20‏/01‏/2010

"التيقار" هو الحل

ليسمح لي الريسوني ومريدوه أن أذكرهم بشيء بسيط اسمه التأريخ وحساب الأيام والسنوات، وهي طريقة ابتدعها الإنسان منذ مئات السنين، ويمكنهم إذا غابت عنهم معطياته البسيطة أن ينظروا أعلى هذه الصفحة ليعرفوا أننا في يناير 2010.

سبب هذا التأكيد العجيب هو أننا لا حظنا أن شرذمة من المتشددين، وجوقة من المريدين، سامحهم الله، يعيشون خارج التاريخ، وفي معزل عن الناس والسياق المجتمعي العام. ويتشبث "أهل الكهف" بأن يدافعوا باستماتة عن مجتمع فاضل يعيشونه في مخيلاتهم واستيهاماتهم المخضبة بلون البيترودولار.
ففي وقت يجد الملايين من المغاربة أنفسهم محاصرين بالمشاكل من كل حدب وصوب، وتطرح أمامهم يوميا العشرات من القضايا الآنية التي تتطلب حلولا حقيقية، وإجراءات عملية، يعود بنا "أهل الكهف" إلى نقاش بدائي حول الخمر وحكم التسوق من "أسيما" و"مرجان" والبكارة الاصطناعية وإرضاع زميل العمل ...
هل كان 30 مليون مغربي ينتظرون من الريسوني وجوقته أن يذكروهم في يناير 2010 أن الخمر حرام؟ بالطبع لا. هل كان 30 مليون مغربي ينتظرون من الريسوني أن يحرم لهم التسوق من المتاجر الكبرى التي تبيع الخمر ويتهم مخالفيه من الفقهاء ب"تلبيس إبليس"؟ قطعا لا.
إنه لمن المهين لنا جميعا نحن المغاربة أن نطل على العالم على الصفحة الأولى من جريدة وطنية بعنوان كبير "يا أنصار الخمر اتعظوا"، في حين يتحدث العالم عن الأزمة العالمية وعن زلزال هايتي وعن مدونة السير وعن غلاء المعيشة والجهوية والقضية الوطنية ...
إننا في يناير 2010 يا إخوان (من الأخوة!)، والإحصاءات أثبتت أن بعض المغاربة يعدون من أكبر مستهلكي المشروبات الكحولية، ويستهلكون سنويا ما مجموعه 131 مليون لتر، أي ما يمثل معدل 4.3 لترات لكل مغربي في السنة. لكن هذا ليس سببا لنخرج عليهم بحد السيف ونغير المنكر بالمتفجرات، لأن ما تفعله اليوم جوقات التكفير هو تهييج بسطاء التفكير، وتحديد الأهداف للمعتوهين. إنه انخراط في لعبة خطرة أبان لنا التاريخ مدى دمارها.
كفى من المتاجرة باسم الدين واتركوا الخلق لخالقه، ف"كل شاة تعلق من كراعها" كما يقول المثل المغربي، و"الحلال بين والحرام بين" كما يقول الفقهاء، واستمروا في سباتكم إذن، وأكملوا استيهاماتكم، واحلبوا البقرة المعطاء ما طاب لكم، واتركونا في همنا، ف"التيقار" هو الحل.
جمال الخنوسي

ثلاثة محققين بلجيكيين في قضية يونس يصلون إلى المغرب

سيستمعون إلى أفراد من العائلة من أجل تطعيم الملف بعد أن وصلت التحقيقات إلى طريق مسدود

وصل، يوم الأحد الماضي، ثلاثة محققين بلجيكيين في قضية مقتل الطفل المغربي يونس جراتلو التي تمر بمرحلة حرجة بفعل غياب عناصر جديدة تقود إلى فك لغز الوفاة المحيرة.
وانطلق المحققون الثلاثة من مطار "زافنتام" بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، في اتجاه مطار محمد الخامس الدولي بعد زوال يوم الأحد الماضي، من أجل إكمال التحقيق في قضية يونس جراتلو، والاستماع إلى عناصر من العائلة الكبيرة للطفل تعيش بمدينة الدار البيضاء.
وستحاول لجنة التحقيق التي وصلت إلى المغرب بأمر من قاضي التحقيق المكلف بالملف، جمع عناصر جديدة ومعطيات من عائلة الطفل يونس جراتلو الذي انتشلت جثته في 10 نونبر، بعد أسبوعين من إعلان اختفائه من بيت والديه.
وذكرت وسائل الإعلام البلجيكية، نقلا عن مصادر قضائية، أن لجنة المحققين البلجيكيين كان من المفروض أن تنتقل إلى المغرب في شهر دجنبر الماضي، إلا أنه تعذر عليها ذلك "لأن المواعد لم تكن مناسبة للطرف المغربي".
وأضافت المصادر ذاتها، أن والدي الطفل عادا إلى بلجيكا منذ أيام، "إلا أن ذلك لن يغير في الأمر شيئا، بحكم أن اللجنة تسعى إلى الاستماع إلى أفراد من العائلة وليس إلى والدي الضحية".
ويرجع المحققون الاهتمام بأفراد العائلة إلى المكالمات الهاتفية التي جمعت العائلة الصغيرة في بلجيكا وأفراد من العائلة في المغرب ليلة اختفاء يونس.
وكان التشريح الطبي أسفر عن إلغاء فرضية حادثة سير، وانكب البحث عن فرضيات بديلة لتفسير الوفاة الغامضة للطفل. كما زاد مكوث الجثة مدة طويلة في الماء من صعوبة التحليلات وساهم في اختفاء الأدلة واندثارها.
يشار إلى أن الطفل يونس جراتلو الذي لا يتجاوز عمرة أربع سنوات، اختفى ليلة الأحد/ الاثنين 25/26 أكتوبر الماضي في ظروف شديدة الغموض، بعد شجار حاد بين والديه وصفته النيابة العامة في حينه بالعنيف، اضطرت معه الأم إلى الخروج ليلا "لاستنشاق الهواء"، تاركة الباب مفتوحا، مما سهل انسلال يونس خارج المنزل دون إثارة انتباه أبيه الغاضب من جراء ما حدث. وبعد ساعات عادت الأم إلى المنزل لتلاحظ غياب ابنها يونس.
وبمجرد إشعار الشرطة، قامت الأخيرة باستنطاق كل أفراد العائلة فورا، طيلة يومين، رغبة منها في الوصول إلى نتائج في أقصى سرعة ممكنة.
وبعد مرور أيام، بدأت الشرطة وكل المتتبعين يفقدون الأمل بالعثور على يونس حيا، لكن بعد مدة طويلة من البحث عثر على جثته في مياه بحيرة كومين، الواقعة بإقليم تورني.
وحسب اعترافات والدي يونس وأخيه الأكبر، اتضح للشرطة أن خلافا حادا نشب بين الزوجين ليلة الحادث، خرج يونس بعدها، لكن كل أفراد العائلة نفوا بشكل قاطع أن تكون لهم يد في اختفائه.
ولم تسفر التحقيقات التي خضع لها والد الطفل عن نتائج تذكر وأطلق سراحه بعد خضوعه للاستنطاق.
ويعلق المتتبعون آمالا كبيرة في التحقيقات التي ستجري في المغرب من أجل تعزيز الملف بمعطيات جديدة يمكن أن تفك خيوط هذه القضية المتشابكة.
جمال الخنوسي


17‏/01‏/2010

خلية المغربية مليكة العرود أمام المحكمة في بلجيكا

اتهمت بتكوين مجموعة إرهابية والتخطيط لهجمات خلال قمة الاتحاد الأوربي


وضعت غرفة المستشارين ببروكسيل ملف ستة متهمين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة ببلجيكا أمام أنظار المحكمة، ويتعلق الأمر بخلية المغربية مليكة العرود، زوجة المتهم الرئيس في اغتيال أحمد شاه مسعود في أفغانستان. وتواجه مليكة وخليتها تهمة "تكوين مجموعة إرهابية".
واعتقلت الشرطة الفيدرالية، في 11 دجنبر 2008، مليكة العرود رفقة 13 آخرين للاشتباه في صلتهم بتنظيم القاعدة، وتخطيطهم لهجمات انتحارية تستهدف زعماء الاتحاد الأوربي المشاركين في قمة الاتحاد.
وشملت المداهمات مدينتي "لييج" و"بروكسيل". واعتقلت الشرطة المشتبه فيهم بشكل وقائي للشك في تخطيطهم لهجمات إرهابية خلال قمة الاتحاد الأوربي، بحكم أنهم أعضاء خلية إسلامية على صلة بتنظيم القاعدة، ومن بينهم 3 أشخاص وصلوا لتوهم من أفغانستان، حيث تلقوا تدريبات للقيام بهجمات انتحارية وأحدهم ودع أسرته وأصدقاءه، وكان يبدو مستعدا لارتكاب هجوم، إذ حصل على الضوء الأخضر لتطبيق المخطط وودع أقرباءه، "لأنه يريد الذهاب إلى الجنة بضمير مرتاح". وبعد مثول المتهمين أمام قاضي التحقيق تم الاحتفاظ بخمسة شباب تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة إضافة إلى مليكة الأكبر منهم سنا.
ويتحدر أربعة من أعضاء الخلية من أصول مسلمة، ويتعلق الأمر بالمغربية مليكة العرود (50 سنة)، والمغربي هشام بيايو (24 سنة)، ويوسف حريزي، وعلي غنوتي البالغ 24 سنة، إضافة إلى محمد وعبد العزيز، ابني عبد الله باستين واسمه الحقيقي "جون فرانسوا باستين" المعروف باعتناقه الإسلام الراديكالي ودفاعه المستميت عن توجهاته.
وعجل اقتناص الأمريكيين لمكالمة هاتفية، ، بين المشتبه فيه هشام بيايو وسيدة في بلجيكا، وتحويل مضمونها مباشرة إلى السلطات في بروكسيل ، بعملية الاعتقال التي نفذتها الشرطة الفيدرالية في كل من مدينتي "لييج" و"بروكسيل".
وعاد الثلاثي هشام بيايو، ويوسف حريزي، وعلي غنوتي، قبل اعتقالهم، إلى بلجيكا قادمين من تدريب في أفغانستان مرورا بباكستان وإيران وتركيا.
وتعد مليكة العرود شخصية معروفة جدا في المواقع الالكترونية الإسلامية التي ملأتها كتابات تشيد بالدور البطولي الذي قام به زوجها الراحل عبد الستار دهمان باغتياله أحمد شاه مسعود الزعيم الأفغاني المناهض لحركة طالبان في التاسع من شتنبر 2001.
وأثار اعتقال مليكة و"مريدوها" جدلا واسعا بالنظر إلى مميزات الخلية إذ تضم هشام بيايو ابن الأحياء المهمشة، وذي سجل سوابق مليء بجرائم السرقة، إضافة إلى أعضاء آخرين ليسوا من أصل مسلم، بل اعتنقوا الإسلام لاحقا ولهم نشاط سياسي، إذ رشح أحدهم نفسه في الانتخابات البلدية الأخيرة باسم "حزب المسلمين الشباب". أضف إلى كل هذا الدور الذي أصبحت تلعبه النساء داخل مثل هذه التنظيمات، والتأثير الذي تمارسه مليكة العرود على الشباب، خصوصا من خلال تصريحاتها وكتاباتها على مواقع ومنتديات على شبكة الانترنيت تحت اسم مستعار هو "أم عبيدة". كما أن مليكة العرود التي ترتدي النقاب القريب من البرقع الأفغاني، نشرت كتابا يحمل عنوان "جنود النور" وقدمت نفسها على أنها "الابنة الصغيرة والزوجة وأخت كل المجاهدين".
وتصف وسائل الإعلام مليكة ب"الأسطورة الحية" بالنسبة إلى القاعدة. وقالت في مقابلة مع صحيفة "هيرالد تريبون" إن "دوري ليس تفجير القنابل، هذا سخيف. لدي سلاح، انه سلاح الكتابة. هذا هو جهادي. يمكنكم تحقيق الكثير بواسطة الكلمات. الكتابة هي أيضا قنبلة".
جمال الخنوسي




النقاب يثير مخاوف فرنسا

ساركوزي يقول إنه "غير مرحب به في فرنسا" والكاتب العام للحزب الاشتراكي قارنته ب"سترينغ"


زاحمت قضية البرقع إشكالية الهوية في فرنسا وتساؤلها حول ماذا يعني أن تكون فرنسيا اليوم. وطغت على ساحة النقاش آراء متباينة ومتقاطعة حول "البرقع" ودلالاته الرمزية والدينية والهوياتية.
وجاء التصريح الأخير للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ليؤجج حرارة النقاش ويصب الزيت على النار، عندما أكد أن حظر ارتداء النقاب أو البرقع في فرنسا يجب أن يسبقه قرار برلماني "لا لبس فيه" في هذا المجال. ومن المرتقب أن تقدم لجنة تحقيق برلمانية فرنسية تقريرها بشأن النقاب إلى رئيس الجمعية الوطنية "برنار اكوييه" في 26 يناير الجاري، وقال ساركوزي، "أرغب أن يصدر البرلمان بناء على هذا التقرير قرارا، قبل أن يناقش نصا قانونيا يتفق مع الوضع"، مؤكدا أن الغطاء الكامل للمرأة "غير مرحب به في فرنسا".
ويقول المعارضون لمثل هذا القانون إن قضية البرقع لا مكان لها في ساحة الحوار ولا تستحق أن تعطى لها كل هذه الأهمية، بحكم أن عدد النساء المرتديات للنقاب لا يتعدى 500 حالة، وهو رقم ضعيف جدا وغير ممثل.
وكان جان "فرانسوا كوبيه" زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، الذي يطمح لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2017، أكثر الشخصيات المدافعة عن حظر واسع النطاق. ويقول منتقدون إن مثل هذا الحظر يمكن الطعن فيه على أساس انه ينتهك حقوق الإنسان والحريات الدينية.
من جهته، بقي موقف الحزب الاشتراكي المعارض غير واضح، مفضلا الانتظار إلى غاية صدور تقرير اللجنة البرلمانية في الموضوع. وقالت إحدى النائبات الاشتراكيات، "نحن ضد ارتداء البرقع، بالنظر إلى دفاعنا عن الكرامة الإنسانية، لكننا في الآن ذاته لا يمكننا منعه بحكم غياب القوانين".
وفي السياق ذاته شبهت الكاتب العام للحزب الاشتراكي، مارتن أوبري، البرقع ب"سترينغ"، في إشارة إلى منع الاشتراكي "برتران دولانوي"، في وقت سابق، ارتداء "سترينغ" خلال تظاهرة "شواطئ باريس"، وهو ما يعني بالنسبة إليها أن قرارا بلديا كاف ليحد من الظاهرة.
وغير بعيد عن فرنسا، اعتبرت صحيفة "الإندبندنت" أن الحجاب يمثل بالنسبة إلى البعض رمزا لاستعباد النساء، إلا أن هؤلاء النساء يعتقدن أن حجابهن يمثل طريقة متحررة ومختلفة في تعبيرهن عن هويتهن.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها عن الحجاب، أن هناك أسماء مختلفة تعبر عن الزي الإسلامي للمرأة منها الحجاب، والنقاب، والشادور، والبرقع.. وغيرها، وكل لغة تستخدم لوصف الأنواع المتعددة من الملابس التي ترتديها المرأة المسلمة، تبدو معقدة بقدر القضية نفسها. فنادرا ما كان أي نوع من الملابس يثير الكثير من الجدل وسوء الفهم بقدر ما فعل الحجاب، مشيرة إلى أن الحجاب يمثل للمسلمات الكثير من الأشياء. فبالنسبة إلى البعض يعبر عن تقليد ثقافي تداولته الأجيال، وبالنسبة إلى آخرين، فإن الحاجة إلى الارتداء والتصرف بطريقة متواضعة تحدد علاقة الشخص مع الله ومدى التدين أو حتى السياسة. وهناك من يرى أن الحجاب رحلة معقدة ذات تحولات وانعطافات.
جمال الخنوسي


الحكم على ثلاثة مغاربة بالسجن في إسبانيا بتهمة الإرهاب

الخلية الارهابية كان يتزعمها مغربي حكم عليه بتسع سنوات سجنا نافذا


أصدر القضاء الإسباني، يوم أول أمس (الأربعاء)، أحكاما بالسجن لفترات بين 5 و9 سنوات على خمسة عناصر في خلية إسلاموية إرهابية، يجندون مقاتلين لإرسالهم إلى العراق.
وفي السياق ذاته، حكم على مغربيين وتركي بأحكام تراوحت بين 7 و9 سنوات سجنا نافذا، من أجل الانتماء إلى خلية إرهابية، في حين حكم على المتهمين الآخرين، مغربي وجزائري، بخمس سنوات سجنا نافذا بتهمة المشاركة.
وحسب مصادر قريبة من الملف، فإن التهم التي وجهت إلى عناصر الخلية لا تقتصر على استقطاب المقاتلين فحسب، بل وجهت إليهم تهمة مساعدة عناصر متهمة بالضلوع في تفجيرات القطارات بمدريد في 11 مار س 2004، وأودت بحياة 191 شخصا وجرحت أكثر من 1800 آخرين، وإعانتها على الفرار خارج إسبانيا.
في المقابل، تمت تبرئة أربعة متهمين آخرين بحسب الحكم الصادر عن محكمة قضايا الإرهاب في مدريد.
وحصل المغربي عمر نقشة على أقصى عقوبة (9 سنوات سجنا)، باعتباره زعيم الخلية، الذي اعتقل سنة 2006، كما توفرت ضده العديد من الأدلة من بينها تقديم جواز سفر و700 أورو إلى أحد المنفذين المفترضين لعمليات 11 مارس 2004 في مدريد، وهو المغربي محمد بلحاج لتمكينه من مغادرة إسبانيا.
وذكرت المصادر ذاتها، أن نقشة كان يدير خليتين منظمتين، الأولى في مدريد، والثانية في "فيلانوفا" بالقرب من برشلونة، تقيمان علاقات و تجندان مقاتلين لإرسالهم إلى العراق. ومن بين المجندين يوجد الجزائري بلال بلقاسم، الذي قتل 19 إيطاليا في عمل انتحاري استهدف قاعدة عسكرية إيطالية في العراق سنة 2003.
وحسب المصدر ذاته، فإن الخليتين كانتا مرتبطين مع أشخاص يقيمون في فرنسا والمغرب وبلجيكا وهولندا والجزائر وتركيا وسوريا.
وكانت السلطات الاسبانية قد كثفت من عملياتها ضد المتطرفين الإسلامويين منذ تلك التفجيرات التي حملت بصمات تنظيم القاعدة، وأصابت قطارات مدريد في عام 2004، وأعلنت جماعة إسلاموية متشددة على صلة بتنظيم القاعدة المسؤولية عنها قائلة إنها قامت بذلك انتقاما من مشاركة القوات الاسبانية في حرب العراق واستمرار تواجدها على أرضه في حينها.
وكانت المحكمة الاسبانية العليا المختصة بشؤون الإرهاب، أدانت 21 شخصا في أكتوبر 2007 بتهمة التورط في هذه التفجيرات. بيد أن المحكمة الاسبانية العليا أطلقت في العام التالي سراح أربعة منهم ممن طلبوا الاستئناف بحق الحكم الصادر ضدهم.
وفي محاكمة هذه الخلية الإسلاموية التي تم تفكيكها في كتالونيا، طلبت النيابة عقوبات بالسجن تتراوح بين 7 و18 عاما لأفرادها، وأسقطت التهمة عن أحدهم.
وكثفت قوى الأمن الإسبانية العمليات الوقائية تجاه التيار الإسلامي المتشدد منذ وقوع الهجمات الدامية التي استهدفت قطارات ضاحية مدريد، وتبنتها خلية مقرها في إسبانيا قالت إنها تنتمي إلى "تنظيم القاعدة".
جمال الخنوسي


14‏/01‏/2010

الغموض يلف قضية مقتل يونس في بلجيكا

التشريح الطبي ينفي فرضية حادث الطريق ولجنة للتحقيق تصل قريبا إلى المغرب



مازالت قضية الطفل المغربي "يونس جراتلو" تستحوذ على اهتمام واسع من وسائل الإعلام والرأي العام البلجيكي. وبقيت التحقيقات على مدى الأسابيع الأخيرة تراوح مكانها دون ظهور أي خيط جديد يبدد الغموض عن قضية مقتل الطفل المغربي منذ العثور على جثته في أواخر شهر أكتوبر الماضي، وهي تطفو فوق مياه بحيرة كومين، الواقعة بإقليم تورني المتاخم للحدود البلجيكية الفرنسية.
وشكل قرار إرسال لجنة من المحققين البلجيكيين إلى المغرب مع بداية الأسبوع المقبل، وعودة والدي الطفل إلى بلجيكا بعد قضائهم مدة طويلة في بلدهم الأصلي، بعد دفن جثمان ابنهما في المغرب حدثين هامين يمكنهما المساهمة في تقدم التحقيقات.
وذكرت وسائل الإعلام البلجيكية، أن لجنة للتحقيق ستنتقل إلى المغرب مع بداية الأسبوع المقبل من أجل مباشرة التحقيقات مع أفراد من عائلة الطفل، وليس والديه، لأنهما عادا قبل أيام إلى بلجيكا بعد قضاء أسابيع في المغرب.
ويرجع المحققون الاهتمام بأفراد العائلة نظرا للمكالمات الهاتفية التي جمعت العائلة الصغيرة في بلجيكا وأفراد من العائلة في المغرب ليلة اختفاء يونس.
وأكدت وسائل الإعلام البلجيكية نقلا عن مصادر طبية، أن التشريح أسفر عن إلغاء فرضية حادثة سير، وانكباب البحث عن فرضيات بديلة لتفسير الوفاة الغامضة للطفل. وأضافت المصادر ذاتها أن مكوث الجثة مدة طويلة في الماء زاد من صعوبة التحليلات وساهم في اختفاء الأدلة واندثارها. مشيرة إلى أن تحاليل دقيقة يتم القيام بها، لن يعلن عن نتائجها إلا بعد أسابيع.
يشار إلى أن الطفل يونس جراتلو الذي لا يتجاوز عمرة أربع سنوات، اختفى ليلة الأحد/ الاثنين 25/26 أكتوبر الماضي في ظروف شديدة الغموض، بعد شجار حاد بين والديه وصفته النيابة العامة في حينه بالعنيف، اضطرت معه الأم إلى الخروج ليلا "لاستنشاق الهواء"، تاركة الباب مفتوحا، مما سهل انسلال يونس خارج المنزل دون إثارة انتباه أبيه الغاضب من جراء ما حدث. وبعد ساعات عادت الأم إلى المنزل لتلاحظ غياب ابنها يونس.
وبمجرد إشعار الشرطة، قامت الأخيرة باستنطاق كل أفراد العائلة فورا، طيلة يومين، رغبة منها في الوصول إلى نتائج في أقصى سرعة ممكنة.
وبعد مرور أيام، بدأت الشرطة وكل المتتبعين يفقدون الأمل بالعثور على يونس حيا، لكن بعد مدة طويلة من البحث عثر على يونس ميتا في مياه بحيرة كومين، الواقعة بإقليم تورني.
وحسب اعترافات والدي يونس وأخيه الأكبر، اتضح للشرطة أن خلافا حادا نشب بين الزوجين ليلة الأحد 25 أكتوبر، خرج يونس بعدها، لكن كل أفراد العائلة نفوا بشكل قاطع أن تكون لهم يد في اختفائه.
ولم تسفر التحقيقات التي خضع لها والد الطفل عن نتائج تذكر وأطلق سراحه بعد خضوعه للاستنطاق.
ويعلق المتتبعون آمالا كبيرة في التحقيقات التي ستجري في المغرب من أجل تعزيز الملف بمعطيات جديدة يمكن أن تفك خيوط هذه القضية المتشابكة.
جمال الخنوسي


11‏/01‏/2010

"هوبا هوبا سبيريت" تطلق النار على فساد القضاء

"هوبا هوبا سبيريت" تطلق النار على فساد القضاء



تدهور الرياضة في البلاد وقضايا الإرهاب والدعارة أهم التيمات التي يتطرق لها الألبوم الجديد
بعد انتظار طويل، أطلقت فرقة "هوبا هوبا سبيريت" ألبومها الجديد "النفس والنية" مع بداية السنة الجديدة. ويأتي الألبوم الذي سجل باستوديو بريطاني معروف، تعامل مع أكبر الفنانين في العالم وأشهرهم، بعد ألبوم "الكدام" الذي حقق نجاحا كبيرا وانتشارا واسعا.

ويعتبر "النفس والنية" امتدادا للألبومات السابقة للفرقة، إذ يشمل تيمات مزعجة وآنية ويتحدث في مواضيع مقلقة نادرا ما تكون موضوعا للأغنية في المغرب، وتتحدث أغنية "قاضي حاجة" عن فساد القضاء في المغرب واستفحال ظاهرة الرشوة التي تنخر قيم العدالة ودواليبها. فيما تتطرق أغنية "تيروريست" للأحكام القبلية التي يكونها الآخر الغربي عن الأفراد المنتمين إلى الضفة الجنوبية. وتتطرق أغنية "هابي آور" إلى قضية الدعارة من خلال قصة نجاة التي تحولت إلى نجوى بعد أن قتلت داخلها براءة الفتاة العادية وتحولت إلى بائعة هوى محترفة تجوب الشوارع بحثا عن الزبائن. وتتحدث أغنية "بلاك موصيبة" عن تردي أحوار الرياضة في البلاد واحتلال فرقنا للرتب الأخيرة حتى وصلنا مستوى غير مسبوق في الانحطاط، وغيرها من الأغاني الحماسية التي تسعى إلى تمرير رسائل قوية عبر الموسيقى دون أن ننسى أغنية مرحة تحمل اسم :القناة الصغيرة" تحكي عن الحنين إلى الزمن الجميل على شاكلة أغاني سابقة من طينة "فهاماتور".

وقامت الفرقة على مدى شهور بتأليف حوالي 20 أغنية تم اقتناء أجودها لتسجيلها في ألبوم "النفس والنية" يراعي التنوع والفسيفسائية، هناك تجديد في الأنغام والإيقاعات وغنى يجعلها تمتد من الأهازيج الشعبية المغربية إلى إيقاعات غربية مستقاة من موسيقى الروك الانجليزي مثل "باب سبتة" أوموسيقى الديسكو في أغنية "هابي آور". كما يحتوي الألبوم، الذي يضم 11 أغنية، العديد من ملامح التجديد ترتبط أساسا بالتوزيع وجودة التسجيل وتنوع الأغاني وغناها.

وتسلك "هوبا هوبا سبيريت" طريقة فريدة من نوعها في الكشف عن ألبومها الجديد من خلال اعتمادها شراكة مع الفاعل التاريخي في مجال الاتصال، إذ يعرض الموقع الخاص بالشركة ثلاثة أغان للتحميل مجانا كل أسبوع.


وحاولت "هوبا هوبا سبيريت" ربط علاقة تشاركية متوازنة مع الشركة المذكورة، تحاول التوفيق بين الماركوتينغ التجاري والإبداع الفني، بعيدا عن الاحتضان المتوحش، فتقاطع النوايا الحسنة بين الفاعل التاريخي في ميدان الاتصال وإبداع الفرقة المجددة هو الذي منحنا نتيجة بهذه الجودة والقيمة الفنية.
ومن المقرر أن تقوم الفرقة بجولة فنية ابتداء من شهر فبراير المقبل في مدن صغيرة، للقاء المعجبين والعشاق في هوامش مثل تازة وخريبكة وبني ملال وآسفي والجديدة والخميسات.
وتمكنت فرقة "هوبا هوبا سبيريت"، منذ تأسيسها سنة 1998 من تكوين هوية خاصة بها تبلورت عبر ألبومات "هوبا هوبا سبيريت" في 2003، و"بلاد سكيزوفريِن" في 2005، وتراباندو في 2007، و"الكدام" في 2008، من خلال احتوائها مجموعة من التأثيرات الموسيقية المختلفة من الأهازيج المغربية القحة، إلى تيارات الموسيقى الغربية المتنوعة لتفرز بعد ذلك موسيقى و"ستايل" اسمه "هوبا هوبا سبيريت".
جمال الخنوسي


وزارة الصحة تمارس التعتيم في قضايا أنفلونزا الخنازير

تطبق "برابغندا" باهتة في التلفزيون وتعتبر ضحايا اللقاح أمواتا ب"الصدفة"



إقبال هزيل على حملة التلقيح. فرنسا وبلجيكا تبيعان مخزونهما من لقاح أنفلونزا الخنازير. وفيات غامضة بسبب التلقيح ... أنباء كثيرة ومعلومات تنتشر هنا وهناك على صفحات مجموعة من الجرائد المغربية. "الصباح" تحدثت عن وفاة سجين، جريدة أخرى تحدثت عن أربع وفيات، معلومات غاية في الأهمية والخطورة يحتاج المغاربة إلى توضيح في الرؤية وجوابا على كافة الأسئلة.
وزارة الصحة، المسؤول المباشر عن هذه القضية، أقفلت كل الأبواب، منذ مدة، ولم يعد يعني لها التواصل سوى أرقام المصابين والموتى وبلاغات يتيمة جافة لا تشفي الغليل ولا تجيب على سؤال، الأرقام الهاتفية للمسؤولين مشغولة أو هم في اجتماع دائم، إلى أن طلعت علينا، يوم أول أمس (الاثنين)، الوزارة الوصية، ببلاغ آخر تحدثت فيه عن عدم وجود أي علاقة بين حالات وفاة وحالة شلل ببعض مناطق المملكة والتلقيح ضد أنفلونزا الخنازير. وأوضحت الوزارة أن النتائج النهائية للتحريات الطبية حول "الحالات التي أشارت إليها بعض الصحف وربطتها بالتلقيح، منها حالتي الوفاة بغفساي وحالة الشلل في مديونة وحالة الوفاة بالمركب السجني بابن سليمان وحالتي وفاة لنساء حوامل"، أظهرت "عدم وجود أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين الحالات المذكورة والتلقيح ضد الأنفلونزا"، مضيفة أن هذا التلقيح "خضع لكل إجراءات المراقبة الضرورية".
وأشار البلاغ إلى أن الملفات الطبية التي تخص هاته الحالات متوفرة لدى وزارة الصحة ويمكن الاطلاع عليها من طرف الأطباء والهيآت المخول لها ذلك.
طيب، إذا ما افترضنا صحة هذه المعطيات التي جاءت في هذا البلاغ البليغ، من حقنا أن نتساءل من قام بهذه التحقيقات ومتى ولماذا كل هذا التأخير؟ إذ أن انتشار الشك في عقول المواطنين تسبب في حالة الفتور التي قوبلت بها حملة التلقيح. فمنذ أن أطلقت وزارة الصحة ما سمته "المرحلة الأخيرة" من الحملة الوطنية للتلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، من خلال تعميم التلقيح على كل الفئات بالمجان، لم يتدافع الناس إلى 1258 مركزا التي تحدثت عنها الوزيرة ياسمينة بادو قائلة، "إن النتائج الأولية تبعث على الاطمئنان"، أي اطمئنان إن كان الناس لا يثقون في خطابات الوزارة ولا في حملاتها الإشهارية التي تظهر لهم مستشفيات "مستقبلية" في التلفزيون تنتمي إلى الخيال العلمي؟ إذ لم يشهدوا لهذه المستوصفات "الفخمة" مثيلا لا في مدن صغرى ولا حتى في كبريات المدن المغربية (!).
وارتباطا ب"البرابغندا" ذاتها، طلع علينا، قبل أيام، مسؤول في الوزارة الوصية، وأخبر المواطنين الحائرين على شاشة القناة الثانية، في نشرة الظهيرة، أن وفاة "بعض" من يخضعون للتلقيح "مجرد صدفة" (!) في حين قررت أسرة أحد الضحايا، الذي شل بعد خضوعه للتلقيح، اللجوء إلى القضاء، وطالبت بمليوني درهم تعويضا مبدئيا، وستنظر المحكمة الإدارية في الملف آخر الشهر الجاري.
إن وزارة الصحة تلعب دور الخصم والحكم وتتحكم في كل دواليب اللعبة، إذ ترسم ملامح السياسة الصحية، وتنفذها، وتراقب نفسها ... فهل سيمنح لها هذا الوضع المصداقية؟ أليس من حقنا أن نتساءل عن مآل 834 مليون درهم التي أنفقتها الوزارة على انفلونزا الخنازير بعد أن استنسخت "بشكا ببغاوي موديلا فرنسيا"؟ من سيراقب صرف مثل هذه الميزانية الضخمة ومن استفاد منها؟
وغير بعيد عنا، قررت الحكومة الفرنسية، منذ شهرين، التخلص من جزء كبير من مخزون اللقاحات ضد أنفلونزا الخنازير التي اقتنتها لمواجهة الوباء، من خلال بيعها إلى "البلدان الأجنبية".
وتعلل فرنسا هذا الإجراء بأن وزارة الصحة بها اقتنت من المختبرات حوالي 94 مليون جرعة، بمعدل جرعتين لكل شخص يتم تلقيحه، إلى أن أكدت مذكرة للوكالة الأوربية للدواء في فاتح نونبر الماضي أن جرعة واحدة تكفي للوقاية.
وأشارت جريدة "لوباريسيان" نقلا عن مصدر في وزارة الصحة، إلى أنه تم إجراء مفاوضات سريعة مع كل من قطر ومصر والمكسيك وبلغاريا ورومانيا وأوكرانيا للتخلص من المخزون، مضيفة أن فرنسا تقترح اللقاح بالسعر الذي اقتنته به، غير أنها تواجه منافسة من قبل البلدان الراغبة في تصريف مخزونها كألمانيا وسويسرا وهولندا، أما بلجيكا فقد قررت "التصدق" ب10 في المائة من مخزون اللقاحات لفائدة الدول النامية، كل هذا لأن الوباء ليس كما تصور الجميع أو كما صورته لنا كبريات شركات الأدوية والمختبرات العالمية، التي سوقت لقاحا لم يتم تجريبه بالشكل اللازم أو إخضاعه للدراسة بالشكل الأمثل.
جمال الخنوسي


المغربي الذي قتل بناته الثلاث في فرنسا أطلق عليهن الرصاص قبل ذبحهن

تشريح طبي جديد وتحليلات للحسم في فرضية تخدير الفتيات قبل قتلهن

أسفر التشريح الطبي الذي قامت به المصالح المختصة في فرنسا على جثث الفتيات الثلاث التي عثر عليها بمنزل محترق بمدينة هاغوينو، أن الأخوات قتلن برصاص في الرأس قبل ذبحهن.
وكانت عناصر الوقاية المدنية انتشلت جثث الفتيات المغربيات مذبوحات، وجثة متفحمة رابعة لشخص بالغ تبين، بعد تحليل الحمض النووي، أنها لوالد الضحايا.
وأكدت التحريات الأولى أن الأب "سيريل مصباح"، أجهز على بناته الثلاث بطلقات نارية من مسدس في الرأس، قبل أن يذبحهن ويضرم النار في البيت ثم ينتحر شنقا.
وجاء الكشف عن عنصر الطلقات النارية ليعقد مجرى التحقيق بالنظر إلى بشاعة الجريمة وقسوتها، بعد أن تحدث المحققون، في البداية، عن أن جثث الشقيقات الثلاث، صابرينا (5 سنوات)، ونرجس (11 سنة)، ونيفين (13 سنة)، بها جروح قاتلة بالسلاح الأبيض في الحنجرة فقط.
ومن المنتظر أن تخضع جثث الضحايا إلى تشريح طبي جديد وتحليلات من أجل الحسم في فرضية تخدير الفتيات قبل قتلهن.
وكان والدا الطفلات الثلاث يعيشان منفصلين منذ غشت الماضي. وجاءت الفتيات اللائي كن يعشن مع والدتهن لقضاء حفلات السنة الجديدة مع الأب الذي كان يحتفل بعيد ميلاده ال49 أيضا.
وحسب الجيران، فقد كانت أسرة مصباح تعيش في هذا المنزل منذ 1990، إلى أن انفصل الزوجان في غشت الماضي.
وقد استمعت الشرطة القضائية باستراسبوغ إلى الزوجة هناء البالغة 35 سنة التي كانت في حالة نفسية حرجة.
ونقلت وسائل الإعلام الفرنسية، حسب مصادر قريبة من الملف، أن الأب "سيريل مصباح"، مثل أمام المحكمة في غشت الماضي، بعد أن رفعت ضده طليقته هناء شكاية اتهمته فيها باقتيادها قسرا إلى غابة مجاورة، حيث كبلها بحبل إلى شجرة وهددها بالقتل. وصدر، عقب ذلك حكم في حقه بالحبس 15 شهرا من بينها ثلاثة شهور حبسا نافذا من أجل "العنف والتهديد"، فسجن من 20 غشت إلى 5 نونبر الماضي.
وأفادت المصادر ذاتها أن إحدى صديقات الطليقة، سلمت الفتيات الثلاث إلى أبيهم في 31 دجنبر الماضي، بطلب منه من أجل الاحتفال بعيد ميلاده الذي يحل في فاتح يناير.
واعتبر عمدة مدينة هاغوينو أن الأمر يتعلق ب"مأساة عائلية" مرتبطة بانفصال الوالدين، وقال في تصريح لإذاعة "فرانس أنفو" إن الفتيات الثلاث عثر عليهن ميتات في منزل العائلة الذي كان الجميع يعتقد أن لا أحد يقطنه". وقد تم اكتشاف هذا الحادث المأساوي من طرف رجال الوقاية المدنية الذين تم الاتصال بهم من أجل إطفاء حريق في الطابق الأول من المنزل الذي هو في ملكية أسرة "مصباح".
جمال الخنوسي

08‏/01‏/2010

"مرحبا سيتون" على القناة الامازيغية

إطلاقها مؤشر على دخول مرحلة جديدة في استراتيجية السمعي البصري العمومي



أعطي، أول أمس (الأربعاء)، انطلاق البث التجريبي للقناة الأمازيغية بالرباط. ميلاد عسير لقناة اختلط فيها الإعلامي بالسياسي والاقتصادي، تروم عكس الغنى الثقافي المغربي الذي همش على مدى سنوات.
وعرف المشروع العديد من العراقيل، ولفه نوع من الغموض جعل العديد من الأخبار والإشاعات تتناسل، فيها الكثير من التلفيق والقليل من الصحة، لكنه وضع عكس في حقيقة الأمر، نوعا من الترقب ونفاد الصبر من طول الانتظار. وحتى إطلاق البث التجريبي للقناة لن يضع حدا للنقاش حولها بالنظر إلى خصوصيتها وحساسيتها.
وبموازاة ذلك، فإن إطلاق قناة عامة جديدة تعنى بقضايا الأمازيغية يطرح سؤالا جوهريا عميقا: هل إطلاق القناة مجرد إضافة عددية أم تشكل إضافة نوعية تطمح إلى تعزيز التنوع والتكامل داخل الحقل السمعي البصري؟
من أجل الإجابة على هذا التساؤل لا بد من إبداء مجموعة من الملاحظات، يمكن حصرها في ست، تميز القناة الأمازيغية عن أخواتها في باقة القطب العمومي.
أولا، أخذت القناة الأمازيغية الوقت الكافي للإعداد لها وإنضاج مشروعها ودامت هذه السيرورة أكثر من ثلاث سنوات من النقاش والجذب والكر والفر، في وقت أطلقت فيه قنوات أخرى مثل الرياضية والرابعة بتسرع عملا بمنطق "الكوكوت مينوت".
ثانيا، حجم الإمكانات المالية المرصودة للقناة الأمازيغية المتمثل في 500 مليون درهم على مدى أربع سنوات رقم لا يستهان به، في وقت ولدت القنوات الأخرى "من عدم"، ونهلت من ميزانية القناة الأولى الأم، فقناة الأفلام أو السابعة تكلف 0 درهم، أما الرابعة والرياضية والسادسة فليست لها ميزانية مستقلة أصلا.
ثالثا، من الناحية التقنية، للقناة الأمازيغية الامتياز والحظوة في توظيف أحدث تقنيات البث، إذ لن تعتمد على "الكاسيط" أو الأشرطة مثلا كما هو الحال عند أخواتها، بل ستستعمل موزعا رقميا (سيرفور)، باعتباره آخر صيحة في مجال البث.
رابعا، خلقت قناة الأمازيغية لحاجة سمعية بصرية من ناحية، لكنها رأت النور بإرادة ملكية سامية جعلتها تحسم بشكل قاطع في الخلافات وتذلل كل العقبات، كما أن وقوف ملك البلاد وراء المشروع
أعطاها دفعة قوية وجعل لها مكانة خاصة.
خامسا، تتميز القناة الأمازيغية بتدبير حكيم للموارد البشرية، فاختيار محمد مماد في منصب "المدير المركزي لقنوات الأمازيغية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة"، مؤشر كبير على دخول الشركة في حقبة تدبير المضمون السمعي البصري بدل الاعتماد على الجانب التسييري التنظيمي ، فلا أحد يجادل في كفاءة مماد وفي مساره المهني، كما للرجل نهج سيرة مشرفا، فهو رجل تلفزيون وعنصر مؤسس في القناة الثانية، فلم يخضع تعيينه إلى منطق التوظيف التقنوقراطي الذي أبان عن قصوره.
سادسا، تتميز قناة الأمازيغية بشفافية غائبة عن أخواتها، فلأول مرة يعلن عن طلب عروض وينشر في الجرائد ويتم اختيار الأفضل منها خلافا للمعمول به في محطات صديقة.
من خلال كل هذه الملاحظات يمكن أن نخلص إلى أن القناة الأمازيغية تجربة فريدة تستحق الاهتمام والمتابعة باعتبارها ترسم الطريق إلى إستراتيجية سمعية بصرية جديدة. وحتى تأجيل موعد إطلاقها في آخر لحظة إشارة قوية يجب الانتباه إليها، فتأجيل الانطلاقة من دجنبر 2009 الى يناير 2010، يعطي الانطباع بأن "الجديد" في الطريق، وأن "تلفزيون الأمازيغية" بكل خصوصياته ينتمي إلى ذهنية ونظرة العشرية الجديدة، ولا ينتمي إلى منطق عشرية 2000، أي أننا تحولنا بفضل قناة الأمازيغية من الانتقال التلفزي الذي انكب على مدى عشر سنوات مضت، على الشق الحقوق والمالي والاجتماعي والقانوني، والشكلي عموما، إلى المضمون السمعي البصري الذي أصبحت تمليه الظرفية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
بصيغة أخرى، إن مماد وفريقه في القناة الأمازيغية لم يلتحقوا بالمولود الجديد من أجل التسيير والإدارة فحسب، بل من أجل الوقوف والحرص على المضمون أيضا، للدفع بالقناة، وبالتالي باقة القطب العمومي إلى الأمام، وجذب المزيد من المشاهدين، لنرى.
جمال الخنوسي


04‏/01‏/2010

"إي آر تي" و"الجزيرة الرياضية" في ورطة قانونية بالمغرب

بطاقتا الباقتين تسمحان بالولوج إلى قنوات خارج المسموح به من طرف الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري



علمت "الصباح" من مصادر مطلعة، أن الشركتين المغربيتين المسوقتان لخدمات الباقتين ذات الولوج المشروط "إي آر تي" و"الجزيرة الرياضية"، تعيشان ورطة قانونية منذ شراء قنوات "الجزيرة الرياضية"، حقوق النقل التلفزيوني الخاصة بالقنوات الرياضية لشبكة راديو وتلفزيون العرب (أي آر تي)، بما في ذلك بطولة كأس العالم في نسختيها المقبلتين.
وكان من المنتظر أن يتداول المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري في قضية شركتي "ديجيتال بلات فورم" و"سينيست" اللتين تسوقان على التوالي باقتي "إي آر تي" و"الجزيرة الرياضية"، إلا أن تأجيل مواعد الاجتماعات حال دون ذلك.
وبحكم القانون الجاري به العمل، فإن شركتي "ديجيتال بلات فورم" و"سينيست"، توجدان فوق التراب المغربي، وتخضعان لقانون المملكة، كما سلمت لهما الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري الأذون لتسويق منتوجهما، وتحمل الأذون ذاتها قائمة بلائحة القنوات التي يجب أن تتضمنها كل باقة، كما تلزم الأذون كل شركة، في حالة تعديل هذه اللائحة بالحذف أو الإضافة، بضرورة الخضوع لمسطرة محددة تقوم الشركة وفقا لها بمراسلة الهاكا من أجل إضافة أو حذف هذه القناة أو تلك.
وكل حذف أو إضافة لأية قناة خارج المسطرة المذكورة يعد خرقا للقانون يستوجب عقوبة تفرضها الهاكا على الشركات المذكورة، منصوص عليها في الأذون الممنوحة.
وذكرت المصادر ذاتها، أن الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري غير معنية بالتغييرات أو الاتفاقات التي تبرم في الدوحة، لأن المخاطب والمسؤول أمام الهاكا هو الشركات الموجودة في المغرب ("ديجيتال بلات فورم" و"سينيست")، ومن واجبها حماية حقوق المشتركين كما ينص على ذلك القانون.
والجدير بالذكر، أنه بعد الاتفاق المبرم بين باقتي "إي آر تي" و"الجزيرة الرياضية"، أصبح المشتركون في الباقة الأولى على القمر الاصطناعي الهوتبورد، يلتقطون قنوات "الجزيرة الرياضية" مدة شهر بالمجان، وهو ما يعني إضافة قنوات جديدة دون إخبار المؤسسة الوصية. والأمر ذاته بالنسبة إلى بطاقة "الجزيرة الرياضية" التي أصبحت تمنح فرصة الولوج إلى قنوات "إي آر تي سبور" على نايل سات.
لكن ابتداء من شهر يناير الجاري سيزداد الأمر تعقيدا، إذ أعلن الطرفان ("إي آر تي" و"الجزيرة الرياضية") أنه انطلاقا من التاريخ المذكور، ستتوقف جميع قنوات "إي آر تي سبور" من 1 إلى 6 وتعويضها بقنوات الجزيرة سبور من 1 إلى 8.
وأحدثت التغيرات المذكورة ورطة لها شق قانوني وآخر اقتصادي: فهل يعتبر ما حدث خرقا للتعهد بين الهاكا وهتين الشركتين، أم تعاقد خارجي ملزم لهما؟ أم كان من الضروري إخبار الهاكا بمثل هذه التغييرات؟
من جهة أخرى ستجد شركة "ديجيتال بلات فورم" نفسها مرغمة على الحفاظ على حقوق المشتركين وإلا ستتعرض للمساءلة والعقوبة المالية.
كما أن"سينيست" ستجد نفسها أمام منافسة غير متكافئة وستكون ملزمة بتطوير منتوجها وإلا سيهتز استقرارها وتوازنها المالي، فالهاكا تقدم أذونا وليس تراخيص احتكارية.
جمال الخنوسي
الصورة
أحمد الغزلي رئيس الهاكا

مغربي يذبح بناته الثلاث وينتحر شنقا بفرنسا

مأساة عائلية جعلت الأب يجهز على بناته بعد احتفالهم بعيد ميلاده




عثرت عناصر الوقاية المدنية، صباح أول أمس (السبت)، على ثلاث جثث لفتيات مغربيات مذبوحات في منزل محترق بمدينة هاغوينو في غرب فرنسا، كما انتشل عناصر الوقاية المدنية في وقت لاحق خلال النهار بين حطام المنزل، جثة متفحمة لشخص بالغ يمكن أن تكون لوالد الضحايا، غير أنه وبالنظر إلى الحالة التي كانت عليها الجثة استحال تحديد هوية صاحبها.
وذكرت مصادر أمنية أن هامش الشك ضعيف جدا، وأن الجثة المتفحمة التي عثر عليها معلقة هي للأب "سيريل مصباح" الذي انتحر شنقا بعد أن ذبح بناته الثلاث وأضرم النار في البيت.
وأوضح المصدر ذاته أن جثث الشقيقات الثلاث، صابرينا (5 سنوات)، ونرجس (11 سنة)، ونيفين (13 سنة)، بها جروح قاتلة بالسلاح الأبيض على مستوى الحنجرة .
وحسب العناصر الأولية للتحقيق فإن الحريق قد يكون عملا مدبرا، وأن البحث يرجح فرضية "مأساة عائلية"، رغم أنه لا يستبعد أية فرضية أخرى .
وكان والدا الطفلات الثلاث يعيشان منفصلين منذ غشت الماضي. وجاءت الفتيات اللائي كن يعشن مع والدتهن لقضاء حفلات السنة الجديدة مع الأب الذي كان يحتفل بعيد ميلاده 49 أيضا.
وذكر مصدر قضائي أن تحاليل جينية سيتم إجراؤها لمعرفة ما إذا كانت الجثة الرابعة هي فعلا جثة الأب .
وحسب الجيران، فقد كانت أسرة مصباح تعيش في هذا المنزل منذ 1990، إلى أن انفصل الزوجان في غشت الماضي .
وقد استمعت الشرطة القضائية باستراسبوغ إلى الزوجة هناء البالغة 35 سنة التي كانت في حالة نفسية حرجة.
ونقلت وسائل الإعلام الفرنسية، حسب مصادر قريبة من الملف، أن الأب سيريل مصباح، مثل أمام المحكمة في غشت الماضي، بعد أن رفعت ضده طليقته هناء شكاية اتهمته فيها باقتيادها قصرا إلى غابة مجاورة، حيث كبلها بحبل إلى شجرة وهددها بالقتل. وصدر، عقب ذلك حكم في حقه بالحبس 15 شهرا من بينها ثلاثة شهور نافذة من أجل "العنف والتهديد"، فسجن من 20 غشت إلى 5 نونبر الماضي.
وأفادت المصادر ذاتها أن إحدى صديقات الطليقة، سلمت الفتيات الثلاث إلى أبيهم في 31 دجنبر الماضي، بطلب منه من أجل الاحتفال بعيد ميلاده الذي يحل في فاتح يناير.
واعتبر عمدة مدينة هاغوينو أن الأمر يتعلق ب"مأساة عائلية" مرتبطة بانفصال الوالدين، وقال في تصريح لإذاعة "فرانس أنفو" إن الفتيات الثلاث عثر عليهن ميتات في منزل العائلة الذي كان الجميع يعتقد أنه لا يقطنه أحد". وقد تم اكتشاف هذا الحادث المأساوي من طرف رجال الوقاية المدنية الذين تم الاتصال بهم من أجل إطفاء حريق في الطابق الأول من المنزل الذي هو في ملكية أسرة مصباح.
جمال الخنوسي

وفاة خمسة مغاربة من أسرة واحدة في حريق بفرنسا


العمارة خضعت لإصلاحات وصفها السكان بالماكياج السطحي



لقي خمسة مغاربة من أسرة واحدة، مصرعهم، صباح يوم الجمعة الماضي، في حريق شب بشقتهم داخل بناية للسكن الاجتماعي بحي "فالديغور" بمدينة نيم، فيما يوجد ثلاثة آخرون في حالة خطيرة جدا.
ويتعلق الأمر بأسرة "علا" المتحدرة من منطقة الناظور، والمقيمة بهذه المدينة منذ حوالي ثلاثين سنة.
وكانت الأسرة تقطن في شقتين توجدان بالطابق السادس بالبناية حيث اندلعت النيران، قبل أن تنتشر إلى الطوابق الأخرى.
وذكر بعض جيران العائلة لوسائل الإعلام الفرنسية، أن العمارة خضعت لبعض الإصلاحات أخيرا، "لكنه ماكياج سطحي فقط".
وتوفي في هذا الحادث الأب، عبد القادر علا البالغ 55 سنة، والجدة البالغة من العمر 75 سنة التي التحقت بالعائلة قادمة من المغرب لقضاء العطلة مع أحفادها، والابن محمد البالغ من العمر 26 سنة، والابنة حنان البالغة 15 سنة، والابن إلياس البالغ 11 سنة، عثر عليهم بلباس النوم بعد أن فاجأهم لهيب النيران والدخان الكثيف.
ونقل إلى المستشفى ثلاثة أفراد من العائلة هم الزوجة التي دخلت في غيبوبة، وابنان آخران (4 و21 سنة).
ونجا فرد واحد من العائلة، وهو شاب يبلغ 23 سنة، لأنه لم يكن بالمنزل وقت وقوع الحادث.
وذكرت مصالح الإنقاذ أن عشرة سكان آخرين بالبناية تعرضوا لإصابات خفيفة، فيما يوجد ثلاثة آخرون في حالة خطيرة جدا.
وبخصوص سبب اندلاع الحريق، فإن فرضية الحادث العرضي تعد الأكثر ترجيحا في الوقت الراهن من طرف السلطات القضائية، إذ ذكر الوكيل المساعد "جيلدا بافي" الذي توجه إلى مكان الحريق مساء الجمعة الماضي، أنه "يمكن أن يتعلق الأمر بمشكل كهربائي في المطبخ"، مشيرا إلى أن قطعة قماش كانت موضوعة على فرن أو موقد.
وحسب شهادات جيران أسرة علا، فإن مجرى تسريب الدخان كان مغلقا، كما أن مسلك الولوج إلى سطح البناية كان مقفلا أيضا، مما صعب الأمر على أي محاولات للإنقاذ.
وفي السياق ذاته، فإن البناية لم تكن تتوفر على جهاز للإنذار بالحريق، إذ أن هذا النوع من الأجهزة لا يعد إجباريا، غير أن هناك مقترح قانون يوجد منذ أزيد من سنة أمام نواب البرلمان الفرنسي، ويرتقب أن تتم المصادقة عليه منتصف يناير الجاري.
واعتبر داميان ميسلو، النائب عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (أغلبية) وأحد مقترحي هذا القانون، أن "الوقت حان للمصادقة على هذا التشريع حتى نقطع مع مثل هذه المآسي".
وأكد في حديث على أمواج إذاعة (إر تي إل)، "هناك حاليا 800 شخص يموتون جراء حوادث حريق في فرنسا، و10 آلاف من الجرحى، والقانون سيمكن من خفض هذه الأرقام بالنصف".
وأضاف ميسلو، "حين سيدخل القانون حيز التنفيذ، سيفرض على جميع البنايات وضع كاشف مستقل للدخان مع محذر صوتي، مما سيمكن من تحذير السكان".
جمال الخنوسي


03‏/01‏/2010

الزمزمي يبيح التسوق من المحلات التي تبيع الخمور


رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث قال ل"الصباح" إن الداخل إلى السوق لا يتحمل إثم ما يروج فيه


تأججت من جديد حرب الفتاوى وحمى وطيسها، وأصبحنا نشهد إلى جانب معارك الحكومة والنقابات التي نسميها مجازا "الحوار الاجتماعي"، معارك أخرى فقهية، اشتعل أخيرا فتيل خلاف يختلط فيه الديني والاقتصادي والسياسي فجرها الفقيه المغربي، أحمد الريسوني، الخبير في المجمع الدولي للفقه الإسلامي بجدة، عندما حرمت فتواه التعامل مع المتاجر التي تبيع الخمور، على اعتبار أنها "تدخل في إطار التشجيع والمساعدة على الإثم والعدوان".
ودعا القيادي في حركة التوحيد والإصلاح، إلى تجنب التسوق من هذه المحلات لأن ذلك يدخل "في إطار درء المنكر"، مشيرا إلى أن "من يدخل إلى هذه المتاجر يجد نفسه يشاهد الخمور وهي معروضة ويشاهدها وهي تباع وتشترى فيسكت على هذا المنكر ويألفه، وهذا أيضا لا يجوز بناء على القواعد الشرعية".
الشيخ المغربي، عبد الباري الزمزمي، لم يفوت الفرصة، وخرج الفقيه المثير للجدل بفتوى مضادة تبيح التسوق وشراء المواد الاستهلاكية من المحلات الكبرى التي تبيع الخمور، منبها إلى أن جواز الدخول إلى هذه الأسواق لا يعني دفاعه عن بيع الخمر وغيرها من المحرمات، ولكن المقصود "جلب التيسير، ورفع الحرج عن المتسوقين الذين يلجؤون إلى هذه الأسواق لكونهم يجدون فيها كل ما يحتاجون من مؤن وأغراض وتغنيهم عن التجول في المتاجر والأسواق المختلفة".
وأكد الفقيه في فتواه النارية، "أن تحريم الدخول إلى الأسواق الحديثة لما فيها من الحرام يستلزم تحريم الحضور في كل لقاء أو مؤتمر تحضره نساء عاريات متبرجات متعطرات ولو كان لقاء إسلاميا أو مؤتمرا لحزب إسلامي، لأن نظر الرجل إلى زينة المرأة ومحاسنها أمر محرم، بينما النظر إلى الخمر أو لحم الخنزير ليس محرما".
ويشدد الزمزمي الخناق على زميله الريسوني، عندما يقول إن تحريم دخول الأسواق، يستلزم أيضا، تحريم ركوب الطائرات في سفر غير ضروري لما يقدم فيها من الخمور، وكذا دخول الفنادق والمطاعم والمقاهي التي تقدم فيها الخمور، وغيرها من أصناف الحرام، فكل ذلك يلزم تحريمه، على رأي المحرمين لدخول الأسواق الحديثة، وفي هذا القول من التعسير والتشديد ما لا يطيقه مسلم في هذا العصر، على رأي النبي صلى الله عليه وسلم، "يسروا ولا تعسروا".
أي هذين الرأيين هو الأقرب إلى الصواب إذن؟ ومن سيزيل عنا نحن المسلمين الضعفاء عناء هذا الخلاف الفقهي الذي تناثرت شظاياه لتحرق المواطن البسيط؟
عند أهل الاختصاص الأمر محسوم، فالعمل بأخف الرأيين محمود، عملا بالمبدأ الفقهي المالكي المتمثل في أن درء المفسدة يسبق جلب المصلحة.
لكن هناك رأيا ثالثا، مغربيا قحا، لا تمليه اعتبارات الاقتصاد الكبرى ولا الخلافات السياسوية الضيقة أو أجندات أطراف معينة. فقد حسم المغاربة منذ زمن في مثل هذه القضايا، وتخلوا عن "صداع الراس"، لأن الإشكال الحقيقي ليس في التبضع من الأسواق الممتازة التي تبيع الخمور والويل لكحل، بل في السؤال الأكثر حرقة "منين؟ وباش غادي يتسوق؟"، فأمام صعوبة الحياة وقهر اليومي، وقساوة لقمة العيش، لا يهم المغربي إن كان يتسوق من محل ممتاز أنيق ومرتب، أو في سوق متسخ تملؤه العربات، أو حتى من "جوطية" رأس الدرب، لكن الأهم هو انتزاع الخبز "من فم السبع"، أما الإسهال في الفتاوى، ومنع الاختلاط في الحافلات، وإرضاع زميل العمل، وتحريم تناول المنشطات، والتحذير من إشاعة اسمها البكارة الاصطناعية، والتسوق من "بوكليب لكحل" فتلك هرطقة ولغو مبين، "واش احنا ناقصين!".
جمال الخنوسي