04‏/11‏/2006

العار القادم من الشرق

العار القادم من الشرق
تناقلت مجموعة من المنابر الوطنية خبر فوز كاريكاتوريست جريدة "الصحراء المغربية" الزميل عبد الله الدرقاوي بالجائزة الأولى لمسابقة المعرض الدولي للكاريكاتور "حول فلسطين" وقيمتها 12 ألف دولار.
حتي الآن يبدو الخبر عاديا بل أكثر من هذا فهذا، الفوز حدث مميز يفرض علينا الاحتفاء والافتخار بالموهبة الفذة لمغربي متألق، لكن هناك أمور غابت أوغيبت ويتم التستر عليها عن قصد أو عن غير قصد لابد من الرجوع إليها.
ففي حقيقة الأمر، المسابقة لا علاقة لها لا بفلسطين ولا بالقضية الفلسطينية لكنها كانت "سبوبة" لتمرير الخبر ب"خير وسلام" من جهة، ومن جهة أخرى خلق نوع من التعاطف مع هذا "الإنجاز المغربي الباهر" والذي يدل مرة أخرى عن العبقرية المغربية الخلاقة.
المسابقة الإيرانية التي استقطبت 228 عملا لفنانين من مختلف بلدان العالم جاءت كانتقام أو "رد اعتبار" عن المسابقة التي أقامتها الصحيفة الدانمركية وجلبت بها كاريكاتورات الخزي والعار المسيئة للرسول "صلعم" والتي شهدت بسببها عواصم العالم احتجاجات عارمة.
وتماشيا مع نفس التوجه الاستفزازي قررت حكومة طهران تنظيم مسابقة موضوعها الأساسي هو "التشكيك في محرقة اليهود" وليس "القضية الفلسطينية" كما يشاع الآن.
وإذا كانت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للدين الاسلامي وشخص الرسول أمر ثارت لأجله جميع الأمة الاسلامية، فإن مس اليهود في "مقدس" المحرقة وفي ذكرى أليمة لا يمكن نكرانها أو التغاضي عنها سواء كان من قضوا 5 أنفار في الهولوكوست أو 5ملايين أمر غير مقبول وجريمة عنصرية أخرى. ومن لا يقبل المساس في كرامته ومقدساته لا يجب أن يهتك مقدسات وكرامة الآخرين.
والغريب في قصة الزميل الدرقاوي هو أنه توصل عبر بريده الالكتروني برسالة تهديد تأمره بالتخلي عن الجائزة والتبرئ منها. فالعنف لا يخلق سوى العنف والتهديد يثير التهديد.
أظن أن المغرب والمغاربة ليسوا في حاجة لجائزة عنصرية ولا لتتويج مهين بهذا الشكل في وقت نريد أن نعزف فيه نغمات للسلم والتعايش في وطن بدأت تعلو فيه أصوات التفرقة والتطرف النشاز.
جمال الخنوسي
jamal2sn@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق