29‏/02‏/2008

الرابعة قناة بلا مشاهدين


المحطة التلفزيونية أطفأت شمعتها الثالثة وسط تجاهل تام

أطفأت قناة المعرفة أو الرابعة شمعتها الثالثة أمس الخميس، بعد مسيرة اتسمت بالعطاء والتضحية والمغامرة من جهة والتناقضات والصراعات من جهة أخرى.
28 فبراير 2005 ليس تاريخا عاديا بل هو تاريخ إطلاق أول قناة موضوعاتية في المشهد السمعي البصري المغربي أطلق عليها اسم "الرابعة : قناة المعرفة". القناة كان مقررا لها مواكبة أوراش الإصلاح في المجتمع المغربي، وأن يكون التواصل مع كل شرائح هذا المجتمع باللغة التي توحدهم من أولوياتها، ولهذا كان أول بنود الخط التحريري للرابعة هي اللغة المغربية الدارجة في كل برامجها، بغية تحقيق الهدف المنشود من القناة وهو القرب والمعرفة. القناة أيضا وضعت على عاتقها حمل رسالة التنوير والتربية لتكون سندا للمربي ولرجل التعليم ويكون هذا الأخير بتجربته وتكوينه سندا لها.
هذا ما كان مقررا وما كان يجب أن يكون، إلا أن النتيجة غير ذلك بالمرة، والعديد من المتتبعين يرونها قاتمة، "لأن النوايا الحسنة لا تصنع القناة". فالأمر لا يحتاج إلى مؤسسات لقياس نسب المشاهدة لمعرفة أن المحطة مهجورة وتشكو من كساد تام، بل يذهب الكثيرون إلى الدفع بالأمور إلى أبعد حد واعتبار عيد ميلادها الثالث مناسبة لإعلان الوفاة.
من يتحمل مسؤولية ما وقع؟
ومن السبب في هذا الاندحار الذي جعل من مشروع تربوي راق قناة مهجورة وكاسدة إلا من صفقات شركات إنتاج بعينها تستفيد من ميزانية هامة تذر عليها مداخيل جمة؟
ومن يقف وراء شبكة برامج لا تتغير؟ وإنتاجات لا تتبدل تفرض فرضا رغم أنها مساهمة بشكل مباشر في نفور المشاهدين وهروبهم إلى قنوات أجنبية، إذ تبقى "لاسانكييم" الفرنسية أحسن ملجأ، وخير مثال للقناة التربوية الهادفة والمشروع التلفزيوني الناجح بامتياز.
صحيح أن القناة واجهتها صعوبات باعتبارها تجربة أولى من جهة، ونظرا لندرة الكفاءات الإعلامية من جهة أخرى، إلا أن المتتبعين انتظروا تغييرات لم تأت، وتحسنا خلف موعده، وحراكا لم يظهر، وبقي المشاهد أو المتلقي معلقا في انتظار الذي يأتي أو لا يأتي.
الملف التالي يحاول أن يسائل القناة في عيدها من خلال محاورة جميع الأطراف والبحث في الأسباب الكامنة وراء تعثر مشروع كان واعدا وأصبح اليوم مهددا ب"السكتة الإعلامية".
جمال الخنوسي

حسين فهمي

إن الولع الذي أصاب مهرجان تطوان السينمائي منذ مدة، والحب الشديد الذي ركبه حيال الإخوة في مصر، وإقحامهم في كل صغيرة وكبيرة، محير للغاية. والاختيار غير الموفق للممثل حسين فهمي رئيسا للجنة التحكيم يسير في الاتجاه نفسه.
غير موفق، لماذا؟
لأن الرجل معروف بعدائه لسينمانا، وللنهضة الفنية التي يعرفها بلدنا. وكانت له خرجة غريبة عندما كان يتقلد منصب مدير مهرجان القاهرة السينمائي، إذ افتعل خلافا خارجيا "كبيرا" مع مهرجان مراكش من أجل إخفاء إخفاقه في تسيير مهرجان أم الدنيا وتراجعه المزري رغم قدمه.
وطيلة رئاسته لمهرجان القاهرة لم يجن الرجل غير الانتقادات والاعتذارات والمشاكل التي كادت تودي بالمهرجان وتضعه في خبر كان، وكاد حفل الفن السابع الكبير يغدو ذكرى جميلة لسينما كانت.
ودون أن ننكر للسينما المصرية دورها الريادي ولا قيمتها الفنية يظل الموقف الذي تبناه فهمي، غير لائق بفنان كبير مثله أو نجم مصري يستحسنه الملايين من المغاربة والعرب حول العالم.
وليس هذا هو الموقف المؤسف الوحيد للرجل بل عرفت عنه نظرته الضيقة إلى الفن واعتبار الفنانين الوافدين إلى القاهرة، هوليوود الشرق، مجرد أغراب و"حراكة" تجب إعادتهم إلى موطنهم الأصلي والتخلص منهم. وأمام النجاح الذي حققه، على الخصوص، الممثلون السوريون في مصر، طالب فهمي برحيلهم، وتحدى النجم جمال سليمان قائلا "إن أداء أقل فنان مصري أهم من أي نجم سوري"!
وإذا كان مهرجان تطوان الذي ينظم بين 29 فبراير و 4 مارس حدثا سينمائيا مغربيا لا يستهان به، وحلقة في سلسلة الدينامية الفنية، خصوصا أن خلال دورته المقبلة سيعرض حوالي 100 فيلم ستنظم ثلاث مسابقات للأفلام الروائية القصيرة، والطويلة، والأفلام الوثائقية، كما سيتم اختيار السينما التونسية لتكون ضيف الشرف لهذه الدورة، وهو ما يعتبر فرصة نادرة للاطلاع على شكل جديد وواعد في السينما العربية، فإن اختيار حسين فهمي ينضاف إلى أخطاء تراكمت في دورات أخرى كان آخرها مقاطعة الفنانين المصريين للمهرجان في دورته السابقة بسبب "احتكار شركة معينة تديرها الفنانة المعروفة إسعاد يونس للمشاركة في المهرجان وكذا الطريقة المشبوهة التي تم بها انتقاؤها". ينضاف إلى ذلك رحيل الفنانة إلهام شاهين وتعويضها بالفنانة المصرية هالة صدقي، علما أن الأولى كانت عضوة لجنة تحكيم الفيلم الطويل التي ترأسها المخرج المغربي حميد بناني. وقالت إدارة المهرجان حينها إن سبب رحيل إلهام هو تواجد والدتها في المستشفى في حالة صحية متردية، في حين أن سبب مغادرة النجمة المصرية راجع بالأساس إلى عدم رضاها عن المهرجان ككل.
جمال الخنوسي

تفتيش وحجز بمنزل بلعيرج في بلجيكا


ملفات القتل لم تسقط بالتقادم وتساؤلات حول تقصير من الجانب البلجيكي

أوردت جريدة "آخر ساعة" البلجيكية خبر قيام الشرطة أول أمس )الثلاثاء(، بعملية تفتيش دقيقة لمحل سكن عبد القادر بلعيرج في بلجيكا، المتهم بتزعم خلية مكونة من 38 فردا. وقالت الجريدة إن نتائج التفتيش تهم بشكل كبير المغرب الذي سترحل إليه بعثة بلجيكية خلال الأسبوع الجاري.
ولاحظ سكان مدينة "إيفيرغيم" حيث تقطن عائلة بلعيرج أن الشرطة لم تستثن حديقة البيت من دائرة البحث، واستعملت ديتيكتور دو ميتو دون الإعلان عما أسفر عنه التفتيش.
ونقلا عن بعض الجهات فإن أجهزة كمبيوتر تم احتجازها لتضمنها معلومات تفيد التحقيق.
من جهتها ذكرت جريدة "لوسوار" في عددها ليوم الاثنين الماضي أن المحققين البلجيكيين سيرحلون، في غضون هذا الأسبوع، إلى المغرب، في إطار تفكيك شبكة بلعيرج التي مزجت بين الإجرام المنظم والإرهاب والإعداد للقيام بتفجيرات. وأكدت الجريدة أن البعثة لن تسافر إلى المغرب في إطار الإنابة القضائية بل من أجل تبادل المعلومات حول ملفات مشتركة تخص البلدين.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها "لوسوار" فإن الأمر لا يتعلق فقط بثلاثة مواطنين بلجيكيين من أصول مغربية، بل هناك عشرات من المشتبه بهم من مجموع 35 شخصا الذين ألقي عليهم القبض الأسبوع الماضي وجميعهم ضليعون في الأعمال الإرهابية الكبرى.
وإلى حدود الآن فإن الملف في يد الأمن المغربي، في حين تنتظر بروكسيل التوصل بالمعلومات اللازمة من الجهات المغربية التي مكنتها من تأكيد علاقة بلعيرج بجرائم قتل في بلجيكا من أجل فتح تحقيق. من جهتها ستقدم السلطات البلجيكية مجموعة من المعلومات المتوفرة لديها في إطار التحقيقات التي أجرتها في وقت سابق.
وتضيف الجريدة البلجيكية أن بلعيرج كان معروفا بانتمائه الشيعي في بلجيكا، كما تم الاستماع إليه في إطار التحقيق في قضية مقتل عبد الله الأهدل إمام المسجد الكبير ببروكسيل في 29 مارس 1989.
وفي السياق ذاته قالت الجريدة إن الشرطة البلجيكية تعمل بشكل بطيء ومتفرق، نظرا لالتزامها بالحدود الجغرافية، ودراسة الملفات بشكل منعزل وموضوعاتي، بسبب جهلها للتقاطعات التي يمكن أن تغذي مختلف أنواع الانحرافات.
وحول سقوط جرائم القتل المرتكبة في بلجيكا بالتقادم، والتي أكد الجانب المغربي توفره على معلومات تدل على الجاني او الجناة فيها المرتبطين بشبكة بلعيرج، قالت المتحدثة باسم النيابة العامة الفيدرالية "ليف بيلنز"، إن ملفات جرائم القتل العالقة يمكن أن تبقى مفتوحة لمدة طويلة، ومن أجل تفادي سقوط المتابعة بفعل التقادم يقوم القضاة المكلفون بهذه الملفات بطلب تحقيقات بشكل دوري يمكن أن تمدد من عمر الملف إلى 30 سنة، إضافة إلى التغييرات المتكررة للقضاة.
وفي السياق ذاته طالبت الجريدة السلطات البلجيكية بتفسير تمكن الجهات المغربية من الربط بين مجرمين معروفين وإرهابيين مفترضين، في حين أن الشرطة البلجيكية لم تتمكن من ذلك رغم معرفتها المسبقة بعدد منهم.

وذكرت جريدة "آخر ساعة" أن بيت عبد القادر بلعيرج في مدينة "إيفيرغيم" محاصر من طرف الصحافيين والمصورين والقنوات التلفزيونية. ورفضت زوجة بلعيرج الإدلاء بأية تصريحات صحافية بعد تصريح وحيد لشبكة "إر تي بي إف" أو راديو وتلفزيون بلجيكا الخاص بالمجموعة الناطقة بالفرنسية. ويقول جيران بلعيرج إن العائلة تضم 3 أطفال تبلغ أعمارهم 3 و4 و5 سنوات، وأنها اشترت البيت الذي تستقر فيه منذ خمس سنوات، ولا أحد يعرف متى غاب بلعيرج لأن علاقته بجيرانه محدودة.

جمال الخنوسي
الصورة
عبد الله الأهدل إمام المسجد الكبير ببروكسيل

من هم الإرهابيون الجدد؟

يضمون في صفوفهم تجارا ورجال تعليم وصحافيين وعميد شرطة ومسؤولين سياسيين أيضا
الشبكة الإرهابية التي تم تفكيكها أخيرا مقلقة لأنها لا تشبه سابقاتها
---------------------
فاجأت العمليات الانتحارية ل16 ماي 2003 التي أودت بحياة 45 شخصا، المسؤولين عن الأمن في البلاد، وتحدث حينها جلالة الملك عن نوع من "التراخي"، ومنذ ذلك الحين تم تدارك الأمر، ولم نعد نتمكن من إحصاء المجموعات الإرهابية التي ألقي عليها القبض (أكثر من عشرين مجموعة)، ومع ذلك تعتبر الشبكة التي تم تفكيكها في 18 فبراير الماضي بلا مثيل، لا في التاريخ أو في الإستراتيجية، ولا الاستقطاب أو التمويل، ولا العلاقات مع الخارج أو البعد السياسي .. يتعلق الأمر هنا بنوع جديد من الإرهاب غير المعهود لحدود اليوم في المملكة.
من مواليد الريف المغربي هاجر عبد القادر بلعيرج المعروف بإلياس أو عبد الكريم، البالغ من العمر 51 سنة، إلى بلجيكا مثله مثل العديد من أبناء المنطقة. استفاد من جنسيته المزدوجة المغربية البلجيكية في إقامة العديد من المشاريع في بلده الأصلي الذي يتردد عليه بكل سهولة، مستقلا الطائرة من وإلى بروكسيل. لكن لسوء الحظ وراء رجل الأعمال كان يختبئ زعيم عصابة متهم بست جرائم قتل في بلجيكا بين 1986 و1989، لم يتم العثور قط على مرتكبها، ويمكن أن تظهر العديد من المعطيات الجديدة في وقت لاحق بعد توصل السلطات البلجيكية بملف القضية من نظيرتها المغربية.
شبكة بلعيرج كانت مراقبة على مدى سنوات كما أوضح ذلك وزير الداخلية شكيب بنموسى في 20 فبراير الماضي، وقررت المصالح الأمنية وضع حد لها واعتقالها، "لأن حياة مجموعة من الأشخاص مهددة"، ويتعلق الأمر بشخصيات مرموقة، ووزراء، وضباط، وكذلك مواطنين عاديين يهود، وبرلمانيين، والعديد من المواقع السياحية أيضا.
في المجموع أكثر من 32 شخصا ألقي عليهم القبض، وكملاحظة أولى: هؤلاء ليست لهم أية علاقة أو شبه مع المحرومين أو الانتحاريين المهمشين بحي سيدي مومن، الكاريان الشهير بالدار البيضاء، فإضافة إلى زعيم الشبكة، نجد عنصرين آخرين من المهاجرين المغاربة في بلجيكا، يتمتعان هما أيضا بالجنسية المزدوجة. وجميعهم نجح في حياته العملية، إضافة إلى العديد من التجار، وأربعة أساتذة ومعلمين، و صيدلانيين، وخبير في المعلوميات، وتقني في الاتصالات، ومجوهراتي، وصحافي، وعميد شرطة.
والأسلحة التي تم حجزها خصوصا في الدار البيضاء والناظور دليل على أننا لسنا أمام خلية تم تكوينها على وجه السرعة من أجل القيام بعمليات انتحارية مرتجلة، "إنها نوعية الأسلحة التي كان يعثر عليها في سنوات السبعينات في حوزة مجموعة أبو نضال أو كارلوس" يقول خبير أوربي. تسعة رشاشات من نوع كالاشنيكوف، وبندقيتان رشاشتان من نوع "أوزي"، وسبعة مسدسات رشاشة من نوع "سكوربيو"، وعشرة مسدسات أوتوماتيكية، وذخيرة حية من أنواع مختلفة، وكاتمات الصوت، وصواعق، وكم هائل من الوثائق المزورة.
طريقة التمويل هي الأخرى متطورة، في البداية تجمع أموال محصل عليها عن طريق السطو وتوظف في ما بعد في عمليات عقارية وتجارية وسياحية بجميع أنحاء المغرب. ففي سنة 2000 تمكن منظمو الهجوم على مقر مؤسسة "برانكس" في لكسمبورغ من الحصول على غنيمة تقدر ب17.5 مليون أورو، أي حوالي 200 مليون درهم، استعملت منها 30 مليون درهم في مشاريع مربحة.
ولتحقيق الهدف نفسه تم السطو على حلي ومجوهرات وتحويلها إلى سبائك بمساعدة مجوهراتي الشبكة، ثم هربت بالكامل إلى المغرب ووظفت فيه. ومكنت هذه الطريقة من تمويل عمليات وتحركات الشبكة من جهة، وتوفير مخابئ مناسبة من جهة أخرى، تتجلى في فنادق ومنازل بمدن مختلفة.
لكن ماذا عن علاقات الشبكة بالخارج؟ حسب تصريحات وزير الداخلية، فإن بلعيرج ربط اتصالات مع منظمة القاعدة في أفغانستان منذ 2001. وربط علاقات متواصلة مع الجماعة الإسلامية المقاتلة بالمغرب من 2001 إلى 2003 ، وكذا الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي استقبلت سنة 2005 بعض أعضاء الشبكة في معسكرات تدريب بالجزائر، كما أن بلعيرج حاول تدريب عناصر شبكته عند حزب الله في لبنان. وظل انخراط تنظيم حسن نصر الله في هذه المغامرة أمرا مستبعدا.
المهم من كل هذا هو الإستراتيجية المعقدة التي تم اعتمادها والسير على نهجها، إذ يلعب عامل الزمن دورا مهما يعطي للشبكة بعدها المميز (بكسر الياء).
بوضع اللبنة الأولى لتنظيمه سنة 1992 اختار بلعيرج السير في طريقين موازيين: من جهة أولى، تنفيذ خطة على المدى البعيد من أجل اختراق مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني، ومن جهة ثانية، إنشاء خلية سرية مستعدة لتنفيذ عمليات إرهابية في الوقت والتاريخ المناسبين.
الهدف الأول من هذه الإستراتيجية هو تجنيد رجال سياسة بعيدين عن أي شبهة مثل المصطفى المعتصم زعيم حزب البديل الحضاري، ومحمد الأمين الركالة الناطق الرسمي باسم الحزب، واللذين يشتغل كلاهما في التعليم، ويمثلان وجهين محترمين لدى الطبقة السياسية المغربية. وكانا يدعيان انتماءهما إلى "اليسار الإسلاموي"، ولم يشكك أحد قط في التزامهما بالمؤسسات.
وحزب البديل الحضاري لم يتم التصريح له سوى سنة 2005 للمشاركة في الانتخابات الأخيرة وكان سبب تأخير الاعتراف به هو علاقاته بإيران والشيعة عموما، وكذا النقاش الدائر حول الشيخ ياسين وجماعته. لكن ظهور شبكة بلعيرج أعاد إلى الأذهان كل هذا، فما الدور الذي لعبه الرجلان (المنتميان إلى الحزب)؟ هل تم خداعهما أم انخرطا بكل نية وعزم؟ ألا يتعلق الأمر ب"طيش شباب" يعود تاريخه إلى سنة 1980 عندما انخرطا في مجموعة سرية تدعى "جند الله"؟
كل هذه الأسئلة تسري على رجل ثالث هو الآخر ألقي عليه القبض، ويتعلق الأمر بمحمد مرواني الذي قطع الطريق نفسه باستثناء كون حزبه (حزب الأمة) لم يعترف به قط. وأكثر من هذا، فحسب تصريحات وزير الداخلية، فإن مرواني شارك في الاجتماعات التأسيسية في كل من طنجة والدار البيضاء سنة 1992، وتم تنصيبه أميرا للمنظمة الجهادية.
إن "تورط" منتمين إلى أحزاب إسلامية، كما هو الحال بالنسبة إلى أحد النواب في حزب العدالة والتنمية، أو مراسل قناة المنار الموالية لحزب الله اللبناني، زرع الشك. إننا لا نشك في مهنية مصالح الأمن ولا حسن نية وزير الداخلية، "شكيب بنموسى ليس هو ادريس البصري" كما يقال، لكن لابد من الاستمرار في البحث والتقصي من أجل معرفة الحقيقة كاملة. ترجمة جمال الخنوسي/عن مجلة جون أفريك بتصرف

26‏/02‏/2008

بزيز: الإنصاف المعنوي شرط للعودة




أحمد السنوسي قال في حوار مع "الصباح" إن المسؤولين قدموا الوعود والتصريحات من أجل ربح الوقت وتمديد أمد الإقصاء
----------------------------------------
أجرى الحوار: جمال الخنوسي
----------------------------------------
من الصعب أن تحاور أحمد السنوسي المعروف ب"بزيز" دون أن ينفلت منك زمام الالتزام الحواري والرزانة الصحافية للدخول إلى فضاء التنكيت والضحك والسخرية التي لا تفارق الرجل، لأنه في الحياة كما على الخشبة لا يؤدي دورا من الأدوار أو يتقمص شخصية من الشخصيات، بل هو أحمد السنوسي على الخشبة كما هو السنوسي في حياته اليومية.
في الحوار التالي يتحدث الفنان الساخر عن المنع والإقصاء الذي طاله على مدى 18 سنة، وعن ملابسات تصريحات بعض المسؤولين، وأسباب تغييبه عن التلفزيون وشروط العودة لإنهاء المحنة الطويلة.
-----------------------------------------------------
- كيف تعيش ظروف المنع والإقصاء؟
-- إنتاجي الفني لم ينقطع و لم أكف قط عن الابتكار والإبداع، لكن لسوء الحظ فإن عروضي تنظم في الخارج فحسب بدعوات من جمعيات ومنظمات تنتمي إلى عدة بلدان. لقد شاخ الحصار المستمر والإقصاء المتعمد ضد هذا النوع من المسرح والفن عموما ...

- (مقاطعا) ما الذي جعل المنع يطول بهذا الشكل القياسي؟
-- أنا لا استطيع ذكر السبب، لكن ما يمكنني قوله هو أن الحصار دام قرابة 18 سنة وأملك جميع الوثائق التي تثبت ذلك. وكما قلت مرارا وتكرارا فإن المسؤولين عن الإعلام والثقافة رددوا دوما أن الأبواب مفتوحة، وهو اعتراف ضمني أنها كانت مغلقة، وفي الحقيقة لم تفتح بعد ولم يصدر عن هؤلاء المسؤولين سوى الوعود والتصريحات من أجل ربح الوقت، وتمديد أمد هذا الإقصاء، هم أول من يعرف أن المنع قائم ليس على شخصي فحسب بل على مضامين الأعمال الإبداعية والفنية التي أقدم. وأملك الحجج الدامغة على منعي من تقديم العروض والإقصاء من التلفزيون.

- كانت هناك بوادر على قرب نهاية هذا المنع، مع التصريحات التي قدمها وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة السابق نبيل بن عبد الله. ما الذي أعاد الأمور إلى نقطة الصفر؟
-- كل ما قام به نبيل بن عبد الله هو اللعب على عامل الزمن من أجل ربح الوقت ثم ينسحب ويبقى المنع قائما. وكما ترون فإن الزمن أثبت كلامي إذ لما وصلنا إلى تنفيذ الأمر انسحب.

- كيف هي علاقتك مع التلفزيون اليوم؟
-- ليست لي أية علاقة لا مع القناة الأولى ولا الثانية، لأن صدور المسؤولين عن التلفزيون المغربي والقائمين عليه تضيق من النقد، وبدل مهاجمة أعداء النقد والسخرية نهاجم السخرية نفسها. وعوض مهاجمة الذي يمنع نهاجم الممنوع. وهو أمر غريب للغاية. كل ما أطلبه هو أن يظهر أحد المسؤولين في لقاء تلفزيوني ليقول لمجموع المغاربة إن كان هذا الحصار قائما أم لا، وأنا بدوري سأدلي بالوثائق التي تؤيد شهادتي وتثبت المنع والإقصاء.

- تطلب لقاء تلفزيونيا مباشرا إذن؟
-- يجب توضيح أمر مهم، أنا لم أطلب قط أن تعرض أعمالي مباشرة على شاشة التلفزيون، هذا غير صحيح بالمرة، بل هي مجموعة من المغالطات فقط هدفها التضليل. أنا على أتم الاستعداد اليوم، وبعد 18 سنة من المنع والإقصاء، للعودة لكن شريطة ان يعرف الجمهور المغربي أين كنت، وهل كان هناك منع وإقصاء أم لا. أنا أملك الوثائق التي تثبت على الأقل أنني ممنوع من تقديم عروضي في القاعات العمومية وفي مدينة مثل مراكش مثلا، وفي وجدة وتازة ومكناس، وفي بلدي المغرب عموما. أنا أملك وثائق حديثة العهد بتوقيع مسؤولين تثبت رفض طلب منظمات وجمعيات لعرض أعمالي، أكثر من هذا فإنهم ينبهونهم إلى موطن الخلل ويخبرونهم أن مسألة الرفض غير مرتبطة بالجمعية أو المنظمة ذاتها بل باستضافة فنان اسمه أحمد السنوسي. أريد أن يعرف المغاربة كل هذا، إذ لا يمكنني أن أفاجئهم في يوم ما بالظهور على شاشة التلفزيون دون سابق إنذار. فلا يعقل أن أمنع 18 سنة انتزعوها من عمري وحرموني من لقاء الجمهور وحاولوا القضاء على هذه التجربة، ومحوها من الذاكرة الجماعية للمغاربة. هذا أخطر ما يمكن القيام به، لكنهم فشلوا في ذلك لأن الجمهور المغربي له ذاكرة قوية ملتصقة بفن قريب منها ويعبر عنها وعن همومها. مرة أخرى لن أتنازل عن هذا الحق أبدا وأطالب باعتراف مسؤول عن شاشة التلفزيون، كي لا أعود وكأني كنت في سفر بعيد أو عطلة طويلة استمرت 18 سنة.
مشكلة وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة السابق نبيل بن عبد الله قوله إنه مسؤول فقط عن الفترة التي شغل فيها هذا المنصب، أي انطلاقا من سنة 2002. وفي المقابل هناك شهود من منظمات حقوقية، ومن جمعيات، ولجنة رفع المنع عن أحمد السنوسي وفعاليات أخرى، تثبت أن الوزير كان يدلي بتصريح وبنقيضه في اليوم نفسه. لقد كنا نتعامل في حقيقة الأمر مع مسؤولين غير مسؤولين. ولهذا أنا أطالب بالإنصاف المعنوي على الأقل، والاعتراف بالمنع والإقصاء الذي تعرضت له على مدى 18 سنة. دون الحديث عن الاعتداءات الجسدية أمام الملأ التي تعرضت لها خلال وقفات الاحتجاج، وأملك شهادات طبية تثبتها خصوصا في وقفات التضامن مع المعطلين والطلبة، وفي رحاب الجامعات. وكل هذا مثبت في أرشيف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وفي أرشيفي الشخصي، وأنا مستعد لأطلع أيا كان على أوراقي وحججي. كيف يعقل أن أحضر في تظاهرة تغطيها التلفزة وتقصى صورتي؟ من يمنع التلفزة أن تتكلم عني وتبث صورا عن عروضي في الخارج؟ مع أن لها برامج خاصة بعروض الفنانين المغاربة وأنشطتهم في الخارج. أكثر من هذا، العديد من الصحافيين في القناتين الأولى والثانية يأخذون تصريحاتي ويقولون لي إنهم يعرفون جيدا أنها لن تبث قط. وأنا أعتز كثيرا بوقفتين تضامنيتين احتجاجا على المنع، الأولى كانت في مدينة مراكش بمناسبة المهرجان الدولي للفيلم، والثانية نظمت أمام مقر القناة الأولى وكان فيها تضامن منا مع العاملين في التلفزيون، وتضامن من العاملين في التلفزيون معنا.
لقد خلصت إلى أن هؤلاء المسؤولين غير جديين ولا ينوون طي هذا الملف بل يريدون فقط ربح الوقت، لكن في الوقت ذاته يريدون منع الجمهور من مشاهدة عروضي على التلفزيون ومباشرة في القاعات. جمهوري أنا هو من يفرضني على التلفزيون، وليس التلفزيون من يفرضني على الناس.
أنا أدافع عن حقي في الإبداع والخيال، وجمهوري متشبث بي، وكانت آخر مظاهر هذا الصمود تكريم تظاهرة "نجوم بلادي" وأستغل هذه المناسبة لتقديم شكري للمنظمين والساهرين على هذه التظاهرة القيمة. وكما لاحظ الجميع، فقد حضر التلفزيون الذي عرض جميع المواد لكنه في المقابل أقصاني، ومحا ظهوري، وكأن تكريمي لم يكن الحدث الأهم، وكأني لم ألتق بجمهوري الذي تفاعل معي بشكل رائع. أنا لا أدافع عن ظهور صورتي في التلفزيون بل أدافع عن حقي في التعبير.

- هل كانت هناك اتصالات جديدة لاحتواء الموقف ووضع حد ل18 سنة من المنع؟
-- الحل الوحيد هو اعتراف المسؤولين بالمنع الحاصل والإقصاء، يستحيل أن أعود على أنقاض كرامتي، بعد أن لعبوا على عامل الزمن كي ينساني المغاربة.

- كيف كان شعورك وأنت تشاهد برنامجا خاصا عن الكوميديا في القناة الثانية في غياب أكبر وأهم تجربة فنية في المغرب؟
-- أولا الأمر ليس غيابا بل تغييبا، والأزمة ليست أزمة برنامج "مباشرة معكم" أو أي برنامج آخر، بل هي أزمة تلفزيون عامة، ويمكن هنا أن نستحضر قصة البرنامج المباشر "حوار" الذي حاول استضافتي من أجل توضيح قضيتي، فأوقف سنة بكاملها عقابا له.
أما بالنسبة إلى برنامج "مباشرة معكم" فإن الموضوع الذي كان يجب أن يتناوله هو "محنة السخرية" بحضور مسؤولين وحقوقيين. إذاك يمكن المرور إلى مستوى آخر من النقاش والتحدث في موضوع الإبداع والإنتاج.
أنا أطالب بحقي فقط الذي يضمن لي الظهور في التلفزيون وتقديم عروضي في المسرح. كل هذا برهان على أن الحرية والديمقراطية والحداثة وحقوق الإنسان خطابات للاستهلاك لكن على أرض الواقع هناك إقصاء ومنع وتضييق. أنا لا أقبل الظهور في برنامج رفقة ضيوف بعد غياب 18 سنة وكأن شيئا لم يكن!

- كيف ترى الإنتاج التلفزيوني؟
-- أنا لا أرى التلفزة المغربية بالمرة!
---------------------------------------------------------------------------
في سطور
- من مواليد (العصر الحجري كما يقول)
- خاض تجارب في مسرح الهواة والمسرح الاحترافي
- خاض تجربة أشهر ثنائي مغربي "بزيز وباز" رفقة الحسين بنياز
- درس في المغرب وفرنسا
- أجرى تدريبا لمدة سنة رفقة "جاك لوكوك" الصديق الحميم ل"داريو فو"
- تعرض للمنع من منذ 18 سنة
- قدم العديد من العروض في الخارج مثل فرنسا وهولندا وكندا ودول المشرق.
- مازال يبتكر ويبدع في انتظار رفع المنع.
-----------------------------------------------
عناوين جانبية
- أنا على أتم الاستعداد اليوم وبعد 18 سنة من المنع والإقصاء، للعودة لكن شريطة أن يعرف الجمهور المغربي أين كنت
- آخر مظاهر الصمود التكريم الذي حظيت به في تظاهرة "نجوم بلادي"
- أنا أملك وثائق حديثة العهد بتوقيع مسؤولين تثبت رفض طلب منظمات وجمعيات تريد عرض أعمالي
- كنا نتعامل في حقيقة الأمر مع مسؤولين غير مسؤولين

24‏/02‏/2008

الممنوعون من "الصرف"

أمر مضحك ما نقرؤه بين الفينة والأخرى على صفحات المجلات وبعض الجرائد المغربية عن شرذمة من الفنانين الممنوعين من الظهور في هذه القناة أو تلك. وكيف يصفون بمنطق أصلع وقوف بعض المسؤولين في المحطة التلفزيونية في وجه ظهورهم على الشاشة وتألقهم ومسيرتهم الفنية الزاهرة، التي تتوخى "إبهار الجماهير وإدخال البهجة في صدورها" معتبرين أنفسهم "الفنانين الحقيقيين" الذين لا يشق لهم غبار، ويقف الفن عند تلابيبهم الميمونة.
وما يدعو إلى الشفقة في مثل هذه التصريحات، هو أن هؤلاء الفنانين لهم من "النرجسية" ما يكفي الصين الشعبية، إذ أن رفض طلبهم للظهور في المحطة التلفزيونية يعتبرونه جريمة في حقهم، وفي حق 30 مليون من دافعي الضرائب ضحايا قصف غنج نانسيات وأرداف هيفاءات وصدور إيليسات!
والمثير للاستغراب أيضا، أن مثل هذه الخزعبلات لا يسمع لها حس ولا خبر إلى في هذا الوطن العزيز، وفي بعض "جمهوريات الموز" النائية في الفيافي الإفريقية، لدرجة أنها أصبحت تقليدا مغربيا صرفا، إذ لم نقرأ قط عن فنان فرنسي يقول إنه "عرض نفسه" على قناة "تي إف 1" أو "فرانس 2" أو "كنال بلوس"، دون أن تعيره اهتماما، لأن ذلك أمرا مهينا له قبل أن يكون مدينا للقناة نفسها.
إن طبيعة الأمور والعلاقة السوية بين الفنان والتلفزيون تقتضي بحث الثاني عن الأول، وسعي المحطات وراء الفنان الموهوب الذي ينتج ويبدع ويخلق الحدث أو الفنان ذا الشهرة والشعبية الواسعة الذي يؤمن لنفسه دخلا جيدا ولها نسب مشاهدة محترمة، وليس الطارق على الأبواب الذي يعرض منتوجه على "العتبة" وكأنها بضاعة مهربة من أجل استجداء الظهور في التلفزيون "بزز".
وليسأل فنانو "نص كم" النجمة لطيفة رأفت أو المبدع عبد الهادي بلخياط أوعبد الوهاب الدكالي إن كانوا "يزاوكون" في القناة الأولى أو الثانية أو الرابعة من أجل الظهور، بل إن هاته القنوات هي من تجري وراءهم و"تقطع الصباط" من أجلهم وتعرض عليهم المقابل والإغراءات بالملايين.
صحيح أن القناة التلفزيونية ملزمة باكتشاف المواهب الجديدة والطاقات الخلاقة إلى جانب النجوم المعروفين الذين صنعوا اسما، إلا أن ذلك لا يعني أن التلفزيون سيتحمل عبء "مآسي العالم"، وبالتالي يظهر على شاشته كل من هب ودب أو أحس بنرجسية زائدة ورأى في شخصه، الذي رضع الفن أبا عن جد، أنه يملك موهبة لا مثيل لها وصانع المجد العظيم.
جمال الخنوسي

لطيفي: قصة "الحجاب" حقيقة تحولت إلى نكتة


مديرة الرابعة اعتبرتها محاولة لتعكير الجو بعد أن عمت الثقة وتجووزت الصعاب

نفت مرية لطيفي مديرة القناة الرابعة ما راج من أخبار بخصوص العثور على "حجاب" داخل القناة وكذا اللجوء إلى تدابير "بوليسية" من أجل تفتيش الصحافيين والعاملين مؤكدة في الوقت ذاته أن "الحرز" واقعة حقيقية لكن تم العثور عليه بعيدا عن مقر القناة، وبالضبط في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، بالمكتب الذي يقوم فيه فريق الرابعة بعملية المونتاج".
وقالت لطيفي "هذه خزعبلات وهراء، أنا لا أومن بالسحر والشعوذة لأنها ليست مكونا من مكونات ثقافتي فلا وضعي يسمح ولا تربيتي أيضا".
وأضافت لطيفي، "لقد تم فعلا العثور على "حرز" في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون وبالضبط في المكتب الذي تقوم فيه القناة الرابعة بعملية المونتاج. وطلبني الفريق المكلف هناك وانتقلت إلى عين المكان رفقة المسؤول عن الأمن بالشركة، وانتهى الأمر عند هذا الحد، لتصبح القضية بكاملها نكتة تروى بين الزملاء في العمل".
وأكدت مديرة القناة الرابعة في حزم، "قناة "الرابعة" ليس فيها "حروز" أو مشعوذون بل ستون صحافيا شابا يكدون ويعملون ويضحون من أجل تقديم منتوج مرض، والقيام بعملهم بتفان يعكس اهتمام الجميع بقناة ذات هدف حيوي كقناة المعرفة".
واستغربت لطيفي للتوقيت الذي ظهرت فيه هذه "الخزعبلات" وربطتها بالتوتر الذي عرفته القناة في وقت سابق، "لقد تمت تصفية الأجواء داخل القناة، وربما هذه محاولة من البعض لتعكير الجو من جديد بعد أن عمت الثقة وتجاوزنا الصعاب".
وتجدر الإشارة إلى أن قناة "الرابعة" انطلقت يوم 28 فبراير 2005، كأول قناة موضوعاتية جديدة في المشهد السمعي البصري المغربي أطلق عليها اسم "الرابعة : قناة المعرفة". وتطمح إلى مواكبة أوراش الإصلاح في المجتمع المغربي. ومن أولوياتها أن يكون التواصل مع كل شرائح هذا المجتمع باللغة التي توحدهم، ولهذا كانت أولى بنود الخط التحريري للرابعة هي اللغة المغربية الدارجة في كل برامجها، بغية تحقيق الهدف المنشود من القناة وهو القرب والمعرفة.
ورغم الصعوبات التي تواجهها والانتقادات الموجهة إليها فإن "الرابعة" مقبلة على حراك وديناميكية جديدة خصوصا مع انطلاق شبكة برامج جديدة ابتداء من شتنبر المقبل.
جمال الخنوسي
الصورة
مرية لطيفي

"استوديو نتودارت" يقتحم المعيش اليومي لمنطقة الريف


ربورتاجات صحافية ومتابعات لأهم القضايا بالريف بالصوت والصورة

تمكن برنامج "استوديو نتودارت" الذي تبثه القناة الثانية دوزيم أسبوعيا، من مواكبة جميع الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، والعادات والتقاليد التي يتميز بها سكان وأهل منطقة الريف.
وبعيدا عن التناول الفولكلوري لقضايا تراثنا وتاريخنا عامة، وللأمازيغية بوجه خاص، وفي خطوة تلفزيونية تميزت بالعمق والمهنية، تناول "استوديو نتودارت" مجموعة من القضايا المهمة في مجال الاقتصاد المهيكل، وغير المهيكل بالمنطقة والذي استطاع من خلاله أن يلامس انشغالات الفاعلين الاقتصاديين بالمنطقة، إضافة إلى تتبع خطوات ومراحل تطور أهم المشاريع المبرمجة بالمنطقة.
كما حاول أيضا التطرق إلى حرف "تيفيناغ" ومدى أهميته في الحياة اليومية بالريف، والدور المرتقب أن يلعبه في التطور الثقافي بالمنطقة.
ولم يفت "استوديو نتودارت" التطرق إلى مواضيع أخرى يسلط عليها البرنامج الضوء كتجليات المقاومة في المنتوج الإبداعي بالريف من خلال محاورة عدد من الفاعلين في الحقل الثقافي والإعلامي.
لقد استطاع "استوديو نتودارت" من خلال مسيرته أن يبتعد عن التناول الفلكلوري للموروث الثقافي الأمازيغي، والذي اشتكى منه هذا المكون الأساسي للحضارة المغربية، إذ عمل الطاقم الصحافي المعد للبرنامج على النبش في عدد من المواضيع، تعرية الواقع السلبي الذي تعانيه بعض المناطق التي لم تصلها وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المكتوبة، والتي تعيش في ظل تهميش وإقصاء تام في غياب البنيات التحتية والمرافق العمومية بالمنطقة. وأيضا ما تعانيه من جراء غياب تدبير الشأن المحلي. ويقدم "استوديو نتودارت" مثالا صارخا لكل هذه المظاهر بعدسته من خلال روبرتاجات من منطقة فرخانة ومنطقة بني شيكر.
وأفرد برنامج "استوديو نتودارت" حلقة خاصة بالزعيم "عبد الكريم الخطابي أو مولاي امحند الزعيم والإنسان". وجعل البرنامج من تاريخ 6 فبراير الذي يتزامن مع ذكرى وفاة عبد الكريم الخطابي، فرصة للحديث عن بطولات مقاومة الاستعمار الإسباني بمنطقة الريف من أجل التحرر والإنعتاق والاستقلال وعيدا للوفاء لرجالات المغرب وأبطال التحرر الذين بصموا اسماءهم بحروف الفخر على صفحات تاريخ المغرب.
والجدير بالذكر أن برنامج "استوديو نتودارت" تبثه القناة الثانية دوزيم كل يوم أربعاء على الساعة الثانية و6 دقائق بعد الزوال.
جمال الخنوسي

محققون وقضاة بلجيكيون مختصون في الإرهاب قريبا بالمغرب


السلطات البلجيكية تنتظر الضوء الأخضر من الرباط والبعثة المختلطة تضم عناصر تابعة للشرطة الفدرالية ومحققين من شعبة محاربة الإرهاب والإجرام

ذكرت مصادر إعلامية نقلا عن النائب العام الفيدرالي، أن السلطات البلجيكية تنتظر الضوء الأخضر من نظيرتها المغربية من أجل إرسال، وعلى وجه السرعة، بعثة أمنية بلجيكية من أجل التفاوض حول إمكانية إرسال لجنة أو عدة لجن في إطار الإنابة القضائية.
وقالت المصادر ذاتها إن إرسال لجن في إطار الإنابة القضائية، في الوقت الراهن أمر سابق لأوانه.
ورغم ارتباط بلجيكا باتفاقيات تعاون قضائي مع المغرب لابد لها من الحصول على موافقة الرباط من اجل السماح بانتقال لجنة في إطار الإنابة القضائية، سيحدد الجانب البلجيكي أسماء القضاة المكلفين بهذه المهمة الدقيقة.
ولم تنف المصادر ذاتها إمكانية إرسال اللجن حسب الملفات المفتوحة في بلجيكا والتي لم يحسم القضاء فيها أو بقيت عالقة وذات علاقة مع شبكة عبد القادر بلعيرج.
وذكر النائب العام الفيدرالي أنه لحدود اليوم لم يحدد قاض للتحقيق، في ما نسبته السلطات الأمنية المغربية لشبكة بلعيرج في بلجيكا، إذ حسب وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى، اقترف عبد القادر بلعيرج ست جرائم قتل بقيت غامضة في بلجيكا ولم يتم حل لغزها أوالعثور على منفذها بين 1986 و1989.
وتتكلف الإنابة القضائية بمحتوى الملفات ومضمونها في حين ستتكلف البعثة الأمنية بربط العلاقات مع الشرطة والمحققين بالمغرب والبحث في سبل التعاون، وكذا تحديد مدى أهمية الملفات والقضايا المطروحة دون الاكتراث بالمضمون. وفي السياق ذاته ستحدد البعثة الأمنية مدى ضرورة إرسال فريق من المحققين إلى المغرب والعدد اللازم من المترجمين. ولحد الآن لم يطلع قاضي الربط ولا ضابط الربط البلجيكي في المغرب على ملف الشبكة المذكورة.
وحسب النائب العام الفيدرالي، لم يعرف لحدود الآن عدد أفراد البعثة ولا لائحة الأسماء المكونة لها، وستتكون البعثة المختلطة من عناصر تابعة للشرطة الفدرالية ببروكسيل، ومحققين من شعبة محاربة الإرهاب والإجرام، وكذا الشرطة المكلفة بالملفات المحددة. وتنتظر السلطات البلجيكية موافقة نظيرتها المغربية لإطلاق العملية.
من جهتها كشفت جريدة "لاديرنيير أور" عن ملفات جرائم القتل المنسوبة إلى شبكة بلعيرج والتي راح ضحيتها ممثل للجالية اليهودية ببلجيكا، ومسلمان معارضان لفتوى هدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي التي صدرت بعد نشر كتابه "آيات شيطانية". ويتعلق الأمر بجريمتي قتل في 29 مارس 1989 ذهب ضحيتها سالم البحير الموظف بخزانة المركز الثقافي الإسلامي ببروكسيل، وعبد الله الهادي إمام مسجد، وجريمتين نفذتا في 3 أكتوبر 1989 الأولى بموقف سيارات مستشفى "إيرازم" بمدينة أندرلخت وراح ضحيتها البروفيسور "جوزيف يبران"، والسائق الخاص للسفير البلجيكي في المملكة العربية السعودية ذي الجنسية المصرية.
ومن جهتها نقلت شبكة "إر تي بي إف" أو راديو وتلفزيون بلجيكا الخاص بالمجموعة الناطقة بالفرنسية الذهول الذي ساد المدينة التي كان يستقر بها بلعيرج، وبثت تصريحا لزوجته التي أنكرت معرفتها بأي تفاصيل عن الحادث. وذكرت الشبكة أن بلعيرج حصل على الجنسية البلجيكية في يونيو 2000، وأن موضوع هذه الشبكة كان موضوع نقاش داخل البرلمان البلجيكي، "باعتباره المفتاح لكل القضايا العالقة والجرائم الغامضة".
جمال الخنوسي
الصورة
بيت بلعيرج في بلجيكا

حقيقة توقيف "عالم السينما" تضيع في دهاليز الأولى

المسؤولون في القناة "يتهربون" من المسؤولية ومدير الشركة المنتجة يقول إنه دليل عدم الرضى

أكد الحسين فوزي أن قرار توقيف برنامج "عالم السينما" على القناة الأولى خيار وقرار اتخذته الشركة المنتجة للبرنامج وليس قرارا أحاديا صادرا عن القناة.
وقال مدير شركة "فوزي فيزيون" في اتصال مع "الصباح"، "إنه منذ بداية البرنامج كان للشركة الوطنية مشكل قبلي مع المخرج إدريس اشويكة، وعبروا لي عن عدم رضاهم عن شكل ومضمون البرنامج برمته، وطلبوا مني أن أغير كل شيء بدءا من الإخراج ووصولا إلى الإلباس أو "لابياح" و"الجينيريك".
وقبلت التحدي وقررت القيام بمجهود في هذا الاتجاه. وعلى مدى حلقات عدة طالبتني القناة الأولى بالتغيير وراسلتني بهذا الخصوص، وأنا بدوري كنت أطلب ذلك من المخرج إدريس اشويكة، إلا أن شيئا من هذا لم يتحقق وبدأنا ندور في حلقة مفرغة بعد أن كان يتحجج لي قائلا "إنها مجرد ضغوطات".
ولما قررت مباشرة العمل بنفسي وراقبت سير العمل تبين لي أن المخرج غائب دائما، ولا يحضر عملية التصوير قط، وأن معد البرنامج عبد الإلاه الجواهري هو من يقوم بكل العمل.
وأضاف فوزي، "هذا أمر غير مقبول! كيف يتم تصوير برنامج والقيام بعملية المونتاج بدون مخرج، وهو بالمناسبة يحصل على حصة الأسد من ميزانية البرنامج. إذاك أصدرت أوامري إلى المصور كي يوقف التصوير في حال غيابه. إذ لا يعقل أن ينشغل بإعداد فيلمه السينمائي الجديد ويضيع برنامجي. وارتأيت حينها أن عقدي مع القناة الأولى قارب على نهايته، وطلبت من الإدارة إذاك عدم تجديد العقد كتابيا وفضلت تقديم مشروع برنامج جديد إلى القناة لتغطية أهم الأحداث والتظاهرات السينمائية".
وفي المقابل اعتبر ادريس اشويكة تصريحات الحسين فوزي مجرد هراء، "هذه "هضرة خاوية"، وأحمل المسؤولية لكل من مدير شركة "فوزي فيزيون" وجلال عواطف مدير الإنتاج بالقناة الأولى، وأستغرب كيف أن برنامجا ظهرت عيوبه فجأة ودون سابق إنذار! مع أنه كان مقررا في شبكة برامج لسنة 2008، وفي المقابل تم إعداد تصور آخر.. هذه دسيسة!".
وفي السياق ذاته اتصلنا لمرات عديدة بجلال عواطف مدير الإنتاج بالقناة الأولى دون جدوى ولن نتلق أي جواب أو رد على اتصالاتنا المتكررة، في حين نفى رئيس مصلحة الإنتاج نور الدين رقيب علمه بتوقيف البرنامج، "كل ما لاحظته هو غياب "عالم السينما" من شبكة البرامج، وليس لنا أي علم بقرار التوقيف، ويمكنكم أن تسألوا المسؤولين عن ذلك، أما نحن فقد كان لنا تعامل طبيعي مع هذا البرنامج وكنا ندلي بملاحظاتنا عندما نتوصل بالمنتوج".
جمال الخنوسي

22‏/02‏/2008

اهتمام بلجيكي كبير بتفكيك شبكة بلعيرج


عبد اللطيف بختي محكوم ب20 سنة وفر من سجن بلجيكي في 2003 ومبحوث عنه في عملية سطو كبيرة

ذكرت جريدة "لوكوتيديان" البلجيكية أن العملية التي قام بها الأمن المغربي مكنت من الكشف عن مخبأ المجرم الفار من العدالة عبد اللطيف بختي، وبالتالي وضعت حدا لمطاردة السجين الهارب من سجن "شراسيغ". بعد أن حكم عليه ب20 سنة نافذة في يناير 2003 في قضية السطو المسلح على مقر شركة "برينكس". وفر عبد اللطيف بختي، المعروف بعبد اللطيف سعد، بعد شهرين من صدور الحكم. بعد أن نفى أي علاقة له بعملية السطو، كما لم يعترف بأسماء ستة من مرافقيه المكونين للعصابة المنفذة للعملية.
وقال جيل هيرمان ممثل النيابة في تصريح للجريدة "إننا أنجزنا ثلاث خبرات أعطت جميعها النتيجة نفسها: البصمات التي وجدت على حقائب نقل الأموال هي بصمات بختي". وأضافت الجريدة أن المبلغ الذي تم تبييضه في المغرب يمثل حصة عبد اللطيف بختي في العملية.
وأوردت شبكة "إر تي بي إف" أو راديو وتلفزيون بلجيكا الخاص بالمجموعة الناطقة بالفرنسية "تزعم "بلجيكي" لشبكة إرهابية في المغرب"، وقالت إن شبكة إرهابية تم إلقاء القبض عليها في عدة مدن مغربية، "يتزعمها عنصر مغربي بلجيكي، هو مسؤول أيضا عن ست عمليات قتل عندنا (بلجيكا)، كما أن عملية القبض هذه يمكن أن تحل العديد من القضايا الغامضة والعالقة في بلجيكا".
وفي السياق ذاته أوردت "إر تي بي إف" تصريحات وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى، مؤكدة أن المجموعة مسؤولة أيضا عن عملية السطو الشهيرة التي تمت ضد المقر المركزي لمؤسسة " برينكس" بمطار ليكسمبورغ سنة 2000، وتم فيها الاستحواذ على 17.5 مليون أورو، وتبعا لهذه المعلومات القادمة من المغرب قرر المدعي العام الفدرالي فتح بحث تمهيدي.
وذكرت وكالة الأنباء "بلغا" أن المتحدثة باسم النيابة العامة الفدرالية البلجيكية، لييف بلينس، فتحت ملفا قضائيا ببلجيكا، أول أمس (الأربعاء) على إثر تفكيك شبكة "بلعيرج" الإرهابية.وأوردت الوكالة على لسان "بلينس" قولها إن السلطات القضائية البلجيكية تلقت صباح الثلاثاء الماضي من السلطات المغربية معلومات حول اعتقال مقيمين مغاربة منهم زعيم الشبكة المفترض عبد القادر بلعيرج، مشيرة إلى أن تبادل المعلومات يتم حاليا على مستوى الشرطة.وأوضحت المتحدثة أنه لم يتم لحد الآن تعيين أي قاضي تحقيق ببلجيكا في إطار هذا الملف، مضيفة أن المقيمين المغاربة الذين تم اعتقالهم لم يكونوا موضوع أي بحث في بلجيكا.وبخصوص المعلومات حول تنفيذ عبد القادر بلعيرج لستة اغتيالات ما بين سنتي 1986 و1989 ببلجيكا، والتي لم يتم الكشف عن منفذيها آنذاك، أكدت أن السلطات القضائية البلجيكية لم تنظر لحد الآن في تقديم أي طلب للتسليم في هذا الشأن، مضيفة أن الاتصالات سارية بشكل جيد بين البلدين، وأن التحريات جارية حاليا بالمغرب.من جهة أخرى، نقلت وكالة "بلغا" عن المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية البلجيكية "مارك مشيلسن" قوله إن الوزارة أكدت علمها بهوية الشخص الرئيسي في هذا الملف "عبد القادر بلعيرج" وأنه أيضا يحمل الجنسية البلجيكية. وكان المتهم يقطن بجماعة إديغيم، قرب غاند.
وذكرت القناة التلفزيونية البلجيكية (إر. تي. إل) أول أمس الأربعاء، أن قضية عبد القادر بلعيرج، زعيم الشبكة الإرهابية التي أعلن عن تفكيكها، تكشف العلاقات المتزايدة التي تنسجها التنظيمات الإرهابية مع شبكات اللصوصية الكبرى.وأوردت القناة في ربورتاج بثته في نشرتها الإخبارية المسائية، تصريحا لخبير من مركز تحليل والوقاية من الأخطار الدولية، جوزيف هينروتين، أكد فيه أن العمليات الإرهابية تتطلب كثيرا من الأموال والتي يسهل الحصول عليها عبر اللجوء إلى شبكات اللصوصية الكبرى.وأكد أنه "سواء تعلق الأمر بالقيام بانقلابات أو بعمليات إرهابية كبيرة، فإن الأمر يتطلب الكثير من الأموال، ومن البديهي أن أفضل طريقة لجمع تلك الأموال بسرعة وبكمية كبيرة تتمثل في المرور عبر شبكات اللصوصية"، موضحا أن الأخيرة "قد تحتاج للحصول على الحماية لدى عدد من الأشخاص المنتمين إلى الأوساط الإرهابية".ونقلت القناة تصريحا لوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري، أكد فيه أن جزءا من الأموال التي تم احتجازها خلال الاعتقالات، كانت نتاج عملية السطو على المقر المركزي لمؤسسة (برينكس) البنكية بلوكسوبروغ سنة 2000 .وذكرت القناة أن المجموعة الإرهابية كانت تحت مراقبة مصالح الأمن المغربية، وأنها كانت تستعد للقيام بتنفيذ أعمال إرهابية بالمغرب.وأضاف الناصري، في التصريح المشار إليه، أن "المؤكد هو أن الأمر كان سيتعلق بأعمال إرهابية قد تكون لها العديد من الدلالات والمستهدفين".كما ذكرت القناة أن الشبكة التي تم تفكيكها "قد تكون استقطبت أشخاصا ينتمون إلى الفئات المتوسطة"، مقدمة لائحة أعضائها كما بثها موقع وكالة المغرب العربي للأنباء.
جمال الخنوسي

وقفة احتجاجية لمستخدمي القناة الثانية

متظاهرون حاولوا "شخصنة" الاحتجاج والنقابة تهدد بوقف العمل

نفذت نقابة مستخدمي القناة الثانية وقفة احتجاجية صباح يوم أمس الأربعاء بمقر القناة من أجل التعبير عن "استيائها وقلقها العميق إزاء الوضع الذي تعيشه دوزيم".
وقال مسؤول نقابي إن الوقفة التي نظمت أمام مديرية الأخبار والإنتاج في قلب القناة، ضمت ما بين 400 و450 مستخدما، وتم رفع شعارات تتمحور حول الكرامة والقضايا الكبرى والتدبير.
وفي بداية الوقفة تم منع المنابر الإعلامية من تغطية الحدث داخل القناة إلا أن المضربين حولوا مكان الوقفة من داخل القناة إلى باب دوزيم، الأمر الذي دفع بالإدارة إلى فتح المجال لدخول الصحافة الوطنية إضافة إلى وفد من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
وحاول بعض المتظاهرين "شخصنة" الاحتجاج إلا أنه تم احتواؤهم بشكل سريع، إلى أن انتهت الوقفة في حوالي 11 والنصف صباحا مع الاحتفاظ بحمل الشارات طيلة النهار.
وأكد المسؤول النقابي ذاته أن برامج القناة لن تتأثر، "إلا أن من المحتمل أن يتم تقرير توقيف العمل خلال الجمع العام المقبل الذي سينعقد يوم غد (الجمعة)، إذا ما تبين تعنت أو إصرار للمسؤولين على مواقفهم.
ورفض عدد من المسؤولين داخل القناة الثانية التعليق على الوقفة الاحتجاجية أو تقديم أي تصريح لـ"الصباح". وأكد المكلف بالتواصل في القناة الثانية أن الإدارة لا ترفض الحوار أو التواصل مع مستخدميها، وأن القانون يضمن لهم الحق في الإضراب والاحتجاج مع الإشارة إلى أن مدير القناة مصطفى بنعلي سبق له الاجتماع مع النقابة في خطوة تدل على احترام العمل النقابي وتمتيع أوضاع العاملين الاجتماعية والمهنية، وبالأولوية ضمن اهتمامات الإدارة، "التي لا يمكنها أن تحافظ على موقعها المكتسب داخل المشهد السمعي البصري دون احترام أوضاع العاملين وصيانة كرامتهم، بحكم أن مطالب النقابة لا يمكن إلا أن تعكس غيرة المستخدمين على التقدم الذي تشهده المحطة".
وأضاف المكلف بالتواصل في القناة الثانية في السياق ذاته "أن المشاكل المطروحة تتم مناقشتها في إطار التوافق والتفاعل مع مطالب العاملين. وتم بالفعل تحقيق العديد من المكتسبات آخرها تفعيل الاتفاقية الجماعية ووضع هيكلة عصرية للتسيير وتحديد المسؤوليات، وتخصيص ميزانية هامة للتكوين وإعادة التكوين". وأشار المكلف بالتواصل في القناة الثانية أنه سيتم تفعيل لجنة المقاولة المشكلة منذ أواخر 2006 بحكم أنها لجنة ذات أهمية مثلها مثل باقي اللجان الأخرى، وهي دليل على إشراك القناة للنقابة في مشاريعها.
وقال مصدر مسؤول رفض الإفصاح عن هويته إن هذا الإضراب يأتي "ورقة ابتزاز ضد مدير القناة مصطفى بنعلي والإصلاحات التي يقوم بها"، وأضاف المصدر ذاته "أن اكتشاف بنعلي لمجموعة من الاختلالات وإرغام بعض الموظفين المتماطلين على الالتزام بأوقات العمل كان سببا كافيا لقيام ما أسماه "الهجوم الممنهج".
وكانت نقابة مستخدمي القناة الثانية المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل
أصدرت بيانا عبرت فيه عن "الاستياء العام، والشعور المتزايد بعدم إشراكهم في رسم معالم مستقبل القناة وطبيعة المنتوج الإعلامي" ووصفوا "السياسات التدبيرية القائمة" ب"القرارات التي يجري إنزالها من فوق دون أدنى اعتبار لمفهوم الشراكة بكل أبعادها، والذي تؤكد الممارسة أنه لم يعد له مكان في قاموس القائمين على المؤسسة".
وكان مستخدمو القناة الثانية قرروا في جمع عام يوم الجمعة الماضي تنظيم حركة احتجاجية تصاعدية تبتدئ بحمل الشارة طيلة اليوم (الأربعاء)، مع تنظيم وقفة احتجاجية في اليوم نفسه لمدة ساعة من الساعة العاشرة والنصف إلى الحادية عشرة والنصف.
وهددت النقابة بالإبقاء على جميع الأبواب النضالية مفتوحة، "وذلك تعبيرا عن الاستياء العميق للعاملين وللمطالبة بفتح حوار جدي ومسؤول لإيجاد حلول فورية لمختلف الملفات المطروحة".
جمال الخنوسي

المغرب يعزز أسطوله بثلاث سفن حربية


البحرية الملكية حرصت على توافق المعدات مع تجهيزات الحلف الأطلسي

أوردت مجموعة من وسائل الإعلام الهولندية والفرنسية موافقة شركة صناعة السفن البحرية الهولندية "شيلدي شيببيلدنغ"، بناء ثلاث طرادات حربية من فئة سيغما لصالح البحرية الملكية المغربية، من بينها صحيفة "زوس كرانت" الهولندية التي نشرت الخبر على موقعها الالكتروني.
وأكبر هذه الطرادات من نوع سيغما 10513 يبلع طولها 105.11 مترا وعرضها 13.02 مترا. ويمكن أن تبلغ سعتها 2300 طنا، وتستضيف 110 أشخاص. والطرادتان الأخريان أقل حجما من صنف سيغما 98.13، تبلغ سعتهما 2100 طن، وطولهما 97.71 مترا، وتستضيفان 91 شخصا لكل واحدة منهما.
وتتوفر الطرادات الثلاث على محرك من نوع "بييلستيك"، وتتكون أسلحتها من صواريخ من نوع "ميكا في إل" تطلق من قاذفة عمودية من صنع "إم بي دي أ".
وسيقدم مصنع الصواريخ الأوربي صواريخ مضادة للسفن من نوع "إيكزوسي إم إم 40" التي ستحمل بمعدل أربعة صواريخ لكل طرادة حسب ما ذكرته شركة صناعة السفن البحرية الهولندية "شيلدي شيببيلدنغ".
أما باقي الأسلحة فتتكون من مدفع من صنف 79 ميليمترا "أوطو ميلارا" ومدفعية خفيفة في الخلف، وطائرة هيليكوبتر. وفي الأخير ستكون الطرادات المغربية مجهزة بطوربيدات خفيفة من صنف "إم إي 90" من إنتاج شركة "دي سي إم إس" و شركة "طاليس" وشركة "فين ميكانيكا".
وبخصوص الجانب الإلكتروني فإن شركة "طاليس هولندا" ستتكفل بنظام القتال وجهاز الرادار الرئيسي من عائلة "سمارت إس".
ويأتي اختيار البحرية الملكية المغربية لمثل هذه المعدات دليلا على رغبتها في المشاركة في عمليات الحلف الأطلسي مستقبلا. وبالتالي كانت البحرية المغربية حريصة على تناسق معداتها الحربية ووسائل الاتصال والمراقبة بها مع معدات وأجهزة الحلف الأطلسي.
وأوضحت الصحيفة الهولندية أن قيمة هذه الصفقة تبلغ أكثر من نصف مليار أورو وأن بناء هذه الطرادات سيستغرق خمس سنوات، وسيخلق طيلة هذه الفترة آلاف فرص العمل في ورش الشركة.
وبحسب موقع الشركة على شبكة الانترنت فان الطرادات من هذا الطراز "مجهزة بنظام أسلحة وبنظام اتصالات متطورين جدا إضافة إلى مهبط للمروحيات.
وأوضح الموقع أن السفن المسلحة بصواريخ ستكون "مجهزة تماما من أجل مهام التعقب والدوريات". وتمتلك البحرية الاندونيسية التي تتولى حراسة مساحة بحرية واسعة من 17 ألف جزيرة سفنا من الطراز نفسه.
وإلى جانب الطرادات الثلاث فإن البحرية الملكية المغربية عززت في وقت سابق أسطولها بطلب فرقاطة ذات المهام المتعددة (فريم)، سيتوصل بها المغرب سنة 2010، وطالبت بإجراء تعديل عليها وإدماج نظام أمريكي للاتصال عوض النظام الفرنسي المدمج مسبقا في الفرقاطة، الأمر الذي استلزم مبلغا ماليا إضافيا، لكنه خيار يدخل في الإطار نفسه القاضي بملاءمة التجهيزات المغربية مع أجهزة الحلف الأطلسي.ويتميز الجيل الجديد من الفرقاطات متعددة المهام (فريم) التي تبلغ قيمة صفقتها 470 مليون أورو، بقدرته على توجيه ضربات جوية وهجوم ضد الباخرات والغواصات والأهداف البحرية البعيدة. ويبلغ طولها 142 ميترا وعرضها 20 مترا وتضم طاقما يبلغ 145 شخصا.وتدخل هذه الصفقة ضمن مخطط شامل لصاحب الجلالة من أجل تحديث معدات القوات المسلحة الملكية وكذا القوات البحرية الملكية.جمال الخنوسي

19‏/02‏/2008

جيوب المقاومة وراء تعثر القناة الامازيغية


غياب وزارة الاتصال والهيئة العليات للاتصال السمعي البصري عن ندوة حول "السابعة" يرفع حرارة النقاش

هاجم جل المتدخلين في الندوة التي نظمت بعد زوال يوم السبت الماضي بمدينة الدار البيضاء، كلا من وزارة الاتصال والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.
وعبر عبد الله حيتوس رئيس منظمة تاماينوت التي نظمت ندوة حول القناة الأمازيغية تحت عنوان "أية استراتيجية من أجل حضور فعال للأمازيغية، لغة وثقافة، في المجال السمعي البصري المغربي؟"، عن استيائه من الاعتذار الرسمي للوزارة الوصية على الإعلام، والاعتذار غير الرسمي الذي ورد عن الهاكا، اللذين اعتبرا حضورهما أمرا غير ممكن بحكم أن ملف القناة مازال متداولا، "وفيه أخذ ورد ولا يمكن للوزارة ولا للهاكا تقديم رأي فاصل".
وقال حيتوس إن إنشاء القناة الأمازيغية ليس هدفا في حد ذاته، "ولا يعني نهاية النضال، بل نحن هنا لتكون الأمازيغية جزءا من الإعلام ودمقرطته، إنصافا لها ومن أجل إشراكها في التنمية الشاملة". كما أكد رئيس منظمة تاماينوت على غياب إرادة حقيقية لدى الحكومات المتعاقبة، "بسبب وجود جيوب مقاومة ضد دمقرطة الأمازيغية".
وفي السياق ذاته انتقد محمد صلو عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الموقف ذاته لكل من وزارة الاتصال والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، واعتبر غيابهما غير مبرر. واحتج صلو بالمناسبة على ما أسماه إقصاء المعهد من إبداء الرأي في مشروع ساهم في بلورته منذ البداية. وأضاف أن التصور الذي قدمه المعهد منذ أكثر من سنة لم يرد عليه "أي رد فعل". ويتطرق التصور بشكل كامل إلى الخط التحريري، وشبكة البرامج، والغلاف المالي، والموارد البشرية، وبرنامج الإنجاز. كما تضمن التصور هيكلة برامج الأطفال، والترفيه، والتولك شو، والنقاش السياسي، والاهتمام بالشأن المحلي، وبرامج المرأة وغيرها، وهي شبكة سطرها إعلاميون وتقنيون مختصون.
وحسب التصور ذاته فقد خصصت 50 مليون درهم من الغلاف المالي للقناة للبرامج التي ستنتجها الشركات الخاصة، و 4 ملايين درهم للمواد المقتناة من الخارج، و26 ألف درهم للمواد المنتجة داخليا.
وأكد أحمد عصيد الباحث في الثقافة الأمازيغية على ضرورة التدقيق في الخطاب السمعي البصري حول الأمازيغية مع الانتقال من الخطاب النظري إلى التقرير العملي، إضافة إلى التركيز على التعليم والإعلام "لأن بهما يصاغ العقل الجمعي".
وأشاد عصيد بنشرة الأخبار على القناة الثانية مقارنة بالقناة الأولى بحكم أن الأولى تعتمد على أطر مهنية تكونت بشكل حرفي مشيرا إلى أن نشرة القناة الثانية هي نشرة تطوعية لا تدخل في دفتر تحملات القناة.
وانتقد الباحث في الشؤون الأمازيغية ظاهرة "فلكلرة" الثقافة الأمازيغية وسلبها روحها لتصبح مسخا وتشويها. وأضاف عصيد أن القناة "السابعة" ينتظرها مشكل اصطلاحي من نوع آخر سيظهر بشكل جلي مع مصطلح "المغرب العربي" مثلا، إذ اعتبره عنصريا، يقصي جزء كبيرا ومكونا هاما لهذا الوطن الكبير.
جمال الخنوسي
الصورة
أحمد عصيد

17‏/02‏/2008

تيبو: فرنسا ليست متعصبة للغتها



سفير فرنسا في المغرب أكد في حوار مع "الصباح" تشجيع التنوع الثقافي ضد منطق "الهيمنة" و"تصدير القيم والنموذج الفرنسيين"

أجرى الحوار جمال الخنوسي


بمناسبة اختيار المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تحتضن مدينة الدار البيضاء دورته 14 ما بين 8 و17 فبراير الحالي فرنسا "ضيف شرف" نظرا إلى ما تكتسيه الشراكة الثقافية المغربية الفرنسية من اهمية في توطيد علاقات التعاون بين فرنسا والمغرب.
حول أوجه هذه العلاقة والتعاون يحدثنا "جان فرانسوا تيبو" سفير فرنسا بالمغرب من أجل توضيح الخطوط العريضة لشراكة تاريخية ودحض الكثير من "الأفكار الخاطئة" و"الأفكار المسبقة".


- ماذا يعني بالنسبة إليكم اختيار فرنسا ضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب؟
-- هذا أمر رائع وشرف كبير لنا، وحضورنا في المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدار البيضاء، يبدو لنا شرعيا وطبيعيا، بحكم أنه المعرض الأكثر أهمية في العالم العربي بعد المعرض الدولي بالقاهرة، والعلاقات الثقافية المغربية الفرنسية كانت أكثر حضورا وثباتا في الفترة الأخيرة، الأمر الذي حدا بالمنظمين إلى اختيار فرنسا ضيف شرف هذه الدورة. ونحن لا يسعنا سوى دعم هذه المبادرة الطيبة لأن الهدف الأسمى في علاقتنا الثقافية الثنائية هو تشجيع فعل الكتابة والحث على القراءة. وأريد أن نؤكد هنا على فعل الكتابة والقراءة باللغتين العربية والفرنسية، لأننا لسنا مهووسين باللغة الفرنسية أو متعصبين لها، بل نحن مهووسون بتعميم فعلي الكتابة والقراءة.
بالنسبة إلينا نرى أن للكتابة بالعربية الأهمية نفسها التي للكتابة بالفرنسية، ولا تقل عنها شأنا في شيء. المهم هو أن يعم فعل القراءة والكتابة مجموع الشرائح المغربية. وفي زيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة شدد على أهمية التعاون الثقافي في مشروع الاتحاد المتوسطي، بحكم أن العلاقات الثقافية تكتسب أهمية قصوى في التقريب بين ضفتي الشمال والجنوب.
ولأجل هذا سيستضيف الجناح الفرنسي في المعرض كتابا وأدباء كبار، من أمثال جيل لوروا الفائز بجائزة غونكور لسنة 2007، وباسكال بروكنير الكاتب والمفكر والفيلسوف، وإيران فران، وتيتوان لامازو، ومحمد توزي الذي نكن له اعجابا واحتراما خاصا. نحن هنا أمام برنامج متنوع جدا لا يقتصر على ما هو فرنسي فقط، بل لنا نية الانفتاح على الواقع، وتشييد جسور بين الفرنسية والعربية، وجسور مع الكتابة والفكر المغربيين، وهو أمر غاية في الأهمية.
الجناح الفرنسي سيستقبل أيضا العديد من اللقاءات الأدبية والفكرية، إضافة إلى كبريات دور النشر مثل "غاليمار: و"هاشيت"، وغيرهما من المؤسسات التي توجد بشكل دائم بالمغرب دليلا على اهتمامها بالنشر وبالقارئ المغربي، وكذا اهتمام الفاعلين الاقتصاديين بمجموع هذه الحركية.
وستكون هذه فرصة من أجل توقيع عقد بين المكتبة الوطنية الفرنسية والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية التي تربطني علاقة طيبة بمديرها. وسيشمل هذا التعاون التكوين في مهن المكتبات، والعمل سويا على إدخال المكتبة الوطنية للمملكة إلى عالم المعلوميات، مع جعل الخزانة الفرنسية نموذجا. وأنا أعتبر هذا التعاون خطوة رائعة، ومشروعا خلاقا بعيدا عن كل الحيثيات الهامشية. وهو مناسبة لتأكيد العلاقة بين المغرب وفرنسا وتوطيدها. وفي السياق ذاته ستكون هناك لقاءات تجمع بين كتاب شباب، مغاربة وفرنسيين، من أجل التواصل وتبادل الخبرات والتجارب، وسيكون الاطلاع على نظرتهم المتقاطعة حول المغرب وفرنسا أمرا مهما للغاية. مجمل القول سيكون المعرض نابضا بالحياة.

- كيف ترون مستقبل هذا التعاون الثقافي المغربي الفرنسي؟
-- هذا سؤال غاية في الأهمية وأشكرك كثيرا على طرحه، أنا مرتبط جدا بهذه العلاقة الثقافية وأوليها اهتماما خاصا، وأرى أنه، للأسف، لم تفهم بالشكل الصحيح من قبل بعض وسائل الإعلام. فكثيرا ما يتحدث البعض عن "تصدير للقيم وللنموذج الفرنسيين" ويقحمون منطق "الهيمنة" والعلاقات السياسية. في الحقيقة ليس هذا ما نريد، فنحن لا نطمح إلى تصدير قيمنا ونموذجنا، بل نساند التنوع الثقافي. فإذا لاحظنا نوعا من انبثاق الفرنكفونية النابعة من الواقع المغربي، فهذا أمر يسعدنا. أعطيك مثالا، ففي مجال الإعلام نجد مجموعة من المحطات الإذاعية الخاصة، والقنوات التلفزيونية التي تتطور بشكل كبير، وتستعمل اللغة الفرنسية في تواصلها مع الجمهور. وهو شيء رائع حقا وبالغ الأهمية، إذ أن هذه المشاريع لا تقف وراءها فرنسا لتمولها أو تنظمها أو تحركها لأجل استعمال الفرنسية، لكن في حقيقة الأمر هم مغاربة اختاروا وقرروا استعمال العربية الفصحى والدارجة والفرنسية في خليط يعكس تنوع الواقع الثقافي لبلد اسمه المغرب بخصوصياته وتميزه.
إلى جانب كل هذا، نحن أيضا مهتمون بنشر الكتاب العربي، وهو أمر يجهله الكثيرون. ففرنسا تمول العديد من ترجمات الكتب والمؤلفات الكبرى الفرنسية وتنقلها إلى اللغة العربية. ونعوض المترجمين كي تصل هذه الكتب إلى القارئ ويتمكن المغربي الذي لا يعرف الفرنسية من الاطلاع على المؤلفات والفكر الفرنسي التي لولا هذه المبادرات لما تمكن من الوصول إليها والاطلاع عليها. نحن أصدقاء اللغة العربية ومروجون ومساندون لها، وليس للفرنسية فحسب. وهذا أمر ينسى غالبا. نحن الآن منخرطون في مشروع تشييد شبكة من 70 خزانة متعددة الوسائط في مدن صغيرة ومتوسطة حول المغرب، مثل تازة وبني ملال والقصر الكبير وغيرها، التي كانت تشكو فراغا ثقافيا، لكنها اليوم، وبفضل هذه المبادرة، تمكن الكثيرون من الاطلاع على كتب، وأفلام، ومواقع أنترنيت، باللغة الفرنسية، وفي الوقت ذاته، الاطلاع على ما يريدونه باللغة العربية أيضا. لقد ذهبت إلى مدينة تازة قبل شهور، وأدهشني جمهور الشباب الذي يتحدث العربية وله تكوين بها، وكان سعيدا جدا بافتتاح هذه الخزانة متعددة الوسائط في مدينته، لأنها ستقوم بوظيفتها بالنسبة إلى اللغة العربية ولا بالنسبة إلى اللغة الفرنسية دون تمييز أوحيف.
لأجل كل هذا، أريد أن أقول لمن يدعوننا، في بعض الجرائد، بالفرونكوفونيين ومستعمري ما بعد الاستعمار، إننا مدافعون عن اللغة العربية، كما ندافع عن اللغة الفرنسية، لأننا ضد العولمة في وجهها المنحرف والضال، ولا ندعم الفكر الأحادي ونؤمن أن العربية والفرنسية ثقافتان عالميتان عظيمتان يجب أن تتكئ الواحدة على الأخرى ويتضافرا من أجل الحفاظ على التنوع الثقافي حول العالم.
هذا في ما يخص الخزانة متعددة الوسائط، أما بخصوص شبكة المدارس فإنها تضم 30 ألف تلميذا. وأنا أتفهم التذمر الذي يعبر عنه بعض العائلات إذ يتابع أبناؤهم تكوينهم ودراستهم باللغة العربية، في إطار نظام تعليمي يشكو العديد من الصعاب، وفي آخر المطاف يجدون أبناءهم انخرطوا في شعب لا تقود غالبا إلى سوق الشغل، فيصبحون عاطلين، وهو مشكل شائك وخطير. وفي المقابل ينظرون إلى أبناء البرجوازية والنخب المغربية يتابعون دراستهم في ثانويات البعثات الفرنسية، يحصلون على باكالوريا فرنسية، وينخرطون في شعب تكون فيها الحظوظ إلى مناصب الشغل أوفر.
صحيح أنها وضعية مقلقة،
لكن ما يجب التأكيد عليه هو تجنب اتهام فرنسا بتحريك سياسة أو إيديولوجيا التفرقة، وتمكين البعض مما تمنعه عن الآخرين. ما قمنا، ونقوم، به نحن هو دعمنا لإصلاح النظم التعليمية المغربية، والوكالة الفرنسية للتنمية ستكون من أهم الداعمين لهذا الإصلاح لجعله أكثر فعالية مع الحفاظ على اللغة العربية كلغة للتكوين. لأن التعليم هو قاطرة التنمية والحكومة المغربية واعية بهذه المسألة جيدا.
إننا ندعم عصرنة وإصلاح منظومة التعليم في المغرب، إلى جانب ذلك يجب التذكير بخصوص ثانويات البعثات الفرنسية بأن اللغة العربية تدرس في إطار ضرورة نحترمها وبند يدخل في دفتر التحملات الذي التزمنا به. ويشتغل إلى جانبنا 250 أستاذا للغة العربية يدرسونها للفرنسيين كلغة أجنبية، وللمغاربة كلغة أم. ونحن حريصون، وبصفتي دارسا للغة العربية، على السهر على المستوى الجيد لتدريس اللغة العربية في ثانوية ديكارت وليوطي وغيرهما. وأحب أن يقال عنا إننا أحسن مؤسسة لتدريس اللغة العربية. ويبدو لي هذا أمرا بالغ الأهمية، ونقطة أحرس على التأكيد عليها، ووجه مشرق للتعاون والحوار المغربي الفرنسي.
صحيح أن النظامين اللذين تحدثنا عنهما مختلفان ومتعارضان، لكن مع ذلك توجد جسور وقنوات يمكن نسجها وتدعيمها كي لا ينظر إلى نظام ثانويات البعثات الفرنسية، كنظام عدو أو خصم، ولكن كنظام يمكن أن يرقى بالنظام التعليمي المغربي ويسير به إلى الأعلى والأفضل. وليس لأن الطالب ينتمي إلى نظام التعليم العمومي المغربي فهو ينتمي إلى خندق الفقراء والفاشلين، كما لا يعني الانخراط في النظام الفرنسي، الانتماء إلى خندق الأغنياء والناجحين.
كما يجب الاعتراف أن 30 ألف طالب الذين تحدثنا عنهم هم في غالبيتهم طلاب مغاربة، وما نقوم به هو من أجلهم، ونحن سعيدون بهذه المهمة، وتحذونا الرغبة في مرافقة هذا التطور. هذا دون أن ننسى أن 34 ألف طالب مغربي يتابعون دراستهم في فرنسا، أي ما يمثل أكبر تجمع لطلبة أجانب في فرنسا، وهذا ليس وليد الصدفة، فقدومهم إلى فرنسا ليس سياسة ممنهجة بل هو خيار حر. وكثيرا ما تتحمل العائلات المغربية أعباء زائدة كي يتعلم أبناؤها اللغة الفرنسية، ويتمكنوا بالتالي من الانفتاح على سوق الشغل. إنها ليس السياسة أو الايديولوجيا، بل واقع فرض نفسه على الجميع. أكثر من هذا فبين أربعة طلاب يتعلمون اللغة الفرنسية في المعاهد حول العالم واحد منهم مغربي.

- بالنسبة إليكم ما هي وسائل وميكانيزمات دعم انتشار الكتاب الفرنسي في المغرب؟
-- يجب الحديث أولا عن النجاح الذي حققه مغاربة مثل الطاهر بنجلون، وإدريس الشرايبي، وفؤاد العروي، والذين يحمل جميعهم نوعا من "الظرف" و"الخفة"، إذ يفكرون على الطريقة المغربية، ويعبرون باللغة الفرنسية. وهي مناسبة لإطلاع الفرنسيين على فكر رجال ونساء ينتمون إلى عوالم مختلف، ويحققون مبيعات كبيرة. وربما هم أكثر مقروئية في فرنسا مقارنة بالمغرب.
من جهة أخرى تحدونا رغبة حقيقية لتشجيع الكتاب الفرنسي في المغرب، ولنا النية في اقتناء حقوق مجموعة من المؤلفات لإعادة طبعها، لتكون في متناول شريحة أوسع.
وفي الإطار نفسه خصصنا حيزا في الرواق الفرنسي بالمعرض الدولي للنشر والكتاب لمجموعة من دور النشر المغربية التي ليست لها إمكانيات اقتناء حيز خاص بها من أجل تقديم معروضاتها. كما أننا فخورون بجائزة "الأطلس الكبير" السنوية التي تكافئ مؤلفات وترجمات باللغتين العربية والفرنسية.
-
بوكس
فرنسا ضيفة شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب
بالدار البيضاء من 9 إلى 17 فبراير الحالي
سيفتتح سمو الأمير مولاي رشيد المعرض اليوم الجمعة 8 على الساعة الثالثة زوالا.
ويوم غد (السبت) سوف يدلي كل من ثريا جبران وزيرة الثقافة وجان فرانسوا تيبو سفير فرنسا بالمغرب بتصريح مشترك، يترأسان بعده حفل توقيع عقد شراكة بين المكتبة الوطنية للمملكة المغربية والمكتبة الوطنية الفرنسية.
وبهذه المناسبة سيشمل رواق فرنسا العريض أكثر من ألفي كتاب حديث النشر. وسيستقبل أكثر من مائة ناشر فرنسي، وكتاب ومؤلفين شباب ذوي مواهب واعدة من كل من فرنسا والمغرب إضافة إلى مهنيي الكتاب.
ويتصدر برنامج رواق فرنسا لقاءات وتوقيعات مع شخصيات أدبية حاضرة في الساحة الأدبية مثل باسكال بروكنير، وإيرين فران، وتيتوان لامازو، وجيل لوروا (جائزة كونكور 2007)، وكريستوف أونو ديت – بيوت(جائزة بين الحلفاء 2007)، وعلي تزيلكاد (جائزة الأطلس الكبير 2007).
وبشراكة مع وزارة الثقافة المغربية، والمعهد الثقافي الفرنسي بالدار البيضاء والمكتب الدولي للنشر الفرنسي، تحاول مصلحة التعاون والعمل الثقافي الفرنسي في هذه الدورة، التعريف وبصفة خاصة بالمواهب الأدبية الشابة وذلك بحضور سميرة العياشي، ونيكولا فارك، وايريك لوران، وكريستين مونتالباتي، وايريك رينارد وفيرونيك بوكلير.
إن معرض الكتاب هو أيضا فضاء للتبادل والتحاور والتلاقح والنقاش، لذا فسوف تنظم مجموعة من الموائد المستديرة حول إشكاليات متعددة :
- نقاش حول" التعددية الثقافية والفرنكفونية"، ومائدة مستديرة حول "ترجمة أعمال خير الدين إلى العربية". هذان النشاطان سيكونان فرصة للتساؤل حول مكانة اللغات في الثقافة.
- مائدتان مستديرتان الأولى حول "المغرب - فرنسا : وجهات نظر متشابكة لأدباء شباب"، والثانية "الإبداع و الهويات : أي مكانة للشباب؟". ستتم خلال هاتين المائدتين مساءلة أهمية الأدب عند الشباب ومكانتهم في المجتمع.
يعتبر المعرض الدولي للنشر و الكتاب بالدار البيضاء، أيضا معرضا للمهنيين في هذا المجال، إذ سيخصص لهم يوم الاثنين المقبل، وسوف تنظم موائد مستديرة تجمع حولها ناشرون وبائعو كتب وكتبيين حول مواضيع شتى منها، التبادل والشراكات بين الناشرين الفرنكفونيين، وتطوير المكتبات بالمغرب، ومهنة الناشر بالمغرب و بفرنسا.
سيشارك المعهد الثقافي الفرنسي للدار البيضاء في المعرض بعدة أنشطة ثقافية في منصة فرنسا و أيضا بعرضين مسرحيين:
- يوم الافتتاح : عرض مسرحية حوار السيد ديكارت والسيد باسكال لوجون للكاتب جان كلود بريسفيل، ومن إخراج دانيال وويليام ميسكيش (اليوم الجمعة وغدا (السبت) 9 على الساعة الثامنة و النصف ليلا بمسرح محمد السادس بالدار البيضاء).
- يوم الاختتام : عرض مسرحية في "انتظار الحلم" لإيرينا بروك مقتبسة من المسرحية الهزلية "حلم في ليلة صيفية" لويليام شيكسبير (غدا (السبت) على الساعة الثامنة والنصف بالمركب الثقافي ثريا السقاط).

في سطور
سفير فرنسا في المغرب
من مواليد فاتح ماي 1949
شغل منصب سفير لبلده في الإمارات العربية المتحدة سنة 1997
عين سفيرا في موريتانيا سنة 2001
عين في يونيو 2006 سفيرا بالرباط

رياح التغيير تهب على مديرية الإنتاج


رغبة الرئيس المدير العام في النهوض بقطاع الإنتاج الوطني تتطلب سبلا وعقليات جديدة لتدبير المرحلة

كما يجلس العاشق الولهان على التل الأخضر ينثر بأصابعه أوراق زهرة يانعة، "تحبني، لا تحبني ... تحبني، لا تحبني "، لابد أن المسؤول عن الإنتاج داخل القناة الأولى يجلس على كرسي مكتبه الوثير مرددا، "أرحل، لا أرحل ... أرحل، لا أرحل". فمنذ أسابيع امتدت إلى شهور تم الإعلان شبه رسميا عن رحيل المسؤول الأول في هذه المديرية من أجل تعويض الموقع الشاغر الذي خلقه انضمام لطيفة أخرباش مديرة الإذاعة الوطنية السابقة إلى حكومة عباس الفاسي منذ أكثر من ثلاثة أشهر. فراغ ترك شرخا كبيرا وخللا مازالت الإذاعة الوطنية تئن تحت وطأته.
إلا أن فراغ المنصب والتأخر في تعيين خلف جديد ليس السبب الرئيسي في إلحاق المسؤول عن الإنتاج بإدارة الإذاعة الوطنية، بل هناك أسباب أخرى خفية ومعلنة عن تغيير وشيك. فالرغبة الأكيدة التي عبر عنها الرئيس المدير العام فيصل العرايشي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، في التغيير والتعامل الجدي، ونهج سياسة مختلفة في الإنتاج الوطني بزغت أولى مؤشراتها مع إلزام مديرية الإنتاج باستقبال مشاريع الانتاجات الوطنية الخاصة بشهر رمضان المقبل مع نهاية الشهر الكريم، وبالتالي أعطى إشارات قوية وتعليمات صارمة للحسم في قضية أثارت العديد من اللغط، وأسالت الكثير من المداد. ويتعلق الأمر بوضع حد لسياسة إنتاجية أثبتت خلال السنوات الأخيرة فشلها في تدبير حلقة حيوية وهامة في مسلسل إنجاح مشروع إعلامي ضخم وتقديم صورة إيجابية عن مؤسسة كبرى تحمل على عاتقها إعطاء الوجه المشرق لقيم الانفتاح وتقديم صورة إيجابية لمغرب في حراك دائم. فالمرحلة الجديدة تقتضي رجالات وعقليات جديدة لتدبير المرحلة، وسبلا مختلفة عن تلك التي عمت وسادت حتى الآن بعيدا عن العقليات المتحجرة، والزبونية والمحسوبية التي حكمت علاقات الإنتاج داخل القناة.
وأكثر من هذا فإن وضع المسؤول عن الإنتاج كان وما يزال وضعا شاذا بحكم امتلاكه لشركة إنتاج تقوم بإنتاج برنامج (على الأقل) لصالح القناة ذاتها. فيكون بالتالي طرفا وحكما في الآن ذاته وهو وضع شاذ للغاية ليس في الإنتاج التلفزيوني فحسب، بل في كل مجالات ولا يقبله المنطق ولا الذوق السليم.
وذكرت مصادرنا أن نية التغيير باتت وشيكة وسيتم تفعيل قرار التغيير قريبا، لوضع جد لشهور من انتظار ما يأتي أو لا يأتي. وذهبت المصادر ذاتها إلى القول إن الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون يفكر في الجمع بين مسؤوليتي إدارة الإنتاج وإدارة البرمجة معا، كما هو معمول به في كبريات القنوات التلفزيونية ووضعها على عاتق رجل واحد.
وإلى حدود الآن يتداول اسم العلمي الخلوقي مدير البرمجة بالقناة الأولى من أجل الاضطلاع بهذه المهمة الجديدة، التي ستجعل من السهل تنظيم العمل والوقوف على مراحل الإنتاج التلفزيوني الخاص بالقناة الأولى، وفي الآن ذاته تدبير ذلك الإنتاج حسب شبكة معروفة ومضبوطة تجعل الإنتاج مسايرا وموافقا لشبكة البرمجة من جهة ومتماشيا مع دفاتر التحملات المجددة من طرف الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري.

جمال الخنوسي
الصورة العلمي الخلوقي مدير البرمجة بالقناة الأولى

الإذاعة الوطنية تبحث عن مدير


منصب المديرة السابقة لطيفة أخرباش بقي شاغرا منذ التحاقها بحكومة عباس الفاسي


مازالت الإذاعة الوطنية تنتظر تعيين مدير جديد على رأسها منذ التحاق لطيفة أخرباش المديرة السابقة بتشكيلة حكومة عباس الفاسي وتقلدها منصب كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون. إذ بقي المنصب شاغرا بعد مرور أكثر من ثلاثة شهور دون تكليف أي كان بإدارة الإذاعة، وهو أمر حد خطير مقارنة مع حساسية الموقع وأهميته.
ويشكو العاملون في الإذاعة الوطنية من "الحال الواقف" ومرحلة السكون القاتل التي يعيشونها مع غياب مسير لشؤون الإذاعة وراع لمشاريعها ومقرر في برامجها، إذ أن بعض المسؤولين الذين كان يعول عليهم من أجل سد الفراغ "اعتكفوا" في مكاتبهم وقطعوا أية صلة بالموظفين الآخرين. ولم يعد الموظفون والصحافيون يجدون محاورا أو من يحسم في مقترحاتهم ومشاريعهم لتبقى كل الأمور معلقة إلى حين، أو في انتظار هذا المدير الذي سيأتي أولا يأتي.
وليس هذا فحسب، بل إن إذاعات جهوية أخرى تشكو الفراغ أيضا مثل القناة الجهوية لمدينة الدار البيضاء التي تغيبت مديرتها الزميلة فاطمة هوري التي نتمنى لها الشفاء العاجل، لأسباب صحية.
وراج في الآونة الأخيرة اسم جلال عواطف من أجل تقلد المنصب وتعويض المديرة السابقة، إلا أن هذه الأخبار بقيت دون تفعيل وبقي عواطف في مكانه، وبقي كرسي إدارة الإذاعة فارغا، ينتظر الربان الجديد للإذاعة الوطنية.
وتحدثت مصادر من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون عن لائحة تتضمن مجموعة من الأسماء المرشحة للمنصب، "إلا أنه ليس للشركة النية في تسريع الخطى كي لا تقع في سوء التقدير، بل تود تدارس جميع المقترحات قبل تعيين الرجل أو المرأة المناسبة". وأضافت مصادرنا أن الأمور تسير بشكل طبيعي وأن جميع المصالح تباشر أعمالها بالجدية نفسها والأمور على السكة القويمة، إذ يتولى عبد الإلاه الخلطي كل ما هو مرتبط بالإنتاج في الوقت الذي يتكلف عبد اللطيف المبرع بمديرية الأخبار".
وتجدر الإشارة إلى أن الإذاعة الوطنية تبث 93 ساعة في اليوم انطلاقا من محطة الإرسال المركزية بالرباط و 9 محطات جهوية هي الدار البيضاء، وطنجة، وتطوان، ووجدة، وفاس، ومراكش، وأكادير، والعيون، والداخلة.
وتبث هذه المحطات الجهوية عبر الموجات المحلية 4 ساعات في اليوم تقريبا وذلك بالتبادل مع المحطة المركزية عن طريق التناوب.
وتغطي الإذاعة الوطنية جل مناطق المملكة، إذ أن 95 في المائة من السكان يمكنهم أن يلتقطوا الإذاعة عن طريق الموجات الطويلة و84 في المائة عن طريق الموجات المتوسطة و48 في المائة عن طريق موجات الاف-إم. و انطلاقا من 3 مارس 1993 دخلت الإذاعة الوطنية حقبة البث عبر الأقمار الاصطناعية، و ذلك عن طريق القمر الاصطناعي "أوتيل سات"، وبذلك تكون الإذاعة الوطنية قد دخلت العالم الرقمي للبث و التسجيل على غرار الإذاعات الدولية.
جمال الخنوسي

"إبردان" في رحلة إلى الريف المغربي

تصوير حلقات جديدة في الحسيمة والناظور يعكسان خصوصية المنطقة وكنوزها الثقافية والفنية
حل بمدينة الناظور أخيرا فريق البرنامج الأمازيغي "إبردان" الذي يبث على القناة الثانية المغربية دوزيم لأول مرّة منذ الشروع في تقديم البرنامج من الريف المغربي، إذ عمل على تصوير حلقات حول المنطقة مقسمة بين الناظور والحسيمة، متناولة محاور المشاريع الكبرى والبنية الاقتصادية والمآثر التاريخية ودينامية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والحركة الفنية، إضافة إلى ظاهرة المتاحف الخاصة التي استحضر فيها تجربتي الحسين البوجدادي بالعروي ومولاي رشيد أزناي الذي يمتلك في خزانته أكثر من 600 تحفة جمعها ابتداء من سنة 1990 بالناظور.
وتدخل الحلقات الجديدة في النهج ذاته الذي يسير عليه "إبردان"، إذ واصل البرنامج الأمازيغي جولته في مجموعة من المناطق المغربية بحثا عن كنوز الثقافة الأمازيغية وسابرا لأغوارها، وناقلا لتقاليدها وخصوصياتها، محاولا مع كل حلقة تقديم الجديد والمفيد من خلال نظرة مختلفة ومميزة للثقافة الامازيغية بعيدا عن كل نمطية.
وسبق للبرنامج أن انتقل في حلقاته السابقة إلى منطقة عين اللوح التي تعتبر من المناطق المغربية الغنية بالثروة الغابوية وتشكل مصدرا للعديد من الكنوز الطبيعية علاوة على رجالات المنطقة الذين يسعون إلى تنميتها على كل المستويات لكي تتبوأ المكانة التي تستحقها كقلب للأطلس المتوسط على صعيد منتجاتها الفلاحية وفضاءاتها السياحية التي تجعل منها محطة مهمة وحيوية في السياحة الجبلية بالمغرب.
كما خصص "إبردان" حلقة خاصة بفن "أحيدوس" وسيلة منه للاحتفاء بالفنون الشعبية المغربية التي يحاول إعطاءها أبعادا أخرى بعيدة عن "الفلكلرة" التي كانت سائدة في وقت من الأوقات. و هكذا أصبحت الفنون الشعبية الأمازيغية تحيل على الهوية وأسلوب حياة يشي بعدة مقومات للغة والحضارة الأمازيغيتين.
برنامج "إبردان" يعرض على القناة الثانية كل يوم خميس على الساعة الثانية والربع.
ج.خ

عيادات شفط الأرواح


المغرب يمنح الباحثات عن الجمال أنف نانسي عجرم وخدود هيفاء وهبي وصدر إيليسا وأرداف "جينيفير لوبيز" وبطن "شاكيرا"

يتداول "الإخوة العرب" نكتة "بايخة" على شكل لغز يمزج بين الظرف والقسوة معا:
- لماذا لا تغرق اللبنانيات قط في البحر الأبيض المتوسط؟
- لأن صدورهن الممتلئة بالسيليكون مثل "الشومبرير" تحول دون ذلك!
كل المهتمين بعالم الجمال والجراحة يعرفون جيدا وجود ثلاث بقاع حول العالم بمثابة جنة الباحثين عن القوام الممشوق والحسن الاصطناعي والقد الرشيق. الكل يعرف أن لبنان وتونس والمغرب هي الأماكن الوحيد التي يمكن "التبضع" فيها من أجل الحصول على أنف نانسي عجرم وخدود هيفاء وهبي وصدر إيليسا وأرداف "جينيفير لوبيز" وبطن "شاكيرا".
لقد أصبح المغرب رائدا في سياحة التجميل، إذ أن البلد المضياف لا يهبك الشمس والبحر والرمال والجبال فحسب، بل يمنح أيضا أنفا جديدا وخدودا موردة وبطنا رياضيا وجلدا مشدودا.
لقد أصبح الجمال وجراحة التجميل هوسا عالميا كبيرا من ريو إلى طوكيو ومن باريس إلى بومباي ومن ميامي إلى الدار البيضاء. وغدا أطباء التجميل "سوبر ستارات" حقيقيين، فقد خصت لهم قناة "إم 6" الفرنسية برنامجا يتتبع مهنتهم النبيلة في إصلاح التشوهات الخلقية، وإنقاذ حياة ضحايا الكوارث وحوادث السير، وفي الآن ذاته رصد ملامح "بيزنس" يذر الملايير، وظاهرة قلبت معايير الجمال وقيم الطب والجراحة. ومن بين الأطباء الذين رصد "تحركاتهم" برنامج "جراحو الأمل" الطبيب المغربي محمد جسوس الذي "ابتكر" الوصفة السحرية التي تمزج بين جراحة التجميل والسياحة.
كما أن عالم جراحة التجميل كان موضوع سلسلة أمريكية مبهرة، حققت نجاحا كاسحا حول العالم تدعى "نيب/توك"، تحكي عن الحياة اليومية لطبيبين في مدينة "ميامي" الأمريكية عاصمة ثقافة الجمال ومعبد تقديس الجسد ومطبخ اللحم الطري، ومشاكلهما مع المرضى أو الزبناء.
وكما لجراحة التجميل محظوظات من أصحاب الشفاه المنفوخة، والصدور الممتلئة ب"السيليكون" والتجاعيد المتصلبة ب"البوتوكس"، فإن لها ضحاياها أيضا، كانت آخرها الفتاة التي توفيت في عيادة لجراحة التجميل بمدينة الدار البيضاء، إذ انتقلت الضحية "كريمة الرفى" البالغة من العمر 24 سنة فقط، من مدينة الفقيه بن صالح إلى العاصمة الاقتصادية لإجراء عملية شفط دهون انتهت بشفط روحها في قضية مازالت في بدايتها، يلفها الكثير من اللبس، ويعتريها الغموض.
وأشهر الضحايا الممثلة المصرية "سعاد نصر"، التي أضحكت العالم العربي بأدوارها المميزة وخفة دمها، وبصمت ذاكرتنا بدورها زوجة للفنان محمد صبحي في "يوميات ونيس"، إذ فارقت الحياة عن سن تناهز 54 عاماً، بعد أن دخلت في غيبوبة دامت أكثر من عام، أثناء إجراء عملية جراحية ، تسببت لها في هبوط حاد فى الدورة الدموية، أثناء إجراء شفط للدهون. وقد أثارت قضية سعاد نصر جدلا واسعا في الأوساط المصرية والعربية، ولفتت الانتباه إلى قضية طبية جوهرية مرتبطة بالخطأ الطبي من جهة، ومخاطر جراحة التجميل من جهة أخرى.
وكما تطرح جراحة التجميل إشكالا قيميا وفلسفيا وقانونيا مرتبطا باللبس الذي يغطي تحديد المسؤولية القانونية للطبيب، فإنها تطرح إشكالا لغويا أيضا. فمن يقصد عيادة تجميل هل سيطلق عليه اسم "مريض" وكأنه يزور عيادة مثل كل العيادات، ويشكو علة مثل كل الأمراض، أم نطلق عليه اسم "زبون" وكأنه يقصد الحصول على خدمة أو شراء بضاعة من متجر مثل كل المتاجر أو اقتناء بعض اللحم من جزار الحي؟!
جمال الخنوسي
الصورة:
ملصق إشهاري لسلسلة "نيب/توك"

الأولى والثانية تبرزان عضلاتهما في المعرض الدولي للكتاب


السفير الفرنسي أعطى دروسا في اللغة العربية وطاقما القناتين قدما دروسا في فن التدافع والكاراتيه والاحتجاز

الدروس الفرنسية لا تنتهي، وعلى ما يبدو فإن ذاكرتنا القصيرة تجعلنا ننسى الدروس كلها، وتغيب عنا المقررات والقواعد لنكون آخر تلاميذ القسم وكسالى مدارس التطور والتحضر.
آخر الدروس التي لقنتها لنا فرنسا كانت خلال الدورة 14 للمعرض الدولي للكتاب بمدينة الدار البيضاء. ففي حفل توقيع عقد شراكة بين المكتبة الوطنية للمملكة المغربية والمكتبة الوطنية الفرنسية، اختار السفير الفرنسي إلقاء كلمة جميلة باللغة العربية القحة ضدا على كل وزرائنا ومسؤولينا الذين ضيعوا لغة الضاد في أزقة باريس وممرات مدرسة القناطر. وما أراده السفير من هذا التمرين الشاق الذي اضطره إلى ترويض لسانه للنطق بحروف عربية سليمة هو البرهنة على أن فرنسا ليست متعصبة للغتها، وإبعاد تهمة التطرف الفرونكفوني عنها واعتبار "ترسيخ التعددية الثقافية هو الرد الفعال والناجع أمام تهديدات العولمة". نحن أيضا لسنا متعصبين للغتنا ولا نطلب سوى أن تنال حقها من العناية والاهتمام.
الدرس الفرنسي لم يتوقف عند هذا الحد بل امتد إلى أروقة المعرض، إذ قام السفير الفرنسي صحبة وزيرة الثقافة المغربية ثريا جبران قريتيف بزيارة إلى الرواق الفرنسي الذي تميز بحضور واسع ومكثف لأنها "ضيف شرف" هذه الدورة، وكان في انتظارهما صحبة مرافقيهما مم كتاب وفنانين، مسؤول عن الرواق، الذي ضاق بالكتب والمؤلفات الحديثة والكلاسيكية، اصطحبهما في جولة قدم فيها لهما الشروح والتوضيحات بشكل مهني وبروتوكولي منظم. لكن ما أن انتقل الحشد إلى الرواق الخاص بوزارة الثقافة المغربية حتى عمت الفوضى، واختلط الحابل بالنابل، وتشتت الشمل، وانزوى السفير في مكان قبل أن يختار الانصراف ويغادر رواقا فقيرا فيه بعض الكاتالوغات والكتب اليتيمة، ليبدأ حينها درس جديد لكنه درس مغربي هذه المرة في فن "السومو"، الرياضة اليابانية العريقة، والتدافع بالاستعمال تقنية الصدور المكتنزة والضرب بوسائل "الأرداف المشحمة"، لقنه لجميع الحاضرين طاقما القناتين التلفزيونيتين المغربيتين الأولى والثانية، ربما تعلماه خلال دورة تكوينية خاصة في إحدى دول آسيا المعروفة بفنون الحرب وتقنيات القتال.
فبعد أن قضت الوزيرة ثريا جبران قرابة نصف ساعة في الحديث مع طلبة متدربين في بعض معاهد الإعلام، قررت الانصراف وتجنب وسائل الإعلام الأخرى نظرا لـ"ضيق الوقت" و"التزامها بمواعد أخرى"، والتعب الذي كان باديا على وجهها، إلا أن هذا لم يرق لطاقمي القناتين اللذين استعملا آخر تقنيات التدافع وحركات الرياضات الحربية، وملامح "التخنزير" و"التحنزيز" وإقصاء الآخر من أجل الظفر بتصريح الوزيرة المتمنعة، وتحول سلوكهم الأحمق، وحركاتهم "القرعاء" في كثير من الأحيان إلى قلة أدب تجاه زملائهم الصحافيين الآخرين لدرجة أن أحدهم استعمل "عظامه المفتولة" من أجل استياق الوزيرة واحتجازها رهينة في ركن للتصوير "بزز".
ولم ينه هذا السباق المحموم نحو هذا "السكوب" القديم سوى إذعان الوزيرة إلى رغبة الجميع فأجرت حوارات متلفزة وأخرى مع جرائد مكتوبة وأنهت بالتالي صداما كان سيؤول إلى ما لا تحمد عقباه.
جمال الخنوسي

13‏/02‏/2008

عادل إمام يرسم ملامح "الأغنياء الجدد"


شريحة تجمع بين المال والسوقية انطلقت من رأس الدرب بالأحياء المهمشة للوصول إلى الثراء الفاحش في زمن قياسي

يكفي أن ينظر المرء من حوله ليرى، لا محالة، نموذجا من النماذج التي أراد فيلم عادل إمام الجديد "مرجان أحمد مرجان"، الذي يعرض حاليا في كل من المركب السينمائي "ميغاراما" و"لانكس" و"حابوس" و"ريتز" بمدينة الدار البيضاء، التطرق إليها وانتقادها من خلال سخرية لاذعة ونكتة هادفة وقفشات غاية في الظرف.
فبعد أن تطرق عادل إمام إلى مجموعة من الظواهر السلبية داخل المجتمعات العربية مثل التطرف الديني في فيلم "طيور الظلام" أو الشطط في استعمال السلطة في فيلم "اللعب مع الكبار"، أو الصراع العربي الإسرائيلي في فيلم "السفارة في العمارة"، اختار هذه المرة أن يتصدى إلى "نخبة" استفحلت في الآونة الأخيرة داخل المجتمعات العربية، وبزغت في لمح البصر دون أن يدري أحد من تكون ومن أين أتت. بل هي طغمة فاجأت الجميع بوجودها، وطفحت على السطح كنقط الزيت السوداء.
كلنا يعرف هؤلاء الأغنياء الجدد كما صورهم عادل إمام في فيلمه: غنى فاحش، وثراء مجهول الهوية، وسوقية لا حدود لها، وإيمان بقوة المال الذي لا يقهر. هم مجموعة من الفطريات المسمومة التي نبتت على غفلة من الجميع شعارها "من لم يغتن في هذا الزمن الأغبر لن يغتني أبد الدهر"، وسيكون الفقر حليفه أبد الآبدين. انطلقوا من رأس الدرب أو مجلبات الأحياء الهامشية ليصلوا في رمش العين إلى الكورنيش الراقي وفيلا عين الدياب الباذخة.
عادل تمكن من خلال ذكائه الفني الحفاظ على "هويته" فنانا كبيرا مهووسا بقضايا الأمة، ولم يسلك قط منحى الكوميديين الجدد من أمثال محمد سعد الذي انخرط في كوميديا تافهة يطلق عليها المصريون اسم "كوميديا المسطولين وهيستيريا الحبوب المهلوسة" في أفلام من الدرجة الخامسة مثل "كركر" و"كتكوت"، بعد نجاح فيلمه الأول "بوحة". أما محمد هنيدي فقد سقط ضحية نرجسية متضخمة "للفنان الكبير" و"البطل الوحيد الأوحد" ودفع ضريبة نجاح غالية لاستفراده بنصف أدوار أفلامه يؤديها جميعها، كما هو الحال في فيلم "يا أنا يا خالتي"، وبالتالي لم يبق سوى الزعيم الذي نجح في المزاوجة بين الضحكة والنكتة الهادفة من جهة والفيلم التجاري الذي لا يخذله شباك التذاكر من جهة أخرى. ونجح الإمبراطور في جمع نقيضين يحيران الفنانين في العالم بأسره هما منطق الفن ومنطق المقاولة والبيزنس.
ويحكي الفيلم الذي يعرض في قاعات العاصمة الاقتصادية منذ 6 فبراير في خطوة أولى قبل تعميمه على باقي القاعات الوطنية، عن شخصية مرجان أحمد مرجان التي يؤديها عادل إمام، رجل أعمال كبير يمتلك ثروة مشبوهة، يسير جميع أموره من خلال الرشوة والهدايا والإكراميات، كما تمكن من نسج علاقات مع شخصيات مهمة ونافذة، إلا أنه ينقصه شيء واحد لن يتمكن من شرائه بثرواته وطرقه المشبوهة، هو المستوى التعليمي والثقافة المحترمة. فإن كانت الحملات الانتخابية والطريق إلى كرسي البرلمان لم تستعص أمام ذهنيته الملتوية المحتالة وأمواله التي تعبد الطريق أمامه، فإن كل هذا لم ينفعه للحفاظ على ماء وجهه أمام أبنائه أو في حبه لأستاذة جامعية (ميرفت أمين) التي لم تقبل طريقة عيشه وأساليبه السوقية، الأمر الذي سيدفع مرجان إلى إعادة النظر في فلسفته ونهج طريق مختلف.
جمال الخنوسي

الكوميسير الخلفي ينجو من موت محقق


نجا الفنان المغربي محمد الخلفي من موت محقق إثر تعرضه لحادثة سير مروعة بطريق دار بوعزة بعد ظهر أول أمس (الاثنين).
وقال الخلفي في تصريح للصباح إنه كان ضحية لطيش شاب يسوق بسرعة كبيرة لم يتمكن من تجاوز سيارة الممثل وبالتالي اضطر لمزاحمته واصطدام مقدمة سيارة الخلفي بمؤخرة السيارة التي يقودها الشاب. وتسبب الصدام القوي في انقلاب سيارة الأخير دون أن يصيبه مكروه، في حين زاغت سيارة الفنان عن الطريق وتسببت الأضرار التي لحقت بسيارته في كسور بليغة في رجليه.
وبدا على الخلفي الكثير من التأثر والشحوب، كما حافظ مع كل ذلك على ابتسامته وخفة دمه رغم المحنة التي يمر بها.
وخضع الخلفي زوال أمس (الثلاثاء) لعملية جراحية دقيقة أجراها فريق من الأطباء والاختصاصيين على رأسهم البروفيسور محمد واعراب الاختصاصي في جراحة المفاصل والعظام.
وقال البروفيسور واعراب المشهود له عالميا بالكفاءة لـ"الصباح" إن الخلفي مصاب بكسر مزدوج في كعب الرجل اليسرى، وأن حالته تتطلب جراحة دقيقة وعناية خاصة وتتبعا يوميا.
وحضر إلى جانب الفنان المصاب فور نقله إلى مستشفى ابن رشد بمدينة الدار البيضاء مجموعة من الفنانين والأصدقاء على رأسهم حسن النفالي والغيواني عمر السيد والممثلة سعدية أزكون وآخرون.
وذكرت بعض المصادر للصباح أن حالة الخلفي حظيت باهتمام خاص من لدن وزيرة الثقافة ثريا جبران اقريتيف، التي اتصلت هاتفيا بوزيرة الصحة ياسمينة بادو، وكذا البروفيسور محمد واعراب، للسهر على حالته وإيلائها العناية الضرورية.
وكانت الوزيرة قد شاركت الخلفي في بطولة مسرحية "العائلة المثقفة"، ضمن فرقة "الفنانين المتحدين" التي قدمت سبع مسرحيات.
يشار إلى أن الخلفي حقق شهرة واسعة من خلال دوره كأحد أفراد عائلة بنزيزي في سلسلة "لالة فاطمة" التي أنتجتها القناة الثانية. وشارك في وقت سابق في أعمال متنوعة مثل فيلم "سكوت، اتجاه ممنوع" للمخرج عبد الله المصباحي، وفيلم "هنا ولهيه" للمخرج محمد إسماعيل، إلى جانب مشاركته في المسلسل التاريخي "ملوك الطوائف".
دخل الخلفي عالم المسرح سنة 1957 ضمن مسرح الهواة رفقة الطيب الصديقي وأحمد الطيب لعلج وغيرهما، وبعدها بدأ مساره الاحترافي رفقة أسماء معروفة. وفي سنة 1959 أسس فرقة "المسرح الشعبي"، وكان من الأوائل الذين التحقوا بالتلفزيون منذ انطلاقته الأولى بالمغرب بداية الستينات، إذ قدم أول مسلسل تلفزيوني بوليسي يحمل عنوان "التضحية"، ثم بعد ذلك مسلسل "بائعة الخبز".
جمال الخنوسي

11‏/02‏/2008

قراصنة في المعلوميات يثأرون لأسود الأطلس



اختراق الموقع الرسمي لـ"غانا - كان 2008" ونشر شعارات منددة ب"التحكيم الإفريقي السيئ"

أقدم قراصنة مغاربة على تدمير الموقع الرسمي على شبكة الأنترنيت لكأس إفريقيا للأمم الذي تحتضنه غانا. وترك القراصنة الغاضبون على الصفحة الخاصة بأخبار الحدث الرياضي الهام في الموقع http://www.ghanacan2008/ شعارات مساندة للمنتخب الوطني لكرة القدم.
وجاء هذا الهجوم القوي على الموقع بعد الانهزام المخزي للمنتخب المغربي أمام نظيره الغاني بهدفين لصفر وإقصائه النهائي من أقوى حدث رياضي بعد كأس العالم.
وبدل تقديم الموقع لمجموعة من الأخبار والأحداث المهمة ومواعيد المباريات وكواليس الحدث برزت على الصفحة صورة لعجوز مغربية ترتدي العلم الوطني من أجل تشجيع منتخبها المفضل وفي الأسفل نجد رمز للهاكرز المغاربة تليه صورة للاعب المغربي مروان الشماخ وبتوقيع بالأحرف الفرنسية "A.H" ثم خطاب يقول "بسبب تحكيمكم السيئ والبليد تم معاقبتكم من طرف "موروكان هاكرز" (القراصنة المغاربة)، انتقاما لأسود الأطلس".
وفي الختام ترك أحد القراصنة "الظرفاء" خطابا إلى "حبيبته ندى" متبوعا بعنوانه الإلكتروني وابتسامة ماكرة بلغة الشات (:p).
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن هذه المبادرة جاءت تعبيرا عن الاستياء العارم والشامل من الإقصاء المبكر لمنتخبنا الوطني، قام بها مجموعة من محبي كرة القدم وعشاق أسود الأطلس، المتمكنين من الأدوات المعلوماتية وأحدث برامج القرصنة واختراق المواقع.
ونتج عن اختراق الموقع في بداية الأمر تعطيله بشكل كامل، قبل أن تظهر الشعارات المساندة للمنتخب الوطني، والمستهزئة من الحالة المزرية للخادم (سيرفور) الذي يستضيف موقع http://www.ghanacan2008/ الذي مازال إلى حدود الآن غير مستقر رغم محاولات الإصلاح التي يقوم بها الخبراء الغانيون لإنقاذ "ماء الوجه"، وإعادة تشغيله من جديد.
وعبر المسؤولون الغانيون عن أسفهم لما حدث "لأن العديد من محبي كرة القدم والراشيين يستعملون الموقع من اجل التزود بالمعلومات وآخر الأخبار عن المنتخبات التي يساندون وعن الحدث الرياضي الإفريقي الهام".
وكان الموقع قد تم اختراقه في وقت سابق مع بداية الحدث الرياضي ونتج عنه ضياع جميع المعلومات المتعلقة باعتماد الصحافيين حول العالم.
وليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها مجموعة من الهاكرز المغاربة بالاحتجاج بهذه الطريقة، إذ سبق لمجموعة من القراصنة يطلقون على أنفسهم اسم "فريق الشيطان" أن هاجموا 750 موقعا إلكترونيا إسرائيليا، كخطوة انتقامية واحتجاجا على الهجوم العسكري الإسرائيلي واكتساحه لقطاع غزة في وقت سابق. وبدل صفحة الترحيب الأولى بالمواقع كتب المقرصنون عبارة "أنتم تقتلون الفلسطينيين ونحن نقتل مواقعكم:. وذهب ضحية هذا الهجوم المعلوماتي الخطير موقع "هابواليم" أكبر مجموعة بنكية في إسرائيل، ومستشفى "رامبام" في حيفا (شمال إسرائيل) إضافة إلى موقع كل من بنك "أوتزال هايال"، و موقع شركة السيارات الشهيرة "BMW" إسرائيل و"سيتروين"، وماركة الملابس "جامب"، وشركة البناء "تاربيت هاديور"، و"غايسن إسرائيل نيوز" وغيرها. إذ انقطعت خدمات هذه المواقع وعطلت نهائيا.
ويتكون "فريق الشيطان" من ستة أعضاء لا يتعدى سنهم العشرين، جميعهم من جنسية مغربية ، ويرفقون مع هجوماتهم المعلوماتية عناوينهم الإلكترونية وشفرات وأسماء افتراضية.
جمال الخنوسي

"ديكستر" القاتل الذي يحبه كل العالم



تأتي سلسلة "ديكستر" في وقت تعرف فيه المسلسلات الأمريكية ثورة كبيرة، إذ غدت تعتمد على اعتماد مالي كبير وميزانيات غير محدودة، تنافس بها أكبر الانتاجات السينمائية. ويرجع ذلك بالأساس إلى النجاح الباهر الذي حققته تلك الأعمال على المستوى العالمي. فشجع نجاح سلسلات مثل "24" و"إيلياس" اللتين تعرضها القناة الثانية أو "لوست" و"هيروز" اللتين عرضتهما القناة الأولى، إضافة إلى سلسلات أخرى يمكن أن تحد طبيعة مواضيعها من فرصة العرض على القنوات المغربية مثل "ستة أقدام تحت الأرض" التي تحكي عن أخوين يرثان شركة لتنظيم الجنائز أحدهما شاذ جنسي، أو سلسلة "نيب توك" التي تروي حياة جراحي تجميل يعيشان في مدينة ميامي معقل تقديس الجمال والجسد في أمريكا، وهي سلسلة تتضمن العديد من مشاهد الدم والجنس.
ديكستر
"ديكستر" Dexter سلسلة تلفزيونية أمريكية من ابتكار "جيمس مانوس جينيور" مقتبسة عن رواية "داركلي دريمينغ ديكستر" ل"جيف ليندساي. عرضت لأول مرة على القناة الأمريكية "شو تايم" وحققت نجاحا منقطع النظير. وفي فرنسا عرضت ابتداء من 17 ماي 2007 على القناة الخاصة "كنال بلوس" في انتظار عرضها على القناة الفرنسية الأولى "تي إف 1" لكن مع حذف بعض المشاهد أو التخفيف من حدة عنفها.
ورغم الاعتماد على المحيط العام للرواية إلا أن خلية كتاب السلسلة أعطت الحرية لخيالها وفتحت قريحتها على عوالم وشخوص جديدة.
القصة
تحكي السلسلة عن "ديكستر" الخبير في مخلفات الدم على مسرح الجرائم الملحق بشرطة "ميامي"، يتحول إلى قاتل بالتسلسل ليلا. ليس هذا فحسب بل إن البطل يحمل هما تقيلا وسرا كبيرا إذ لا يشعر هذا الإنسان غريب الأطوار بأي شعور بالذنب أو الندم اتجاه أعمال القتل والتنكيل التي يقوم بها، خصوصا من خلال جمع عينات من دم ضحايا كأنه يضمن لهم الاستمرار وفي الآن ذاته يقي المجتمع من شرورهم وينظف خطاياهم. فالقاتل الظريف لا يختار سوى الإجهاز على القاتلين والمجرمين الذين تمكنوا من الهروب والانفلات من جهاز العدالة. وبالتالي يصبح القاتل نوعا من "روبين هود" الذي يحمي الضعيف الأعزل من بطش القوي الغاشم.
والرهان الكبير لدا "ديكستر" على طول السلسلة هو التوفيق بين حياته السرية كقاتل بالتسلسل وجياته كخبير يعمل مع الشرطة له أخت طيبة وعشيقة تحبه.
الطقوس
يقوم "ديكستر" بطقوس معينة في طريقة قتله وقصاصه من المجرمين، إذ في البداية يتحرى عنهم جديا ويتأكد من اقترافهم للجريمة رغم إفلاتهم من قبضة العدالة. يخدر البطل ضحاياه الذين ما أن يستيقظوا حتى يجدوا أنفسهم في مكان مهجور على طاولة باردة بلا ملابس تكبلهم لفافات قوية من البلاستيك. بعد أن يسرد عليه ما اقترفت أيديهم من شرور، يأخذ "ديكستر" عينة من دم القاتل للاحتفاظ بها ضمن تذكاراته الشخصية، ثم يجهز عليه ويقطعه إربا ويضعه في أكياس بلاستيكية سوداء قبل أن يرمي بكل شيء في عرض البحر على عمق 30 مترا، ودائما في المكان نفسه.
الدم
لبطل السلسلة علاقة خاصة مع الدم، ويشكل لديه معنى خاصا ويكتسب حمولة مرتبطة بماضيه وحاضره ومستقبله. فهذا السائل الأحمر الذي يشكل موضوع عمله اليومي هو لب الحياة وسرها لدى جميع الكائنات ولا يمكن تصور الاستمرار في العيش بدونها ولعبة الموت والحياة التي يتحكم فيها "ديكستر" من خلال عمليات القتل والاحتفاظ بعينة منه تؤثر على المناخ العام للسلسلة وتطبع جميع أوجه العمل خصوصا مع طغيان اللون الأحمر.
إن الدم يتشابه عند كل الناس وله المكونات نفسها إلا أنه في الآن نفسه يختلف من إنسان إلى آخر من خلال مكونات (أى دي إن). إنه رمز لتركة مشتركة ودليل على خصوصية الفرد أيضا. ودليل مهم إذ أنه يقود بشكل مباشر إلى الجاني إذا ماترك في مسرح الجريمة.
جمال الخنوسي


بوكس 1
أين تشاهد "ديكستر"؟
يمكن مشاهدة الموسم الأول من سلسلة "ديكستر" على أقراص "دي في دي" باللغة الفرنسية، وكذا الموسم الثاني الذي لم يصدر بعد بالنسخة الفرنسية ويتوفر لحد الآن بنسخته الانجليزية الأصلية مع "سوتيتراج" بالفرنسية. أو يمكن انتظار"ديكستر" في أول بث له على قناة عربية على قناة "دبي وان" ، ابتداءً من الخميس 21 فبراير الجاري في الساعة الثامنة مساء. المسلسل الضخم المقتبس من رواية، نال تقدير معظم النقاد، من بطولة النجم مايكل سي هول في دور "ديكستر مورغان" وهو موظف مختبر بشوش في شرطة ميامي، بإدارة مكافحة الجريمة، ولكن أسلوب حياته الذي يسير بدقة ما هو إلا قناع يخفي وراءه طبيعته الحقيقية. في الواقع، هو مضطرب عقلاني وقاتل شرس، يروي شهوة سفك الدماء أثناء الليل بعناية بالقضاء، وبكل دقة، على القتلة السفاحين الذين يحلل أدلتهم الجنائية في المختبر أثناء النهار.
بوكس 2
يمكن الاطلاع على مجموعة من المعلومات وآخر الأخبار، إضافة إلى صور وملخصات عن الحلقات ومقتطفات فيديو على الموقع الرسمي للسلسلة:
http://www.sho.com/site/dexter/home.do (بالانجليزية)
http://french.imdb.com/title/tt0773262/combined (بالفرنسية)

http://www.allocine.fr/series/ficheserie_gen_cserie=3004.html
(بالفرنسية)
من جهة أخرى يمكن الحصول على معلومات حول الموسم المقبل، فبعد موسم أول وموسم ثان ناجحين فقد أعلن مدير محطة "شوتايم" عن إنتاج موسم ثالث في "وقت قريب جدا".

04‏/02‏/2008

بالرفاه والبنين سيدي الإمبراطور!



ساركوزي يتزوج المغنية كارلا بروني "في السر" لتصبح سيدة فرنسا الأولى

نزل الخبر باردا ومقتضبا في وكالات الأنباء، ثم تناقلته القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية، وكأنها قصاصة عادية مثل عشرات القصاصات اليومية حول الأزمة في العراق والوضع في فلسطين وغيرهما من بؤر التوتر حول العالم ومشاكلها التي لا تنتهي.
تزوج الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، المغنية وعارضة الأزياء كارلا بروني في قصر الإيليزيه "حسي مسي"، ودون علم أحد. في الوقت الذي نجد فيه أدنى "طهارة" في أي حي من أحيائنا تتحول إلى كارنفال حقيقي، يحرم مدينة بكاملها من نعمة النوم سبعة أيام وسبع ليال متتاليات دون أن تترك فرقة للشيخات أو "دي جي" إلا واستعانت بخدماته الاحتفالية والازعاجية.
السيدة والسيد ساركوزي قضيا "ليلة الدخلة" في إقامة في "فيرساي" بعد حفلة "على قد الحال" دعي إليها أقرب المقربين مساء أول أمس (السبت)، دون أن تتسرب أية معلومات إضافية. وكانت كارلا وبعلها، تزوجا على "الحلوة والمرة" في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم ذاته، في الطابق الأول من قصر الإيليزيه.
وتعتبر هذه المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الفرنسية التي يتزوج فيها رئيس خلال ممارسته لمهامه الرئاسية. ولم يعهد الفرنسيون في رئيسهم هذا التواضع، بل اعتادوا على حياة البهرجة ودفع الأمور إلى أقصى حدودها الإعلانية والإشهارية في مظاهر البذخ والثراء وحب السلطة، داخل وخارج قصر الإيليزي وكأنه أحد أبطال المسلسل الأمريكي الشهير "دالاس".
وعكس ما يمكن أن يظن الجميع فإن "ساركو" ليس زير نساء أو رجلا تعذبه هرمونات الفحولة، إذ ما أن انفصل عن زوجته السابقة سيسيليا حتى "دبر على همزة" جديدة ولم يضيع الوقت أبدا. إلا أن الرئيس كان يعرف جيدا أن قصته مع سيسيليا انتهت منذ مدة، وأن ظهورهما أمام الكاميرات وعدسات المصورين لم تكن إلا أداء مسرحيا وخبطة ماركوتينغ سياسي يعلم الجميع مدى براعته فيها، ويبصمون له بالعشر على شهادات التقدير والاحتراف في هذا المجال.
ساركوزي البالغ من العمر 53 سنة، انفصل بشكل رسمي عن سيسيليا في أكتوبر الماضي التي "ضربت له الطر" على صفحات الجرائد والمجلات، وقالت "مسخوطة راجلها" إنها لم تكلف نفسها حتى عناء التصويت على بعلها، في ذلك الحين، خلال الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بعد زواج دام 11 سنة. وتم الطلاق بالتراضي دون صراع حول مؤخر صداق أو أي أثاث منزلي.
وذكرت الزميلة "ليكونوميست" أنه في الوقت الذي كان ساركو يستعد لمراسيم الزواج، كانت طليقته تستقل الطائرة رفقة "صديقها" المغربي اليهودي "ريشار أتياس" في رحلة جوية على متن الخطوط الملكية المغربية نقلتهما من باريس إلى فاس.
وكارلا بروني العروس الجديدة التي اعتبرت عام 1988 من العارضات الأكثر دخلا في العالم، إذ بلغ دخلها 7.5 ملايين دولار، ليست "بنت بنوت"، بل هي من المشاهير "البيبول" إذ عرفت منذ قديم الزمن ب"قناصة الرجال" و"متعددة المواهب"، بسبب علاقاتها مع مشاهير مثل مغني الروك مايك جاغر وإريك كلابتن، ورجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب، كما أقامت علاقة مع الممثل الأمريكي كيفين كوستنر ومع الممثل الفرنسي فانسان بيريز والمحامي آرنو كلاسرفيلد القريب من ساركوزي، والقائمة طويلة إلى درجة أن الألسن الخبيثة تقول إن الإيليزيه ضغط على إدارة مجلة "باري ماتش" ذائعة الصيت لمنعها من نشر "اللائحة الكاملة" لعشاق كارلا في عدد خاص. وتزوجت بعد كل هذه العلاقات من رافاييل إنتوفين ابن الناشر جان بول أنتوفين وأنجبت منه ابنا يبلغ من العمر ست سنوات. وكانت بروني صرحت لمجلة مدام فيغارو في فبراير 2007 "أن الاكتفاء بعلاقة مع رجل واحد أمر ممل".
بالرفاه والبنين سيدي الامبراطور!
جمال الخنوسي

بن بركة يغير المشهد الإعلامي الفرنسي


المجلس الأعلى للسمعي البصري يتداول في قانون جديد يضمن تعدد الآراء في الانتاجات الدرامية

تناقلت عدة جرائد فرنسية تداول المجلس الأعلى للسمعي البصري في شأن الفيلم التلفزيوني الذي بثته القناة الفرنسية الثانية فرانس 2 يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، والذي اتخذ موضوعا له قضية اختطاف المعارض المغربي المهدي بن بركة التي لم يتم الحسم فيها بعد، أو تسليط الضوء على كل جوانبها الغامضة.
وحسب المصادر ذاتها فإن الفيلم الذي اعتمد صيغة واحدة في قضية المعارض المغربي الشهير طرح إشكالا "أخلاقيا" أمام المجلس جعله يفكر في سن قانون جديد يرغم المتعهدين (القنوات التلفزيونية) بمقتضاها عرض برنامج بعد أي فيلم يتخذ من قضية سياسية موضوعا له ويضمن صيغة واحدة أو رأيا وحيدا. ويكون البرنامج عبارة عن لقاء حواري يتم التداول فيه حول الأطروحات والأراء الأخرى والصيغ المختلفة للحادثة نفسها، وبالتالي يضمن مشروع القانون الجديد التعديدية في الرأي، ويفسح المجال لكل الأطراف من أجل الإفصاح عن أطروحتها وصيغ تفسيرها للحادث التاريخي.
ورغم ما أحدثه بث الفيلم التلفزيوني من نقاش من ناحية الشكل والمضمون أيضا، والطعن في ماجاء فيه حول قضية مازال القضاء يتداولها، إلا أن النجاح لم يكن في الموعد، فقد احتلت القناة الثانية "فرانس 2" المرتبة الرابعة يوم الثلاثاء الماضي ب2.3 مليون مشاهد أي أقل مما اعتادت تحقيقه ( حصلت على 9.6 في المائة بدل 10 في المائة التي تعتبر المعدل الادنى).
واحتل المراتب الأمامية كل من القناة الفرنسية "تي إف 1" من خلال سلسلة "مون بوبير إي موا"، وقناة "إم 6" من خلال برنامج المغامرات "بيكين إكسبريس"، والقناة الفرنسية الثالثة من خلال فيلم "سفر سعيد".
ويقوم بأداء الأدوار الرئيسية في هذا فيلم "قضية بنبركة "عثمان كليف" و"سيمون أبقريان" وإخراج "جون بيير سينابي".
جمال الخنوسي

الصورة
عثمان كليف