29‏/11‏/2007

مهدي قطبي سفير قيم الجمال والتسامح حول العالم


مهدي قطبي سفير قيم الجمال والتسامح حول العالم
ابن مدينة الرباط جعل من الفن التشكيلي مركبه نحو العالمية جعل دار "كريستيان ديور" تستلهم أعماله
-------------------------------------------------
عندما يرى المرء أعمال مهدي قطبي من الصعب أن يقتنع أن هذا الفنان رحل عن المغرب منذ 37 سنة، لأن كل أعماله تدل على هذا الوطن، تشتم فيه رائحته وإرهاصاته، وأصبح قطبي بفنه وإبداعه سفيرا يحب أن يظهر إلى العالم أجمل ما يتمتع به المغرب من روح خلاقة. إنه بكل بساطة سفير لقيم الجمال والابتكار والسلم والتسامح.
----------------------------------------------
هو فنان متعدد المواهب ومتعدد المواقع أيضا، فتارة ترى فيه الأستاذ المنظر، وتارة الفنان المبدع، وتارة أخرى ترى فيه قطبي الفنان الذي سيذيب كل هذه الشخوص بقيمها وخصوصيتها في ابتسامة لا تفارق محياه، والمرح الطفولي الذي يجعله شخصية سلسة ومحببة.
لقد عرف هذا الفنان المتحدر من مدينة الرباط منذ البداية صعوبة الحياة، واكتشف ابن الحي المحمدي أن الألوان هبة من الحياة وحبه الحقيقي. فكان محتاجا إلى دفعة وحماس جاءت بها تشجيعات الفنان الكبير المرحوم الغرباوي الذي حثه على صقل موهبته وتقوية معارفه بالسفر إلى فرنسا، حيث حصل على دبلوم مدرسة الفنون الجميلة بتولوز، ووقع قطبي لوحات تعكس ألوان المغرب ودفئه وذكريات طفولته.
فأصبح قطبي نجما في فرنسا وحاز اعتراف الغرب بفنه وموهبته وأصبح وجها من وجوه الحياة العامة الباريسية وحفلاتها وسهراتها ولياليها. لقد اقتحم فرنسا في قلب ثورة ماي 1968 وسنه لا يتجاوز 17 ربيعا لكي يتحول إلى صانع حلم تجوب لوحاته أكبر العواصم العالمية من باريس على نيويورك ومن مدريد إلى طوكيو ومن واشنطن إلى أمستردام من ساو باولو إلى جاكارتا.
لكن قطبي لم ينس وطنه قط "لي مسؤولية تتجلى في إعادة ما منحني وطني من قبل لأن الحياة ما هي إلا تبادل أزلي وأسعى الآن لمساعدة الغير كما ساعدني آخرون من قبل".
وبما أن قطبي فنان شعاره المثابرة والعمل ولا يؤمن قط باستراحة المحارب ما أن يربح معركة حتى يدخل معارك جديدة ويسعى إلى الظفر برهانات جديدة وتحديد أهداف أبعد وأبعد. فما أن حصل على جميع شهادات الاعتراف والمجد الفني عن لوحاته التشكيلية انطلق ليغزو عالم تصميم المجوهرات والإكسسوار ليسمها هي أيضا ببصمة قطبي الخاصة ويقدم مجموعة هي زواج الخط العربي بالحلي والإكسسوار. مجال سيصنع فيه سعادة النساء والرجال بطبيعة الحال، "هذه طريقتي لتكريم الفن المغربي، إنها فكرة بدأتها سنة 1995 ودخلت اليوم حيز التنفيذ وفي الوقت ذاته فأنا بصدد عقد شراكة مع دار "كريستيان ديور" العريقة. إنه حلم من أحلامي يتحقق، لكن في الوقت ذاته لم أنس طفولتي الصعبة وبدايتي المتعثرة ولذلك فأنا استمتع بكل لحظة في حياتي".
لكن ما الذي يجمع قطبي بدار "ديور"؟
يجمعهما حب الفن والسعي نحو استنباط الجمال المطلق واللامتناهي. أوليس مهدي قطبي هو الفنان المفضل ل"سيدني توليدانو" الرئيس المدير العام لأشهر دار أزياء في العالم والذي ازداد في المغرب وأخذ القليل من قبسه. وهذه ثاني مرة تتعامل فيها دار "ديور" مع فنان تشكيلي منذ تعامل مؤسسها "كريستيان ديور" مع صديقه "كريو".
تحول الشاب المغربي ذو الطفولة الصعبة إلى صديق الفنانين والنجوم ورفيق الكتاب والأدباء ويطلب الوزراء والرؤساء وده. يتلقى شهادة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورسالة اعتراف من الشاعر "ليوبولد سيدار سنغور". عرف الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات" كما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي "شيمون بيريز". وعرف المغنية باربارا هندريكس كما عرف النجمة "كاترين دونوف" والمتألقة "نادية فارس" إضافة إلى الشاعر "لوي أراغون" والكاتب محمد شكري و"أوكتافيو باز" .
وبين كل هؤلاء يعتز قطبي بلقاء جلالة الملك محمد السادس ومن قبله الملك الراحل الحسن الثاني، " لقاؤهما فخر لي. أنا مهتم كثيرا بالتغيير الذي يشهده المغرب والنهضة التي يعرفها على المستوى السياسي والمستوى الاقتصادي".
غنى وثراء قطبي الحقيقي هو هذا التمازج بين روح الشرق وتقنية الغرب التي تعلمها وعلمها في أكبر المعاهد الأوربية، عندما يحدثك عن المرأة يقول إنه مدين لها بكل شيء وبكل ما حققه اليوم، فهي تشغل في حياته وإبداعه موقعا مهما جدا، فقد كانت ومازالت مصدر إلهامه الذي يشع فنا وعطاء.
عندما يقدم لك قطبي نصيحة فإنه يطلب منك ان تكون مختلفا، لا تشبه الآخرين وضد فلسفة القطيع التي تقتل التميز. قطبي الذي يعيش اليوم بين الدار البيضاء وباريس، منكب على وضع آخر اللمسات على كتاب يروي فيه حياته وتجربته بعد أن أنهى مشروعين ضخمين الأول يرتبط برسم لوحة ضخمة يبلغ حجمها 16 مترا على مترين ونصف ستحتل مكانا مهما في قاعة الوصول بمطار محمد الخامس وبمدينة مراكش أبدع أربع لوحات بمحطة القطار ولوحة بالمقر الجديد لبنك المغرب. كما يستعد لمعرض في شهر أبريل المقبل ب"فينيس كادر" بمدينة الدار البيضاء.
جمال الخنوسي

28‏/11‏/2007

مقتل شابين مغربيين يشعل فتيل انتفاضة الضواحي في باريس

مقتل شابين مغربيين يشعل فتيل انتفاضة الضواحي في باريس
ساركوزي شغلته ملايير الصفقات في الصين ورئيس الوزراء يصف الناقمين بالمجرمين

ليالي فرنسا ساخنة هذه الأيام رغم دخول فصل الشتاء والبرد القارس وقرب احتفالات أعياد الميلاد ومايرافق "الكريسمس" من طقوس الهدايا والتراشق بالثلج. وسخونة فرنسا تأتي بالأساس من أعمال الشغب التي تشهدها ضواحي العاصمة باريس، التي تذكر الفرنسيين بما شهدته الأحياء ذاتها في وقت سابق من أعمال شغب.
الأحداث انطلقت مع مصرع شابين مغربيين، محسن الذي يبلغ عمره 15 سنة والعرامي 16 سنة، إثر اصطدام دراجتهما النارية بسيارة الشرطة. وهو الحادث الذي أجج المواجهة وأعاد إلى الأذهان مواجهات سابقة اجتاحت كل فرنسا سنة 2005 ، ولم تهدأ منها النفوس بعد، ولم تندمل جراحها إلى الآن.
المواجهات جمعت شبابا غاضبا وحانقا مع عناصر الشرطة المدججة، إذ أضرمت النار في عشرات السيارات ردت عليها الشرطة بعنف وإطلاق قنابل المولوتوف، وأسفرت عن جرح 77 من عناصرها. وقام عشرات الشباب بمهاجمة مخافر للشرطة ونهب المتاجر وإضرام النيران ليلة الاحد الماضي تعبيرا عن السخط والتذمر.
كل هذا في الوقت الذي يستمتع به ساركوزي بزيارته إلى الصين التي حصد من خلالها صفقات تقدر بالملايير مع نظام قمعي لا يحترم أبسط قواعد حقوق الإنسان التي تعتبر فرنسا معقلا لها ومدرستها الأولى. ويعيش ساركوزي شهر عسل اقتصادي مع العملاق الآسيوي، الذي أصبحت له حظوة إقليميا ودوليا، واقتصاديا وعسكريا وسياسيا. وكانت أبرز العقود بيع 160 طائرة من نوع "ايرباص" ومفاعلين نوويين، وهذان العقدان هما من بين 20 عقدا وقع بقيمة 30 مليار دولار.
الرئيس الفرنسي لم يجد سبيلا للخروج من هذا المأزق سوى حث الجميع على الهدوء وتمالك الغضب. وفي المقابل بدأت الشرطة تكشر عن أنيابها وتهدد بالحزم واستعمال الذخيرة الحية، ووزيرة العدل رشيدة داتي تنصح بالتشدد، ورئيس الوزراء الفرنسي "فرونسوا فييون" يصف الثائرين ب"المجرمين".
الشرطة تدعي أن ما وقع ليس جريمة قتل أو تصفية، بل هو "مجرد حادث سير" راح ضحيته شابان يقودان دراجة نارية مسروقة! دون وضع خوذة تحميهما! في حين يؤكد شهود عيان أن سيارة الشرطة فضلت الفرار، وإخلاء موقع الحادث دون أن يكلف الشرطيون أنفسهم عناء تقديم المساعدة، وإسعاف الضحيتين اللذين لفظا أنفاسيهما الأخيرة. كما تحدثت مصادر صحفية عن وجود آثار صدمة عنيفة في مقدمة سيارة الشرطة، ما يعني أن الحادث كان مطاردة وليس كما تدعي الشرطة. ‏عمر أخ أحد الفتيين قال في حسرة إنه ينوي محاكمة كل المسؤولين في الشرطة، معتبرا أن الصدامات التي جرت ليست أعمال عنف بل هي تعبير عن الغضب.
ويأتي تصاعد العنف بعد عامين من الاضطرابات التي استمرت ثلاثة أسابيع في الضواحي الباريسية التي تقطنها غالبية من أصول مهاجرة من إفريقيا والمغرب العربي وحيث تصل نسبة البطالة بين الشباب إلى 50 بالمائة. وهي أحداث جاءت عقب صعق شابين بالكهرباء أثناء محاولتهما الاختباء من الشرطة، وأوقعت تلك الاضطرابات مئات الجرحى علاوة على حرق عشرة آلاف سيارة ونحو 300 بناية.
إن فرنسا تجني اليوم سياسة التشدد والإقصاء التي يذهب ضحيتها الملايين من المهاجرين، إنه نتاج لخطاب قديم جديد يتزعمه اليمين المتطرف وتلقفه الرئيس ساركوزي في حملته الانتخابية الرئاسية، وأعطى قوانين الحيف التي عرفت بداياتها مع قانون "أى دي إن" الذي يعتمد البصمة الجينية للاستدلال على القرابة العائلية والبقية تأتي.
جمال الخنوسي

23‏/11‏/2007

عيد التلفزيون

عيد التلفزيون

حل أول أمس (الأربعاء) اليوم العالمي للتلفزيون، الذي أقرته الأمم المتحدة في 17 دجنبر 1996، وحددت تاريخ 21 نونبر للاحتفال بهذا الاختراع العظيم والجهاز العجيب. وأظن أن نعته بالعجب في بلادنا يكسبه المعنى الحقيقي الذي يليق به.
فبعد أن كانت لنا قناة يتيمة تبث خمس أو ست ساعات يوميا، تغلب عليها الأنشطة الرسمية والإعادات التي لا تنتهي، ظهرت محطة جديدة نعتها الفنان الساخر "بزيز ب"دوزيام ماروك"، لكنه كيفما كان الحال، شكلت القناة الثانية في حينها متنفسا، وإعلاما مغايرا ومختلفا أنقذ الملايين من وطأة ما كان يصطلح عليه ب"إ ت م". إلى أن جاء عصر الاستقلال والحرية مع ظهور الصحون المقعرة ومتعة البارابولات، والقرصنة التي فتحت عيون المغاربة على باقات "كنال بليس" و"تي بي إس" الفرنسية ولبس مدن الشمال الولع بباقة "ديجيتال بليس" الاسبانية، فاكتشف المحرومون الفرجة التلفزيونية الحقيقية بعيدا عن التضبيع والتمييع والإسفاف.
لكن ماذا عن القناتين الوطنيتين؟
تم ضمهما في زواج عرفي، داخل ما سمي "القطب العمومي"، وفرخ هذا الزواج غير الشرعي محطات صغيرة معطوبة سميت "الرياضية" و"السادسة" و"الرابعة" و"المغربية" ... أظن أن القيمين عليها لا يكلفون أنفسهم حتى عناء مشاهدتها، وإلا لما خرجوا علينا بذلك القصف اليومي من القبح والرداءة، التي نفرت الجميع من اقتناء ديكودور "التي إن تي" أو البث الرقمي الأرضي، ورفضوا هذا التطور التكنولوجي جملة وتفصيلا، لأن المغاربة مرتاحون مع صحونهم المقعرة، ولا يريدون أن يدخلوا الهم والغم إلى بيوتهم باقتناء جهاز جديد يكلف حوالي 400 درهم.
لقد صرح وزير الاتصال قبل أيام أن التأخر في إطلاق القناة الأمازيغية التي ستسمى "السابعة" هو توفير الوقت الكافي للتفكير الجيد في المشروع وحشد كل الشروط الملائمة واللازمة لتقديمه في أحسن مظهر. وكيفما كان الحال وكيفما كانت الأسباب الخفية أو المعلنة وراء هذا التأخير، فإن الرجل محق وله أن يأخذ من "الرياضية" القناة "الشابة" التي لم تشأ لها الأقدار أن تنضج ألف عبرة.
لقد حل عيد التلفزيون لكنه بالنسبة إلينا عيد بئيس وحزين، لبؤس ما نراه كل يوم من تفاهة ونكوص. عيد يوقف الغصة في حلوقنا، ويعصر قلوبنا على تلفزة لا تشبهنا، ولا تعكس طموح الملايين من المغاربة "الحاركين" إلى "هوت بورد" و"نايل سات"، يحملقون في وطنهم بعيون الآخرين، عيون هي في الكثير من الأحيان حاقدة وغير منصفة.
لقد جعلت المحطات العجيبة الملايين من المغاربة يحجمون عما تعكسه شاشاتهم وينظرون إلى ما وراء الشاشة من أخبار، وأحقاد، وصراعات، ودسائس، أكثر متعة من أكبر البرامج شعبية في التلفزيون. فضائح لا تنتهي تشبه ذلك المسلسل الأمريكي الأبدي الذي يحمل اسم "توب موديلز": مال ومكر وعلاقات.
جمال الخنوسي
jamalpresse@gmail.com


ماجدولين: نعم للإغراء .. لكن دون وقاحة


ماجدولين: نعم للإغراء .. لكن دون وقاحة
بطلة فيلم "نانسي والوحش" قالت إنها تؤدي جميع ما يتطلبه الدور وصدقها يزيد في احترام الجمهور لها

استطاعت ماجدولين الإدريسي وعلى مدى سنوات قليلة أن تثبت نفسها داخل المجال الفني المغربي بأدوار مختلفة، صقلتها بكل احترافية. وكانت في كل مرة تنزع عنها معطف الدور السابق لتتقمص دورا جديدا يجعلنا نقتنع انها تشبه الشخصية التي تؤديها. في الآونة الأخيرة ومن خلال الفيلم السينمائي "نانسي والوحش" الذي حقق نجاحا كبيرا أصبحت ماجدولين رمز الإغراء والأنوثة.
في الحوار التالي تحدثنا ماجدولين عن مغامرتها الجديدة وعن نظرتها الخاصة إلى أدوار الإغراء وتأثيرها على محيطها.

- كيف كان اشتغالك مع محمود فريطس مخرج فيلم "نانسي والوحش"؟
-- لقد كان تعاونا مثمرا جدا ولم أجد أية صعوبات في التعامل معه. إن محمود يتسم بخاصية مميزة هي تفهم الرأي الآخر إذ يضع نفسه في مكان الممثل ويتعامل معه على هذا الأساس. كما أنه منحني هامشا واسعا من الحرية. وكان دائما يسألني عن مدى تقبلي للمشاهد والتغييرات التي يمكن أن يحدثها على العمل. لدرجة أنه عرض علي إجراء تغييرات على بذلة الرقص الذي ظهرت بها في الفيلم فرفضت.

- تغييرات من أي نوع؟
-- لقد عرض علي أن أضع لباسا للرقص يخفي أماكن من جسدي فرفضت..

- (مقاطعا) لماذا؟
-- أنا أتعامل مع فني بمنتهى المسؤولية فإما أقبل به وأسير في هذا الاتجاه إلى أبعد حد وأقدم للمشاهد فيلما صادقا، أو رفض العمل منذ البداية. هذه هي فلسفتي في الحياة.

- ألا يزعجك أن تلتصق بك صورة "ممثلة الإغراء"؟
-- الممثل الحقيقي هو من يستطيع تغيير جلده في كل حين ويتقمص جميع الأدوار أنا ممثلة وفنانة وأنفذ ما يطلبه المخرج مني لإنجاح العمل. لقد كنت من قبل أمثل أدوار "بنت الفشوش" وكان الجميع يقولون لي لقد وضعت في خندق لن تستطيعي الخروج منه. وبعدها تحديت كل شيء وظهرت بشكل جديد في فيلم "السمفونية المغربية" مع كمال كمال، ثم في صورة مغايرة في فيلم "نانسي والوحش" مع محمود فريطس. الممثل الحقيقي يجب أن يكون حربائيا ويستطيع أن يغير جلده مع كل تجربة وبما أني أقنعت المشاهدين بأدوار الإغراء فهذا دليل على أنني نجحت في مهمتي وأتقنت دوري جيدا.

- وهل غير هذا في نظرة الناس إليك؟
-- إطلاقا، المشاهد يميز جيدا بين الدور الذي أؤدي على الشاشة وبين ماجدولين الحقيقية، بين الشخصية في الفيلم والإنسانة في الحياة الحقيقية. لقد لاحظت ومنذ بداياتي في المجال الفني أن حب الناس يتزايد يوما بعد آخر، وعندما ألتقيهم في قاعة السينما أو في الشارع أو في المهرجانات فإنهم يعاملونني بكل احترام.
- ما هي حدود ماجدولين؟
-- أنا أعي جيدا أننا في المجتمع المغربي لنا حدود لا يجب تجاوزها وانا أحاول التوفيق بين ما يمليه علي فني وحدود المجتمع الذي أعيش فيه كل هذا في إطار قناعات شخصية تبقى في حدود احترام فني والوسط الذي أعيش فيه. نعم لأدوار الإغراء التي تمليها الشخصية لكن دون السقوط في الوقاحة وعدم الاحترام. كما أن هناك أدوارا تليق بالسينما وأخرى تليق بالتلفزيون لأن السينما فعل اختياري بالنسبة إلى المشاهد في حين أن التلفزيون يقتحم على العائلات بيوتها.

في سطور
- قدمت مع سعيد الناصيري فيلم "الباندية"، بمشاركة محمد الخياري وعبد القادر مطاع.
- شاركت في الفيلم التلفزيوني "الفرح الصغير" رفقة ثريا العلوي، وعمر عزوزي، وزكرياء عاطفي، وربيع القاطي، ومن إخراج حميد بناني.
- شاركت في الفيلم السينمائي "السمفونية المغربية" للمخرج كمال كمال بمشاركة عبد الله العمراني، وهشام بهلول، ويونس ميكري، ورفيق بوبكر.
- قامت ببطولة الفيلم السينمائي "نانسي والوحش" للمخرج محمود فريطس، بمشاركة هشام بهلول، وحسناء الطنطاوي، وفاطمة الزهراء بناصر، ومنتصر عبد الله، ويوسف أوزيلان، وعبد الصمد مفتاح الخير.

سناء موزيان في حديقة الإغراء




سناء موزيان في حديقة الإغراء

أعطت نكهة لتمردها في أغاني الفيديو كليب التي قدمتها، وكانت أول مشاركة سينمائية لها منتظرة جدا من مغربية ترعرعت في انجلترا وجاءت لتغزو مصر. فكان تتويجها الحقيقي في المغرب حيث فجرت طاقاها ومواهبها في الفيلم الجديد للمخرج لطيف لحلو "سميرة في الضيعة".
تمكنت سناء موزيان من فرض نفسها وجها سينمائيا في أول ظهور لها أمام الكاميرا في فيلم "الباحثات عن الحرية" للمخرجة المصرية إيناس الدغيدي. ولم تر حينها أي مانع من التعامل مع مخرجة تتلقى هجوما عنيفا من لدن النقاد في كل عمل جديد لها. "إيناس مخرجة جريئة وذكية ما جعلها تدخل غمار التحدي لتثبت قدراتها في مجال التمثيل، الى جانب أنها تحرص دائما على اختيار مواضيع جديدة لم يتم تناولها من قبل".
هذا ما تحبه سناء، المواضيع الجديدة والجريئة، وهو السبب ذاته الذي دفعها إلى لتعامل مع لطيف لحلو. "لم أندم على دوري في "الباحثات عن الحرية"، لقد شكل لي الفيلم فرصة ذهبية خولت لي اكتساب تجربة خطوت بها الى الأمام".
يحكي الفيلم قصة ثلاث شابات عربيات، مررن داخل أوطانهن بمشاكل عائلية وإنسانية ونفسية صعبة، جعلتهن يهربن إلى الخارج، وتحديدا إلى فرنسا، ليبدأن حياة جديدة دون قيود، فالأولى مصرية (داليا البحيري) فنانة تشكيلية حصلت على منحة دراسية بفرنسا، لكن زوجها يرفض سفرها، ويخيرها ما بين البعثة والطلاق، أو الأسرة والطفل فتختار البعثة والطلاق، وتترك الزوج وطفلها الذي لم يتجاوز 6 سنوات. والثانية لبنانية (نيكول بردويل) صحفية بإحدى الجرائد العربية، تعرضت للاغتصاب أثناء الحرب اللبنانية، وتم خطف خطيبها، وهي شخصية مركبة تميل إلى العنف وتقوم باصطياد الرجال من الشوارع، وتتعرض لمضايقات لاجئ سياسي ذي نفوذ يحاول إقامة علاقة معها. والثالثة مغربية (سناء موزيان) هربت من بلدها إلى باريس بعد المعاملة السيئة التي تعرضت لها من عائلتها، لتعمل في أحد المحلات، وتقيم علاقة مع صاحب المحل الذي تعمل به نظير توفير سكن وعمل لها. إلا أن الحال لم يستمر كثيرا، وسرعان ما ينتبهن إلى الهاوية التي سقطن بها، فترجع المصرية إلى بلدها مطالبة زوجها بحضانة طفلها، وتتخلص اللبنانية من ملاحقة اللاجئ السياسي بقتله داخل قصره، وتعود إلى وطنها لتفاجأ بعودة خطيبها المختطف، وتترك المغربية عشيقها وتتجه إلى الغناء بعد تعرضها لمحاولة اغتصاب من صاحب ملهى ليلي، وتحاول إقامة علاقة سوية مع شاب فرنسي. من جذور
واعتبرت سناء أمر غيابها عن مجال التمثيل لسنوات متعددة بعد اشتغالها مع إيناس الدغيدي، راجعا إلى رغبتها في تقديم نفسها في شكل غير الذي ظهرت به في تجربتها الأولى. واستطاعت من خلال دورها في فيلم "أشرف حرامي" العودة الى مجال التمثيل خاصة أنه يختلف عن الدور السابق ويدخل في إطار كوميدي رومانسي. إذ جسدت من خلال هذا الفيلم دور فتاة تدعى "كراميلا" تخطط رفقة والدها للسرقة والإيقاع بالضحايا وتسعى إلى إيقاع تامر عبد الباقي في غرامها الذي يلعب دور سارق وهي ترغب في الزواج منه لتنجب "أكبر سارق".
موزيان ترى أن الإطار الذي يشتغل ضمنه الممثل سواء الكوميدي أو التراجيدي لا يرجع إلى المخرج وإنما إلى الممثل الذي ينبغي أن يكون ذكيا في اختيار أدواره التي ينبغي أن تخرج عن دائرة النمطية.
والى جانب التمثيل كانت لسناء تجارب أخرى في الغناء والتي كانت أولاها في دبي حيث أدت أغنية فيها مزيج من اللحن الهندي والشرقي، من إنتاج شركة العبدول التي ضمنتها شريطا يحمل أعمالا غنائية للعديد من المطربين.
ولا تعتبر سناء موزيان أن دخولها مجال التمثيل ظلم موهبتها الغنائية إذ يرجع الأمر إلى أنها لا تتوفر على شركة إنتاج تجعلها تتفرغ فقط لاختيار الأغنيات وتسجيلها.
وقالت سناء إنها تحب الرقص والغناء والتمثيل على حد سواء رغم الاختلافات الموجودة بين المجالين الأخيرين على اعتبار أن الغناء يتطلب جهدا كبيرا ومتسعا من الوقت. وتعد البوابة السحرية للنجاح بالنسبة إلى سناء هي الجمال الروحاني الذي تعتبره "مفتاح النجاح والقبول لدى الناس، فالإنسان الذي يحمل بداخله جمال المشاعر والصفاء والنقاء وحب الناس يضفي هذا على ملامحه الخارجية جاذبية من نوع خاص تظهر مباشرة أمام أعينهم وكذلك أمام الكاميرا".
تجربة "سميرة في الضيعة" هي التتويج الحقيقي لموزيان، إذ قدمت شخصية سميرة التي كانت تعتبر البحث عن زوج هو الهدف الرئيسي في حياتها، وتبذل كافة الجهد من أجل الوصول إلى رجل يدخلها القفص الذهبي، إلى غاية عثور والدها على عريس مناسب يشتغل في الفلاحة ويمتلك ضيعة يستقر فيها مع والده المريض وابن أخته فاروق بعد أن فقد زوجته. لكن سرعان ما تكتشف الفتاة أن زوجها الجديد عاجز جنسيا، وأقدم على الارتباط بها فقط ليتبع الأعراف، ويحافظ على تقاليد المجتمع، وكذلك استغلال سميرة ممرضة تساعد فاروق في العناية بالأب المعلول. وأمام هذا المأزق ستحاول سميرة تعويض الفراغ العاطفي والحرمان بالاستيهامات الجنسية وممارسة العادة السرية. ومع مرور الوقت ستصب اهتمامها نحو فاروق الذي أزعجه تحرشها في البداية قبل أن ينطلقا معا في قصة حب عنيفة وجنونية. لكن لسوء الحظ، عندما يكتشف الزوج طبيعة العلاقة بين زوجته وفاروق، يعمد إلى طرد هذا الأخير من البيت رغم استعطاف سميرة، التي تجد نفسها مرة أخرى في براثن الوحدة والعزلة، منقسمة بين رغباتها العاطفية وتجاهل زوجها.
بهذا الدور، أبانت موزيان عن موهبتها في فن التمثيل، فلم تعد جسدا جميلا فقط، بل أبانت طاقات في تقمص الدور والصدق في الأداء الفني شهد عليه بالإجماع الجمهور الذي سنحت له فرصة مشاهدة الفيلم بمدينة طنجة خلال المهرجان الوطني للفيلم في دورته التاسعة.

نجاة الوافي: أنا ممثلة بلا جرأة


نجاة الوافي: أنا ممثلة بلا جرأة

اعترفت الممثلة نجاة الوافي أنه سبق لها أن رفضت أعمالا سينمائية تتضمن مشاهد لا ترضى عنها، "إنها مشاهد تحرجني، ربما نظرا لخجلي الشديد فأنا أعتبر نفسي ممثلة بلا جرأة". وتضيف الوافي ان السبب في هذا الرفض يرجع إليها شخصيا، "منذ أن دخلت عالم التمثيل ابتعدت عن هذه الأدوار التي يمكن أن تخلق لي المشاكل لأني لا أجد راحتي في أدائها".
وفي السياق ذاته أكدت الوافي أن الغنج والدلال أحسن من أي تعر أو إغراء مجاني، إذ يجب التركيز على طريقة التصوير والإيحاء بعيدا عن أية مجانية، "غالبا ما أتمكن من إقناع المخرجين بإجراء بعض التعديلات التي تقيني من مشاهد أنا لست راضية عنها". وتربط الوافي مسألة قبول أو رفض الدور بمدى حبكة القصة وانسجام السيناريو المقدم لها.

ممثلات الإغراء .. توابل المتعة السينمائية


ممثلات الإغراء .. توابل المتعة السينمائية
حائرات بين نظرة المجتمع وأفكاره المسبقة وما يمليه عليهن الفن والمهنية

مع التطور الذي عرفته السينما المغربية وتعدد المواضيع التي بدأت تتطرق لها، ظهرت في الآونة الأخير ممثلات التصقت بهن منذ ظهورهن "تهمة" الإغراء ولزمتهن هذه الصفة وجعلت منهن ممثلات مختصات في أدوار دوخت عشاق الفن السابع.
لقد ارتبط اسم سناء موزيان وسناء العلوي وماجدولين الإدريسي وغيرهن بأدوار الإغراء البعيد عن الابتذال. الإغراء في حد ذاته فن لا يعني التعري أو البورناغرافيا بل يتطلب من الممثل موهبة وكاريزما خاصة ومن المخرج تفننا وإتقانا وتحكما في أدواته. وليس من الغريب أن يخلد تاريخ السينما العالمية اسم مارلين مونرو أكبر نجمة في سماء هوليوود وأكبر من أتقن أدوار الإغراء والدلال الأنثوي. فأصبحت بذلك رمز المرأة والأنثى والغنج فألهمت المخرجين والرسامين والمصورين وغدت أسطورة تحيى في مخيلة الملايين.
لكن أداء هذه النوعية من الأدوار يعتبر مغامرة حقيقية في مجتمع "محافظ" تجعل ارتباطات الممثلة داخل عائلتها وحيها والوسط الذي تعيش فيه في كف عفريت، ويعرضها لمضايقات وأفكار مسبقة وبالية تتميزبالرجعية ناتجة أساسا عن الخلط بين ما يشاهد على الشاشة وبين واقع الحال. والفنانات المغربيات كل واحدة على حدة استطعن أن يجدن حلولا توفيقية إما بالرفض التام لمثل هذه المشاهد كما هو الحال عند الممثلة نجاة الوافي، أو بشكل توفيقي يسعى إلى القبض على العصا من الوسط كما هو الحال مع الفنانة حنان الإبراهيمي أو القبول بكل الأدوار التي تتميز بجديتها مهما كانت درجة جرأتها شريطة ألا تكون مجانية وبلا هدف.
الملف التالي هو سفر في سماء نجوم الإغراء في المغرب وممثلات كتبن أسماءهن بأحرف كبيرة في عالم الفن السابع من خلال أفلام تحتفي بالمرأة مثل "سميرة في الضيعة"، و"ياسمين والرجال"، و"نانسي والوحش"، وعود الورد" التي عرفت نجاحا وإقبالا كبيرين.
جمال الخنوسي

22‏/11‏/2007

غضب "الهاكا" يعصف ب"هيت راديو"







غضب "الهاكا" يعصف ب"هيت راديو
--------------------------------------
حكم على محطة "تجاوزت الحدود" يؤشر على بداية عهد جديد في تاريخ المجال السمعي البصري
-------------------------------------
إنجاز جمال الخنوسي
-------------------------------------------
قبل أيام أصدرت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا) قرارا تاريخيا يخص محطة "هيت راديو"، يغرمها مبلغ 100 ألف درهم. قرار يعتبر سابقة في تاريخ الهاكا، التي لأول مرة تغرم محطة إذاعية، لتفتح مرحلة جديدة في علاقتها مع المتعهدين. المتتبعون لاحظوا منذ مدة أن المنشطين في بعض المحطات، يستولون على الساحة شيئا فشيئا، ويحاولون كل مرة السير أبعد، ودفع الحدود إلى أقصى، وكان لابد للهاكا أن تضع حدا لهذا السباق المحموم، وتضرب على الطاولة بعنف. لكن في المقابل ألا يعني هذا تراجعا في الحريات وتدخلا سافرا للهيأة في شؤون المتعهدين؟
-------------------------------------------
القرار
بعد سنة ونصف على تسليم رخص المحطات الإذاعية الخاصة، وسنة على بداية بثها بعد تحرير المجال السمعي البصري، تصدر الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا) قرارا حازما يخص محطة "هيت راديو"، يتضمن ثلاث عقوبات: أولا الإنذار وثانيا عقوبة مالية قدرها مائة ألف درهم، وثالثا بث القرار على خدمة "هيت راديو" في بداية التوقيت المخصص لحلقة "ليبر أنطين" أو "بث حر". كل هذا جاء بعد رصد الهاكا في إطار مناقشة البرنامج المذكور لمجموعة من القضايا الحساسة اجتماعيا وثقافيا مثل استهلاك المخدرات والكحول والخيانة الزوجية والاغتصاب والشذوذ الجنسي... "لخلل واضح في التحكم في البث واستخفاف غير مقبول في معالجة المتعهد للمواضيع المثارة ومس بكرامة بعض المشاركين والاستهانة بالتأثير المحتمل لهذه النقاشات على المستمعين عموما وعلى المستمعين الشباب المستهدفين من طرف البرنامج".

من المرافقة إلى الحزم
لقد اختارت الهاكا على مدى سنة كاملة "سياسة المرافقة" والمقاربة التدرجية التي تقتضي شرح مقتضيات دفاتر التحملات وطرح المشاكل التي فرضتها الممارسة العملية لان كل المتعهدين لا يمتلكون ثقافة إذاعية. وفي إطار هذه المرافقة كانت هناك مؤاخذات، تتسم بنوع من المهادنة، وفي الوقت ذاته تحتفظ بالخيار الثاني المتعلق بالجزاءات والعقوبات، فزاعة لإخافة المتعهدين.

سلطات الهاكا
إن للهيأة الحق في إصدار العديد من العقوبات المختلفة التي تناسب نوع المخالفات المرتكبة من طرف المتعهدين: إذ يمكنها أولا اللجوء إلى "الإعذار" وهو قرار يصدره المدير العام للهاكا إلى أحد المتعهدين لوقف مخالفة معينة في اجل لا يقل على 30 يوما.
وإذا لم يمتثل المتعهد بالإعذار، يرفع مدير عام الهاكا بيانا إلى المجلس الذي يتداول في الموضوع ويمكن أن يقرر عقوبات مختلفة توازي قوة طبيعة المخالفة المرتكبة: أولا توجيه إنذار للمتعهد، والمطالبة بنشر الإنذار في الجريدة الرسمية أو بثه على المحطة المخالفة أو هما معا. في المستوى الثاني يمكن إيقاع العقوبات المنصوص عليها في دفتر التحملات على المتعهد. وهي عقوبات تعاقدية إما مالية أو غير مالية حسب طبيعة المخالفة. إذ يمكن أن تستخلص من المتعهد غرامة مالية لا تتعدى 0.5 في المائة من رقم المعاملات الاشهارية كما هو الحال في قضية محطة "هيت راديو". وهي غرامة يجب تسديدها في أجل أقصاه 30 يوما. هذا إضافة إلى عقوبات أخرى مثل الإنذار، ووقف بث الخدمة أو جزء من البرنامج خلال شهر أو أكثر، أو تقليص منح الرخصة: فالرخص التي منحتها الهاكا للمحطات الجديدة في إطار تحرير المجال السمعي البصري هي في حقيقة الأمر رخص مؤقتة يصل مداها 5 سنوات، سيتم تجديدها بعد انتهاء المدة، وأي إخلال بدفاتر التحملات أو خرق للقانون يمكن أن يقلص من مدة صلاحية الرخصة أي من خمس سنوات إلى مدة أقل أو سحب الرخصة بشكل نهائي في أقصى الحدود.
في المستوى الثالث ويعتبر أقصى ما يمكن الوصول إليه، يدفع ملف المخالفة إلى الإيقاف المؤقت أو النهائي للرخصة الممنوحة للمتعهد، أو إحالة الأمر إلى السلطة القضائية أو المهنية للبحث في المخالفة المسجلة.

تدرج العقوبات
كل هذه العقوبات هي عقوبات متدرجة، للمجلس صلاحية تحديد درجاتها بعد مداولات سرية حسب طبيعة المخالفة المرتكبة.
وما صدر في حق محطة "يونس بومهدي"، عقوبة في منتصف الطريق، ليست لينة وهينة وفي الوقت ذاته ليست الأكثر صرامة وقساوة.
لكنها مع ذلك تؤرخ لمرحلة جديدة في تاريخ المحطات الإذاعية وفي مسار الهاكا وفي تاريخ المجال السمعي البصري. وهي مرحلة المرور الى السرعة الموالية بعد سنة من المرافقة أو الهدنة المؤقتة التي تم التغاضي فيها عن "أخطاء أطفال يتعلمون فن المشي".
ومن سلطات الهيأة أيضا توقيف وصلات إشهارية، كما كان الحال مع الوصلة الخاصة بماركة "تاغير" على شاشة التلفزيون. ودورة "إيمو" التي بثتها كل من محطتي "ميدي 1" و"كازا إف إم" وقناة دوزيم. وكذا برنامج "يومية الفلاح" على محطة "ميدي 1" الذي اعتبرته الهاكا متضمنا لإشهار غير معلن للقرض الفلاحي. وطالبت المحطة بضرورة ذكر الراعي والامتثال إلى شروطها المحددة في دفتر التحملات، وكذا إدماج البرنامج ضمن شبكة البرامج التي ترسل للهيأة.
من جهة أخرى تحرص الهاكا على مراعاة التعددية إذ بثت في العديد من الشكايات التي تقدمت بها أحزاب وهيئات سياسية ومنظمات نقابية وجمعيات وطنية ذات منفعة عامة.
كما تضمن الهاكا حق الرد، إذ لا يحق التعرض لطرف غير حاضر ولا يمكنه الدفاع عن نفسه، كما حدث من قبل في برنامج "مباشرة معكم". وعلى ما يبدو فإن مقدم البرنامج "جامع كلحسن" تعلم الدرس جيدا ووعى حجم المسؤولية المنوطة بمسير الحوار، خلال الحلقة الأخيرة من البرنامج الذي ناقش فيه موضوع المحطات الإذاعية الجديدة إذ وقعت محطة "ميدي 1" ضحية انتقادات قاسية مع غياب أي ممثل لها على البلاتو فلم يجد كلحسن بدا من الدفاع عنها، وتجنب توجيه الضيوف للانتقادات لطرف غائب عن النقاش.
وفي السياق ذاته تسهر الهاكا على احترام القواعد الأخلاقية كما هو الحال في قضية "هيت راديو" أو "مجموعة الضحى"، التي كانت تقدم وصلة إشهارية غير واضحة تخلق للمشاهد لبسا في تقليد لنشرة أخبار تحث على الاعتماد على المجموعة المستشهرة.

ماذا عن المضمون؟
كل هذا من حيث الشكل أما من حيث المضمون فإن قرار الهاكا الذي صدر ضد "هيت راديو" حاول ما أمكن تجنب أي لبس أو سوء فهم للقرار، يذهب إلى القول إن الهاكا تمارس نوعا من الرقابة على مضمون البرامج، في المقابل شدد القرار على أن الهيأة تمارس مراقبة بعدية وليست قبلية ولا تزعجها الموضوعات التي يتم مناقشتها بقدر ما يجب وضع حد للانزلاقات التي سجلت خلال ثلاث حلقات من برنامج "ليبر أونطين". كما حرصت الهيأة على نعت المواضيع التي يناقشها البرنامج ب"المهمة" ولم تكل لها أية نعوت سلبية. لان تدخل الهاكا جاء بعد استماع المتلقي للمادة بحكم أن "خطوط التحرير مقدسة ولا تدخل للهاكا فيها". إلا أن الحرية تمارس داخل إطار قانون يتمثل في الظهير المحدث للهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ودفتر التحملات الذي التزم به كل متعهد وقانون الاتصال السمعي البصري.
إن الانفتاح على مواضيع جيدة واختراق طابوهات كانت نتيجة طبيعية للتنافسية الحاصلة بين المحطات، حتى لا يبقى المجال جامدا وسطحيا، لكن هذا الحراك يفرض مناقشة مسؤولة والتحكم في مختلف مجريات البرامج، من خلال اعتماد منشطين صحافيين تتوفر فيهم سرعة البديهة والكاريزما والتلقائية والارتجال، وتوابل المنشط الناجح، وفي الوقت ذاته مسؤولية ومهنية ونضج الصحافي الذي يتميز بالبيداغوجية والدراية.
المنشط الصحافي هو الحلقة المفقودة داخل أغلب المحطات الإذاعية، وهو ما ولد ظاهرة أثارها عبد الرحمان عدوي مدير محطة راديو بليس على شاشة دوزيم عندما تحدث عن "المستمع النجم" الذي أصبح من خلال تدخلاته حلقة مهمة داخل البرنامج الإذاعي ومؤطرا له مع غياب منشط صحافي قوي وذي كاريزما تجعله في مرتبة أعلى من الجميع، وقابضا بزمام الأمور ومتحكما في مجريات البرنامج.


تراجع
لا يجب الاعتقاد السقوط في فخ أنها حرية لا نستحقها لكنها أخطاء طبيعية لأننا في مرحلة البداية والخلق في تجربة لم نشهدها من قبل.

إن الخطير في قضية "هيت راديو" هو التراجع إلى الوراء وطرح أسئلة حول جدوى تحرير المجال السمعي البصري و"مخاطره" والتجاوزات التي يمكن أن تحدث في نوع من الانتكاسة. من جهة أخرى طبيعة المخالفات ستؤثر أيضا على الرغبة في إنشاء محطات تلفزيونية يكون فيها "الخطأ" أكثر جسامة.
وإذا لم تكن هناك معطيات لخلق محطة إذاعية "محترمة" من يملك المقومات ذاتها لإنشاء محطة تلفزيونية في مستوى معقول؟

---------------------------------------------
بوكس 3
هل قرار الهاكا مناف للحرية؟

مصدر من داخل الهاكا صرح ل"الصباح" أن دفاع أعضاء المجلس الذي أصدر القرار عن الحرية أمر لا يمكن الشك فيه او وضعه مثار تساؤل، "لأن من أعضائه أناسا دفعوا ثمنا باهظا من أجل الحرية في هذا الوطن لكن في المقابل هناك قانون منظم يجب الالتزام به حتى لا نسقط في نوع من الميوعة و"السيبة"، أما منطق الدفاع عن الحريات فهو أمر سليم ومؤكد ويجب إبعاده عن أية شعبوية ومزايدات فجة".
وفي الإطار ذاته أضاف المصدر ذاته، " أن التعليقات الحاطة من الكرامة،
والاستهتار بمواضيع حقيقية وعميقة وخطيرة كالاغتصاب والانتحار، لا يدخل في باب الحريات. ومن واجب الهاكا السهر على احترام الكرامة الإنسانية وعدم التحريض على العنف".

------------------------------------------
بوكس
رد فعل "هيت راديو"

أصدرت محطة "هيت راديو" بلاغا "تعلن" فيه أنها "أول إذاعة تحاسب"، وتعلن فيه عن محتوى قرار الهاكا الذي يشمل التنبيه والغرامة والإعلان عن القرار، وفي الوقت ذاته تتأسف "هيت راديو" للمسطرة المتبعة والتي لم تسمح بالتعبير عن رأيها قبل قرار المجلس". ويضيف البلاغ القصير أن المحطة "واعية أن المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري يزاول سلطته وإنها تعتزم الاتصال بالهيأة لكي يتسنى لها فهم مؤاخذاتها إزاء برنامج "ليبر اونطين" والأسباب الكامنة وراء غرامة كبيرة تبلغ 100 ألف درهم".
--------------------------------------------
بوكس 1
"ديراباج": أمثلة عما سجلته الهاكا ضد "مومو"
سجل قسم المراقبة والتتبع داخل الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري عدة "خروقات" شهدها برنامج "ليبر أونطين" الذي ينشطه نجم هيت راديو "مومو" خاصة في ما يتعلق بثلاث حلقات (الجمعة 2 الاثنين 5 والثلاثاء 6نونبر الجاري):
- في موضوع الخيانة تتحدث مستمعة تتابع دراستها في السنة النهائية لنيل شهادة البكالوريا عن خيانتها ل"صديقها"، فيقول لها منشط البرنامج "مومو": "واش خيانة ديال البوسان ولا أرا برع"!

- اتصل مستمع في إطار مناقشة موضوع الاغتصاب، الذي لا بد أنه تطلب منه ذلك الكثير من الشجاعة للحديث عن مأساته إذ أنه تعرض للاغتصاب في سن مبكرة، فيعلق "مومو" ضاحكا أن في تلك الليلة لم يكن هناك فتيات لذلك اضطر المغتصب لملء الفراغ برجل.
- مستمع آخر اتصل لأنه تعرض للاغتصاب من طرف صديق له بعد ليلة صاخبة لتناول الخمر والمخدرات، اكتشف بعدها ميولاته الجنسمثلية ليرتبط مع صديقه في "علاقة حب" دائم. "مومو" سيسخر طويلا من المستمع قبل أن يسأله: "واش وقع ليك هاد شي في نفس الليلة اللي تغتاصب فيها صاحبنا اللي من قبل؟ ".
- "مومو" يطرح سؤالا على أحد المستمعين: "آش دير إلا تصاحب ليك شي واحد مع اختك؟"، فيرد المستمع في عفوية: "غادي نفرشخ ليه راسو ونردو بحال ستيك". تعليق "مومو": ضحك مشجع.
- في إطار مناقشة موضوع "الانتحار" يعبر "مومو" عن رأيه من خلال القول "إن العيالات تاتجيهم الهيستيريا مرة مرة". وهو مايفسر إقدامهن على الانتحار!
- في موضوع الخيانة دائما يتقمص "مومو"منشط برنامج "ليبر انطين" ينصح المستمعين بممارسة الخيانة مع صديقات عشيقاتهم لأنهن لن يستطعن الإفصاح عن السر، وبالتالي سيحتفظن بالسر إلى الأبد ! قبل أن يضيف: "أنا بعدا هاد شي ما تندير".

19‏/11‏/2007

الطالياني ينفي ما روجته صحافة الجزائر ويؤكد حبه للمغرب

الطالياني ينفي ما روجته صحافة الجزائر ويؤكد حبه للمغرب

مدير أعماله وصفها ب"الخزعبلات" ووعد بسهرة كبيرة في المغرب قريبا

عندما سئل الشاعر الفرنسي الكبير لويس أراغون عاشق إلزا الأزلي عن الحب قال "هو اللامتناهي بين يدي الخنازير" تعبيرا عن أن هذا الشعور النبيل والعظيم لا يستحقه كائنات بشرية تسيء استعماله. ومن يطلع على ما تجود به الصحافة الجزائرية من "أخبار" من صنف الترهات، وتعليقات تدخل في نطاق الخزعبلات يعرف أن العلاقات الدولية غدت مثلها مثل الحب "لعب الدراري" وشغب عاشوراء الصبياني، وما يدرس في كبريات الجامعات العالمية، من نظريات وقضايا لا فائدة ترجى منه، وأن حسن الجوار والأخوة وغيرها من مصطلحات النبل لم يعد لها مكان. فأصبحت العلاقة التي تحدد مصير شعبين كبيرين في يد أطفال "يشتفون" عليها و"يمرمدونها" ويمسحون بها البلاط غير آبهين بما يمكن أن يترتب عن نزقهم هذا من كوارث.
قبل أن يكف الحديث عن التطبيل والتزمير والبهرجة التي رافقت زيارة العار التي قام بها الملك الاسباني خوان كارلوس لمدينة سبتة السليبة، والموقف المخزي لبعض الصحف الجزائرية، طالعتنا جريدة "الشروق اليومي" بخبر قنبلة أو "سكوب" ادعت فيه أن مغني الراي "رضى الطلياني" سيصدر قريبا أغنية "تهز عرش المغرب" من أجل إعادة الاعتبار إلى ما وصفته الجريدة ب"تكفيرا عن خطيئته السابقة" عندما حمل الطالياني الراية المغربية وغنى الصحراء مغربية.
الطالياني نفى إعداده لأية أغنية تسيء إلى المغرب وسيادته جملة وتفصيلا على لسان مدير أعماله فتاح سيد روحو، الذي وصف هذه الشائعات ب"الخزعبلات". وأضاف مسير شركة "كازانوفا ميزيك" المنتجة لألبومات الطالياني: "نحن نحب وطننا الجزائر، لكن في الوقت ذاته نحب المغرب وأهله ونعتبره وطننا الثاني، وحب هذا لا ينفي بأي شكل من الأشكال حب الآخر. وكلمات الأغنية الوطنية التي يضمها ألبومي الجديد، تعبر عن هذا الحب الذي نحمله لوطننا، وهو شعور يمكن أن يشمل الجميع ، فالمغاربة أيضا يحبون وطنهم، والأمر نفسه بالنسبة إلى الليبيين والمصريين وكل شعوب الدنيا".
وقال سيد روحو إن الطالياني انتهى للتو من سهرة نظمها في مدينة ديجون الفرنسية وسيحل قريبا بالمغرب لإحياء حفل كبير.
جمال الخنوسي

المغربي عبد القادر غانم يغزو مصر


المغربي عبد القادر غانم يغزو مصر
تعامل مع كاظم الساهر ونجوى كرم في أمريكا وصور ثلاثية في القاهرة

يستعد الفنان المغربي عبد القادر غانم لاستكمال إنتاج ثلاثية تختص بالتعامل مع القضايا الاجتماعية يعالج من خلالها وبشكل فني موضوع التطرف. وتتكون هذه الثلاثية من: "زينة"، و"الجامعة"، و"السجن". وقد تم تسجيل هاذين الجزءين سينمائيا (35 ملمترا)، أما الجزء الثالث فهو جزء خاص بالرسوم المتحركة، ويحمل عنوان "المقاتل البديل"، استخدم فيه غانم كفاءة ومتطلبات التصوير السينمائي بمدينة القاهرة، في أستوديو "نحاس" تحديدا. وبذلك فقد أصبح أول مخرج مغربي يصور في مصر.
ويعتبر "زينة"، أهم اجزاء الثلاثية لأنه يناقش موضوع الشباب العربي وقضايا التطرف والارهاب، تعامل فيه مع كل من "مدحت العدل" والموسيقار "هاني مهنا".
استمر غانم وعلى مدى خمسة عشر عاماً الماضية باحثاً متمرساً في علم الموسيقي الشرقية. حيث عمل كمخرج في مجال الفنون والثقافة العربية، ومسؤول عن البرامج الثقافية في العالم منذ العام 1990 لغاية عام 2000 . وعمل تنفيذيا حين طور وصمم وأنتج العديد من الأعمال الفنية على مستوى العالم، من ضمنها أعمال في أمريكا الشمالية سبق عرضها في مركز "كندي الفني" ومركز "رونالد ريغن للأبحاث والفنون"، وكذا في متاحف "السمثسونيان"، وفي ساحات "الناشيونال مول" وسط واشنطن العاصمة.
وقبل كل هذا فغانم عازف منفرد على آلة "السكسفون" وشارك إلى جانب مطربين عرب مشهورين مثل الفنان العراقي كاظم الساهر، والفنان اللبناني وليد توفيق، والفنان جورج وسوف. كما انتج حفلات موسيقية لكبار المطربين والفنانين العرب والمغاربة من أمثال سميرة سعيد، وعمرو دياب، وراغب علامة، والفنانة اللبنانية نجوى كرم، والفنان القدير وديع الصافي، ومارسيل خليفة، والفنان المصري هاني شاكر، وصباح فخري، وإيهاب توفيق، والحاج يونس، والفنان الشهير محمد باجدوب.
ج.خ

الصورة عبد القادر غانم رفقة الفنان الحاج يونس في الولايات المتحدة

حجيب أنقذ سهرة "نغموتاي"

حجيب أنقذ سهرة "نغموتاي"
الضيوف أكبر من البرنامج الذي يحتاج إلى دم جديد و"رولوكين" للنهوض بمستواه

قدمت القناة الأولى ليلة السبت الماضي سهرة جديدة من سهرات برنامج "نغموتاي" الذي انطلق منذ سنوات بعيدة. ويعتبر استمرار البرنامج كل هذه المدة الطويلة دليلا على نجاحه في اجتذاب الجمهور من جهة، ورضا القيمين على القناة من جهة أخرى.
وكان ضيف الحلقة الماضية الفنان الشعبي حجيب أو "نجم الرباط" كما يطلق عليه المعجبون، وكانت المنافسة شرسة بين "نغموتاي" الذي يبث على الأولى وبرنامج "أنغام الأطلس" الذي تقدمه مريم سعيد، وتبثه القناة الثانية في الوقت ذاته.
إلا أنه لوحظ على البرنامج نوع من الشيخوخة، و أنه في حاجة إلى دم جديد، ووصفة حديثة، و"رولوكين" حقيقي. فالديكور بئيس جدا ويشعر بالملل، ويعطي الانطباع أن الحلقة معادة وتنتمي إلى أرشيف التلفزيون البائد، تم انتقاؤها من سنوات خلت. كما أن الألوان مزعجة، ولا تتسم بأي تناغم بين الضيوف في ما بينهم، وبين الضيف ومنشط البرنامج والديكور المحيط بهما.
وتعطي جلسة الجمهور الحاضر في بلاتوه التصوير، والتي تتسم بالكثير من الفوضى والعشوائية، الانطباع أن الجلسة هي "جلسة عزاء"، وذكر لمناقب ميت، أكثر منها جلسة للترفيه والفرح والمتعة مع فنان "النشاط الأول" في المغرب.
وكان من أجمل لحظات الحلقة ذلك التأثر الذي بدا على وجه حجيب وهو يتذكر الروابط التي جمعته مع "الشيوخ" الكبار، وعلاقته المميزة مع الفنانة الراحلة فاطنة بنت الحسين على وجه الخصوص، من خلال روبورتاج دام حوالي ثلاث دقائق شمل أول ظهور له على الشاشة، وسهراته الفنية، وكذا شهادة بعض الباحثين في حقه.
وحضر إلى جانب حجيب الذي قدم مجموعة من الأغاني التي تعامل معها الجمهور ببرود وتصنع، أو هكذا بدا لنا الأمر على الشاشة، مجموعة حميد المرضي وفرقة خديجة البيضاوية. وكان بين الفينة والأخرى يطالعنا منشط البرنامج، الذي يمتلك موهبة وحضورا على الشاشة، بأسئلة مفتعلة وخارج السياق، يبدو أنه لم يبذل فيها أي مجهود يذكر، إذ يطرح أسئلة لا تتماشى مع طبيعة الجلسة ولا مع الضيف وموقعه. وهي أسئلة أكل عليها الدهر وشرب من قبيل "لو كنت وزيرا لتحديث القطاعات العمومية ماذا كنت ستفعل؟"، فلم يجد حجيب بدا من القول، "خلينا غير مع العيطة".
كما تضمنت الحلقة فقرة حول حجيب في المطبخ، ليعرض أكلة محببة لديه، وهي فقرة لا محل لها من الإعراب ولست أدري السبب في التركيز على هذا الهم البطني لدى المغاربة، وكأنه لم تكفنا البرامج المتخصصة في المجال التي تقصفنا ليالا ونهارا بالوصفات والأكلات المتنوعة.
جمال الخنوسي


منع كتب تقر مغربية الصحراء في المعرض الدولي للجزائر

منع كتب تقر مغربية الصحراء في المعرض الدولي للجزائر
بوتفليقة كاد يفتتح المعرض بأروقة فارغة وهيأة الرقابة تثير سخط العارضين

قامت السلطات الجزائرية بمنع عرض "موسوعة العالم المصور في الجغرافيا السياسية" لمكتبة مصرية معروفة، تشارك في "الصالون الدولي الثاني عشر للكتاب" الذي ينظم بالجزائر العاصمة. وقالت سلطات الرقابة إن سبب المنع يعود إلى إدراج جنوب المغرب ضمن خريطة المملكة المغربية، ووضع الصحراء كامتداد للتراب الوطني.
وجاء في تقرير لهيأة الإذاعة البريطانية أن إجراءات هيأة الرقابة أثارت ردود فعل قوية في أوساط العارضين، وقال ممثل دور النشر الأردنية، بلال إبراهيم، إن هذه الرقابة "غير مبررة على الإطلاق"، وتساءل إبراهيم عن منع عنوان "موسوعة العالم المصور في الجغرافيا السياسية" رغم أهميته الإستراتيجية، وانتقد أسلوب تعامل هيأة الرقابة مع العارضين بخصوص تسوية إجراءات إخراج الكتب الموجهة للعرض من الميناء.
ولم تكن دور النشر الدينية الضحية الوحيدة لبطش الرقابة الجزائرية، بل تجاوزها إلى دور النشر "المهمة والحداثية"، التي وجدت نفسها غارقة في مشكل عويص، إذ انتظر أصحاب دور مثل "دار الفارابي" و"دار الآداب" و"منشورات الجمل" و"المركز الثقافي العربي" ودور مغربية في الأجنحة الفارغة، وصول كتبهم من الجمارك، ما اعتبره المعنيون "رقابة غير مباشرة أو رقابة أمر واقع" على إصداراتهم.
كما تغيب عن المعرض الناشرون اللبنانيون الذين كان بلدهم ضيف شرف الدورة الثانية عشرة التي تقام تحت شعار "الثابت والمتحول"، وهو ما اعتبره الجانب الجزائري نوعا من "الاحتقار لقيمة التظاهرة الأدبية".
وكاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يمر، خلال جولته يوم الافتتاح، على أجنحة فارغة تقريبا، لأن صناديق الناشرين العرب بقيت محجوزة في الجمارك، ولدى لجان المراقبة التابعة لوزارة الشؤون الدينية.
ورفض صالح شكيرو المكلف بتنظيم المعرض، مجمل الانتقادات واتهم بعض دور النشر ب"إحداث ارتباك لمنظمي التظاهرة". وقال بخصوص الرقابة إنها إجراء تحفظي، وأضاف أن هناك مطبوعات تستهدف المؤسسات الرسمية، ويقتضي الأمر هنا "استخدام سيف القانون".
ولا حظ متتبعو المعرض أن الرقابة كانت "نشيطة جدا" وأفسدت متعة الكتاب، كما جندت هيأة الرقابة، مديرية فرعية بكاملها للعمل داخل المعرض على مدار 24 ساعة "للتصدي لتسويق العناوين الممنوعة"، وصرح عبد الله طمين مستشار وزير الشؤون الدينية الجزائري للبي بي سي أن هيأة الرقابة "منعت حوالي 1191 عنوانا من العرض، وتم شطبهم من لوائح العروض" التي تقدمت بها 15 دار نشر من المملكة العربية السعودية ومصر، التي تشارك إلى جانب 439 دار نشر جزائرية وأجنبية.
ولم يقتصر الأمر على منع كتب بعينها، بل تعداه إلى إغلاق أجنحة دور نشر بكاملها، إذ تعرضت دار جزائرية إلى الإغلاق بعد عثور هيأة الرقابة على كتاب ضمن معروضاته يحمل عنوان "زنزانات الجزائر" للكاتب محمد بن شيكو ينتقد فيه حياة السجن الذي قضى فيه سنتين.
ويتزامن تنظيم هذا المعرض الدولي مع تتويج الجزائر "عاصمة الثقافة العربية لعام 2007"، لكن المراقبين قالوا إن "المشاكل والرقابة عكرت فرحة هذا العيد"، إذ كان من المفترض أن تصدر وزارة الثقافة الجزائرية ألف كتاب بالمناسبة، لم تصدر منها سوى نصف العدد.
وفي السياق ذاته رفضت وزارة الثقافة الجزائرية تعريب ثلاثة كتب مدرجة في قائمة الإصدارات المقررة، في إطار تظاهرة «الجزائر عاصمة ثقافية عربية»... وهي "بريد الجزائر" لبوعلام صنصال، و"الاعتداء" لياسمينة خضرا و"رجالي" لمليكة مقدم.
وذكرت جريدة "الشروق" الجزائرية أن بعض العارضين أكدوا أن السلطات "تشدد المراقبة على بيع الكتب أكثر من تشديدها على المتاجرة بالممنوعات"، إذ شمل منع 1191 عنوانا مثل "بن لادن الحقيقة الممنوعة"، و"سياسيون حاربوا الإسلام"، و"الموسوعة الجغرافية الموسعة" التي تقر مغربية الصحراء، و"جيوش الإسلام وحركة التغيير"، و "مسائل وفتاوى في قضايا مهمة"، و"حكم الدخان والتدخين"، و"فتاوى النساء".
وضم المعرض الذي استمر من 31 أكتوبر الماضي إلى يوم أمس (الجمعة) خمسمائة ناشر من 27 دولة عربية وأوربية.
جمال الخنوسي

18‏/11‏/2007

فيلم تجري قصته بين الموت والحياة


فيلم تجري قصته بين الموت والحياة
"أنفيزيبل" تعامل جديد وممتع مع أحداث معروفة


لابد أن المشاهد المواظب على القاعات السينمائية والمتتبع لجديد الفن السابع لن يرى في فيلم "أنفيزيبل" جديدا او قيمة مضافة، إلا أنه مع ذلك يحمل قوة كبيرة للجذب والامتاع. فالفيلم الذي أخرجه "دافيد كويير"، وقام بأداء أدواره الرئيسية كل من "كريس ماركت"، و"مارسيا غي هاردن"، و"ماغي ما"، و"أليكس فاريس"، يحكي قصة شاب يدعى "نيك باول"، مراهق محبوب من عائلته وذو شعبية كبيرة في مدرسته. متوفر لديه جميع شروط السعادة، لكنه سيتعرض لاعتداء بالقرب من غابة عند عودته إلى البيت ليلا. وفي اليوم الموالي يلاحظ أن الكل يتجاهله وكأنه كائن هلامي لا وجود له، ويستنتج في وقت لاحق أنه أصبح شبحا يقف بين الحياة والموت، والسبيل الوحيد للخلاص هو حل لغز مقتله قبل الموت بشكل نهائي، والشخص المؤهل الذي يمكنه مساعدته هي الفتاة المسؤولة عن الاعتداء الذي ذهب ضحيته.
الفيلم هو تعامل جديد، أو "ريمايك"، مع قصة الفيلم المعروف "الشبح" (كوست)، مع اختلاف يكمن في تركيز فيلم "أنفيزيبل" على شريحة المراهقين والشباب.
ويمكن أن نعيب عليه كون الأحداث تسير في خط مستقيم ودون مفاجآت تذكر، كما أن الفيلم تنقصه الحركة، وتغيب عنه المؤثرات الخاصة، وهو غياب يرجع ربما إلى الميزانية الضعيفة للعمل ككل.
ويمكن في البداية إصدار حكم متسرع باعتبار الفيلم يحمل مضامين تافهة، مغلفة بتوابل هوليوود المعروفة، إلا أنه في الحقيقة أغنية بسيطة وسلسة تعيد إلى الأذهان قصة ممتعة بشكل جديد فيه حرفية كبيرة تجعل مخرج العمل يستحق كل تنويه، ويعد بأفلام أخرى أكثر قيمة وأهمية.
نقطة أخرى تحسب للفيلم ويتعلق الأمر بالأداء الرائع للممثل الشاب "جيستين شاتوين" الذي حمل ثقلا كبيرا على عاتقه طيلة مدة الفيلم وكان مصدر جاذبية كبيرة لم تمنحها الأحداث للمشاهد.
مع ذلك يبقى "أنفيزيبل" فيلما ترفيهيا أبان عن موهبة كبيرة لدى فريق العمل تجعلنا نتطلع بشغف إلى عمله المقبل.
جمال الخنوسي

حلقة خاصة من "مباشرة معكم" لتمييع المشهد الإذاعي


حلقة خاصة من "مباشرة معكم" لتمييع المشهد الإذاعي
حضرها بعض زعماء الشعبوية ومحترفو "هزان الصينية" لتلميع الوجوه وحصد الغنائم

هناك مثل مغربي معروف يقول " إما حضر، ولا حيد القطاية"، وهو مثل يقصد به الداخلون على مغامرات ليست في حجم شجاعتهم ومعمعات أكبر من إمكاناتهم، إذ يشبهون ذلك الراقص الذي يدخل الحضرة دون أن يعرف قواعدها، ولم يعد أمامه سوى باب واحد ووحيد هو قلع "القطاية" ليستكين في الظل وينزوي في "الركنة" ويتحول من فاعل إلى متفرج في فن لا يتقن قواعده.
وما شهدناه ليلة الأربعاء الماضي ضمن برنامج "مباشرة معكم" الذي يقدمه الزميل جامع كلحسن، على القناة الثانية، يدخل في الإطار نفسه، إذ كان ضمن الضيوف بعض "الراقصين الفاشلين" و"الفاشيين" في الكثير من الأحيان، الذين دخلوا بحرا أكبر من السباحين، فظهر للعيان أنهم لا يتقنون السباحة ولا قدرة لديهم عليها، فحملوا "الصينية" ليستمروا في سياسة "عاونوا الفريق".
الموضوع المطروح للنقاش في البرنامج هو الإذاعات الخاصة، عشية الخامس عشر من نونبر، الذي يخلد اليوم الوطني للإعلام. وما حدده معد البرنامج من أسئلة يدور حول المهنية واحترام دفاتر التحملات ووضعية العاملين وترسيخ الانفتاح والتعددية. وكلها مواضيع تم المرور عليها مرور الكرام، مقابل تمييع النقاش إما بأفكار شعبوية نخرها التقادم، تنتمي إلى زمن الريع، أو نوع من السعاية المبطنة بالمسكنة، ناهيك عن الكثير من "اللحظات الممتعة" التي قضاها المشاهد مع الطرائف والعجائب: فكمال لحلو مثلا صاحب دجاجة "كازا إف إم" وفراخها، يرى أن من غير المعقول أن نستنجد بكفاءات فرنسية كي يكونوا الإذاعيين في فن الإذاعة، لأن ذلك لا يدخل في إطار الوطنية التي لا يمكن أن يلقنها لك سوى مغربي مثلك!
هكذا نطق "زراتوسترات" الإعلام المغربي، دون أن يرف لهم جفن أو تحمر لهم خدود. وربما يرجع هذا إلى كون بعض "مديري" المحطات هم الوحيدون الذين يمكن أن نسألهم في هذا البلد السعيد: ماذا منحهم الوطن، وليس ماذا منحوا هم لهذا الوطن. ولابد أن ظهورهم على شاشة التلفزيون للحديث عن قنوات خاصة هي في ملك المخزن يدخل في باب الشجاعة و"الوجه الصحيح"، أكثر منه للحديث عن "مرور سنة" على ميلاد محطة معمرة قهرتها الشيخوخة.
لقد حاول زملاء في البلاتوه أن يسيروا بالنقاش إلى الأمام بعيدا عن التمييع والتجريح في قنوات كبيرة غائبة (محطة ميدي 1 كمثال) لكن زعماء الشعبوية والتخمة الوطنية التي امتلأ بها البلاتو وفاضت على المشاهدين من جنبات الشاشات، كانوا يسيرون ضد التيار، ليوصلونا إلى استنتاج مغلوط هو أن تحرير القطاع السمعي البصري خطأ جسيم ولعب "دراري".
إن الوطنية لا تقتضي أن نضع أمام المايكروفون من هب ودب، أو من يحترف "تقشاب الدروبة"، لكن التجربة الفرنسية على الأقل تلقن أصول العمل الإذاعي الرصين، وليس مسابقات "أطول تزغريتة"، و"آش تما في الصنيديق" والتهريج على هذا المنوال الذي يصدر من "منشطين" تعاملهم المحطات بمنطق "الكلينيكس"، يجدون أنفسهم في سلة المهملات كلما تطاولوا على "أسيادهم" من "المهراجات"، وطالبوا بأكثر من الفتات في مرتبات آخر الشهر التي يمنحونها لهم وكأن "باطرونات" آخر زمن يطعمون الطيور الملونة، وليس صحافيين يجب احترام إنسانيتهم قبل أن تحترم مهنتهم.
إن من يذرف الدموع اليوم ويطلب مساعدة الدولة وموائد الرحمان هم من تهافتوا بالأمس على مكاتب الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري لتقديم الطلبات بإنشاء المحطات الإذاعية الخاصة دون أن يمتلكوا مقومات المغامرة الجديدة، فكان مصيرهم كمصير الدجاجة التي تضع بيضة أكبر من مؤخرتها.
جمال الخنوسي

14‏/11‏/2007

خادمات للبيع


خادمات للبيع
لبنان "تستورد" فتيات صغيرات ضحايا للعنف والاغتصاب من بلدان فقيرة يعشن عبودية الألفية الثالثة
---------------------------
تعيش الفتيات المهاجرات القادمات من بلدان فقيرة ليشتغلن في لبنان خادمات حياة مزرية وصعبة، يقابلها صمت واسع من قبل وسائل الإعلام المحلية. في المقابل نشرت جريدة "لوماند" في أحد أعدادها تحقيقا من إنجاز "دومينيك توريس" الصحافية بالقناة الثانية الفرنسية، والتي سبق أن أصدرت كتابا تحت عنوان "عبيد" كما أنجزت روبرتاجا لصالح البرنامج الشهير "مبعوث خاص" يحمل عنوان "لبنان بلد العبيد". ونظرا لأهميته سنحاول نقل خطوطة العريضة بغية التعريف بهذه القضية الإنسانية الحساسة.
----------------------
"مرحبا بكم في مطار رفيق الحريري، هكذا كان يقول صوت نسائي قادم من المكبرات بشكل متكرر كل ربع ساعة. الساعة تشير إلى السابعة والنصف صباحا، "الهول" الواسع فارغ من المسافرين، وحدها قاعة الانتظار مليئة عن آخرها. على الحائط لوحة تشير إلى "فضاء خاص باستقبال الخادمات". مسيحيون ومسلمون وأزواج وعائلات تتوافد. من بين هؤلاء نلتقي ب "م. حاج" طبيب لبناني من أصول فرنسية يبدو عليه التسرع، لأن العمل في المستشفى ينتظره، "الوكالات تتكفل بكل شيء لكن مع ذلك علي القدوم إلى عين المكان لأعاين بنفسي وأستلم الخادمة"، تقول سيدة ترتدي سروال "جينز"، "في سنة 2002 أنقذت طفلة من الطوغو من براثن المجاعة، بعد أن قبلت تشغيلها ببيتي. في البداية منحتها 50 دولار (35 أورو) في الشهر لكن بعد ستة أشهر، ونظرا لتفانيها في العمل، زدت في أجرها ليصل 75 دولارا (53 أورو)".
منذ سنوات تصل الكثير من الفتيات القادمات من قرابة 30 دولة بأرض لبنان للعمل بها كخادمات. يمثلن اليوم أكثر من 90 ألف سريلنكية، و30 ألف أثيوبية، و40 ألف فلبينية، دون الحديث عن الجنسيات الأخرى التي تتكون من بورنديات ومالغاشيات.
حسب جريدة يومية صادرة باللغة الانجليزية، ففتاة من 16 فردا في لبنان هي خادمة مهاجرة. هؤلاء الخادمات يتم تشغيلهن ب 200 دولار للشهر بالنسبة للفلبينياتأ، و150 دولارا بالنسبة إلى الأثيوبيات، و100 دولار للسريلانكيات. ولرب البيت الحق في إرجاع الخادمة في أي وقت يريد، في حين أن الفتاة ممنوعة من ترك العمل بشكل قطعي.
في هذا الصباح ينتظر المشغلون المسافرين القادمين على متن الخطوط الإثيوبية التي تصل على الساعة الثانية صباحا: 200 فتاة متزاحمات أمام حاجز الجمارك بلا شراب أو طعام أو فرصة لقضاء حاجاتهن الطبيعية، وستنتقل جوازات سفرهن مباشرة من مسؤولي الجمارك إلى يدي المشغل.

الفتاة الإثيوبية التي لامست قدماها لأول مرة الأرض اللبنانية لا تعرف أن جواز سفرها لن يعود إليها إلا يوم عودتها إلى وطنها. ولا تشك قيد أنملة في أنها فقدت حريتها للتو. الدكتور "حاج" يحاول التأكد من هوية الفتاة ويحقق إن كان الاسم على الجواز مطابقا للاسم الذي أعطته له الوكالة، قبل أن يتوجه للفتاة قائلا "يالاه"، دون إضافة كلمة أو ابتسامة. الفتاة الصغيرة تحاول اللحاق به وهي تجر متاعها الهزيل، وتتيه نظراتها المفزوعة في كل الاتجاهات. لا بد ان يلتحقوا بالوكالة مرة أخرى لأن الخادمة الصغيرة ملزمة بتوقيع عقد جديد يتضمن بنودا مضافة لم تكن في العقد الأولي الذي وافقت عليها في بلدها الأصلي، وحتى راتبها يصبح مهددا بالنقصان أيضا. وحسب السفارة الفلبينية في لبنان فإن بعض الفتيات يعملن مجانا مدة الثلاثة أشهر الأولى، ولم لا مدة سنتين أو ثلاث سنوات يكن فيها محرومات من حريتهن وحقوقهن: ممنوعات من الخروج وحيدات من المنزل، وممنوعات من مراسلة عائلاتهن، وممنوعات من التواصل مع الخارج، دون الحديث عن الغرفة الموعودة التي تتحول الى شرفة او مطبخ. أما رفض التوقيع فهو أمر غير وارد لأن الأوان فات ولم يعد هناك مكان للتراجع او العودة، فبدون مال أو جواز السفر ترى الضحية الفخ يضيق عليها.
في 21 يونيو الماضي وصلت "انلين سايسون" الفلبينية الجميلة البالغة من العمر 21 سنة إلى لبنان، وفي 29 من نفس الشهر لقيت حتفها بعدما ألقت بنفسها من الطابق الخامس لعمارة في قلب بيروت. ماذا حدث إذن خلال هذا الأسبوع حتى تدفع فتاة بسيطة للانتحار؟ حسب الشرطة اللبنانية فإن الخادمة الصغيرة كانت ضحية صدمة عصبية في بيت مشغلها بمدينة طرابلس اضطرته إلى إعادتها للوكالة التي يحكي مديرها أنه ترك الفتاة المضطربة مع أحد الموظفين في الطابق الخامس للعمارة، هذا الأخير أعطاها بعض المسكنات لتهدئتها. وفي الساعة الثالثة صباحا سمع الجيران صياحا وضوضاء وعثروا على جثة الفتاة محطمة على جانب الرصيف. خلاصة التشريح : جرعات كبيرة في معدة "أنلين سايسون من مادة "الميتانول" وهي مادة سامة شديدة الخطورة ".
وإذا كانت الصحافة المحلية خصصت لحادث الانتحار بعض السطور فإن حوادث مثيلة تمر في صمت وتجاهل كبيرين، رغم أن حوادث الانتحار تتزايد بشكل رهيب: 45 فلبينية و50 سيرلنكية و105 اثيوبيات انتحرن في الأربع سنوات الأخيرة.
نظام استغلال كامل يساهم فيه كل الاطراف: الدولة والوكالات والمشغلون. يلعب كل من هؤلاء دوره بتواطؤ مع البلدان الأصلية للخادمات. فمنذ سنة 1973 "يستورد" لبنان خادمات اجنبيات دون ان يتوفر البلد على أي نص قانوني يحميهن لأنه لا يخضعن لقانون الشغل الذي لا يعنيهن.
وتشدد بعض الجمعيات الخيرية على أن الحالة تزداد سوءا "منذ سنوات لاحظنا تزايد حالات العنف والاغتصاب". ويضيف "رولان تاوق" الذي يدافع عن حقوق الخادمات منذ 10 سنوات، "على علمي لم تصدر اية إدانة بتهمة العنف أو الاغتصاب منذ 30 سنة، باستثناء بعض جنح الضرب والجرح". أغلب القضايا يتم حلها والتعامل معها بالطريقة اللبنانية: بما أن جل الاعتداءات يصاحبها الامتناع عن أداء الأجر الشهري فإن الضحية تقبل التنازل عن تهمة الاغتصاب مقابل توصلها بأجرها، أو تتخلى عن أجرها مقابل استرجاع جواز سفرها. والعنف هنا ليس مقتصرا على المشغلين فحسب بل يمكن طلب مساعدة الشرطة أو الوكالة من أجل "إعادة تربية" الخادمة.
تقدم نتائج استطلاع أجرته جمعية "كاريتاس" السنة الجارية، شمل 600 مشغل نتائج صادمة: أكثر من 91 في المائة يصادرون جوازات سفر الخادمات، و71 في المائة يمنعون عنهن الخروج لوحدهن، و31 قي المائة يعترفون بضربهن، و33 في المائة يقصرون في إطعامهن، و73 في المائة يراقبون تحركاتهن، و34 في المائة يعاقبونهن مثل الأطفال.
يبلغ عدد الخادمات اللاجئات في أقبية السفارة الفلبينية أربعين فتاة، و 30 فتاة في سفارة سريلانكا ومثيلها في ملحقة السفارة الإثيوبية، كلهن يردن العودة إلى بلدانهن لكنهن لم يتوصلن برواتبهن منذ شهور وسنوات في بعض الأحيان. الجرائد تتكفل بنشر أسماء وصور الهاربات والشرطة تعمل على إعادتهن إلى مشغليهن عن رضا أو بالغصب.
تقبع حوالي 400 خادمة في السجون اللبنانية بتهم سرقة ملفقة وخيالية، ويؤكد "رولان تاوك" أن المشغلين يبلغون عن عمليات سرقة مباشرة بعد تخلي الخادمة عن العمل. وفي صيف سنة 2006 إبان الغزو الإسرائيلي للبنان عندما كان اللبنانيون يفرون بجلدهم ويتركون بيوتهم بحثا عن الأمن والأمان تداولت وسائل الإعلام أن 30 ألف خادمة تم التخلي عنها سجينة داخل البيوت المغلقة وعادة برفقة كلب حراسة. وأغلبهم أصيب بالحنق لأنه اكتشف فرار الخادمة عند عودته إلى البيت. وقالت "أني اسرائيل" الموظفة في السفارة الفلبينية "لقد وجدنا صعوبات كبيرة في استعادة جواز سفرهن، إذ هددنا الكثير من المشغلين برفع دعاوى بتهمة التخلي عن العمل".
وتجدر الإشارة إلى أنه سنة 1948 وقعت لبنان على معاهدة ضد الاستيلاء على أوراق التعريف. وفي سنة 1991 أصبح الإعلان العالمي حول حقوق الإنسان جزءا من الدستور اللبناني.
انجاز جمال الخنوسي

