31‏/12‏/2009

اهتمام إعلامي كبير بزيارة ساركوزي وكارلا إلى مراكش

وسائل الإعلام لا تنظر إلى مدلول الزيارة الدبلوماسي فحسب بل تراقب "قصة الحب بين نيكولا وكارلا" في المدينة الساحرة



يتابع الفرنسيون بشغف شديد الزيارة التي يقوم بها الرئيس نيكولا ساركوزي وزوجته كارلا بروني إلى المغرب بمناسبة أعياد الميلاد. ولا تحظى هذه الزيارة باهتمام وسائل الإعلام الفرنسية والدولية بالنظر إلى مدلولها السياسي والدبلوماسي فحسب، باعتبارها دليلا كبيرا على متانة العلاقة بين البلدين، بل اهتمت بها أيضا مجلات "البيبول" التي تتابع أخبار النجوم والمشاهير، من أجل مراقبة أطوار "قصة الحب بين نيكولا وكارلا" التي ستؤججها مدينة ساحرة مثل مراكش.
وكان نيكولا ساركوزي وزوجته كارلا، وصلا بعد ظهر يوم الجمعة الماضي إلى مراكش، حيث سيمضيان بضعة أيام بمناسبة عيد الميلاد. وأوضح مصدر مطلع أن الزوجين يقيمان في مقر جنان الكبير الملكي الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن مراكش على الطريق المؤدية إلى مكناس.
وكان قصر الاليزيه أشار يوم الخميس الماضي إلى أن "عشاء عمل" سيجمع الملك محمد السادس وساركوزي خلال زيارته للمغرب. كما من المنتظر أن يعود الرئيس الفرنسي في 31 دجنبر إلى فرنسا لمعايدة مواطنيه، على ما أوضح المصدر نفسه
والتقى ساركوزي بالملك محمد السادس خلال حفل عشاء نظمه صاحب الجلالة، محفوفا بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ومرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحبتي السمو الملكي الأميرتين للا سلمى وللا أسماء، أول أمس (الأحد) بالإقامة الملكية بمراكش.
ووصف أحد المواقع الالكترونية الفرنسية الحفل ب"حفل عشاء من ألف ليلة وليلة"، مشيرا إلى حفاوة الاستقبال الذي حظي به الزوج الرئاسي الفرنسي وحفاوة الكرم المغربي الذي جعل الضيوف يستمتعون بأطباق من الطبخ المغربي الأصيل.
ونقل الموقع ذاته أن زوجة الرئيس الفرنسي استمتعت كثيرا برفقة الأمير مولاي الحسن، وانخرطت معه في حوار وصفته ب "الشيق"، مضيفة أنه يتميز بكل المواصفات الأميرية.
وذكرت جريدة "لوباريزيان" أن الرئيس الفرنسي، الذي احتفل للتو بعيد ميلاده 42 "قام بالتفاتة بسيطة للأسرة الملكية في المغرب حصل مقابلها على مكافأة كبيرة". مضيفة أن دعوة الملك محمد السادس للرئيس ساركوزي وقرينته كارلا بروني، إلى أحد قصوره، جاءت ردا على دعوة الرئيس الفرنسي لعدد من أفراد الأسرة المالكة المغربية لتناول الشاي. وأضافت الصحيفة أن ساركوزي وزوجته سيقضيان عدة أيام في القصر خلال الاحتفالات بأعياد الميلاد.
ووفقا لتقرير الصحيفة ذاتها، فعند دخول الأمير مولاي رشيد أحد المستشفيات في باريس مطلع أكتوبر الماضي، وجه ساركوزي وقرينته الدعوة إلى عدد من أفراد الأسرة المالكة لتناول الشاي معهم ظهر يوم أحد. وأوضحت الصحيفة أن هذه الالتفاتة تركت انطباعا قويا لدى جلالة الملك.
وذكرت مجموعة من وسائل الإعلام التي تهتم بأخبار "البيبول"، أن زيارة كارلا ونيكولا إلى المغرب فرصة لتجديد قصة الحب التي تجمع الزوج الرئاسي الفرنسي في مدينة لها سحر خاص، مشيرة إلى أن كارلا ونيكولا ظهرا متحابين أكثر من أي وقت آخر.
وفي السياق ذاته استغل الرئيس الفرنسي الموقع الاجتماعي "فيس بوك" من أجل التعبير عن متمنياته بمناسبة السنة الجديدة لكل الفرنسيين. واعتبرت وسائل الإعلام خطوة ساركوزي دليلا على أنه "رئيس عصري"، مشيرة في الآن ذاته إلى إصراره على الحفاظ على بروتوكول الايليزيه من خلال عودته يوم 31 دجنبر من مراكش إلى باريس، حيث ستبث قناة "تي إف 1" متمنياته إلى كل الفرنسيين كما هي عادة جميع رؤساء البلاد.
جمال الخنوسي


24‏/12‏/2009

بغال مدمنة على القرقوبي في سيدي قاسم


أصحاب العربات يناولونها المنشطات من أجل الزيادة في حيويتها ومضاعفة مردوديتها


دخلت الحيوانات على خط الإدمان، وأصبحت منافسا كبيرا على استهلاك المخدرات، و"الزطلة" وكل أنواع "الدوخة" المغربية، وحطمت بذلك الاحتكار البشري لهذه المادة الحيوية بالنسبة إلى "الشمكارة".


وبعد انتفاضة الديكة وفتحها لمسالك المخدرات بزعامة ديك شهير بمدينة الدار البيضاء، كان يعاقر الخمر، ويزاحم السكارى على كؤوس "الروج" في أحد البارات، حتى الساعات الأولى من الصباح، ظهرت في سيدي قاسم بغال تدمن القرقوبي وتحرص يوميا على أخذ حصتها من حبوب الهلوسة، وتنتظر موعدها الصباحي بشغف ولهفة كي "تعمر الطاسة" وتوازن المزاج.


وذكرت مصادر من المدينة البترولية، التي لم يعد يربطها بالبترول إلا الخير والإحسان، أن البغال "المقرقبة"، "أولاد دارهم" وينتمون إلى عائلات كبيرة، ولهم عمل محترم، إذ يشتغلون بشكل منتظم في جر العربات ونقل السكان بين الأحياء الهامشية للمدينة.


ولأن للإدمان عواقب وخيمة على بني الإنسان، فإن "التقرقيب البغلي" نتجت عنه مآسي كثيرة كان آخرها انزلاق حوافر بغل خلال الأسبوع الماضي، بعد أن زاد نشاطه وكثر صاحبه في "لادوز". وقبل أسابيع انقلب بغل ومعه العربة التي يجرها وراءه براكبيها، إلا أن الله حفظ وستر، ولم يسفر الحادث عن ضحايا، ونجا البغل من موت محقق ب"جرعة زائدة".


أكثر من هذا، تسبب بغل التهم "سمطة من القرقوبي"، في صدم معلم غرق إثر الحادث في غيبوبة دامت 18 يوما، قبل أن يرحل عن الدنيا، بسبب تهور البغل "المقرقب".


وتقول الأنباء القادمة من المدينة، إن البغل يتحول بقدرة قادر، بعد تناوله للحبوب السحرية، إلى حصان أصيل، "100 في المائة دم عربي خالص"، يعدو كالسهم ويمشي بخيلاء، كأنه مشارك للتو في أسبوع الحصان الشهير، في حين تدل الندوب التي في مؤخرته والأوساخ العالقة على حوافره أنه من مواليد "كوري" حقير يفترش الأرض ويلتحف السماء.


ويدعي أصحاب العربات أن الحيوان البئيس، ما أن يتناول حصته من يد سيده حتى يصبح خارق القوة، بل "سوبرمان البغال"، وكأنه شاحنة تمخر الطريق وتعبر المسافات بسرعة الضوء، ولو توفر له الطريق السيار لطار بلا أجنحة، والله أعلم.


وتعمل البغال "لو كوست" (low cost) هذه، في خطوط لنقل السكان على هوامش المدينة، في طريق طنجة وحي السعادة وأفكا والنصر والزنيبرية، يقودها أطفال بلا تجربة، وبلا عقل أيضا.


وذكر خبراء في الشؤون الحيوانية أن هذه "البلية البغالية" قادمة من مدينة القنيطرة، حيث انتشرت في العديد من الأحياء، قبل أن يذيع صيتها، وتشيع في ربوع البلاد بسبب اختلاط البغال، أولاد العائلات، مع رفاق السوء من نظيرتها "المجلوقة".


وأكد أخصائيون في حبوب الهلوسة والقرقوبي، أن "البزناسة" سعيدون بهذا الانتشار، والتجاوب الإيجابي من لدن شريحة واسعة، مما يفتح لتجارتهم آفاقا جديدة وربحا أوفر وحياة رغدة.. وكل هذا طبعا على ظهور البغال.


جمال الخنوسي

أستاذي الذي أنقذ حياتي ...

هناك أناس يخترقون حياة الآخرين دون أن يتركوا أثرا يذكر، كأنهم أشباح أو كائنات هلامية بلا روح أو بصمات، في حين تتقاطع حياتك مع شخصيات أخرى لها تأثير كبير على مسارك، وربما تقلب حياتك رأسا على عقب.

أستاذي في الفلسفة كان من هذا الصنف الأخير، شخص حل يوما بمدينتي الصغيرة، محملا بأحلامه الكبيرة، وطموحاته المتفائلة، بل المفرطة في التفاؤل، وطرائقه الديداكتيكية التي تعلم قسطا كبيرا منها في مركز للتكوين، ونهل جزءا آخر منها من الكتب التي يلتهما بنهم.

كنا ننتظر الوافد الجديد بشوق، ليدرسنا مادة سمعنا عنها الكثير، أربكتنا، أدهشتنا، وزادت حرارة ترقب أستاذ الفلسفة الذي يلفه سحر الغموض وجاذبية المجهول.

استقبلناه مدججين بآرائنا المسبقة وعقولنا المنغلقة، وفهمنا المعقد، ظهر بسحنته الأنيقة وشعره المرتب وابتسامته الباردة وملابسه المنمقة. صمته كان يخيفنا وحركاته البهلوانية تضحكنا، أما كلماته فتشوش على عقولنا المراهقة التي تمتلئ بسنوات من الضجيج، وطبقات من الأخطاء، وتاريخ من اللاعقل. كنا ننتظر منه الكثير، واكتشفنا فعلا معه الكثير، عالم من الغموض والأسئلة المتضاربة.

كنا ننتظر درس الفلسفة بشوق كبير، ليقلب مفاهيمنا، نعد له الأسئلة المقلقة تارة، والمزعجة لعقولنا تارة أخرى. قضايا تهز يقيننا الهش، وتربك عنفواننا، ونظرتنا البسيطة إلى الحياة.

لقد نجح الأستاذ في أن يحبب إلينا مادة قهرت عقولنا، وجعلتنا نسبح ضد التيار، ونفكر خارج القطيع، ونحلق خارج السرب. لقد أنقذ أستاذ الفلسفة حياتي وقلب طريقة تفكيري وجعلني، على غرار عشرات التلاميذ الذين درسوا في فصله، شابا فطنا، وكون جيلا لا ينتمي إلى شرذمة المستهلكين ل"الهضرة". لم نعد مجرد عقول تملأ بالمعلومات وخزانا للمعطيات، بل زودنا بآليات للتحليل ومهجا للتفكير، ونظرة نقدية للأشياء. لقد شجع لدينا إعمال العقل، وأيقظ الحذر الفكري، ونمى الدهشة الفلسفية.

لقد تمكن في ظروف يقال عنها الكثير في مؤسسة المنصور الذهبي، أن يقوم بمهمته على أحسن وجه، وخلق مجموعة من المولعين بطريقته في التدريس، وحطم فكرة مسبقة لدينا عن الفلسفة كمادة ل"المسطيين" و"اللا أسوياء" والمعتوهين. وجعل منا أناسا مختلفين نحب الحياة ونحترم الآخر ونثمن الأسئلة ونؤمن بالاختلاف.

بفضله انتقلنا من داخل أقسامنا البئيسة وطاولاتها المتسخة بزخرفات التلاميذ والمراهقين، وتعالينا عن واقع فج وتافه لنحلق بأفكارنا داخل قضايا أنطولوجية كبرى: ما الهدف من الحياة؟ ما معنى الموت؟ ... كما مكننا من الإبحار في الممنوع، وفي قلب طابوهات الدين والجنس والسياسة، ولعب بكل توازن على حبل التوافقات، إذ كان يتنقل ببراعة بين دور الأستاذ والصديق والأب والأخ وكاتم الأسرار.

وكان في آخر كل سجال وجدل ابستيمولوجي، بعد أن تكون دلائله أفحمتنا، وبلاغته أخرصتنا، يختم بجملته الشهيرة: ما أكبر القضية وما أصغر الثانوية!

إلى كل مدرسي مادة الفلسفة تحية خالصة، وإليك ألف تحية، أستاذي وصديقي سي محمد زرنين.

جمال الخنوسي

21‏/12‏/2009

وفاة شقيقتين مغربيتين في ظروف غامضة بفرنسا


انتشال سيارتهما وبداخلها الجثتان وظروف الوفاة مفتوحة على كل الاحتمالات


فكت الشرطة الفرنسية، أخيرا، خيوط جزء مهم من القضية الغامضة التي شغلت بال الرأي العام على مدى أسبوع كامل، بعد عثورها على سيارة الشقيقتين المغربيتين اللتين اختفتا من بيت والدهما، وانتشلت جثتهما ليلة الجمعة على الساعة 11 والنصف.



وعثر على السيارة وبداخلها الجثتان في نهر تحت جسر "فيان" الذي يبعد عن بيت العائلة بحوالي 7 كيلومترات.



واكتشفت الشرطة السيارة الغارقة في المياه والوحل، صدفة، بعد أن اكتشفت سيدة من المنطقة، اعتادت التجوال في ضفة النهر بقايا الواجهة الأمامية لسيارة من نوع بوجو 307، لم تكن إلا سيارة الضحيتين، انتشلها غواصون تابعون للدرك بآلياتهم على عمق 3 أمتار.

وذكرت مصادر مقربة من الملف لوسائل الإعلام أن تشريح الجثتين سيجرى اليوم الاثنين. مضيفة أن الأدلة تسير في منحى حادث السير، إلا أن نتائج التشريح والخبرة على السيارة وحدها الكفيلة بإلغاء (أو إثبات) فرضيات العمل الإجرامي.


وشغلت قضية الفتاتين الرأي العام الفرنسي، خصوصا بعد أحداث مشابهة خلال السنوات الأخيرة كانت لأغلبها نهايات مأساوية.


وفتحت الشرطة القضائية بمدينة "أجان"، تحقيقا في قضية "اختطاف واحتجاز"، بعد اختفاء الشقيقتين سعاد ونجية، يوم السبت الماضي، دون أن تتركا أثرا، عقب مغادرتهما بيت العائلة ب"فوكارول" بين الساعة 6 و7 مساء.


وغادرت الشقيقتان بيت العائلة في الساعة المذكورة بشكل يلفه الكثير من الغموض، إذ أن الفتاتين البالغتين 26 و24 سنة غادرتا بيت العائلة في "فوكارول" التي تبعد بحوالي 20 كيلومترا عن مدينة "أجان"، بشكل مفاجئ وسريع، وركبتا سيارة من نوع بوجو 307 ذات لون ذهبي تمتلكها سعاد، وأخبرتا والديهما أنهما سيعودان بعد 5 أو 10 دقائق، لكن الشقيقتين لم يظهر لهما أثر منذ ذلك الحين إلى حدود اليوم.


ودفع تراكم المعطيات الغامضة والمقلقة بالشرطة القضائية يوم الخميس الماضي إلى فتح تحقيق في قضية "اختطاف واحتجاز".

وزاد في حدة الغموض والقلق، أن الشقيقتين كانت لهما مشاريع قريبة الأمد، وهو الأمر الذي يلغي أي فرضية لفرارهما الإرادي أو مخطط مشابه، إذ أن نجية قررت السفر إلى المغرب رفقة والدتها من أجل الراحة وزيارة العائلة خصوصا الجدة المستقرة هناك، وكانت سعيدة برحلتها تلك. أما الأخت الكبرى سعاد، فقد كانت مسرورة بالالتحاق بتكوين مهني يوم الاثنين الماضي بإحدى المصحات الخاصة بمدينة "تولوز".

وأشارت مصادر قضائية فرنسية قريبة من الملف لوسائل الإعلام، أنه إذا أضفنا هذه المعطيات إلى العلاقة الطيبة التي كانت تربط الفتاتين بوالديهما وجميع أفراد العائلة، فإن تطورات القضية مقلقة جدا، ولا مكان فيها لفرضية الفرار الإرادي.

وكانت سعاد حلت ببيت العائلة لقضاءعطلة نهاية الأسبوع، لأنها استقرت بمدينة "تولوز" قبل شهر، حيث ستبدأ تكوينا مهنيا هناك. وعمد والدا المختفيتين (الأب بوجمعة والأم فاطمة)، إلى إعلام الدرك الفرنسي، 24 ساعة بعد اختفائهما، بعد أن نفد صبرهما وبحثا عنهما عند كل المعارف والمقربين.

وصرح "عبد القادر" الأخ الأكبر للأختين بوشنفور، أن المختفيتين كانتا تتمتعان بحرية مطلقة، ولا مبرر لديهما للفرار.


وباءت جميع الاتصالات الهاتفية بالأختين بالفشل، كما أن المحققين لم يلحظوا أي تحويل أو سحب بنكي في حسابهما. كما حامت طائرة هليكوبتر فوق مكان الاختفاء بحثا عن سيارة الضحيتين.


وفي سياق التحقيق، قامت الشرطة بتفتيش دقيق لبيت سعاد في "تولوز" دون نتيجة تذكر. كما تم الاستماع إلى أصدقاء الفتاتين والأقرباء ومحيطهما عموما.


وشكك أفراد العائلة في فرضية حادثة سير لأن الفتاتين تنتميان إلى المنطقة وتعرفان جيدا طرقها ومسالكها، وهو ما يفتح من جديد باب التأويلات، وينذر بظهور مفاجآت أخرى.

جمال الخنوسي

20‏/12‏/2009

أخنوش: الاتفاق الفلاحي الجديد مع الاتحاد الأوربي متوازن وإيجابي



وزير الفلاحة والصيد البحري يعرض الخطوط الكبرى للاتفاق الأولي بين الطرفين



ثمن عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، الاتفاق جديد في المجال الفلاحي الذي سيربط المغرب والاتحاد الأوربي، بعد دخول الطرفين، منذ أشهر في مفاوضات من أجل تجديد الاتفاق الحالي الموقع في شهر فبراير من العام 2006.


وأكد أخنوش، في ندوة صحافية، عقدت صباح يوم أمس (الخميس)، بمدينة الدار البيضاء، من أجل عرض الخطوط الكبرى للاتفاق المبدئي، أن المصادقة النهائية ستكون في أقرب الآجال، بعد أن أغلقت المفاوضات، وتم إخضاع بنود الاتفاق لقنوات المصادقة الداخلية لكلا الطرفين.


وأضاف الوزير أن الاتفاق المقبل ليس جامدا لكن في حراك دائم، ويتميز بنوع من الشفافية التي يوفرها للمهنيين والفاعلين في المجال، من أجل تسريع وتوجيه الاستثمارات المستقبلية، مشيرا إلى أنه طلب تأخير المفاوضات قليلا مع الجانب الأوربي، والتأني في رسم ملامحها، فور وصوله إلى الوزارة. إذ كان يجري بموازاة ذلك الإعداد لإطلاق مشروع "المغرب الأخضر"، "وبعد الانتهاء منه، توضحت لنا الرؤية، واستأنفنا حينئذ المفاوضات على ضوء إمكاناتنا وبرامجنا وتطلعاتنا، وإستراتيجيتنا المستقبلية".


وسيمنح الاتفاق الجديد توازنا إيجابيا عاما، متقدما وذا دلالة في ما يخص حصص الصادرات المغربية، مع اشتراط حماية كبيرة للفروع المغربية الأكثر حساسية. كما سيوفر الاتفاق ربحا فوريا للمغرب يقدر ب1.7 مليار درهم.


وستمتد سيرورة تحرير السوق المغربية بالنسبة إلى المنتجات الأوربية على مدى 10 سنوات، تقسم المنتوجات وفقها إلى ثلاث مجموعات: مجموعة أولى (ج1) تحرر مباشرة وفور التوقيع النهائي للاتفاق، ومجموعة ثانية (ج2) تحرر بعد 5 سنوات، ومجموعة ثالثة (ج3) تحرر بعد 10 سنوات.


وستستفيد المنتجات المغربية من تحرير مطلق باستثناء 7 منتجات هي الطماطم والثوم وكليمونتين والفراولة والسكر والخيار والقرع الأخضر، التي ستستفيد جميعها من كوطا معدلة وتفضيلية. في حين سيمكن التحرير، المنتجات الأخرى، من التخلص من نظام الكوطا والتكاليف الجمركية وكافة المصاريف المعتادة.


وبموجب الاتفاق الجديد، الذي لم يوقع عليه الجانبان رسميا بعد، فإن حصة صادرات المغرب من الطماطم إلى بلدان الاتحاد الأوربي ستعرف ارتفاعا تدريجيا لتصل إلى 32 ألف طن بعد أربع سنوات أي بارتفاع 40 في المائة.


وكان الاتفاق القديم يحدد مجال التبادل التجاري بين المغرب والاتحاد الأوربي، لكنه لا يغطي مجموع المنتجات الفلاحية، والفلاحية المتحولة، والصيد البحري.


وكان الاتحاد الأوربي يتعامل مع المغرب بمنطق الكوطا مع المنتجات المغربية، وهو ما كان يحد من الصادرات المغربية في اتجاه شريكها الرئيسي.


ويأتي هذا الاتفاق الجديد بعد تمتيع الاتحاد الأوربي للمغرب، بوضع متقدم باعتباره مرحلة مهمة في مسار الشراكة المغربية الأوربية، وتجسيدا عمليا للانتقال إلى وتيرة أسرع في علاقات الشراكة بين الطرفين.


جمال الخنوسي

15‏/12‏/2009

المعلاية... حمى الرقص الجنسي القادمة من الخليج



فتيات الليل يجعلنها طعما لجذب الأثرياء والملاهي الليلية تشجعها بهدف ربحي



"المعلاية" كلمة لا تعني بالنسبة إلى غالبية المغاربة شيئا، في حين تعيش قلة أخرى على هذا "الفن"، وتعتبره وسيلة للمرح والمتعة ولكسب العيش أيضا. ويمنح محرك البحث "غوغل" على شبكة الانترنيت للفضوليين الذين يتساءلون عن معنى "المعلاية" التي بدأت زحفها في اتجاه المغرب منذ سنوات، نتائج لا حصر لها، أغلبها مقاطع فيديو. أكثر من هذا، خصص للرقصة المثيرة مواقع خاصة بها ومنتديات تضم المئات بل الآلاف من "المنخرطين" الذين يتقاسمون مقاطع الفيديو ويتبادلون آراء حول المعلاية وأصولها، بل هناك مقاطع فيديو هي في الأصل "دروس" لتعليم فن المعلاية وحركاتها المثيرة.


وكما حيرت المعلاية الراقصين والمتفرجين على السواء، حيرت الباحثين في أصولها ومكان نشأتها، واختلف الرواة حول حقيقتها، إذ يرى البعض أن رقصة المعلاية المشهورة في بعض دول الخليج باعتبارها جزءا من الفلكلور، في الأصل رقصة من دول أفريقية قريبة من دول الخليج وأول ظهور لها في سلطنة عمان. وهناك رواية أخرى تقول إن بداية ظهورها هو امرأة تدعى "أم علياء"، أول من ابتكر هذه الرقصة، ومن هنا تأتي تسمية "المعلاية" لأنها تصغير لاسم "علياء".


ومنذ سنوات وصلت هذه الرقصة "الغريبة" إلى المغرب عبر الانترنيت ومقاطع الفيديو "الساخنة" التي تملأ الشبكة، بموازاة مع "تسونامي السياحة الخليجية"، وما حملت معها من مظاهر وسلوكات جديدة.


وكان تعلم الرقصات السعودية والإماراتية والعمانية والكويتية وغيرها مصدر "نجاح" بالنسبة إلى مرافقات السياح الخليجيين من جهة، ومصدر ربحي كبير بالنسبة إلى الكباريهات والعلب الليلية التي تضمن بتقديمها ألوان موسيقية وما يرافقها من أهازيج ورقصات على رأسها "رقصة المعلاية" دخلا لا يستهان به.


في أحد الكابيريهات، في قلب مدينة مراكش، التي تعرف زوارا من بلدان الخليج تتوالى الألوان الموسيقية الغربية والشعبية والمصرية واللبنانية، وتناوب المغنيون والمغنيات يشنفون آذان الزبناء بكل ضروب الفن الموسيقي، وحوالي الرابعة صباحا يدخل الحلبة مغنيان خليجيان بزي متشابه خاص بالمنطقة. تتسابق إلى رقعة الرقص الفتيات يستعرضن دلالهن وليونتهن على أغنية محمد عبدو "الأماكن"، ثم يتسارع الإيقاع مع أغنية راشد الماجد "مشكلني حبك" وتتلوى الراقصات ويحركن أياديهن وأردافهن بشكل مثير، ومع أغنيات مثل "دانا أودانا على اللي هجرني" و" داني وداني تركوني لي حالي" يصلن إلى قمة النشوة و"الجدبة" الخليجية، ويقمن بأداء رقصة "المعلاية المثيرة.


يتسابق الخليجيون الذين استحسنوا البادرة إلى الحلبة يشاركون في هذه الحمى التي اجتاحت المكان فجأة، والمغنيان يحثان بعض المترددات للمساهمة في العرض الفوضوي، ويمدان لهن عصا نحيلة يقبضن بطرفها فيجذبهن إلى الساحة المكتظة.


في الحلبة المكتظة بالفتيات لا مكان للأرداف النحيلة أو القد "الخيزراني"، فرقصة المعلاية احتفاء بالأرداف الكبيرة المكتنزة التي تبرع بعض رائدات هذا الفن في تحريكها بشكل جنسي مثير. بالنسبة إلى البعض فقد حاذ الفولكلور الخليجي عن مساره وغدا رقصة للإثارة الجنسية أكثر منه فولكلورا محليا احتفاليا.


تتكئ إحدى الراقصات على طاولة تزيح كؤوسها وقنيناتها، وتبسط رجلها اليمنى على الطاولة، وتبدأ في تحريك أردافها وكأنها تضاجع كائنا وهميا. تلتصق على ظهرها راقصة ثانية فيؤديان الحركات نفسها، ثم ثالثة ورابعة وخامسة فيدخل جميعن في أداء متناغم، وتتناسق حركاتهن لتهيج فرائس الزبناء.


يقف أحد الندماء وينثر على رؤوسهن أوراقا نقدية، يسرع نادل ببذلته السوداء لجمعها. فيقترب أحد المغنيين إلى الزبون الكريم و"يدندن على رأسه"، "ودانا والي دانا ودندن وأنا أحب السعودية وعمان والإمارات..." وبلدان الخليج جميعها.


وتقول هند وهي إحدى "الزبونات" الدائمات في الملهى الليلي، إن تنشيط ساحة الرقم أحد أهم وظائفها في المكان الذي "تشتغل" فيه، وشرط من شروط ولوجها إليه، لذلك فالإقبال على "المعلاية" ونجاحها في اجتذاب الزبناء الذين يغدقون عليها وعلى المحل الدولار، يضمن لها الاستمرار في العمل، كما أن أغلبية الزبناء يربطون معها الاتصال بعد أدائها البارع ل"المعلاية"، "الخليجيون يحبون هذا النوع من الرقص، يذكرهم ببلدهم فتلعب الفودكا والأنغام برؤوسهم، فيجزون العطاء".


ويؤكد صاحب الملهى أن المنافسة على اجتذاب الزبناء خصوصا الأثرياء من بلدان الخليج بين المحلات، ساهمت في تشجيع الفولكلور الخليجي وإيلاء جميع ألوان فنون الرقص والغناء مكانة خاصة، المنافسة في المدينة الحمراء أصبحت شرسة ولابد من جعل كل سبل جذب الزبناء في صفي".


وتستمر جذبة المعلاية طيلة وصلة المغنيين الخليجيين دون تعب أو كلل إلى حين دخول مغن لبناني يلعن في أغنية لفارس كرم "كل من لا يحب النسوان".


---------------------------------------


بوكس: ما هي "المعلاية"؟


لا أحد يعرف بشكل دقيق متى بدأت رقصة "المعلاية" وأين ظهرت. وتتكون جلسة "المعلاية" من مجموعة من العناصر أهمها قائد الأوركسترا الذي يسمى "البابا"، وإذا كانت امرأة تدعى "الماما"، وتتكون الفرقة من 20 إلى 30 شخصا وعدد من كبار السن يجلسون على شكل حلقة يتوسطها "المكوسرجي" وهو عازف الكاسر (طبل صغير الحجم)، ويكون قوي البنية لما يحتاجه "الكاسر" من لياقة بدنية.
وفي منتصف الحلقة يجلس مغني الفرقة "يدق" على طبل يسمى "الرحماني" (طبل كبير الحجم اسطواني الشكل)، أما بقية الحلقة فيطلق عليهم "الرديدة"، وأطلق عليهم هذا الاسم بحكم دورهم في الفرقة وهو الرد وراء المغني، كما يقومون بالتصفيق لإغناء اللحن. ويعتبر الرقص في فن المعلاية الحلقة الأهم في العملية برمتها.
وكانت الفرقة في السابق تقوم بدور إعلامي بشكل عفوي، إذ تقوم الفرقة أثناء تنقلها إلى مكان الاحتفال بعزف أهازيج بمثابة إعلان لأهل المنطقة بوجود مناسبة ما.


------------------------------------


جمال الخنوسي (مراكش)

http://www.youtube.com/watch?v=SS7-FY_bfTc&feature=related

14‏/12‏/2009

محاكمة مغربي بتهمة جلد أخته في بلجيكا

ضبطها تتبادل القبلات مع خطيبها فقام بجلدها أمام أنظار العائلة

تشغل الرأي العام البلجيكي هذه الأيام قصة مثيرة لقضية معروضة أمام المحاكم لمغربي "دار شرع يديه"، وعاقب أخته "الآثمة" على الطريقة الطالبانية الأفغانية في قلب أوربا.

بدأت حكاية عبدو قبل سنوات عندما باغت أخته مع خطيبها، الذي رفضته العائلة مرات عديدة، وهما يتبادلان القبل متكئين على كرسي في حديقة عمومية. فكان جزاء روميو القرن الواحد والعشرين "طريحة" حقيقية من اللكم والشتم، وصب عليه جام غضبه، ومنحه أسمى عبارات السب والرفس، بعد أن أرداه أرضا يتضرج في دمائه.

ولأن عبدو البالغ 24 سنة، هدر دم روميو المسكين، واستباح عرضه وماله، حسب الأحكام الطالبانية، فقد انتزع منه حافظة نقوده وهاتفه المحمول ربما كي يثني الضحية عن الاتصال بجولييت مستقبلا.

حاولت جولييت زمانها اعتراض طريق أخيها وثنيه عن فعلته الشنيعة، لكن محاولاتها باءت بالفشل فبكت بحرقة وسالت دموعها أنهارا أنهارا دون جدوى، بل أكثر من هذا، كان عبدو يخبئ لها مفاجأة من نوع آخر، إذ "جرجرها" من شعرها و"مرمد" بها الأرض" وساقها كالبعير إلى بيت والديها حيث نزع عنها ثيابها بالقوة وجلدها جلدا وكأنه في العصور الغابرة وليس داخل بلد ينتمي إلى الاتحاد الأوربي زمن القرن الواحد والعشرين.

بكت جولييت زمانها وتوسلت دون أن يرحمها عبدو أو يغيثها والداها، أو أي من أفراد العائلة، لكنها بدورها كتمت مفاجأة فجرتها في وجه الجميع لاحقا. فقد آلمها كثيرا ما جرى لها، فروميو زمانها تصرف بندالة ولملم خيبته وأطلق ساقيه للريح وذهب بلا رجعة وترك الفتاة تواجه قدرها لوحدها. ففرت جولييت من بيت العائلة وذهبت إلى أقرب كوميسارية حيث وضعت شكاية، وحكت الموضوع من ألفه إلى يائه إلى رجال الشرطة الذين أصدروا مباشرة مذكرة بحث في حق عبدو الطالباني.

لم يفلح رجال الشرطة في العثور على عبدو لأنه، وببساطة، فر إلى المغرب حيث اختبأ مدة من الزمن، لكنه لم يستطع التأقلم في بلده، فقفل عائدا إلى بلجيكا وسلم نفسه إلى البوليس، لأن أخته لم تغفر له صنيعه البربري، ولا صمت والديها وأفراد العائلة.

وعبر عبدو أمام المحكمة عن ندمه لما اقترفته يداه، وعن تعامله الوحشي تجاه أخته، كما أبلغ المحكمة أنه ترك بيت العائلة التي عودته على مثل هذه السلوكات الانفعالية والانتقامية، وانتبه إلى أن ما قام به شيء خارج القانون، ومع ذلك لم يتزعزع موقف أخته ولم يلن قلبها ورفضت التنازل عن القضية.

وتتابع المحكمة المتهم، المتحدر من أصول مغربية، بتهمة التعذيب، في حين يطالب محامي الدفاع بتكييفها إلى الضرب والجرح.

من جهته اعتبر نائب الوكيل العام، أن الحكم على المتهم بمدة طويلة من الأشغال ذات المنفعة العامة، كفيل بإصلاح الخطأ الذي ارتكب، بعد أن اعترف بجرمه وعبر عن ندمه بصدق.

وينتظر العديد من المتتبعين حكم المحكمة، الذي سيصدر خلال الأسبوع المقبل، لتبيان طريقة تعاملها مع الحادث الغريب الذي اعتبرته الصحافة البلجيكية دخيلا على المجتمع.

جمال الخنوسي

أزمة الهوية تقتل القناة الثانية



توحيد "الرؤى" بين الأولى والثانية جعل دوزيم قناة ماسخة تتأرجح بين العام والخاص



لماذا تراجع مستوى القناة الثانية؟ سؤال يطرح اليوم بإلحاح ويكتسب كامل الشرعية لعدة أسباب: أولا بمناسبة انعقاد المجلس الإداري الأخير ل"صورياد دوزيم" في وقت تمر منه المحطة بمرحلة عصيبة جدا، ثانيا لأنه مر الآن حوالي سنة ونصف على وصول مدير جديد، ترك له الوقت الكافي كي يتعرف على دواليب الأمور ويضع خطة جديدة، ويقدم تصوره واستراتيجيته بإيجابياتها وسلبياتها، وثالثا أطفأت القناة شمعتها العشرين، واحتفلت بعيد ميلادها بملامح شيخوخة مبكرة، ووصلت إلى الدرك الأسفل الذي لم تعرفه قط منذ انطلاقها برغبة من الملك الراحل الحسن الثاني الذي أرادها محطة حديثة وحداثية بصورة مغرب المستقبل.


إن القناة الثانية تعيش اليوم وضعا شائكا وتضيق حولها حلقة قاتلة: قلة الإشهار والموارد عموما تعيق الاستمرار في سياسة الإنتاج الوطني، الجاذب الرئيسي لنسب المشاهدة، فتنقص بالتالي المداخيل الإشهارية، ويتراجع مستوى الأعمال المنتجة ... وهكذا دواليك إلى أن تكتمل الحلقة، وتصبح القناة الثانية، التي كانت لها بصمة خاصة ومميزة، قناة عمومية تردد بشكل ببغاوي الخطابات التي تميز المرفق العمومي في جمهوريات الموز.


إن مسخ هوية القناة هو في الحقيقة سبب رئيسي في أزمتها اليوم، ولفهم ذلك دعونا نعود بذاكرتنا قليلا إلى الوراء. لقد كانت دوزيم دائما تمثل لدى المواطن المغربي قناة تلفزيونية أكثر جرأة وانفتاحا وحداثة من القناة الأم. وفي الاتجاه ذاته عاشت القناة الثانية منذ انطلاقتها وضعا ماليا مريحا أيام كانت قناة خاصة وكذلك بعد "تأميمها"، ولم نسمع عن الأزمة الخانقة التي تشكو القناة مضاعفاتها إلا مع وصول سليم شيخ قبل سنة ونصف.


لقد تميزت القناة الثانية منذ بدايتها بترك مسافة واضحة مع الإعلام العمومي الرسمي، وحتى بعد "تأميمها" حافظت على المسافة ذاتها، إلا أن هذا الهامش الذي ظلت تتمتع به المحطة بدأ يتبدد منذ شهور وتقلص بشكل واضح وجلي، فالنشرات الإخبارية مثلا غيرت جلدها ونمقت "البلاطو"، لكن حافظت في المقابل على المضمون ذاته والوصفة نفسها.


كما أن انخفاض المداخيل الإشهارية ليس سببه الأزمة العالمية، كما يحلو للمسؤولين في دوزيم تبرير التراجع حتى لا نقول الفشل، وكأن الأزمة العالمية غدت شماعة سحرية نعلق عليها كل أخطائنا وإخفاقاتنا، بل إن السبب الرئيسي هو تراجع المستوى والفشل في جذب المشاهدين إلى برامج سطحية أو إنتاجات وطنية مكرورة أو أفلام من أرشيف الفن السابع أكل عليها الدهر وشرب، في زمن أصبحت فيه المنافسة شرسة، فاختار المستشهرون بدورهم الهجرة إلى آفاق جديدة والبحث على قنوات أخرى (إم بي سي ودبي ونسمة كمثال).


هل تشكو القناة أزمة هوية؟ نعم، وقصة الغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة رغم أنها غير مطابقة إلا أنها بليغة في هذا الإطار. فما يسمى توحيد "الرؤى" بين الأولى والثانية جعل دوزيم قناة ماسخة بلا هوية تتأرجح بين العام والخاص، بين المرفق العمومي الذي ينتظر دعم الدولة، والقناة الخاصة التي تبحث عن المداخيل الإشهارية، بين تحقيق الفرجة ونسب المشاهدة العالية والتوعية والالتزام ببنود دفاتر التحملات ....


هل المسألة برمتها قضية "فلوس"؟ قطعا لا، إنها تداعيات غياب تصور حقيقي متكامل، واستراتيجية واضحة لقناة أعطت الأمل لملايين المغاربة في إمكانية وجود إعلام مختلف في بلادهم. وبعد تأجيل الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري تقديم تراخيص جديدة، والاندحار المروع في مستوى القناة الثانية فقد غدا الحلم بعيدا والأمل ضعيفا.


جمال الخنوسي

10‏/12‏/2009

إحصاءات مخيفة حول العنف الزوجي

وزيرة التنمية قالت إنها تعد قانونا لمحاربة الظاهرة ليس للنساء ضد الرجال بل ببناء شراكة بينهما

أبرزت مجموعة من الدراسات والتقارير التي أنجزتها جمعيات ومؤسسات وطنية، أرقاما وإحصاءات مخيفة حول تعرض المرأة للعنف.

وأشار تقرير لفيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، أن العنف النفسي يأتي في الرتبة الأولى في هرم العنف المبني على النوع ب2142 حالة، ثم العنف الاقتصادي ب1876 حالة، فالعنف الجسدي ب843 حالة، مؤكدا أن 82.53 في المائة من النساء تعرضن لعنف من طرف أزواجهن أو أشخاص تربطهم بهن علاقات حميمية.

وأظهرت إحصائيات مركز الاستماع الوطني لفائدة النساء والفتيات ضحايا العنف لسنة 2009، أن عدد النساء والفتيات ضحايا العنف بلغ 12710 تقطن نسبة 34.4 في المائة منهن في الوسط القروي، كما يشكل العنف الزوجي نسبة 79.8 في المائة من مجموع الحالات.

وأبرز تقرير للمرصد المغربي للعنف ضد النساء أن 18 امرأة فقدن الحياة بسبب العنف الذي مورس عليهن، و121 امرأة تسبب لهن العنف في عاهة مستديمة، و13 امرأة تسبب لهن في الإجهاض، و17 امرأة تسبب لهن في الأمراض المتنقلة جنسيا.

وفي الإطار ذاته تعد وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن مشروع قانون ضد العنف الزوجي باعتباره قانونا يندرج في إطار الاستمرارية بالنسبة إلى إصلاح مدونة الأسرة، الهدف منه حماية النساء مع الحرص على جعل الأسرة إطارا للحماية بالنسبة إلى كل أفرادها خاصة الأطفال، من خلال وضع إطار قانوني مناسب يعالج الموضوع انطلاقا من الزوايا المتعددة دون الإضرار بأي طرف. وأكدت نزهة صقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية، في ندوة صحافية عقدتها أول أمس (الثلاثاء) بمدينة الرباط، أن الأمر لا يتعلق بقانون للنساء ضد الرجال، بل ببناء شراكة بين النساء والرجال لمحاربة العنف الزوجي، مضيفة أن القانون يعطي حاليا الأولوية للعنف الزوجي، لأن 80 في المائة من الحالات التي المحصاة ذات طبيعة أسرية.

وأكدت الوزيرة أن مشروع القانون يتوجه نحو إقرار العقوبات البديلة عن العقوبات السالبة للحرية، وسيتم بموجبه إحداث مرصد وطني حول العنف المبني على النوع الاجتماعي.

وفي السياق ذاته، ستطلق وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن الحملة الوطنية السابعة لمحاربة العنف ضد النساء تحت شعار: "جميعا من أجل محاربة العنف ضد النساء"، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء، الذي يصادف 25 نونبر من كل سنة.

كما تنظم الوزارة مجموعة من الأنشطة على الصعيد الوطني والجهوي، تستهدف تقديم المعطيات المتعلقة بالعنف ضد النساء، وكذا التعريف بالمجهودات المبذولة من طرف مختلف الفاعلين المؤسساتيين من جهة والجمعويين العاملين في مجال الحقوق الإنسانية للنساء، خاصة في مجال محاربة العنف المبني على النوع.

كما ستعقد مجموعة من الندوات تمت برمجتها بالجهات الست، فاس بولمان وطنجة تطوان وتادلة أزيلال والجهة الشرقية وسوس ماسة درعة ومراكش تانسيفت الحوز، وهي الجهات المستهدفة من خلال برنامج "تمكين"، البرنامج متعدد القطاعات لمحاربة العنف المبني على النوع عبر تمكين النساء والفتيات.

وسيتم خلال هذه الندوات المبرمجة، تقديم ومناقشة نتائج الدراسة الميدانية المنجزة في إطار برنامج تمكين، هذه الدراسة التي انكبت على تشخيص مستوى ونوعية خدمات التكفل بالنساء والفتيات ضحايا العنف وكذا آليات التنسيق بين المتدخلين المحليين، وذلك بهدف تحسين الخدمات الموجهة للنساء والفتيات ضحايا العنف والتنسيق بين المتدخلين من خلال تعزيز آليات القرب التي تمكن من تقوية قدرات النساء والفتيات، وضمان حقوقهن واستقلاليتهن.

بالموازاة مع هذه التظاهرة، ستنظم حملة إعلامية عن طريق وصلات إشهارية ستذاع عبر القنوات الإذاعية والتلفزيونية لتحسيس الرأي العام بمدى الأضرار والنتائج السلبية الناتجة عن العنف المبني على النوع، وذلك على مستوى الأفراد والأسر، والمجتمع بصفة عامة.

جمال الخنوسي

08‏/12‏/2009

مليكة تثير زوبعة جديدة حول الهوية الوطنية في فرنسا


وسائل إعلام أكدت أنها تتحدر من أصول مغربية وملكة الجمال قالت إنها 100 في المائة فرنسية


طرح وزير الهجرة والهوية الوطنية الفرنسي، لوك بيسون، إشكالا مقلقا حرك نقاشا صاخبا داخل فرنسا، يتأرجح بين الآراء المنفتحة ذات التصور الفسيفسائي للمجتمع، وأخرى شعبوية، متزمتة، ومنغلقة تصل في بعض الأحيان حد العنصرية.



لم يبق أحد على هامش النقاش الذي أراده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وطرحه على شكل سؤال: ماذا يعني أن تكون فرنسيا اليوم؟ الكل شارك وساهم بالرأي والرأي الآخر، مثقفين وفنانين وسياسيين وصحافيين.



وجاءت نهاية الأسبوع الماضي، لتدلو ملكة جمال فرنسا الجديدة دلوها في الموضوع، فقد انتخب قرابة 8 ملايين فرنسي، كانوا أمام شاشات التلفزيون، ملكة جمال بلدهم التي ستحمل قيم الحب والسلام والإخاء، وقيم فرنسا الحاضر والمستقبل، وظهرت صورة فتاة جميلة كانت ملكة جمال "نورماندي" لتصبح بذلك "مليكة" ملكة جمال فرنسا 2010 تتسابق عليها وسائل الإعلام وتفرش لها بلاتوهات كبريات القنوات التلفزيونية الورد تحت أقدامها. وربط بعض المتتبعين بين النقاش الدائر حول الهوية الوطنية، وانتخاب ملكة جمال تتحدر من أصول مغربية، وكأنها رسالة توجهها مؤسسة "ميس فرانس" إلى الجميع، تدافع فيها عن قيم فرنسا الكونية وروح التسامح التي تطبعها.



عشاق التنوع الثفافي، ومساندو المجتمع الفسيفسائي، رأوا في مليكة انتصارا جديدا لهم، بعد انتصارات سابقة في ميدان كرة القدم مثلا مع منتخب فرنسي أسطوري ظفر بكأس العالم يضم كل الإثنيات، فتناقلت وسائل الإعلام أن مليكة مينار، البالغة 22 سنة، تتحدر من أصول مغربية بل إن أمها وجدتها المغربيتين تتحدثان الدارجة المغربية بطلاقة.



في حين أكدت ملكة الجمال نفسها، التي تدرس القانون وتريد أن تصبح صحافية، أنها 100 في المائة فرنسية، وأن أمها التي ولدت في المغرب تنتمي إلى "الأقدام السوداء" (Les pieds noir)، وأن تسميتها ب"مليكة" نوع من التكريم لثقافتها العائلية ودليل على انفتاح والديها الثقافي.



هكذا وجد بلد ديكارت وفيكتور هوجو نفسه في مواجهة السؤال المقلق ذاته، نقاش حركه رئيس متحدر من أصول هنغارية، ويقوده وزير أمه لبنانية، وولد في المغرب ولم يرحل إلى فرنسا إلا بعد بلوغه سن 17.



إشكالية مليكة التي دوخت الناس حسم فيها بشكل قاطع رئيس الوزراء الفرنسي "فرانسوا فيون"، قبل أيام، حينما أكد أنه كي تكون فرنسيا يجب أن تبذل مجهودا كي تكون فرنسيا فعلا، وتقول إني فرنسي، وتفكر كفرنسي.



أن تكون مليكة مغربية أو غير مغربية؟ ليس هذا هو السؤال، بل السؤال الحقيقي هو ماذا يعني أن تكون مغربيا اليوم؟ وأن تتجرأ فرنسا على طرح السؤال في بعده الكوني يعني أن نتساءل جميعا ماذا يعني أن تكون إنسانا اليوم؟



جمال الخنوسي



حميش: "إذا كرمتني أم الدنيا فلا شأن لي بجحود الآخرين"



السفارة المصرية تكرم وزير الثقافة المغربي بعد فوزه بجائزة "نجيب محفوظ"


عبر وزير الثقافة المغربي بنسالم حميش، عن عدم اهتمامه ب"جحود" المؤسسات المغربية الثقافية وعدم اهتمامها بفوزه بجائزة "نجيب محفوظ" التي يمنحها اتحاد كتاب مصر.


وقال الأديب والمفكر خلال التكريم الذي خصت به سفارة مصر بالرباط المتوج المغربي، "إذا كرمتني "أم الدنيا" (في إشارة إلى مصر) فلا شأن لي بجحود الآخرين".


وتقرر في نهاية شهر غشت الماضي، منح "جائزة نجيب محفوظ" لهذا العام للقاص والروائي البارز بنسالم حميش، "تقديرا لما قدمه في الإبداع الشعري والروائي والبحثي والفلسفة والتاريخ".


وعبر سفير جمهورية مصر في الرباط، أبو بكر حفني محمود، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، عن بالغ سعادته واعتزازه بهذا الاحتفاء الذي خص به مبدعا شاملا من طينة بنسالم حميش، مشيرا إلى قيمة المكرم المغربي وعطاءاته المتنوعة في مجال الشعر والفلسفة والرواية وكل ضروب الإبداع. وأضاف السفير المصري أن فوز حميش بالجائزة، إضافة قيمة لها، لما يتمتع به من مكانة ورمزية على المستوى الإبداعي والفكري.


من جهته تحدث حميش عن نجيب محفوظ ودوره في التأسيس للرواية العربية قائلا، "عند كتاب أفذاذ من صنف نجيب محفوظ أدركت أن الكتابة الروائية فرع من الحداثة كإنتاج متجدد لحلقات القيم المضافة، وتعبير حي عن الوجود والحضور في حقول السؤال والإبداع بعيدا عن مهاوي التقليد والاتباع".


سبق أن فاز بهذه الجائزة كل من الأديب السوري حنا مينه، والشاعر الفلسطيني سميح القاسم، والشاعر السوداني محمد الفيتوري، وتبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار (حوالي 8 ملايين سنتيم)، وتعد من أعلى الجوائز التي يمنحها اتحاد كتاب مصر.


وجدير بالذكر أن حميش متخصص في الفلسفة وعلم الاجتماع وحاصل على شهادة الإجازة في الفلسفة وعلم الاجتماع من كلية الآداب بالرباط سنة 1970، ودبلوم الدراسات العليا في الفلسفة سنة 1974 من جامعة باريس في موضوع "التشكلات الأيديولوجية في الإسلام"، مما أهله للعمل في سلك التعليم العالي أستاذا مساعدا بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط، وعكف على إعداد أطروحة دكتوراه الدولة عن فلسفة التاريخ عند ابن خلدون، والتي ناقشها في باريس عام 1983.


كما حصل حميش عام 1990 على جائزة مجلة "الناقد" اللندنية المتوقفة عن روايته "مجنون الحكم"، وترجمت تلك الرواية التي أسقط فيها أحداث الماضي على الحاضر إلى عدة لغات أجنبية، كما قدم رواية "العلامة" عن رائد علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون والتي نال عنها جائزة نجيب محفوظ التي تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2002.


جمال الخنوسي

04‏/12‏/2009

التماس إلى المغرب لإحداث شبكة عربية لضبط السمعي البصري

علمت "الصباح" أن مجموعة من البلدان العربية على رأسها تونس ولبنان وموريتانيا، تقدمت بطلب إلى المغرب من أجل إنشاء شبكة لضبط وتقنين المجال السمعي البصري في البلدان العربية.

وقالت مصادر "الصباح" إن النتائج المهمة التي حققتها شبكات مماثلة كشبكة هيآت التقنين الفرانكفونية وشبكة هيآت التقنين الإفريقية، التي يرأس جميعها المغرب، هي التي دفعت هذه البلدان العربية إلى التقدم بهذا الملتمس.


وقال أحمد الغزلي، رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، في تعليق حول الموضوع، إن المغرب يفكر بشكل جدي في هذا المقترح العربي الجاد، الذي تقدم به ممثلو هذه البلدان العربية، كما أعرب عن استعداده لتقديم جميع المساعدات اللوجيستيكية والبشرية لإنجاح هذا المشروع.


وأضاف الغزلي، في حوار مع "الصباح" سينشر قريبا، أن المغرب اشترط عدم ترؤسه هذه الشبكة نظرا للانشغالات الكثيرة للهاكا من خلال ترؤس المغرب لمجموعة من الشبكات، على رأسها هيآت التقنين الفرانكفونية، وشبكة هيآت التقنين الإفريقية، وهو ما يمكن أن ينقص من فعاليتها ويؤثر على نجاعتها وأدائها.


وكان ممثلو مجموعة من الدول العربية تقدموا بشكل مباشر إلى أحمد الغزلي، بالالتماس المذكور، بمناسبة انعقاد المؤتمر الأول لرؤساء هيآت التقنين الفرانكفونية، أخيرا بمدينة مراكش بمشاركة العديد من الدول من القارات الثلاث: إفريقيا وأمريكا وأوربا، الناطقة باللغة الفرنسية، وكذلك المؤتمر الخامس لهيآت التقنين الإفريقية في المدينة نفسها.


وتجدر الإشارة إلى أن المغرب كان رئيسا للشبكة المتوسطية لهيآت التقنين، سنة 2008 لعب خلالها دورا هاما في جذب دول عربية إلى الشبكة المتوسطية مثل الأردن وموريتانيا رغم عدم توفرها على منفذ على البحر الأبيض المتوسط، إلا أن المغرب دفع بها نظرا لامتداد روابطها التاريخية والجغرافية مع منطقة المغرب العربي، أما الأردن فتقدمت بطلب من أجل الاستفادة من تجربة الشبكة والانتقال من دور الملاحظ إلى العضو الرسمي، باعتبارها تجربة متفردة في منطقتها إلى جانب لبنان.


وأكد أحمد الغزلي، رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، في كلمة الافتتاح المؤتمر الفرانكفوني أن اختيار المغرب من أجل احتضان الدورة الأولى لمؤتمر هيآت الضبط، ليس اعتباطيا وله دلالة خاصة، مثمنا هذه التجربة المميزة التي جعلت مجموع البلدان الأعضاء، لا تشترك في انتمائها الفرانكفوني فحسب، بل امتد إلى مجالات أخرى أوسع وأرحب، فغدت مرادفا لقيم التضامن والتعاون ومبادئ الشراكة الدائمة


وإلى جانب التقدم بهذا المقترح، احتضن المؤتمر مناقشة مجموعة من القضايا الأساسية وكذلك التوجهات الكبرى للسنتين المقبلتين 2009 – 2010، اللتين سيتولى خلالهما المغرب رئاسة هيآت الضبط الفرانكفونية، في شخص رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أحمد الغزلي، الذي يعد أحد مؤسسيها الأوائل.


وتهدف هيآت التقنين الفرانكوفونية، التي تأسست بواغادوغو سنة 2007 كفضاء لتبادل المعلومات والتجارب بين هذه الهيئات، بالأساس، بالاضطلاع بدورها كآلية لدعم وتعزيز حرية التعبير.


وتمحورت مداخلات المشاركين في هذا المؤتمر الهام، حول التنوع الثقافي واللغوي، كما كان فرصة للإطلاع على مجموعة من التجارب الرائدة في هذا الإطار مثل التجربتين الكندية والبلجيكية في تدبير التعدد والتنوع الثقافي واللغوي، وكذا التجربة المتفردة للهيأة الاستشارية في لبنان، إضافة إلى عرض التجربة المغربية التي تعد خطوة مهمة ونموذج يحتذى به بالنسبة إلى بلدان إفريقية وعربية أخرى.


جمال الخنوسي

02‏/12‏/2009

سويسرا تتأرجح بين بلد الحريات وقامع للأديان



الأحزاب اليمينية سعت إلى منع "أسلمة" سويسرا وفرنسا تتشبث بحق العبادة والحرية الدينية



تحولت أنظار جميع المسلمين، يوم الأحد الماضي، إلى سويسرا التي فجرت مفاجأة كبيرة بحظرها بناء المآذن على المساجد والمراكز الإسلامية الجديدة.


وصوت نحو 57.5 في المائة من المشاركين في الاستفتاء على مشروع القانون، ونظم هذا الاستفتاء بناء على مبادرة من قبل "حزب الشعب" الذي يدعو إلى منع "أسلمة" سويسرا.


وأعربت الكثير من القوى السياسية في سويسرا نفسها، عن صدمتها لهذه النتيجة، خصوصا الأحزاب السويسرية والأوساط الاقتصادية المعارضة للمبادرة المناهضة للمآذن، التي أطلقها ساسة من أقصى اليمين وحظيت بتأييد حزب الشعب السويسري الذي ينتمي إلى اليمين المتشدد، والاتحاد الديمقراطي الفدرالي.


ولم تشغل هذه القضية العالم الإسلامي فحسب، بل امتدت إلى نقاش واسع حول القيم الكبرى مثل الحرية والديمقراطية، إذ عبر وزير الشؤون الخارجية الفرنسي "برنارد كوشنير" عن قلقه قائلا، "لقد صدمت لقرار حظر بناء المآذن في سويسرا"، واعتبر نتيجة هذا الاستفتاء "تعبيرا عن التعصب". وأضاف كوشنير، "لقد صدمت من هذا القرار السلبي من وجهة نظري، لأن النظرة إلى سويسرا ستختلف وسيطلق عليها بلد قامع للأديان إذا لم يسمح ببناء المآذن في البلاد".
وأضاف "آمل أن تعيد سويسرا النظر في هذا القرار، لأنني أكره التعصب والعنصرية، كما أن بناء المآذن في المساجد ليس مشكلة كبيرة"، ويتساءل كوشنير، "هل تعتبر من الإهانة لبلد ما لديها جبال مرتفعة وجود بناء آخر أعلى قليلا؟".


وفي السياق ذاته، استبعد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية "لوك شاتيل"، إجراء فرنسا لنقاش بشأن حظر بناء المآذن في البلاد مثلما حدث في سويسرا، مشيرا إلى أن الدستور الفرنسي ينص على العلمانية، ولكنه أيضا ينص على التعبير عن حق العبادة والحرية الدينية.
وأضاف شاتيل، أن فرنسا جمهورية اختارت أن تكون علمانية ولكنها تحترم في الوقت نفسه ديانة كل مواطن.
من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن الاستفتاء كان يجب أن يكون "بنظرة جدية"، أما "فولفجانج بوسبانخ" نائب الحزب الديمقراطي المسيحي في ألمانيا فقال "إن القرار جاء نتيجة لخوف الأوربيين من "أسلمة المجتمع".


وفي النمسا، اعتبرت الأحزاب اليمينية نتيجة الاستفتاء السويسري تعبيرا عن رفض شعبي لما وصفوه ب"التطرف الإسلامي الراديكالي"، لكن في المقابل اعتبرت جهات أخرى أن المشهد الحالي يبعث على الخوف والقلق من صعوبة التعايش بين اليمين المتصاعد ضد الوجود الإسلامي، ورغبة المسلمين في أداء فرائضهم داخل المساجد، مشيرة إلى أن المجتمع الأوربي منذ 30 عاما لم يكن يعانى هذه الإشكاليات، فالمعماري النمساوي "ريتشارد لوجنر" هو من صمم مئذنة مسجد ضاحية "فلوريدسدورف" بالعاصمة فيينا، وبلغ ارتفاع المئذنة 32 مترا ولم يقابل الأمر آنذاك بالاحتجاج والمظاهرات.


وصرحت "أسماء جهانغير"، المقررة الخاصة المعنية بمسألة حرية الدين والمعتقدات بالأمم المتحدة، بأن تصويت السويسريين مثير للقلق. وأضافت أن هذا الحظر يعد تقييدا لحرية المعتقد، ويمثل تمييزا ضد المسلمين في سويسرا، مشيرة إلى أن حظر بناء المآذن يخالف التزامات سويسرا "بموجب قانون حقوق الإنسان".


جمال الخنوسي

01‏/12‏/2009

مهزلة إجبارية الرياضة في المستويات الابتدائية

التربية البدنية في المؤسسات التعليمية مهددة بالانقراض لأنها صورة من مأساة الرياضة في البلاد

يمكن لجميع المغاربة أن يفتخروا بحكومتهم، التي لا تشبه باقي الحكومات حول العالم، فهي الوحيدة القادرة على تقديم مشروع تعرف منذ البداية أنه لن يتحقق على أرض الواقع، لا اليوم، ولا غدا، ولا حتى بعد 50 سنة.

ومشروع قانون التربية البدنية والرياضة، الذي صادق عليه المجلس الوزاري، يوم الخميس الماضي، واحد من هذه العجائب التي يزخر بها الواقع المغربي، إذ يجعل نص المشروع من الدولة، المسؤولة عن تدريس التربية البدنية والرياضة بمختلف أسلاك التعليم، مع فرض إجبارية تعليم الرياضة في مستويات الإعدادي والثانوي والعالي. ويضيف المشروع الجملة القاتلة، على غرار القوانين الشهيرة التي تبدأ ب"كل ما من شأنه"، والتي تنفي كل ما سبق، وتجعله مشروعا فضفاضا سيطبق في المريخ أو زحل، إذ يأتي في تتمة القانون "على أن يصبح (تعليم الرياضة) إجباريا بالابتدائي حسب إمكانيات الإدارة"، المعنى كله إذن في "حسب إمكانيات الإدارة" التي يعتبرها واقع الحال نافية لما سبق أي أن الأمر "فشوش في فشوش".

إن إجبارية تعليم الرياضة في مستويات الابتدائي والإعدادي والثانوي والعالي، وفي رياض الأطفال أيضا، أمر مستحب لا نقاش فيه، لكن طرح مثل هذه المشاريع في ظل واقع البنيات التحتية المعروفة داخل المؤسسات التعليمية جميعها، أمر يدخل في إطار العته والخبل.

فالمدارس الابتدائية لا تملك فضاءات للرياضة بالمرة، وبعض الإعداديات والثانويات تشكو النقص ذاته، إضافة إلى ندرة التجهيزات التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب.

ولأن وزراءنا، الشباب منهم والشيوخ، لا يعرفون شيئا عن حال المدارس في الأحياء، والإعداديات خارج المدار الحضري وداخله، والثانويات البئيسة المتناثرة في كل مكان، ولأن هذه الصفوة تعلمت الحروف اللاتينية في "ليسي ليوطي" و"ديكارت"، وأتمت دراساتها العليا في أرقى الجامعات الفرنسية وأحدث الأكاديميات الأمريكية، وجميعهم من خريجي "الطرق والقناطر" والأنهار والوديان والسهول وكل التضاريس، ليسمحوا لنا أن نشنف آذانهم ونمتع أبصارهم بمشاهد مقززة من واقع الحال.

أذكر زمن كنا فيه نمارس الرياضة في حصص عشوائية بين درس للغة العربية وتمارين معقدة في الرياضيات، وكنا نلج القسم بروائح العرق الكريهة وثيابنا المبللة، وأحذيتنا الرياضية المترهلة التي تسقط روائحها "الزرزور من فوق السور"، تزينها أصابعنا المطلة على الخارج تنعم بالحرية والهواء الطلق، إلى جانب إشارات الماركات المزورة.

وكان رد الفعل الطبيعي من المدرسين المساكين الذي هاجمهتم فلول من "البشمركة النتنة"، وجيش عرمرم مدجج بأحدث القنابل الجرثومية الكريهة، فتح الأبواب وتشريع النوافذ، في حين تلجأ المدرسات "الشيكيات" العزل، إلى صب قنينات العطور وماء الكولونيا التي اقتنينها من "شد الحزام" آخر الشهر، على أنوفهن وأعناقهن وصدورهن.

إن الرياضة والتربية البدنية بحلوها ومرها، ومرحها الصبياني الذي مارسناه بمتعة شديدة، لا تعلم الناشئة سوى مبادئ "العفن" و"القذارة"، لأنها تلزم أجيالا بكاملها على تلقي العلم في ظروف منافية لحقوق الإنسان.

الآن عرفتم ماذا تعني عبارة "حسب إمكانيات الإدارة" أي بالعربية تاعرابت "سير تضيم"، ويبقى الحال على ما هو عليه إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، فالتربية البدنية في المؤسسات التعليمية مهددة بالانقراض لأنها صورة من مأساة الرياضة في البلاد برمتها.

وليستمر وزراء "الطرق والقناطر" في إعادة إنتاج ذواتهم، وإلحاق أبنائهم بالمدارس والأكاديميات إياها، وليتركونا في حالنا، غارقين في عرقنا ونتانتنا.

جمال الخنوسي