05‏/03‏/2008

مغرب السينما: حاليا ومستقبلا



2.5 مليون تذكرة دخول حصيلة مبيعات تذاكر الأفلام المغربية في 2007
بقلم محمد الخيتر
استطاع اللقاء السنوي الذي الذي ينظمه موقع «فنون المغرب» مساء يوم الاثنين 18 فبراير 2008 بمعهد السينما والسمعي البصري بالرباط أن يفجر نقاشا نقديا هاما وهادفا، حول قضايا السينما المغربية الراهنة، سواء تعلق الأمر بحلقة الإنتاج أو حلقة التوزيع أو حلقة الاستغلال، نقاش نوعي الغرض منه المساهمة الفعلية في حركية إيجابية لتطور السينما المغربية.تقدم مدير الموقع عادل السمار، بداية اللقاء، وسط حضور نوعي ومكثف مكون من صحافيين ونقاد وسينمائيين، للحديث بتركيز عن أهمية استنطاق الأرقام المقدمة من (م.س.م) عن شباك مبيعات تذاكر الأفلام المغربية المعتمدة عن سنة 2007 انطلاقا والمتاحة للجميع ابتداء من تاريخ 17 - 02 - 2007 باعتبارها مؤشرات فنية وثقافية واجتماعية.وذكر بأن آخر رقم مرتبط بمبيعات تذاكر الأفلام المغربية كمؤشر عن حركية رواد قاعات السينما بالمغرب برسم 2007 هو حاليا 2.5 مليون تذكرة دخول، نجح الفيلم المغربي معها عامة في انتزاع رقم 340 ألف مشاهد من مجموع أرقام المشاهدة أعلاه، مقابل حوالي 518 ألف تذكرة دخول عن سنة 2006، ووسط عدد قاعات لا يتعدى 103 مقابل 124 قاعة عن سنة 2006 .موازاة مع ذلك، تفضل الناقد والصحفي جمال خنوسي بتقديم قراءة هامة حول «البوكس أوفييس» المغربي لسنة 2007 . وتوقف عند ترتيب الأفلام الثلاث الأولى الرئيسية في شباك تذاكر السينما المغربية، من ذلك الفيلم المحتل للمرتبة الثالثة «ريح البحر» للمخرج عبد الحي العراقي بأقل من مليون درهم (حوالي 44 ألف تذكرة دخول) ، والمرتبة الثانية «نانسي والوحش» للمخرج محمود فريطس بأكثر من 1.6 مليون درهم (حوالي 65 ألف تذكرة دخول)، والمرتبة الأولى «ملائكة الشيطان» للمخرج أحمد بولان بأكثر من 1.8 مليون درهم (حوالي 82 ألف تذكرة دخول). وانتقل جمال الخنوسي للحديث بعدها عن مجموع المراتب الخمسة الأولى في«البوكس أوفييس» المغربي لسنة 2007، حيث أضاف فيلمي «هاري بوتر » و«سبايدر» إلى الأفلام الثلاثة السابقة.وبعد تحليل لهذه الوضعية خلص الباحث إلى أن الفيلم المغربي أصبح يضمن ربحية للمنتج والموزع والمستغل، أمام أفلام أجنبية لها قدرات أكبر على المنافسة ولها إمكانيات مادية وإعلامية قوية.. وأنهى كلمته بالتحذير من خطر القرصنة الحالي و القادم، وكذا بعدد من التوصيات في شأن خطر ضياع قاعات سينمائية مستقبلا.وتناول الكلمة بعد ذلك مسؤول المركز السينمائي المغربي والناقد محمد باكريم، حيث توقف عند مسألة شفافية الأرقام، التي أضحى يتمتع بها الحقل السينمائي المغربي، وكذا معوقات توفير الأرقام للعموم بالمغرب سابقا مقارنة مع تجربة كوريا الرائدة سينمائيا، مؤكدا أن قطاع السينما لم تخترقه بعد التحولات الجارية ببلادنا، وأضاف في إحالة على تكملة للأرقام المعلنة مؤقتا، أن ثلاث أفلام مغربية ظهرت نهاية سنة 2007، وخاصة فيلم «طريق لعيالات»، تلك الأفلام الثلاثة حققت بمفردها حوالي 700 ألف تذكرة دخول، وهي الأرقام التي قدمت دفعة استثنائية لمجهودات دعم تطور السينما المغربية إنتاجيا في السنة الأخيرة. وتطرق الناقد محمد باكريم أيضا لإشكالية تأريخ الفيلم، تطور إنتاج الفيلم القصير، تطور تجربة الفيلم الوثائقي بالمغرب نموذج فيلم «الهيكل» ليوسف فنان، وقدم توضيحات حول قضايا سينمائية راهنة..وبدوره توقف الناقد خالد الخضري عند حصيلة السنة سينمائيا بالمغرب ، وبعد تقديمه لجرد مفصل اعتبر أن ضعف الإنتاج وضعف الجودة أضحى بدوره يؤثر على وفرة النقد السينمائي وقوته وانتشاره. أما المخرج حميد بناني، عضو غرفة الإنتاج، فشدد على خطر انخفاض عدد رواد قاعات السينما بالمغرب وأسبابه، ولماذا لم تقم أجهزة الدولة و المسؤولون بالواجب؟ وضرورة التعامل مع الفن السابع كسيرورة اجتماعية وسياسية، وتطرق المخرج أيضا لقضايا هامة إضافية منها: تكوين الأطر السينمائية، التوجه المحافظ للمجتمع، ضرورة الرهان في السينما المغربية على الكيف بدل الكم. أما الناقد مولاي ادريس الجعايدي فأكد بدوره على ضرورة معالجة الملفات والمعضلات الحقيقية للسينما المغربية، ودعا للتوقف عن خطابات الإيهام، وخطاب العموميات، وإيقاف نزيف الصراعات الذاتية و انعكاساته على القطاع، و ألح على ضرورة تدارك ضعف تدخلات ومجهودات الدولة..وبدوره أشار الناقد عبد السلام بوخزار إلى خطر إيقاف الإحتفال ب «اليوم الوطني للسينما»، وأسباب إغلاق قاعة سينمائية بالمركز السينمائي المغربي، وانتشار الرداءة السينمائية مقابل نسبة جودة محدودة .. ولم يخرج أيضا رئيس مهرجان سينما الهواة بسطات السيد ضمير الياقوتي عن نفس السياق، حيث أشار لجملة معوقات تهم المشهد السينمائي الوطني، وإلى مجهودات بعض الجمعيات والمنظمات غير الحكومية لتقديم صورة مثلى وسينما نوعية، داعيا إلى استراتيجية سينمائية وطنية بديلة.و انتهى النقاش بجملة مداخلات وتوصيات هامة تهم أفق تطور السينما بالمغرب و ضرورة تدخل الدولة لإيقاف نزيف ضياع القاعات السينمائية ببلادنا.
2008/4/3
الإتحاد الإشتراكي 2004- جميع الحقوق محفوظة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق