25‏/01‏/2008

في انتظار بازوليني" فيلم يكرم الكومبارس


شارك في مهرجانات عالمية وفاز بجائزة أحسن فيلم عربي في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة الدولي
يعد فيلم المخرج المغربي داود أولاد السيد "في انتظار بازوليني" أحد أهم الأفلام التي كرمت الكومبارس ولفتت الانتباه إليهم وإلى وضعهم الخاص داخل الحقل السينمائي.
ويحكي فيلم "في انتظار بازوليني" قصة حقيقية لشخص يدعى التهامي يشتغل في إصلاح أجهزة الراديو والتلفزيون، ويقوم بين الحين والآخر بدور "الكومبارس" في الأفلام الأجنبية التي تصور في إحدى قرى ضواحي مدينة ورزازات التي حل بها في 1970 المخرج الإيطالي الراحل بازوليني لتصوير أحد أفلامه والذي عمل معه التهامي وارتبط معه بعلاقة صداقة قوية. وبعد أربعين سنة حل فريق سينمائي إيطالي بورزازات لتصوير فيلم، واعتقد التهامي أن صديقه بازوليني عاد وراح يبشر أهل قريته الذين كانوا يقومون هم كذلك بأدوار الكومبارس في الأفلام الأجنبية، بعودة بازوليني الذي كانوا هم كذلك يحبونه لمعاملته الطيبة لهم .لكن التهامي سيعلم في ما بعد أن بازوليني مات منذ مدة وأنه ليس من ضمن الفريق السينمائي الإيطالي الذي حل بالقرية، وسيصاب بصدمة كبيرة. وإذا كان بازوليني قد مات فعلا، فإنه لم يمت في وجدان التهامي الذي ظل يصر أمام أهل القرية على أن بازوليني هو العائد حتى لا يفقدوا الأمل في الحصول على شغل. وبذلك جاءت فكرة فيلم "في انتظار بازوليني" شبيهة بفكرة "في انتظار غودو"، المسرحية الشهيرة لصمويل بيكيت التي تشير إلى انتظار ما لا يجيء كما في الفيلم. وقد كتب قصة الفيلم السيناريست علي الصافي ولعب البطولة فيه محمد مجد في دور التهامي ومحمد بسطاوي في دور حلاق ومصطفى تاه تاه في دور فقيه.
وكان فيلم "في انتظار بازوليني" فاز بجائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة وعبر داود أولاد السيد في اتصال مع "الصباح" عن سعادته وفخره بهذا التتويج الكبير من مهرجان له سمعة وتاريخ، كما أكد المخرج على أن هذا الفوز تتويج للسينما المغربية عامة.
ولقي الفيلم الذي اتخذ من قصة الكومبارس موضوعا له استحسان النقاد والصحافة المصرية، إذ كتبت جريدة "المصري اليوم" أن أطفال مدينة ورزازات يهللون"جاءت السينما.. جاءت السينما" وكلهم أمل في تحسين مستوى معيشتهم كلما زارهم وفد سينمائي أجنبي لتصوير فيلم بقريتهم، حيث تنتعش أحوال أسرهم ويقدرون على دفع رسومهم المدرسية، وشراء مستلزماتهم، كما يستطيع أهالي ورزازات التكفل بمصاريف الزواج لأبنائهم بل وبناء منازلهم وشراء جميع متع الحياة بالنسبة إليهم سواء كان جهاز تليفزيون أو غيره، وربما استكمال بناء مئذنة جامع القرية أيضاً. لكن سعادة أهل القرية تخبو، تقول الجريدة، مع توقف تصوير تلك الأعمال أو رحيل طاقمها، وتعود لتتجدد مع "الكاستينغ" لسكان القرية رجالاً ونساء عجائز وأطفالا، فالكل يتسابق ليحصل على دور كومبارس، والأفضل أن يكون غير ناطق لأنه سيظهر في عدة مشاهد ويحصل على أجر أكثر.. وبينما تعيش ورزازات على تصوير الأفلام الأجنبية بها، يتعلق سكانها بـ"التهامي" الذي له باع في العمل مع مسؤولي كاستينغ تلك الأفلام، ويضع سكان القرية أملهم فيه للتوسط لهم لدى مخرج الفيلم.
وبينما يشغف التهامي حباً بالسينما منذ أن تعرف في شبابه علي المخرج الإيطالي "روبرتو بازوليني" أثناء تصويره فيلم "أوديب ملكا" قبل 40 عاماً، يرصد المخرج المغربي داود أولاد سيد بأسلوب أقرب إلى التوثيق في فيلمه "في انتظار بازوليني" حياة الكومبارس ومعاناتهم.
وفي السياق ذاته شدد أولاد السيد للصباح على الدور الذي بذله الممثلون والتقنيون في هذا العمل، "إنه عمل جماعي وفوز الفيلم هو فوز فريق متماسك حقق عملا نفخر به كثيرا". وكان فيلم "في انتظار بازوليني" الذي استوحى المخرج فكرته من الفيلم الشهير "الليلة الأمريكية" تنافس إلى جانب فيلم مغربي آخر هو "عود الورد" للمخرج لحسن زينون في مسابقة الأفلام العربية في مهرجان القاهرة من ضمن 13 فيلما من خمس دول هي مصر وسوريا والجزائر ولبنان والمغرب. وقد شارك كذلك فيلم "في انتظار بازوليني" وفيلم "عود الورد" في المسابقة الرسمية للمهرجان التي تنافس فيها 19 فيلما من 16 دولة من أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا والعالم العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق