05‏/01‏/2008

يونس ميكري: تعرضت للسرقة مرتين




قال للصباح إن سرقة شركة قروي أند قروي" أشد خطورة من السرقة التي قامت بها فرقة "بوني إم"

يعتبر يونس ميكري أحد الفنانين الكبار الذين جاد بهم المغرب وتمكن على مدى سنوات من تقديم باقة من أجمل الأغنيات في الريبيرتوار المغربي، أغنيات اعتبرت طلائعية فتحت الباب أمام جيل بكامله من الفنانين والموسيقيين. كما أن تجربته في التمثيل وانتقاله الناجح إليه من الغناء جعلاه يدخل عالم الفن السابع من أبوابه الواسعة.
في الحوار التالي يحدثنا يونس ميكري عن حكايته مع السرقات الفنية التي تعرض لها من الفرقة الشهيرة "بوني إم" وقصته التي مازالت تتفاعل مع شركة "قروي أند قروي" التونسية.

- كيف بدأت قصتكم مع سرقة أغنية "ليلي طويل" من طرف فرقة ناجحة اسمها "بوني إم"؟
-- في الحقيقة لسنا من اكتشف هذه السرقة، بل كان الأمر صدفة عندما قدم الإعلامي المعروف محمد بحيري على أمواج الإذاعة الوطنية باللغة الفرنسية أغنية لفرقة "بوني إم" بين الساعة السادسة والسابعة صباحا، وهي أغنية جديدة تحمل عنوان "شيلدن أوف بردايز" أو "أطفال الجنة" لكنها استرعت انتباه مستمع عادي وجد أن الأغنية تمتلك عدة نقاط تشابه مع أغنيتي "ليلي طويل". فاتصل بالبحيري وعبر له عن ملاحظته التي وجدها المذيع معقولة ومنطقية، فأعاد إذاعتها مرة أخرى على الأثير. فاتصل بي البحيري هاتفيا والتقينا واستمعنا معا للأغنية مرة أخرى وبدا لنا بما لا يدع مجالا للشك أن المسألة سرقة مفضوحة. اتصلت بشركة الإنتاج المسؤولة عن أغنيتي واسمها "ألو ميزيك" واتصلوا بدورهم بشركة الإنتاج الخاصة ب"بوني إم". وقامت الشركة ب"خبرة موسيقية" برهنت على أن أغنية "شيلدن أوف بردايز" ما هي إلا أغنيتي "ليلي طويل". ولم يجد الطرف المدافع عن "بوني إم" سوى القول إن هذه الأغنية هي لحن من التراث الشعبي المغاربي فربما هي فولكلور مغربي أو تونسي أو جزائري. لكنهم لم يتمكنوا قط من إثبات هذا الشيء لأنه لا أساس له من الصحة فالأغنية من إبداعي والمحكمة وقفت إلى جانبي وأنصفتني، بعدما تأكدت أن الأغنية سجلتها سنة 1974 وسجلت حقوق التأليف في السنة ذاتها.

- وأين انتهت القضية؟
-- حكمت محكمة باريسية لصالحي وربحنا الدعوة رغم أنها امتدت على مدى 10 سنوات من سنة 1982 إلى غاية 1992.

- وماذا كان منطوق الحكم؟
-- لقد استعدنا حقوقنا الفنية التي استولى عليها "بوني إم" وكل مداخيل استغلالهم للأغنية حول العالم وإلى يومنا هذا مازلت أتوصل بحقوقي من بث أغنية "شيلدن أوف بردايز" في المحطات الإذاعية وقنوات التلفزيونية عبر "بوني إم".

- بكم تقدر مداخيل الأغنية إذن؟
-- في الحقيقة لقد أدرت علي مبالغ مهمة (مبتسما) لكن لا يمكنني الإفصاح عنها.

- لقد تعرضت لحادث سرقة جديدة..
-- (مقاطعا) إنها سرقة أكثر فداحة وخطورة، وتقف وراءها شركة تدعى "قروي أند قروي" المالكة لقناة "نسمة" التونسية التي بثت برنامجا للمسابقات اسم ستار أكاديمي في نسخته المغاربية. لقد طلبوا مني في وقت سابق إذن استعمال أغنية "ليلي طويل" كجينيريك للبرنامج فوافقت على أن يتم بثها بشكل حصري في القناة التابعة للشركة. وإذا بي أفاجأ أن الأغنية تبث على القناة التونسية الخاصة "حنبعل" و"قناة تونس سبعة"، ودخلنا في مفاوضات ونقاشات. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل فوجئت بعد انتهاء برنامج "ستار أكاديمي" باستغلال الأغنية بصوت طلبة الأكاديمية المتبارين في وصلة إشهارية لصالح فاعل في ميدان الاتصال بتونس. وعندما اتصلت بشركة "قروي أند قروي" قدموا لي حججا واهية وقالوا إننا حصلنا بترخيص لاستعمال الأغنية ولهم الحق في استغلالها كيفما شاؤوا، لكن العقد الذي بيننا يقر أن استعمال الأغنية سيكون في برنامج معروف اسمه "ستار أكاديمي" يعنى باكتشاف المواهب المغاربية الجديدة وليس في "البيزنس" أو الإشهار. ووصل بهم الأمر إلى التحدي والقول "إلى بغيتي دعينا دعينا". في ذلك الحين انطلقت إجراءات رفع المشكل إلى القضاء في باريس حيث مقر الشركة المنتجة لأغنيتي، وفي الوقت ذاته بدأت أشرح موقفي للصحافة على طول المغرب العربي عرفت الشركة إذاك أنها الخاسر الكبير في هذه العملية، لأنها تمثل نموذجا سيئا وقدوة لا يجب الاحتذاء بها. إن شركة "قروي أند قروي" تدعي خدمة الشباب المغاربي من خلال قناة "نسمة" وبرنامجها "ستار أكاديمي"، في حين أنها تمارس السرقة وقرصنة فنانين مغاربيين وتحرمهم من حقوقهم، لأن أغنية "ليلي طويل" ليست في ملك يونس ميكري فحسب بل هي ملك لجميع المغاربيين، فتراجعت شركة "قروي أند قروي" قليلا عن تصلبها، ووعدت بإعادة النظر في الملف ومازلت أنتظر ردها. وأنا قطعت وعدا على نفسي على أن ألاحقهم في أي مكان وأشرح للشباب الذي يحلم بوقوف "قروي أند قروي" إلى جانبه أن لا يتعلق بالأوهام لأنه لا يرجى منها خير.

- كيف ترى هذه السرقات من الناحية القانونية هل نتوفر على ترسانة قانونية تحمي الفنان؟

-- بالنسبة إلي هذه السرقات مثلها مثل القرصنة واضحة لا لبس فيها، فعندما تجد لصا داخل بيتك تأخذه مباشرة إلى السجن، والأمر نفسه يقال عن القرصنة والسرقات الفنية فمن يسرق مجهود فنان يجب أن يعاقب بالصرامة ذاتها. لكنه أمر لا يطبق بالمرة. وفي المقابل يقدم لنا المسؤولون تبريرات واهية مفادها ان هناك أسرا تعيش من هذا. لكن هذا أمر غير منطقي لأننا سنقتل الفن والثقافة المغربيين، لأن المنتجين في هذا البلد انقرضوا بفعل القرصنة التي قضت على أعمالهم ومشروعاتهم. وهو أمر مرشح للاستفحال والامتداد إلى الميدان السينمائي.

- ما هو الحل بالنسبة إليك؟
-- لا بد للدولة أن تفعل القوانين بشكل جدي وتقضي على آفة الرشوة لأن محلات القرصنة تقدم الرشوة للمراقبين والمسؤولين من اجل التغاضي عنها وغض الطرف، وحتى موظفو حقوق التأليف متورطون في العملية، فكيف يعقل أنهم لا يدينون أحدا في الوقت الذي يمكن لأي كان أن ينزل إلى الشارع ويقبض على العشرات، هذا دليل على أنهم هم أيضا مستفيدون من العملية.

- لماذا لم تدخل أية نقابة مهنية طرفا في النزاع من أجل مساندتك والوقوف إلى جانبك؟
-- أنا لا أومن بمثل هذه النقابات ولا يهمني دعمها لأن الفنان الحقيقي يعمل وينتج ويبدع ولا يمكنه أن يضيع الوقت في التسابق على الكراسي والمناصب والاجتماعات. إنه نوع من تعويض الفشل في الميدان الذي يشتغلون فيه. لحسن الحظ أن هناك شركة تتكفل بهذه القضايا وإلا لضاع حقي إلى الأبد، فالدعوى التي رفعتها على "بوني إم" كلفت أموالا طائلة ولولا شركة الإنتاج الفرنسية لما توفقت في مواصلة الصراع.

أجرى الحوار: جمال الخنوسي

في سطور
من مواليد مدينة وجدة
ينتمي إلى عائلة لها باع طويل في الموسيقى
غنى مع الإخوة ميكري قبل أن يبدأ مسيرة منفردة
انتقل إلى التمثيل في السينما والتلفزيون وحقق نجاحا كبيرا

نوافذ:
- قاضيت فرقة "بوني إم" مدة عشر سنوات قبل أن يحكم القضاء لصالحي
- لا أومن بالنقابات المهنية ولا يهمني دعمها لأن الفنان الحقيقي يعمل وينتج ويبدع ولا يمكنه أن يضيع الوقت في التسابق على الكراسي والمناصب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق