04‏/11‏/2006

«قرود جوليا روبيرتز»


حلت منذ أسابيع الممثلة الشهيرة «جوليا روبيرتز» التي يعرفها جل المغاربة من خلال دورها في الفيلم الذي حقق نجاحاً باهراً «بريتي وومان»، حيث شاركها في بطولته الممثل الوسيم «ريشار جير». وظهرت الممثلة الفاتنة في دور مومس يكتري خدماتها رجل أعمال شهير يقع في حبها في نهاية الفيلم ويتواعدان علي الزواج.
أكثر ما ميز هذا العمل هو تلك السيقان "الخيزرانية" الطويلة التي سلبت عقول المتفرجين رجالاً ونساء. والتي تبين فيما بعد أنها سيقان عارضة أزياء ولا علاقة لها بجوليا من قريب أو بعيد. فالدوبليرات لا يتواجدون فقط في المشاهد الخطرة بل هناك أيضاَ "كاسكادورات" السيقان والصدور.
جاءت جوليا إلى المغرب من أجل تصوير فيلم جديد رفقة «توم هانكس»، وقد تفتقت قريحة أحد المرشدين السياحين بفكرة نبيهة حيث اصطحب جوليا إلى جامع الفنا من أجل الإطلاع على فلكلوره وحلايقيته، لكنه وحسب ما أوردت عدة مواقع أمريكية وبريطانية على شبكة الأنترنيت فقد ثارت ثائرة جوليا و«سخسخت» المرشد السياحي وكل من جاء في طريقها من المغاربة بسبب المعاملة الوحشية التي يحظى بها القردة في جامع الفنا والسلاسل التي تكبلهم ومرافقتهم للإنسان بدل عيشهم الرغيد في جبال الأطلس.
لا يمكننا أن نقول إن قردة جامع الفنا تعيش في بحبوحة لأن أصحابها أنفسهم «مقاتلين مع الزمان» ، ولكن هناك مصلحة مشتركة بينهما تجعل من حسن المعاشرة شرطا أساسيا بين القرد والقراد. أما نظرة جوليا الإستعمارية فربما مازالت تحملها من الإرث القديم باعتبارنا «ليزانديجان»، وهي حاملة الحضارة والتحضر جاءت لتلقننا دورساً في المدنية.
يكفي جوليا أن تفتح أي قناة تلفزية أو تنظر إلى أي جريدة كيفما كانت لترى صور قردة من نوع آخر ببذل برتقالية تكبل أيديهم وأقدامهم سلاسل صلبة يعيشون في جامع الفنا آخر إسمه «غوانتانمو» ولم نسمع عن جوليا تحمل لا لافتات ولا شارات تضامنية أو احتجاجية على غرار زميليها «شي بان» و«سوزان سروندون».
على ما يبدو فإن جوليا وجدت لنفسها فرقعة إشهارية مقابل فشل مسرحيتها الأخيرة التي قدمتها في «برودوي» أمام كراسي فارغة.

جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق