينمائية...
إذا سمحتم، أظن أن الجزيرة مثال سيئ، فالصورة التي قدمتها القناة القطرية عن العرب والمسلمين هي صورة ابن لادن والزرقاوي وأيمن الظواهري، واكتشف الغرب الجزيرة عبر مقاطع الفيديو وخطابات الموت والتهديد للغرب..
أنا لا يمكن أن أقول مثل هذا الكلام ... لكن تطور "الصناعات الثقافية" في العالم الثالث يجعلها تتنافس مع دول الغرب، أما المضمون الثقافي لوسائل الإعلام وغيرها فهذا خاضع إلى تحليلاتكم كصحافي.
بوكس1: مديرية الاستشراف مؤثرة في القرارات
أسست مديرية الاستشراف التابعة للخارجية الفرنسية منذ 40 سنة من طرف "ميشيل جوبير"، وهي دائرة مكونة من اختصاصيين في شؤون مناطق العالم تبحث بشكل مستقل عن السياسة القائمة، يقول جوزيف مايلا، رئيس إدارة شؤون الأديان، "نحن نحاول أن نرى أبعد من الأمور السياسية المطروحة حول القضايا ذات الاهتمام السياسي والاقتصادي الآني".
ثم يضيف، "إنها دبلوماسية التفكير والتأمل أكثر من دبلوماسية الفعل أو العمل. نحن نرى التحولات الكبرى ونتساءل عن انعكاسها على مصالحنا الوطنية. بالطبع نحن نواكب ما يجري في العالم كل يوم ومهتمون في الآن ذاته كيف سكون الاقتصاد والعالم بعد 20 سنة، كيف تتطور المجتمعات وماذا سيكون مصير أوربا، وتحولات الاقتصاد والسياسة والدين الذي أصبح قسما من أقسام دائرة الاستشراف بفضل "بيرنار كوشنير" (وزير الخارجية السابق)".
وعن مدى تأثير هذه المديرية في القرارات قال مايلا، "نعم، فعندما يتخذ القرار ندخل بعض التساؤلات. صحيح أن الأمر يعود في النهاية إلى الوزير لكن عليه أن يأخذ بعين الاعتبار جميع التفاعلات والآراء ويتخذ القرار في آخر المطاف، فنحن نأتي بالجواب المناسب والأسئلة الدقيقة".
وحول تفاؤله بخصوص مستقبل العالم، قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط والإسلام وسوسيولوجيا النزاعات، نحن نعيش في عالم خطير، ونعيش تحديات جمة، لكن هناك انفصام بين الدول التي تطورت من جهة، والعالم المنسي الذي لا نتكلم عنه من جهة أخرى. فعندما نتحدث عن "جي 8" أو "جي 20" هناك "جي 172" أي سواد العالم الذي لا نتعاطى شؤونه. علينا أن ننتبه إلى تطور متوازن في العالم، وننتبه إلى مشاكل كبرى مثل المجاعة والعنف الذي أصبح حقيقة مفزعة. أنتم تعرفون في المغرب، الذي يعتبر بلد أمن وطمأنينة، كم هي المخاطر المحدقة بكم. وبعض الدعوات إلى العنف التي تحيط بنا اليوم أمور لا تعالج في إطار مغربي أو مغاربي بل تواجه وتعالج على المستوى الدولى ... مع ذلك أنا متفائل".
بوكس 2: "من منهاتن إلى بغداد - ما وراء الخير والشر"؟
الكتاب حوار بين مختصين في شؤون العالمين العربي والإسلامي، هما محمد أركون وجوزيف مايلا. ويرمي إلى تبيان معاني اعتداءات 11 شتنبر، التي أيقظت الفوارق والاختلافات الكثيرة التي تباعد بين "الشرق" و"الغرب"، وأعادت إلى الأذهان سلسلة من التساؤلات التي لا تنتهي حول مستقبل الإسلام.
ويستعرض هذا الحوار النقاش، مواجهة الدين مع الحداثة، والمسائل الجيوسياسية التي تثيرها سياسة الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، ويحاول أن يحدد وظيفة السياسة الأوربية المطلوبة في غمار هذه الأحداث.
ويسعى المفكران إلى فهم أبعاد تحول الفكر الإسلامي عن مساره، ويسألان إن تم تجنيد الحركات الإسلامية وتوظيفها بقصد هذا التحول. ويدعوان إلى إعادة اكتشاف تاريخ الإسلام، وقراءته بلغة جديدة لا تغفل كم الأحداث الهائل الذي عصف بالعالم الإسلامي، وتسعى إلى انخراط الإسلام في مسار التاريخ العالمي.

21‏/11‏/2010

هل يخرق صحافيون من دوزيم القانون؟

صامد غيلان وشميشة قدما وصلات إشهارية رغم أن دفتر تحملات القناة يمنع ذلك


منذ أيام قليلة، بدأت القناة الثانية دوزيم عرض وصلة إشهارية "بطلها" المنشط الشاب صامد غيلان الذي يقدم البرنامج "أجيال" وبرنامج "سولو النجوم"، رغم أن دفتر تحملات القناة الثانية دوزيم يمنع بشكل صريح وواضح مشاركة الصحافيين والمنشطين في أي إشهار تجاري.
وينص دفتر تحملات القناة الثانية في نسخته الأولى (2006 - 2009) في المادة 34 الخاصة بالالتزامات الخاصة بالإشهار والرعاية والتسويق التلفزي على "منع الشركة صحافييها المشاركة في أي إشهار تجاري".
وفي السياق ذاته ينص دفتر تحملات القناة الثانية في نسخته الثانية (2009 - 2011) في المادة 35 المتعلقة بالالتزامات الخاصة بالإشهار والرعاية والتسويق التلفزي، بأن الشركة "تمنع على صحافييها ومنشطيها ومقدمي النشرات الإخبارية، والمجلات والبرامج الحوارية، وبرامج النقاش السياسي على المشاركة في أي إشهار تجاري".
والحالة هاته، فإن مشاركة صامد غيلان في وصلة إشهارية خاصة بالحفاظات أو مقدمة برنامج الطبخ شميشة التي شاركت في وصلة إشهارية خاصة بماركة "عائشة"، ورشيد الادريسي الذي يقدم وصلة لمجموعة "الضحى" وغيرهم، خرق واضح لمقتضيات دفتر تحملات القناة الثانية دوزيم والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على السواء.

أكثر من هذا، "يصادف" بث برنامج "أجيال"، في بعض الأحيان، بث القناة الثانية للوصلة الإشهارية الخاصة بماركة معروفة من الحفاظات يظهر فيها المنشط الشبابي، الأمر الذي يخلق لبسا وخلطا لدى المشاهدين بين مضمون الوصلة الإشهارية ومضمون البرنامج في حد ذاته.
وفي موضوع مشابه، كانت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أصدرت في 25 أبريل 2007 قرارا يقضي بوقف بث الوصلة الإشهارية لمجموعة الضحى كانت تبثها القناتان الأولى والثانية تقدمه الإعلامية فاطمة النوالي التي كانت تقدم حينها البرنامج الفني "مراكش اكسبريس".
وجاء في حيثيات القرار "أن الوصلة الإشهارية يتم بثها على شكل نشرة أخبار من شأنها إحداث خلط في ذهن المشاهد، إذ يبدو وكأن الأمر يتعلق بنشرة إخبارية و ليس بإشهار، و أن الالتباس قد يزداد بكون مقدمة الإشهار كانت أصلا مقدمة وهي حاليا تنشط برنامجا فنيا على القناة الأولى".
ويضيف القرار، "إن المادة 68 تنص على أنه "يمنع كل إشهار سمعي بصري كاذب أو مضلل يحتوي على ادعاءات كاذبة أو بيانات أو تقديمات مغلوطة أو من شأنها أن توقع الغير في الخطأ".
وتجدر الإشارة إلى أن دفاتر التحملات للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وسورياد دوزيم، أغفلت، على السواء، الحديث عن الصحافيين والمنشطين المنتمين إلى الشركتين، الذين يمنحون أصواتهم للوصلات الإشهارية، والطريقة التي يمكن للهيأة العليا للاتصال السمعي البصري من خلالها ضبط هذه الخروقات والتجاوزات، إذ أن دفاتر تحملات بعض المحطات الإذاعية الخاصة تمنع بدورها على صحافييها ومنشطيها المشاركة في الوصلات الإشهارية، وهو الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه للتأويلات والقراءات المختلفة لمضامين دفاتر التحملات.
جمال الخنوسي

العثور على جثة مغربي داخل حقيبة في الحدود الفرنسية البلجيكية

تداولت مجموعة من وسائل الإعلام البلجيكية والفرنسية، خبر العثور على جثة داخل حقيبة رياضية من الحجم الكبير ب"مقاطعة "واترلوس" على الحدود البلجيكية الفرنسية، أول أمس (السبت).
وأوردت المصادر ذاتها أن التحريات الأولى، أبرزت أن الجثة لشاب مغربي يبلغ من العمر 24 سنة على بعد أمتار قليلة عن الحدود البلجيكية الفرنسية. وأضافت جريدة "لوباريزيان" أن أبحاثا ومراجعات ستجري في كل من المغرب وبلجيكا واسبانيا من أجل التحقق من المعلومات المتوفرة وفك خيوط هذه الجريمة الغامضة.
وجاء في الجريدة الفرنسية أن الجثة لشاب "من المرجح" أنه يحمل الجنسية المغربية ومقيم في اسبانيا، عثر عليها حوالي الثانية من صباح أول أمس (السبت) على الطوار داخل حقيبة رياضية من الحجم الكبير، كما عثرت الشرطة على جواز سفر مغربي وتصريح إقامة في اسبانيا.
من جهتها أوردت وكالة الأنباء البلجيكية "بيلجا"، أن جثة الشاب لا تحمل آثارا للضرب وأن عملية لتشريح الجثة ستجرى اليوم (الاثنين).
ووفق مصادر الشرطة، أشارت القناة التلفزيونية "فرانس 3" أن اثنين من السكان لاحظا وجود حقيبة رياضية كبيرة على الأرض في ركن مظلم من الشارع. وعندما فتحوها عثروا على جثة في الداخل.
وأضافت القناة أن الجثة "كانت ترتدي ثيابا" و"مطوية تماما" دون ظهور أي آثار واضحة للضرب. "وسوف يتم تنفيذ عملية تشريح الجثة صباح اليوم (الاثنين) لتحديد أسباب الوفاة، كما ستتابع الشرطة القضائية في مدينة ليل الفرنسية التحقيقات عن كثب".
وأكد المصدر ذاته أن تشريح الجثة سيمكن من تحديد ما إذا كانت ضربات على وجهه هي سبب الوفاة أو إذا كان سببه عناصر أخرى.
ويعبر الكثير من المسافرين النقطة الحدودية المذكورة خصوصا العائدين من هولندا مما قد يوحي بأن الجريمة مرتبطة بتصفية حسابات في إطار تهريب المخدرات.
 جمال الخنوسي

اعتقال والدي الطفل المغربي يونس جراتلو ببلجيكا


لم تخلف الشرطة البلجيكية وعدها عندما أعلنت قبل أيام عن قرب فك لغز قضية مقتل الطفل المغربي يونس جراتلو، بمناسبة مرور سنة على حادث مقتله، إذ أمر قاضي التحقيق باعتقال والدي الطفل الضحية، اللذين يعيشان منفصلين، يوم أول أمس (الثلاثاء). فأودع الأب محمد جراتلو بسجن تورناي، فيما وضعت الأم نعيمة بسجن "مونس" بعد أن وجهت لهما، بشكل رسمي، تهمة التسبب في إصابات جسدية أفضت إلى الموت دون نية القتل مع ظروف التشديد لأن الضحية قاصر وابن المتهمين.
وعادت القضية إلى الواجهة يوم الاثنين الماضي، بعد القيام الشرطة بتفتيش لمنزل العائلة، والاستماع من جديد إلى أفرادها والتحري حول "علامة وجدت على وجه الضحية"، إلا أن الأب أنكر الضرب، فيما اعتبر المحققون تفسيرات الوالدين "غير مقنعة".
وأثيرت مع بداية التحقيقات فرضيات متعددة منها حادث الغرق وحادثة سير. وخلص تشريح الجثة إلى التخلي عن فرضية صدم سيارة، كما أثار والد يونس فرضية الاختطاف، لكن عدم وجود طلب فدية جعل المحققين ينفون هذه الفرضية أيضا. فبدأت الشكوك تحوم حول الأب الذي وصفته الصحف البلجيكية ب"الستيني العنيف والمدمن على المشروبات الكحولية".
ولم يستثن، كسافي مانيي، محامي جراتلو الأب، في تصريحه لجريدة "لاديرنير أور" (آخر ساعة)، أن يكون الحادث المأساوي مرده "صفعة" وجهها الأب إلى ابنه. وأضاف المحامي، "إذا لم يعترف الأب، ستكون القضية مسألة أدلة".
وقال القاضي المكلف بالقضية، إنه يملك ما يكفي من الأدلة لتوجيه التهمة بشكل صريح إلى والدي يونس، محمد ونعيمة جراتلو، بعد سنة من التحقيقات، بتهمة التسبب في إصابات جسدية أفضت إلى الموت دون نية للقتل.
وأفادت الصحف البلجيكية أن نتائج التشريح الطبي أبرزت أن رئتي الطفل يونس لم تكنا مليئتين بمياه النهر، ما يدل على أنه توفي قبل وضعه في الماء.
وتعود حكاية مقتل الطفل يونس جراتلو، إلى ليلة 25/26 أكتوبر من السنة الماضية عندما اختفى في ظروف شديدة الغموض، بعد شجار حاد بين والديه وصفته النيابة العامة في حينه بالعنيف، اضطرت معه الأم إلى الخروج ليلا "لاستنشاق الهواء"، تاركة الباب غير مغلق، مما سهل انسلال يونس خارج المنزل دون إثارة انتباه أبيه الغاضب من جراء ما حدث، حسب رواية العائلة. وبعد ساعات عادت الأم إلى المنزل لتلاحظ غياب ابنها يونس.
و بمجرد إشعار الشرطة، قامت باستنطاق كل أفراد العائلة فورا، طيلة يومين، رغبة منها في الوصول إلى نتائج في أقصى سرعة ممكنة.
وحسب اعترافات والدي يونس وأخيه الأكبر، اتضح للشرطة أن خلافا حادا نشب بين الزوجين ليلة الأحد 25 أكتوبر، خرج يونس بعده، لكن كل أفراد العائلة نفوا بشكل قاطع أن تكون لهم يد في اختفائه.
وشككت الشرطة في رواية العائلة مما جعلها تمدد فترة اعتقالها الاحتياطي، كما نسقت جهودها مع الشرطة الفرنسية، نظرا لقرب مقر سكنى عائلة جراتلو من الحدود البلجيكية الفرنسية. كما أخبرت الشرطة الدولية لمساعدتها في العثور على يونس.
وبعد مرور أيام، بدأت الشرطة وكل المتتبعين يفقدون الأمل في العثور على يونس حيا. وبعد أيام، جاء الخبر الحاسم والصادم في الآن نفسه، عندما أعلنت ممثلة النيابة العامة، على العثور على يونس ميتا، وجثته تطفو فوق مياه بحيرة كومين، الواقعة بإقليم تورني المتاخم للحدود البلجيكية الفرنسية، وأن التشريح سيعطي الملامح الأولى للطريقة التي مات بها، رغم أن الجثة تم العثور عليها في حالة سيئة. ولم تصرح، حينذاك، لا الشرطة ولا النيابة العامة، بأي جديد حول أسباب وطريقة تصفية يونس، مما كان يعني أن التحقيق سيواصل إلى أن يتم الكشف عن القتلة، وستظل العائلة المتهمة الأولى في هذه النازلة إلى أن يسدل الستار على هذا اللغز الخطير.
وحير اختفاء يونس وتصفيته بهذه الطريقة المحققين ومعهم الرأي العام، فإذا كانت مسؤولية الوالدين في اختفائه، غير مستبعدة، باعتبار أن الشرطة البلجيكية أعطت الأولوية لهذه الفرضية، وتحاول ربط اختفاء يونس بشجار الأبوين، فإن كل الفرضيات الأخرى تظل ممكنة، خاصة أن بلجيكا عرفت سوابق مماثلة في اختفاء الأطفال وقتلهم (لبنى بنعيسى وجولي وميليسا..الخ). كما أن ظاهرة الشذوذ، والتحرش الجنسي بالأطفال في تنام مستمر.
واستحوذت قضية الطفل المغربي على اهتمام واسع من وسائل الإعلام والرأي العام البلجيكي والفرنسي. وبقيت التحقيقات على مدى الشهور الأخيرة تراوح مكانها دون ظهور أي خيط جديد يبدد الغموض عن قضية مقتل يونس منذ العثور على جثته.
وكانت الشرطة البلجيكية أرسلت لجنة من المحققين إلى المغرب بعد عودة والدي الطفل إليه لقضاء مدة في بلدهما الأصلي، ودفن جثمان ابنهما في الدار البيضاء. ويرجع المحققون الاهتمام بأفراد العائلة نظرا للمكالمات الهاتفية التي جمعت العائلة الصغيرة في بلجيكا وأفراد من العائلة في المغرب ليلة اختفاء يونس.
وقد قام عدد من ممثلي وسائل الإعلام المغربية والبلجيكية والفرنسية بتغطية مراسيم تشييع جنازة الطفل. كما أطلقت الشرطة الدولية "الأنتربول" مذكرة بحث دولية تحت عنوان "نوتيس جون" في 188 دولة عضو للعثور على الطفل الذي خلف خبر وفاته أسى عميقا وتضامنا مع أسرة الفقيد.
جمال الخنوسي