25‏/01‏/2008

بويتنين: الكومبارس المتمرد


"تنبيع الخاوي ديال القراعي والديطاي في انتظار فيلم جديد"

التحق عبد العزيز بويتننين بالقوات المسلحة الملكية وعمره لا يتجاوز 25 سنة، إذ قضى 10 سنوات قبل أن يعود إلى ورزازات. "لم تتح لي فرص العمل سوى في البناء أو السياحة، فاخترت السياحة لأن الناس هنا يعرفونني ويثقون في أخلاقي. وكما تعرف فمثل هذه الأعمال تتطلب الصدق والأمانة".
"عملت مرشدا سياحيا إلى أن بدأت الانتاجات السينمائية تتوافد على المدينة. فتركت كل شيء لأتفرغ للفن السابع، واليوم أصبح اسمي معروفا لدى المهنيين، وحتى تقنيو المركز السينمائي يشركونني في الإنتاجات التي يشاركون فيها لأنهم يعرفون قدراتي. فأنا أعمل بنية وصدق لأني "مولا وليدات"، خلافا لشباب اليوم الذين يعملون بالوجهيات. أنا عندي عائلة يجب أن أطعمها لذلك أحرص على الحفاظ على عملي".
وحول بداياته قال بويتنين بحنين، "لقد تعلمت الكثير من الأفلام التي صورت بالمدينة، خصوصا الانتاجات الايطالية وأخذت عنهم "الصنعة"، إنهم قاسون ولكنهم منصفون ويدفعون بسخاء".
وحول مستقبل ورزازات وأفق العمل فيها يقول الكومبارس المتمرد، "أنظر إلى حالنا.. لا خيرات بحرية، ولا معامل، ولا معادن نفيسة: ليس لنا سوى السينما.
أنا أتساءل لم لا يستغل المخرجون المغاربة فضاء ورززات لتصوير أفلامهم، هنا كل شيء متوفر "احنا احرايفية". ثم عبث في لحيته قليلا قبل أن يضيف مبتسما "أنظر هذه اللحية هي لحية السينما تركتها خصيصا في انتظار فيلم جديد".
وبخصوص التجاوزات التي تصادف عمله ككومبارس، يقول بويتنين، "في وقت سابق كنا نعمل مباشر مع المخرج، أما اليوم فإن صورنا عند لوبيات وسماسرة يستغلوننا، وليس هناك من يحمينا مثل النقابة أو الجمعية. وحتى تلك الموجودة اليوم فهي جمعيات لا يعول عليها نضيع فيها 20 أو 50 درهما للانخراط فقط. "تنبيع الخاوي ديال القراعي وتنبيع الديطاي في انتظار فيلم جديد" أعيش من دخله وأحل به مشاكلي ومشاكل أولادي وأسدد ديوني. وأنا واع جدا أنه يتم استغلالي لأني ضعيف ولا يمكن أن أفرض وجودي، وضعفي يأتي من حاجتي إلى المال والعمل. "نريد فقط أن نعيش مستورين، ونأكل لقمة العيش الحلال".
هذه ليست أول مرة يتحدث فيها بويتنين إلى الصحافة، سبق له أن تحدث إلى قناة "الحرة"، وشارك في برنامج "عالم السينما" الذي يخرجه إدريس اشويكة لصالح القناة الأولى، ولم يتغير من حالهم شيء إلا أن مداخلته على القناة الفرونكفونية "تي في 5" أتت بأكلها عندما طالب بإزالة الأعمدة والحبال الخاصة بالربط الهاتفي من القصبة، لأنها تفسد ديكورات التصوير وتدفع المخرجين للبحث عن أماكن أخرى بعيدة للعمل.
"نحن ننتظر الملك كي تتحرك المدينة وتتغير سحنتها، وليس لنا أمل إلا في سيدنا لأن الخير يعم بقدومه والمشاريع تتحقق بمجيئه. عملت مع مغربي "الله يعمرها سلعة" ك"ريجيسور" وكان يدفع لي أجرا يقدر ب4500 درهم في الأسبوع، كيف لا أخدم الرجل بروحي وأتفانى في عملي وهو يضمن لي حياة كريمة؟ أما اليوم، هم يطمعون في أجر "العساس" يتقاسمون معه كي يوفروا له فرصة عمل. "يتخلص المعلم ويعطيها للعطاش"!
تعرف بويتنين على محمد عصفور أبي السينما المغربية وعمل معه سنة 1985 في فيلم "جوهرة النيل" الذي قام ببطولته مايكل دوغلاس، كما اشتغل مع الفاسي الفهري ومع عبد الرحمان التازي ولطيف لحلو وشارك في فيلم "شاي في الصحراء" لبيرناردو بيرتولوشي.
"لم نستفد من الفيلم الذي صوره ليوناردو ديكابريو في ورزازات لأنه لم يستعمل الكومبارس واعتمد على مشاهد شارك فيها الممثلون الامريكيون فقط. يقول الكومبارس في حزن قبل أن يضيف "المدينة ليست لها أية حركة ثقافية، لا مسرح ولا أي شيء ودار الشباب في سبات عميق لا من يوقظها، أملنا الوحيد هو السينما".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق