30‏/04‏/2009

اعتقال مستشار مغربي لوزير في الحكومة البلجيكية

القضاء وجه إليه رفقة زوجته تهمة التزوير وتكوين عصابة مختصة في الزواج الأبيض

خلق اعتقال زوج مغربي، الأسبوع الماضي، بجماعة "سكاربيك" ببروكسيل، بتهمة تزعم شبكة للزواج الأبيض، صدمة كبيرة لدى الجالية المغربية ببلجيكا، نظرا للقيمة الاجتماعية التي يتمتع بها الزوج، كما أحدث نقاشا واسعا لدى عامة البلجيكيين نظرا لعلاقة المعتقلين بكاتب الدولة المكلف بالسياسة الجبائية ببلجيكا.
وكان من الممكن أن تكون المسألة عادية لو تعلق الأمر بأناس "غير معروفين"، إلا أن القضية اتخذت أبعادا خطيرة لأن أبطالها هما رضوان القادري وزوجته رشيدة بنميمون، إذ يشتغل الأول مستشارا سياسيا ل"بيرنار كليرفايت"، كاتب الدولة المكلف بالسياسة الجبائية، ورئيسا لأحد أهم أندية فنون الحرب والتيكواندو "Central Academy Brussels"، أما زوجته فموظفة ذات منصب مهم في مقر جماعة "سكاربيك" منذ مدة طويلة ومعروفة بقربها من كاتب الدولة المذكور.
ووجهت الضابطة القضائية إلى الظنينين، تهم تكوين عصابة إجرامية مختصة في الزواج الأبيض بين بلجيكا والمغرب، وتزوير واستعمال وثائق إدارية رسمية لتسهيل ذلك، بهدف المتاجرة وكسب المال واستغلال النفوذ في وظيفة عمومية، وتزوير ملفات ذات حساسية كبيرة مثل منح الجنسية البلجيكية للذين لاحق لهم فيها، والتي تتطلب إجراءات قضائية من أجل الحصول عليها.
وانطلق التحقيق في البداية بعد أن اكتشف المسؤولون، عن طريق الصدفة، أن زوجة القادري "غيرت" جنسية شخص مغربي وحولتها إلى بلجيكي، ب"نقرة من فأرة الحاسوب" دون الاكتراث بالمساطر والإجراءات الإدارية، كما كانت تتابع ملفات "مشبوهة" لم يكن لها الحق في الاطلاع عليها.
وأوردت الصحافة البلجيكية أن "الاتجار في الجنسيات" بدأ منذ سنوات، وكانت بعض الملفات تمر عبر نادي التيكواندو سالف الذكر.
وذكرت مصادر من الجالية المغربية ببلجيكا أن المتهم الرئيسي كان يدعي أنه الممثل الرسمي ببريكسيل للقناتين التلفزيونيتين "الرياضية" و"المغربية".
وذكرت وسائل الإعلام البلجيكية أن المتهمين اعترفا "بسهولة" بكل ما نسب إليهما، وأن التحقيقات وتتبع خيوط القضية تطلب من المحققين أكثر من سبعة أشهر.
جمال الخنوسي

29‏/04‏/2009

المغرب يتسلم دبابات أمريكية

توصل بالدفعة الأولى ضمن صفقة تضم ما مجموعه 140 دبابة

ذكرت مصادر مطلعة ل"الصباح" أن القوات المسلحة الملكية المغربية تسلمت الدفعة الأولى من صفقة الدبابات أمريكية الصنع.
ويتعلق الأمر بدبابات "إم 60 إي" التي توقفت أمريكا عن إنتاجها سابقا، غير أنها أخضعتها لتطويرات تقنية وتكنولوجية جعلت الكثير من الخبراء العسكريين يشبهون الجيل الجديد منها بالنسخة المصغرة لدبابة "إبرامز" الأمريكية الشهيرة، والتي تعتبر السلاح الرئيسي الذي تستخدمه القوات البرية الأمريكية في تنفيذ مهامها.وتدخل هذه الدفعة الأولى من دبابات "إم 60" ضمن صفقة ابرمت بين المغرب وأمريكا تضم ما مجموعه 140 دبابة.
وقالت المصادر ذاتها إن القوات المسلحة الملكية حسمت في اختيار الموديل الأمريكي بعد إزاحة الموديل الصيني 90II / MBT-2000 الذي كان الهدف منه التصدي للدبابات الروسية من نوع T-90S التي اقتنها الجزائر في وقت سابق.
وكان الملك محمد السادس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، أعطى الضوء الأخضر للقيادة العامة من أجل إبرام صفقات عسكرية وصفت بالهامة خلال السنتين المقبلتين بقيمة تناهز 64 مليار درهم، تتمثل في اقتناء أسلحة متطورة من دول بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا وبيلاروسيا .ويعتبر قرار رصد 64 مليار درهم لتحديث عتاد الجيش خارجا عن الميزانية المرصودة للقوات المسلحة الملكية برسم سنة 2009 والمقدرة ب34 مليار و625 مليون درهم.
وفي الاتجاه ذاته تسلمت القوات المسلحة الملكية، أخيرا، 102 مدرعات من صنع بلجيكي في إطار صفقة عسكرية سرية أبرمت بين البلدين سنة 2008.
وحسب معلومات، حصلت عليها "الصباح"، فإن الجيش المغربي اتفق مع الجانب البلجيكي على تسليمه المدرعات المشار إليها على دفعات إلى غاية شهر يونيو المقبل، وتسلم إلى حد الآن 60 مدرعة بلجيكية من نوع
AIFV-B-50 وعشر مدرعات من نوع AIFV-B-C25.
من جهة أخرى، علمت "الصباح" من مصادر متطابقة أن الجيش المغربي يسعى حاليا إلى اقتناء مدرعات روسية من نوع "بي إم بي 3"، وهي من أحدث المدرعات الروسية وتمتلكها القوات العسكرية الجزائرية.
ونوقشت صفقة المدرعات الروسية خلال زيارة قام بها وفد مغربي رفيع المستوى إلى موسكو سنة 2006، لكن تأخر توقيعها لأسباب لم يكشف عنها.
وفي الاتجاه ذاته تبحث القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية اقتناء مروحيات هجومية من نوعي "إم 35" و"إم 17"، وتعتبر من أحدث الطائرات العمودية التي تستخدم في تقديم الدعم لفرق المشاة، كما يبحث الجيش المغربي أيضا اقتناء مصفحات فرنسية وأنظمة إلكترونية إسبانية لإطلاق الصواريخ ودبابات أمريكية من نوع "إم تي 90 إي".
جمال الخنوسي

20‏/04‏/2009

فنانون مشردون في كورنيش عين الدياب

اعتادوا العمل في النوادي فوجدوا أنفسهم في "الشوماج" بعد أن تخلى عنهم مشغلوهم بسبب الكساد

في كورنيش عين الدياب بمدينة الدار البيضاء تتعايش مهن عجيبة، متكاملة أحيانا ومتناقضة في كثير من الأحيان. ويجد الزائرون أنفسهم محاطين بمجموعة من الباعة الثابتين والمتجولين كل حسب اختصاصه وسلعته. وتصل محاولات البيع والإقناع إلى حد التحرش والإزعاج، وتجعل جمال الكورنيش يختفي فجأة مع "تبرزيط" البائعين والبائعات وإلحاحهم غير المبرر.
في أيام العطل ونهاية الأسبوع، يصبح الكورنيش غاصا بالزوار. وإلى جانب العشاق والعائلات، يتكاثر أطفال يمتهنون بيع الورود وملاحقة الأزواج (couples)، لكن بائعة الورود في عين الدياب أقرب إلى بائعة الخبز البئيسة منه إلى أي شيء آخر، فإضافة إلى أسمالها البالية تتعمد رسم ملامح البؤس والمسكنة و"تقطاع القلب".
الكورنيش بدوره سوق للحيوانات أيضا، إذ يقف بعض المراهقين على جنبات الطريق يعرضون على راحات أيديهم جراء، انتزعت من أمهاتها، دوختها رائحة "المازوط" وسرعة حركة السير.
لكن مذاق "الذرة" و"لحية أبي" لا يمكن أن تنسي الزوار حالة الكورنيش التي تشبه حالة المدن العراقية بعد القصف، غبار وأتربة وازدحام.
ذهبت صورة الكورنيش الجميلة والسنوات الوردية للمحلات التي تنتشر على طول الساحل، وحلت محلها أيام عجاف تعيشها النوادي والكباريهات والمطاعم.
وخلفت إعادة التأهيل التي يعرفها الكورنيش ضحايا من نوع خاص، لم تؤثر عليهم الأزمة العالمية بقدر ما جففت ينابيع رزقهم حالة الكورنيش، وفرار قوافل الحافلات السياحية، وهجرة الزبائن الذين انفضوا إلى محلات أخرى في أماكن مختلفة بالمدينة.
الفنانون والفنانات الذين اعتادوا العمل في نوادي الكورنيش وجدوا أنفسهم، بين ليلة وضحاها، في "شوماج تيكنيك" بعد أن تخلى عنهم مشغلوهم بسبب كساد الحال وبوار المحلات، فسكتت حناجر المغنين والمغنيات بعد أن كانت تبح بالغناء الليل كله، وسكنت صدور وأرداف الراقصات بعد أن كان "يتهد حيلها" بالهز إلى الساعات الأولى من الصباح.
لقد وجد الفنانون أنفسهم أمام سنة بيضاء، سنة من الأشغال "الشاقة" في الكورنيش ينضاف إليها حلول شهر رمضان المقبل بموازاة مع شهر غشت الذي يعتبر الفترة الأكثر مردودية في السنة.
ومهما وعد المسؤولون وأصحاب القرار في المدينة على قرب انتهاء الأشغال، فإن أصحاب الملاهي والفنادق لا يثقون في المواعيد العرقوبية التي يحددونها فأغلقوا محلاتهم وقام بعضهم بإجراء إصلاحات داخلها.
لكن، ولحسن الحظ، يرفع بعض "المرضيين والمرضيات" أكف الضراعة ليلا ونهارا ليدعوا مع "عماد النتيفي" منشط برنامج "سهران معاك الليلة"، بالصحة والعافية وطول العمر، لأنه "تايتفكرهم" بين الحين والآخر ليشاركوا في حمى ليلة السبت التي تحمل اسم "سكران معاك الليلة"، على قناة "زيد دردك عاود دردك"، إذ لا يستقيم فيها الفن والغناء إلا بوجود نجوم "القعدة" وصفوف الشيخات وحضور "الكارديولوك" (الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين)، صاحب أغنية "عندي قليب واحد".
ولسان حال الجميع يقول: لقينا الخير في دوزيم وما لقيناهش في مجلس المدينة!
جمال الخنوسي

10‏/04‏/2009

الهاكا تنفي شائعات رحيل الغزلي

اعتبرتها تأويلات وادعاءات واهية هدفها زعزعة استقرار المؤسسة

نفت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، بشكل قطعي، كل الأخبار التي راجت في الآونة الأخيرة حول تعويض الرئيس الحالي للهاكا أحمد الغزلي، بمحمد القباج والي الدار البيضاء الكبرى ورئيس مهرجان فاس للموسيقى الروحية، معتبرة إياها "حربا افتراضية" الهدف منها زعزعة المؤسسة والتشويش على مسارها.
وأكد مدير ديوان أحمد الغزلي في اتصال مع "الصباح"، استمرار العمل داخل الهيأة بشكل طبيعي، نافيا في الآن ذاته وجود أية حروب تحاك ضد المؤسسة أو رئيسها، "إن مثل هذه الحروب التي لا توجد إلا في رؤوس من يروج لها، لا أساس لها من الصحة وهدفها الوحيد زعزعة استقرار مؤسسة أبانت منذ إحداثها عن التزامها الواضح والمسؤول بتنفيذ ما أنيط بها من مهام في إطار احترام تام للقوانين الجاري بها العمل"، "وهو ما تشهد عليه"، يضيف مدير الديوان، "مختلف قرارات وإنجازات الهاكا كفاعل في التغيير تماشيا مع الإرادة الملكية المعبر عنها في هذا الإطار وفي أكثر من مجال".
واعتبر نوفل الرغاي، ما أثير من كون بعض الأسماء النافذة تحاول الإطاحة بالغزلي، "تأويلات وادعاءات واهية"، وأشار إلى "أن مثل هذه التأويلات التي بدأت تثار اليوم مجرد ادعاءات واهية ولا وجود لها إلا برؤوس أصحابها"، مؤكدا وجود "احترام متبادل بين الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، وكل المتعهدين العموميين والخواص، وكذا كل حاملي المشاريع، فهم يحترمون الهاكا ويقدرون قراراتها، ويتعاملون معها وفق منطق مؤسساتي لا يقبل التجزيء، ولم يسبق لأي أحد منهم أن طعن في نزاهتها أو حيادها أو قام بشخصنة علاقته معها".
وتأتي هذه "الإشاعات" التي وصفت ب"المغرضة"، بعد رفض الهاكا منح ترخيصات لمشاريع قنوات تلفزيونية خاصة، تقف وراءها شخصيات نافذة، ضمن الجيل الثاني من التراخيص، وهو ما دفع البعض إلى الترويج "لإشاعات" تتضمن المطالبة برأس الغزلي رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، "عقابا له على قرار حجب تراخيص التلفزيون الخاص" والتي بررتها الهيأة بأزمة السوق الإشهارية في المغرب، إذ أن تفتيت كعكة الاشهار، سيكون له تأثير سلبي لا محالة، وسيؤدي إلى إبادة مجموعة من المقاولات الصغيرة والمتوسطة.
وبرهن قرار المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري على استقلالية هذا الجهاز، وابتعاده عن أي شكل من أشكال الضغوطات التي تخضع لها بعض المؤسسات العمومية، كما برهن المجلس على أن "الكبار" لم يعودوا "يتحكمون" في مغرب اليوم نظرا لدلالة أسماء حاملي الملفات.جمال الخنوسي

إدانة مغربية في فرنسا بتهمة التخلي عن طفلها

تركته في مطعم باريسي واستقلت الطائرة لتلتحق بزوجها الجديد بالدار البيضاء

أصدرت محكمة فرنسية أمس (الثلاثاء)، حكما بالسجن 18 شهرا موقوفة التنفيذ، وإسقاط حق الحضانة على مغربية متهمة بالتخلي عن طفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف في محل للأكلات السريعة بالعاصمة الفرنسية باريس.
واعترفت المتهمة أمام المحكمة، "صحيح لقد تخليت عنه، لقد فقدت صوابي لأني كنت بلا مسكن ولا دخل مالي"، مطالبة في الآن ذاته أن يسمح لها القاضي باسترجاع أبنائها الثلاثة (كل واحد منهم من أب مختلف)، "مادامت اليوم تتوفر على بيت وعلى وظيفة قارة".
وتعود تفاصيل هذه القضية الغريبة إلى شهر يونيو 2007، عندما تخلت المغربية (مينة. ت) عن طفلها "ريان" في مطعم "كويك"، ورحلت بعدها إلى الدار البيضاء عبر الطائرة.
وشوهدت المغربية المتحدرة من العاصمة الاقتصادية، والبالغة من العمر 34 سنة أثناء وقوع الحادث، يوم 26 يونيو الماضي حوالي الساعة الرابعة، وهي تدخل المحل الواقع في ساحة "كليشي" رفقة طفلها الصغير، إلا أنه بعد دقائق قليلة عثر على الطفل تائها بين موائد المطعم، الأمر الذي اضطر مديرة المحل إلى تبليغ الشرطة.
وبعد الحادث سلم الطفل الصغير إلى فرقة حماية القاصرين التي استغربت بدورها عدم إعلام أي كان عن اختفاء طفل بمواصفات "ريان"، وهو ما دفعها إلى إشهار صورته ونشرها عبر وسائل الإعلام، في 4 يوليوز، من أجل طلب معلومات أو البحث عن أشخاص يمكنهم التعرف على الطفل التائه.
وقدم بعض أفراد أسرة الطفل معلومات قادت المحققين إلى مكان أم الطفل بمدينة الدار البيضاء، وبعد يومين من تحديد مكانها عادت "أم ريان" إلى باريس حيث ألقي عليها القبض.
وأفادت بعض المصادر أن تحديد هوية الأم تم من خلال تعرف والديها عليها بواسطة صورة تم عرضها في وسائل الإعلام، التقطت بواسطة كاميرات المراقبة في مطعم الأكلات الخفيفة وهي بصحبة طفلها·وواصل محققو فرقة حماية القاصرين (BPM) استنطاق عائلة وأقرباء الأم المغربية الذين يعيشون في الضاحية الباريسية· وبحسب تصريحاتهم فإن أم ريان المولودة في المغرب، تعيش منذ عشر سنوات في فرنسا في وضعية قانونية· لكنها تركت بيتها الذي كانت تشغله في باريس، مقابل الاستقرار عند أحد الأقرباء بسبب ضيق مالي إلى غاية رحيلها إلى المغرب بعد التخلي عن طفلها البكر في المطعم الباريسي·
وأشارت الشرطة إلى أن الطفل يتحدث الفرنسية بطلاقة، "ويتصرف بشكل عادي"، لكنه يرفض الحديث عن عائلته، ويلزم الصمت كلما أثير النقاش حول والديه·وكانت السلطات الفرنسية تنوي الاتصال بنظيرتها المغربية من أجل التحقيق مع أم الطفل بحضور محققين فرنسيين في الدار البيضاء لولا عودتها مجددا إلى باريس.
وقالت المتهمة المغربية إنها تركت طفلها في المطعم الباريسي من أجل أن تبدأ حياتها "من الصفر"، مع زوجها الجديد وأب طفلها الثالث البالغ من العمر 20 شهرا.
وأكد الأخصائيون النفسيون أن "أم ريان" لا تبدو عليها أية أعراض مرضية ولا تشكو من خلل نفسي.
وتوبعت أم الطفل، الذي تكفلت به عائلة استقبال، بتهمة "التخلي عن قاصر يقل سنه عن 15 سنة" وتعريض صحته وأمنه للخطر والتي تصل عقوبتها إلى سبع سنوات سجنا و100 ألف أورو ذعيرة (حوالي مليون و200 ألف درهم). وعبر محامي الأم عن عدم رغبته في استئناف الحكم الذي لا يمنحها حق الزيارة إلا مرة واحدة في الشهر.
جمال الخنوسي

08‏/04‏/2009

ضم الهاكا في دعوى قضائية ضد الدولة

رفع الرئيس السابق للكونغرس العالمي الأمازيغي رشيد رخا طلب إدخال المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري في الدعوى التي رفعها ضد الدولة المغربية في شخص وزارة الاتصال والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
وأكد رخا في اتصال مع "الصباح" استمراره في تتبع مساطر القضية من أجل وضع حد لصمت "الهاكا" حول وضعية الأمازيغية في المجال السمعي البصري.
وأشار رخا في بلاغ توصلت "الصباح" بنسخة منه، "أقدمنا يوم 26 مارس 2009 على رفع طلب إدخال المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري في الدعوى سابقة الذكر".
وكان رخا رفع دعوى ضد الدولة المغربية في شخص وزارة الاتصال والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تحت عدد 1315/2006 بتاريخ 20 دجنبر 2006، طالب فيها "بضرورة تحمل الطرفين مسؤولياتهما في تنفيذ بنود دفتر التحملات بخصوص البرامج الوطنية الأمازيغية في الإذاعة والتلفزة. وإثر هذا الطلب أصدرت المحكمة الادارية بالرباط حكمها تحت رقم 1335 الصادر بتاريخ 14/06/2007 بقبول الدعوى وبانعقاد الاختصاص النوعي للبث في الطلب مع إحالة الملف على القاضي المقرر".
وأضاف البلاغ، "أن القصد من الدعوى هو تحديد مسؤولية الإدارة في مراقبة مدى التزام الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بتنفيذ بنود دفتر التحملات المتعلقة بالحيز الزمني المخصص للغة والثقافة الأمازيغية، وبالتالي فإن المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري هو الآخر جهة أساسية في التتبع والمراقبة طبقا للقانون 03-77 المتعلق بالاتصال السمعي البصري، مما استوجب إدخاله طرفا أصليا أولا لأنه معني بكل ما يتعلق بالاتصال السمعي البصري في بلادنا، وثانيا نظرا لغياب المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري في تتبع ملف الأمازيغية في الإعلام، خاصة أن هذا المجلس يتحرك في كل القضايا والملفات المتعلقة بالإعلام باستثناء ملف الأمازيغية".
وفي صلة بالموضوع قال مصدر مطلع من داخل الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري إن المجلس منكب الآن على وضع اللمسات الأخيرة لحصيلة القطب العمومي التي ستبرز مدى التزامه بدفاتر التحملات، مشيرا في الآن ذاته إلى أن هذه الحصيلة لا تخص الشق الخاص بالأمازيغية فحسب، بل تهم جوانب أخرى مثل احترام التعددية، والمس بحقوق الإنسان...
وتلزم المادة 137 من دفتر التحملات الخاص بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون هذه الأخيرة بإعداد تقرير لأنشطتها السنوية داخل أجل ستة أشهر الموالية لنهاية السنة، على أن يكون "تقريرا متعلقا بنتائج هذه السنة، من حيث نشاط المقاولة، ونتائجها المالية وتنفيذها لمقتضيات دفتر التحملات.ويقدم التقرير كل المعطيات المفيدة ، خصوصا في ما يتعلق بعدد البرامج المبثوثة، وحجم البث لكل صنف من البرامج، وعند الاقتضاء، بالاستثمارات المنجزة للاستدلال على احترام مقتضيات دفتر التحملات هذا، كما يوضح الحصة الزمنية الإجمالية لكل صنف من البرامج، والغلاف المالي الإجمالي للاستثمارات المنجزة في الإنتاج والإنتاج المشترك واقتناء حقوق بث الأعمال السمعية البصرية والسينمائية الوطنية، والجهود المبذولة للنهوض بالتراث الثقافي المغربي وإشعاعه ولتحقيق التنوع الثقافي واللغوي.
جمال الخنوسي

06‏/04‏/2009

دركيون فرنسيون يعلنون كراهيتهم للمغاربة


أنشؤوا مجموعات على "فايس بوك" تحت اسم "عاش الجنس الأبيض" و"أيها الفرنسي دافع عن نفسك أنت في دارك" و"فرنسا للفرنسيين والجزائر والمغرب وتونس للمغاربيين"

قرر الدرك الفرنسي فتح تحقيق في قضية إعلان مجموعة من ضباط الصف بشكل واضح عن توجهاتهم العنصرية، من خلال نشر شعارات معادية للمغاربة والجزائريين وكافة المهاجرين على "أرض فرنسا الطاهرة".
وانفجرت هذه القضية، التي تأتي في وقت غير مناسب بالنسبة إلى الدرك الفرنسي الذي اتهم، في وقت سابق، بالتدخل العنيف في حق متظاهرين، بعد مقال نشرته جريدة "لوموند" ذائعة الصيت.
وجاء في مقال الجريدة المعروفة برصانتها، أن بعض الدركيين يرفهون عن أنفسهم من خلال استغلال موقع "فايس بوك"، الشبكة الاجتماعية الشهيرة، من أجل الإفصاح عن مكبوتاتهم العنصرية وآرائهم النازية الجديدة.
وأوردت الجريدة حالة ضابط صف جعل آراءه وأفكاره وخياراته النازية متاحة لجميع المشتركين في "الفايس بوك" واصفا إياها ب"اليمينية المتطرفة".
وإلى جانب إعجابه بالموسيقيين المتطرفين المحسوبين على اليمين المتطرف، وإعجابه بالموسيقى "الشعبوية المنغلقة التي تمتدح الدم الفرنسي النقي"، يعلن ضابط الصف أن مجالات اهتمامه تتلخص في "الحروب الصليبية وقمع المغاربيين (الجرذان) والقومية".
وكلها خيارات، تقول الجريدة، غير غريبة عن دركي متحرك من رتبة ضابط صف مهمته الحفاظ على النظام خصوصا خلال المسيرات والمظاهرات التي تنظمها التيارات اليسارية.
وينخرط ضابط الصف هذا على شبكة "الفايس بوك" في مجموعات تعكس أسماؤها توجهاتها وحقدها على المهاجرين من قبيل مجموعة "كي تتدخل وحدات الأمن بعنف في مظاهرات اليسار" أو انضمامه إلى غرفة الدردشة المسماة "عاش الجنس الأبيض"، و"أيها الفرنسي دافع عن نفسك أنت في دارك"، و"فرنسا للفرنسيين والجزائر والمغرب وتونس للمغاربيين" وغيرها من الغرف المتطرفة والعنصرية التي يجتمع فيها المتعاطفون مع تيارات النازية الجديدة.
ولا يشارك ضابط الصف النازي في شبكة "الفايس بوك" وغرف الدردشة فحسب، بل يساهم أيضا في منتديات تسير في الاتجاه نفسه، وتسجل "لوموند" مداخلة لأحد الدركيين كتب فيها، "أيها الأصدقاء، إذا كنتم ستمضون إلى جزر الأنتيل، أطلب منكم أن تتقاسموا معرفتنا الجيدة مع المتوحشين الصغار من خلال ضربات مركزة من الهراوات على رؤوسهم، ولا تنسوا الصحافيين والآخرين ... كونوا جمهوريين! إلى اللقاء".
من جهتها عبرت إدارة الدرك الفرنسي عن مفاجأتها من تداعيات هذه القضية التي "لا تعكس بالمرة عقلية رجالها"، معبرة في الوقت ذاته عن نيتها معاقبة المسؤولين عن مثل هذه التجاوزات، ومؤكدة عن أسفها لهذا الحادث الذي سيؤثر على صورة جميع الدركيين الذين يتميزون ب"المهنية والفعالية".
جمال الخنوسي

01‏/04‏/2009

عيد سعيد معشر الكذابين!

شهرة الكذاب تتخطى الحدود الجغرافية ولا تعترف بسلطة الزمن

الكذابون شريحة محظوظة، إنهم الوحيدون الذين يتمتعون بعيد على المستوى العالمي، يحتفون به في القارات الخمس كل فاتح أبريل.
أما الصادقون والصادقات فكائنات نمطية لا يكترث بوجودها أحد، كائنات بلا عيد، بلا مجد، وحتى وإن كان "حبل الكذب قصير" فإن شهرة الكذاب تتخطى الحدود الجغرافية ولا تعترف بسلطة الزمن، بل منهم من خلده تاريخ المسلمين وخصص له حيزا كبيرا مثل "مسيلمة الكذاب".
الاسم الحقيقي لرمز "الزفوط" هذا هو "مسلمة بن حبيب"، من قبيلة بني حنيفة، ويقال إن اسمه مسلمة وأن المؤرخين المسلمين يذكرونه باسم مسيلمة احتقارا له.
ومسيلمة دجال كبير أطلق على نفسه اسم "الرحمان"، ادعى النبوة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وحاول أن يبدي معجزات لأتباعه مثل تلك التي يتميز بها الأنبياء والرسل، فسقى نخلة بماء وضوئه فيبست، ولمس رأس طفل ليشفيه فأصبح أقرع، ودعا لرجل أصابه وجع في عينيه فأصيب بالعمى (!).
وعندما ادعى "مسيلمة الكذاب" النبوة قال له أتباعه: "إن محمدا يقرأ قرآنا يأتيه من السماء فاقرأ علينا شيئا مما يأتيك من السماء"، فقال لهم: "يا ضفدع يا ضفدعين .. نقي ما تَنقين .. نصفك في الماء ونصفك في الطين"، فتقزز أتباعه مما سمعوا وعلموا أنه ليس وحي سماء بل هذيان معتوه، وانبرى له من بينهم أحد الأعراب قائلا: "والله إني لأعلم أنك كذَاب، وأعلم أن محمدا صادق، ولكن كذاب ربيعة أحب إلي من صادق مضر".
ولأن الكذاب لا يستريح إلا بوجود كذابة أكبر منه، فقد تزوج صاحبنا، لعنة الله عليه، من امرأة تدعى "سجاح" ادعت النبوة بدورها وأنجبا كذبات صغيرة.
لكن من أين أتى هذا العيد العجيب؟ وما هي جذور احتفالنا والتزامنا بطقوسه "الزفوطية"؟
يحكى أنه في فرنسا، سنة 1564 قرر الملك شارل التاسع تغيير تاريخ بداية السنة من فاتح أبريل إلى فاتح يناير. وهكذا عندما وصل فاتح يناير احتفل الناس ببداية السنة بشكل عادي، وتبادلوا الهدايا، لكن مع حلول فاتح أبريل الذي كان في وقت سابق بداية للسنة، تبادل بعض المرحين وذوي حس الفكاهة "هدايا وهمية" بلا قيمة، وقام بعضهم بمجموعة من المقالب أصبحت في ما بعد طقسا سنويا.
ويحتفظ التاريخ بالعديد من "كذبات أبريل" الشهيرة التي قامت بها أرقى وسائل الإعلام وأكثرها شهرة وصرامة، وأطلقت العنان لمخيلتها، ففي سنة 1923 مثلا، أعلنت الإذاعة العمومية الأمريكية أن الرئيس الأمريكي الأسبق ريشارد نيكسون سيتقدم للانتخابات الرئاسية مجددا، وستحمل حملته الدعائية شعار "مانعاودش" في إشارة واضحة إلى فضيحة "واترغيت" التي أطاحت به ودفعته إلى تقديم استقالته في غشت 1974.
وفي سنة 1999 أعلنت الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن النشيد الوطني البريطاني الشهير "ليحفظ الله الملكة"، سيتم تغييره بنشيد آخر باللغة الألمانية، فحاصرت هاتف الإذاعة مكالمات المستمعين يحتجون على هذا التغيير الفضيحة.
أما في سنة 2000 فقد تشجعت إحدى المجلات المختصة في الرياضة وأعلنت إلى ملايين البرتغاليين أن الاتحاد الأوربي لكرة القدم، سحب من بلدهم تنظيم "الأورو 2004 لأسباب مجهولة" وهو ما شكل صدمة كبيرة للبرتغاليين.
أما في كندا فقد أعلن موقع على شبكة الانترنيت أن وزير المالية الكندي "بول مارتن" أعفي من مهامه، وهو ما أفقد الدولار الكندي الكثير من قيمته أمام الدولار الأمريكي.
فاتح أبريل إذن هو عيد كل الكذابين والكذابات، من رجل الشارع و"مولات الدار" إلى نساء الصفوة ورجال السياسة الذين يفتحون أفواههم بالخاوية والعامرة، ومع اقتراب الانتخابات وحمى الأصوات، سيطلقون العنان لألسنتهم من الآن وإلى غاية يوم الاقتراع، سيسيرون فوق الماء، وسيبنون للجميع قصورا من الرمال... "غير جيب يا فم وكول".
عيد سعيد إذن، وكل فاتح أبريل وأنتم بألف خير!
جمال الخنوسي