18‏/11‏/2008

ساركوزي يلزم المهاجرين بالعودة إلى المدارس

الخضوع لامتحان حول الثقافة واللغة الفرنسيتين شرط أساسي للحصول على التأشيرة

انخرطت فرنسا بدورها في المسلسل الجديد الساعي إلى التضييق على المهاجرين، بعد أن أقدمت مجموعة من البلدان الأوربية على سن قوانين في الآونة الأخيرة الهدف منها خفض معدلات الهجرة.
وبعد أن قامت بلجيكا بحملة شرسة ضد ما يسمى ب"الزواج الأبيض"، وأوقفت المئات من ملفات الزواج مع أجانب من بينها عدد كبير من ملفات الزواج لمغاربة ومغربيات، رفعت فرنسا هذه المرة على لسان وزيرها في الهجرة والاندماج والهوية الوطنية بريس اورتفو ورقة اللغة والثقافة في وجه الراغبين في الهجرة، إذ من المنتظر أن ينشر نهاية هذا الأسبوع أو في بداية الأسبوع المقبل مرسوم يتضمن الخطوط العريضة للإجراءات الجديدة من أجل الهجرة إلى فرنسا.
وبداية من فاتح دجنبر المقبل سيكون كل من يريد الالتحاق بفرنسا، في إطار التجمع العائلي مثلا، ملزما بتعلم لغة موليير، والخضوع إلى امتحان في المغرب للتأكد من معرفته للغة الفرنسية وإلمامه بقيم الجمهورية وب"ثقافة الأنوار" عموما.
وذكرت بعض الجهات الرسمية الفرنسية أن هذا المرسوم يأتي تطبيقا لقانون 20 نونبر 2007 المنظم للهجرة والاندماج واللجوء. كما يروم إصلاح الاندماج داخل الجمهورية والمجتمع الفرنسي خصوصا بالنسبة إلى المستفيدين من التجمع العائلي، سيرا على خطى خيارات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الداعية إلى "هجرة منتقاة لا مفروضة على فرنسا".
واعتبر بريس أورتفو تعلم اللغة الفرنسية دعامة أساسية في تحقيق الاندماج المنشود لشرائح واسعة من المهاجرين تجنبا لأحداث عنف مثل التي وقعت في الضواحي أخيرا.
وسيعفى من مثل هذا الإجراءات المهاجرون الذين يتجاوز سنهم 65 سنة، أو يقل عمرهم عن 16 سنة. إضافة إلى كل من تابع دراسته في مؤسسة فرانكفونية، أو الذين تابعوا دراستهم العليا على الأقل مدة سنة في فرنسا. في حين غدا إلزاميا ما سواهم الخضوع إلى تكوين على مدى شهرين على الأقل قبل إجراء الامتحان.
ويقضي المرسوم الجديد على أي غياب عن دروس الدعم والتقوية في اللغة الفرنسية، يمكن أن يؤخر الحصول على التأشيرة بشكل كبير أو يمنعها بشكل قطعي، إذ أن الحصول عليها رهين بتقديم شهادة متابعة التكوين بكل جد واجتهاد ومثابرة.
ومع الإعلان عن الإجراءات الجديدة، ارتفعت مجموعة من الأصوات داخل فرنسا، معتبرة أن خطوة وزير الهجرة والاندماج والهوية الوطنية بريس أورتفو غير محسوبة، وأن فرنسا لا تتوفر على مؤسسات ومراكز ثقافية كافية يمكن أن تستوعب الكم الهائل من "تلاميذ الجمهورية الجدد".
وفي السياق ذاته أبرزت نتائج دراسة ميدانية أنجزت سنة 2007 ونشرت نتائجها يوم الجمعة الماضي أن معدل البطالة لدى المهاجرين بلغ ضعف معدل البطالة من غير المهاجرين مع تغيرات واختلافات حسب الجنس والمؤهلات والأصول. كما ارتفع عدد العاطلين عن العمل مجددا في فرنسا بنسبة 0.4 في المائة (ثمانية آلاف شخص( خلال شهر شتنبر مقارنة مع شهر غشت وبنسبة 0.8 في المائة في غضون سنة بعدما كان في انخفاض خلال عدة أشهر حسب ما أعلن بيان لوزارة الاقتصاد الفرنسية أول أمس (الخميس).
جمال الخنوسي

17‏/11‏/2008

حرب الرمال بين الجزائر والمغرب تنتقل إلى الانترنيت


جريدة جزائرية تتهم "المصالح السرية المغربية" بالوقوف وراء قرصنة موقعها

اتهمت جريدة جزائرية "المخابرات المغربية" بالوقوف وراء عملية القرصنة التي عطلت، يوم الخميس الماضي، موقع اليومية ذائعة الصيت على الشبكة العنكبوتية.
وأشارت جريدة "Le Quotidien d’Oran" إلى أن العبارة التي تركها القرصان باللغة الانجليزية " Maroc—security, murder team" دليلا واضحا على تورط المخابرات المغربية في الحادث (!)، كما تضمن البيان الذي نشرته الجريدة في عدد نهاية الأسبوع اتهامات ضمنية بضلوع " المخابرات المغربية" في الحادث. في حين تحدثت مواقع إلكترونية مقربة من الجزائر عن "حادث إرهابي".
وتعود أطوار القضية إلى صباح يوم الخميس الماضي، إذ تفاجأ متصفحو موقع الجريدة الجزائرية "Le Quotidien d’Oran" (يومية وهران) باختفاء جزء كبير من مضمون صفحة الاستقبال بعد سقوطه في فخ قرصان مغربي.
وكتب القرصان الذي يطلق على نفسه اسم "كراك مان"، عبارة باللغة الانجليزية "Hacked by crack... man from Maroc" (قرصن من طرف كراك مان من المغرب) باللون الأحمر.
ولم يعرف لحد الآن إن كان الأمر يتعلق بقرصان واحد أو فريق من القراصنة تعمدوا الإيقاع بموقع الصحيفة الجزائرية.
وإذا كان القرصان أو القراصنة يدعون انتماءهم إلى المغرب، فليس هناك ما يثبت ذلك، وتتبع مصدر العملية أمر يتطلب خبرة كبيرة و"حصانة" معلومية دقيقة، وفي الاتجاه ذاته أكد الرئيس المدير العام للمؤسسسة الاعلامية التي تصدر الجريدة محمد عبدو بنعبو، في تصريح لفرانس بريس، أن المؤسسة الإعلامية لا تتوفر على أية معلومات حول مصدر الهجوم ولا أهدافه.
ومنذ صباح يوم أمس الأحد عاد موقعwww.lequotidien-oran.com للعمل بشكل طبيعي بعد أن توقف تحديثه منذ بداية الحادث.
وتعد يومية "Le Quotidien d’Oran" أكبر جريدة في الجزائر باللغة الفرنسية إذ توزع حوالي 190 ألف نسخة يوميا.
ويقوم عادة بمثل عمليات القرصنة هذه، شباب يريدون البرهنة على قدراتهم في ميدان المعلوميات وخصوصا قرصنة المواقع الالكترونية واختراقها.
وأجج الحادث جدلا واسعا، داخل الجزائر، حول الأمن المعلوماتي للمؤسسات الخاصة والعمومية على السواء، والذي وصفه أحد الخبراء ب"الضعيف" و"سهل الاختراق"، إذ سبق اختراق الموقع الالكتروني لليومية الالكترونية http://www.tsa-algerie.com/ وكذا موقع toutsurlalgerie.com، وهو ما يضع ضعف بنية الحصانة المعلوماتية للمؤسسات الجزائرية في قفص الاتهام، ويجعل منها السبب المباشر لتعدد عمليات الاختراق وتكرارها، وهو ما دفع مجلس الحكومة الجزائري إلى المصادقة على مشروع قانون جديد في رابع نونبر الماضي حول الجريمة الإلكترونية الذي من المنتظر أن يزود الجزائر، إضافة إلى ترسانة قانونية، بنظم وقائية ووسائل استشعار قبلية" لمثل هذه الهجمات المعلوماتية.

جمال الخنوسي

10‏/11‏/2008

أوباما .. الرئيس الأسود في البيت الأبيض




مدين بفوزه لجورج بوش ومعه قلبت أمريكا صفحة من تاريخها

تحقق حلم الملايين من السود داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية بعد الإعلان عن فوز باراك حسين أوباما بالانتخابات الرئاسية، ليصبح بذلك الرئيس الأمريكي رقم 44، وأول رئيس أسود للولايات المتحدة الأمريكية.
وشكل فوز الديمقراطي أوباما الساحق على غريمه الجمهوري ماكين درسا ديمقراطيا بليغا، وأملا لمجموع الأقليات حول العالم.
لكن يجب الاعتراف أن انتخاب باراك أوباما البالغ من العمر 47 سنة لم يكن قط بسبب حنكة الرجل أو لأن له مميزات خارقة أو برنامجا شكل حوله الإجماع، بل إن السبب الحقيقي لهذا الاختيار التاريخي يكمن في الرئيس الحالي جورج بوش الذي يعتبره المحللون أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد زج "دبليو" كما يحلو للأمريكان مناداته، بالبلد في حربين دمويتين مازال الشعب يدفع تكلفتهما الباهظة من جيبه وضرائبه، ومن دماء أبنائه في العراق (1400 جندي أمريكي) وأفغانستان، في الوقت الذي ما يزال فيه العدو رقم واحد أسامة بن لادن حرا طليقا رغم الملاحقات.
من جهة أخرى، لم يتقدم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في عهد بوش الابن، ولم يتمكن من تحقيق أي تطور يذكر. كما رفض التوقيع على العديد من الاتفاقيات الدولية مثل بروتوكول كيوطو عن البيئة، ومعارضة تطبيق مقتضيات اتفاقيات جنيف عن أسرى الحرب. وأغرق البلاد في أزمة مالية حقيقية، وأسقط أسواق المال، وهدم "وول ستريت" قبل أن تلحق بها البورصات في الشرق والغرب.

لقد خلف بوش تركة كارثية وراءه، لدرجة أن المرشح جون ماكاين الذي ينتمي إلى الحزب نفسه لم يطلب قط منه المساندة أو الظهور إلى جانبه، لأنه يعرف أنه "ورقة محروقة"، والرئيس الأمريكي الأقل شعبية في التاريخ.
كل هذا كان الدافع الرئيسي في انتخاب تاريخي لرئيس أسود، فنادرا ما ورث رئيس جديد وضعا اقتصاديا كارثيا مثل الذي تتخبط فيه أمريكا والعالم اليوم.



كان باراك، الذي يمثل اليوم الوجه الجديد لأمريكا العظمى، يعرف منذ البداية نقط ضعفه وأن الخبرة السياسية تنقصه بشكل كبير، وهو ما ألح على تكراره خصمه جون ماكين وسارا بارين الملقبة ب"البيتبول ذي أحمر الشفاه"، ولذلك وضع إلى جانبه "جو بايدن" العجوز صاحب الخبرة الواسعة. وعندما تمكن المرشح الأسود المتحدر من أب كيني وأم أمريكية من تحطيم منافسته هيلاري كلينتون الملقبة ب"آلة الحرب" تنبأ له الجميع بأن لا شيء سيوقفه.
إن أمام باراك أوباما الذي استقبلت أسواق المال وقيمة الدولار انتخابه بارتفاع ملحوظ، الكثير، والملايين من الأمريكيين ينتظرون "بركته"، بل أكثر من هذا وضعوا على عاتقه مسؤولية تغيير وجه العالم، وأسوأ شيء يمكن أن يقوم به أوباما هو عدم الوفاء بوعوده، وتحقيق التغيير المنتظر، وخلق التوازن بين طموحات الأمريكيين وضغط لوبيات الطاقة والسلاح بعد احتلاله للمكتب البيضاوي في 21 يناير المقبل. فهل سيتمكن أوباما، أول رئيس أمريكي من أصول إفريقية، من تغيير مسار التاريخ بعد أن غير جلده؟ وهل سيتمكن من إصلاح وجه أمريكا في العالم بعد أن شوهها سلفه؟
جمال الخنوسي

04‏/11‏/2008

إسبانيا سربت معلومات التسليح المغربي للجزائر


تحالف جزائري إسباني كان هدفه إجهاض المسيرة الخضراء ووقف المطالبة المغربية باسترجاع الثغور المستعمرة

كشفت جريدة إلباييس الإسبانية عن وجه خفي من التحالف الجزائري الاسباني لمنع مسلسل المطالبة المغربية باسترجاع الثغور المستعمرة وكافة حقوقه التاريخية (سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ...).
وأوردت الصحيفة، في عددها ليوم أمس الاثنين أن إسبانيا قامت بتسريب معلومات سرية وشديدة الخطورة عن التسليح الأمريكي للمغرب إلى جارتها الجزائر سنة 1975، معتبرة أن المعلومات التي تضمنت صفقات الأسلحة بين أمريكا والمغرب، كان لها الفضل في ترجيح كفة الجانب الإسباني خلال المفاوضات المكثفة بين مدريد والرباط حول الصحراء سنة 1975 أثناء حكم الديكتاتور فرانثيسكو فرانكو.
وتمكنت الحكومة الاسبانية من الحصول على المعلومات السرية وقائمة الأسلحة التي تضم 25 مركبة مقاتلة من طراز إم 48 وست طائرات نقل سي 130 وسي 47 وطائرات مقاتلة من طراز إف 5، من واشنطن من أجل مصالحها الخاصة، نظرا للعلاقة التي كانت تربط بينهما إلا أن الحكومة الإسبانية قررت استعمال تلك المعلومات في مهمات أخرى وتسريبها إلى الجزائر "عدو المغرب التاريخي" لترجيح كفة المفاوضات حول الصحراء لصالحها.
وكان الهدف من تسريب تلك المعلومات الضغط على واشنطن عن طريق الجزائر، ثقة في قدرة الجانب الأمريكي على إقناع المغرب بوقف المسيرة الخضراء التي نجح المغرب، من خلالها، في استرجاع أقاليمه الصحراوية المسلوبة بعد خروج القوات الاسبانية المستعمرة (بكسر الميم).
وتظهر البرقيات التي تم إرسالها في شهر نونبر من سنة 1975 أن حكومة الجنرال فرانكو وضعت السلطات الأمريكية في موقف حرج بعدما سربت للجزائر قائمة معدات عسكرية بقيمة 150 مليون دولار قامت واشنطن ببيعها إلى الملك الراحل الحسن الثاني.
وترتب عن الخطوة الاسبانية استدعاء الجزائر للسفير الأمريكي ريتشارد باركر، آنذاك وقام بعرضها عليها والإفصاح عن محتواها.
وتوضح إحدى برقيات السفير الأمريكي ريتشارد باركر إلى وزير الخارجية آنذاك هنري كيسنجر، وفقا للسجلات الأمريكية الرسمية أنه اجتمع مع محمد بريكان، مدير شؤون أوربا وأمريكا الشمالية بوزارة الخارجية الجزائرية وسأله عما تنتظره الجزائر من الولايات المتحدة بشأن الصلات مع الحسن الثاني وأجاب البريكان أن الجزائر تطالب بقطع إمدادات الأسلحة إلى الرباط.
وعندما حاول السفير الأمريكي تفادي الموقف موضحا أن حجم الأسلحة التي ترسلها واشنطن إلى الرباط "محدودة للغاية" وأنها تحصل على مساعدات أكبر من الفرنسيين والسوفييت، قام المسؤول الجزائري بإظهار القائمة.
وأشار باركر في البرقية إلى أنه تعرض إلى موقف حرج وكان من الصعب عليه إقناع الجانب الجزائري بأن الإسبان يحاولون خداعه خاصة أن واشنطن قامت فعلا بإمداد مدريد بتلك المعلومات بشكل استثنائي.
وأضاف السفير الأمريكي، في برقيته إلى وزير الخارجية هنري كيسنجر، أن إسبانيا ربما سربت تلك المعلومات للضغط على واشنطن عن طريق الجزائر، ثقة في قدرة الجانب الأمريكي على إقناع المغرب بوقف المسيرة الخضراء، مطالبا في الآن ذاته بإرسال تعليمات ليتمكن من تبرير صفقة الأسلحة بين المغرب وأمريكا للجزائر.
جمال الخنوسي

الهاكا تنفي منعها إسرائيل من المشاركة في اجتماع بإيطاليا


خالد السفياني فاجأ الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري برسالة "شكر واعتزاز"

نفت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري إقدامها على منع مشاركة الوفد الإسرائيلي في أشغال المؤتمر العاشر لشبكة هيآت الضبط المتوسطية، التي يرأسها المغرب، بإيطاليا، وتفاجأت برسالة "الشكر والاعتزاز" التي توصلت بها من خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين.
وعبرت الهيأة، "في الحقيقة تفاجأنا بالرسالة وبما تداولته بعض الصحف، لأنه في واقع الأمر لم يحضر الوفد الإسرائيلي إلى الاجتماع المذكور، وهنا تجدر الإشارة إلى أن خلال عشر اجتماعات للشبكة منذ تأسيسها سنة 1997 لم يحضر الوفد الإسرائيلي إلا مرتين المرة الأولى في سنة 2001 والحضور الثاني في سنة 2005، اللذين عرفا انضمام هيأتي الضبط الإسرائيليتين في الشبكة، كما تجدر الإشارة إلى أنه حتى في اجتماع نونبر 2007 الذي عقد بمدينة مراكش وجهت إليهم الدعوة عبر الطرق المؤسساتية كما هو الحال بالنسبة إلى باقي الهيآت الأعضاء فتخلفوا عن الحضور مرة أخرى".
وأضافت الهاكا في السياق ذاته: "لا بد من الفصل بين الملفات، لأن الشبكة هي تنظيم يجمع هيآت ضبط السمعي البصري (17 بلدا متوسطيا)، وهي هيآت إدارية مستقلة تمارس المهام المنوطة بها بحكم النصوص التنظيمية والقانونية خارج المعادلة السياسية. كما تناقش السمعي البصري، خصوصا الفضائي الذي لا يعترف بالحدود".
وكانت مجموعة من المنابر الصحافية تداولت خبر قيام خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، ببعث رسالة "شكر واعتزاز" إلى أحمد الغزلي، رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، على موقفها المتمثل في الاعتراض على حضور الوفد الإسرائيلي لأشغال المؤتمر العاشر لشبكة هيآت الضبط المتوسطية التي يرأسها المغرب في شخص أحمد الغزلي، والتي امتدت ولايته من نونبر 2007 إلى أكتوبر 2008، قبل أن تسلم إلى الهيأة الإيطالية.
ومن خلال الاطلاع على لائحة الدول المنخرطة في شبكة هيآت الضبط المتوسطية ، يلاحظ "تعايش" بلدان مختلفة، وذات مصالح سياسية متضاربة، ومع ذلك تتقارب في ما بينها حول القضايا والمواضيع والاهتمامات المشتركة في ما يتعلق بالاتصال السمعي البصري، مثل صربيا والبوسنة، أو تركيا وقبرص، أو لبنان وإسرائيل.
وكان آخر اجتماع عقدته شبكة هيآت الضبط المتوسطية التي تضم حاليا 20 هيأة ضبط تمثل 17 دولة ( 3 هيآت من إسبانيا و2 من إسرائيل)، انعقد يومي 2 و3 أكتوبر الجاري بمدينة ريدجيو كالابريا بإيطاليا، بصفته آخر لقاء برئاسة مغربية وتمت خلاله المصادقة على الإعلان الخاص بضبط المضامين السمعية البصرية المتوسطية الذي أعد وحرر خلال اللقاء التاسع بمراكش وصودق على صيغته النهائية في اجتماع ريدجيو بإيطاليا. وأكد مضمونه على الاتفاق حول المبادئ المشتركة للهيآت الأعضاء مثل احترام الشخص والآخر وعدم التحريض على الكراهية أو العنف أو التمييز لأسباب تتعلق بالعرق أو الجنس أو الثقافة أو الدين أو الجنسية أو أي قاعدة للتمييز، وعدم تشجيع تصرفات إقصائية أو عدوانية تجاه بعض المجموعات أو المتحدرين من بلدان أخرى، وحماية صورة وشرف وسمعة الأشخاص، وحماية دولة الحق والقانون أي عدم امتداح العنف والإرهاب، وحماية الأطفال والمراهقين، وتربية الأطفال على حقوق الإنسان، ونزاهة الأخبار وتعددية الآراء والعمل في الوقت المناسب على بث التصحيحات اللازمة في حالة إذا ما بثت القنوات أو الإذاعات أخبارا من شأنها المغالطة، والالتزام بتبادل المعلومات والتعاون في الحالة الخاصة المتعلقة بالمضامين السمعية البصرية العابرة للحدود.
ومنذ تولي الغزلي للرئاسة أحدثت أيضا لجنة تقنية خاصة بالشبكة كفضاء حوار ونقاش بين الأعضاء حول الرهانات الكبرى، وتمت مراجعة ميثاق الشبكة، وربطت علاقات التعاون مع شبكات ومنظمات أخرى كشبكة هيآت الضبط الإفريقية والأرضية الأوربية لهيآت الضبط. كما عرفت هذه الفترة التحاق الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بالسكرتارية الدائمة للشبكة إلى جانب كل من كطالونيا وقبرص وفرنسا، مما يشكل دعما لتمثيلية دول جنوب المتوسط المكونة من لبنان والأردن وموريتانيا والمغرب وتونس.
جمال الخنوسي

03‏/11‏/2008

ساعي بريد يوزع الرسائل والحشيش


أوقفته الشرطة وبحوزته 600 كيلوغرام ويستثمر أمواله في العقار بالمغرب

لم يشك أحد قط أن ساعي البريد ذي الأصول المغربية يوزع بضاعة أخرى إلى جانب الرسائل والحوالات والطرود البريدية، خصوصا أن "محمد" كرمته إدارة البريد في مدينته الفرنسية أخيرا باعتباره "الموظف المثالي".
لكن هذه الإشادة لم تكن السبب في اهتمام وسائل الإعلام به، بل لأن "الموظف المثالي" البالغ من العمر 34 سنة، كان، وعلى مدى خمس سنوات، يوزع إلى جانب الرسائل والحوالات والطرود البريدية، الحشيش على الزبناء، مستعملا وسيلة النقل التي توفرها له "لابوسط".
وكان محمد يقوم يوميا بجولة على سيارته الصفراء، يوزع بواسطتها بضاعته في كل من "سان سير ليكول" و"هو دوسين" و"نونتير" مقربا بذلك "الحشيش إلى الزبناء". وبعد انتهاء جولته يعود ساعي البريد أدراجه بكل حرية ودون أن يقلقه أحد أو يشك في بضاعته والعمل المشبوه الذي يقوم به.
وعرفت تجارة محمد إقبالا كبيرا خصوصا مع جودة سلعته، إذ كان بمقدوره بيع 200 كيلوغرام من الحشيش في ظرف عشرة أيام فقط. إلا أن ساعي البريد الشاب ألقي عليه القبض نهاية الشهر الماضي، حينما كان يهم باستقبال حمولة قدرها 600 كيلوغرام من القنب الهندي وصلت للتو من المغرب عبر شاحنة ضخمة.
وكان التاجر الشاب يقتني بضاعته ب1500 أورو للكيلوغرام ليبيعها ب2200 أورو.
وذكرت جريدة "لوباريزيان" نقلا عن مصادر أمنية، أن المتهم لم تكن تظهر عليه علامات الغنى أو الترف بل كان حذرا جدا، في الوقت الذي استثمر أمواله في مشاريع عقارية بالمغرب. وبما أن تجارته كانت مربحة جدا لجأ محمد في كثير من الأحيان إلى الاستفادة من عطل مرض من أجل التفرغ لجولات بيع الحشيش، وتلبية طلبات الزبائن المتزايدة.
وقالت مصادر من إدارة البريد إن محمد "الموظف المثالي"، كان مقبلا على ترقية وشيكة في السلم الوظيفي. وأكدت مصادر قريبة من الملف أن ساعي البريد هذا من صنف تجار المخدرات الذين من الصعب انكشاف أمرهم، إذ له عمل قار ومصالح الشرطة لم تشك في أمره قط.
جمال الخنوسي

المغرب يمنع "صدمة المسيح ومحمد"



مجلة "ليكسبريس" ربحت كثيرا من خبطتها الإعلامية بتوظيف لعبة المنع لكنها خسرت كثيرا من المصداقية
شهد الموقع الخاص بمجلة "ليكسبريس أنترناسيونال" على شبكة الأنترنيت نقاشا واسعا بين زائري الموقع، واشتدت حدة الجدل في كثير من الأحيان جراء حساسية الموضوع المطروح.
ويأتي الاهتمام المفاجئ بمجلة "ليكسبريس أنترناسيونال" بعد إعلان بلاغ لوزارة الاتصال، يوم الجمعة الماضي عن قرار منع توزيع العدد 2991 من الأسبوعية الفرنسية بالمغرب بسبب "ملف ينطوي على إساءة للإسلام".
واختارت المجلة عنوانا لغلافها "صدمة المسيح - محمد مسيرتهما ورسالتهما ورؤيتهما". ووضعت صورتين متقابلتين للرسول صلى الله عليه وسلم والنبي عيسى عليه السلام، إلا أن الصورة تبين الرسول الكريم يركب حصانا برأس آدمي وعلى خلفية الصورة لهيب النيران، في الوقت الذي أظهرت النبي عيسى تشع منه الأنوار وترافقه الملائكة بأجنحتها البيضاء، تأكيدا للخلاف والتضاد بين الديانتين: الإسلام كديانة للحديد والنار والمسيحية كديانة للنور والتسامح.
وحسب المجلة فإن هذا الملف جاء بمناسبة لقاء سيجمع حوالي 50 من رجال الدين المسلمين والمسيحيين في 4 نونبر الجاري بالعاصمة الايطالية روما الهدف منه تشجيع الحوار بين الديانتين. ورأت المجلة في هذا اللقاء فرصة وضع الديانتين وجها لوجه، والتساؤل حول مؤسسي هاتين الديانتين ونظرتهما المتعارضة إلى العالم.
ويأتي هذا الملف في سياق دولي غير مناسب، كي يحيي الفتنة التي لم تهدأ بعد، حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول الكريم. وفي الوقت الذي كان القارئ ينتظر ملفا متكاملا حول المسيحية والإسلام، أصيب بخيبة أمل كبيرة، إذ أن الملف مجرد أبجديات عامة حول الإسلام والمسيحية، وكأنها دروس في الدين للمبتدئين لا تحمل أية رؤية جديدة أو فكرة حديثة أو نظرية تيولوجية متطورة، بل أغلب المقالات ضرب من التكرار للمعلومات العامة والمعروفة. وكتب سليم باشي في مقال بعنوان "محمد رسول ومحارب" معلومات من السيرة النبوية تحاول إظهار وجهين مختلفين للرسول "صلعم": محمد الرسول ومحمد المقاتل. ووضعت "كلير شاتيي" نوعا من التقابل بين النبيين عيسى ومحمد، أي بين المسيحية والإسلام لمعرفة ما يفرقهما في مقال تحت عنوان "عيس ومحمد: ما الذي يفرقهما" وتحدثت عن الفرق بين القرآن ككتاب واحد وحيد وبين الإنجيل كمجموعة من الكتب متعددة الأوجه.
وحاولت إدارة المجلة إصدار غلاف خاص بالنسخة الدولية مخالف لغلاف النسخة الفرنسية، وقال كريستيان مكاريان مدير التحرير المنتدب ومؤلف كتاب "صدمة المسيح - محمد"، "مراعاة للحساسية الدينية في المغرب غيرنا غلاف الطبعة الدولية الذي يحمل صورة لوجه مخفي لمحمد احتراما للتقاليد الإسلامية. ورغم هذه العناية الخاصة تعرضنا للمصادرة، وهذا ما لا افهمه". وأضاف أن الملف يتحدث عن "العلاقة الخلافية" الممكنة للإسلام مع باقي الأديان، لكنه لا يتضمن على الإطلاق أي إساءة لهذا الدين".
ومن الممكن أن يطول المجلة المنع في كل من تونس والجزائر، وبالتالي ستكون "ليكسبريس" ربحت كثيرا من خلال خبطتها الإعلامية وتوظيف "صدمة" العنوان التجاري ولعبة المنع المربحة، لكنها خسرت كثيرا في المصداقية لدى الآلاف من القراء حول العالم.
جمال الخنوسي