08‏/12‏/2009

مليكة تثير زوبعة جديدة حول الهوية الوطنية في فرنسا


وسائل إعلام أكدت أنها تتحدر من أصول مغربية وملكة الجمال قالت إنها 100 في المائة فرنسية


طرح وزير الهجرة والهوية الوطنية الفرنسي، لوك بيسون، إشكالا مقلقا حرك نقاشا صاخبا داخل فرنسا، يتأرجح بين الآراء المنفتحة ذات التصور الفسيفسائي للمجتمع، وأخرى شعبوية، متزمتة، ومنغلقة تصل في بعض الأحيان حد العنصرية.



لم يبق أحد على هامش النقاش الذي أراده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وطرحه على شكل سؤال: ماذا يعني أن تكون فرنسيا اليوم؟ الكل شارك وساهم بالرأي والرأي الآخر، مثقفين وفنانين وسياسيين وصحافيين.



وجاءت نهاية الأسبوع الماضي، لتدلو ملكة جمال فرنسا الجديدة دلوها في الموضوع، فقد انتخب قرابة 8 ملايين فرنسي، كانوا أمام شاشات التلفزيون، ملكة جمال بلدهم التي ستحمل قيم الحب والسلام والإخاء، وقيم فرنسا الحاضر والمستقبل، وظهرت صورة فتاة جميلة كانت ملكة جمال "نورماندي" لتصبح بذلك "مليكة" ملكة جمال فرنسا 2010 تتسابق عليها وسائل الإعلام وتفرش لها بلاتوهات كبريات القنوات التلفزيونية الورد تحت أقدامها. وربط بعض المتتبعين بين النقاش الدائر حول الهوية الوطنية، وانتخاب ملكة جمال تتحدر من أصول مغربية، وكأنها رسالة توجهها مؤسسة "ميس فرانس" إلى الجميع، تدافع فيها عن قيم فرنسا الكونية وروح التسامح التي تطبعها.



عشاق التنوع الثفافي، ومساندو المجتمع الفسيفسائي، رأوا في مليكة انتصارا جديدا لهم، بعد انتصارات سابقة في ميدان كرة القدم مثلا مع منتخب فرنسي أسطوري ظفر بكأس العالم يضم كل الإثنيات، فتناقلت وسائل الإعلام أن مليكة مينار، البالغة 22 سنة، تتحدر من أصول مغربية بل إن أمها وجدتها المغربيتين تتحدثان الدارجة المغربية بطلاقة.



في حين أكدت ملكة الجمال نفسها، التي تدرس القانون وتريد أن تصبح صحافية، أنها 100 في المائة فرنسية، وأن أمها التي ولدت في المغرب تنتمي إلى "الأقدام السوداء" (Les pieds noir)، وأن تسميتها ب"مليكة" نوع من التكريم لثقافتها العائلية ودليل على انفتاح والديها الثقافي.



هكذا وجد بلد ديكارت وفيكتور هوجو نفسه في مواجهة السؤال المقلق ذاته، نقاش حركه رئيس متحدر من أصول هنغارية، ويقوده وزير أمه لبنانية، وولد في المغرب ولم يرحل إلى فرنسا إلا بعد بلوغه سن 17.



إشكالية مليكة التي دوخت الناس حسم فيها بشكل قاطع رئيس الوزراء الفرنسي "فرانسوا فيون"، قبل أيام، حينما أكد أنه كي تكون فرنسيا يجب أن تبذل مجهودا كي تكون فرنسيا فعلا، وتقول إني فرنسي، وتفكر كفرنسي.



أن تكون مليكة مغربية أو غير مغربية؟ ليس هذا هو السؤال، بل السؤال الحقيقي هو ماذا يعني أن تكون مغربيا اليوم؟ وأن تتجرأ فرنسا على طرح السؤال في بعده الكوني يعني أن نتساءل جميعا ماذا يعني أن تكون إنسانا اليوم؟



جمال الخنوسي



هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة
    الله تعالى وبركاته
    هـذا يحدث للمرة
    الثانية فعلى ما أذكر
    أستاذ جمال أن زيدان حينما
    أختير كأحسن لاعب كرة فى العالم
    (وكما قلت لحضرتك على ما أذكر)
    اقول حينما نعتته الصحف الجزائرية
    والاجنبية (زيدان الجزائرى يفوز...)
    نفى هو نفياً قاطعاً انه جزائرى
    ولكنه فرنسى قلباً وقالباً.
    هذا ما أتذكره فهل ما
    تذكرته صحيح؟

    ردحذف