29‏/11‏/2006

«إيلي سيمون»

«إيلي سيمون»

ليلة الخميس الماضي قدم الفكاهي الفرنسي «إيلي سيمون» عرضاً كوميدياً في مركب ميكاراما بالدار البيضاء، عرف إقبالاً كبيراً من طرف المغاربة والأجانب أيضاً. علق أحد الزملاء على الحدث أنه مناسبة لدخول الكوميديانات الفاشلين في بلدنا إلى مدرسة الضحك لتعلم أصولها وقواعدها من فنان كبير في حجم إيلي سيمون. لكن أظن أن «إيلي سيمون» عبقري الكوميديا تعلم هو أيضاً درساً من الجمهور المغربي الذي حج بكثرة إلى القاعة.
لقد ضحك المتفرجون ملء أفواههم طوال العرض، الأمر الذي جعل «إيلي سيمون» يعترف في النهاية أنه كان جد متخوف من رد فعل المشاهد المغربي، لكن على ما يبدو فقد كان التجاوب كاملاً. ومع ذلك طبع العرض فترة من الفتور تعلم فيها إيلي درساً مغربياً عميقا في التسامح، ووجد فيه الإجابة عن سؤال طرحه بشكل عارض: هل يمكن أن نجعل من كل شيء موضوعاً للضحك؟
جواب القاعة: لا.
فعندما حاول "إيلي" التنكيت على رفيقة دربه «ديو دوني» الزنجي المتعصب، لم تجد تلميحاته أي صدى في القاعة، ثم انطلق بعدها للسخرية من العربي، واليهودي والزنجي والمعاق أيضاً، لكن رد فعل المتفرج كان بارداً مما دفع إيلي سيمون "لتبدال ساعة بأخرى"، وأخذ جواب المغاربة حلقة في أذنه، لأن كثرة الضحك تفسخ البيع.
صحيح أننا نتداول تعابير غاية في العنصرية والقدح والاحتقار للآخر، المختلف، لكنها في الحقيقة تبقى موروثاً شفهياً ليست له أية حمولة عنصرية.
إننا عنصريون ب"الهضرة" فقط دون أن نعنيها.
صحيح أن عنصريتنا غير مقصودة ويجب العمل على محوها، لكننا في المقابل نرفض جعل الانتماء الديني أو العرقي موضوعاً علنيا للضحك والتنكيت. وأظن أن «إيلي سيمون» لن يطرح بعد الآن السؤال إياه... أو على الأقل هنا في المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق