11‏/11‏/2006

بين روبي وعبد الناصر


بين روبي وعبد الناصر
قضية المنع التي تطال الكتب و الجرائد والمجلات في بلدان مختلفة من المعمور أصبحت دليلا على الغباء أكثر منه دليلا على التسلط والاستبداد. فمع تطور وسائل الاتصال وتطور شبكة الانترنيت، أصبحت المعلومات والأخبار تنتشر بشكل واسع رغم أنف الرقيب.
آخر صور هذا التخلف الذي أبدعت فيه غالبية الدول العربية، ماحدث مؤخرا في مصر المحروسة. فقد تم منع دخول العدد الأخير من مجلة "باري ماتش موند" وحرمانها من التوزيع بالرغم من تخصيصها لملف كامل ومستفيض عن مصر في جميع مظاهرها الفنية والتاريخية والسياسية.
صدر قرار إذا من وزير الإعلام المصرى (بصفته المسؤول الأول عن تداول المطبوعات الأجنبية في مصر) بمنع تداول المجلة الفرنسية الشهيرة ومصادرتها بعد التقرير الذي تم تقديمه له بأن المجلة "تتضمن صورا تتنافى مع الآداب العامة".
لكن بعد إطلاعنا على المجلة موضوع "المنع" لم نجد فيها لا صور خليعة ولا مشاهد تخدش الحياء كل ما هناك، استحواذ "روبي" على الغلاف (بدل بورتريه الرَيِّس) بالإضافة لصور مختلفة و"محتشمة" للمغنية. هذا في الوقت الذي تدخل فيه مجلات أخرى مصر آمنة ومن بابها الواسع، وفيها من صور أجساد الفنانات اللبنانيات المكتنزة وصدورهن الممتلئة ما يجعل من "روبي" مغنية خجولة.
أصوات أخرى أرجعت المنع إلى جملة وردت في المقال حول المغنية الشهيرة. حيث اعتبرت المجلة "روبي" فتاة من صعيد مصر وتحديدا من أسيوط مثلها مثل جمال عبد الناصر(!!).
على ما يبدو، فإن جمال عبد الناصر وصلت قدسيته إلى مستوى لا يتصور واقتران اسمه باسم "روبي" هو إساءة له ولإسمه. لكن قمة الحماقة هو أن قناة ميلودي التي صنعت مجد "روبي" والمغنيات "السيئات الذكر" يمتلكها جمال أشرف مروان ابن منى عبد الناصر، ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر (!!).
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق