09‏/03‏/2008

القاعدة كلفت بليرج ب"عدة مهام"

زعيم الخلية الارهابية اشتغل عميلا للاستخبارات البلجيكية والفرنسية والأمريكية

أكدت مجموعة من وسائل الإعلام البلجيكية خبر اللقاء الذي جمع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وعبد القادر بليرج زعيم الشبكة الإرهابية التي أعلن عن تفكيكها في المغرب. وذكرت جريدة "لوفيف/ليكسبريس" أن اللقاء تم سنة 2001 بأفغانستان في الوقت الذي كان فيه بليرج عميلا للمخابرات البلجيكية وتلقى أوامر مباشرة من الرجل الثاني للتنظيم أيمن الظواهري، وكلفه بعدة مهام.
ومن ناحيتها كتبت صحيفة "دو مورغان" البلجيكية، الناطقة باللغة الهولندية في عدد أمس (الثلاثاء) أن بليرج كان يعمل آنذاك لفائدة أمن الدولة البلجيكية، ولم يكن يحصل على تعويضات حول المعلومات التي يقدمها ولا عن النتائج المباشرة، ولكن كان يحصل مرارا، وبشكل منتظم، على رواتب شبه شهرية .وأشارت الصحيفة الفلامانية إلى أن هذا الأخير يشتبه أيضا في عمله لفائدة مصالح أجنية أخرى، خصوصا المديرية العامة للمخابرات الخارجية الفرنسية ووكالة الاستخبارات الأمريكية "السييا". واعتبرت "دو مورغان" نقلا عن مصدر أمني بلجيكي، أن الأمر يتعلق بأكبر قضية إرهاب تعرفها بلجيكا.
وأفادت كل من صحيفة "لوموند" الفرنسية، بوجود وضعية "حرب خفية" بين أمن الدولة ومصلحة محاربة الإرهاب والشرطة البلجيكية، وذلك بعد أن تم الكشف أخيرا عن أن عبد القادر بليرج كان مخبرا لأمن الدولة بهذا البلد. وأصدرت إحدى النقابات الرئيسية للشرطة بيانا صدر يوم أول أمس (الاثنين) نددت فيه ب"عرض ملفات سرية على الساحة العامة". في حين دعا آخرون إلى "ضبط النفس" والكف عن "حرب" لا تنفع أي طرف.وأبرزت جريدة "لوسوار" البلجيكية أن هذه المصالح تتهم بعضها البعض باستباق الحصول على المعلومات، والمراقبة السيئة للمخبرين، موردة تصريحات مجهولة صادرة عن أمن الدولة والشرطة الفدرالية والتي تؤكد "جو التوتر القائم بين المصلحتين".وحسب الصحيفة، فإن أمن الدولة أشار إلى أنه سبق أن دقق في الملف القانوني لبليرج قبل تجنيده، في حين تؤكد الشرطة الفدرالية أنها تراقب المخبرين أفضل من مصلحة الأمن.وفي سياق هذا الجدل الدائر بين المصلحتين، أشارت الصحيفة إلى تصريحات "البعض الذين لا يترددون في التكهن بتوجيه طلب من أجل استقالة آلان وينانت، المشرف على مصالح الاستخبارات البجيكية، أو ما إذا ما كان الحرس القديم الذي يحيط به هو من يتعين تغييره".وبالرجوع إلى حالة بليرج، أفادت "لوسوار" أن هذا الأخير لم يكن مخبرا لوحده "ولكن أعضاء آخرين من محيطه كانوا كذلك، من بينهم صاحب المنزل الذي يقطن به بإيفرغم".وأضافت الصحيفة أن "مصادر جيدة الاطلاع تشير إلى أن هذا الرجل، بالنظر إلى علاقاته، يبقى محط اهتمامات مصالح استخبارات بلدان أخرى على أعلى المستويات".
وكانت بعثة أمنية بلجيكية مكونة من ستة محققين غادرت أول أمس الاثنين مطار "زافنتيم" ووصلت بعد ظهر اليوم نفسه إلى الدار البيضاء، وذلك في إطار التعاون الأمني الدولي. كما تباحث المحققون البلجيكيون أمس (الثلاثاء) مع نظرائهم المغاربة، في ما يتعلق بملف تفكيك شبكة "بليرج" الإرهابية .كما من المنتظرة أن تنتهي رحلة البعثة البلجيكية عشية اليوم (الأربعاء) أو غدا الخميس في أبعد تقدير.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق