04‏/11‏/2006

عضوا عليها بالنواجد

عضوا عليها بالنواجد

فاز مهرجان مراكش الدولي للسينما قبل أيام بإحدى أكبر الجوائز الإيطالية باعتباره أحسن مهرجان سينمائي ينظم في حوض البحر الأبيض المتوسط، إذا ما استثنينا مهرجان «كان» الفرنسي الذي أصبح يمثل مع جوائز الأوسكار الأمريكية أكبر المهرجانات العالمية على الإطلاق.
الجائزة التي فاز بها المغرب تحمل أيضاً اسم مخرج إيطالي متميز هو «روسيليني»، واستلمها ممثل المغرب من يد ابنته الحسناء التي ملأت صورها ومنذ سنين أغلفة المجالات النسائية والرجالية. ومثلت لعقود أيقونة شركة مستحضرات التجميل المعروفة «لونكوم».
هذا التتويج يجعلنا نفكر في تتويجات أخرى غابت عنا ترتبط بالمجال الثقافي ولم نعد نسمع لها «لا حس ولا خبر».
فالكتاب المغربي يغط في نومه على رفوف المكتبات، تغطيه طبقات سميكة من الغبار والأتربة من كثرة الإهمال وحرقة الهجر، فلا «بست سيلر» ولا هم يحزنون ..
والمسرح المغربي لا يقدم إلا مسرحيات تجارية داخل قاعات يتسابق على صفوفها الأولى رجال السلطة من قواد وغيرهم. أو مسرحيات عن هلوسة لا يفهمها الممثلون أنفسهم على الخشبة، فما بالك بالجمهور المتفرج. وبما أنه لا أحد يشاهدها على المسرح فقد أصبحت تصور بالكاميرا وتعرض على شاشة التلفزة كالدواء المر.
لم يعد المغاربة يخلقون نقاشات في المشرق والمغرب لأنه لم يعد هناك نقاش أساساً، بل حملات للقتل والتكفير غيبت العقول واستحضرت السيوف والسكاكين . وعوض القلم والأوراق البيضاء بصفحات الأنترنيت وكاميرا الفيديو التي تسجل أفلام الذبح وسفك الدماء.
يؤسفني سيداتي وسادتي أن أخبركم بأن السينما في هذا الوطن هي الوحيدة التي استطاعت أن تنقد ماء وجه الثقافة المغربية.. فعضوا عليها بالنواجد.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق