03‏/01‏/2008

نجاة 405 حجاج مغاربة في حريق طائرة

أحد الحجاج قال للصباح إن المسافرين قرؤوا القرآن وتعالت أصواتهم بالدعاء بعد أن فقد القبطان السيطرة وطلب سيارات الإسعاف والإطفاء

هبطت طائرة سعودية كانت متجهة إلى مدينة الدار البيضاء بشكل اضطراري في مطار المدينة المنورة بعد اشتعال النار بداخلها.
ونقلا عن وسائل الإعلام السعودية فإن الطائرة التابعة للخطوط الجوية العربية السعودية كانت متجهة إلى الدار البيضاء في رحلتها رقم 5362 التي تنظمها إحدى وكالات الأسفار وعلى متنها 407 حجاج، فاضطرت للعودة إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة بعد إقلاعها بسبع دقائق، وهبطت اضطراريا في مبنى الحجاج التابع للمطار، إثر اكتشاف حريق في مخزن الأمتعة، بعد تسرب الدخان إلى كابينة القيادة.وقال أحد الحجاج المغاربة الناجين في اتصال مع "الصباح" انه بعد 35 دقيقة من الإقلاع فقدت الطائرة توازنها، "فأحسسنا أن هناك مشكلا كبيرا وربما حريقا امتد إلى جزء من أجزاء الطائرة، حينها عم الخوف وتمكن الهلع من المسافرين وبدا على ملامح المضيفات أن الأمر خطير للغاية. فتعالت أصوات التكبير والدعاء، وبدء الحجاج يقرؤون القرآن في انتظار الأسوأ. كانت الطائرة تتحرك بشكل مريب وبدا أنها فقدت التوازن خصوصا أن الربان لم يتمكن من إفراغ حمولتها من الكيروزين (وقود الطائرة)".
وأضاف الحاج المغربي واسمه عادل التباع، "لقد ساعدت حنكة الربان في هبوط الطائرة بسلام إذ تم اختيار مكان بعيد خوفا من نشوب حريق نظرا لاحتفاظ الطائرة بكمية هائلة من الوقود. السعوديون قاموا بواجبهم على أحسن ما يرام كما أسعدنا اهتمام صاحب الجلالة بحالتنا. لقد أقمنا في فندق وسنستقل طائرة أخرى حوالي منتصف نهار الأربعاء بتوقيت المغرب".
وأكد التباع أن الحادث خلف هلعا وحالة من الفوضى بين ركاب الطائرة، مما تسبب في إصابة أكثر من 20 منهم بإصابات متفاوتة، تم علاجها على أرض المطار، فيما نقلت حالة واحدة إلى المستشفى بعد إصابتها بكسور نتيجة التدافع .
وذكرت وسائل إعلام سعودية أن القبطان كرر عبارة (alert 2) لبرج المراقبة الجوية، وهو نداء يعني أنه فقد السيطرة على الطائرة، وطلب اتخاذ التدابير الاستثنائية اللازمة وتوفير سيارات الإسعاف والإطفاء.
وجاء في تصريح لمصدر مسؤول بإدارة السلامة بالهيأة العامة للطيران المدني، نقلته وكالة الأنباء السعودية، أن طائرة من طراز "بوينغ 200 – 747" أقلعت في الساعة التاسعة وخمس دقائق بالتوقيت السعودي من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي متجهة إلى مدينة الدار البيضاء. "وفي تمام الساعة 9.27 قام قائد الطائرة بإخطار المراقبة الجوية بوجود إنذار حريق في مخزن الأمتعة الخلفي للطائرة وإعلان حالة الطوارئ، وطلب العودة إلى المطار.وهبطت الطائرة على المدرج 17 في الساعة 9.37 بسلام ، حيث تم إخلاء الركاب بواسطة زلاجات الطوارئ، مما سبب الفزع لدى عدد منهم. وتعرض أحد الركاب لإصابة طفيفة من جراء الإخلاء (بخلاف ما ذكر في إحدى القنوات الفضائية)، وقام مسؤولو المطار بتوفير كافة الاحتياجات اللازمة للعناية بهم".
وحسب جريدة "الوطن" السعودية فقد أدى الحادث إلى توقف حركة الطيران بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة عقب إصابة 9 ركاب، وتحدثت الجريدة عن "اشتعال النيران في المحرك".
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة عادل عبد الرحيم شرف أنه تم إعلان حالة الطوارئ في كافة مستشفيات المدينة المنورة في حين تبين لاحقا أن الإصابات الناتجة عن التدافع بين الركاب توزعت ما بين رضوض وبعض الجروح البسيطة عدا إصابة واحدة لأحد الحجاج كانت عبارة عن كسر في الساق الأيسر.وكان على متن الطائرة أربعمائة وخمسة وثمانون راكبا، بمن فيهم طاقم الطائرة. وقد تبين أن الإنذار كان خاطئا، إلا أن القائد اتبع الإجراءات التشغيلية الصحيحة، والتي استدعت عودته حرصا على سلامة الركاب .
وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في بيان لها نشرت محتواه وكالة المغرب العربي أن جميع الركاب سالمون باستثناء حاجة أصيبت بكسر خفيف على مستوى يدها، وقد غادرت المستشفى بعد تلقيها للعلاج. وأوضحت الوزارة أن جميع الحجاج يحظون بعناية تامة من قبل السلطات السعودية، ومن المقرر أن يواصلوا سفرهم أمس (الأربعاء) على متن طائرة أخرى.وأبرزت أنه بمجرد ما علم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهذا الحادث أعطى أمره وتعليماته السامية إلى سفير جلالته بالرياض لتتبع الحالة عن كثب والقيام بكل ما يلزم لضمان راحة هؤلاء الحجاج حتى يعودوا إلى أرض الوطن سالمين.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق