25‏/01‏/2008

لحبيب لحسن: مستعدون للعمل مع المخرجين المغاربة مجانا


ابن مدينة وارززات اشترك في فيلم "غلادياتور" و"علي بابا" ويشتكي من جشع الوسطاء

يخفي لحبيب لحسن شعره الطويل وابتسامته الخجولة تحت قبعة. في وجهه ملامح الاقبال على الحياة والحزن الدفين الذي ينذر بمعاناة وقسوة الحياة. لكن سرعان ما تبرق عيناه عندما يحدثك عن السينما والتمثيل وأدواره ومشاركاته.
في الحوار التالي نكتشف ونكشف في الآن ذاته مع لحبيب لحسن بعض خفايا عمل الكومبارس وظروف اشتغالهم.

- كم فيلما شاركت فيه؟
-- شاركت في حوالي 80 فيلما حتى الآن منذ بدايتي الأولى. عملت مع "الطاليان" في تصوير سلسلة عن حياة "موسى" و"عيسى" وكل الأنبياء. ثم جاء الفيلم الشهير الذي يتحدث عن مشكلة التيبت والذي أخرجه ريدلي سكوت. هذا إضافة إلى مجموعة من الوصلات الإشهارية التي تصور في استوديوهات "الأطلس" أو "كلا" أو غيرهما. لكن وارززات هي بلاتوه شامل ومفتوح للتصوير.

- ما هي الأشواط التي تقطعونها قبل الالتحاق بالعمل؟
-- لقد أصبحنا معروفين في المجال. وصورنا توجد عند مسؤولين عن "الكاستينغ" من "أولاد البلاد" ومن مدن أخرى. في البداية كانوا يستعملون "ألبومات" أما اليوم فهناك سيديهات أو أقراص تحمل اسم الكومبارس وصورته وكل البيانات عنه. وكل شهر أو شهرين يتم تحديث تلك الأقراص وبياناتها حسب طلب شركات الإنتاج والمخرجين. المخرج يختار الوجوه التي تخدم السيناريو والفيلم ويقدم لائحة الأسماء المختارة للمسؤول عن الكاستينغ الذي يتصل بنا بدوره لتحديد الأجر ووقت العمل والشروط المطلوب توفرها. وعادة ما يتم تحديد موعد مع مخرج الفيلم في أحد فنادق المدينة لتوزيع الأدوار يتم بعدها توقيع عقود عمل.
المزعج في الأمر هو أننا نلتزم بعقد عمل بعيد الأمد لا يمكننا السفر خلاله أو العمل في إنتاج سينمائي آخر في انتظار تاريخ العمل المحدد الذي يمكن أن يقتصر على يوم أو اثنين.

- كم يبلغ أجر يوم من العمل؟
-- لا يمكنني أن أحدد أجرا بشكل قطعي، لأن عملنا غير مقنن أو مرتبط بأجر معروف يمكن أن يكون 150 أو 200 درهم كما يمكن أن يصل إلى 500 أو 700 درهم. ويمكن أن يكون الأجر يوميا أو جيب الدور كما هو الحال مع السوريين في مسلسل "ملوك الطوائف" لقد حصلت عل أجر بلغ 500 درهم عن كل مشهد. على كل حال يبقى مبلغ 200 درهم هو الأكثر تداولا بالنسبة على الأعمال العربية والأمريكية.

- ما الذي يفسر هذا التفاوت في الأثمان؟
-- في حقيقة الأمر إن أجر الكومبارس هو 600 درهم لكننا لا نتوصل إلا ب200 درهم والبقية تذهب إلى جيوب مسؤولي الكاستينغ ك"كوميسيون".

- هم في المقابل يضمنون لكم فرصا للعمل..
-- صحيح .. لكن بين 600 و 200 درهم فرق شاسع. ومع ذلك نحن لا ننكر أننا عملنا في بعض الأحيان في ظروف جيدة مثل عملنا في وصلة إشهارية لصالح شركة قطرية حصلنا فيها على 1500 درهم كأجر لليوم الواحد دون احتساب الإقامة والأكل والنقل. أنا أتحدث بصراحة ولا يمكن أن أخفي شيئا.

- ما هو آخر فيلم شاركت فيه؟
-- فيلم تلفزيوني يحمل اسم "علي بابا" لصالح القناة الفرنسية الأولى "تي إف 1".

- كم كان أجرك؟
-- 200 درهم كالعادة التي توصلت بها من المسؤول عن الكاستينغ أما الأجر الحقيقي الذي دفعه الفرنسيون فلا أعلم عنه شيئا.

- كيف ذلك؟
-- إننا مضطرون للإمضاء على عقدين، عقد مع المغاربة المسؤولين عن الكاستينغ فيه الأجر الذي سنتوصل به نحن، وعقد آخر نوقع فيه على خانة الأجر فارغة لأن الوسيط المغربي هو من يعرف الثمن الحقيقي للصفقة.

- ما هو أشهر فيلم اشتركت فيه؟
-- أظنه "غلادياتور"، أديت فيه دور زعيم قبيلة، وركز علينا المخرج "ريدلي سكوت" بشكل كبير. إنه مخرج ومنتج في الوقت ذاته معروف عنه سخاؤه وصرف أموال باهظة في أفلامه وإنتاجاته السينمائية ومع ذلك عملنا في ظروف قاسية بأجر 200 درهم يوميا.

- وهل سبق لك العمل مع مخرج مغربي؟
- عملت مع داود ولاد سيد في فيلمه الأخير "في انتظار بازوليني".

- كيف كان العمل معه؟
-- لا بأس به نحن نعرف داود ونعرف أعماله ونعي انه مخرج مغربي يعمل بإنتاج مغربي، لذلك كنا نراعي الظروف. نحن متضامنون كثيرا مع الأعمال المغربية ومستعدون للعمل مجانا للتشجيع رغم ضيق الحال. ورضينا بالعمل معه ب100 درهم كأجر يومي. على الأقل لأنه فيلم مغربي ويراه جميع المغاربة، وليس كباقي الانتاجات التي لا تسمح لنا الظروف بمشاهدتها إلا نادرا.

- ماذا تعمل عندما تشح الانتاجات السينمائية؟
- أشتغل ب"البالة والفأس" ليس لي خيار يجب أن أعيش لأن الحياة مستمرة بالسينما أو بدونها.

في سطور
من مواليد سنة 1954
جندي سابق (3 سنوات)
رجل إطفاء متطوع مدة 14 سنة
ترك العمل للاشتغال في السينما بعد العمل مؤقتا في الانعاش الوطني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق