06‏/11‏/2006

من هوية الجسد إلى هوية الأدب


من هوية الجسد إلى هوية الأدب
ظهر مؤخرا على الساحة الأدبية شاب نحيف البنية ، اختار لشعره حلاقة عسكرية ولشنبه "لوك" على شاكلة نجوم أفلام هوليود القديمة. الكاتب عبد الله الطايع نشر أول رواية هذه السنة تحت عنوان l'armée du salut لكن قبل ذلك عبر في كتابات عديدة عن ميولاته الجنسية المثلية وحقق شهرة واسعة.
استقبلت الأوساط الأدبية عبد الله الطايع بالترحيب ورأت تلميذ عبد الفتاح كيليطو أديبا ذا مستقبل واعد. لكن ابن سلا المتمرد ترك هذه الأيام الكتابة والأدب ولا يتحدث سوى عن مثليته وحياته الجنسية. إنه أمر طبيعي أن يتحدث الأديب أو يكتب عن استيهاماته وحياته الجنسية الحقيقية والمتخيلة، لكن ما ليس طبيعيا هو أن تطغى هويته الجنسية على هويته الأدبية لأن هوية الكاتب الحقيقية في قلمه وليست في أي مكان آخر في جسده.
تعرف الساحة الأدبية في السنوات الأخيرة موجة أطلق عليها إسم "الأدب الإستعرائي" تقودها زمرة من الأديبات جعلن من اعترافاتهن الجنسية، ومغامراتهن الليلية موضوعا لرواياتهن، وحققن بذلك شهرة لاتضاهى.
والقارئ المغربي يذكر جيدا رواية "الخبز الحافي" التي، بجانب معاناة الفقر والحرمان، تحكي المغامرات الجنسية لمحمد شكري كجزء من سيرته لا كهوية مميزة له.
مع ذلك لم يكن شكري يتحدث في حواراته أولقاءاته الصحفية عن حياته الجنسية أو جعل منها واجهته التي يعرض بها نفسه وأدبه.
إن مثلية الطايع لا تهمنا في شيء وحان الوقت ليمر إلى الخطوة التالية ويتحدث عن أشياء أخرى ككتبه ومشاريعه.. حتى لا يصبح بوقا لخياراته الجنسية أو يجعل منها جسرا لاستجداء الشهرة ولعب دور المنبوذ والمقموع وهو أمر لا نقبله لا للطايع ولا لغيره في هذا البلد. عليه أن يمضي إلى أمور "أهم" لقد وصلت الرسالة، ننتظر المزيد، وإلا سيدفعنا للقول إن المسألة فيها "إن".
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق