17‏/01‏/2010

النقاب يثير مخاوف فرنسا

ساركوزي يقول إنه "غير مرحب به في فرنسا" والكاتب العام للحزب الاشتراكي قارنته ب"سترينغ"


زاحمت قضية البرقع إشكالية الهوية في فرنسا وتساؤلها حول ماذا يعني أن تكون فرنسيا اليوم. وطغت على ساحة النقاش آراء متباينة ومتقاطعة حول "البرقع" ودلالاته الرمزية والدينية والهوياتية.
وجاء التصريح الأخير للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ليؤجج حرارة النقاش ويصب الزيت على النار، عندما أكد أن حظر ارتداء النقاب أو البرقع في فرنسا يجب أن يسبقه قرار برلماني "لا لبس فيه" في هذا المجال. ومن المرتقب أن تقدم لجنة تحقيق برلمانية فرنسية تقريرها بشأن النقاب إلى رئيس الجمعية الوطنية "برنار اكوييه" في 26 يناير الجاري، وقال ساركوزي، "أرغب أن يصدر البرلمان بناء على هذا التقرير قرارا، قبل أن يناقش نصا قانونيا يتفق مع الوضع"، مؤكدا أن الغطاء الكامل للمرأة "غير مرحب به في فرنسا".
ويقول المعارضون لمثل هذا القانون إن قضية البرقع لا مكان لها في ساحة الحوار ولا تستحق أن تعطى لها كل هذه الأهمية، بحكم أن عدد النساء المرتديات للنقاب لا يتعدى 500 حالة، وهو رقم ضعيف جدا وغير ممثل.
وكان جان "فرانسوا كوبيه" زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، الذي يطمح لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2017، أكثر الشخصيات المدافعة عن حظر واسع النطاق. ويقول منتقدون إن مثل هذا الحظر يمكن الطعن فيه على أساس انه ينتهك حقوق الإنسان والحريات الدينية.
من جهته، بقي موقف الحزب الاشتراكي المعارض غير واضح، مفضلا الانتظار إلى غاية صدور تقرير اللجنة البرلمانية في الموضوع. وقالت إحدى النائبات الاشتراكيات، "نحن ضد ارتداء البرقع، بالنظر إلى دفاعنا عن الكرامة الإنسانية، لكننا في الآن ذاته لا يمكننا منعه بحكم غياب القوانين".
وفي السياق ذاته شبهت الكاتب العام للحزب الاشتراكي، مارتن أوبري، البرقع ب"سترينغ"، في إشارة إلى منع الاشتراكي "برتران دولانوي"، في وقت سابق، ارتداء "سترينغ" خلال تظاهرة "شواطئ باريس"، وهو ما يعني بالنسبة إليها أن قرارا بلديا كاف ليحد من الظاهرة.
وغير بعيد عن فرنسا، اعتبرت صحيفة "الإندبندنت" أن الحجاب يمثل بالنسبة إلى البعض رمزا لاستعباد النساء، إلا أن هؤلاء النساء يعتقدن أن حجابهن يمثل طريقة متحررة ومختلفة في تعبيرهن عن هويتهن.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها عن الحجاب، أن هناك أسماء مختلفة تعبر عن الزي الإسلامي للمرأة منها الحجاب، والنقاب، والشادور، والبرقع.. وغيرها، وكل لغة تستخدم لوصف الأنواع المتعددة من الملابس التي ترتديها المرأة المسلمة، تبدو معقدة بقدر القضية نفسها. فنادرا ما كان أي نوع من الملابس يثير الكثير من الجدل وسوء الفهم بقدر ما فعل الحجاب، مشيرة إلى أن الحجاب يمثل للمسلمات الكثير من الأشياء. فبالنسبة إلى البعض يعبر عن تقليد ثقافي تداولته الأجيال، وبالنسبة إلى آخرين، فإن الحاجة إلى الارتداء والتصرف بطريقة متواضعة تحدد علاقة الشخص مع الله ومدى التدين أو حتى السياسة. وهناك من يرى أن الحجاب رحلة معقدة ذات تحولات وانعطافات.
جمال الخنوسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق