21‏/12‏/2009

وفاة شقيقتين مغربيتين في ظروف غامضة بفرنسا


انتشال سيارتهما وبداخلها الجثتان وظروف الوفاة مفتوحة على كل الاحتمالات


فكت الشرطة الفرنسية، أخيرا، خيوط جزء مهم من القضية الغامضة التي شغلت بال الرأي العام على مدى أسبوع كامل، بعد عثورها على سيارة الشقيقتين المغربيتين اللتين اختفتا من بيت والدهما، وانتشلت جثتهما ليلة الجمعة على الساعة 11 والنصف.



وعثر على السيارة وبداخلها الجثتان في نهر تحت جسر "فيان" الذي يبعد عن بيت العائلة بحوالي 7 كيلومترات.



واكتشفت الشرطة السيارة الغارقة في المياه والوحل، صدفة، بعد أن اكتشفت سيدة من المنطقة، اعتادت التجوال في ضفة النهر بقايا الواجهة الأمامية لسيارة من نوع بوجو 307، لم تكن إلا سيارة الضحيتين، انتشلها غواصون تابعون للدرك بآلياتهم على عمق 3 أمتار.

وذكرت مصادر مقربة من الملف لوسائل الإعلام أن تشريح الجثتين سيجرى اليوم الاثنين. مضيفة أن الأدلة تسير في منحى حادث السير، إلا أن نتائج التشريح والخبرة على السيارة وحدها الكفيلة بإلغاء (أو إثبات) فرضيات العمل الإجرامي.


وشغلت قضية الفتاتين الرأي العام الفرنسي، خصوصا بعد أحداث مشابهة خلال السنوات الأخيرة كانت لأغلبها نهايات مأساوية.


وفتحت الشرطة القضائية بمدينة "أجان"، تحقيقا في قضية "اختطاف واحتجاز"، بعد اختفاء الشقيقتين سعاد ونجية، يوم السبت الماضي، دون أن تتركا أثرا، عقب مغادرتهما بيت العائلة ب"فوكارول" بين الساعة 6 و7 مساء.


وغادرت الشقيقتان بيت العائلة في الساعة المذكورة بشكل يلفه الكثير من الغموض، إذ أن الفتاتين البالغتين 26 و24 سنة غادرتا بيت العائلة في "فوكارول" التي تبعد بحوالي 20 كيلومترا عن مدينة "أجان"، بشكل مفاجئ وسريع، وركبتا سيارة من نوع بوجو 307 ذات لون ذهبي تمتلكها سعاد، وأخبرتا والديهما أنهما سيعودان بعد 5 أو 10 دقائق، لكن الشقيقتين لم يظهر لهما أثر منذ ذلك الحين إلى حدود اليوم.


ودفع تراكم المعطيات الغامضة والمقلقة بالشرطة القضائية يوم الخميس الماضي إلى فتح تحقيق في قضية "اختطاف واحتجاز".

وزاد في حدة الغموض والقلق، أن الشقيقتين كانت لهما مشاريع قريبة الأمد، وهو الأمر الذي يلغي أي فرضية لفرارهما الإرادي أو مخطط مشابه، إذ أن نجية قررت السفر إلى المغرب رفقة والدتها من أجل الراحة وزيارة العائلة خصوصا الجدة المستقرة هناك، وكانت سعيدة برحلتها تلك. أما الأخت الكبرى سعاد، فقد كانت مسرورة بالالتحاق بتكوين مهني يوم الاثنين الماضي بإحدى المصحات الخاصة بمدينة "تولوز".

وأشارت مصادر قضائية فرنسية قريبة من الملف لوسائل الإعلام، أنه إذا أضفنا هذه المعطيات إلى العلاقة الطيبة التي كانت تربط الفتاتين بوالديهما وجميع أفراد العائلة، فإن تطورات القضية مقلقة جدا، ولا مكان فيها لفرضية الفرار الإرادي.

وكانت سعاد حلت ببيت العائلة لقضاءعطلة نهاية الأسبوع، لأنها استقرت بمدينة "تولوز" قبل شهر، حيث ستبدأ تكوينا مهنيا هناك. وعمد والدا المختفيتين (الأب بوجمعة والأم فاطمة)، إلى إعلام الدرك الفرنسي، 24 ساعة بعد اختفائهما، بعد أن نفد صبرهما وبحثا عنهما عند كل المعارف والمقربين.

وصرح "عبد القادر" الأخ الأكبر للأختين بوشنفور، أن المختفيتين كانتا تتمتعان بحرية مطلقة، ولا مبرر لديهما للفرار.


وباءت جميع الاتصالات الهاتفية بالأختين بالفشل، كما أن المحققين لم يلحظوا أي تحويل أو سحب بنكي في حسابهما. كما حامت طائرة هليكوبتر فوق مكان الاختفاء بحثا عن سيارة الضحيتين.


وفي سياق التحقيق، قامت الشرطة بتفتيش دقيق لبيت سعاد في "تولوز" دون نتيجة تذكر. كما تم الاستماع إلى أصدقاء الفتاتين والأقرباء ومحيطهما عموما.


وشكك أفراد العائلة في فرضية حادثة سير لأن الفتاتين تنتميان إلى المنطقة وتعرفان جيدا طرقها ومسالكها، وهو ما يفتح من جديد باب التأويلات، وينذر بظهور مفاجآت أخرى.

جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق