25‏/01‏/2008

مرزاقي: شركات تعهدت بإنشاء مدرسة لتكوين الكومبارس فأخلفت



حنكة الكومبارس في ورزازات تقلل من عناء فريق الفيلم ومن مدة التصوير

ذكر ابراهيم مرزاقي المهتم بالشأن السينمائي والمقيم بمدينة ورزازات أن الكومبارس يمثلون 90 في المائة من المشتغلين بالميدان السينمائي، ناهيك عن الحرفيين الذين يمثلون 10 في المائة. "ولو تفحصت السجل السينمائي لأحدهم لوجدت أنه استغل ككومبارس في أكثر من 30 عملا سينمائيا". ويصل عددهم أحيانا في بعض الانتاجات الضخمة إلى أكثر من 5000 شخص منضوين وغير منضوين في إطار جمعيات الكومبارس.
ويضيف مرزاقي أن الزائر أو الغريب عن مدينة ورزازات يلحظ أثناء الاستعدادات الأولى لاستقبال إنتاج سينمائي جديد، ويستوقفه مشهد تجمهر حشود كبيرة من الناس أمام قصبة "تاوريرت" أحد المعالم التراثية بالمدينة. حشود تجمع كل الفئات العمرية من أطفال شباب نساء عجائز بلحي بيضاء وسوداء. إذ يتعلق الأمر بكومبارس يتنافسون من أجل ضمان مكان ضمن الفيلم الجديد الوافد لمدة شهور وبأجور زهيدة.
ويؤكد مرزاقي أن مجموعة من الجمعيات الخاصة بالكومبارس حاولت تقنين الوضع وخلق أسلوب قانوني للدفاع عن حقوقها في هذا المجال، وتكونت إلى حدود الآن ثلاث جمعيات هي جمعية القصبة للكمبارس وأحياء الفلكلور، والجمعية المهنية للحرفيين التقنيين السينمائيين، والجمعية المهنية للكومبارس وحرفيي السينما. وكلها جمعيات تسير في اتجاه واحد هو الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للكومبارس في مواجهة المشغلين، كما تهدف إلى تسهيل مأمورية شركات الانتاجات السينمائية العالمية أثناء التصوير وتطوير الإنتاج السينمائي بالإقليم شريطة تحسين ظروف العاملين بالميدان وضمان حقوقهم. لكن في غياب التأطير تبقى هذه الجمعيات، يقول مرزاقي، تسرق منها حقوقها وأحلامها كما كان الشأن بمدرسة تكوين الكومبارس التي دخلت طي النسيان بعدما تعهدت مجموعة من شركات الإنتاج السينمائي أن تتعاون مع المركز السينمائي المغربي والمجالس بمدينة ورزازات لخلق هذه المدرسة التي ستساهم في رد الاعتبار للكومبارس وتكوينه والخروج به من الأدوار والمشاهد الثانوية بعدما لمس المخرجون حنكتهم وتجربتهم في هذا المجال. فأحيانا لا يحتاج المخرج لإعادة اللقطة لمرات متعددة بل يكتفي بمحاولتين أمام جاهزية الكومبارس خصوصا في المعارك واللقطات الصعبة. فإذا كانت برمجة الشركة تتطلب ستة أشهر لإنجاز الفيلم فتكتفي بأربعة أشهر فقط أمام خبرة الكومبارس.
وفي السياق ذاته يرى مرزاقي أنه بتوالي السنوات وتعدد الإنتاجات وما تدرها من أرباح تسيل لعاب السماسرة الذين يستغلون هذه الفئة المشتغلة بالسينما إذ أصبح يلاحظ كل أشكال المحسوبية والزبونية، وعمت الفوضى هذا القطاع ويتجاوز الأمر كل الحدود مع بعض الممارسات التي تمس كرامة الإنسان كالتحرش الجنسي الذي تتعرض له النساء من طرف المشغلين مستغلين في ذلك عوزهن وحاجتهن للعمل، وكذا تشغيل أطفال في ظروف غير ملائمة فيتم أحيانا تشغيلهم في فصل الشتاء ودرجة حرارة تحت الصفر وبلباس نصف عاري وشفاف كما يتم تغييبهم عن الدراسة والسفر خارج المدينة لتصوير وإتمام المشاهد الخارجية. كل هذا أمام صمت مطبق.
وفي ظل هذا الوضع الكارثي الذي يعيشه الكومبارس ، يقول مرزاقي، ورغم نضال النقابة وجمعيات الكومبارس، "مازالت الفوضى هي سيدة الموقف إلى أجل غير مسمى".
الصور
إنتاجات هوليوودية ضخمة صورت بمدينة ورزازات

هناك تعليقان (2):

  1. *بصفتي ابراهيم مرزاقي*موضوع ممتاز من حيث الاختيار واللدراج وقد كان لي شرف المساهمة في هذا الملف المتعلق بالسينما عموما في مدينة ورزازات واوضاع المشتغلين بها ولو امكن اخي جمال الخنوسي اضافة صورتي جانب المساهمة التي شاركت بها في هذه الملف اكون لك شاكرا

    ردحذف
  2. بكل فرح وسرور ..ارسل لي صورتك مرة أخرى أرجوك

    ردحذف