25‏/12‏/2006

في مأتم حرية التعبير

في مأتم حرية التعبير

كثيرا ما يباغتك محاور ملم بما يدور، ومتتبع لمكامن الأمور، أن بلدنا، والحمد لله، يتمتع بحرية تعبير لا تضاهى، بل هي قدوة لكل الدول العربية والإفريقية، ودرس يجب أن يلقن "للعادي والبادي". بدليل أن الجرائد والمجلات تقول "كل شيء" ولا تسكت عن أي شيء. وتكفي نظرة خفيفة لما يطرح في الأكشاك لنرى الكثير مما لا يجرؤ آخرون من زملائنا في البلدان المجاورة على مجرد التفكير فيه.
لكن في حقيقة الأمر، مجرد تقديم مثل هذا التبرير وهذه الملاحظة الضيقة يعد دليلا عكسيا، و مؤشرا على غياب هذه الحرية. لأن حريتي أو حرية غيري في التعبير، لا تقتضي أن يكون حديثي عن مواضيع "طابو" أمرا شاذا، بل يجب أن تكون الحرية قاعدة شائعة ومتعارفا عليها يحميها القانون ولا يحد منها.
إن حرية التعبير لا يمكن أن تبقى منحة أو عطية أو هبة تمن علينا بها الحكومة في كل وقت وحين، وتقدمها عن رضى وطواعية ثم تسحبها متى شاءت، مستعملة ترسانة من القوانين المهترئة والمفتوحة على كل الاحتمالات وجميع القراءات.
عن أية حرية تعبير نتحدث والمقصلة على أعناقنا تقطع الرؤوس بقرار وزاري وتعفو عن أخرى بغض الطرف؟
عن أية حرية تعبير نتحدث ونحن نرى أوراق مجلاتنا وجرائدنا تحرق بنفط خليجي، وعود كبريت أحزاب الظلام المالكة للحقيقة الإلهية. مستجيبين ل"كمشة" من الظلاميين الذين يحرمون على نسائهم سياقة السيارات؟
كان حريا بالكويتيين مثلا الذين احتجوا عما نشرته مجلة "نيشان" ومنعت بسببه، أن يحتجوا على مواطنيهم ال17 الذين تناوبوا على اغتصاب خادمة فيليبينية!! لماذا لم تخرج المظاهرات الصاخبة ضدا على مثل هذه الجرائم الإنسانية؟
إن ما حدث مؤخرا مع مجلة "نيشان" نوع من العبث وهدية حكومية مسمومة لآخر السنة. وتتمة للعب الحكومة على كل الحبال : الحرية واللاحرية، المنع واللا منع . رقص ليس متناغما بالمرة بل "تلفات ليهم الشطحة" بالمرة.
الرؤية المستقبلية الواضحة تتطلب رؤية الأبيض أبيضا والأسود أسودا، والحكومة المغربية أصيبت بعمى ألوان مزمن وترسم أجمل لوحاتها وأبهى إبداعاتها باللون الرمادي.
يا خسارة!
جمال الخنوسي - يومية الناس - الثلاثاء 26 دجنبر 2006

20‏/12‏/2006

«الكابتن نرجس»

«الكابتن نرجس»

أسر لي الناقد السينمائي المصري سمير فريد بعد عرض فيلم نرجس النجار «انهض يا مغرب» الذي قدم في مهرجان مراكش الدولي للسينما في دورته الأخيرة ضمن المسابقة الرسمية، أنه يذكره بفيلم مصري من نفس الشاكلة إسمه «أجدع ناس».
والفيلم حسب الناقد المعروف يصور من خلال مباريات للمصارعة الانتصارات التي يحققها الفريق المصري بصفته يتكون من "أجدع ناس" على كل من أمريكا وإسرائيل واليابان وغيرها من البلدان العظمى.
وحتى وإن كان كلام الناقد المصري قد استفزني وحرك داخلي «نعرة طائفية بليدة»، إلا أن فيلم نرجس بكل ما يحمله من انبطاحية وسطحية لم يترك لي أي مجال للدفاع عنه. حيث رسمت هي الأخرى ملامح فريق مغربي في كرة القدم لا يستعصي عليه لا الفريق الألماني ولا الفرنسي ولا حتى سحرة كرة القدم البرازيليين. وقدمت طوال نصف ساعة أو أكثر لقطات الإصابات الخيالية والانتصارات الوهمية، الأمر الذي جعلنا نعتقد أننا نشاهد النسخة المغربية من «الكابتن ماجد»!!
ليس سمير فريد الوحيد من «مرمط» بنرجس النجار الأرض، بل أطلقت كل الجرائد الوطنية (ونحن معهم)، لسانها الطويل على الفيلم وصاحبته، مباشرة بعد عرضه، الأمر الذي أسماه البعض بالتآمر على المخرجة وكأن الصحافة المغربية عصابة أو طائفة دينية (secte).
صحيح، أطلق جميعنا النار على نرجس النجار ليس لأن "انهض يامغرب" فيلم فاشل، بل لأنه لا ينتمي لجنس السينما أصلاً.
وصحيح أيضا أننا «تحاملنا» عليها جميعاً لكن الإجماع المطلق لا يكون إلا حول الرداءة والقبح اللامتناهيين. إن فيلم فوزي بنسعيدي "ياله من عالم جميل" والذي شارك هو الآخر في المسابقة الرسمية للمهرجان، يراه البعض فيلماً متوسطاً بينما يراه آخرون قمة في الإبداع. وهذه صفة العمل الفني الذي يحقق الخلاف والاختلاف حول قيمته الإبداعية والجمالية. أما البروباغندا الإنبطاحية فمصيرها مزبلة التاريخ لا محالة.

لست ضد الحجاب لأنه أمر شخصي، ولكني ضد تكييف الدراما لصالحه وصالح أمور شخصية

المخرجة المصرية إيناس الدغيدي لـ"يومية الناس" :
لست ضد الحجاب لأنه أمر شخصي، ولكني ضد تكييف الدراما لصالحه وصالح أمور شخصية

أجرى الحوار: جمال الخنوسي

كلما ذكر اسم المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلا وذكرت معه عناوين أفلام أثارت الجدل ونوقشت مشاهدها ومواضيعها تحت قبة البرلمان أو قاعات المحاكم المصرية."إيناس الدغيدي" اتهمت بإخراج أفلام تتضمن كما كبيرا من "مشاهد العري والعبارات الجنسية" واتهمت بارتكاب جريمة السب والقذف في حق "بنات مصر" في تصريحات نشرتها لها الصحف حيث قالت "إن نصف بنات مصر وقعن في المحظور وحملن سفاحا نتيجة علاقات غير شرعية".
كما اتهمت مخرجة "الباحثات عن الحرية" و"مذكرات مراهقة" ب "التشجيع على انتشار الرذيلة والفحشاء بين طوائف المجتمع ودعوة الشباب صراحة للعزوف عن الزواج والانخراط في الحرام" وبأنها "تخصصت في أفلام العري والجنس والإثارة".

هي أكثر شخصية مصرية إثارة للجدل، فأينما حلت إلا وتحدث آراؤها ووجهة نظرها ردود أفعال حادة ومتباينة وصلت لحد اتهامها بالكفر والزندقة تارة، وإهدار دمها والتهديد بالقتل تارة أخرى، آخرها كان حول جرأتها للتصدي للممثلات المحجبات وظهور اسمها في لائحة سوداء، بالإضافة إلى ردود الفعل التي خلفها فيلمها الأخير الذي تقوم ببطولته النجمة يسرى تحت عنوان «ماتيجي نرقص».
حلت المخرجة المصرية إيمان الدغيدي بالمغرب مؤخراً لحضور مؤتمر انعقد في الدار البيضاء حول المرأة المغربية المهاجرة، والذي دعت له منظمة العمل العربية ومنظمة المرأة العربية.
«يومية الناس» استغلت فرصة تواجدها في المغرب لتنقاشها في موضوع السينما ومواضيع التطرف التي تهددها، وحول ظاهرة الفنانات المحجبات وعودة التائبات وغيرها من القضايا في الحوار التالي:
* مع الانتصار الذي حققه الإخوان المسلمون في الانتخابات الأخيرة بمصر، ألا تظنين بأن صعود الإخوان يهدد صناعة السينما؟
** بالتأكيد، لأنه لو اتفقنا أو اختلفنا بأن الفن حرام أو ليس حراما، فلا بد أن نتفق على أن الفن ليس له دين وليس له وطن ولا مكان لأن الفن حر بلا قيود. فإذا كان للمتشددين قيود وتحفظات فهم بذلك سيقضون على الفن لا محالة أو سيؤسلمونه. وبإعتقادي فإن الفن ليس مسلماً ولا مسيحياً ولا يهودياً ولا درزياً وبلا شك سيؤثر المتأسلمون على السينما عامة.
* هل يمكن اعتبار ظهور مصطلح «السينما النظيفة» هو بداية لهذه الأسلمة؟
** هذا المصطلح خرج من رحم أناس يدعون الإسلام أو الفضيلة، وأنا هنا أتحدث عن إدعاء الفضيلة داخل حقل الفن وليس في الحياة الشخصية لأن ذلك أمر لا يهمني في شيء. أما إدعاء الفضيلة في الفن فهو أمر مرفوض أيضاً، لأن المبدع سيجد نفسه محاطا بقيود كبيرة جداً ولن يتمكن من التعبير عن أي شيء إطلاقاً والفن أصلاً يبحث عن المناطق غير المنظورة وغير المرئية كالغوص في النفس البشرية، وأظن أن هذه هي رسالة الفن وهدفها فالمبدع لا يكتفي بنقل الواقع بل عكس الواقع غير المرئي ومن يطلق مصطلح السينما النظيفة فإنما يريد سينما مسطحة بلا أي معنى، اللهم تخدير الناس ونقل واقع سخيف بلا تحليل أو بحث عن مكامن الداء التي سببت التسطيح ودفعت إليه.
* التسطيح على شاكلة أفلام محمد سعد ..
** نعم، محمد سعد ومحمد الصغير ..

* وبماذا تفسرين هذه الانتكاسة؟
** هذه الانتكاسة مكملة لما يعرفه المجتمع فمصر تعيش مرحلة تخبط كبيرة بين مظاهر التطرف الزائد في كل الاتجاهات ومرحلة انتقالية فيما يسمى بالديمقراطية . وهي مرحلة غريبة عنا وكان علينا قبل أن نخطوها أن نوفر لها مقوماتها بقدر معين من الثقافة. وأنا لا أعني هنا التعليم بل الثقافة والوعي ومعرفة المصلحة العامة للمجتمع. ومع غياب كل هذا حدث التغبط والتسطيح الذي نعيشه الآن والسوقية التي نعرفها. هناك بطبيعة الحال ظروف اقتصادية صعبة تجعلنا نعيش حالة تعجب غريبة فكيف نتحدث عن الظروف الاقتصادية العويصة في حين أن فيلما ً من الأفلام يحقق 25 أو 26 مليون جنيه من الإرادات؟!
* بمعنى أن الرداءة هي التي تحتل الواجهة ..
** نعم، يجب التساؤل لماذا الرداءة هي السائدة وهي المطلوبة؟
* وبماذا تفسرين أن فنانات من داخل الوسط هن أول من يعادي الفن ويحرمه ؟
** موضوع الحجاب أعتبره موضوعاً شخصية مرتبط بكل فرد ومهما كان النقاش الدائر هل هو زي إسلامي أو غير إسلامي فأنا أعتبره لحد كبير زياً إسلامياً، إنما المشكلة تكمن في لي وتطويع الدراما والفن لصالح الحجاب. هذا أمر مرفوض والفنانات المحجبات يردن تكييف الدراما لصالح الحجاب ولمصالح شخصية وليس لمصالح عامة فقد وصل الآن أجر الممثلة 3 أو 4 مليون جنيه عن المسلسل الواحد وهو رقم مهول لم يصلن إليه قط لقد حققن كل هذا بفضل ما قيل من قبل من كون الفن حراماً وأنهن تبن عن هذا الإثم. لكن ماذا يبرر عودتهن الآن بعد أن تقبل الله توبتهن؟ لابد أنها مغريات المال التي وصفنا من قبل لكونها مال حرام جاء عن طريق الحرام
.
* تتحدثين هنا عن العائدات للفن من أمثال سهير البابلي وسهير رمزي ..
** أنا أسميهن التائبات العائدات وأنا لست ضدهن شخصياً ولكن ضد تكييف الدراما لصالح الحجاب لقد أصبحت المسلسلات استعراضاً لأزياء المحجبات فإذا لجأت الفنانة إلى الحجاب وتابت إلى الله حسب تعبيرهن وحققت راحتها النفسية فلماذا العودة واللجوء إلى التمثيل والقلق والتحدي والصراع ثانية!
* سنتحول للحديث في موضوع آخر، بصفتك مخرجة مصرية لها وزنها كيف ترين الإنتاج السنيمائي المغربي؟
** أنا متابعة للسينما المغربية منذ بدايتها وأرى أنها تسير في الإتجاه الصحيح لكن ينقصها السوق والشق التجاري وهذا ليس عيباً بالمرة لأن السينما تعتمد على المال بالأساس.
* المخرج رومان بولونسكي قال إن السينما ليست مؤسسة خيرية ..
** طبعاً، والرهان هو أن يصبح الفن بمميزاته الجيدة مصدر دخل مادي كي يعلو ويرتفع شأنه، لأنه ليس هناك بلد في العام قادر على تمويل الأفلام السينمائية دون الحصول على مقابل أجر أو ربح مادي.
* سبق لك الاشتغال مع ممثلة مغربية في فيلم «الباحثات عن الحرية» فكيف كان تعاونك مع سناء موزيان؟
** التقيت بسناء في القاهرة التي حلت بها قادمة من انجلترا من أجل تسجيل مجموعة من الأغاني وكنت حينها أبحث عن ممثلة بنفس المميزات الشكلية بالإضافة لمؤهلاتها الغنائية فوقع اختياري عليها من بين العديد من الفتيات، بعد وقت طويل أمضيناه في عملية الكاستينغ فأخذتها لمدرسة التمثيل كي تتعلم أصوله لمدة ستة أشهر وقامت بعدها بأداء دور مهم ورئيسي في الفيلم وأرى أن لها إمكانات مميزة. ومع مجيئي للمغرب سررت كثيراً لما علمت أنها الآن تصور فيلماً مغربياً جديدا واستطاعت من خلال "الباحثات عن الحرية" أن تعرف باسمها بعد أنك كان الكل يجهلها في المغرب. أظن أن هذه ثاني تجربة مشابهة لي بعد تجربتي مع التونسية هند صبري التي تبنيتها لأول مرة، وجعلت منها أكبر النجمات المصريات والعربيات. وأنا سعيدة لأني خرجت من النطاق المحلي للسينما المصرية التي اتهمت دائماً بالانغلاق والعنصرية. وأظن أنه بعد الانفتاح الذي سيشهده العالم مع الفضائيات والقنوات المختلفة لم يعد الحديث عن الفيلم المصري أو المغربي أو السوري ممكناً بل هناك فيلم عربي أو أوسع من ذلك. وليس لزاماً أن يكون هناك إنتاج مشترك فهذا أمر غير ضروري. لقد تعاملت مع سناء موزيان ومحمد عفيفي بالمغرب دون أن يكون هناك إنتاج مشترك من المغرب ولم يعرض فيلمي في المغرب أساساً. بل قصدت أن تؤدي دور الفتاة المغربية ممثلة مغربية ودور الفتاة اللبنانية ممثلة لبنانية، وأظن أن هذا التكامل سيثري الفيلم العربي وسيجعله أكثر انتشارا. كما يمكن للسينما المصرية أن تستفيد من انتشار الفيلم المغاربي في أوربا التي لم تستطع فرض أفلامها فيها بينما الأفلام المغربية والتونسية والجزائرية لها مكانة مميزة في فرنسا وإسبانيا وغيرهما.

29‏/11‏/2006

«إيلي سيمون»

«إيلي سيمون»

ليلة الخميس الماضي قدم الفكاهي الفرنسي «إيلي سيمون» عرضاً كوميدياً في مركب ميكاراما بالدار البيضاء، عرف إقبالاً كبيراً من طرف المغاربة والأجانب أيضاً. علق أحد الزملاء على الحدث أنه مناسبة لدخول الكوميديانات الفاشلين في بلدنا إلى مدرسة الضحك لتعلم أصولها وقواعدها من فنان كبير في حجم إيلي سيمون. لكن أظن أن «إيلي سيمون» عبقري الكوميديا تعلم هو أيضاً درساً من الجمهور المغربي الذي حج بكثرة إلى القاعة.
لقد ضحك المتفرجون ملء أفواههم طوال العرض، الأمر الذي جعل «إيلي سيمون» يعترف في النهاية أنه كان جد متخوف من رد فعل المشاهد المغربي، لكن على ما يبدو فقد كان التجاوب كاملاً. ومع ذلك طبع العرض فترة من الفتور تعلم فيها إيلي درساً مغربياً عميقا في التسامح، ووجد فيه الإجابة عن سؤال طرحه بشكل عارض: هل يمكن أن نجعل من كل شيء موضوعاً للضحك؟
جواب القاعة: لا.
فعندما حاول "إيلي" التنكيت على رفيقة دربه «ديو دوني» الزنجي المتعصب، لم تجد تلميحاته أي صدى في القاعة، ثم انطلق بعدها للسخرية من العربي، واليهودي والزنجي والمعاق أيضاً، لكن رد فعل المتفرج كان بارداً مما دفع إيلي سيمون "لتبدال ساعة بأخرى"، وأخذ جواب المغاربة حلقة في أذنه، لأن كثرة الضحك تفسخ البيع.
صحيح أننا نتداول تعابير غاية في العنصرية والقدح والاحتقار للآخر، المختلف، لكنها في الحقيقة تبقى موروثاً شفهياً ليست له أية حمولة عنصرية.
إننا عنصريون ب"الهضرة" فقط دون أن نعنيها.
صحيح أن عنصريتنا غير مقصودة ويجب العمل على محوها، لكننا في المقابل نرفض جعل الانتماء الديني أو العرقي موضوعاً علنيا للضحك والتنكيت. وأظن أن «إيلي سيمون» لن يطرح بعد الآن السؤال إياه... أو على الأقل هنا في المغرب.

"الماكدو"


"الماكدو"
عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان "كان"، فيلم جديد من بطولة نجم أفلام الحركة، الأمريكي "بروس ويليس" والمغنية الكندية، قدوة المراهقين والمراهقات، "أفريل لافين" تحت عنوان Fast Food Nation . يقدم هذا العمل نقدا لاذعا لأكلات الفاست فود أوالوجبات السريعة مثل "ماك دونالد" أو "كا إف سي" وغيرها . الفيلم يأتي بعد 100 سنة من ظهور رواية الكاتب الأمريكي "إيفتون سانكلير" "الأدغال" استنادا لبحث ميداني قام به شخصيا، وحذر فيه من انتشار الصناعات الغذائية من خلال تصوير مشاهد مأساوية لنهاية العالم اقتبسها من البحث الذي أجراه حول "مجزرة" شيكاغو.
أول أمس طالعتنا جريدة وطنية بخبر إصرار شبكة مطاعم "ماك دونالد" على استعمال زيوت محظورة لا تستعملها في بلد العم سام، ولا في القارة الأوربية، حيث "الحكام" والخوف على صحة المواطن من أول الأولويات. في حين تصر على استعمالها في بلادنا بلا حسيب أورقيب. ولا تكلف نفسها عناء التوضيح أو الاعتذار أو حتى الإنكار.
في أمريكا مثل هذه الوجبات، مقتصرة على الطبقة المتوسطة والكادحة، وأصبح لها الآن تسميات وألقاب جديدة من قبيل ال "تراش فود" أو وجبات القمامة نظرا لفقر قيمتها الغذائية. كما انطلقت عدة حملات في أمريكا وأوربا لمحاربة انتشار هذه العادة السيئة، وهذا النظام الغذائي الفاسد.
المضحك في الأمر هو أن مثل هذه المحلات في المغرب يعتبر مريدوها أنفسهم نخبة مميزة ومن علية القوم. إن دخول "ماكدونالد" أو "ماكدو" pour les intimes هو دليل على الانتماء لطبقة ميسورة من الله عليها بالتهام نفايات القرن الواحد والعشرين، فطوبى لهم ...

"حميد برادة" يقدم برنامجا حواريا على القناة الثانية

"حميد برادة" يقدم برنامجا حواريا على القناة الثانية

يتم التحضير لانطلاق برنامج حواري جديد على القناة الثانية يقدمه ويعده الصحفي المعروف «حميد برادة». ومشروع البرنامج الذي يحمل إسم "Mais encore" لم تصادق إدارة القناة الثانية على صيغته النهائية حتى الآن، ومن المنتظر أن يتم تصوير الحلقة النموذجية هذا اليوم لتحديد صيغته النهائية وصياغة دفتر للتحملات.
وحسب مصادر مقربة من القناة الثانية فإن «حميد برادة» سيتولى مناقشة شخصيات وازنة في السياسة والثقافة والفن في لقاء مفتوح "تكون الإجابات وتصريحات الضيف أهم من الأسئلة"، حيث سيحاول "انتزاع" الحقيقة والمعلومات الخفية من الضيوف المغاربة والأجانب الذين يتميزون بالمستوى العالي والقيمة المعرفية دون اشتراط الشهرة أوالانتشار.
ويضيف نفس المصدر أنه تم التفكير في أسماء من طينة محمد طوزي وعبد الله العروي وميغيل أنخيل موراتينوس...
كما أكد المصدر أن البرنامج لا يعترف بالخطوط الحمراء ويتمتع بهامش واسع من الحرية، التي غدت أحد مظاهر التحولات التي يشهدها المغرب. لكن مع ذلك، يميز القيمون على البرنامج بين الحرية والمسؤولية، التي لا تتنافى مع المهنية والحس الصحفي.

وقال المصدر ذاته أن البرنامج الذي تبلغ مدته 60 دقيقة، يتوخى السهولة والبساطة والتركيز على البحث عن الحقيقة، من أجل الإخبار والفائدة العامة بعيداً عن الاستفزاز.
الجدير بالذكر أن حميد برادة، الصحافي بمجلة "جون أفريك"، هو أحد أبرز معارضي الملك الراحل الحسن الثاني في بداية الستينات من القرن الماضي، وحكم عليه بالإعدام على خلفية محاولة اغتياله (الملك) فيما سمي آنذاك بمؤامرة 1963. كما كان رئيسا سابقا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وصديقا مقربا للمهدي بن بركة وعبد الرحمان اليوسفي والفقيه البصري، وعمل طويلا في القناة الفرونكفونية TV5.
جمال الخنوسي


28‏/11‏/2006

رحيل عبقري السينما والمسرح "فيليب نواريه"

فرنسا في حداد
رحيل عبقري السينما والمسرح "فيليب نواريه"

أعلن في باريس عن وفاة الممثل الفرنسي فيليب نواريه يوم الخميس الماضي بعد معاناة طويلة مع المرض.
قدم نواريه (76 عاما) أدوارا في125 فيلما من بينها "البندقية القديمة" كما مثل في عشرات المسرحيات أشهرها "لورنزاتشيو".
وشكل نواريه مع ممثلات شهيرات مثل كاترين دونوف ورومي شنايدر وسيمون سينيوريه، ثنائيات خالدة في تاريخ السينما
.
وحصل نواريه على جائزة سيزار الفرنسية للسينما مرتين في1976 لدوره في "البندقية القديمة" وفي1990 لدوره في ""الحياة لا أكثر"
ولد نواريه في فاتح أكتوبر سنة 1930 بمدينة "ليل" بفرنسا. بدأ مسيرته الفنية مع فشله عدة مرات في اجتياز امتحان الباكالوريا، الأمر الذي دفع بنواريه للالتحاق بمعهد الفنون الدرامية، ثم الالتحاق سنة 1953 بالمسرح الوطني الذي يديره جون فيلار، حيث قضى سبع سنوات من الفن والتمثيل الجماعي تعرف خلالها على زوجته مونيك شوميت التي تزوجها سنة 1962. وفي نفس الوقت كون مع صديقه "جون بيير داراس" ثنائيا كوميديا يقدمان عروضهما في الكاباريهات بعيدا عن الشكل الكلاسيكي للمسرح الوطني.
حصل نواريه على أول دور سينمائي سنة 1956 في فيلم "القمة القصيرة" لأنييس فاردا ثم انتظر أربع سنوات للظهور من جديد على الشاشة الكبيرة في فيلم " فوضى في الميترو" للويس مول. وبعدها شارك في مجموعة من الأعمال لكنه سيتميز ويجذب الأنظار نحوه من خلال أدائه لدور المزارع الحالم في فيلم " ألكسندر السعيد" الذي أخرجه إيف روبير، الأمر الذي دفع بنواريه للتفرغ إلى السينما وهجر المسرح.
سنة 1973 قدم نواريه فيلما أحدث ضجة كبيرة خلال مهرجان "كان" تحت عنوان "المأدبة الدسمة" لماركو فيريري والذي يحكي عن قصة انتحار جماعي. ثم تخصص في الأدوار المركبة وأصبح الممثل المفضل عند مجموعة من المخرجين. فقدم مع بيرتران تافيرنيي "ساعاتي سان بول" سنة 1973 و"لتبدأ الحفلة" سنة 1974. ومع إيف بواسي " الانفجار " سنة 1972 و"الطاكسي القرمزي" سنة 1977 . ومع فيليب بروكا قدم " نزوات مريا " سنة 1970 و"الدجاجة الحنونة" سنة 1977.
وسيتحول نواريه إلى نجم حقيقي مع النجاح الواسع الذي حققه فيلم "البندقية القديمة" للمخرج روبير إنريكو والذي توج بحصوله على سيزار أحسن ممثل سنة 1976، والتي سيفوز بها للمرة الثانية سنة 1990 عن فيلمه "الحياة لا أكثر" لكلود زيدي.
سيكسب نواريه شهرة عالمية من خلال دوره المتميز في فيلم "سينما باراديزو" سنة 1988 والذي سيعرف من خلاله الشهرة والانتشار على مستوى واسع.

في التسعينات أصبحت العروض السينمائية قليلة، وفي سنة 2003 سيستأنف نواريه مسيرته بفيلم Les Cotelettes للمخرج بيرنار بليي بعد أن لعب نفس الدور على خشبة المسرح سنة 1997 في المسرحية التي أقتبس منها للفيلم. وسيعرف نواريه نجاحا كبيرا مرة أخرى وفي نفس السنة مع الفيلم الذي أخرجه ميشيل بوجناح تحت عنوان "أب وإبن" وعمره 73 سنة.
ثم اختتم مسيرته الطويلة بالفيلم الكوميدي والبوليسي "إيدي" لفرنسوا بيرليون سنة 2005. لينطفئ للأبد عبقري اسمه فيليب نواريه ويترك المكان لميلاد أسطورة السينما والمسرح في فرنسا.
جمال الخنوسي






الجنيرال كازالطا في مدرسة إدريس البصري

نيرال كازالطا في مدرسة إدريس البصري
لا يمكنني الحسم في سؤال من تعلم من الآخر، ومن هو التلميذ ومن هو الأستاذ! على الأقل جاد علينا الزمن "وهنّانا من أحدهم ". أما الثاني فباق والدوام لله، لذلك سنجعل من سي إدريس هو الأستاذ المحال على التقاعد الجبري أو الاختياري ولنقل "دي في دي" كما يسميه رجال التعليم خفيفو الظل.
بيير كزالطا ،لمن لا يعرفه، هو المدير المستبد بكرسي إذاعة ميدي 1 ، إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية منذ .... في الحقيقة لا أذكر متى.. فعندما عرفت القناة الإذاعية عرفت معها كازالطا. مستبدا بكرسيه إلى أن تنزل الديمقراطية الإلهية التي تسمح بتغيير الكراسي. أما كازلطا فقد استحوذ على الإذاعة وانتقل الآن للتلفزة ودائما بنفس العقلية "المسورتة".
وحسب آخر الأخبار التي تنتقل "حسي مسي"، فإن القناة الفرنسية على أرض المغرب، ستنطلق يوم الجمعة فاتح دجنبر القادم وستبث من طنجة على قمر "هوت بورد". لكن حتى الآن، لا شيء مؤكد، فتاريخ الانطلاق تأجل عدة مرات، دون بلاغات، ولا تبريرات، بل تمر مرور الكرام، ولا تكلف القلعة الحصينة التي يقف على رأسها كازالطا عناء الشرح أوالتبرير.
وميدي سات قناة خارج التاريخ، يحكمها بقبضة من حديد ديكتاتور إسمه بيير كازالطا، فخلافا لباقي القنوات في جميع أنحاء العالم، ليس لميدي سات مسؤول عن التواصل ولا "ميدياتور". إنها قناة للتواصل بلا تواصل، وقناة إعلامية تمارس التعتيم على نفسها، فمابالك على القضايا الكبرى.
في الروبرطاج الذي قدمته القناة الثانية في نشرتها الإخباربة حول ميدي سات: رمز الانفتاح الإعلامي المغربي وخوصصة السمعي البصري، لم تقدم أي معلومات تذكر عن القناة، ولا عن شبكة البرامج، ولم تتحدث للجنرال ولا لقواده، بل كل ما قدم لنا هو مجموعة من المغاربة "السعداء" بالعودة للوطن والاشتغال في قناة "رائعة" كميدي سات.
الأخبار التي تنشرها الصحافة المكتوبة هى أيضا غامضة فأمام "التعتيم" الذي يفرضه الجنيرال كازالطا من ال "الكي .جي " في طنجة. تجد نفسها مجبرة لبناء كل المعلومات والأخبار للمجهول، وكأن ميدي سات قناة خاصة ب "رجال البلاد".
على كل حال لم يبق إلا القليل، و"يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش" ونرى حنة يدين الجنيرال.

جمال الخنوسي

من تلفزة الرباط إلى مهرجان مراكش

من تلفزة الرباط إلى مهرجان مراكش

في البداية لا بد أن أذكركم أنني لست من المتعصبين للغة العربية أو أي لغة أخرى، ولا أحب كلمة التعصب أساسا. لكن ما لاحظته في مجموعة من المواقع المغربية على شبكة الأنترنيت أمر مستفز ومهين، وأخص هنا بالذكر موقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون وموقع مهرجان مراكش الدولي للسينما.
موقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون انطلق منذ بدايته باللغة الفرنسية، ووعد بنسخة عربية لم تظهر حتى الآن، وكأن الموقع موجه لفرنسا والفرنسيين الذين قرروا هجر قنوات "تي إف 1" و"إم 6" و"فرونس2" وغيرها ليشاهدوا قناة اسمها "المغربية". أو ربما أعياهم تشفير الباقتين الممتعتين TPS وCanal satellite وفضلوا باقة الشركة الوطنية. مع أنها هي الأخرى مشفرة وحيرت علماء تكسير الشفرات، وطلاسمها لم تنفع معها حيل الكهان ولا دواء الأطباء.
موقع مهرجان مراكش الدولي للسينما وعد المشرفون عليه بانطلاقه في فاتح نونبر بثلاث لغات هي الفرنسية والعربية والإنجليزية. هذا التعدد مستحسن، وتسير عليه جل المواقع المحترمة للتواصل مع أوسع شريحة ممكنة. لكن الموقع انطلق متأخرا بأسبوع عن الموعد المحدد، وباللغتين الفرنسية والإنجليزية فقط.. ؟! أما النسخة العربية فلم تنطلق لحدود الآن، والصفحة اليتيمة لا تحتوي على معلومات تذكر.
لن نقول هنا مثل قول أحد "المخرجين من إياهم" بأن أكبر مهرجان سينمائي في البلاد يسيره "النصارى" والعقلية الاستعمارية، لأنه تصور متخلف يروم دغدغة "الغرائز الشعبوية" المتخلفة، لكن على الأقل يجب التعامل مع المواقع على الشبكة العنكبوتية بنفس التصور والديمقراطية والحزم، كي لا نترك لصيادي الماء العكر بركة ضحلة لممارسة هوايتهم المفضلة.

جمال الخنوسي

الهاكا "تحذر" قناة "الجزيرة"

مع انطلاق نشرة المغرب العربي من الرباط

الهاكا "تحذر" قناة "الجزيرة"

ذكر مصدر مطلع أن الهيئة العليا للإتصال السمعي البصري (الهاكا) راسلت قناة الجزيرة من أجل تحذيرها وتنبيهها من تقديم خدمة سمعية بصرية الأمر الذي سيدخلها في خانة مختلفة تتطلب إجراءات جديدة واستحداث صيغ قانونية خاصة.
وكانت عدة منابر إعلامية قد نبهت إلى عدم حصول "قناة الجزيرة" على أي تصريح من الهيئة من أجل بث "نشرة المغرب العربي" مباشرة من الرباط. واعتبرت تلك المنابر أن خطوة قناة الجزيرة، غير قانونية، فيما يرى نفس المصدر، أن "الهاكا" تلزم وتضخع للترخيص إحداث واستغلال بث خدمات الاتصال السمعي البصري أو هما معاً ولاسيما عبر شبكة هرتزية أرضية وعن طريق الأقمار الاصطناعية، كما هو الحال مع قناة ميدي 1 سات، وشبكات الكابل لتوزيع خدمات السمعي البصري، وهو وسيلة لم يستغلها المغرب، بالإضافة إلى كل وسيلة تقنية أخرى. ودخول قناة الجزيرة لهذه الخانة سيجعلها تابعة للقانون المغربي كما هو الحال في شبكة «راديو سوا»، التي وضعت لها "الهاكا" دفتراً خاصاً للتحملات باسم "شركة الشرق الأوسط للإذاعة والتلفزة بالمغرب".
ويضيف نفس المصدر أن قناة الجزيرة تبث من استوديوهات الرباط نشرة المغرب العربي مباشرة عن طريق ما يعرف بتقنية "من نقطة إلى نقطة"، حيث يقوم جهاز خاص ببث المادة الإخبارية من الرباط إلى الدوحة، ويتولى الأستوديو الرئيسي من قطر بثها للمشاهدين، عن طريق الأقمار الاصطناعية إلى جميع أنحاء العالم. والعملية التي تقوم بها الجزيرة تدخل في إطار الاتصال السلكي واللاسلكي الذي يخضع لسلطة « الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات السلكية واللاسلكية» الذي سبق للجزيرة أن حصلت على رخصة مؤقتة منها قابلة للتجديد، وليس لمجال السمعي البصري الذي تتولاه الهاكا.
جمال الخنوسي


23‏/11‏/2006

«أولاد فشوش العهد الجديد»

«أولاد فشوش العهد الجديد»

كل المغاربة يعرفون في محيطهم العائلي، الصغير أو الكبير، ولد الفشوش أو بنت الفشوش. إنه فتى في غالب الأحيان تجده في المحلات التجارية والقيصاريات وفي ممرات أسيما ومرجان يتمرغ أرضاً، يبكي ويصيح طالباً مبتغاه بكل ما أوتي من قوة على الزعيق والنعيق. ويرى الجميع في المنظر البائس إما قلة تربية من الوالدين أوقلة أدب الابن العاق.
الأوساط النخبوية المغربية أصبحت هي أيضاً تعرف هذه الظاهرة من أولاد الفشوش، الذين اعتادوا «الدسارة» ولي يد الدولة كلما سنحت لهم الفرصة. وإن كان أولاد الفشوش يهددون آباءهم بالبكاء و«ضريب الطر» في السوبرمارشيات، فإن أولاد افشوش العهد الجديد يذهبون مباشرة إلى البلدان المجاورة والنائية باحثين عن وسائل الإعلام التي تصطاد في الماء العكر وتتصيد أخطاء المغرب. من أجل «إقامة الدنيا» وإثارة فضيحة «بجلاجل».
آخر فصول مسرحية أولاد الفشوش هو البيان الذي خرج به أحد رواد «حقوق الإنسان»، والمدافعون عن القيم الانسانية الكبرى عندما قرر بينه وبين نفسه إنشاء مهرجان حول حقوق الإنسان يعرض فيه أعمالاً تيمتها الهجرة والقمع، والإرهاب وغيرها. الفكرة محبذة وجيدة لكنها تحتاج للعديد من الترتيبات والعمل الشاق والمضني لأن مهرجانا سينمائياً ببعد دولي ليس «لعب الدراري» ولابد له من أناس ضليعين في هذا الحقل والمجال. وصاحبنا «ولد الفشوش» لا تربطه أية علاقة بالسينما ولا يفقه فيها شيئاً. والمؤسسات المرتبطة بهذا الفن في المغرب لا تعرف عنه شيئاً، ولا هو ابن الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، فليس كل من "هب ودب" أو شاهد ثلاثة أفلام هندية وخمسة أفلام "كاراطي" في سينما رأس الدرب، مع احترامنا لعشاق هذه النوعية من الأفلام، تتفتق قريحته في اليوم التالي على مهرجان دولي للسينما.
وحتى الأفلام المبرمجة في المهرجان لا علم لأصحابها بهذا الحدث الدولي لا من قريب ولا من بعيد، فكيف لصاحبنا أن يتصل برومان بولنسكي والمخرجين العالميين في الأرجنتين والمكسيك والبلدان النائية، وهو لم يتصل بالقريب والمقربين أمثال حسن بنجلون وسعد الشرايبي!!
وبما أن ولد الفشوش يتنطع بكل أشكال وألوان المنظمات والجمعيات والهيآت الحقوقية ويضعها في مدونة طويلة على شبكة الأنترنيت. فهو يحاور وزارة الاتصال ووزارة الثقافة والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بشعار أولاد الفشوش، «أعطيني اللبن ولا نهرس يدي» ومنطق الترهيب عند صاحبنا لا يعني هنا كسر اليد بل البكاء على أطلال وكالات الأنباء العالمية يشكوها القهر والحرمان وعداوة «العهد الجديد» ومناهضته لحقوق الإنسان وغيرها من المصطلحات الرنانة من قواميس الجمعيات والهيئات المعروفة. كما لا يفوت صاحبنا «ضريب الطر» للمغرب عند الجارة القريبة إسبانيا فيقدم تصريحات تلو الأخرى «للباييس» و«إلموندو» و«إي بي سي».
ويتهم «ولد افشوش العهد الجديد» الكل بالتقصير، لأنه يتم رفض التعاون معه ودعمه في حين تدعم تلك الأطراف مهرجانات أخرى لا قيمة لها ولا شعبية على حد قوله. ويتناسى صاحبنا أن وراء تلك المهرجانات أناس ينتمون للسينما بالأساس، كمهرجان مراكش أو الرباط. أو وراءها أندية سينمائية عريقة كآزرو وسيدي قاسم وخريبكة وتطوان ومرتيل.
يجب أن نزيل من تفكرينا وهم أن الدولة ملزمة بدعم كل الأنشطة كيفما كانت ودون تقديم الشروط اللازمة والصحية لكل عمل بهذا الحجم. يجب أن نتعلم كذلك أن لا نلوح بحقوق الإنسان ونرمي بها على عتبة كل نقاش وتصبح «شيفون» تصفية الحسابات. وفي الأخير، نرجو أن تكفوا عن ممارسة «الدعارة السياسية» ضداً في الوطن. فدعارة «أولاد الفشوش» القاصرين هي أيضاً منافية لحقوق الإنسان وللمواثيق الدولية وللأعراف والتقاليد.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr


تتويج الفنانة المغربية لطيفة أحرار بجائزة عالمية جديدة


تتويج الفنانة المغربية لطيفة أحرار بجائزة عالمية جديدة

فازت الممثلة والمخرجة المغربية لطيفة أحرار بالجائزة الخاصة بلجنة التحكيم في الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للمونودرام في مدينة كييل بألمانيا. وذلك عن عملها "الليلة الأخيرة" الذي كتبه محمد سعيد الضنحاني وديكور سناء شدال وإضاءة عبد الحي الشغروشني. وقد تم توزيع الجوائز في حفل اختتام المهرجان الذي أقيم بمسرح بومب بمدينة كييل في 17 نونبر الماضي.
وحول هذا الحدث الهام عبرت لطيفة عن فرحتها وسعادتها للتتويج الذي يعتبر تكريما لكل الفنانين المغاربة واعترافا لهم بحسهم الإبداعي وقدراتهم الخلاقة.
وأضافت لطيفة أن المهرجان كان فرصة للقاء ممثلين ومبدعين من العيار الثقيل، ينتمون لبلدان مختلفة كروسيا واليابان. كما أن العمل تطلب منها مجهودا كبيرا لإيصال المعاني والتعبير والتأثير في الجمهور ولجنة التحكيم عبر نص مكتوب باللغة العربية.

وتحكي "الليلة الأخيرة" عن شخصية مريم المرأة غير متزوجة " العانس" باللغة الجارحة، الحالمة باقتسام اللحظات الجميلة مع رجل ينفث في روحها عطر الحياة.
مريم امرأة تحلم باستمرار بتجاوز التملك الذي تختزله ذاكرتها الطفولية، تملك أبيها لها ولأمها.
مريم شكلت لها الحياة، ووضعت لها القواعد، رسمت لها الألوان والأشكال والروائح.
وفي الليلة الأخيرة، تقرر مريم الحسم، لحظة الحسم والنطق والفعل.
على خشبة المسرح امرأة وحيدة و متعددة، بتعدد الحالات والانفعالات المجسدة في العرض، تقول كلمتها الأخيرة مستمدة إياها من مخاض أيام وليالي انتهت بالليلة الأخيرة لتفتح نافذة صغيرة تطل على الحياة نفسها.
والجدير بالذكر أن لطيفة أحرار سبق وأن حصلت على عدة جوائز هامة كالجائزة الثانية للدوري العالمي لمسابقات الإرتجال بباريس سنة 1992. وجائزة أحسن ممثلة للسنة عن مسرحية "الفيل والسراويل" للطيب الصديقي سنة 1998 . وجائزة أحسن دور تاني نسائي بالمهرجان الدولي للسينما بالإسكندرية سنة 2002. وجائزة أحسن دور ثانوي نسائي بالمهرجان الوطني للسينما بوجدة، وجائزة أحسن ممثلة بالمهرجان الوطني للمسرح بمكناس سنة 2003.
جمال الخنوسي


عتيق.. يا عتيق ..

عتيق.. يا عتيق ..

اتصل بي مساء أول أمس الإعلامي المغربي «عتيق بنشيكر»، أسعدتني منه هذه الالتفاتة، لكن كان يبدو من صوته على الهاتف، الكثير من الانفعال. أذهلني منه أمر كهذا، وهوالمعروف بهدوئه ودفء صوته في مختلف البرامج التي قدمها طوال مساره الإعلامي على القناة الثانية بالخصوص. سبب هذا الانفعال هو نقمة الزميل علينا بسبب ما كتبناه في نفس العمود بعدد يوم الخميس. وأكثر ما آلم بنشيكر هي الجملة التي تقول «إن 30 مليونا من المغاربة ليس فيهم منشط واحد مثل «زاهي وهبي» يحمر الوجه» واعتبر الشيكر نفسه أحسن منه بكثير، ويعرف من يكون، وطريقة اشتغاله. ولم يكن علي بتاتاً وضعه أي «الشيكر» في سلة واحدة مع باقي المنشطين والإعلاميين المغاربة. وكان حرياً بي أن أقارنه بالمنشطين الفرنسيين بدل العربي «زاهي وهبي»، لأن الفرنسيين هم على الأقل أحسن منا، وروح الوطنية تحتم علي من وجهة نظر الشيكر الاعتراف بقدرات أبناء جلدتي وتشجيعها.
كل ما قاله الشيكر وجهة نظر تحترم، والحق يقال إنه لم يفقد صوابه كما يفعل الآخرون، أو انفلتت أعصابهم، وحافظ طوال النقاش على أدبه وروح الاستماع والانصات للآخر. وبعيداً عن هذا وذاك يبقى «عتيق بنشيكر» صحفياً مغربياً محترماً ونكن له الكثير من الحب، لكن مع ذلك لابد من إبداء بعض الملاحظات التي ربما غابت عن بال العزيز عتيق.
في البداية إن كان بنشيكر يرى في نفسه أنه أحسن من «زاهي وهبي»، فنحن لا نرى الأمر هكذا بمنطق المقارنة السهل والبسيط. وعلى كل حال هذا أمر يعنيه وحده والمثل المغربي يقول «اللي احسب وحده يشيط ليه».
من جهة أخرى نعرف الظروف التي يشتغل فيها زملاؤنا في القنوات المغربية، وهي ظروف تجمد الدم في العروق. فزاهي الذي يتلقى مرتبه بالدولار ليس هو المنشط المغربي الذي يتقاضاه بالدرهم، وبلاتوه القنوات الكبرى ليس هو مرآب كيلومتر 7، ورفيق الحريري ليس هو مصطفى بنعلي وقس على هذا. لكن مع ذلك تبقى الكفاءة والحس الإبداعي وجمالية الحوار أمراً خارجاً عن هذه المعطيات ومنزهاً عنها. فالعمود الذي كتبناه تحت عنوان "من لايحب كريمة صقلي؟" كان بمناسبة استضافة زاهي وهبي للمطربة المغربية على قناة "المستقبل" اللبنانية في برنامج "خليك بالبيت". وكما بدا لي كمشاهد مغربي فإن محاور كريمة استطاع أن يخلق معها نقاشا راقيا جعل من نجمتنا تلمع أكثر، وتشرف كل المغاربة، بينما عند استضافتها في برامج مغربية، لا مجال لتسميتها، كانت تبدو باهتة ولم تأخذ حقها كما يجب. وهذا أمر مرتبط أساسا بمقدرة المحاور في الانتزاع الهادئ للحوار البناء والهادف.
أما مسألة "الحس الوطني" الذي يحتم تشجيع المنشطين المغاربة، وهي مقولة شاعت هذه الأيام، فإن التصلب العرقي وروح الوطنية كما فهمناها من قول زميلنا مسألة أكل عليها الدهر وشرب، وعادت تنتمي للفكر الضيق المتحجر، وأصبحت مسألة متجاوزة بحكم أن العالم غدا قرية صغيرة، ولم نعد نقارن أنفسنا بجيراننا الأقرباء، بل أصبحنا نتنافس مع الكبار، لأن الانتقال من المغرب إلى لبنان إلى مصر إلى فرنسا وأمريكا والدوحة، يتم بزر صغير على جهاز التحكم عن بعد، ولم يعد الوقت وقت مجاملات وتبادل الكلام المعسول بل هو زمن أن تقول للأسد «فمك خانز».
إننا لم نقصد بأي حال من الأحوال التقليل من قيمة الإعلاميين المغاربة، أو الحط من همتهم، ولكننا قلنا ما وصلنا إليه بأمانة، وما يقوله غيرنا في السر (لسوء حظنا جميعاً) قلناه جهرا وبجرأة دون أن "نطول لساننا". فحال الإعلاميين هو من حال منظمومة إعلامية رديئة عامة، ولدت القبح في قنواتنا، وجعلتنا نحس بالتقزز والنفور من برامج لا تنتمي لأي عصر تلفزيوني، حيث يشعرك ال«زابينغ» وكأنك تسافر في آلة الزمن، من حقبة حجرية إلى حقبة مستقبلية، بينما أنت في حقيقة الأمر تنتقل من قناة لأخرى.
كان من الممكن أن يظهر هؤلاء المغاربة الموهبة والعبقرية لو اشتغلوا في ظروف أحسن، ويحضرني هنا مثال «عبد الصمد ناصر» الصحفي في قناة «الجزيرة» والذي أبان عن إمكانات كبيرة بينما كان مآله التهميش في قناتنا المغربية.
لكن مادام الحال على ما هو عليه، زميلي العزيز، تبقى الرداءة والقبح هي السائدة إلى إشعار آخر.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

من لا يحب كريمة الصقلي ؟

من لا يحب كريمة الصقلي ؟
عرضت قناة "المستقبل" اللبنانية أول أمس حلقة جديدة من برنامج " خليك بالبيت " إستضاف فيها، الإعلامي والشاعر المميز زاهي وهبي، المطربة المغربية الكبيرة كريمة الصقلي .
لا أريد هنا أن أحدثكم عن كريمة الصقلي وعن قيمتها الفنية والإبداعية وإسهامها في نشر القليل من الجمال وسط القبح السائد مع مغنيات "الليل وآخره" ، لكن أود فقط أن أبدي ملاحظتين أساسيتين .
الأولى تتعلق بقيمة المحاور التي تشعرك بالحسرة على ما وصل إليه إعلامنا المغربي من رداءة، حيث لم تستطع لا القناة الأولى ولا الثانية أن تقدم منشطا تلفزيونيا واحدا من طينة زاهي وهبي . ولا داعي للعودة هنا للحديث عن "الستيريوتيبات" الغريبة التي تطالعنا كل ليلة أو في شكل أسبوعي، لتكرهنا في التلفزيون والفن والفنانين جملة وتفصيلا. بل تجعلك تكره ذاتك أيضا وإنتماءك ل 30 مليون من المغاربة ليس بينهم إعلامي واحد " يحمر الوجه ".
الملاحظة الثانية تتعلق بإصرار كريمة الصقلي على الحديث بالدارجة المغربية، وحفاظها على "لونها". وهذا أمر ليس فيه أي نوع من التعصب العرقي، ولسنا من أنصار "البولميك" اللغوي، بل كل ما في الأمر هو أن كريمة أشعرتنا أنها طبيعية، تحترم نفسها وتحترم فنها. ولم تصنع صنيع بعض الوجوه المغربية التي تتحدث اللبنانية أكثر من اللبنانيات والمصرية أكثر من المصريات والخليجية أكثر من الخليجيات وكأنهن في غرف الشات والدردشة.
على الأقل كريمة الصقلي لم تبت في البركة ليلة وأصبحت من أولاد عم "الجران" كما يقول المثل المغربي.
وعلي شاكلة زاهي وهبي نقول لها: شكرا سيدي ، شكرا سيدي ، شكرا سيدي..
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

12‏/11‏/2006

قنوات "الاستحمار"

قنوات "الاستحمار"
ابتدعت القنوات الفضائية على القمر نايل سات عدة طرق لاجتذاب المشاهدين وابتزازهم، خاصة مع كثرة القنوات والمنافسة القوية بينها في محاولة منها لفرض وجودها والتميز ولو بالباطل.
بعد ظاهرة كليبات الاستعراء التي تزعمتها مغنيات "غرف النوم" جاءت مسابقات "الاستغباء" التي تكلف المشاهدين أجرة شهر كاملة. حيث تطرح القناة سؤالا غاية في البلادة من قبيل : حيوان يعيش في الغابة يطلق عليه اسم ملك الغابة، هل هو أسد، أم قط أم حمار؟ وتتكلف مضيفة "من الشاكلة إياها" بتمرير المقلب، والحصول على الآلاف من المكالمات التي تذر أرباحا طائلة. المغنية المغربية ليلى غفران دخلت أيضا هذا المضمار، وأطلقت مؤخرا مسابقة بليدة، هي من تخاريف تقدم السن، تعد فيها المعجبين والمعجبات بملايين الدولارات!!!
آخر صيحة في برامج التلفزيون هي ظاهرة الشوافات والمشعوذين على الهواء مباشرة. فما على المشاهد سوى الاتصال بالهاتف ليتم توصيله بالمشعوذ أوالشوافة وهي تقول: "شبيك لبيك كل ملوك الجان بين يديك".
متزعمة هذه النوعية من البرامج هي قناة جديدة اسمها "جرس" لصاحبتها نضال الأحمدية. بالأمس كانت الاتصالات مع أحد المشعوذين متنوعة وكثيفة. وعلى مايبدو فسوق هذه النوعية من البرامج رائج. فهناك من تسأل عن خيانة زوجها أو عقمها أو ظلم "عكوزتها" ... ودائما صاحبنا العراف له الجواب الكافي والدواء الشافي. " عليك بديك تكتبين على ريشه أسماء الله الحسنى!!!" أو كلي 7 ثمرات مع الفجر واقرئي الآية الفلانية سيرزقك الله المال والبنون!!". والكثير من قبيل هذه الترهات والخزعبلات التي تعطل العقل وتشل التفكير.
في حقيقة الأمر كان للمشاهد فيما قبل خيار واحد على قمر نايل سات. خيار بين الكوليرا أوالطاعون: قنوات طالبان الظلامية التي تبيح القتل وسفك الدماء أوقنوات الاستعراء وحضارة "قلع الهدوم". والآن أصبح لنا خيار ثالث ،والحمد لله، هو قنوات البلادة و"الاستحمار" مع انتشار قنوات الشعوذة "مباشرة على الهواء".
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

11‏/11‏/2006

بين روبي وعبد الناصر


بين روبي وعبد الناصر
قضية المنع التي تطال الكتب و الجرائد والمجلات في بلدان مختلفة من المعمور أصبحت دليلا على الغباء أكثر منه دليلا على التسلط والاستبداد. فمع تطور وسائل الاتصال وتطور شبكة الانترنيت، أصبحت المعلومات والأخبار تنتشر بشكل واسع رغم أنف الرقيب.
آخر صور هذا التخلف الذي أبدعت فيه غالبية الدول العربية، ماحدث مؤخرا في مصر المحروسة. فقد تم منع دخول العدد الأخير من مجلة "باري ماتش موند" وحرمانها من التوزيع بالرغم من تخصيصها لملف كامل ومستفيض عن مصر في جميع مظاهرها الفنية والتاريخية والسياسية.
صدر قرار إذا من وزير الإعلام المصرى (بصفته المسؤول الأول عن تداول المطبوعات الأجنبية في مصر) بمنع تداول المجلة الفرنسية الشهيرة ومصادرتها بعد التقرير الذي تم تقديمه له بأن المجلة "تتضمن صورا تتنافى مع الآداب العامة".
لكن بعد إطلاعنا على المجلة موضوع "المنع" لم نجد فيها لا صور خليعة ولا مشاهد تخدش الحياء كل ما هناك، استحواذ "روبي" على الغلاف (بدل بورتريه الرَيِّس) بالإضافة لصور مختلفة و"محتشمة" للمغنية. هذا في الوقت الذي تدخل فيه مجلات أخرى مصر آمنة ومن بابها الواسع، وفيها من صور أجساد الفنانات اللبنانيات المكتنزة وصدورهن الممتلئة ما يجعل من "روبي" مغنية خجولة.
أصوات أخرى أرجعت المنع إلى جملة وردت في المقال حول المغنية الشهيرة. حيث اعتبرت المجلة "روبي" فتاة من صعيد مصر وتحديدا من أسيوط مثلها مثل جمال عبد الناصر(!!).
على ما يبدو، فإن جمال عبد الناصر وصلت قدسيته إلى مستوى لا يتصور واقتران اسمه باسم "روبي" هو إساءة له ولإسمه. لكن قمة الحماقة هو أن قناة ميلودي التي صنعت مجد "روبي" والمغنيات "السيئات الذكر" يمتلكها جمال أشرف مروان ابن منى عبد الناصر، ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر (!!).
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

09‏/11‏/2006

الدرس الفرنسي


الدرس الفرنسي

قبل سنوات عرف المجال السمعي البصري في فرنسا فضيحة كبرى أطاحت برؤوس على أعلى مستوى، ومازالت تلك الواقعة معروفة حتى الآن ب "فضيحة المنشطين المنتجين".
أرغمت تلك الواقعة مدير الهيئة العليا للسمعي البصري، أي ما يقابل "الهاكا" في بلادنا على الاستقالة والهروب من الباب الخلفي للبناية التي كان يشغلها خوفا من عدسات الصحافة "الشمتانة".
لقد ترك "ألكاباش" كرسيه متأثرا بتلك الفضيحة "بجلاجل" حينما كشفت الصحافة المكتوبة، الأرقام الخيالية التي كان يتقاضاها منشطون أنشؤوا شركات للإنتاج يبيعون برامجهم للتلفزة العمومية الفرنسية بمبالغ باهضة . فثارت ثائرة الرأي العام الفرنسي بتحريض من جرائد ك "لوموند" و "لوكانار أونشيني". فكانت استقالة إعلامي كبير ك"ألكاباش" يتربع على رأس أكبر هيئة مسؤولة عن السمعي البصري هي الوحيدة الكفيلة بإسكات الأصوات التي تعالت، وأفقدت العديد من نجوم تلك الحقبة شعبيتهم، باعتبار أنهم ضبطوا وأيديهم في جيوب الفرنسيين الذين يمولون قنواتهم التلفزية من الضرائب التي يدفعونها للدولة.
في المغرب اجتمعت مجموعة من المغامرين و"الفهلوية" و"السناطحية" و"زعماء الجبوه" وأنشؤوا شركات للإنتاج وقدموا أعمالا رديئة صادقت على إنتاجها القناة الثانية وتهافتت عليها ب"قدرة قادر" ودفعت فيها "الشيء الفلاني" حتى أن أحد المشاركين في واحد من تلك الأعمال الهابطة، نفضل أن نحتفظ باسمه، اعترف أنه قدم أعمالا محترمة من قبل ونالت استحسان الجمهور والنقاد لكن أرذأ عمل يقدمه هو الذي خول له اقتناء بيت جديد!!
تعالت أصوات الصحافة تشجب، والمواطنون يقولون "اللهم إن هذا منكر" ومع ذلك لم يحرك أحد ساكنا ولم يستقل "حتى شاوش في التلفزيون" ولو لذر الرمادعلى العيون أو "تطياب خاطر المغاربة". أكثر من هذا أرسل فيصل العرايشي بصفته رئيسا للقطب العمومي رسالة تهنئة لمدير القناة الثانية مصطفى بنعلي يهنئه فيها على النتائج الباهرة التي حققتها القناة.
إوا لمن تعاود زابورك ياداوود؟!
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

"عقنا بكم"


"عقنا بكم"

الظاهرة التلفزيونية لشهر رمضان الذي ودعناه منذ أيام كانت هي التفاهة التي تميز بها الإنتاج الوطني وأسالت الكثير من المداد. لكن على الصعيد العربي بزغت ظاهرة جديدة لم تعرها وسائل الإعلام الوطنية حقها لأنها انشغلت ب"حريرة" تلفزيونها وإنتاجه ونسيت إنتاج المحطات الأخرى، مع أنه يمسنا أيضا بشكل من الأشكال.
لقد تميزت مسلسلات هذه السنة بعودة الفنانات الثائبات عن "خزي الفن ودعارة التمثيل" إلى الشاشات من جديد لتقديم أعمال محبطة انتظرتها جميع الأوساط في شغف من أجل الإطلاع على ما ستجود به قريحة هؤلاء الثائبات اللائي كن يمثلن في وقت من الأوقات "أسلحة الدمار الشامل" ورموز إغراء السينما المصرية والعربية وعلى رأسهن سهير رمزي.
هؤلاء الثائبات لم يعملن بالمثل الصيني " لا تبصق في البئر فسوف تحتاج يوما للشرب منه" فبصقن من قبل في البئر واعتبرن الفن حراما في حرام. وهن الآن عدن "بقدرة قادر إليه" ليشربن من أمواله الطائلة التي يدفعها بارونات الخليج، ومن أجل تقديم آخر عروض أزياء المحجبات كما بدى من خلال مسلسل "حبيب الروح" الذي قامت ببطولته سهير رمزي.
آخر هذه الظواهر الشاذة التي تتراقص بين "الحلال والحرام" المذيعة المعروفة التي صنعت شهرتها على قناة "إقرأ" و"دبي" "بسمة وهبة". وهو الأمر الذي اعتبرته أخواتها المحجبات خسارة كبيرة "كسبنا حنان ترك وخسرنا بسمة". حيث قررت هذه الأخيرة ترك الحجاب الذي اعتبرته "شيئا ظاهريا خارجيا، المهم القلب والباطن، خلعت الحجاب فقط ولم أتحول لراقصة".
الحقيقة هي أن وهبة التي تدير شركة للإنتاج الإعلامي في القاهرة وتنتج من خلالها برامجها التي تعرض على القنوات الفضائية المختلفة. جعلت من"النيو لوك" مفاجأة للترويج لبرنامجها الجديد الذي ستظهر به على قناة "عين" التابعة لشبكة (ART).
نريد فقط أن نقول لنجوم "وضع الحجاب ونزعه وتحريم الفن وإباحته" "عقنا بكم".
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr


ديوان

ديوان
منذ مدة وأنا أتساءل عن أحسن برنامج يقدمه التلفزيون في المغرب. فكرت في العديد من الإجابات منها "مباشرة معكم" لجامع كلحسن أو"حوار" لمصطفي العلوي أوغيرهما. لكن استقر رأيي في النهاية على برنامج يقدمه منشط وسيم في مقتبل العمر زاد ولعي ببرنامجه المميز بعده الكوميدي "اللذيذ" كما يقول إخواننا في المشرق.
إنه برنامج "ديوان" الذي يقدمه هشام العبودي والذي استطاع بذكائه أن يلقن درسا بليغا في فن النكتة لزملائه عبد الخالق فهيد ومحمد الخياري.عندما أشاهد البرنامج يسعدي رؤية كوميدي بهذا الحجم، استطاع أن يضحكني ويبهج المشاهدين من جينيريك البداية إلى جينيريك النهاية.
تعجبني كثيرا تلك الفقرة التي يقلد فيها الأدباء والمشاهير من أهل الكتابة. فيتلاعب برأسه الصغيرة يمينا ويسارا، وينطق بكلمات لا يفهمها أحد من قبيل الهرمينوطيقا والاستيتيقا والتيماتيقا... إنه لا يحيلنا بثاثا على البرنامج الفرنسي الذي كسب شهرة، ظلما وعدوانا، تحت اسم "حساء الثقافة" لصاحبه "بيرنار بيفو" فهو برنامج جاد أكثر من اللازم ويشعرك بالقرف والملل، في حين نجد برنامج ديوان كله ظرف ومواقف كوميدية تحيلنا على مسرحيات محمد صبحي والسلسلات الأمريكية "كوسبي شو" و"الكل يحب ريمون" التي صنعت مجد العديد من نجوم الكوميديا في هوليود.
لكن تبقى لحظتي المفضلة في البرنامج الهزلي هي فقرة الإصدارات حينما يعرض علينا العبودي كتبا بائدة، عناوينها منفرة. لكن فجأة يباغثنا نجم "15 سنة 15 موهبة" بمقلب من مقالبه الظريفة، بفتح واحد من تلك الكتب متعمدا اختيار ديوان شعر، يقلب صفحاته ليقرأ مقطعا غاية في الهزل و"الباروديا" ويسترسل في النطق بكلمات مبعثرة لا معنى لها ولا صوب وكأنها تخرج من فم معتوه أو محموم يهدي. ولا يكتفي صاحبنا بهذا فحسب بل يعمق الموقف الكوميدي بتصنع حركات مسرحية كأنه يقدم عملا من كلاسيكيات المسرح العالمي. عندها فقط أعرف لماذا فشل الخياري وفهيد، ولماذا هجر الناس الكتاب في هذا البلد السعيد.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr


فضيحة تسرب الأسئلة تفجر برنامج "التحدي" على قناة MBC


فضيحة تسرب الأسئلة تفجر برنامج "التحدي" على قناة MBC
المغرب لم ينسحب والشكوك حول نزاهة البرنامج قائمة

نفى عبد اللطيف نازين عضو الفريق المغربي المشارك في برنامج التحدي الذي تبثه قناة MBC أن يكون الفريق المغربي قد انسحب من المسابقة، بل تم إقصاؤه في المراحل التالية. وأضاف نازين بأن القيمين على البرنامج نوهوا بالمستوى العالي للمشاركين المغاربة وتقبلهم لجميع نتائج وأطوار اللعبة بروح رياضية. بل أكثر من هذا اعتبر جورج قرداحي، مقدم البرنامج، أن الفريق المغربي قد أنقذ "التحدي" من الانهيار بسبب انسحاب الفريق المصري والعراقي، واحتجاج الفريق البحريني.
وذكر عضو آخر داخل الفريق المغربي، رفض ذكر اسمه، أن الاحتجاجات المصرية مبررة لأن فريقا ضعيفا كالسعودية مثلا عرف قفزة قوية بشكل مفاجئ، الأمر الذي يدفع إلى طرح العديد من الأسئلة. واستبعد المصدر مشاركة القناة أو نجومها في فضيحة تسريب الأسئلة، لكن احتجاج المصريين يؤكد حصول بعض العاملين في البرنامج على الأسئلة مبكراً ومساومة الفرق عليها. خصوصاً إذا علمنا أن الفائز الواحد من الفريق المكون من 20 فرداً سيحصل على 250 ألف درهم. وبما أن الحلقات مسجلة ولا تبث على الهواء مباشرة، تصبح للأسئلة هنا قيمة، لأن البائع سيضمن بقاءها كما هي دون تغيير.
وكان الفريق المصري قد أعلن عن تلقيه لمكالمات من أحد الأشخاص عرض فيها تسريب الأسئلة مقابل كاميرا فيديو وهاتف محمول فخم، وقرر الفريق – الذي ظهر بمستوى متوسط – تحرير بلاغ رسمي بالأمر بعدما انسحب من المسابقة وتضامن معه الفريق العراقي أيضاً. فيما نشرت أسبوعية "الفجر" المصرية تقريراً قالت فيه أن هناك شبهة حول تسرب أسئلة البرنامج الذي تصل جوائزه إلى نصف مليون دولار .
ورغم نفي قرداحي هذا الكلام ، إلا أن قناة بحجم mbc باتت مطالبة بفتح تحقيق حول هذا الاتهام للتأكد من مصداقيته، خصوصاً أن بعض مسؤولي mbc في بيروت لم يعرفوا شيئاً عن ما يقال في القاهرة إلا بعدما وصلت الأمور للصحف رغم تحرير الفريق المصري والفريق العراقي محضراً رسمياً بالواقعة.
ومن المنتظر أن يكون ختام البرنامج في شهر فبراير المقبل بين السعودية والإمارات، حيث أن الحلقات التي يشاهدها الجمهور كل أربعاء مسجلة بالكامل فيما المباراة النهائية التي ستكون على الهواء مباشرة .
جمال الخنوسي


06‏/11‏/2006

من هوية الجسد إلى هوية الأدب


من هوية الجسد إلى هوية الأدب
ظهر مؤخرا على الساحة الأدبية شاب نحيف البنية ، اختار لشعره حلاقة عسكرية ولشنبه "لوك" على شاكلة نجوم أفلام هوليود القديمة. الكاتب عبد الله الطايع نشر أول رواية هذه السنة تحت عنوان l'armée du salut لكن قبل ذلك عبر في كتابات عديدة عن ميولاته الجنسية المثلية وحقق شهرة واسعة.
استقبلت الأوساط الأدبية عبد الله الطايع بالترحيب ورأت تلميذ عبد الفتاح كيليطو أديبا ذا مستقبل واعد. لكن ابن سلا المتمرد ترك هذه الأيام الكتابة والأدب ولا يتحدث سوى عن مثليته وحياته الجنسية. إنه أمر طبيعي أن يتحدث الأديب أو يكتب عن استيهاماته وحياته الجنسية الحقيقية والمتخيلة، لكن ما ليس طبيعيا هو أن تطغى هويته الجنسية على هويته الأدبية لأن هوية الكاتب الحقيقية في قلمه وليست في أي مكان آخر في جسده.
تعرف الساحة الأدبية في السنوات الأخيرة موجة أطلق عليها إسم "الأدب الإستعرائي" تقودها زمرة من الأديبات جعلن من اعترافاتهن الجنسية، ومغامراتهن الليلية موضوعا لرواياتهن، وحققن بذلك شهرة لاتضاهى.
والقارئ المغربي يذكر جيدا رواية "الخبز الحافي" التي، بجانب معاناة الفقر والحرمان، تحكي المغامرات الجنسية لمحمد شكري كجزء من سيرته لا كهوية مميزة له.
مع ذلك لم يكن شكري يتحدث في حواراته أولقاءاته الصحفية عن حياته الجنسية أو جعل منها واجهته التي يعرض بها نفسه وأدبه.
إن مثلية الطايع لا تهمنا في شيء وحان الوقت ليمر إلى الخطوة التالية ويتحدث عن أشياء أخرى ككتبه ومشاريعه.. حتى لا يصبح بوقا لخياراته الجنسية أو يجعل منها جسرا لاستجداء الشهرة ولعب دور المنبوذ والمقموع وهو أمر لا نقبله لا للطايع ولا لغيره في هذا البلد. عليه أن يمضي إلى أمور "أهم" لقد وصلت الرسالة، ننتظر المزيد، وإلا سيدفعنا للقول إن المسألة فيها "إن".
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

05‏/11‏/2006

جزيرة خارج التاريخ على أبواب أوربا




قصة جزيرة «سارك» التي تقع بين فرنسا وانجلترا.
جزيرة خارج التاريخ على أبواب أوربا

في الرابع من أكتوبر الماضي دخلت جزيرة صغيرة في بحر المانش مسيرة ديمقراطية بعد 440 سنة من الحكم الفيودالي.

يقول المثل الشهير من جاور السعيد يسعد، ومن جاور التعيس يتعس. لكن ماذا عن جار الديمقراطي .. هل ستغزوه الديمقراطية هو أيضاً ويدق التغيير أبوابه بقوة ؟
وحتى وإن كانت مجاورة العديد من البلدان العربية لبلدان أوربية أخرى ضليعة في الديمقراطية ولها تاريخ ومسلسل طويل دون أن تتأثر بريح التغيير ولا بنظم الديمقراطية، تبقى قصة الصخرة التي تدعى «سارك» مختلفة عن كل هذه النماذج ومميزة بجميع المقاييس.
فهذه الجزيرة الجميلة لازالت محافظة على طابعها البدوي ومسالكها الوعرة وقصتها من أغرب الحكايات التي تجود بها قريحة التاريخ. ففي سنة 1565 وهبت ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى جزيرة «سارك» إلى أحد كبار السادة بثمن رمزي يقدر بحوالي 18 درهم.
جزيرة «سارك» تعيش منعزلة خارج التاريخ وبعيدة عن كل المقاييس المدنية كما هو الشأن في فيلم «لوفيلاج» لنيت شياملان فالجزيرة تقع في بحر المانش وأقرب ميناء أوربي لها يبعد عنها بـ 45 كيلومتر لكنها مع ذلك لا تنتمي لا للاتحاد الأوربي ولا لفرنسا ولا هي جزء من انجلترا. ومع ذلك بقيت محط أطماع الجميع، ولحد الآن لم يسلم الجيران باستقلاليتها. ففي سنة 1990 «هاجم» مواطن فرنسي اسمه أندري كارد الجزيرة حاملاً بندقيته من أجل تحرير هذه البقعة الفرنسية المسلوبة وأعطى لنفسه إسم «سيد الجزيرة» بعد نجاح انقلابه المسلح قبل أن يتم إيداعه بعد ذلك بأيام قليلة في مستشفى المجانين، حسب جريدة "ليبيراسيون" الفرنسية التي أوردت الخبر.
ولقب السيد في هذه البقعة الأرضية الصغيرة ينتقل بين جيل وآخر عبر الوراثة كما كان الحال منذ قرون. ونفس الأمر للقطع الأرضية الأربعين المقسمة والتي تكون من نصيب الإبن البكر لكل عائلة
.
وفي صباح اليوم الرابع من أكتوبر الماضي قرر سكان هذه الصخرة المعزولة والتي تبلغ مساحتها 6 كيلومترات طولاً وكيلومتين عرضاً إقبار قرون من الإقطاعية للمرور إلى نظام ديمقراطي صرف على غرار جيرانيهم الأوروبيين. وبذلك سيدخل سكانها الـ «600» بداية مسلسل حقيقي مبني على الانتخابات والحق في التصويت بدل النظام الفيودالي الذي كان يحكم من خلاله السادة بشكل مطلق رعاياهم الأوفياء

اجتمع أعضاء البرلمان تحت سقف البيت الذي يستعمل أيضاً كمدرسة، وفتحوا صندوقاً موضعاً على طاولة يلفها قماش أخضر. وأعلنت النتائج بصوت مرتفع بجانب صورة للملكة إليزابيث الثانية، حيث صوت 34 فرداً للديمقراطية و14 منهم امتنعوا عن التصويت. وككل مكان في العالم لابد أن يتواجد من يتشبث بغير الديمقراطية ويجعل من رفضها سبيلاً وديناً له. فقد تم فرز صوت واحد ضد الديمقراطية ومسيرة مسلسلها التي قررت الجزيرة الخوض فيه.
ولازال لحد الآن يسدد سيد جزيرة «سارك» مايكل بومون ما قدره 18 درهم للملكة مباشرة وليس للحكومة البريطانية ولا الفرنسية. فالملكة لم تر من اللائق إعادة النظر في سومة كرائية لم تعرف أي تغيير منذ قرون حتى يومنا هذا.
ويتم تسيير هذه الجزيرة من طرف «السيد» و40 من معاونيه بالإضافة إلى 12 منتخباً إلتحقوا بهذه المهمة مع نهاية القرن الماضي، الأمر الذي يجعل المجموع هو 52 فرداً نالوا لحد الآن رضى جميع الأطراف. فلا وجود للموظفين ولا للضمان الاجتماعي ولا للسيارات لأنها ممنوعة منعاً باثاً وقطعياًو ولا وجود للضريبة على الدخل أو أي نوع من الضرائب أو الأتاوات، الكل قائم على نظام التضامن والتكافل الاجتماعي والابتسامة المتبادلة على طرقات أرضية منزوية عن العالم.
جمال الخنوسي

مسؤول القناة الأولى الذي

مسؤول القناة الأولى الذي ...
منذ أيام وفؤاد سويبة عضو اللجنة المنظمة لجائزة الجامور مستهدف من طرف إما "بعض الصحفيين والعاملين في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة" أو من "مصادر مسؤولة من داخل القناة". ويبدو للوهلة الأولى أن سويبة سقط ضحية للفهم الخاطئ لتصريحاته التي نشرتها "يومية الناس" لكن يظهر بقليل من التمحيص والتروي أن قرار الهجوم منظم وممنهج ويتوخى تصفية حسابات.
كان سويبة قد صرح للجريدة بعد رفض المدير العام للقطب التلفزي العمومي فيصل العرايشي منح النقل المباشر لتظاهرة الجامور الأمر الذي دفع إلى إلغائها قائلا إن مرد هذا الرفض ربما يكون الفوز المتكرر للقناة الثانية بمعظم الجوائز، الأمر الذي يحرج القناة الأولى بشكل كبير.
وكلام سويبة مبني على نتائج السنوات الماضية، ولم يكن فيها أي تلميح لنتائج مسابقة هذه السنة التي لم تتم أساسا. بل أكثر من هذا فإن قانون المسابقة في صيغته الحالية يجعل من المشاهد هو الحكم الوحيد الذي يحدد المادة التلفزيونية الفائزة عن طريق التصويت بالرسائل القصيرة SMS . مما يجعل النتائج النهائية مجهولة إلى آخر لحظة في حفل توزيع الجوائز.
وتبعا لهذا يكون "الاستياء الكبير في دهاليز القناة الأولى" لا محل له من الإعراب وأن "المصدر المسؤول" من داخل القناة الذي استنتج بذكائه الثاقب أن "النتائج التي يفترض أن يصوت عليها الجمهور والتي من المفروض أن تكون سرية إلى حين الإعلان عن النتائج، كانت معروفة مسبقا وأن في الأمر نية مبيتة". رد فعل يحتوي على الكثير من التجني والركوب على الكلمات من "أوساط صحفية" تنتمي للقناة الأولى اعتادت ركوب الأمراج والفرص.
لقد تم البحث عن معاني لا هي موجودة في كلام سويبة ولا في أي مكان آخر، بل هي حجة لتصفية حسابات معروفة ومجهولة. دفعت "بالمصدر المسؤول" إلى القول إن "ادعاءات فؤاد سويبة لاتستند على أساسا مهني وتضرب في الصميم أخلاقيات المهنة وتبعث على العديد من التساؤلات ومنها: كيف لصحافي مبتدئ في الميدان أن يطلق أحكام قيمة ويرجم بالغيب ويلبس الشركة لباسا ليس على مقاسها، باتهامها بالجور وهي منه بريئة .. إذا كان سويبة مستشارا إعلاميا لفائدة صاحب الجامور أوخبيرا في الإسكان أومديرا لحملة انتخابية سابق لأوانها فتصريحاته في حالة شرود وادعاءات باطلة".
وحتى لا يتهموننا نحن أيضا ب "كراء الحنك" أو "الخبرة في مجال الإسكان" فيستحسن أن نذكر أننا بعيدون كل البعد عن la petite guéguere والحروب الصبيانية التي تتوخي اللهاث وراء المصالح. فقد سبق لنا أن كتبنا عن فوزي الشعبي وقلنا في جاموره ما لم يقله مالك في الخمر. ولا يهمنا أي طرف لا من بعيد ولامن قريب سواء من "الجامور" أو "نجوم بلادي".
ونحن هنا لا نلوم المنابر الإعلامية التي نشرت تصريحات "أوساط الصحفيين والعاملين في القناة الأولى لأن ذلك جزء من مهمتها ورسالتها. بل نلوم "المصدر المسؤول" الذي "حرك التليفون" من أجل "همزة خاوية" بدل النظر في أحوال قناة غير قادرة على تقديم برامج الخمسة عشر يوم القادمة، فإذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الآخرين بالحجارة و"الحادكة" هي التي "تخمل" داخل بيتها قبل أن تتهم الآخرين ب "العفن".
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr


04‏/11‏/2006

العار القادم من الشرق

العار القادم من الشرق
تناقلت مجموعة من المنابر الوطنية خبر فوز كاريكاتوريست جريدة "الصحراء المغربية" الزميل عبد الله الدرقاوي بالجائزة الأولى لمسابقة المعرض الدولي للكاريكاتور "حول فلسطين" وقيمتها 12 ألف دولار.
حتي الآن يبدو الخبر عاديا بل أكثر من هذا فهذا، الفوز حدث مميز يفرض علينا الاحتفاء والافتخار بالموهبة الفذة لمغربي متألق، لكن هناك أمور غابت أوغيبت ويتم التستر عليها عن قصد أو عن غير قصد لابد من الرجوع إليها.
ففي حقيقة الأمر، المسابقة لا علاقة لها لا بفلسطين ولا بالقضية الفلسطينية لكنها كانت "سبوبة" لتمرير الخبر ب"خير وسلام" من جهة، ومن جهة أخرى خلق نوع من التعاطف مع هذا "الإنجاز المغربي الباهر" والذي يدل مرة أخرى عن العبقرية المغربية الخلاقة.
المسابقة الإيرانية التي استقطبت 228 عملا لفنانين من مختلف بلدان العالم جاءت كانتقام أو "رد اعتبار" عن المسابقة التي أقامتها الصحيفة الدانمركية وجلبت بها كاريكاتورات الخزي والعار المسيئة للرسول "صلعم" والتي شهدت بسببها عواصم العالم احتجاجات عارمة.
وتماشيا مع نفس التوجه الاستفزازي قررت حكومة طهران تنظيم مسابقة موضوعها الأساسي هو "التشكيك في محرقة اليهود" وليس "القضية الفلسطينية" كما يشاع الآن.
وإذا كانت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للدين الاسلامي وشخص الرسول أمر ثارت لأجله جميع الأمة الاسلامية، فإن مس اليهود في "مقدس" المحرقة وفي ذكرى أليمة لا يمكن نكرانها أو التغاضي عنها سواء كان من قضوا 5 أنفار في الهولوكوست أو 5ملايين أمر غير مقبول وجريمة عنصرية أخرى. ومن لا يقبل المساس في كرامته ومقدساته لا يجب أن يهتك مقدسات وكرامة الآخرين.
والغريب في قصة الزميل الدرقاوي هو أنه توصل عبر بريده الالكتروني برسالة تهديد تأمره بالتخلي عن الجائزة والتبرئ منها. فالعنف لا يخلق سوى العنف والتهديد يثير التهديد.
أظن أن المغرب والمغاربة ليسوا في حاجة لجائزة عنصرية ولا لتتويج مهين بهذا الشكل في وقت نريد أن نعزف فيه نغمات للسلم والتعايش في وطن بدأت تعلو فيه أصوات التفرقة والتطرف النشاز.
جمال الخنوسي
jamal2sn@hotmail.com

هدى صدقي .. نجمة تلمع في صمت

هدى صدقي .. نجمة تلمع في صمت

هي ممثلة ذات وجوه متعددة ومختلفة، في كل مرة تتقمص شخصية أو "تلبسها" كما يقولون في لغة التمثيل، إلا ويظن المشاهد أنها الشخصية الأنسب والأقرب لها. فهي أحيانا في صورة ملاك مع المخرج محمد مفتكر، وامرأة مغلوبة على أمرها في فيلم "الدية"، وزوجة قاتلة في فيلم «زفير»، وامرأة تقدم نصائح في وصلات إشهارية لوزارة الصحة أو تقود حملة للوقاية من حوادث السير. كل هذه الصور المتناقضة تجسدها ممثلة اسمها هدى صدقي بوجهها الطفولي وصوتها الدافئ وابتسامتها الخجولة ونظرات عينيها البريئة.

كانت بداية هدى في الغناء، عندما دخلت "الكونسيرفاتوار" بمدينة الدار البيضاء سنة 1997 لدراسة الموسيقى وتعلم السولفيج. لم يسعفها الحظ في برنامج «نجوم الغد» الذي كان يقدمه آنذاك الإعلامي عتيق بنشيكر. لما خذلها الغناء انتقلت للتمثيل وقضت في المعهد خمس سنوات.. ركبها شيطان التمثيل فلم يتركها .. ولن يتركها إلى الأبد.
لهدى أحلام صغيرة كباقي الفتيات في سنها تحلم بالزوج بالأسرة بالأطفال... "أريد أن أنسى في حياتي الخاصة من أكون.. أن أنسى هدى صدقي الفنانة والممثلة". ثم تضيف ساخرة " أظن أن والدتي بارعة في هذا الدور فعندما أدخل باب البيت تقول لي: "إنسي أنك نجمة أو فنانة (يالاه الكوزنية)".
تقول هدى في إصرار إنها لن تدع الفن ولومن أجل قصة حب كبيرة. عندما تتحدث عن حياتها الخاصة تصبح أكثر خجلا تهرب بنظراتها. "لن أترك الفن والتمثيل من أجل رجل... كيفما كان.. صحيح أفكر في الزواج وتكوين عائلة مثلي مثل أي فتاة في سني لكن يجب أن يفهم الرجل الذي سأعيش معه بقية حياتي ما يمثله الفن بالنسبة لي... أعرف أن الأمر جد صعب ولا يستسيغه جل الرجال، فمهنتنا صعبة وقاسية وتتطلب الكثير من التضحية، وأظن أن حظوظ اللقاء بالرجل المناسب سوف تكون أوفر في الوسط الفني.. ربما سيكون أكثر تفهما .. أنا في انتظار "المكتاب""
وعن بدايتها تعتبر هدى انطلاقتها الحقيقية مع الفيلم التلفزيوني "سمك القرش" للمخرج " حميد الزوغي " سنة 2003 ثم بعد ذلك قدمت " المتاهة " لحميد باسكيط و "عضب" لعبد الحي العراقي و"الذبابة البيضاء" لحسن غنجة. وفي المسرح قدمت هدى "على عينك أبنعدي". كما شاركت في سيتكوم " قطار الحياة " و"دار مي هينة و"الربيب" و"للافاطمة" و"خالي عمارة" لمحمد الخياري .
عندما تحكي هدى صدقي عن سنة 2004 تتحدث بحرقة ويختنق صوتها. "إنها بالنسبة لي سنة سوداء" لقد أرغمها حادث تسبب في كسر رجلها على الإنزواء وملازمة البيت مدة سنة. ذاقت خلالها مرارة الوحدة والفراغ ولؤم "الأصدقاء" الذين انفضوا من حولها. لم تعد الزيارات بنفس وتيرة الماضي ولم يعد الهاتف يرن كما كان.
لكن سنة 2005 ستحررها وتعيدها إلى جمهورها وعملها حيث ستطل بالفيلم التلفزيوني "المتاهة".
وستقوم بدور الملاك في فيلم "رقصة الجنين" لمحمد مفتكر الفيلم الذي فاز بجائزة أحسن فيلم قصير في المهرجان الوطني الثامن بمدينة طنجة، ثم الفيلم القصير "زفير" لمجيد لحسن. والدمية لمحمد اليونسي وقبل كل هذا الفيلم التلفزيوني الذي برعت فيه هدى في تقديم شخصية "صفية" المرأة المنكسرة التي ستصبح فريسة لمطامع الجميع بعد أن حصلت على "دية" زوجها المتوفى.
أتقنت هدى دور المرأة المغلوبة على أمرها و"المسكينة". تتحدث دائما بحماس عن هذا الدور. يزداد بريق عينيها لما تتحدث عن صفية "لقد بذلت مجهودا كبيرا في هذا الفيلم والنتيجة ظهرت على الشريط ولاقى استحسانا كبيرا" تعاطف معها المشاهدون وأبكت كل المغاربة باستعدادها للتضحية بكل شيء من أجل ابنها ومستقبله.
وتعتز هدى كثيرا بدورين أساسين هما خولة في فيلم سمك القرش ودور صفية في فيلم " الدية ". لكنها في نفس الوقت ندمت على تقديم أعمال بعيدة عن "خيارها" الأساسي وهو الجودة. ومن المنتظر أن تعرض لها القناة الثانية في رمضان سيتكوم "مول الطاكسي" مع فركوس والفيلم التلفزيوني "بوقفة" مع محمد خيي ومحمد بسطاوي.

لقد أخذت مسيرة هدى مؤخرا بعدا عربيا باشتغالها مع المخرج السوري الشهير نجدت أنزور في عمله الآخير "المارقون" الذي من المنتظر أن يعرض في شهر رمضان لهذه السنة. تقوم هدى بتجسيد دور صحفية مغربية ارتبطت بشكل من الأشكال بالتوأم الرباطي المشهور الذي كان يخطط للقيام بأعمال إرهابية. وهي القصة الحقيقية لصحفية تدعى " بوشرى بلواد". كما أصبحت هدى تطمح للعالمية وصورت مؤخرا فيلما فرنسيا إيطاليا مغربيا مع المخرجة "أنا نيغري" والذي من المنتظر أن يعرض في المهرجان السينمائي الدولي لمدينة مراكش."أرتاح كثيرا للعمل مع الأجانب، فلهم تجربة وخبرة نفتقدها ويتميزون بنوع من الحرفية قلما نشهدها في أعمالنا المغربية. ومن يريد تطوير عمله والسير إلى الأمام فعليه أن يتحلى بكل هذه الصفات والأخذ من الآخر كل ما يمكن أن ينفع عمله الإبداعي، ويسير بالإنتاج الوطني إلى الأمام. لكن مع ذلك أجد نفسي في الأعمال المغربية وأفضل الاشتغال في الإنتاجات الوطنية".
وتعبر هدى عن أسفها لعدم انفتاح المشارقة على لهجتنا الدارجة. فالمغاربة على حد قولها يعتمدون اللهجة المصرية والخليجية ويمكن للمشاهد المغربي أن يطلع على عمل ينتمي لهذه المنطقة دون أدنى صعوبة. بينما العمل المغربي دائما توضع أمامه عقبات اللهجة.
وترد صدقي ذلك إلى قلة انتشار الدراما المغربية وندرة الأعمال الجيدة التي يمكن أن تغزو البلدان العربية وبالتالي تنافس الدراما المصرية والسورية على الخصوص وتلخص ذلك في قولها "نحن نفهم الجميع لكن للأسف لا يفهمنا أحد".
هدى صدقي فنانة متواضعة ومغامرة أيضا. يحلو لها أن تشارك بين الفينة والأخرى في أعمال أولى لمخرجين شباب. وقد وقفت مؤخرا أمام كاميرا المخرج الشاب رشيد زكي في فيلمه القصير الأول "الدرس". تقول هدى عن هذه التجربة "أعتبر نفسي من الممثلات المحظوظات فبالرغم من كونها، أول تجربة له في الإخراج لكنه مهني لدرجة كبيرة وأتمنى أن أشتغل معه لاحقا.
أما الآن فتستعد هدى صدقي لتجسيد دور "خربوشة" في أكبر عمل سينمائي في تاريخ المغرب.وهو فيلم كتبه خالد الخضري وسيقوم بإخراجه حميد الزوغي ومن المنتظر أن ينطلق العمل فيه مع بداية العام 2007.
هدى صدقي نجمة مغربية بجمييع المقاييس. و تتوفر فيها جميع شروط النجاح والنجومية وأهمها التواضع والصدق إنها نجمة كباقي النجمات الحقيقيات يسطع بريقها في صمت.
جمال الخنوسي

عضوا عليها بالنواجد

عضوا عليها بالنواجد

فاز مهرجان مراكش الدولي للسينما قبل أيام بإحدى أكبر الجوائز الإيطالية باعتباره أحسن مهرجان سينمائي ينظم في حوض البحر الأبيض المتوسط، إذا ما استثنينا مهرجان «كان» الفرنسي الذي أصبح يمثل مع جوائز الأوسكار الأمريكية أكبر المهرجانات العالمية على الإطلاق.
الجائزة التي فاز بها المغرب تحمل أيضاً اسم مخرج إيطالي متميز هو «روسيليني»، واستلمها ممثل المغرب من يد ابنته الحسناء التي ملأت صورها ومنذ سنين أغلفة المجالات النسائية والرجالية. ومثلت لعقود أيقونة شركة مستحضرات التجميل المعروفة «لونكوم».
هذا التتويج يجعلنا نفكر في تتويجات أخرى غابت عنا ترتبط بالمجال الثقافي ولم نعد نسمع لها «لا حس ولا خبر».
فالكتاب المغربي يغط في نومه على رفوف المكتبات، تغطيه طبقات سميكة من الغبار والأتربة من كثرة الإهمال وحرقة الهجر، فلا «بست سيلر» ولا هم يحزنون ..
والمسرح المغربي لا يقدم إلا مسرحيات تجارية داخل قاعات يتسابق على صفوفها الأولى رجال السلطة من قواد وغيرهم. أو مسرحيات عن هلوسة لا يفهمها الممثلون أنفسهم على الخشبة، فما بالك بالجمهور المتفرج. وبما أنه لا أحد يشاهدها على المسرح فقد أصبحت تصور بالكاميرا وتعرض على شاشة التلفزة كالدواء المر.
لم يعد المغاربة يخلقون نقاشات في المشرق والمغرب لأنه لم يعد هناك نقاش أساساً، بل حملات للقتل والتكفير غيبت العقول واستحضرت السيوف والسكاكين . وعوض القلم والأوراق البيضاء بصفحات الأنترنيت وكاميرا الفيديو التي تسجل أفلام الذبح وسفك الدماء.
يؤسفني سيداتي وسادتي أن أخبركم بأن السينما في هذا الوطن هي الوحيدة التي استطاعت أن تنقد ماء وجه الثقافة المغربية.. فعضوا عليها بالنواجد.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

"تابع جيلالة بالنافخ"


"تابع جيلالة بالنافخ"
انعقدت أول أمس بمدينة الرباط ندوة صحفية تشبه "النكتة الباردة". حيث اجتمعت ست جميعات ونقابات مغربية على رأسها اتحاد كتاب المغرب والنقابة الوطنية للصحافة والإئتلاف المغربي للثقافة والفن من أجل التوقيع على عريضة تتوخى "مقاطعة أنشطة السفارة الأمريكية والهيئات التابعة لها بالمغرب في إطار مناهضة الهيمنة الإمبريالية ورفض سياسات الاحتلال والغزو والعولمة المتوحشة" .
ونحن هنا لن نتحدث عن يونس مجاهد والنقابة الوطنية للصحافة ولا عن عبد الحميد عقار رئيس اتحاد كتاب المغرب لأنهما أخذا نصيبهما من «المرمطة»، على يد الزميلة «بديعة الراضي» التي ذكرتهما أن الصحافة التي يمثلها «مجاهد»، الكثير من منابرها تلقى الدعم من الحكومة الأمريكية ليس «حسي مسي» بل «على عينك يا تاجر» دون أن يعيروا أي اعتبار لمواقف مجاهد ولا للنقابة التي يمثلها وهم منخرطون فيها. وفي نفس الوقت سافر كتاب ينتمون لاتحاد كتاب المغرب إلى "ملهمتهم" أمريكا في «موسم الهجرة إلى الغرب». فمن ذا الذي يستطيع رفض دعوة من «ماما أمريكا» خصوصاً أن هؤلاء الكتاب بلا إشعاع يذكر ولهم جوازات «حدها طنجة».
وما يهمنا هنا هو الحضور الغريب لنقابة أو ائتلاف لا محل له من الإعراب وتواجده نغمة النشاز في تلك الندوة الصحفية أو في اتخاذ قرارات أو مواقف بهذا الحجم. وهو ما يعبر عنه المغاربة بـ «تابع جيلالة بالنافخ». ونقصد هنا حسن النفالي الذي التزم هو أيضاً بنفس القرارات نيابة عن الإئتلاف المغربي للثقافة والفن الذي يمثل فنانين غارقين في مشاكل لا نهاية لها مرتبطة بحياتهم اليومية المعيشة وبمهنة أصبحت مهنة من لا مهنة له. فكيف لمن حصل على البطاقة المهنية قبل أيام فقط أن يتحدث عن الغطرسة الأمريكية والمحور الصهيو-أمريكي والهجمة الشرسة للمحافظين الجدد ودعم المقاومة العراقية الباسلة وهو يقاوم كل يوم الزيادات في الأسعار والفواتير المتراكمة.
لقد كان حريا بالنفالي أن يبحث لهم عن حصان «طروادة» آخر لأن معركته الدونكيشوطية هذه المرة خاسرة وغير محسوبة ويحمل نفسه وائتلافه ما لا يقوى على تحمله. فأمامه معارك أهم من تلك الفرقعات الإعلامية والحملات الإشهارية المجانية التي أقحم نفسه فيها.
لقد كان حرياً به أن يخوض معركة التغطية الصحية للفنانين التي لا تغطي شيئاً بدل الزج بائتلافه في رهانات سياسوية فارغة.
يجب أن يعلم سي النفالي حجم الفن والفنان المغربي المتواضع. فنجاة اعتابو ليست لوبيا ضاغطا، وعبد الوهاب الدكالي ليس سلطة خامسة ولا سادسة مع كل احترامنا للفنانين، ولا نملك شركات إنتاج عملاقة في حجم «برامونت» أو «إينيفرسال» أو «إم جي إم» التي يقاس رأس مالها بميزانيات الدول الإفريقية. وإن لم يدخل النفالي «سوق جواه» فستحرقه حتماً جمرات النافخ الذي يتبع به جيلالة.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

«قرود جوليا روبيرتز»


حلت منذ أسابيع الممثلة الشهيرة «جوليا روبيرتز» التي يعرفها جل المغاربة من خلال دورها في الفيلم الذي حقق نجاحاً باهراً «بريتي وومان»، حيث شاركها في بطولته الممثل الوسيم «ريشار جير». وظهرت الممثلة الفاتنة في دور مومس يكتري خدماتها رجل أعمال شهير يقع في حبها في نهاية الفيلم ويتواعدان علي الزواج.
أكثر ما ميز هذا العمل هو تلك السيقان "الخيزرانية" الطويلة التي سلبت عقول المتفرجين رجالاً ونساء. والتي تبين فيما بعد أنها سيقان عارضة أزياء ولا علاقة لها بجوليا من قريب أو بعيد. فالدوبليرات لا يتواجدون فقط في المشاهد الخطرة بل هناك أيضاَ "كاسكادورات" السيقان والصدور.
جاءت جوليا إلى المغرب من أجل تصوير فيلم جديد رفقة «توم هانكس»، وقد تفتقت قريحة أحد المرشدين السياحين بفكرة نبيهة حيث اصطحب جوليا إلى جامع الفنا من أجل الإطلاع على فلكلوره وحلايقيته، لكنه وحسب ما أوردت عدة مواقع أمريكية وبريطانية على شبكة الأنترنيت فقد ثارت ثائرة جوليا و«سخسخت» المرشد السياحي وكل من جاء في طريقها من المغاربة بسبب المعاملة الوحشية التي يحظى بها القردة في جامع الفنا والسلاسل التي تكبلهم ومرافقتهم للإنسان بدل عيشهم الرغيد في جبال الأطلس.
لا يمكننا أن نقول إن قردة جامع الفنا تعيش في بحبوحة لأن أصحابها أنفسهم «مقاتلين مع الزمان» ، ولكن هناك مصلحة مشتركة بينهما تجعل من حسن المعاشرة شرطا أساسيا بين القرد والقراد. أما نظرة جوليا الإستعمارية فربما مازالت تحملها من الإرث القديم باعتبارنا «ليزانديجان»، وهي حاملة الحضارة والتحضر جاءت لتلقننا دورساً في المدنية.
يكفي جوليا أن تفتح أي قناة تلفزية أو تنظر إلى أي جريدة كيفما كانت لترى صور قردة من نوع آخر ببذل برتقالية تكبل أيديهم وأقدامهم سلاسل صلبة يعيشون في جامع الفنا آخر إسمه «غوانتانمو» ولم نسمع عن جوليا تحمل لا لافتات ولا شارات تضامنية أو احتجاجية على غرار زميليها «شي بان» و«سوزان سروندون».
على ما يبدو فإن جوليا وجدت لنفسها فرقعة إشهارية مقابل فشل مسرحيتها الأخيرة التي قدمتها في «برودوي» أمام كراسي فارغة.

جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

31‏/10‏/2006

وداعا "لافناك"


وداعا "لافناك"
تناقلت وسائل الإعلام خبر الهجوم الذي نفذته عناصر من الشرطة من أجل إقفال المحل المختص في بيع «الديفيديات» المقرصنة لمدينة الرباط والمعروفة بـ «لافناك»، في تشبيه للمحلات الفرنسية الشهيرة. ذكرني الخبر بكلمة وزير الاتصال «نبيل بن عبدالله» خلال الندوة الصحفية التي عقدت في السنة الماضية بمناسبة تفويت إنتاج ثلاثين فيلماً تنجز في ظرف 18 شهراً للمخرج «نبيل عيوش» صاحب شركة "عليان فيلم" للإنتاج وسليل عائلة عيوش إمبراطور الإشهار.
قال «بنعبد الله»، حينها، في معرض حديثه عن آفة القرصنة، إنه يشعر بكثير من الحرج عندما يتعلق الأمر باعتقال مجموعة من الشبان ضاقت في وجههم سبل العيش ولم يجدوا غير هذا السبيل لكسب لقمتهم، ولابد لنا من التفكير للبحث لهم عن سبيل آخر للعيش قبل تدخل القانون لردعهم.
هذا المنطق الكوميدي، وإن كان برهاناً على أن الوزير رجل «حنين»، هو دليل على عجز الدولة لأن مثل هذا التساهل مرفوض قطعاً وإلا كان علينا التعامل بنفس المنطق والبحث عن المبررات لكل السارقين والشفارة والشلاهبية.
صحيح أنه بصفتنا مستهلكين عاديين يمكننا أن نتعاطف مع عصابة القراصنة الذين يمتعوننا بآخر المستجدات الفنية من أفلام وعروض مسرحية وفكاهة، وربما سنبحث لهم عن ألف عذر لكوننا لا نملك القدرة على مشاهدة آخر الأفلام الهوليودية. ففي مدينة الدار البيضاء، كمثال لا يمكن تعميمه، لم نجد سوى مركب «ميغاراما» لمشاهدة فيلم سينمائي في ظروف إنسانية، الأمر الذي يمثل بالنسبة للمغربي المتوسط "بذخا" لا يمكن تحقيقه بالمقارنة مع ثمن قرص الديفيدي الذي يكلف أقل من 10 دراهم.
مع ذلك لا يمكن أن تعمينا كل هذه المبررات العاطفية عن مأساة القرصنة التي تمس إنتاجنا الوطني أيضاً، وقضت على الأغنية وسوق الكاسيط للأبد.
على الدولة أن تكون أكثر حزماً وأن لا تكون الهجمة التي شهدتها مدينة البيضاء مجرد غارة لذر الرماد على العيون. فيكفي أن نفكر في حسرة المخرجين المغاربة عندما يضبطون أعمالهم التي لم تعرض في قاعات السينما بعد، تباع على الأرصفة وفي الجوطيات.
جمال الخنوسي
Jamal2sn@yahoo.fr

جسد الفن

جسد الفن

قبل أشهر معدودة ظهرت على صفحات أرقى المجلات العالمية وعلى رأسها مجلة «فانيتي أفير» صور للمغنية الشهيرة «بريتني سيرز».
ظهرت الفنانة الفاتنة على الغلاف تحمل طفلها الصغير العاري، تضعه، فوق بطنها المنتفخة كإعلان عن حملها الثاني، وبالتالي كرست المراهقة العذبة موضة حمل الفنانات، وأصبحت البطن المنتفخة آخر صيحة هوليودية بعد أن كانت مظهرا من مظاهر نهاية الشباب وأفول بريق نجمة من النجوم.
كانت «بريتني سيرز» في الصور التي التقطها لها أحد عباقرة التصوير الفوتوغرافي في سمنة الحمل وبدت كأنها تنتمي لصنف تلك اللوحات التي تفتن كبار الرسامين أمثال رودان ومايكل أنجلو في نقل تقاسيم أجساد أنثوية سمينة تفيض بالحياة. هذه اللوحات التي تزدان بها جدران اللوفر المتحف الباريسي الشهير لم يعد يرى فيها أحد عملاً ساقطاً، وبرونوغرافياً بل تحفة فنية ونشيداً للجمال.
نفس الشعور انتابني وأنا أنظر إلى صور بريتني سيرز التي تجمع بين اللوليتا والأم، ملابسها الخفيفة تبدي كل تقاسيم جسدها المكتنز.
لما طلبت من بعض الزملاء رأيهم في مثل هذه التحفة الفنية لم يروا فيها سوى فريسة تغذي هلوساتهم الجنسية واستيهاماتهم البليدة.
إنها في حقيقة الأمر مشكلة مجتمعية عامة حيث لا نرى في المرأة مهما بلغ مستواها أو ارتفعت قيمتها سوى «جيكو» من اللحم ومن المغنية أو الراقصة أو الرياضية غير اللحم المكتنز وتغيب عنها كل الوجوه الأخرى لامرأة أفسدت صورها في أذهاننا تربية عمرها من عمر فصيلتنا.

جمال الخنوسي
Jamal2sn@yahoo.fr

30‏/10‏/2006

السينما تجبر فرنسا على التصالح مع ماضيها

"الأصليون" يعودون للوطن الأم
السينما تجبر فرنسا على التصالح مع ماضيها
بفضل فيلم "الأصليون" الذي يقوم ببطولته الممثل المغربي الفرنسي جمال دبوز سوف يتم قريبا تحسين بل تغيير الحالة الاجتماعية ل 34 ألف جندي مغربي متقاعد ممن ساهموا في تحرير فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية. هذا الرقم يضم 20 ألف جندي متقاعد و8 آلاف معطوب و6 آلاف أرملة حيث سيستفيدون من الزيادة في المعاشات التي سيبدأ تطبيقها انطلاقا من فاتح يناير المقبل.
كيف استطاع فيلم سينمائي القيام بذلك ولعب كل هذا الدور المؤثر؟
ما هو الفن؟ ما هو دور الذي يمكن أن يلعبه؟ هل يجب تبني فن يحمل هموما وقضايا أم فنا من أجل الفن؟
اشكالات تحمل العديد من التساؤلات الفرعية والمتشعبة وحتما لن يصل المرء إلى جواب شافي وكافي.
المسألة معقدة إذن لكن ما حدث مع فيلم "الأصليون" ( les indigenies) أعطى جوابا واضحا لما يمكن أن يكون الفن والدور الذي يلعبه.
حكت وسائل الإعلام الفرنسية قصة إلحاح الرئيس الفرنسي على مشاهدة العرض الأول لفيلم "الأصليون" رفقة زوجته بيرناديت وبطل الفيلم جمال دبوز. تحدثت الجرائد الفرنسية عن نوع من التوافق والألفة بين شيراك ودبوز بل إن الرئيس الفرنسي كان بين الفينة والأخرى ينطلق في ضحكات طويلة وابتسامات معبرة تدل على أن ما يجمع الرجلين هو صداقة قوية ومثينة.
وردت وسائل الإعلام تلك المودة إلى الموقف الذي أخذه دبوز اتجاه غريم شيراك وابنه الضال "نيكولا ساركوزي" حيث لا يفوت فرصة أو ظهورا تلفزيونيا إلا جعل ساركوزي ضحية نكته وسكيتشاته الهزلية التي تلقى صدى واسعا في فرنسا.
حسب المؤرخين كان الجيش الفرنسي سنة 1944 يتكون من 550 ألف جندي من بينهم 134 ألف جزائري و73 ألف مغربي و26 ألف تونسي و92 ألف ينتمون لإفريقيا السوداء. أي ما يقارب نصف مجموع الجيش الفرنسي.
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وصل عدد الضحايا "الأصليين" إلى 60 ألف جندي سنة 1945. أي ما يمثل ربع الخسائر الفرنسية طوال الحرب العالمية الثانية.
سنة 1934 هب 233 ألف جندي إفريقي لتحرير فرنسا من الاحتلال النازي. هكذا يبدأ فيلم "الأصليون" حكاية أبطال من شمال إفريقيا ضحوا بكل غالي ونفيس من أجل فرنسا. "لتحيا فرنسا" كان يصيح سعيد الذي يلعب دوره جمال دبوز "لتحيا فرنسا".
لكن مع نهاية الحرب ستلفض فرنسا هؤلاء المحاربين وتتركهم عرضة للفقر والفاقة والمرض. يحصل الجندي المغربي المتقاعد الآن ما قدره 600 درهم شهريا. أما الجندي الفرنسي المتقاعد فيحصل على 8000 درهم شهريا. كانت تلك هي الطريقة الوحيدة التي وجدتها فرنسا لمكافأة أبطال لعبوا دورا كبيرا في تحريرها. الأمر الذي دفع الوزير الفرنسي المنتدب في النهوض بتكافئ الفرص عزوز بيغاغ للقول "إن هؤلاء الجنود كانوا سواسية في مواجهة الموت، لكنهم بعد أن وضعت الحرب أوزارها، أصبحوا غير متساوين في الحياة". وأضاف بيغاغ، وهو أيضا مخرج يدرك جيدا قوة الصورة والسيناريو في تغيير مجتمع ما ، "إنكم تنجزون فيلما سينمائيا يشاهده ملايين الأشخاص، الذين تحركون مشاعرهم بقوة إن رجال السينما أقوة بكثير من السياسيين".

لكن فيلم المخرج الفرنسي ذي الأصول الجزائرية رشيد بوشارب جاء لتغيير حيف دام أكثر من 40 سنة وتحقيق لامساواة لجنود تقاسموا نفس "حمام الدم" ونشوة الانتصار وطعم الحرية. لقد غنوا جميع : سلام لامبراطوريتنا .. من أجلها نتحدى كل الصعاب .. الجوع والموت يجعلنا نبتسم" لكن منذ ذاك الحين توقفت ابتسامتهم وانتهت بهجتهم.
في أحد مشاهد الفيلم يقول عبد القادر الذي يلعب دور الممثل سامي بوعجيلة "إننا نغير مصير فرنسا وحان الوقت لتغيير أمورنا نحن" ونظن أن "الأصليون" غير الكثير من الأمور، وسرع انطلاق عرضه يوم الأربعاء الماضي ب500 قاعة سينما بفرنسا، من وتيرة تنفيذ قرار الرئيس الفرنسي جاك شيراك بمعادلة معاشات قدماء المحاربين المنحدرين من المستعمرات مع تلك التي يستفيد منها قدماء المحاربين الفرنسيين ،وتلك قوة السينما.
لقد اعتبر المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا الفيلم "تذكير للدور الكبير للجنود المغاربيين". أما جمال الدبوز فقد قبل الحصول على أقل راتب يحصل عليه ممثل في فرنسا بحسب القوانين النقابية هناك، وحمل هم الفيلم من بدايته لنهايته وقال عنه إنه فيلم لإيقاض الضمائر وفتح جرح لم يندمل بعد.
مسيرة الفيلم مازالت طويلة ومعاركه مازالت في بدايتها. والآن يتم الحديث عن "ملف" آخر وطابو فرنسي جديد. إنه رفض تمتيع أيتام الجنود غير الفرنسيين الذين ماتوا من أجل فرنسا بالجنسية الفرنسية، لتحيا السينما.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

فرنسا تعيد الاعتبار لقدماء جيش التحرير ذوي الأصول المغاربية

على خلفية فيلم «الأصليون» لرشيد بوشارب

فرنسا تعيد الاعتبار لقدماء جيش التحرير ذوي الأصول المغاربية

ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن قدماء جيش التحرير الفرنسي ذوي الأصول المغاربية والإفريقية (Les indigenes) سيتم في أقرب الآجال الرفع من تعويضاتهم كي تتساوى مع تعويضات قدماء جيش التحرير الحاملين للجنسية الفرنسية.
وتأتي هذه الخطوة بعد تخصيص المخرج الفرنسي ذي الأصل الجزائري «رشيد بوشارب» لموضوع فيلمه الأخير «الأصليون» لهؤلاء المحاربين الذين قدموا تضحيات جسام من أجل فرنسا وفي المقابل يحصلون على تعويض يقدر بـ 30٪ من التعويض الذي يتقاضاه الجندي الفرنسي المتقاعد.
وبمناسبة صدور الفيلم يوم غد الأربعاء قال الوزير المنتدب لشؤون قدماء المحاربين «حملاوي ميكاشرا» في تصريح لجريدة «لوجورنال دي ديمونش» «إن هذا الحيف سوف ينتهي قريباً» وأضاف أن الرئيس شيراك سيصدر وبشكل رسمي قرار «رفع الظلم».
وقالت مصادر من داخل "الإليزيه" إن القرار الذي سيعلنه شيراك هذا الأسبوع أو في أبعد تقدير الأسبوع القادم، مازالت تنكب على دراسته جميع أقسام الوزارات من أجل تحديد كلفته الإجمالية، التي يمكن أن تصل إلى مئات الملايين أورو ستتحملها الخزينة الفرنسية كاملة.
والجدير بالذكر أن تعويض قدماء المحاربين ذوي الأصول المغاربية والإفريقية تم تجميده مع انجلاء الاستعمار الفرنسي عن هذه المناطق.ومن المنتظر أن يشمل هذا القرار مئة ألف متقاعد ينتسبون لـ23 بلداً من بينها المغرب.
وفي مقال بجريدة «فيغارو» تحت عنوان: «عندما يضحك شيراك مع الدبوز » أكدت الجريدة على الدور الذي لعبه الفيلم في إصدار القرار وإصرار شيراك على حضور العرض ما قبل الأول في سينما «شون زيليزي» بالعاصمة باريس. وتثمين فوز أبطال الفيلم بجائزة جماعية في مهرجان "كان" الأخير. كما تروج أخبار حول زيارة سيقوم بها أبطال الفيلم ، جمال الدبوز وسامي بوعجيلة وسامي الناصري ورشدي زم للمغرب وذلك لتقديم العرض التجاري للفيلم. وكان المغرب قد قدم مساعدات كبيرة لهذا العمل السينمائي، وفي هذا السياق أوضح رشيد بوشارب، أن ميزانية «ليزانديجان» كانت ستفوق 25 مليون أورو، لولا تدخلات جمال الدبوز منتج الفيلم وبطله. وأوضح، في حوار مع المجلة السينمائية الفرنسية «بروميير»، أن «الميزانية الأخيرة لم تتجاوز 14,5 مليون أورو»، وذلك بفضل الدبوز، الذي تدخل كي يضع «المغرب رهن إشارتنا جيشه وخطوطه الجوية».
ينير الفيلم جانبا مظلما من تاريخ فرنسا الحديث، من خلال قصة مغاربة وجزائريين شاركوا في حرب التحرير الفرنسية وناضلوا لاستقلال «الوطن الأم» فرنسا. كانوا في مقدمة معركة التحرير من الاحتلال النازي الألماني، لكن هذا الوطن خذلهم كثيرا.
جمال الخنوسي

الهاكا تدعو لخلق آليات للمراقبة القبلية للإنتاج

الهاكا تدعو لخلق آليات للمراقبة القبلية للإنتاج
مع نهاية شهر رمضان أصدرت الهيئة العليا للسمعي البصري تقريراً مفصلاً قامت من خلاله الهيئة بمراقبة البرامج المقدمة من طرف المتعهدين السمعيين البصريين خلال شهر رمضان الذي يعرف زخماً إنتاجياً ونسباً عالية للمشاهدة، بالإضافة إلى تحديد مدى مطابقة المنتوج التلفزي والإذاعي مع دفاتر التحملات. وأسفرت هذه المراقبة عن مجموعة من المعاينات تخص الإشهار والإنتاج الوطني بالتحديد.
وقد ركز التقرير على ثلاث نقط أساسية: تتعلق الأولى بالإشهار والالتباس الذي قد يتولد لدى المشاهد بين بعض البرامج والإعلانات الإشهارية. والنقطة الثانية ترتبط بعدم احترام المتعهدين للقيم الأخلاقية وكرامة الإنسان. في حين تتعلق النقطة الثالثة باستعمال بعض البرامج الترفيهية بأساليب لغوية لا تتلاءم من المهام المنوطة بالشركتين الوطنيتين.
وقد عرفت المصادقة على التقرير نقاشات حادة حول مضامينه والنقط التي شملها خصوصاً فيما يتعلق باستعمال الألفاظ واللغة.
...........
جمال الخنوسي

عرفت صياغة التقرير المفصل الذي أنجزته الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري نقاشاً ساخناً حول العديد من القضايا والنقط التي شملها تقرير الهاكا، والذي حاولت من خلاله تقديم تقييم عام وشامل عن مراقبة البرامج المقدمة من طرف المتعهدين السمعيين البصريين خلال شهر رمضان، الذي عرف تنافساً شديداً وإنتاجات متنوعة ومخلتفة بالإضافة إلى إقبال كبير من طرف المتلقي أو المشاهد. خصوصاً وأن هذه السنة تميزت بإنتاج غير مرضي بالمرة وتطور وعي المشاهد ومطالبته باحترام حقوقه التي تضمنها الهاكا وتسعى للحفاظ عليها خصوصاً فيما يتعلق بالإشهار والإنتاج الوطني.
وقال مصدر رفيع المستوى من داخل الهاكا إن النقاشات ارتكزت بالأساس حول النقطة التي تتعلق «باستعمال بعض البرامج الترفيهية لألفاظ وأساليب لغوية لا تتلائم مع المهام المنوطة بالشركتين الوطنيتين بالاستجابة لحاجيات أوسع فئات الجمهور خصوصاً الحاجيات الثقافية والتربوية للجمهور الناشيء الأمر الذي أثار رد فعل عناصر داخل الهاكا باعتبارها تجاوزت اختصاصاتها وتطاولت على مهام لم تكن أساسًا داخلة في مجال اشتغالها الأمر الذي سيبعدها عن مهمتها الأساسية. كما وصفت هذه العناصر "المتمردة" هذا التطاول بقيام الهاكا بدور "شرطي اللغة" ووصفت موقف الهاكا بالمتزمت والمتطرف. في حين ترى مجموعة أخرى أن اللغة أداة تثقيفية وتربوية واستعمالها الخاطئ يدخل في صلب اهتمامات الهيئة.
ومن جهة أخرى أثارت الهيئة العليا في انتباه الشركتين الوطنيتين إلى الإلتباس الذي قد يتولد لدى المشاهدين لبعض البرامج والإعلانات التي تبث قبلها أو وسطها أو عقبها من جراء تشابه اختيارات الشخصيات والعملية الإخراجية والمثال الصارخ عن هذا التجاوز يتجلى بشكل واضح ودقيق من خلال سلسلة مول الطاكسي حيث كان الخلط متعمداً بين الوصلة الإشهارية التي يقدمها الفكاهي عبد الخالق فهيد لماركة الشاي المعروفة وتقديمه للشخصية الرئيسية في نفس السلسلة. كما يستفحل الأمر بتعمد الشركة الراعية لمول الطاكسي الخلط بين عناصر الوصلة الإشهارية وخصائص الرعاية التي يحددها دفتر التحملات الذي أعدته الهاكا وصادقت عليه الشركتان الوطنيتان.
كما أشار التقرير إلى عدم احترام المتعهدين السمعيين البصريين في معالجة بعض الموضوعات لالتزاماتهم القانونية المتعلقة بمناهضة جميع أشكال تقدير واحترام القيم الأخلاقية وكرامة الإنسان ولاسيما ما يخص المرأة والجمهور الناشيء ويعد محمد الخياري بطل هذه التجاوزات بلا منازع وخصوصا فيما يخص التمييز العرقي والعنصرية في سلسلة "خالي عمارة" التي تبثها القناة الثانية طيلة الشهر الكريم، حيث جعل من لون البشرة أو الإنتماء العرقي موضوعاً للهزل والتنكيت.
وفي نهاية التقرير أكدت الهيئة العليا أن المهام المنوطة بالشركتين الوطنيتين للاتصال السمعي البصري العمومي في مجال دعم وتشجيع الإنتاج الوطني تتطلب إيلاء اهتمام خاص لمتطلبات الجودة والإبداع خدمة لحاجيات المشاهدين في التثقيف والتربية والترفيه. وهو ما اعتبره بعض المراقبين إشارة واضحة وصريحة للفضيحة والمستوى الرديء الذي وصل إليه الإنتاج الوطني خلال رمضان هذه السنة بالرغم من اعتماده على فنانين كبار من أمثال عبد الوهاب الدكالي وثريا جبران وغيرهما. ويرى نفس المراقبين أن إفصاح الهيئة العليا عن نيتها في إحداث آليات عملية قادرة على الارتقاء بالإنتاج الوطني بشراكة مع المتعهدين السمعيين البصريين "خصوصاً أن هؤلاء المتعهدين دشنوا خلال السنوات الأخيرة حركية واضحة في هذا المجال" هو في حقيقة الأمر تنديد بالتبذير غير المعقلن لأموال وميزانيات يتم استسهال صرفها في أعمال لا تتوفر فيها أدنى مواصفات العمل التلفزيوني، دون الحديث عن بعدها الفني والجمالي والرسالة أو الخطاب الذي يمكن أن تحمله للمشاهد.
وتجدر الإشارة إلى تأكيد الهيئة في تقريرها على ضرورة مراعاة المعايير الجاري بها العمل والتي تمت المصادقة عليها في دفتر التحملات على اعتبار القطب العمومي يجب أن يشكل مثالاً نموذجاً بالتقيد بالمقتضيات القانونية وكذا في تشجيع إنتاج وطني تتوفر فيه شروط الجودة.
جمال الخنوسي


اعتقال الشاب مامي بتهمة إجهاض صديقته السابقة

اعتقال الشاب مامي بتهمة إجهاض صديقته السابقة

ألقت الشرطة الفرنسية القبض على الشاب مامي مغني الراي المعروف ووضعته في الاعتقال الاحتياطي مساء يوم السبت الماضي على خلفية اتهامه ب "العنف المتعمد والاحتجاز والتهديد" اتجاه خليلته السابقة.
كما تم اعتقال شخص آخر عند وصوله يوم الخميس الماضي إلى مطار أورلي بباريس وتم وضعه أيضاً في الاعتقال الاحتياطي ووجهت له نفس التهم.
وقد نقلت جريدة «لوباريسيان» الفرنسية عن مصادر مقربة من التحقيق أن الضحية تعرضت للاعتداء في المغرب أو الجزائر حيث تم إرغامها على إجهاض حملها من المغني المعروف، وقد تم التحقيق مع مامي بسبب شكاية تقدمت بها الضحية معززة بشهادة طبية تثبت العجز في 30 يوماً. والجدير بالذكر أن الشاب مامي تزوج منذ 4 أشهر ويعيش الآن بالجزائر ويقوم بزيارات خاطفة إلى فرنسا، حيث يحيي العديد من السهرات ويستعد لإطلاق ألبومه الجديد يومه الإثنين، والذي يحمل عنوان «ليالي».

ويرى العديد من المراقبين والنقاد في "ليالي" أحسن ألبومات الشاب مامي على الإطلاق حيث يضم أغنيات ساهم فيها فنانون كبار أمثال كاظم الساهر ومروان خوري. ويتوخى من خلاله مامي الانفتاح على الموسيقى العربية و العالمية والخروج من "خندق" الراي الضيق.
وأصبح شبه مؤكد أن جميع الحفلات التي كان من المفترض أن يحييها الشاب مامي تم إلغاؤها بما في ذلك حضوره إلى مدينة أكادير يوم السبت 4 نونبرفي إطار إحياء "حفل التسامح" الذي يضم فنانين كبار من أمثال زوكيرو و إيلين سيغارا و باسكال أوبيسبو.
محمد الخليفاتي أو الشاب مامي هو من مواليد 1966، اكتسب شهرة عالمية من خلال أغنية «desert rose»، التي أداها رفقة المغني الإنجليزي الشهير «string»، ويمثل مع الشاب خالد أكبر وجوه فن الراي في العالم.
جمال الخنوسي

27‏/10‏/2006

محمد الحياني: قاوم الموت حيا وصارع الجحود والنسيان ميتا


10 سنوات بعد رحيل عندليب المغرب

محمد الحياني: قاوم الموت حيا وصارع الجحود والنسيان ميتا

عندما سألنا غزلان الشابة البالغة من العمر 29 سنة عن الأغنية المغربية المفضلة لديها، أجابت بدون تفكير "راحلة " لمحمد الحياني. ثم استطردت قائلة " لما حصلت على شهادة الباكلوريا منذ سنوات بادرت إحدى صديقاتي في إهداء أغنية محمد الحياني كمحاولة منها لإرضائي لأنها تعرف جيدا القيمة التي يمثلها هذا الفنان المبدع في قلبي وقلوب جميع المغاربة.
واليوم ( 23 أكتوبر) وبحلول الذكرى العاشرة على رحيل العندليب المغربي، تقدم القناة الأولى في إطار البرنامج المميز "في البال أغنية" رائعته "بارد وسخون ياهوى" التي قدمها الراحل سنة 1972 والتي كتب كلماتها بعد أن احترق بلوعة الحب الشاعر علي الحداني وكنها لحن القدميري .
فرصة لنا لكي نعود لعميد الأغنية المغربية ونتسائل: ماذا يمكن أن يقال بعد 10 سنوات من رحيله؟.

محمد الحياني هو الفنان المغربي الوحيد الذي اجتمعت فيه جميع شروط النجومية: الصوت العذب، الأداء المميز بالإضافة للمظهر الحسن والوسامة. كل الشروط كانت متوفرة ليكون للحياني مقام كبير وحضوة لاتظاهى. لكن لسوء الحظ تفاصيل حياته مليئة بالمصاعب والمآسي جعلته يهدر سنوات طويلة من عمره يصارع المرض والموت بدل منازعة شياطين الالهام والإبداع. ومع ذلك قدم المرحوم أغان خالدة كراحلة ومن ضي بهاك وقصة الأشواق ووقتاش تغني يا قلبي وبارد وسخون ياهوى وغيرها من الأغاني التي ماتزال حاضرة بيننا..

عندما طلبتها للحديث كان يبدو على الحاجة " فاطنة" أخت الفنان محمد الحياني الكثير من التأثر. باغثتني بالاعتذار لأنها جد حزينة لقرب ذكرى رحيل أخيها. قالت وهي تغالب دموعها "بعد سي محمد فقدت كل شيء، كان المرحوم أبا وأخا تجمعني معه الكثير من الذكريات الحلوة والمرة. ويحز في نفسي كثيرا هذا الجحود الذي ألاحظه في المسؤولين على الإعلام المغربي. فلم يعد أحد يذكر المرحوم ولم يحاولوا حتى تكريمه بالشكل الذي يناسب هرما فنيا شرف المغرب والمغاربة".
بعد رحيل الحياني وجدت عائلته الصغيرة والكبيرة نفسها دون سند، وتأثرت وضعية الجميع برحيه: ترك ابنته في سن صغيرة (عمرها الآن 21 سنة) وأمه ساءت صحتها بعد وفاة ابنها. لقد عانى الحياني في حياته بمقاومته للمرض وعانى من الجحود والنسيان بعد موته ، إذا استثنينا بعض المحاولات التي التفتت للمرحوم وأعادت له الإعتبار. "لقد تكفل الملك الراحل الحسن الثاني بحالته وهو مريض وأقام له جائزة تليق به. إني ألوم الإذاعة الوطنية التي تنكرت للحياني وماقام به وكأنه لم يفن عمره فيها. لقد مللنا الوعود الفارغة وأظن أنه حان الوقت لإعطاء هذا المبدع المكانة التي يستحقها.

أما الملحن عبد العاطي أمنة فقد اعتبر الحياني من أحسن الأصوات في العالم العربي بشهادة مطربين كبار أمثال السعودي محمد عبده الذي أسر له في جلسة حميمية إعجابه بمحمد الحياني وأكد له على تميزه بإحساس "رهيب". كما اعتبر الحياني خسارة كبيرة للفن المغربي.
"كانت رحلتي معه طويلة ومتنوعة واشتغلنا على " الوسادة و"وقتاش تغني ياقلبي" لقد كانت تجمعنا صداقة ، إنه إنسان وديع جدا"
وعن الحياني يقول المسرحي الكبير أحمد الطيب لعلج الذي كانت تربطه بالراحل علاقة أبوية كما يقول لكن أبوية بمعنى الاحتضان والمؤازرة والمساندة والدفع إلى الأمام. فقد وهب الله للحياني صوتا جميلا ويتمتع بموهبة فدة بكل ماتحمله الكلمة من معنى. ومن المبدعين الذين آمنوا بموهبته واقتنعوا بحسه المرهف الملحن عبد القادر الراشدي. ويضيف الأستاذ لعلج في حسرة " كان ينبغي لنا أن نحتفي بالحياني وهو على قيد الحياة تقديرا له واعترافا بجميله لأنه كان ولايزال يمثل مظهرا من مظاهر هويتنا المغربية. فكل مبدع كيفما كان مجال اشتغاله يتقاسم معه كل المغاربة شرف إبداعه. وذكرى الحياني يجب أن تنبهنا لوعي نفتقده وهو ضرورة الاحتفاء بفنانينا على قيد الحياة، لأن الفنان محتاج دائما للإعتراف به وتكريمه وهو حي يرزق. ويضيف الأستاذ لعلج في حنين " لحنت للمرحوم الحياني أغنية " متايب الله" وكنت أعتبره صديقا أكثر منه فنانا تجمعني معه ظروف العمل والإشتغال. وربطتنا علاقة تملؤها المودة والاحترام إلى أن رحل في عز عطائه. الصوت الجميل في حقيقة الأمر لايكفي ولابد له من جمالية الأداء وفنان في حجم الحياني جمع بين الصوت العذب والأداء الراقي والأنيق وباقتران هذين العنصرين جاد علينا الزمن بفنان في حجم ومن طية محمد الحياني لن يعيد الزمان مثيلا له".
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

22‏/10‏/2006

ما أكبر القضية.. و ما أصغر "الباندية"!

ما أكبر القضية.. و ما أصغر "الباندية"!
يحكى والعهدة على من روى أن الممثل سعيد الناصري قد صنع لنفسه مساء يوم الأربعاء الماضي بمركب ميغاراما بمدينة الدار البيضاء ليلة "ولا كل الليالي" ، ليلة مقتبسة من ألف ليلة وليلة بمناسبة صدور فيلمه الجديد "عبدو عند الموحدين".
والطريف في الحكاية، يقول الراوي، إن سعيد الناصري أعد العدة والعتاد لهذه الليلة وصرف عليها كل غالي ونفيس ليصنع لنفسه نجومية وهمية وكاريزما مفتقدة لاتأتي من وهج الأضواء ولا من بريق الفلاشات. لقد كلف "الباندي" أفرادا من شركته المنتجة للفيلم "هاي كوم" لاستقطاب ثلة من المصورين وكثير من الوصوليين للتجمهر حوله على طريقة نجوم السينما العالميين وجهابذة هوليوود. وكأنه "آل كابون" في عز أيامه المافيوزية تلاحقه "عصابة" المصورين المدفوعي الثمن.
وصل زعيم "الباندية" على متن سيارة "ليموزين ماجيستك" التي يملكها السعودي باجبير رفقة طاقم فيلمه السينمائي الجديد وعرض "العوني" نفسه وأرخى "زينو" للعدسات المتعطشة لطلته البهية وحسنه الأخاذ وولج القاعة على "التابي روج" وأنغام "أمولاي السلطان هز عينيك تشوف الزين".
هذه ليست صورة من مهرجان "كان" ولا من حفلات الأوسكار بل هي فقط ليلة عرض أول لفيلم مغربي مفبركة و"منفوخ فيها " تجعلنا نحس بالشفقة تجاه مهندسها أولا ثم نقول بعد ذلك "كنا فين أولينا فين". وصور بذخ العوني لم تنسنا صور العوني وسلسلته و"الطنز" الذي كان يهرج علينا به في رمضان طوال السنوات الماضية بمقابل غاية في السخاء. وكما يقول المثل ففلوس اللبان تايديها زعطوط" ولن نستغرب إذا طلع علينا بعد حين فركوس أو عبد الخالق فهيد أو الخياري ب "جيت بريفي" أو طائرة خاصة في مناسبة من المناسبات.
من جهة أخرى لم نعد نقبل بعد الآن أي أعذار عن قبح المنتوج أو "قلة شي" وحجج الفنان المغربي المغبون والذي ليست له الإمكانيات للتعبير. ولن نتقبل بعد الآن سياسة "هزان الصينية" و التباكي و المسكنة كلما "شعلات" الكاميرا.
الأدهى من كل هذا هو أن المتفرجين "المجبدين" لما غادروا القاعة بعد مشاهدة الفيلم قالوا وبالفرنسية السليمة :
"Tout ça... pour ça !"
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr



"همسات ملاك عابر" و"5 دراهم"

"همسات ملاك عابر" و"5 دراهم"
سنوات الجمر كما يراها فؤاد سويبة
انتهي المخرج المغربي فؤاد سويبة من تصوير فيلمين جديدين دخلا مرحلة التوضيب ومن المنتظر عرضها في بداية شهر نونبر.
الفيلم الأول الذي يبلغ حوالي 26 دقيقة يرصد فيه سويبة العزلة والمعاناة لضحايا سنوات الجمر والاعتقال السياسي من خلال شهادات حقيقية لضحايا حقيقيين ومناجاتهم لملاك عابر ليسروا له عما يخالج صدورهم من معاناة وأنين وكل ما ذاقوه في سجون سرية وعلنية كقلعة مكونة ودرب مولاي شريف.
ويعتبر فيلم فؤاد سويبة "همسات ملاك عابر" أول فيلم مغربي يتعامل يتعامل مع تيمة سنوات الجمر بهذا الأسلوب التوثيقي السينمائي. وكانت الساحة الفنية قد عرفت فيما قبل أفلام عديدة تتطرق لنفس المرحلة كـ"درب مولاي الشريف" لحسن بنجلون و"جوهرة" لسعد الشرايبي و"ذاكرة معتقلة" لجيلالي فرحاتي.
ويعتبر سويبة عمله هذا فرصة للبوح ورصد المعاناة الداخلية للضحايا ولا يتوخى منه إعادة الأحداث التاريخية.
أما فيلمه الثاني "5 دراهم" فقد اختار له نفس التيمة الكبرى لكن بأسلوب آخر وذوية معالجة مختلفة ف"5 دراهم" يتناول الاعتقال الفكري الذي عاشه المثقف الفكري سنوات طويلة من خلال قصة مجموعة من المثقفين ينتمون لفئة اجتماعية متوسطة. يعيش بطل الفيلم العزلة والوحدة في غرفته التي امتلأت بجميع أنواع الأسلحة. ينسى عائلته وجميع المقربين إليه ويقضي أيامه في الاستماع لمارسيل خليفة وقراءة أشعار محمود درويش.
يحاول سويبة في هذا الفيلم رصد السجن والاعتقال الفكري الذي عاشه المثقف المغربي. إنها عزلة وسجن رمزي غير مرئي لكنه حاضر علي الدوام.
وحول اهتمامه بهذه النوعية من المواضيع يؤكد سويبة علي إيمانه بضرورة اعتناق السينما لقضايا وهموم الناس فالسينما بالنسبة له أداة تعبير كبيرة ملتزمة بما يمس المواطن العربي علي العموم والمغربي علي الخصوص. ويضيف سويبة "على السينما أن تحمل خطابا فمادامت الدولة تدعم الفيلم من جيوب المواطنين يجب علينا أن نبرهن علي قدرتنا الخلاقة وأن نتحمل مسؤولياتنا كاملة.

18‏/10‏/2006

هل هي بداية نهاية غير معلنة للسينما في المغرب؟

على خلفية برمجة أفلام سينمائية مغربية على القناة الثانية
هل هي بداية نهاية غير معلنة للسينما في المغرب؟

يقول المثل المغربي "محبة بلارج، بغا يبوس ولدو عماه" وما قامت به القناة الثانية مؤخرا من خلال برمجة أفلام لم تعرض بعد في القاعات السينمائية الوطنية داخل هو أيضا ضمن "محبة بلارج". فعرض فيلم "الرحلة الكبرى" و"الراقد" في الشاشة الصغيرة هو إعلان حقيقي لموت السينما المغربية.
قصة "جريمة قتل" لم تكتمل.
*******
أقدمت القناة الثانية مساء يوم الثلاثاء على "تأجيل" عرض الفيلم السينمائي المغربي الرحلة الكبرى، لمخرجه الشاب "إسماعيل فاروخي" وعوضته بفيلم آخر شاركت القناة الثانية في إنتاجه هو "أوديسا" للمخرج التونسي إبراهيم بابا. و"قررت القناة تأجيل بث "الرحلة الكبرى" إلى وقت لاحق، استجابة لطلب شركة الإنتاج المحتضنة للفيلم. وحسب بيان للقناة توصلت به الجريدة فقد "تنازلت القناة الثانية عن حقها في بث الفيلم حتى يعرض على الشاشات الكبرى وذلك ضمن استراتيجيتها المتمثلة في تشجيع الإنتاج الوطني ودعم السينما المغربية".
وكانت القناة الثانية قد برمجت أربعة أفلام مغربية تعرض كل ثلاثاء كتكريم خاص لسينما تعرف حركية ودينامية متميزة، وتم الاحتفاء بها في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية.
وهكذا استمتع المشاهد المغربي في الأسبوع الأول بفيلم "هنا ولهيه" لمحمد إسماعيل وكان من المقرر عرض فيلم إسماعيل فاروخي "الرحلة الكبرى في الأسبوع الثاني ثم فيلم "الأجنحة المنكسرة" لعبد المجيد أرشيش لتنتهي هذه السلسلة المتميزة بفيلم كبير هو "الراقد" للمخرجة المغربية ياسمين قصاري.
كان من الممكن أن تمر هذه الخطوة المحمودة للقناة الثانية في سلام بل يمكن اعتبارها إنجازا للقناة ودعمها للسينما المغربية. لكن الأمر الغريب هو أن أحسن هاته الأفلام("الرحلة الكبرى" و"الراقد") لم يتم عرضها في القاعات الوطنية أي ما يعني حرمانها من دخل وإن كان متواضعا فهو على الأقل سيساهم في الرفع من مداخيل الفيلم و بالتالي التشجيع على القيام بمغامرات أخرى وإنتاج أفلام جديدة. خصوصا أن القاعات الوطنية تعرف إقبالا على الأفلام المغربية لا يعرفه حتى الانتاجات الهوليودية الكبرى، وبحكم لهفة المشاهد المغربي على المنتوج الوطني الذي يرى فيه صورته ويعبر عنه وعن همومه.
التأخير الذي عرفه توزيع فيلم إسماعيل فاروخي داخل المغرب مرتبط بالأساس بمشكل قانوني لم يبث فيه القضاء بعد، بين المخرج والمساهم في الإنتاج (كازابلانكا فيلم). وإن كان هذا المشكل يمكن أن يقدم العذر للرحلة الكبرى بالإضافة إلى الجوائز الكبرى التي حصل عليها. يبقى فيلم ياسمين قصارى "الراقد"، في انتظار من يقوم بتوزيعه في المغرب.
وفي لقاء مع ياسمين قصاري في مهرجان سلا لفيلم المرأة في دورته الأخيرة فقد حددت تاريخ دجنبر 2006 أو يناير 2007 كأقصى موعد لعرض الفيلم بالقاعات الوطنية.
وكان "الراقد" الذي فاز حتى الآن بأكثر من 35 جائزة قد لفت الانتباه للقدرات الخلاقة لمخرجة مغربية تبلغ من العمر 30 سنة. وفازت بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة في دورته الثامنة.
وسبق ل"الراقد" أن حددله تاريخ سابق للعرض في القاعات الوطنية لم يتم الالتزام به وهو مارس أو أبريل 2006 بعد عرضه في القاعات الفرنسية في 28 دجنبر 2005
والفيلم الذي تؤدي فيه دور البطولة رشيدة براكني(حليمة) و مونية عصفور (زينب) يحكي قصة زوجة ترى عريسها يرحل عنها متوجها لإسبانيا صبيحة ليلة الزواج قصد تحسين ظروف العيش وتجاوز قهر الطبيعة التي يعيشون فيها . بعد أسابيع تكتشف زينب أنها حامل . في انتظار رجوع الزوج "ستنيم" الجنين في بطنها.. لكن الزوج لم يظهر له أثر فبدأت تفقد الأمل في عودته.
إن القناة الثانية ببرمجتها لأفلام مغربية في شهر رمضان قامت بخطوة إيجابية لايمكن تجاهلها لكن في نفس الوقت كادت تعلن وفاة السينما المغربية التي كادت تعرف جريمة وأدها في عز شبابها.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

17‏/10‏/2006

البرمجة التلفزيونية الرمضانية

البرمجة التلفزيونية الرمضانية
سرقة مفضوحة وضحك على الدقون
اعتاد المغاربة وكجميع الشعوب العربية في هذا الكوكب السعيد أن يشغلوا القناة الأولى أو الثانية مع اقتراب آذان المغرب، لتتبع ما سمي في جميع أنحاء العالم بالبرايم تايم أو ساعة الذروة، لأنه من المعتاد أن تقدم أحسن البرامج والمسلسلات لجلب المشاهد وإثارة انتباهه لوصلات إشهارية تكلف المعلنين أموال باهضة.
تلك هي العادة، والمغاربة بطبعهم "تيربيو الكبدة" ومع أن التلفزة المغربية "قرصاتهم" و"قرصاتهم" ثم "عضاتهم"، مع ذلك يتشبتون بمشاهدة مهزلة تاريخية اسمها برمجة شهر رمضان.
وكما يقال لا يلدغ المرء من الجحر مرتين، فإننا نلدغ مرة ومرتين وثلاث مرات " أوما بغيناش نتوبو" إلا أن هذه المرة " الصدمة كانت قوية" كما يقول صاحب الأغنية الشهيرة. وأصبح المرء يتقبل أن " تقلل حياءه" قنوات أجنبية على أن ينظر إلى مهزلة ليس لها تصنيف، ويرى السرقة "على عينيك أبنعدي". نعم إنها السرقة، فمن يبيع التلفزة الوطنية منتوجا "فاسدا" أو "بيريمي" انتهت مدة صلاحيته فهو لص حقيقي ولا ينفع معه أي مجاز أو لباقة.
هل يستحق من يتلاعب بأموال الناس ويسخر من ذكائهم ويهزأ بعقولهم ويأتيهم كل مغرب " بالتابهلة وسريق لعواد" غير اسم محتال وفهلوي؟ ولنا كل الحق في ذلك، لأننا لنا جميع الدلائل والحجج على أن ما نقوله حق، فاللهم اشهد. ويكفيكم فتح التلفزيون على القناتين الوطنيتين وسترون مخلوقات غرائبية تنتمي إلى ما قبل التاريخ وإلى ما قبل اكتشاف اللغة والكلام، لأن جميع قواميس الدنيا لا تملك مفردة تحدد من هم.
ومع ذلك يجب تسجيل أن القناة الأولى كانت أكثر خجلا وصدقا ولم تحدث بهرجة ففضحت الدنيا بالإشهارات وكأن لسان حالها يقول" الله يدوز هاد رمضان على خير". أما القناة الثانية فقد "هرست رؤوسنا" بالكاتالوغات والوصلات التي تطبل وتزمر لبرمجة فوق العادة، تروج لأكذوبة اسمها "الانتاج الوطني".
ألا يحق لنا أن نتحدث في القناة الثانية عن لجن للمراقبة ولجن للمتابعة ولجن لتحري الجودة ودفتر للتحملات أمام فضيحة بهذا الحجم؟
قال لي أحد الظرفاء لما لاحظت مواظبته على رؤية هذه الترهات،إن هذه الخزعبلات يراها بالرغم عنه لأنها " بحال شي واحد حاط ليك طارو ديال زبل" أمام باب البيت، ملزم أن تمر بجانبه صباح مساء : " مرغم أخاك لا بطل". أمن أجل المنتوج الوطني علينا أن نتحمل كل هذه السخافات وتزكم أنوفنا رائحة مطارح النفايات؟
اتخدت قبل أيام قرارا للامتناع عن الكتابة حول هذه المهزلة المفضوحة، فكثيرا ما سمعنا أنصاف المهرجين يرددون إن الصحافة جائرة وغير منصفة، بل ينعتون الصحافة في الكثير من الأحيان بالسطحية والمؤدبون منهم يقولون إن ما يكتب على صفحات الجرائد ليس نقدا بل هو انطباع. وأظن أن ما يمر في تلفزتنا لا يحتاج لا لنباهة ولا لدراسة ولا لقواعد النقد، لأنه لا تتوفر فيه حتى أقل شروط العمل التلفزيوني، بل شروط الأدب واللياقة. لقد أفحمني هول ما رأيت، وكان من الممكن أن يذهب بقريحتي ورغبتي في الكتابة، لكن إذا لم أكتب سأصاب حتما بشلل نصفي أمام برامج تحتقر ذكاءنا وتثير التقزز و الغثبان.
في الختام لابد من القول للخياري وعبد الخالق فهيد بأن سلسلتهما لا تضحك حتى "شمكار ضارب سمطة ديال القرقوبي". ولعبد الوهاب الدكالي وثريا جبران : وا أسفاه. ولمحمد ديدان وسامية أقريو : يا خسارة.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr