25‏/01‏/2008

الكومبارس والمهنيون يتبادلون الاتهامات


مخرج استغل وجبة بإحدى اللقطات لتحل محل وجبة الغذاء الأساسية

إن كومبارس كلمة مقتبسة عن الكلمة الايطالية "كومبارسا" التي تعني الشخص الأبكم أو الصمت الذي لا يتكلم. ونقول كومبارس بالنسبة إلى المذكر والمؤنث على السواء، وتعني في المسرح الشخصية التي "تؤثث" الخشبة وتقال مجازا على الشخص الذي يجد نفسه في قضية أو داخل مجتمع ما دون أن يكون له دور مهم.
وتبقى مدينة ورزازات المدينة المغربية الأكثر استقطابًا للأفلام السينمائية الغربية والوطنية، وبالتالي المدينة الأكثر توظيفا للكومبارس، وتشهد كل عام تصوير أفلام عالمية ضخمة، ويرجع فضل ذلك إلى فضائها الطبيعي الملائم للاستثمار في المجال السينمائي، حيث تحتضن أستوديوهات طبيعية، من مناظر خلابة ومتنوعة وفضاءات رحبة؛ كما تمتاز بإضاءة طبيعية قوية تساهم في تحسين جودة الأفلام.
إلى جانب كل ذلك، تمتلك ورزازات موارد بشرية متمرسة في عالم السينما من حرفيين وفنيين وتقنيين وكومبارس ممثلين يتقنون اللغات الحية ومع ذلك تبقى الممارسة في درجة الهواية، نظرا لضعف التأطير والتكوين للمرور إلى احترافية أكثر، مما دفع الى إنشاء معهدين للمهن السينمائية لتطوير الكفاءات وفتح مجالات التألق والإبداع؛ كما وجد المواطنون أنفسهم مجبرين على تعلم أبجديات السينما؛ لتحصيل قوت اليوم، وهو ما جعل عدد الكومبارس متوفرًا ليستخدمه منتجو الأفلام.
ويرى بعض "مهنيي" السينما أن الدور "التافه" الذي يلعبه الكومبارس وضعفه سبب كافي "لاستغلاله والتنكيل به".
وحول بعض مظاهر هذا الاستغلال يقول أحد الكومبارس رفض الإفصاح عن هويته أن هذه الشريحة الواهنة لم تسلم حتى من وطأة بعض المنتجين والمخرجين المغاربة الذين يمنونه ب"وعود ووساطات فارغة والتدخل" لهم لدى المركز السينمائي المغربي. ويحكي مصدرنا عن مخرج كان مديرا للمركز السينمائي المغربي في وقت سابق أنجز فيلمه على أكتاف هذه الفئة ممنيا أياهم بالحصول على بطاقات المركز السينمائي، في الوقت الذي كان مشرفا عليه، لكن سرعان ما تبخر المخرج المدير عندما أتم فيلمه وتبخرت معه البطاقات. ومن أطرف ما وقع أثناء تصوير هذا الفيلم، يحكي المصدر، انه تم استغلال وجبة متواجدة بإحدى اللقطات لتحل محل وجبة الغذاء الرسمية!
الشيء نفسه تكرر مع مخرج مغربي في الآونة الأخيرة إذ رحل للتصوير بمدينة زاكورة بعد 15 يوما من التدريب بمدينة ورزازات، ليفاجئ الجميع بأجر لا يتعدى 50 درهما في اليوم. ولم يكن الأمر مختلفا مع مخرج آخر أنجز شريطا وثائقيا عن الكومبارس بدعوى الوقوف على معاناتهم، ونسي أن استغلاله لهم في تصوير شريطه الوثائقي هو وجه من وجوه الاستغلال هذا أيضا.
وفي المقابل يقول بعض المهنيين إن الكومبارس بدأ يظهر عليهم نوع من "التراخي" وصل إلى حد "الفشوش". فالمجال السينمائي هو مجموعة من الحلقات المترابطة والمتماسكة، وعلى الجميع العمل والاستفادة بدوره من هذه الحركة الفنية التي تخلق حركة اقتصادية. لقد تغير الكومبارس يقول المهنيون، ولم يعودوا يقبلون العمل إلا في الانتاجات الضخمة وبأثمان مرتفعة "كبروا كرشهم بزاف".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق