26‏/03‏/2008

أزولاي: يمكن أن نشهد صدام الجهل وليس صدام الحضارات


مستشار صاحب الجلالة انتخب رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة "أنا ليند" من أجل الحوار بين الثقافات وحافظ في الوقت ذاته على منصبه وراء الملك

ترجمة جمال الخنوسي عن "ليكونوميست"

عين أخيرا مستشار صاحب الجلالة، أندري أزولاي رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة "أنا ليند" من أجل الحوار بين الثقافات. ويأتي هذا الاختيار بعد الاجتماع الذي عقده مجلس الحكماء في بروكسيل في إطار التعاون الأورومتوسطي ودعم جامعة الدول العربية للترشيح المغربي. وإلى جانب انتخابه لولاية مدتها ثلاث سنوات فإن أندري أزولاي سيحافظ على منصبه مستشارا لصاحب الجلالة.

- تم انتخبتم رئيسا لمؤسسة "أنا ليند". ما هو وقع هذا الحدث؟
-- بصفتي مغربيا أنا فخور بهذا المنصب المنصف لبلدي. وباختيارها للمغرب فإن الدول الأعضاء داخل التعاون الأورومتوسطي قامت باختيار شرعي وسديد ومعقول. لقد أكد المجتمع الدولي والأورومتوسطي أن العالم يستمع إلى الخطاب الذي صدر دائما عن المغرب. وتم اختيار بلدنا في الوقت الذي يمر فيه المجتمع الدولي من فترة يسمها الخوف والرهبة، كلما تحدثنا عن الثقافات والديانات المختلفة وعلاقات الغرب بالإسلام. وأريد التدقيق في أن المنصب الذي تقلدته لن يغير أي شيء في وضعي وراء صاحب الجلالة.
مع سياسة التقارب واتفاق برشلونة نحن وسط مجال سياسي وإيديولوجي ومؤسساتي داخل الفضاء الأورومتوسطي. ويبقى أمامنا تحديد وإعطاء التفسيرات والتبريرات كي نلحق (بكسر الحاء) ليس فقط الجانب التنفيذي ولكن الرأي العام والمجتمع المدني. إنه ملف حساس جدا.

- بصفتكم الرئيس الجديد، ما هي الأفكار والمشاريع التي ستقدمونها إلى المؤسسة؟
-- سأترأس أول اجتماع يوم 9 أبريل المقبل. وأنا أعمل على المقترحات التي سأتقدم بها إلى ال39 بلدا الأعضاء. لقد دافعت وناضلت دائما من أجل بعض الأفكار. إن المشروع الأورومتوسطي لن يكون له مستقبل إلا بقطيعة مع المنطق التجاري الخالص أو المنحصر على الاقتصاد والتقنيات. لقد أكمل اتفاق برشلونة جزءا كبيرا من أهدافه. المشروع الأورومتوسطي هو أيضا فضاء لقاءات بين جزء من العالم العربي الإسلامي وجزء آخر من العالم الغربي عن طريق الاتحاد الأوربي. وفي ملف العلاقة بين الإسلام والغرب، فإن المجتمع الدولي يحاول اليوم أن يجد الإجابة الصحيحة، والتوازن المقبول من جميع الأطراف. وهذا ملف أعمل عليه منذ مدة طويلة.

- مع واقع يسير نحو العولمة تبقى الفرص والتهديدات متعددة. كيف يمكن تجنب صدام الحضارات؟
-- أنا أرفض نظرية صدام الحضارات، ولا أعترف بها لا أنا ولا بلدي، لأنه وطن اللقاء والانفتاح وقبول الآخر. نحن بلد الحداثة والتقدم وليس بلد التخلف. وتحت رئاستي ستعرض على المؤسسة برامج ومشاريع ضد منطق الصدام وتعزز في المقابل منطق اللقاء والحوار. وإذا ما كان هناك صدام فسيكون صدام الجهل. معتقداتنا الدينية يجب أن تكون نقطة التقاء وليس تباعد وفرقة. وهذا من بين الأوراش التي سأعمل عليها. ولن أسمح بتاتا بالبقاء رهائن لمن يريدون جعل الله في قلب صراعات سياسية في فلسطين والعراق وأفغانستان...يجب أن نبقى حذرين من محاولة استعمال أو استغلال الدين دافعا لتفادي الوصول إلى حلول وإجابات سياسية لكل هذه الملفات.

- هل تمتلك المؤسسة إمكانيات لتطبيق سياستها؟
-- أنا لا أملك عصا سحرية. والعمل سيكون على المدى البعيد. لأننا على أرضيات تتميز بالحساسية، ملغومة وعاطفية. وإلى حدود اليوم من أوصلوا صوتهم بشكل قوي ومسموع هم من تحدثوا بلغة وقيم الحوار. ولهذا أتحدث اليوم عن إعادة اقتحام هذه الأرضيات وأتحدث من داخل المنظومة الأورمتوسطية. من كان يظن قبل 20 أو 25 سنة أننا سنناضل اليوم من أجل قيم الانفتاح والحوار والتسامح؟ لقد كانت مكتسبا. يجب أن نعود مرة ثانية إلى اقتحام الملفات التي تلزمنا بحالة تأهب دائمة. أنا أتحدث هنا عن فلسطين والسلام وكل بؤر التوتر التي تحدثت عنها. في المغرب نحن أبطال الانفتاح والحوار، وليس لنا الحق في أن نكون مجرد متفرجين. يجب أن نكون فاعلين مصممين ومقتنعين. وليس هناك مشروع أكثر طلائعية من أمل تغيير العقليات والعادات. إنه عمل نضالي ولا يمكن التلاعب بالناس لأنهم سيعرفون الحقيقة في يوم من الأيام لا محالة.

- الشباب حائر بين الحداثة والمحافظة، ماذا يمكن للمؤسسة أن تفعل من أجل مساعدتهم؟

يجب أن تساعد على إعادة اقتحام كل الأرضيات التي هي في الوقت نفسه مجال للحداثة والعطاء والانفتاح، وليس مجالا للكراهية ورفض الآخر. يجب أن تغدو المؤسسة رائدة في الترويج لهذا التصور. كما عليها المساعدة على إعادة الثقة لشباب اليوم من أجل إعادة اقتحام هذه الأرضيات. إن الطريق الذي يريد البعض جرنا إليه هو طريق التخلف والبدائية وهذا ليس طريق المغرب.
---------------------------
بوكس:
أنشئت مؤسسة "أنا ليند" سنة 2005 بصفتها أول مؤسسة تضم أعضاء دول التعاون الأورومتوسطي الذي رأى النور سنة 1995 في إطار اتفاق برشلونة. وحسب قانونها الأساسي الذي صودق عليه في دبلن سنة 2004 فإن الأهداف الأساسية للمؤسسة تتحدد في إعطاء مضامين ذات بعد اجتماعي واقتصادي وروحي لاتفاق برشلونة.

23‏/03‏/2008

- بليرج قتل مثليا وجنديا بلجيكيا

- مجموع ست جرائم المنسوبة إلى بليرج نفذت برصاصات من عيار واحد
- الضحية اليهودي كان يتحدث العربية مع زبنائه ومحبا كبيرا للمغرب

كشفت الزيارة التي قامت بها البعثة الأمنية البلجيكية إلى المغرب عن ملابسات جرائم القتل التي اتهم عبد القادر بليرج بارتكابها بالأراضي البلجيكية قبل رحيله إلى المغرب، والتي بقيت إلى حدود الكشف عن الخلية الإرهابية من طرف السلطات المغربية غامضة ومعلقة ضد مجهول.
وبعد الكشف في وقت سابق عن أربع من مجموع ست جرائم، ويتعلق الأمر بجريمتين نفذتا في 3 أكتوبر 1989 الأولى بموقف سيارات مستشفى "إيرازم" بمدينة أندرلخت وراح ضحيتها البروفيسور "جوزيف يبران" الممثل للجالية اليهودية ببلجيكا، والسائق الخاص للسفير البلجيكي في المملكة العربية السعودية ذو الجنسية المصرية، ومسلمان معارضان لفتوى هدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي التي صدرت بعد نشر كتابه "آيات شيطانية". وهما جريمتا قتل نفذتا في 29 مارس 1989، وذهب ضحيتها سالم البحير الموظف بخزانة المركز الثقافي الإسلامي ببروكسيل، وعبد الله الهادي إمام مسجد.
وفي السياق ذاته كان الهدف من البعثة البلجيكية هو الحصول على معلومات وافية حول الجريمتين المتبقيتين اللتين اعترف بليرج بارتكابهما في بروكسل في نهاية الثمانينات. ويتعلق الأمر بمقتل جندي متقاعد اسمه "راوول شوب" صاحب محل لبيع المواد الغذائية بزنقة "ميرود" بحي "لاغار دي ميدي" ب"سان جيل"، حيث كان عبد القادر بليرج يقطن في المنطقة ذاتها، غير بعيد عن مكان الجريمة، وفي التاريخ نفسه (1988).
وذكرت مصادر عليمة أن صاحب المتجر لقي حتفه برصاصة في الرأس، وكما كان الحال بالنسبة إلى الجرائم الأخرى، فقد قتل "راوول شوب" برصاصة من عيار 7.65 مليمتر. ولم يتم الكشف عن القاتل وبقيت "جريمة غامضة" ضمن الملفات العالقة لدى الشرطة الفيدرالية في بروكسل.
وحسب المعلومات التي استقتها البعثة البلجيكية من السلطات المغربية، فإن بليرج اعترف بقتله التاجر بسبب أصوله اليهودية مثل ما هو الأمر بالنسبة إلى البروفيسور "جوزيف يبران".
والجدير بالذكر أن "شوب" من مواليد فاتح يونيو من سنة 1923 وعمل لسنوات في القوات الجوية التي تركها سنة 1967 عن سن تناهز 44 عاما، بعد حادث خطير أصابه في عموده الفقري.
وكان التاجر خلف منضدة المحل (الكونتوار)، عندما تم إطلاق النار عليه يوم السبت 23 يوليوز 1988 بين الساعة التاسعة والعاشرة وخمس دقائق صباحا. وحسب تحريات الشرطة فإن السرقة لم تكن هي الدافع من وراء الجريمة لأن الصندوق كان فارغا في تلك الساعة المبكرة من اليوم.
وكان "راوول شوب" يتحدث العربية مع زبنائه، ومحبا كبيرا للمغرب حيث كان يحضر العديد من التوابل النادرة وغير المتوفرة في بلجيكا إلى محله في المدينة التي يقيم بها. كما كان "شوب" يعشق الحديث عن أصوله وماضيه وهو ما كلفه حياته، إذ بالنسبة إلى بليرج فالتاجر الضحية يشكل النموذج الأمثل ل"الهدف اليهودي"، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بجريمة عنصرية دافعها الرأي والأصول.
وتوفي الضحية في الحين بفعل الرصاصة التي اخترقت دماغه عبر عينه اليمنى.
أما بخصوص الجريمة السادسة التي لم يكشف حتى الآن عن جميع عناصرها فقد نفذت بين 1986 و1989. وحسب بليرج فإن الضحية تمت تصفيته لأنه "جنس مثلي".
جمال الخنوسي

خديجة أسد

ذكرتني حكاية العرض الذي قدمته خديجة أسد في الحفل الختامي لتظاهرة "خميسة"، و"أتحفتنا" به القناة الثانية في وقت لاحق، مع ما أثاره من لغط وأسال من مداد بما وقع في وقت سابق للفنان الكوميدي الفرنسي "إيلي سيمون" خلال زيارته الأخيرة لمغرب. فقد عرف عرضه بقاعة "ميغاراما" إقبالا منقطع النظير من طرف المغاربة والأجانب المقيمين بالدار البيضاء أيضاً. وعلق أحد الزملاء حينها على الحدث أنه مناسبة لدخول الكوميديانات الفاشلين إلى مدرسة الضحك لتعلم أصولها وقواعدها من فنان كبير في حجم "إيلي سيمون". لقد ضحك المتفرجون ملء أفواههم طيلة مدة العرض، الأمر الذي جعل "إيلي سيمون" يعترف في النهاية أنه كان متخوفا كثيرا من رد فعل المشاهد المغربي، لكن على ما يبدو فقد كان التجاوب كاملاً. ومع ذلك طبع العرض فترة من الفتور تعلم فيها إيلي درساً مغربياً عميقا في التسامح، ووجد فيه الإجابة على سؤال طرحه بشكل عارض: هل يمكن أن نجعل من كل شيء موضوعاً للضحك؟ جواب القاعة: لا. فعندما حاول "إيلي" التنكيت على رفيقة دربه "ديو دوني" (الزنجي المتعصب)، لم تجد تلميحاته أي صدى في القاعة، ثم انطلق بعدها للسخرية من العربي، واليهودي والأسود والمعاق أيضاً، لكن رد فعل المتفرج كان بارداً مما دفع إيلي سيمون "لتبدال ساعة بأخرى"، وأخذ جواب المغاربة حلقة في أذنه، لأن كثرة الضحك تفسخ البيع.
خديحة أسد بجلال قدرها وبعد أن تركت سلسلتها "لالة فاطمة" صدى طيبا تلفات ليها الشطحة وضيعت في الطريق إلى كندا حسها الكوميدي مع "الديكالاج أوغيغ" وسقطت في "الديكالاج دوغيغ". وحاولت إضحاكنا بمواضيع لا نقبل المزاح فيها. صحيح أنه في كلتا الحالتين نتحدى كل القواعد والحدود في دردشاتنا اليومية، إلا أن عنصريتنا غير مقصودة، لكننا في المقابل نرفض جعل الانتماء الديني أو العرقي موضوعاً علنيا للضحك والتنكيت مثله مثل موضوع "البارابول" و"التيليكوموند" في التلفزيون العمومي.
صحيح أننا نتداول تعابير غاية في العنصرية والقدح والاحتقار للآخر، المختلف، لكنها في الحقيقة تبقى موروثا شفهيا ليست له أية حمولة عنصرية. إننا عنصريون ب"الهضرة" فقط دون أن نعنيها.

الفنانات المحجبات يسرقن ابتسامة اليتيم






تشبثن بالبذخ ورغد العيش والتنظيم الكارثي ساهم في تعميق المشاكل

جمال الخنوسي موفد "الصباح" إلى العيون

تبدو مدينة العيون ليلا من خلال نظرة جوية، ممتدة بين مياه البحر ورمال الصحراء. مرتخية وممددة كأنها أسد جاثم يستريح بعد رحلة صيد متعبة. لكن مع بزوغ خيوط النور الأولى تدب الحياة في أنامل الأسد المتكاسل رويدا رويدا، ويقف مستعيدا نشاطه ومستعدا لخوض غمار يوم جديد، فتعم الحركة أطرافه فجأة وتسري الحياة في كل نواحي المدينة.
في العيون تتوالى المهرجانات ولا تتشابه، فبعد معرض الجمل وملتقى النساء المقاولات، احتضنت المدينة بين 13 و15 مارس الجاري، الدورة الأولى لمهرجان الطفل، مهرجان وراء نياته الحسنة وأهدافه السامية النبيلة، تحول، مع العديد من التجاوزات التنظيمية والخلل البنيوي من جهة وطلبات الفنانات المحجبات الزائدة من جهة أخرى، إلى رحلة للسياحة واستنزاف الأموال وتشويه صورة المغرب.
النوايا الحسنة
إن الاستعانة بالنجوم في أي مهرجان من المهرجانات يعتبر مكسبا كبيرا وخطوة باتت مسلما بها في أبجديات التسويق والترويج والدعاية. فالنجم يعطي صدى للحدث رغم تكاليفه الباهظة ومصاريفه المتعددة، وفي الكثير من الأحيان شروطه التعجيزية الغريبة، شريطة الالتزام بقواعد معينة وبخطوات ممنهجة للقاء الجمهور ومحبيه ولقاء الصحافة التي تعكس نجاح الحدث المفترض وإشعاعه.
وتأتي هذه المبادرة الخيرية التي تروم دورتها الأولى المنظمة تحت شعار "حق الطفل اليتيم في طفولة طبيعية"، إعادة الأمل إلى الطفل اليتيم، وإدماجه داخل النسيج المجتمعي، عملا بفلسفة التكافل التي تعتبر جزءا من القيم الإسلامية السمحة ومكونا من مكونات الأخلاق والتقاليد المغربية، تتمة معقولة للنداء الهادف وخطابا عمليا لبطلة "أولاد الشوارع"، حنان ترك في المسلسل الذي حقق نجاحا كبيرا في المغرب والعالم العربي، ولفت الانتباه إلى شريحة مهمشة، وطفولة مغتصبة لا يعيرها أحد أدنى اهتمام.
لقد جعلت العديد من الفنان المحجبات من "الأعمال الخيرية" حصان طروادة للبقاء تحت الأضواء والبقاء في مسرح المشاهير الذي ذقن حلاوته وعشن في نعيمه.
محمد ثروت
وصل المطرب محمد ثروت إلى مدينة العيون في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، وقضى معظم أوقاته في لقاءات صحافية وتبادل الحديث مع معجبيه الذين أحاطوا به. وكان الفنان الذي رافقه ابنه في الرحلة متواضعا ومتفهما في رحلته الثالثة إلى مدينة العيون.
الفنان معروف عنه إسهامه في الأعمال الخيرية وحسه الكبير في التواصل والاقتراب من الآخر، إلا أن توالي الأخطاء التي ارتكبها المنظمون ساهمت في تكهرب الأجواء، وغاب عن الرجل تدريجيا ابتسامته وإقباله وانفتاحه. الأمر الذي جعل الكثيرين يتكهنون على أنها آخر زيارة لثروت إلى المغرب.

حنان ترك
بدأت الرحلة بالنسبة إلى النجمة المصرية حنان ترك بداية غير موفقة، وانطلقت احتجاجاتها وشكاواها المتكررة المنددة برحلتها "الفرست كلاس" من القاهرة إلى الرباط، إذ لم يرقها أن الرحلة مرت عبر مطار ميلانو بإيطاليا. وهددت منذ وصولها في اليوم الأول بالعودة فورا إلى بلدها.
وأمام التدخلات و"الطليب والرغيب" قررت النجمة الانتقال إلى "السويت" المخصصة لها في فندق "الرباط هيلتون". محافظة في الوقت ذاته على نبرة التهديد والوعيد. وفي محاولة لإصلاح الأمور اختار المنظمون اصطحاب النجمة في رحلة حول أسواق المدينة من أجل التبضع و"الشوبينغ".
في ساعة مبكرة من صباح الخميس، بعد أن قضت 24 ساعة في الرباط استقلت كل من حنان ترك رفقة ابنيها ومرافقها، وكذا الفنانة عفاف شعيب وياسمين الخيام الطائرة من مطار سلا والمتوجهة إلى مطار المسيرة بالعيون. لكن بعد دقائق من دخولهم الطائرة، وجلوس كل من ياسمين الخيام وعفاف شعيب في المكان المخصص لهما انتفضت حنان ترك ورفضت الجلوس في مكانها قائلة إنها نجمة كبيرة يجب أن تأخذ مكانها في "البيزنس كلاس" وليس مع عامة المسافرين، و"من لا يعرف قيمة حنان ترك لا يستضيفها بالمرة!". تأخرت الطائرة عن موعد إقلاعها 25 دقيقة ونزلت ترك مرفقة بابنيها وأحد أقاربها الذي فرضته فرضا، لأنها "ولية" ولا بد لها من "محرم".
غادر جميعهم الطائرة وأنزلت جميع الأمتعة في سابقة غريبة من أجل أن تأخذ الفنانة أمتعتها من جديد ولم تفلح تدخلات طاقم الطائرة وقبطانها من أجل تهدئة الأوضاع وتلطيف الجو وإقناع النجمة المصرية لإتمام الرحلة لكن بلا جدوى. فتسببت الفنانة الكبيرة في تأخر الطائرة عن الإقلاع مع ما يترتب عن ذلك، وتم إنزال أمتعة الركاب من جديد على مدرج الطيران لتأخذ حاجياتها مع ما يترتب عادة من غرامات!
وفي الوقت ذاته سلمت الفنانتان عفاف شعيب وياسمين الخيام أمرهما إلى الله، وأذعنتا للأمر وأتمتا رحلتهما نحو العيون في حين غادرت ترك المكان وهي ترعد وتزبد وبقيت مشاركتها في المهرجان ككل معلقة!
عفاف شعيب
كان وصول الفنانة عفاف شعيب إلى مطار مدينة العيون مدويا "وقلبتها صباط" منذ البداية. وكشرت النجمة المصرية عن أنيابها منذ وطئت قدماها الأرض بعد رحلة ليلية ربطت بين الرباط والعيون. وتعبيرا عن الحفاوة المغربية استقبلتها على بوابة القاعة الشرفية فرقة فولكلورية صحراوية بالأهازيج والنغمات تعبيرا عن الفرحة والسرور وحفاوة الاستقبال، إلا أن شعيب التي اشتهرت بدورها في مسلسل "رأفت الهجان" باغتت الجميع بنرفزة زائدة وصاحت في المرحبين "إيه الطبلة والزمرة دي؟! إحنا في ساعة فجر وأبواب السما مفتوحة وانتو جيني بكل دا!" شرب المسؤولون والمنظمون مرارة الإهانة و"الدرس الديني" ومبادئ الوعظ والإرشاد وتغيير المنكر وانطلقوا بالفنانتين إلى مكان إقامتهما في الفندق الفاخر "بارادور".
أقفلت شعيب جميع الأبواب وقنوات الحوار ورفضت إجراء اللقاءات الصحافية. وبقيت على حالها إلى أن غادرت العيون صباح يوم الأحد وأصرت على أن تفتح لها "القاعة الشرفية" في تلك الساعة المبكرة من الصباح إلا أن عدم علم المسؤولين بقدومها جعل طلبها مستحيلا وجلست الفنانة فوق أمتعتها "كأيها الناس" في انتظار موعد الإقلاع.
في ضيافة الوالي
احتجاج حنان ترك على "سوء المعاملة" وعدم اعتراف المنظمين ب"قيمة نجمة كبيرة من صنفها" أتت أكلها وتدخل والي العيون من أجل إنقاذ الموقف واستضاف الفنانة في بيته علها تكف عن قصفها وترضى على "القسمة والنصيب" في الوقت الذي تجمع فيه حوالي 20 فنانا مصريا في فندق المسيرة لحالهم يواجهون مصيرهم المجهول وينتظرون الذي يأتي أو لا يأتي. فساءت حالتهم يوما بعد يوم، إذ كان أصواتهم ترتفع بالاحتجاج أو النحيب بين الفينة والأخرى من شدة الضيم وهول القهر وطلبهم الوحيد هو العودة من حيث أتوا لكن لا أحد يسمع شكواهم أو يضمد جراحهم أو يهتم بحالهم.

لعنة الغياب
أصابت المهرجان لعنة غريبة، احتجاجات واعتذارات بالجملة في آخر المطاف غابت المغنية "حسنا" بعد أن أعلن عن قدومها إلى العيون وملأت صورها الملصقات. وتحدث المنظمون عن "حادث" أو وعكة صحية مفاجئة لم نتمكن من التحقق منها من صاحبة الشأن أو مدير أعمالها.
غاب عماد النتيفي الذي كان من المفترض أن ينشط الحفل الختامي وحلت في آخر لحظة كل من فاطمة النوالي وسناء البقالي لإنقاذ الموقف مع تدخل بعض الجهات وتوسطها.
الكوميدي محمد الخياري كان هو أيضا من الغائبين، لكن هذا المرة كان السبب واضحا، والدافع بينا إذ صرح لـ"الصباح" إنه لم يرد أن يكون طرفا في هذا الحدث الذي اتسم بالارتجالية والفوضى رغم نبل أهدافه وسموها، "إلا أن الاهتمام بالطفل اليتيم وحاله لا يعني الدخول في متاهات مجهولة لا يعرف لها أول ولا آخر. أنا مع العصبة المغربية وأساند أي مبادرة هدفها الخير للناس وللطفل لكن هذا لا يعني الاستهزاء بالناس والحط من كرامتهم و"الدخول والخروج في الهضرة" وعدم الالتزام بالوعود. يجب أن تساير مهرجاناتنا العصر والتطور الذي يشهده المغرب وتغدو أكثر مهنية وحرفية لأن زمن الارتجال و"الترقاع" ذهب بلا رجعة، وأنا مستعد لإحياء حفل مجانا يكون ريعه لصالح هؤلاء الأطفال المحرومين متى شاؤوا وأين أرادوا".
المنع
في جو احتفالي، انطلق يوم الخميس المهرجان باستعراض كرنفالي للأطفال بعد الزوال، كما أقيم حفل الافتتاح الرسمي مساء بقصر المؤتمرات بحضور الوفد المصري، وتعاقب على خشبة المسرح الكثير من الفنانين من بينهم فاطمة الزهراء لعروسي وهاجر وفرق محلية تعكس التراث العريق للمنطقة. وأفسد ذلك اللقاء "التملق" "الزايد حبيتين" الذي قام به الكوميدي سعيد الناصيري لبعض المسؤولين الحاضرين.
وعرف يوم الجمعة تنظيم ندوة علمية حول "وضعية الطفل المتخلى عنه بالوطن العربي (المغرب نموذجا)" بمشاركة فقهاء وعلماء ودارسين ورجال قانون ومختصين ومهتمين بقضايا الطفل والطفولة من المغرب ومصر وموريتانيا واسبانيا وفرنسا.
إلا أن ليلة الاختتام شهدت حدثا غريبا إذ منع الصحافيون وفنانون من الوفد المصري من الدخول إلى القاعة واختاروا العودة إلى الفندق احتاجا على الإهانات التي طالتهم. واستغرب الجميع كيف أن ضيوفا استقدموا من مصر بتكاليف باهظة وصحافيين من الرباط والدار البيضاء جاؤوا ليقوموا بواجبهم تتم معاملتهم بهذا الشكل المهين والمشين!

وردة ب10 ملايين
ليلة السبت كانت أهم حدث في المهرجان إذ شهد قصر المؤتمرات حفلا فنيا وخيريا كبيرا من أجل جمع التبرعات، وتوالى على الخشبة كل من المطرب محمد ثروت من مصر، والفنان غسان المولى من لبنان، وهشام النجاتي من تونس، وفرقة اشبيلية للفلامنكو من إسبانيا، والمطربة فاطمة الزهراء لعروسي التي قدمت عرضا ممتازا ونشطت الحفل فاطمة النوالي نجمة برنامج "مراكش اكسبريس". وكان من بيت الحضور "هاجر" الفائزة المغربية بالنسخة الأولى لمسابقة برنامج ستار أكاديمي المغرب العربي الذي قدمته قناة نسمة التونسية، وابنة مدينة العيون التي شكل فوزها باللقب حدثا وطنيا وفخرا للمدينة وساكنتها.
وكان أهم حدث في الحفل الذي كان ثمن تذكرته ألف درهم، هو تمكن سناء البقالي التي اشتهرت بتقديم برنامج "نغموتاي" من بيع وردة ب100 ألف درهم تهافت عليها الحاضرون.

نجوم أقل بريقها
هل كنا فعلا محتاجين إلى كل هذه "الهلمة" وهل ما وقع في مهرجان اليتيم يخدم أوضاع اليتيم؟ وهل كان الحدث الخيري فعلا محتاجا إلى فنانات "بيزنس الحجاب" من أمثال حنان ترك وعفاف شعيب وياسمين الخيام التي لا يعرفها أحد؟ وهل كان اليتيم محتاجا إلى أكثر من 20 "نجما" من الدرجة الثانية يجهلهم الجميع؟ وهل كان اليتيم محتاجا إلى ضيوف وضيوف الضيوف (حنان ترك رافقها 3 أشخاص ومحمد ثروت رافقه شخص واحد...)؟ وهل كان اليتيم ملزما بتحمل مصاريف "النجوم" وبذخهم (رحلة الطائرة تكلف 10 آلاف سنتيم للشخص الواحد زد على ذلك الإقامة في الفنادق الفاخرة وما يصاحبها)؟ وهل كان مهرجان اليتيم محتاجا إلى استقدام كل هؤلاء حتى يصبح اليتيم على أحسن حال في الوقت الذي أغلق الضيوف على أنفسهم جميع الأبواب، وانعزلوا عن الناس وعن الصحافة ولم يكن لحضورهم أي وقع؟ في المقابل حمل فنانون مغاربة "طاحوا على المنظمين رخاص" كل شيء على أكتافهم بل منهم من تبرع بأجره كما هو الحال بالنسبة إلى سناء البقالي التي نشطت الحفل إلى جانب فاطمة النوالي.
كل هذه أسئلة الجواب عليها واضح، والخلاصة هي أن النوايا الحسنة لا تكفي لإنجاح حدث بهذه القيمة وهذه الرمزية، وان الارتجال وإسناد الأمور إلى غير أهلها تكون نتائجه في غالب الأحيان كارثية، ويكون التعبير عن الحب تجاه هؤلاء الأيتام كإعلان حب من "بلارج اللي بغا يبوس ولدو.. عماه".

مغربي يتزوج طليقة ساركوزي اليوم في أمريكا


حفيد الخياط الخاص للملك محمد الخامس أشرف أخيرا على اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي وانتقل إلى نيويورك لاختيار فستان عروسه

هذه السيدة يجب أن يقف لها كل نساء العالم في يوم الاحتفال بالمرأة، وينحني لها كل العشاق في عيد الحب و"السان فلنتان" وكل الأيام التي خلق الله، فاسمها سيخلده التاريخ مثلها مثل إلاهات الميتولوجيا الإغريقية بصفتها امرأة أدارت ظهرها للسلطة والقوة والجاه والمال من أجل الحب. امرأة تركت لقب "سيدة فرنسا الأولى" لتغرق وسط العامة وتغدو نكرة لا يعرفها أحد أو ينتبه إلى وجودها أيا كان مثلها مثل كل نساء الدنيا. امرأة قالت "لا" للرجل "الصغير" الذي ترعد فرائس فرنسا أما غضباته المتكررة وضرباته على الطاولة وتبادله الشتائم مع المواطنين كأنه في حمام بلدي.
اليوم ستتزوج سيسيليا ساركوزي في نيويورك بالمغربي ريشار اتياس الذي ولد بمدينة فاس في 19 نونبر 1959 . من عائلة تنتمي إلى البورجوازية اليهودية، فجده كان الخياط الخاص للملك الراحل المغفور له "محمد الخامس"، وخاله تاجر كبير في ماركات التجميل الباذخة. ويصرح أتياس لإحدى المجلات "أنا فخور جدا بجنسيتي المغربية التي أحتفظ بها باعتزاز". تابع دراسته في مدينة تولوز الفرنسية، وعمل "عساسا" ليليا على مدى ثلاث سنوات، ويتحدث العربية بطلاقة. دخل مضمار العمل سنة 1983 مهندسا في شركة "إي بي إم" المعروفة. وفي سنة 1994 حقق خبطة العمر من خلال الظفر بصفقة تنظيم "ملتقى دافوس" الاقتصادي في سويسرا، والذي يضم نخبة من الشخصيات العالمية، ورؤساء أكبر البلدان، ومديري الشركات الضخمة. كما أن شركة "بيبليسيس" التي لها فروع في نيويورك وبيكين وطوكيو وفرانكفورت والدار البيضاء أيضا، هي من نظم في نونبر 2004 مؤتمرحزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الحاكم الذي أسفر عن تقلد ساركوزي للقيادة التي قادته في ما بعد إلى كرسي الرئاسية، وهي الفرصة ذاتها التي شهدت اللقاء الأول بين العاشق المغربي وسيسيليا. وفي جوابه عن سؤال بخصوص أن زواجه من طليقة ساركوزي "صفقة إعلامية" قال أتياس، "إنه شيء مفزع أن يفكر الإنسان بهذه الطريقة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قوة قصة الحب التي نعيش وتاريخ علاقتنا الوطيدة".
وأتياس الذي يوكل إليه تنظيم أكبر التظاهرات العالمية التي كان آخرها اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي بداكار، صديق حميم للأمراء والأثرياء حول العالم من الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إلى نجمة هوليوود شارون ستون. إذ يمضي حياته متنقلا بين باريس وسويسرا وموناكو والولايات المتحدة الأمريكية.وسيستمر حفل الزواج "خمس نجوم" ثلاثة أيام، يبدأ بتقاليد الزواج على الطريقة اليهودية ب"سيناغوغ" يقع في حي المال والأعمال "مانهاتن" بنيويورك. وتجتمع عائلتا العروسين في حفل خاص لمسرحية غنائية ب"برودوي" حققت نجاحا باهرا تحت عنوان "ماما ميا" بشارع الفن الشهير، ثم سيتناول ال150 مدعوا عشاء فاخرا في فندق "روك فيلار بلازا" قبل الانتقال إلى مقر إقامة مدير شركة "بابليسيس". وسترتدي العروس خلال حفل الزفاف فستانا من تصميم دار الأزياء العالمية "فيرساتشي".
وتتزوج سيسيليا البالغة من العمر 50 سنة من أتياس الذي يصغرها بسنتين بحضور مدعوين من عالم الفن والساسة والمال والأعمال حول العالم إضافة إلى بنتيها "جوديث" وماري" من زيجة سابقة، وابنها من نيكولا " لويس ساركوزي" المزداد سنة 1997.
وتناقلت بعض الشائعات أن ساركوزي هدد كل من يحضر تلك "العراسية" ب"خليان دار بوه" و"ترياب" الحفلة على رأسه. وكما تقول الأغنية الشعبية "إلى كالها يقد بيها".
جمال الخنوسي

09‏/03‏/2008

مهرجان تطوان يكرم محمد هنيدي


تكريم ممثل إسباني والممثلة المغربية عائشة ماه ماه ولجنة التحكيم يترأسها المصري حسين فهمي

قررت اللجنة المنظمة للدورة 14 لمهرجان السينما بتطوان تكريم الفنان المصري محمد هنيدي إلى جانب الممثل الاسباني "إيمانويل أرياس" والممثلة المغربية عائشة ماه ماه.
وينضاف تكريم هنيدي في تطوان إلى مجموع المؤاخذات التي ووجهت بها مؤسسة المهرجان بعد أن جعلت من الممثل المصري (أيضا)، حسين فهمي رئيسا للجنة تحكيم الأفلام الطويلة. رغم ما عرف عن الرجل من مواقف معادية للسينما المغربية ومهرجان مراكش الدولي، في الوقت الذي كان فيه رئيسا لمهرجان القاهرة، وكذا مواقفه العنصرية تجاه الفنانين "الأجانب" من المغرب وسوريا على الخصوص الذين حلوا بالقاهرة "هوليوود العرب" بحثا عن المجد والشهرة.
ويعتبر الكثير من النقاد والمهتمين بالفن السابع في مصر والعالم العربي محمد هنيدي إضافة إلى زميله محمد سعد الشهير ب"اللمبي" و"بوحة"، من أسباب تدهور السينما في مصر ورمزا من رموز الانحطاط الفني في أرض الكنانة. فهنيدي لم يمنح شيئا إلى هذا الفن أو أضاف فيه، ولم يترك بصمته في عالم الفن السابع أو المسرح، بل قدم على طول الخط أعمالا مبتذلة زادت في رصيده البنكي أكثر من رصيده الفني. ولا يمكن لأي كان أن يدعي أن أفلاما مثل "عندليب الدقي" أو "يا أنا يا خالتي"، و"وش إجرام" ستحتفظ بها الذاكرة السينمائية، وربما ما سيحتفظ به بالنسبة إلى هذا الفنان هو استحواذه على البطولة المطلقة وتضخم النرجسية لديه لأنه البطل الوحيد الذي يؤدي جميع أدوار الفيلم الواحد من الابن والأب إلى الجدة والخالة.
من ناحية أخرى سيفتتح المهرجان الذي سيقام بين 29 مارس الجاري و4 أبريل المقبل بفيلم "وداعا بوزيليني" للمخرج المغربي داوود ولاد السيد، وسيختتم بفيلم "الحبة والبغل" لعبد اللطيف قشيش. وسيشارك في المسابقة الرسمية من المغرب فيلمان هما "عود الورد" للحسن زينون و"القلوب المحترقة" لأحمد المعنوني. إضافة إلى أفلام أخرى من تونس ومصر وسوريا وفرنسا وتركيا وكرواتيا واليونان وإسبانيا وكوسوفو.
كما سيشهد المهرجان مسابقة للأفلام الوثائقية يشارك فيها من المغرب "الخيط الأبيض" لخليل بنكيران، و"نوبة الذهب والضوء" لعزة جنيني، وأخرى خاصة بالأفلام القصيرة يدخلها من المغرب فيلم "نشيد الجنازة" لمحمد مفتكر، وسفر رائع" لعبد السلام قلعي و"سارة" لخديجة لوكلير. كما ستقدم أفلام في "عروض خاصة" مثل فيلم "سميرة في الضيعة" للمخرج لطيف لحلو و"المرأة الشابة والمعلم " لمحمد نظيف، و"طباخ الرئيس" لسعيد حميد، و"فين ماشي يا موشي" لحسن بنجلون.
وسجلت التدخلات خلال الندوة الصحافية التي عقدت بمدينة الدار البيضاء مساء الثلاثاء الماضي، غياب فيلم ابن مدينة تطوان محمد إسماعيل ورائعته "وداعا أمهات"، وكذا تنظيم المهرجان في الموعد نفسه الذي ستنظم فيه مدينة آسفي مهرجان السينما الفرنكفونية، وقبل أقل من شهرين عن مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بمدينة طنجة !
جمال الخنوسي

بليرج اتهم بتجارة السلاح في 1990

تسبب في برود العلاقة بين مصالح الأمن المغربي والاستعلامات البلجيكية

اعتبرت الجريدة البلجيكية "لوفيف/ليكسبرس" في موقعها على الانترنيت، أن قضية عبد القادر بليرج، دليل على برود العلاقة بين مصالح الأمن المغربي والاستعلامات البلجيكية، وأن غياب الوضوح بين الجانبين خيم بظلاله على التعاون بين البلدين في المجال القضائي ومحاربة الارهاب.
كما أفادت الجريدة أن بيت بليرج في بلجيكا بمدينة مولونبيك سان جون خضع للتفتيش في سنة 1990 بعد اتهامه بالاتجار بالسلاح دون أن يثبت ضده أي اتهام. إلى أن تم تجنيده كعميل للمخابرات سنة 2000 وزرعه في الأوساط الإسلامية من أجل نقل الأخبار والمعلومات.
وتساءلت الجريدة في السياق ذاته عن الأسباب الكامنة وراء تمكن بليرج من الإفلات من مراقبة السلطات البلجيكية. وهل كان ذلك خطأ جسيما أم نوعا من التراضي أو المقايضة بين معلومات يقدمها المخبر بليرج، والتستر على تجارة سلاح وغض الطرف على أعمال إجرامية مشبوهة.
وأضافت الجريدة أن وزير العدل "جو فانديرسين" يواجه مشكلا عويصا منذ الإعلان عن تفكيك خلية بليرج بالمغرب وإلقاء القبض على عناصرها.
ورجحت مصادر إعلامية بلجيكية إقدام المغرب على إرسال بعثة مكونة من محققين للاطلاع على المعلومات التي بحوزة السلطات البلجيكية بخصوص قضية بليرج. على غرار البعثة التي أرسلتها بلجيكا وحلت بالمغرب يوم الاثنين الماضي.
من جهتها عابت جريدة "لاليبر بيلجيك" على السلطات المغربية اتهامها لبليرج بالإرهاب وجرائم القتل دون أي تنسيق مع الجانب البلجيكي الذي له ارتباط وثيق بالقضية.
وذكرت يومية "دي تيجد" الهولندية بموقعها على الانترنيت، يوم أول أمس (الأربعاء)، أن رئيس جهاز أمن الدولة البلجيكي "ألان وينانتس" سيرفع دعوى قضائية ضد مجهول، وذلك لكشفه معلومات تفيد بأن عبد القادر بليرج كان مخبرا لدى مصالح الاستخبارات البلجيكية.وبحسب اليومية، فإن "وينانتس" يكون قد حصل على موافقة وزير العدل البلجيكي "جو فانديرسين" من أجل الشروع في المتابعات القضائية ضد الشخص الذي سرب اسم المخبر.وأوضحت اليومية، نقلا عن الناطق باسم وزارة العدل ليزلوت بلييونبرغ، أن المسؤول عن جهاز أمن الدولة البلجيكي سيرفع في مرحلة أولى دعوى قضائية ضد مجهول.ويأتي هذا القرار كرد فعل ضد إقدام العديد من وسائل الإعلام البلجيكية، الجمعة الماضي، على كشف أن عبد القادر بليرج، رئيس الشبكة الإرهابية التي تم تفكيكها أخيرا من طرف السلطات المغربية، كان مخبرا لدى جهاز أمن الدولة البلجيكي منذ عدة سنوات.
وجاء في تصريح لوزير العدل "جو فانديرسين" يوم الثلاثاء الماضي خلال اجتماع الحكومة، "أظن أنني لست الوحيد الذي يتساءل حول هذا الموضوع". وأضاف وزير العدل البلجيكي أن مصلحة أمن الدولة كانت على معرفة بعبد القادر بليرج بصفته معارضا للنظام المغربي. وفي المقابل تنفي مصلحة أمن الدولة أي علم لها بخصوص الأنشطة الإرهابية للمشتبه به المغربي، وأكد الوزير أن المعلومات المتوفرة إلى حدود الآن مصدرها السلطات المغربية.
وفي السياق ذاته أكد وزير العدل البلجيكي في وقت سابق عدم إمكانية تأكيد أو نفي أن بليرج عميل للمخابرات البلجيكية، "لأن القانون يمنع ذلك". وقال "جو فانديرسين" إنه كلف لجنة سرية للتحقيق في هذه القضية ستعلن عن خلاصاتها المرتبطة بملف بليرج وكذا تداول المعلومات والأخبار، "نحن لا نرى فائدة في إجراء التحقيقات الخاصة إذا كانت مصلحة أمن الدولة لا تتواصل بخصوصها وتبلغ نتائجها إلى السلطة القضائية".
جمال الخنوسي

مسيرة قاسية للمخرج لحسن "شمشون" مع "عود الورد"


إنتاج فيلم مغربي معاناة سيزيفية والمخرجون معرضون لكل أنواع الابتزاز

أصبح من حق المخرج المغربي لحسن زينون تغيير اسمه دون اللجوء إلى رفع دعوى قضائية أو الذهاب إلى ردهات المحاكم، ليصبح اسمه الجديد هو لحسن شمشون، تيمنا بالبطل الأسطوري ذي القوة الخارقة. ويصبح شمشون اسما شرعيا للكوريغراف الشهير الذي تحول فجأة إلى الإخراج. وليس الشعر الطويل هو القاسم المشترك الوحيد بين زينون المخرج، وشمشون الجبار بطل الميتولوجيا اليونانية، إذ يتميز الرجل بصبر كبير، وقوة مثابرة عظيمة، وإرادة أسطورية جديرة ببطل خرافي مثله.
وعندما يعرف المرء ما مر به هذا الراقص ذو "اللوك" المميز، يحترمه أكثر ويقدر مجهوده وينحني له تقديرا. فمنذ انطلاق العمل في فيلمه "عود الورد" حتى بدأت المشاكل، وانهالت عليه المصائب من كل حدب وصوب، بداية بالممثلين ومساعد المخرج، ووصولا إلى المشاركة (بكسر الراء) في كتابة السيناريو وشريكه في الإنتاج، الذين وصلت الأمور معهما إلى المحاكم المغربية والفرنسية، وهو ما دفع اللجنة المنظمة لمهرجان مدينة "مونس" لأفلام الحب إلى سحبه من المسابقة الرسمية في فبراير الماضي.
ولم تنته مشاكل زينون عند هذا الحد بل مر التصوير في ظروف قاهرة، وعانى الرجل الأمرين، مع بائع كاسيط وسيديات حط رحاله بالقرب من مكان التصوير، وطالبه ب500 درهم يوميا كتعويض عن خفض الضجيج والاستغناء عن مكبرات الصوت، وكأنه "لافناك" وليس قرصانا على قارعة الطريق.
وخلافا للكثيرين لم يبك الرجل على أطلال السينمات، أو بصق في البئر الذي نهل منه كما فعل الكثيرون، ولم "ينظم" ندوات صحافية "تنظيما"، أو يستدعي خدمات الكتبة، ونقاد "نص كم"، أو قاد حملات ولقاءات "ممنهجة"، كي ينتحب ويندب الحظ التعيس الذي لم يجعل فيلمه يشارك في هذا المرجان أو ذاك، أو يقصى من مسابقة من المسابقات كما يفعل الأطفال المراوغون.
وزينون ليس الوحيد الذي عانى ويعاني مع مشاكل التصوير، وعقبات إنتاج الأفلام، وغدر الأحباب والخلان والزملاء، فقد أصبح الكثيرون يجعلون من الابتزاز مصدر عيش، ورزقا إضافيا، ولقمة سائغة بعد أن "سمعوا" أن "الحبة دايرة" في السينما، وأن المخرجين "دارو الفلوس والفيلات من الأفلام، وصندوقها الداعم السخي". وللمخرجين في هذا حكايات وروايات، مثل مغامرات المخرج كمال كمال الذي صور فيلما في مدينة الصويرة وكان في مواجهة دائمة مع شمكار ينتظر "التدويرة" ومصروف الجيب يوميا للكف عن الزعيق واقتحام بلاطو التصوير، أو قصة بعض سكان القرى بنواحي مدينة ورزازات الذين يطالبون بنصيبهم في الغنيمة كلما حطت بأرضهم كاميرا أو نصب ديكور.
إن حكاية لحسن زينون ومعاناته من أجل كتابات أنشودته الجميلة "عود الورد"، التي ساهم فيها كل من محمد مفتاح، وسناء العلوي ومحمد عفيفي، وحنان زهدي، وثريا جبران وآخرون، مثال على أن الصعاب والمعاناة لا تمنع الفن الجميل، وأن المخرج الذي بدا واعدا من خلال فيلمه القصير الأول لم يخلف وعده، والكوريغراف الذي تحول فجأة إلى الإخراج، لم يخيب الظن قط، فكانت حركات كاميراه بدقة حركات قدميه، وخفتهما من خفة مشاهده، وكما رقص بروحه فقد أخرج بكل وجدانه.
جمال الخنوسي

ومن "الشات" ما سجن


كذبة بيضاء تحولت إلى ألوان القتامة وأصبح لعب الأطفال لعبا مع الكبار

أتحدى أيا كان من مرتادي الشبكة العنكبوتية الذين ابتلاهم الله بنعمة "الشات" والدردشات الالكترونية أن يزعم أحدهم بالقول إنه لن يكذب قط في إعطاء معلومات خاطئة عنه أو يتقمص شخصية غير شخصيته.
وماذا يكون "الشات" على "الماسنجر" وسبله المتعددة غير نوع من فصام الشخصية وتعددها، وتقمص جميع أشكال الحلم الهارب، حيث يكون الإنسان غير ما هو حقيقة ويهيم في عالم افتراضي لا حدود له، لتحل شخصية الشاب الوسيم ذي الشكل الرياضي والمهنة المحترمة محل، "الشومور" الذي يعمر رأس الدرب بوجهه الشاحب، وأسنانه التي أفقدتها السجائر الرخيصة بريقها، والشعر الأشعت الذي خاصم الحمام. الشات يجعل أيضا الفتاة ذات الشحوم المترهلة و"السيليليت" المتراكم، وحب الشباب المتجمهر على وجهها تعيش ولو للحظات صورة النجمة "التاي مانكان"، والعيون الزرقاء، والخصلات الشقراء، والصدر العامر بالرحمة والحنان.
إن تقمص الشخصيات هي لعبة من لعب الشبكة العنكبونية وجزء لا يتجزأ منها، نتج عنها الكثير من "سوء الفهم"، كان ينتهي في الكثير من الأحيان بصدمة خفيفة أو في أقصى الأحوال ب"رانديفو" فاشل أو لقاء أول يمكن أن يتحول في أقصى الحالات، إلى سب وشتائم و"خراب بيوت". لكن قضية فؤاد مرتضى الذي تقمص شخصية الأمير مولاي رشيد انتهت نهاية مأساوية، وتحولت فجأة من كذبة بيضاء إلى ألوان القتامة والحلكة، وغدا لعب الأطفال لعبا مع الكبار.
لقد حكمت المحكمة بثلاث سنوات في حق الأمير "المزور"، ولم ينفع المتهم طلب العفو أو الاعتذار للأمير مولاي رشيد، لأن المحكمة اعتبرت مرتضى "ارتكب أعمالا دنيئة" ، وطالب الإدعاء بإنزال عقوبة ليكون عبرة للآخرين. كما أكد مرتضى أنه معجب بشخصية الأمير، وأن ما قام به على الموقع الالكتروني الشهير كان مجرد مزحة.
التهمة التي حوكم على إثرها فؤاد مرتضى البالغ من العمر 27 سنة هي انتحال شخصية مولاي رشيد دون موافقته وتزوير معلومات عبر وسائل إلكترونية. وكلفته "المزحة" ثلاث سنوات حبسا، وغرامة 10 آلاف درهم.
إن مرتضى ليس "شخصا عاديا" أو محتالا من محتالي الشبكة العنكبوتية الجدد ولم يثبت قط أنه حصل على شيء مقابل وعد بأي شيء، بل هو مهندس معلوميات، حصل عام 2005 على جائزة مدرسة المحمدية للمهندسين الشهيرة في الرباط، ولا يشكك أحد في ذمته وصدقيته.
إن الرابح الكبير من هذا كله هو "موقع فيس بوك" الذي اكتشف فجأة ب"قوة القانون" شرعية لم يكن يحلم بها بعد أن كان "موقعا تافها" لا يعيره أحد أدنى اهتمام، بل كان مثله مثل باقي مواقع التعارف الأخرى. كما تزامنت هذه القضية مع إعراب العديد من الشركات الكبرى مثل غوغل" و"ميكروسوفت"، عن نيتها شراء الموقع الشهير، وهو ما سيزيد في قيمته المالية، ويمنحه قوة تفاوضية زائدة.
جمال الخنوسي

القاعدة كلفت بليرج ب"عدة مهام"

زعيم الخلية الارهابية اشتغل عميلا للاستخبارات البلجيكية والفرنسية والأمريكية

أكدت مجموعة من وسائل الإعلام البلجيكية خبر اللقاء الذي جمع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وعبد القادر بليرج زعيم الشبكة الإرهابية التي أعلن عن تفكيكها في المغرب. وذكرت جريدة "لوفيف/ليكسبريس" أن اللقاء تم سنة 2001 بأفغانستان في الوقت الذي كان فيه بليرج عميلا للمخابرات البلجيكية وتلقى أوامر مباشرة من الرجل الثاني للتنظيم أيمن الظواهري، وكلفه بعدة مهام.
ومن ناحيتها كتبت صحيفة "دو مورغان" البلجيكية، الناطقة باللغة الهولندية في عدد أمس (الثلاثاء) أن بليرج كان يعمل آنذاك لفائدة أمن الدولة البلجيكية، ولم يكن يحصل على تعويضات حول المعلومات التي يقدمها ولا عن النتائج المباشرة، ولكن كان يحصل مرارا، وبشكل منتظم، على رواتب شبه شهرية .وأشارت الصحيفة الفلامانية إلى أن هذا الأخير يشتبه أيضا في عمله لفائدة مصالح أجنية أخرى، خصوصا المديرية العامة للمخابرات الخارجية الفرنسية ووكالة الاستخبارات الأمريكية "السييا". واعتبرت "دو مورغان" نقلا عن مصدر أمني بلجيكي، أن الأمر يتعلق بأكبر قضية إرهاب تعرفها بلجيكا.
وأفادت كل من صحيفة "لوموند" الفرنسية، بوجود وضعية "حرب خفية" بين أمن الدولة ومصلحة محاربة الإرهاب والشرطة البلجيكية، وذلك بعد أن تم الكشف أخيرا عن أن عبد القادر بليرج كان مخبرا لأمن الدولة بهذا البلد. وأصدرت إحدى النقابات الرئيسية للشرطة بيانا صدر يوم أول أمس (الاثنين) نددت فيه ب"عرض ملفات سرية على الساحة العامة". في حين دعا آخرون إلى "ضبط النفس" والكف عن "حرب" لا تنفع أي طرف.وأبرزت جريدة "لوسوار" البلجيكية أن هذه المصالح تتهم بعضها البعض باستباق الحصول على المعلومات، والمراقبة السيئة للمخبرين، موردة تصريحات مجهولة صادرة عن أمن الدولة والشرطة الفدرالية والتي تؤكد "جو التوتر القائم بين المصلحتين".وحسب الصحيفة، فإن أمن الدولة أشار إلى أنه سبق أن دقق في الملف القانوني لبليرج قبل تجنيده، في حين تؤكد الشرطة الفدرالية أنها تراقب المخبرين أفضل من مصلحة الأمن.وفي سياق هذا الجدل الدائر بين المصلحتين، أشارت الصحيفة إلى تصريحات "البعض الذين لا يترددون في التكهن بتوجيه طلب من أجل استقالة آلان وينانت، المشرف على مصالح الاستخبارات البجيكية، أو ما إذا ما كان الحرس القديم الذي يحيط به هو من يتعين تغييره".وبالرجوع إلى حالة بليرج، أفادت "لوسوار" أن هذا الأخير لم يكن مخبرا لوحده "ولكن أعضاء آخرين من محيطه كانوا كذلك، من بينهم صاحب المنزل الذي يقطن به بإيفرغم".وأضافت الصحيفة أن "مصادر جيدة الاطلاع تشير إلى أن هذا الرجل، بالنظر إلى علاقاته، يبقى محط اهتمامات مصالح استخبارات بلدان أخرى على أعلى المستويات".
وكانت بعثة أمنية بلجيكية مكونة من ستة محققين غادرت أول أمس الاثنين مطار "زافنتيم" ووصلت بعد ظهر اليوم نفسه إلى الدار البيضاء، وذلك في إطار التعاون الأمني الدولي. كما تباحث المحققون البلجيكيون أمس (الثلاثاء) مع نظرائهم المغاربة، في ما يتعلق بملف تفكيك شبكة "بليرج" الإرهابية .كما من المنتظرة أن تنتهي رحلة البعثة البلجيكية عشية اليوم (الأربعاء) أو غدا الخميس في أبعد تقدير.
جمال الخنوسي

مهرجان المسرح الأمازيغي ينفتح على المشاركات الدولية


دخل مهرجان الدار البيضاء الاحترافي للمسرح الأمازيغي هذه السنة إلى المرحلة الدولية بانفتاحه على مشاركات من بلدان أوربية، بعد أن كان مقتصرا على مشاركات فرق مغربية وأخرى عربية.
وتنظم الدورة الثالثة من مهرجان الدار البيضاء الاحترافي للمسرح الأمازيغي، احتفالا بالذكرى الخامسة لميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن، واحتفاء باليوم الوطني للمسرح، من طرف فضاء تافوكت للإبداع بشراكة مع مؤسسة أغلال للإنتاج السمعي البصري، ومؤسسة تمازغا فيزيون في الفترة الممتدة بين 8 و15 ماي المقبل بمدينة الدار البيضاء.
وستشهد الدورة مشاركة دول الجزائر وتونس ومصر والعراق وليبيا وفرنسا والدانمارك علاوة على الفرق المغربية بعروض مسرحية احترافية شرفية خارج المسابقة الرسمية.
هذا و قد تم تمديد أجل تلقى طلبات الفرق إلى غاية 15 مارس الجاري.
ج.خ

05‏/03‏/2008

مغرب السينما: حاليا ومستقبلا



2.5 مليون تذكرة دخول حصيلة مبيعات تذاكر الأفلام المغربية في 2007
بقلم محمد الخيتر
استطاع اللقاء السنوي الذي الذي ينظمه موقع «فنون المغرب» مساء يوم الاثنين 18 فبراير 2008 بمعهد السينما والسمعي البصري بالرباط أن يفجر نقاشا نقديا هاما وهادفا، حول قضايا السينما المغربية الراهنة، سواء تعلق الأمر بحلقة الإنتاج أو حلقة التوزيع أو حلقة الاستغلال، نقاش نوعي الغرض منه المساهمة الفعلية في حركية إيجابية لتطور السينما المغربية.تقدم مدير الموقع عادل السمار، بداية اللقاء، وسط حضور نوعي ومكثف مكون من صحافيين ونقاد وسينمائيين، للحديث بتركيز عن أهمية استنطاق الأرقام المقدمة من (م.س.م) عن شباك مبيعات تذاكر الأفلام المغربية المعتمدة عن سنة 2007 انطلاقا والمتاحة للجميع ابتداء من تاريخ 17 - 02 - 2007 باعتبارها مؤشرات فنية وثقافية واجتماعية.وذكر بأن آخر رقم مرتبط بمبيعات تذاكر الأفلام المغربية كمؤشر عن حركية رواد قاعات السينما بالمغرب برسم 2007 هو حاليا 2.5 مليون تذكرة دخول، نجح الفيلم المغربي معها عامة في انتزاع رقم 340 ألف مشاهد من مجموع أرقام المشاهدة أعلاه، مقابل حوالي 518 ألف تذكرة دخول عن سنة 2006، ووسط عدد قاعات لا يتعدى 103 مقابل 124 قاعة عن سنة 2006 .موازاة مع ذلك، تفضل الناقد والصحفي جمال خنوسي بتقديم قراءة هامة حول «البوكس أوفييس» المغربي لسنة 2007 . وتوقف عند ترتيب الأفلام الثلاث الأولى الرئيسية في شباك تذاكر السينما المغربية، من ذلك الفيلم المحتل للمرتبة الثالثة «ريح البحر» للمخرج عبد الحي العراقي بأقل من مليون درهم (حوالي 44 ألف تذكرة دخول) ، والمرتبة الثانية «نانسي والوحش» للمخرج محمود فريطس بأكثر من 1.6 مليون درهم (حوالي 65 ألف تذكرة دخول)، والمرتبة الأولى «ملائكة الشيطان» للمخرج أحمد بولان بأكثر من 1.8 مليون درهم (حوالي 82 ألف تذكرة دخول). وانتقل جمال الخنوسي للحديث بعدها عن مجموع المراتب الخمسة الأولى في«البوكس أوفييس» المغربي لسنة 2007، حيث أضاف فيلمي «هاري بوتر » و«سبايدر» إلى الأفلام الثلاثة السابقة.وبعد تحليل لهذه الوضعية خلص الباحث إلى أن الفيلم المغربي أصبح يضمن ربحية للمنتج والموزع والمستغل، أمام أفلام أجنبية لها قدرات أكبر على المنافسة ولها إمكانيات مادية وإعلامية قوية.. وأنهى كلمته بالتحذير من خطر القرصنة الحالي و القادم، وكذا بعدد من التوصيات في شأن خطر ضياع قاعات سينمائية مستقبلا.وتناول الكلمة بعد ذلك مسؤول المركز السينمائي المغربي والناقد محمد باكريم، حيث توقف عند مسألة شفافية الأرقام، التي أضحى يتمتع بها الحقل السينمائي المغربي، وكذا معوقات توفير الأرقام للعموم بالمغرب سابقا مقارنة مع تجربة كوريا الرائدة سينمائيا، مؤكدا أن قطاع السينما لم تخترقه بعد التحولات الجارية ببلادنا، وأضاف في إحالة على تكملة للأرقام المعلنة مؤقتا، أن ثلاث أفلام مغربية ظهرت نهاية سنة 2007، وخاصة فيلم «طريق لعيالات»، تلك الأفلام الثلاثة حققت بمفردها حوالي 700 ألف تذكرة دخول، وهي الأرقام التي قدمت دفعة استثنائية لمجهودات دعم تطور السينما المغربية إنتاجيا في السنة الأخيرة. وتطرق الناقد محمد باكريم أيضا لإشكالية تأريخ الفيلم، تطور إنتاج الفيلم القصير، تطور تجربة الفيلم الوثائقي بالمغرب نموذج فيلم «الهيكل» ليوسف فنان، وقدم توضيحات حول قضايا سينمائية راهنة..وبدوره توقف الناقد خالد الخضري عند حصيلة السنة سينمائيا بالمغرب ، وبعد تقديمه لجرد مفصل اعتبر أن ضعف الإنتاج وضعف الجودة أضحى بدوره يؤثر على وفرة النقد السينمائي وقوته وانتشاره. أما المخرج حميد بناني، عضو غرفة الإنتاج، فشدد على خطر انخفاض عدد رواد قاعات السينما بالمغرب وأسبابه، ولماذا لم تقم أجهزة الدولة و المسؤولون بالواجب؟ وضرورة التعامل مع الفن السابع كسيرورة اجتماعية وسياسية، وتطرق المخرج أيضا لقضايا هامة إضافية منها: تكوين الأطر السينمائية، التوجه المحافظ للمجتمع، ضرورة الرهان في السينما المغربية على الكيف بدل الكم. أما الناقد مولاي ادريس الجعايدي فأكد بدوره على ضرورة معالجة الملفات والمعضلات الحقيقية للسينما المغربية، ودعا للتوقف عن خطابات الإيهام، وخطاب العموميات، وإيقاف نزيف الصراعات الذاتية و انعكاساته على القطاع، و ألح على ضرورة تدارك ضعف تدخلات ومجهودات الدولة..وبدوره أشار الناقد عبد السلام بوخزار إلى خطر إيقاف الإحتفال ب «اليوم الوطني للسينما»، وأسباب إغلاق قاعة سينمائية بالمركز السينمائي المغربي، وانتشار الرداءة السينمائية مقابل نسبة جودة محدودة .. ولم يخرج أيضا رئيس مهرجان سينما الهواة بسطات السيد ضمير الياقوتي عن نفس السياق، حيث أشار لجملة معوقات تهم المشهد السينمائي الوطني، وإلى مجهودات بعض الجمعيات والمنظمات غير الحكومية لتقديم صورة مثلى وسينما نوعية، داعيا إلى استراتيجية سينمائية وطنية بديلة.و انتهى النقاش بجملة مداخلات وتوصيات هامة تهم أفق تطور السينما بالمغرب و ضرورة تدخل الدولة لإيقاف نزيف ضياع القاعات السينمائية ببلادنا.
2008/4/3
الإتحاد الإشتراكي 2004- جميع الحقوق محفوظة

04‏/03‏/2008

"فراجة" أخرى على هامش برنامج "حوار"


خلل هاتفي يتحول إلى "معركة" أمام جمهور البرنامج المباشر

شهدت ليلة تصوير البرنامج المباشر "حوار" الذي بثته القناة الأولى يوم الثلاثاء الماضي نشوب خلاف كبير كاد يتحول إلى صراع بالأيدي بين أطرين من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، في حديقة فندق "حسان" بالرباط حيث يتم تصوير البرنامج.
وقال شهود عيان إن "الفراجة" امتدت من برنامج حوار الذي يقدمه الإعلامي مصطفى العلوي، واستضاف فيه كلا من خالد الناصيري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة وبعض الصحافيين، إضافة إلى مجموعة من الضيوف المرموقين مثل ثريا جبران وزيرة الثقافة ونزهة الصقلي وزيرة التنمية والأسرة والتضامن، ومحمد اليازغي وزير بدون حقيبة وغيرهم.
وذكرت مصادرنا إن سبب الخلاف يرجع إلى ما قبل انطلاق البرنامج المباشر، إذ اتصل إدريس دريسي رئيس ديوان الرئيس المدير العام فيصل العرايشي بإدارة الشركة من أجل الاطمئنان على جودة الصوت والصورة، إلا أن جميع اتصالاته الهاتفية باءت بالفشل، ومع اقتراب وقت بداية البرنامج كرر دريسي المحاولات من أجل إنقاذ الموقف لكن دون جدوى، ليتبين أن الأمر يتعلق بعطل في مجموع الهواتف الثابتة للشركة (standard)، فاضطر دريسي إلى اللجوء إلى الهواتف المحمولة حلا نهائيا لإنقاذ الموقف والاطمئنان على جودة البث التي كان يحرص عليها العرايشي بشكل خاص ويتابعها بشكل منتظم.
وقبل بضع دقائق من انطلاق البث اتصل دريسي بالمدير المركزي الإداري والمالي للشركة وطلب منه التكلف بأمر العطل، وإرسال من يصلح العطب الذي يعرقل السير الطبيعي للعمل ويعيق الكثير من العمليات الحيوية بالنسبة إلى الشركة. لكن مع نهاية البرنامج كان جواب محمد حضوري غير "مناسب" ورد على طلب دريسي بشكل وصفه الحاضرون ب"القاسي" و"الخارج عن اللياقة". الأمر الذي دفع دريسي للاعتذار رغم أن الموقف كان مهينا للغاية محاولا لملمة الأمور وتدارك الموقف وإيقاف "عرض" جديد جعل الجمهور الحاضر لمشاهدة برنامج "حوار" يستمتع" بوصلة حوارية أخرى ومن نوع مختلف، ك"بونيس" لحضوره إلى فندق "حسان".
وتقول مصادرنا إن تقارير تم رفعها إلى الرئيس المدير العام من أجل الحسم فيها وإصدار قرارات حاسمة خلال الأيام القليلة المقبلة.
جمال الخنوسي

استضافة "بزيز" في "بلا حدود" يثير جدلا واسعا


جرائد ومجلات تناقش الحلقة التي عرضت على الجزيرة ومواقع إلكترونية تقترحها للتحميل

أثارت الحلقة الأخيرة من برنامج "بلا حدود" الذي بثته قناة الجزيرة القطرية، واستضافت الفنان المغربي الساخر أحمد السنوسي، العديد من ردود الأفعال انعكست بالأساس على صفحات المجلات والجرائد العربية وكذا على الكثير من المواقع والمنتديات الإلكترونية، إذ اعتبرت جريدة "السفير" ذائعة الصيت الحلقة التي استضافت السنوسي "من الحلقات القليلة من "بلا حدود" على "الجزيرة" التي تُفتتح مع المقدم أحمد منصور وهو يحمل بيده مقصاً ضخماً جاهزاً "للجز"، وحبلاً وعدة تعذيب. ومع أن التضارب بين هيأة الزميل ونبرته "السلمية" وعدة "الإجرام" كان باعثا للاستغراب وبالتالي للضحك، لم يكن دخول ضيفه المغربي الفنان الهزلي أحمد السنوسي الشهير بلقب "بزيز" أقل من مسرحي بامتياز على شاشة التلفزة، فهو كان مكبلاً ومغطى العينين مع اثنين من الحراس الذين فكوا قيده بعد أوامر عليا أتت من مقدم البرنامج.هكذا، لم يقلع الحديث في الحلقة من دون أن يسحب المُقدم من السنوسي تعهداً بألا يخلف العهد ويقول ما لا يجوز قوله! هو "تواطؤ" كوميدي أضفى على الحلقة التي تناولت موضوع السخرية السياسية وتعاطي الأنظمة العربية مع وسائل إعلامها شيئاً من «النظرة التطبيقية»، فنقلت الحلقة الكوميديا المسرحية إلى قلب برنامج حواري ذي صبغة جدية. تعاطت الحلقة مع محاور حساسة للغاية بدءاً من وثيقة تنظيم البث الفضائي التي تبناها وزراء "الإعدام العرب".
وأكدت الجريدة أن نجاح الحلقة يرجع بالأساس إلى"التكتيك" المتبع في الحوار، "لأنه سمح بتقديم الكثير من "القفشات" السنوسية".
وتحت عنوان ما يجمع "الشامي بالمغربي" كتبت جريدة "الجريدة" من الكويت، عن ابتكار "الفنان المغربي المبدع أحمد السنوسي" لمصطلحات جديدة مثل "وزراء الإعدام العرب"، و"المانعة العربية"، والجمهوراثية"، و"ثروة حتى النصر"، "وجاءت هذه المصطلحات الساخرة في أثناء تناوله للأوضاع العربية الراهنة، وتعليقا على قرار وزراء الإعلام العرب الأخير بمراقبة البث الفضائي".
وأضافت الجريدة أن "السنوسي الممنوع من مزاولة عمله المسرحي في وطنه المغرب منذ ثمانية عشر عاما، لم يستسلم، بل حمل همه الوطني والعربي، ومارس دوره الرائد وعطاءه الإبداعي خارج حدود وطنه، وغنى للحرية والديموقراطية والمستقبل. وإذا كان الفن الساخر وسيلة من وسائل الإبداع والتعبير، فهو بلا شك سلاح فعال ومؤثر من أسلحة الرفض والمجابهة".
من جهة أخرى، يعرض موقع "يوتيوب" الشهير حلقة برنامج "بلا حدود" بأكملها في الوقت الذي تناقلت العديد من المواقع الأخرى التسجيل الكامل للحلقة، وقدمت المنتديات لمرتاديها ومنخرطيها روابط من أجل التحميل. ولحدود اليوم فإن مشاهدة نسخة واحدة من الفيديو الذي تبلغ مدته حوالي 47 دقيقة بلغ أكثر من 60 ألف مشاهد أو زائر.
وكتب أحد مرتادي الشبكة أن "لا أحد ينكر أن حلقة "بلا حدود" كانت رائعة بكل المقاييس حين لعب أحمد منصور دور الضابط العربي، وأحمد السنوسي دور المعتقل، وكانت زوايا التصوير جيدة إذ تشعر أنك في معتقل حقيقي".
وعلى ما يبدو فإننا لم نفهم الدرس ولم نستوعبه، وسمحنا لـ"الآخرين" بإعطائنا الدروس، وفسحنا لهم المجال للتفرج على عوراتنا دون أن نتحرك لتغيير الأمور. فما حققته قناة "الجزيرة" من خلال استضافة فنان مغربي ممنوع، شاهده الملايين حول العالم، كان من الممكن أن يكون نصرا مغربيا بدل أن يكون نصرا لقناة أكبر من البلد الذي يحتضنها. وبالتالي نضع نقطة نهاية لهذا الاستثناء المغربي المخجل.
جمال الخنوسي
الصورة
الكثيرون تابعوا "بلا حدود" في المقاهي (خاص)

"الحيحة السياسية" تجمع هوباهوبا سبيريت وعبد العزيز الستاتي



"الجرة" و"الكيتار" الكهربائي في أغنية "ثورية" تنتقد "السيستام"

بعد مقدمة حزينة تعزفها "الكامانجة" المميزة لعبد العزيز الستاتي، بنغمتها التي تنزل "الضيم" وتبكي الملايين من المغاربة وتعيد للآلاف من المهاجرين حنين البلاد و"وحشة" الوطن وغبينة القهر والغربة، هي نغمة لا يضاهيه فيها أحد وتشكل بصمة الستاتي الخاصة، يبرز فجأة صوت رضى العلالي مغني فرقة هوبابا سبيريت من أجل تقديم هذا "الغيست ستار" أو "الضيف النجم":
"ليدي أند جانتلمان أسطوانات حيحة ميوزيك ديفيزيون.. تقدم فيارمون (fièrement) هوباهوبا سبيريت .. ويد دا موروكان ليجوند أوف الكامانجة.. دا ماستر .. هادوي شامبين أوف دا وورد .. أوف الجرة ستايل.. ليدي أند جاتلمان..عبد العزيز الستاتي"
هكذا تحتفي فرقة هوبا هوبا سبيريت "العصرية" رائدة موسيقى الروك بالمغرب، بأحد أعلام الأغنية الشعبية في لفتة جميلة تكريما له ولما قدمه، في أغنية هي أجمل ما يميز الألبوم الجديد للفرقة الذي يضم عشر أغنيات.
وبعد مسيرة قاربت عشر سنوات، أصدرت الفرقة أربع ألبومات كان "الكدام" آخرها، بعد ثلاث ألبومات حققت نجاحا كبيرا هي "تراباندو" و"بلاد سكيزو" الذي صدر سنة 2005 بعد ألبوم كان يحمل اسم "هوبا هوبا سبيريت" بمثابة شهادة ميلاد الفرقة.
وليست هذه هي الميزة الوحيدة لألبوم رفاق العلالي الذي افتتح سنة 2008 بألبوم جديد، إذ أن "طفلهم" الأخير "سياسي" زيادة، إذ أن درجة "سخونية الراس" عند الفرقة "الهوباوية" ارتفعت بدرجات. فبعد أن عودوا الجمهور على الاحتجاج "لايت"، والتنديد بمشاكل العصر وهموم الشباب واجتياح الظلامية ونغمة الإرهاب النشاز، فاجؤوا الجميع بألبوم ميزه رفع الإيقاع إلى مستوى آخر، والمرور إلى السرعة النهائية. فلم تكتف "هوبا" بالاشارة إلى مأساة أطفال "أنفكو" الذين قتلهم البرد، أو قناص تاركيست، والحراكة الذين هاجموا سبتة، و"الخوانجية"، بل يغني العلالي محتجا أن "السيستام" "واقيلا بغا يربينا كاملين.. هاهو كعا علينا.. ها هو رضى علينا.. ها هو تلف أوتاه.. هو وهواه"
ويتساءل زعيم "الحيحة الهوباوية" عن الاحترام المطلوب تجاه "السيستام"
واش بلادنا هي دارنا
ولا حنا غير ساكنين في دار الوالدين
والاحترام لي طالبين.. واش يعني نبقاو حانيين العينين.."
وتحمل هذه الأغنية عنوان "واكل شارب ناعس" في إشارة إلى المطالب "الحيوانية" لوطن يلزمه الكثير لتحقيق إنسانيته التي لا تتحدد في ما هو مشترك مع باقي الكائنات الأخرى.
وقد اختارت الفرقة بهذا الألبوم دخول مغامرة من نوع آخر، إذ قدمت لمحبيها فرصة تحميل الألبوم "فابور" (بالمجان) ربما كطريقة للاحتجاج على تفشي القرصنة التي قهرت "صناعة" الموسيقى وقضت على أحلام الكثير من الفنانين وبعثرت أوراقهم. وبالتالي تكون "هوبا هوبا سبيريت" أول فرقة تقدم على هذه الخطوة الجريئة رغم النجاح الكبير الذي حققته وتحققه. ولاقت استحسانا كبيرا من المعجبين الذين تركوا العديد من الخطابات على الموقع الخاص بالفرقة يشكرونهم على الألبوم "البيليكي".
إن الاستماع إلى "هوبا هوبا سبيريت" غاية المتعة، والاحتفال مع عبد العزيز الستاتي قمة "النشاط"، أما الاستمتاع بهما معا فتلك قصة أخرى.
جمال الخنوسي

بنموسى: على المغرب أن يتعلم العيش مع التهديد الإرهابي


وزير الداخلية قال إن اختراق عناصر مخربة للجمعيات والمجتمع المدني والأحزاب السياسية ومؤسسات الدولة يفرض حذرا خاصا
--------------------------------------------------------------------
ترجمة: جمال الخنوسي
عن مجلة جون أفريك بتصرف
-------------------------------------------------------------------
منذ الإعلان عنها من طرف وزير الداخلية نفسه، خلال ندوة صحافية في 20 فبراير الماضي بالرباط، ملأت قضية الشبكة الإسلامية ذات التوجهات الإرهابية صفحات الجرائد.
بطبيعة الحال، وجد بحوزتها ما يحجز عادة عند الشبكات الجهادية السرية من سلاح، وأوراق مزورة، ومهاجرين متطرفين، ولصوص صغار مستقطبين، وما يشكل الجديد أيضا، وجود زعماء سياسيين محترمين (بفتح الراء) ومحترمين (بكسر الراء) للمؤسسات، متورطين سرا في مخطط لزعزعة استقرار المملكة على المدى البعيد. مخطط عرف بدايته في 1990 وهدفه ما زال مجهولا (إنشاء جمهورية إسلامية؟ خلافة؟). على الأقل هذا ما تعلن عنه مصالح الأمن بالمغرب من أجل تفسير وتبرير إلقاء القبض يومي 18 و19 فبراير الماضي على 35 شخصا بين الدار البيضاء والرباط والناظور، حيث تم العثور على كمية كبيرة من السلاح، وحل جمعية وحزب سياسي.
مع شكيب بنموسى وزير الداخلية منذ سنتين المكلف المباشر بهذا الملف، تحاول مجلة "جون أفريك" الذهاب بعيدا في البحث في ملف معقد أدهش المغاربة وكان الإفصاح عنه مثار تعليقات وتشكيك. (هذا الحوار أجري في مقر وزارة الداخلية بالرباط في 25 فبراير الماضي)


جون أفريك: أين يتجلى اختلاف الشبكة الإرهابية الأخيرة التي تم اعتقالها بالمغرب وأسفرت عن اعتقال 35 شخصا، واكتشاف العديد من مخابئ السلاح ومنع حزب سياسي إسلاموي، عن باقي الشبكات الأخرى التي تم تفكيكها في وقت سابق؟
شكيب بنموسى: التقاطع بين شبكة إرهابية وحزب سياسي قانوني أمر جديد. إضافة إلى طبيعة مخططها الهدام. فنحن هنا أمام مخطط على المدى البعيد مرفق بقاعدة أيديولوجية محددة. أمر آخر مختلف، مرتبط بكون الأشخاص المتورطين ليسوا مهمشين، ولكنهم ينتمون إلى الطبقة المتوسطة. وأخيرا قيمة الأموال المبيضة التي تم التصرف فيها داخل الشبكة تبقى بلا مثيل، إذ بلغت 30 مليون درهم تقريبا. كل هذه أمور غير مسبوقة.

جون أفريك: حزب البديل الحضاري الذي تم منعه وسجن كاتبه العام المصطفى المعتصم قلتم إنه الواجهة القانونية للشبكة الإرهابية لعبد القادر بلعيرج منذ أكثر من عشر سنوات. لكن هذا الحزب لم يعترف به رسميا إلا سنة 2005. لماذا لم تفطن مصالحكم إلى ذلك؟
شكيب بنموسى: لقد سعى البديل الحضاري إلى الاعتراف الرسمي على مدى سنوات، وكانت مصالح الأمن تعتبرها جمعية مشبوهة لكن دون الحصول على أدلة معقولة للاعتراض. في الحقيقة إن البديل الحضاري كان يلعب على نقطتين من أجل انتزاع الاعتراف: أولا النقاش الدائر حول مشروع قانون متحرر حول الأحزاب، ومساندة جزء كبير من الطبقة السياسية المغربية آنذاك، التي كانت ترى في المعتصم ممثلا للإسلام اليساري غير العنيف، والبرنامج المعتمد من طرف البديل الحضاري كان يراعي جيدا البقاء داخل الإطار القانوني.

جون أفريك: تتجلى الجدة (بكسر الجيم) أيضا في تواصل أعضاء الشبكة مع حزب الله اللبناني وربما إيران.
شكيب بنموسى: يجب أن نكون حذرين في هذه النقطة. الإستراتيجية طويلة الأمد المتبعة من طرف البديل تدعو إلى التفكير في "التقية"، أي الكتمان والتستر المتبع من طرف الشيعة، وهي خطوة تبناها البديل بشكل ضمني منذ 1992 بواسطة زعماء ومؤسسي الحزب مستقبلا، وأختها جمعية "الحركة من أجل الأمة" التي لم يعترف بها قط كحزب. أما الحديث عن تورط جهات من الخارج فلحدود الآن ليس هناك في ملفات القضية ما يدعم هذه الفرضية. والأمر نفسه يقال عن حزب الله، وكون أعضاء من الشبكة كانت لهم النية في إجراء تدريبات بمعسكرات الجناح العسكري للحزب في لبنان حيث كانت لهم علاقات واتصالات، فهذا لا يعني أن الحزب كان متورطا.

جون أفريك: رغم ذلك يوجد بين المعتقلين مراسل قناة المنار التابعة لحزب الله..
شكيب بنموسى: لم يعتقل بصفته صحافيا ولا علاقة للقناة التي يشتغل معها بذلك، لكن الأمر يتعلق بتورطه في مجموعة من المخططات الإجرامية.

جون أفريك: كان اعتقال البلجيكي المغربي عبد القادر بلعيرج قبل أسابيع سببا في سقوط الشبكة. لماذا ألقي القبض عليه في هذا الوقت بالضبط، مع أنكم راقبتموه على مدى شهور؟
شكيب بنموسى: لنكن واضحين، التوقيت في الإفصاح عن هذا الملف لا علاقة له بالسياسة. كنا ننتظر تجميع المعطيات، واكتمال الصورة لنمر إلى مرحلة الفعل، كما أن الشبكة لم يكن لها تاريخ محدد قريب للقيام بأعمال.

جون أفريك: من هي الشخصيات المستهدفة من الشبكة؟
شكيب بنموسى: يتعلق الأمر بشخصيات سياسية، ويهود مغاربة، ومسؤولين كبار في الأمن، وكلهم كانوا هدفا لمراقبة ومتابعة دقيقتين.

جون أفريك: هل سبق للشبكة أن قامت بأعمال في المغرب؟
شكيب بنموسى: نعرف اليوم أن أحد أعضائها كان مسؤولا عن إطلاق النار على مغربي يهودي بالدار البيضاء في يونيو 1996 يدعى "بابي أزينكو" الذي أصيب إصابة خطيرة. وتم العثور على سلاح الجريمة خلال حملة التفتيش التي قام بها رجال الأمن. كما قامت الشبكة بالعديد من أعمال السطو على الوكالات البنكية ومهاجمة سيارات نقل الأموال.

جون أفريك: ما هي العلاقات الدقيقة التي كانت تجمع بين زعيم الشبكة بلعيرج والسياسي المصطفى المعتصم؟
شكيب بنموسى: تعارفا منذ سنة 1992 عندما تأسست الشبكة وحددت قواعدها وإستراتيجيتها، وبعد ذلك بقي الاتصال بشكل دوري لكن متواصل.

جون أفريك: إضافة إلى المعتصم كان هناك محمد الأمين الركالة الناطق باسم البديل ومحمد مرواني رئيس "الأمة" أعتقلوا جميعا. هل كان لهم علم بمخططات الشبكة وأهدافها؟
شكيب بنموسى: دون أن يكونوا فاعلين مباشرين أو آمرين، فقد كانوا على علم بكل شيء. كما كانوا على علم بالأسلحة التي هربت إلى المغرب والهدف منها. الكمية هي الأهم التي حجزنا منذ 15 سنة أدخلت على ثلاث مراحل: سنة 1993 و1994 و2000. مصدرها بلجيكا، واستقدمت بواسطة مغاربيين مقيمين هناك. ودخلت عبر سبتة ومليلية مخبأة في سيارات، ووزعت بعد ذلك على مخابئ في الناظور والدار البيضاء، وكلها معلومات كانت مشتركة بين الأعضاء المنفذين للعمليات والسياسيين داخل الشبكة.

جون أفريك: مع ذلك تبقى السرعة التي حل بها البديل مفاجئة. إنها أول مرة في المغرب منذ 30 سنة !
شكيب بنموسى: كان لابد من إعطاء إشارة واضحة إلى الأحزاب السياسية، تتجلى في عدم الانخراط في لعبة مزدوجة أو صيرورة مفسدة. فالديمقراطية تستدعي الشفافية، وقواعد لعبة مفروض احترامها من طرف الجميع.

جون أفريك: هل هذا خطاب موجه إلى حزب العدالة والتنمية الذي اعتقل أحد أعضائه الذي يعمل صيدلانيا بالرباط في إطار التحقيقات؟
شكيب بنموسى: إنه عضو سابق في "الأمة"، وهو معطى حرص حزب العدالة والتنمية على توضيحه. وتبعا لذلك فإن هذا الحزب غير مستهدف. أما بخصوص "البديل" فإن أعضاءه غير المعنيين بالقضية من حقهم اللجوء إلى العدالة لإسقاط قرار الحكومة.

جون أفريك: هل خططت الشبكة لعمليات انتحارية؟
شكيب بنموسى: لا حسب علمي، رغم الاتصالات التي كانت مع زعماء السلفية الجهادية وسفر بلعيرج إلى أفغانستان في 2001 وزيارته لمعسكرات الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال في الجزائر سنة 2005، فإن العمليات اقتصرت على التخطيط لقتل شخصيات محددة، على الأقل في مرحلة أولى.

جون أفريك: حسب تصريحاتكم فإن بلعيرج متورط في ست جرائم قتل في بلجيكا ولكسمبورغ بين 1989 و2000. لماذا يبدو أن الشرطة البلجيكية لم تكتشف هذه الجرائم إلا بعد إعلانكم عنها؟
شكيب بنموسى: لقد بعثنا معلومات إلى الشرطة البلجيكية التي أكدت لنا جرائم القتل التي لم يقبض على منفذيها. وتعاوننا مع بروكسيل يسير بشكل طبيعي في الحقل القضائي. من المؤكد أن مصالح الأمن البلجيكية تعرف بلعيرج، لكن على ما يبدو فإنه كان محترفا في التخفي.

جون أفريك: كلما اكتشفت شبكة إرهابية تنظمون ندوة صحافية . هل تبحثون على وقع الإعلان؟
شكيب بنموسى: نبحث عن التواصل مع الرأي العام من أجل نسج علاقة ثقة، جديرة بالتصديق وقائمة على الوقائع. لسنا سذجا، فكل إعلان عن تفكيك شبكة إرهابية يحاط بهالة من التشكيك. وكل مرة يتحدث المعلقون عن فبركة والتلاعب السياسي من طرف الدولة والتمويه، لست أدري. ليس هناك رد أحسن على هذا التشكيك، عن حسن أو سوء نية، سوى التواصل. صحيح أن الأمر حساس ما دام التحقيق مستمرا لكنه أمر ضروري إذا أردنا تجنيب المغاربة الوقوع في الأوهام الخادعة. إن التهديد الإرهابي ظاهرة طويلة الأمد يجب تعلم التعايش معها ومحاربتها.

جون أفريك: أظن أن هناك قضايا من هذا النوع لا تتواصلون حولها..
شكيب بنموسى: كل شيء لا بد أن يسقط في يوم أو آخر في المجال العام لسبب بسيط، هو أن كل الملفات تأخذ طريقها نحو القضاء. صحيح أننا لا ننظم ندوة صحافية كلما فككنا شبكة لمجاهدين افتراضيين موجهين إلى العراق أو بلدان الساحل مثلا، لأن الرهان ليس نفسه عندما نفكك شبكة كانت تنوي القيام بعمليات إرهابية في المغرب.

جون أفريك: هل هناك تزايد في الخطر الإرهابي في المغرب؟
شكيب بنموسى: القضية الأخيرة تدعونا إلى أن نكون منتبهين أكثر وحذرين أكثر. واختراق عناصر مخربة وهدامة للجمعيات والمجتمع المدني والأحزاب السياسية ومؤسسات الدولة يفرض حذرا خاصا.

جون أفريك: كيف التوفيق بين هذه الإجراءات وحماية الحريات؟
شكيب بنموسى: الخيار الديمقراطي للمغرب لا رجعة فيه. مع أنه من الضروري ملاءمة آلياتنا ونماذجنا وشبكات تقييمنا للتهديدات الجديدة مع الحفاظ على البقاء في النطاق الصالح. إن المغرب بلد منفتح عرف كيف يتلاءم مع الحداثة، ولا يمكن أن تفكر مصالحه الأمنية بواسطة عقليات تنتمي إلى 1970 و 1980. يجب أن تتطور، ومن هنا ينبع المخطط الخماسي لتأهيل المصالح الأمنية، وأيضا تقوية شبكة المراقبة عبر الكاميرات في المدن الكبرى.

جون أفريك: كيف يعامل المعتقلون الإسلاميون؟ العديد من المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان ترى أن حقوقها غير محترمة ويساء معاملتهم خلال الاستنطاق.
شكيب بنموسى: كل القوانين المعمول بها محترمة، وكل الفاعلين يمكنهم مطالبة العدالة التأكد مما ينسب إليهم. في ما يتعلق بهذه النقطة يتم التركيز أساسا على المقاربة والمسطرة على حساب عمق القضية المهم جدا. صحيح يجب أن ننتبه إلى إلى الشكل والضمانات التي من حق كل مواطن. لكن عندما يكون استقرار البلاد هو المستهدف فإن ترتيب الأوليات يبدو لي واضحا.

جون أفريك: هل أنتم وزير داخلية قلق؟
شكيب بنموسى: أنا وزير داخلية هادئ وحذر

جون أفريك: ماذا يدفع عاطل من سيدي مومن، وأستاذ، وزوجة ربان بالخطوط الملكية المغربية، وزعيم حزب سياسي، وصيدلاني، إلى تبني إسلام راديكالي؟
شكيب بنموسى: ماذا يمثل هؤلاء الذين ذكرتهم والذين اختاروا التطرف؟ صراحة نحن أمام الهامش. صحيح أنه هامش واضح لأننا اخترنا الشفافية مع المغاربة عوض التكتم على المعطيات.

جون أفريك: ما هي انعكاسات هذه القضايا على الرواج السياحي بالمغرب؟
شكيب بنموسى: لا شيء، إذا أخذنا الأرقام المتوفرة: ارتفاع بنسبة 13 في المائة في عدد السياح سنة 2007 مقارنة مع 2006. مع أن سنة 2007 عرفت قضية مقهى الانترنيت بالدار البيضاء، والمحاولة الانتحارية في مكناس، ورفع درجة التأهب. هنا أيضا تلعب الشفافية دورا إيجابيا، فوكالات الأسفار تفضل أن تعرف ما يواجهها معرفة دقيقة، على الخطابات المطمئنة وغير المستندة على وقائع حقيقية.

جون أفريك: بعد حل حزب البديل هنا هناك أحزاب إسلامية أخرى مهددة؟
شكيب بنموسى: سيكون إفسادا للمجهود الرائع الذي تقوم به مصالح الأمن، لو وجهت بشكل مقصود إلى حزب العدالة والتنمية أو أي فريق إسلامي معترف به. وهو ما لا يمنع مصالحنا كي تكون حذرة ومتيقظة لميكانيزمات الاختراق. إذا ما تمكنت شبكات إرهابية من اختراق أجهزة الدولة كما شهدنا ذلك سنة 2006 مع خلية أنصار المهدي التي جندت بعض العسكر، فالأحزاب التي لا تتوفر على الدفاع الذاتي نفسه الذي تمتلكه الدولة هي أكثر عرضة. بعض وسائل الإعلام أرادت أن تخلط الأوراق، وأعطت لخطوتنا معنى يقود إلى منع كل الأحزاب ذات المرجعية الدينية، إنهم مخطؤون لأننا لم نصل إلى هذا الحد.

02‏/03‏/2008

السينما الوطنية تناقش حصيلة سنتها الماضية

الاحد 24 فبراير 2008
ما حصيلة سنة 2007 السينمائية؟ كيف نقرأ إحصاءات وأرقام مداخيل الشبابيك خلال هذا العام؟ وكيف نحلل إحصائيات الإنتاج؟ بل لماذا نكتفي بإحصائيات سنوية في الوقت الذي تعتمد فيه سينما بعض الدول إحصائيات أسبوعية وتقدم فيه أخرى إحصاءات يومية؟ هل شفافيتنا السينمائية ناقصة؟ ومن المسؤول عن هذا النقصان؟ لماذا استمر سينمائيو المغرب في الجهر بالشكوى وماذا قدم القيمون على القطاع خلال هذه السنة؟ هل استطاعوا بلورة شيئ اسمه سياسة سينمائية أم أن «دار لقمان» بقيت على حالها؟ هل القرصنة وحدها المسؤولة عن انخفاظ الإقبال الجماهيري على القاعات السينمائية؟ وهل يكفي تجميل وتجديد وتجهيز القاعات السينمائية ليحج إليها الجمهور، أم أن هذا التجهيز وذاك التجديد يبقيان عاجزين عن إرجاع الجمهور إلى القاعات، ما لم يتحقق شرط الجودة في الأفلام المغربية؟ ما معنى الجودة وما سبل بلورتها في السينما المغربية ؟ ألا يمكن لهذه السينما أن تخرج من دائرة المحلية والانخراط في العالمية؟ ألا يمكن للفيلم المغربي أن ـ يحقق بعضا مما حققه الفيلم الإيراني ـ كأن يحصل على جائزة في مهرجان «كان» مثلا؟ وهل الجوائز التي حصلت عليها بعض الأفلام الصادرة ضمن مشروع الثلاثين فيلما لنبيل عيوش مشروعة، بالنظر لطبيعة هذه الأفلام وخصوصيتها التلفزيونية؟ هل يمكن تقديم فيلم صور بشروط التلفزيون على أنه فيلم سينمائي؟ من يسير قطاع السينما بالمغرب؟ وماتأثير التيارات المحافظة على حركية العمل السينمائي بالمغرب؟ هذه الأسئلة تلخص أهم المحاورالتي تداولها النقاش السينمائي خلال ندوة حصيلة سنة 2007 التي نظمها موقع فنون المغرب بشراكة مع المعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري مساءالاثنين الماضي بالرباط. الندوة تقليد سنوي جميل دأب الموقع الذي يديره عادل السمار على تنظيمه خلال كل عام، للنظر في الحصيلة السينمائية والسعي إلى "تعميق النقاش الجاد" حول قضايا العام السينمائي بكل ما فيه من إحباطات وإنجازات. في الندوة تحدث عدد من الزملاء الصحافيين والنقاد والسينمائيين والمهتمين، محاولين إعمال آلية السؤال أكثر من تقديم الجواب، وهذا الشئ الذي جعل نقاش الحصيلة يتسم بنوع من الجدة والتميز، فالأسئلة همت الأرقام المنخفظة لارتياد القاعات السينمائية، حيث لم يتجاوز الرقم خلال هذا العام مليونين ونصف مليون متفرج، منهم حوالي أربعة وثلاثين ألفا شاهدوا أفلاما مغربية، وهو رقم واصل انحداره المستمر حيث في العام الماضي (2006) وصل ارتياد القاعات إلى حوالي ثلاثة ملايين ونصف منهم واحد وخمسون ألفا شاهدوا أفلاما مغربية. المشاركون في الندوة فككوا خلفيات هذه الأرقام التي تعتبر نسبية بالنظر إلى التصريح الجزئي لأرباب القاعات السينمائية، فعدد من القاعات تُسيرها أسر معينة وتتعامل مع لغة الأرقام بنوع من التحفظ، وفيما يلي أهم ما جاء في الندوة: جمال الخنوسي (صحافي) : «لولا القرصنة لكانت الحصيلة أحسن»
حاول جمال الخنوسي تقديم قراءة في لائحة الأفلام المغربية التي حققت الإقبال الجماهيري الأكبر، حيث اعتبر أن هذه اللائحة بما تحتوي عليه من أفلام تؤشر على نوع من الغنى الفني ، حيث قال أن «الفيلم المغربي بات يحقق مداخيل وأمسى يعرف إقبالا جماهيريا، فلائحة الأفلام المغربية تضم أكثر من ثلاثين فيلما مما يدل على الغنى والتنوع الفنيين» وأضاف أن « التنوع في لائحة الأفلام المغربية المقدمة خلال سنة 2007 يتجلى من خلال عدة مستويات نذكر منها: وجود أفلام تجارية مثل فيلم نانسي والوحش لمحمود فريطس وعبدو عند الموحدين لسعيد الناصري، وأخرى تستلهم قضايا الهجرة...». جمال الخنوسي أكد كذلك أن احتلال فيلم « ملائكة الشيطان» لأحمد بولان للمرتبة الأولى و«نانسي والوحش »لمحمود فريطس للمرتبة الثانية و«ريح البحر» لعبد الحي العراقي المرتبة الثالثة في لائحة المداخيل يدل على بحث الجمهور على الترفيه، كما أشار إلى أن طبيعة المواضيع التي عالجها كل من فيلمي «ياسمين والرجال» لعبد القادر لقطع و«ريح البحر» لعبد الحي العراقي تؤشر على نوع من البحث عن صورة الذات في الصورة السينمائية. جمال الخنوسي ختم مداخلته بالتأكيد على أن العدو الأساسي للسينما المغربية في 2007 هو القرصنة، وقال بأن شكل هذه السينما والإقبال الجماهيري عليها كانا سيكونان مختلفين لو اختفت ظاهرة القرصنة، التي يمكن اعتبارها العدو المباشر للسينما بالمغرب. محمد باكريم (ناقد ومسؤول بالمركز السينمائي): استغلال القاعات قطاع تاريخي
دافع محمد باكريم عن استراتيجية التواصل التي يعتمدها المركز السينمائي المغربي، وقال بأنه «صار بالإمكان اعتماد الإحصاءات لتدقيق حصيلة سنة2007 السينمائية» مع تأكيده على أن الأساس في منهج المركز السينمائي المغربي هو الوصول بالشفافية إلى أقصى حد ممكن، مع اعترافه بأن هذه الأرقام تبقي نسبية بسبب التصريح الجزئي لبعض أرباب القاعات السينمائية وقال إن « قطاع استغلال القاعات السينمائية بالمغرب يعد قطاعا تاريخيا تسيره بعض الأسرالتي يجد بعضها صعوبة في التعامل بلغة الإحصاءات والأرقام...». محمد باكريم أكد أن العودة المكثفة للجمهور إلى القاعات السينمائية رهينة بشيئين هما تجهيز القاعات السينمائية وتقديم أفلام مغربية جيدة، واعتبر أن بروز بعض التيارات المجتمعية المحافظة له تأثير على السينما والإقبال الجماهيري عليها... خالد الخضري (ناقد) : وفرة إنتاجية وتنوع موضوعاتي أكد خالد الخضري أن حصيلة 2007 السينمائية تنشطر إلى ثلاث مستويات، مستوى بشري وآخر إنتاجي وثالث سياسي، حيث اعتبر في الطبيعة البشرية لهذه الحصيلة أن «2007 تميزت بتنامي عدد المخرجين المغاربة خصوصا الشباب، ففي المغرب صار لدينا حوالي مائة وخمسين مخرجا شابا بفعل قانون بطاقة المخرج الذي أقره المركز السينمائي، كما تميزت هذه السنة بعودة عدد من المخرجين الشيوخ إلى العمل السينمائي وهنا نذكر لطيف لحلو المزداد سنة 1944 الذي عاد بعد انقطاع دام عشرين سنة وأحمد المعنوني المزداد سنة1944 والعائد بـ «قلوب محترقة» بعد «الحال» وفريدة بورقية المزدادة سنة 1948 والعائدة بـ «طريق العيالات» بعد «جمرة». بشريا كذلك في هذا العام فقدنا مملثين ومخرجين وكتاب سيناريو فارقوا الحياة...»، وفي الشق الإداري أكد خالد الخضري أن «اتخاد قرار انعقاد المهرجان الوطني للسينما مرة كل سنة عوض مرة كل سنتين التي كان معمولا بها في السابق وتحديد مقر قار له بمدينة طنجة، يعتبران أهم ما ميز السنة، مع النقاشات التي خلقها احتكار مدينة طنجة دون باقي المدن المغربية للمهرجان الوطني للفيلم»، كما اعتبر الخضري أن تحويل سينما الريف بطنجة إلى خزانة سينمائية ـ بمبادرة خاصة ـ يعد إنجازاغير هين. وفي شق الإنتاج اعتبر الخضري أن إنتاج الأفلام خلال هذه السنة بلغ رقما قياسيا وأن لائحة الأفلام المنتجة تؤشر على الوفرة والتنوع، وقال «في هذه الأفلام تنوع، حيث نجد التي عالجت موضوع المرأة مثل «طريق العيالات»، «ياسمين والرجال»، «أركانة» وغيرها، كما نجد أفلاما كوميدية، وأخرى تتميز بالحركة مثل «نانسي والوحش» و«ريح البحر»، وأفلاما أخرى عالجت موضوع الإرهاب مثل «الإسلام ياسلام» لسعد الشرايبي، وأخرى عالجت موضوع هجرة اليهود...». ادريس الجعايدي (ناقد): «الصراعات الشخصية أثرت على الحصيلة» اعتبر ادريس الجعايدي أن مشاكل السينما المغربية مشاكل مركبة يتداخل بعضها في بعض، فهناك قضايا الإنتاج وكيفية التصوير والتسويق وغيرها، وأ كد أنه خلال عام 2007 برز نوع من الصراع الشخصي بين وزير الاتصال السابق نبيل بنعبد الله ومدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل وفيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، وهو ما أثر على عدة أوراش، وأضاف مولاي ادريس الجعايدي أن هذه الصراعات الشخصية بين الصايل وبنعبد الله والمهنيين كانت لها تداعيات على المشهد السينمائي المغربي وعلى الحصيلة السينمائية. محمد الخيتر (صحافي): «لابد من اعتماد لغة الحقيقة» اعتبر محمد الخيتر أن الحلقة الأضعف في المشهد السينمائي المغربي هي استغلال القاعات، وطالب مسؤولي القطاع السينمائي بالمغرب بتقديم حصيلة عملهم في مجال استغلال القاعات، وطالب باعتماد لغة الحقيقة وليس لغة الخشب في تقديم المسؤول الأول أو الثاني عن القطاع السينمائي لحصيلة العمل الذي قاموا به في تدعيم القطاع ومحاربة آفة القرصنة والبحث عن أسباب تجعل الفيلم المغربي يحقق أرقاما قياسية، لتختفي صورة المهزلة التي جسدتها حصيلة عام 2007. عبد السلام بوخزار (صحافي وناقد): «لاتوجد سياسة سينمائية» دافع عبد السلام بوخزار عن اليوم الوطني للسينما الذي أُقبر واعتبر أنه «لا توجد سياسة سينمائية بالمغرب، وأنه بغياب هذه السياسة سنبقى ندور في متاهات الأزمة، فالمشاكل كثيرة و ليس أقلها إغلاق الخزانة السينمائية لأبوابها مع أنها مدرسة أساسية للفعل السينمائي»، عبد السلام بوخزار اعتبر كذلك أن الرداءة السينمائية هي المسيطرة وأنها هي المسؤولة عن نفور الجمهور من القاعات السينمائية، حيث أكد أن نسبة قليلة جدا من الأفلام المغربية هي التي تستحق المشاهدة أما الأكثرية فرديئة جدا. إعداد: جلال عدناني
الاحداث المغربية