04‏/11‏/2006

"تابع جيلالة بالنافخ"


"تابع جيلالة بالنافخ"
انعقدت أول أمس بمدينة الرباط ندوة صحفية تشبه "النكتة الباردة". حيث اجتمعت ست جميعات ونقابات مغربية على رأسها اتحاد كتاب المغرب والنقابة الوطنية للصحافة والإئتلاف المغربي للثقافة والفن من أجل التوقيع على عريضة تتوخى "مقاطعة أنشطة السفارة الأمريكية والهيئات التابعة لها بالمغرب في إطار مناهضة الهيمنة الإمبريالية ورفض سياسات الاحتلال والغزو والعولمة المتوحشة" .
ونحن هنا لن نتحدث عن يونس مجاهد والنقابة الوطنية للصحافة ولا عن عبد الحميد عقار رئيس اتحاد كتاب المغرب لأنهما أخذا نصيبهما من «المرمطة»، على يد الزميلة «بديعة الراضي» التي ذكرتهما أن الصحافة التي يمثلها «مجاهد»، الكثير من منابرها تلقى الدعم من الحكومة الأمريكية ليس «حسي مسي» بل «على عينك يا تاجر» دون أن يعيروا أي اعتبار لمواقف مجاهد ولا للنقابة التي يمثلها وهم منخرطون فيها. وفي نفس الوقت سافر كتاب ينتمون لاتحاد كتاب المغرب إلى "ملهمتهم" أمريكا في «موسم الهجرة إلى الغرب». فمن ذا الذي يستطيع رفض دعوة من «ماما أمريكا» خصوصاً أن هؤلاء الكتاب بلا إشعاع يذكر ولهم جوازات «حدها طنجة».
وما يهمنا هنا هو الحضور الغريب لنقابة أو ائتلاف لا محل له من الإعراب وتواجده نغمة النشاز في تلك الندوة الصحفية أو في اتخاذ قرارات أو مواقف بهذا الحجم. وهو ما يعبر عنه المغاربة بـ «تابع جيلالة بالنافخ». ونقصد هنا حسن النفالي الذي التزم هو أيضاً بنفس القرارات نيابة عن الإئتلاف المغربي للثقافة والفن الذي يمثل فنانين غارقين في مشاكل لا نهاية لها مرتبطة بحياتهم اليومية المعيشة وبمهنة أصبحت مهنة من لا مهنة له. فكيف لمن حصل على البطاقة المهنية قبل أيام فقط أن يتحدث عن الغطرسة الأمريكية والمحور الصهيو-أمريكي والهجمة الشرسة للمحافظين الجدد ودعم المقاومة العراقية الباسلة وهو يقاوم كل يوم الزيادات في الأسعار والفواتير المتراكمة.
لقد كان حريا بالنفالي أن يبحث لهم عن حصان «طروادة» آخر لأن معركته الدونكيشوطية هذه المرة خاسرة وغير محسوبة ويحمل نفسه وائتلافه ما لا يقوى على تحمله. فأمامه معارك أهم من تلك الفرقعات الإعلامية والحملات الإشهارية المجانية التي أقحم نفسه فيها.
لقد كان حرياً به أن يخوض معركة التغطية الصحية للفنانين التي لا تغطي شيئاً بدل الزج بائتلافه في رهانات سياسوية فارغة.
يجب أن يعلم سي النفالي حجم الفن والفنان المغربي المتواضع. فنجاة اعتابو ليست لوبيا ضاغطا، وعبد الوهاب الدكالي ليس سلطة خامسة ولا سادسة مع كل احترامنا للفنانين، ولا نملك شركات إنتاج عملاقة في حجم «برامونت» أو «إينيفرسال» أو «إم جي إم» التي يقاس رأس مالها بميزانيات الدول الإفريقية. وإن لم يدخل النفالي «سوق جواه» فستحرقه حتماً جمرات النافخ الذي يتبع به جيلالة.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق