14‏/12‏/2009

محاكمة مغربي بتهمة جلد أخته في بلجيكا

ضبطها تتبادل القبلات مع خطيبها فقام بجلدها أمام أنظار العائلة

تشغل الرأي العام البلجيكي هذه الأيام قصة مثيرة لقضية معروضة أمام المحاكم لمغربي "دار شرع يديه"، وعاقب أخته "الآثمة" على الطريقة الطالبانية الأفغانية في قلب أوربا.

بدأت حكاية عبدو قبل سنوات عندما باغت أخته مع خطيبها، الذي رفضته العائلة مرات عديدة، وهما يتبادلان القبل متكئين على كرسي في حديقة عمومية. فكان جزاء روميو القرن الواحد والعشرين "طريحة" حقيقية من اللكم والشتم، وصب عليه جام غضبه، ومنحه أسمى عبارات السب والرفس، بعد أن أرداه أرضا يتضرج في دمائه.

ولأن عبدو البالغ 24 سنة، هدر دم روميو المسكين، واستباح عرضه وماله، حسب الأحكام الطالبانية، فقد انتزع منه حافظة نقوده وهاتفه المحمول ربما كي يثني الضحية عن الاتصال بجولييت مستقبلا.

حاولت جولييت زمانها اعتراض طريق أخيها وثنيه عن فعلته الشنيعة، لكن محاولاتها باءت بالفشل فبكت بحرقة وسالت دموعها أنهارا أنهارا دون جدوى، بل أكثر من هذا، كان عبدو يخبئ لها مفاجأة من نوع آخر، إذ "جرجرها" من شعرها و"مرمد" بها الأرض" وساقها كالبعير إلى بيت والديها حيث نزع عنها ثيابها بالقوة وجلدها جلدا وكأنه في العصور الغابرة وليس داخل بلد ينتمي إلى الاتحاد الأوربي زمن القرن الواحد والعشرين.

بكت جولييت زمانها وتوسلت دون أن يرحمها عبدو أو يغيثها والداها، أو أي من أفراد العائلة، لكنها بدورها كتمت مفاجأة فجرتها في وجه الجميع لاحقا. فقد آلمها كثيرا ما جرى لها، فروميو زمانها تصرف بندالة ولملم خيبته وأطلق ساقيه للريح وذهب بلا رجعة وترك الفتاة تواجه قدرها لوحدها. ففرت جولييت من بيت العائلة وذهبت إلى أقرب كوميسارية حيث وضعت شكاية، وحكت الموضوع من ألفه إلى يائه إلى رجال الشرطة الذين أصدروا مباشرة مذكرة بحث في حق عبدو الطالباني.

لم يفلح رجال الشرطة في العثور على عبدو لأنه، وببساطة، فر إلى المغرب حيث اختبأ مدة من الزمن، لكنه لم يستطع التأقلم في بلده، فقفل عائدا إلى بلجيكا وسلم نفسه إلى البوليس، لأن أخته لم تغفر له صنيعه البربري، ولا صمت والديها وأفراد العائلة.

وعبر عبدو أمام المحكمة عن ندمه لما اقترفته يداه، وعن تعامله الوحشي تجاه أخته، كما أبلغ المحكمة أنه ترك بيت العائلة التي عودته على مثل هذه السلوكات الانفعالية والانتقامية، وانتبه إلى أن ما قام به شيء خارج القانون، ومع ذلك لم يتزعزع موقف أخته ولم يلن قلبها ورفضت التنازل عن القضية.

وتتابع المحكمة المتهم، المتحدر من أصول مغربية، بتهمة التعذيب، في حين يطالب محامي الدفاع بتكييفها إلى الضرب والجرح.

من جهته اعتبر نائب الوكيل العام، أن الحكم على المتهم بمدة طويلة من الأشغال ذات المنفعة العامة، كفيل بإصلاح الخطأ الذي ارتكب، بعد أن اعترف بجرمه وعبر عن ندمه بصدق.

وينتظر العديد من المتتبعين حكم المحكمة، الذي سيصدر خلال الأسبوع المقبل، لتبيان طريقة تعاملها مع الحادث الغريب الذي اعتبرته الصحافة البلجيكية دخيلا على المجتمع.

جمال الخنوسي

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف2:05 م

    انا اتفق معها لا يجب ان تتنازل عن القضية انه يستحق المابد.

    ردحذف