مدارس طالبان في قلب بلاد مغربستان

مدارس طالبان في قلب بلاد مغربستان
-------------------------------------
مؤسسة خاصة في الدارالبيضاء تعد أيام الحيض للتلميذات وتمنع الحديث بين الجنسين وتحرم الاختلاط بين الأطفال
-------------------------------------
في قلب العاصمة الاقتصادية، توجد مدرسة ليست كمثيلاتها. يبدو فضاؤها الخارجي بألوان المؤسسات المحترمة التي تراعي ما توصل إليه علم النفس الحديث وآخر النظريات التربوية، لكن رغم البناية العصرية والحديثة، ينتمي النظام المعمول به داخلها إلى العصور الجيراسية السحيقة، وكأن الزمن توقف في المرحلة البدائية تلك، وبقي التخلف يعشش في أركانها، أو تخال نفسك وأنت تشهد تزاوج العلم والتخلف، الحضارة والبدائية، قد انتقلت في مركبة فضائية من وحي خيال مبدعي الأفلام الكرتونية إلى أقصى الكرة الأرضية، حيث يجلس "الملات" في ساحاتهم المتربة، ولحيهم المخضبة بالحناء، يوزعون فتاوى الذبح والتقتيل وقطع الرقاب.
المدرسة التي نود الحديث عنها ذات بناية منمقة وكبيرة، وألوان بلا رسوم لكائنات مجسمة، إذ يستحيل أن تجد على جدرانها، كما هي العادة، صورا لشخصيات كرتونية من أمثال البطة المارقة "دونالد"، أو الفأر الزنديق "ميكي"، فتلك من ابتكارات الشيطان الأكبر، وصنائع الفرنجة التي يفسدون بها البلاد والعباد، ويخربون بها عقول النشء، وكأن هؤلاء لم يعرفوا للعلم طريقا، ولم يجدوا للتكنولوجيا سبيلا.
مدرسة طالبان تمنع الاختلاط بين الجنسين، إذ تخصص أقساما للذكور وأخرى للإناث. وتمنع مجرد تبادل الحديث، ناهيك عن المصافحة واللعب. وتضع موظفات طائعات محجبات، بطبيعة الحال، مهمتهن "حفظ السلام" وجرجرة أي مرتد سولت له نفسه تبادل التحية والكلام.
لقوة "حفظ السلام" هذه مهمة أخرى تتجلى في احتساب أيام الحيض لكل "تاركة للصلاة" لتعرف متى تبدأ ومتى تنتهي، ومتى يحق عليهن الصلاة كي لا يلعب الشيطان بعقولهن، ويتحججن بأعذار واهية. وكما للمعلمات دفتر تنقيط خاص، فإن "للقبعات الزرق" كنانيش يدون فيها تواريخ الحيض بتدقيق متناه وتعاقب كل المتهاونات بصرامة كبيرة.
في مدرسة طالبان الصلاة إجبارية حتى على الأطفال، يرفع فيها الأذان بعد ترك حجرات الدرس، إذ تصلي الفتيات في مكان خاص، تم يذهبن بعدها للمطعم لتناول الغداء، في الوقت الذي يبقى فيه الذكور في الخارج درءا للشبهة، والغواية، وزنى الأعين، التي يمكن أن تحدث لا قدر الله، بين أطفال في عمر الزهور، ويسقط في شركها أطفال مازالوا يقومون بجهد جهيد من أجل التخلي عن عادة التبول الليلي.
ولأن المدرسة البعيدة تلك معروفة بانتمائها المتخلف هذا، وولائها لفلول التطرف، ونهلها من "الشر القادم من الشرق"، فإن بعض الأتباع يأتونها من كل حدب وصوب، زائرين خاضعين خاشعين، يدفعون مقابل الظلامية والرجعية الألوفات المؤلفة والمال الوفير الذي لا ينبض، ويغدقون عليها مما رزقهم الله حلالا طيبا، وفي الوقت ذاته تعفي الدولة هذه المؤسسة الخاصة ومثيلاتها من كل الضرائب والرسوم، مقابل إنتاج الانغلاق والتطرف والظلامية. ويرغم بعض الآباء أبناءهم وفلذات أكبادهم على قطع مسافات طويلة داخل زحمة البيضاء ومشاكلها المرورية التي لا تنتهي. ويتجاوز سفرهم ساعة في الذهاب ومثلها في العودة، كل هذا من اجل التيمن ببركة بن لادن، واستنشاق رائحة بلاد أفغانستان، وزهور الأفيون الزكية التي تعبق بها جنبات المدرسة المباركة.
إن المدرسة التي تحدثنا عنها ليست أما كما يقول الشاعر الكبير بل مصنعا لنشر الانعزال والكراهية، وتفريخ الكفاءات المفخخة التي ستنفجر في أي وقت وحين، ومؤسسة لتكوين إرهابيي الغد القريب، في غفلة من الأعين "التي لا تنام"، لكنها تغفو في الكثير من الأحيان.
جمال الخنوسي

تعثر رخص السياقة والبطاقات الرمادية الالكترونية يعرقل مصالح المواطنين

تعثر رخص السياقة والبطاقات الرمادية الالكترونية يعرقل مصالح المواطنين
مسؤول بوزارة النقل والتجهيز يعتبره طبيعيا وينفي أي زيادة في الرسوم

تعرف عملية الانتقال التي وعدت بها وزارة النقل والتجهيز لرخص السياقة والبطاقة الرمادية (كارت كريز) الكلاسيكية، إلى أخرى إلكترونية ذات مقاييس عالمية، تعثرا في العاصمة الرباط التي يتم فيها تجريب البطاقات الجديدة وتداولها بعد أن أعطى انطلاقتها وزير التجهيز كريم غلاب في شهر غشت الماضي، على أن تعمم على التراب الوطني بكامله وبشكل تدريجي مع نهاية السنة، إلا أنه ،على ما يبدو، فالعملية تعرف عدة عراقيل وصعوبات يجهل مصدرها الحقيقي، إذ يشتكي المواطنون من طول المدة المحددة للحصول على وثائقهم وبالتالي تعطل مصالحهم. وقالت مصادرنا إن المصالح المختصة تسلم بالكاد 15 أو 20 بطاقة أسبوعيا، بسبب عدم التزام المجموعة الفرنسية الفائزة بالمناقصة التي تكلفت بموجبها بالعملية. وهو ما أثر سلبا على مصالح المواطنين داخل المغرب والمهاجرين المقيمين في أوربا، والعمليات التجارية من بيع وشراء للسيارات، في الوقت الذي كانت تعرف فيه المسألة نوعا من السهولة والسلاسة مع النظام القديم.
وقال عبد الفتاح الشحلي المسؤول عن النظم المعلوماتية بوزارة النقل والتجهيز إن النظام الذي انطلق العمل به في 22 غشت الماضي في مدينة الرباط باعتبارها "حقلا تجريبيا" يعرف بعض التعثر، لأنه نظام يتم التعامل به لأول مرة، "إنه أمر طبيعي جدا، هناك مساطر يجب التدقيق فيها ، وأمور تم اكتشافها، ومشاكل يجب إصلاحها، ولم تظهر بشكل جلي إلا مع التطبيق العملي للانتقال، مثل التقاط الصور الالكترونية للمواطن في مركز التسجيل وإدخال البطاقات حيز التشغيل عن طريق إدخال قن سري، كما هو الحال في البطاقات البنكية". وطلب الشلحي من المواطنين تفهم الوضعية الجديدة والتساهل في تقبل التغيير وتجاوز المشاكل التي اعتبرها "ظرفية".
وفي السياق ذاته قال الشلحي إن العمل في مراكز جديدة سينطلق مع بداية شهر دجنبر، كما سيعرف العمل بشكل رسمي على طول التراب الوطني بالبطاقات الجديدة مع نهاية شهر يناير المقبل بدل شهر دجنبر، "إننا نفضل أن يتأخر العمل بالنظام الجديد شهرا كاملا على التسرع في إقرار نظام غير جاهز".
وفي الإطار نفسه شدد الشلحي على أن تكاليف رخص السياقة الالكترونية الجديدة، والبطاقة الالكترونية الرمادية، لم تشهد أي ارتفاع أو زيادة.
وتتوخى البطاقات الالكترونية تحصين رخص السياقة والبطاقات الرمادية وجعلهما أكثر أمانا. تماشيا مع المعايير الدولية المتعارف عليها، وبذلك تروم الوزارة قطع الطريق أمام المزورين ولصوص السيارات، وتسهيل عمليات المراقبة والتتبع من خلال ضبط المعلومات التي ستكون في خدمة وزارة النقل والتجهيز ومصالح الشرطة والدرك.
وكان كريم غلاب أعلن سنة 2006، أن الوزارة ستمنح إلى المواطنين مهلة لاستبدال رخص السياقة والبطاقة الرمادية تتراوح بين 3 و5 سنوات.
ويوازي حجم الرخص الجديدة حجم البطاقة الالكترونية البنكية المتداول عالميا وتضم معطيات دقيقة ترتبط بالسيارة وصاحبها، مكتوبة على البطاقة من جهة، ومخزنة الكترونيا في البطاقة نفسها من جهة أخرى.
وكانت وزارة النقل والتجهيز أعلنت في وقت سابق عن مناقصة طلب العروض، فازت بها مجموعة مكونة من "ساجيم الدفاع والأمن"، و"إيم 2 إيم"، و"التجاري رأسمال المخاطر"، باستثمار يناهز 84 مليون درهم، متعلق بعمليات إنجاز وتمويل وصيانة النظام الالكتروني لتدبير رخص السياقة والبطاقات الرمادية، على أن تؤسس الشركات الثلاث شركة واحدة تحمل اسم "سياقة".
وإضافة إلى التكلفة المنخفضة التي حددتها المجموعة الفائزة، فقد وعدت بجودة عالية على مستوى الالتزامات بمسؤولية أخذ الرخص المتداولة، وتكوين كلي لأعوان وزارة التجهيز ومراكز تسجيل السيارات، ومركز التشخيص والوحدة المركزية، وكذا مركز تجميع المعطيات. كما وعدت بالسير على نمط التجارب الدولية في مجال منح وثائق تعريفية موثوقة ومؤمنة، ورفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين عن طريق تسريع معالجة معطيات موثوقة مستقلة عن مكان إقامتهم، وخلق تعاون بين فاعلي القطاع المكون من شركات النقل ومتعهدي أرباب المرائب وسيارات التعليم ومراكز الفحص التقني.
جمال الخنوسي

12‏/11‏/2007

تهديدات من المافيا المغربية لشاهدة في قضية "مادي"


تهديدات من المافيا المغربية لشاهدة في قضية "مادي"
المغربية نوال ملحي قالت إنهم هددوها بالتصفية في حالة عودتها إلى المغرب

ذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن المغربية التي ادعت رؤية الطفلة الانجليزية المختطفة "مادي ماكان"، توصلت بتهديدات القتل والتصفية من طرف المافيا المحلية.
وقالت نوال ملحي البالغة من العمر 24 سنة، والمقيمة قرب ماربيا بإسبانيا، إن مكالمات من مجهول "نصحتها" بإغلاق فمها والتزام الصمت، وإلا ستكون شهادتها سببا في نهايتها. وأضافت الشابة المغربية التي لها ابنة في عمر "مادي" أن المتصل قال لها "دعي عنك هذه الأكذوبة خير لك، لأنك لا تضمنين سلامة ابنتك وباقي عائلتك، وستعودين إلى اسبانيا جثة هامدة في زيارتك المقبلة للمغرب".
ومع ذلك تصر نوال ملحي على شهادتها وتؤكد أنها رأت الطفلة البالغة من العمر أربع سنوات، في مدينة الفنيدق نهاية شهر شتنبر الماضي، وستسلم الرقم الذي اتصل منه المهددون إلى الشرطة للتقصي من أمر التهديدات.
وكانت نوال انتقلت إلى شمال المغرب خلال الشهر الماضي صحبة محققين يشتغلون لحساب عائلة "ماكان"، حيث تلقت العديد من المكالمات الهاتفية تثبت رؤية "مادي" في أماكن مختلفة من جبال الريف كان آخرها "قرية بامحمد". وكانت ملحي توصلت بالتهديدات على رقم هاتف محمول، وضع على ملصقات البحث التي وزعت في كل مكان.
والدا الطفلة "كايت وجيري ماكان" اعتبرا شهادة نوال والمعلومات التي أدلت بها موثوقة بشكل كبير، واعتبرا أن وجود ابنتهما في المغرب فرضية معقولة جدا.
وفي الوقت الذي تكفلت فيه عائلة ملحي المقيمة بمدينة فاس بتلقي المكلمات الهاتفية، وجمع المعلومات التي تخص الفتاة المختفية منذ عودة نوال إلى اسبانيا في 16أكتوبر الماضي، تصر الأخيرة على متابعة الطريق: "أنا لست خائفة من هذه المافيا، وأعرف جيدا أنني تلقيت تهديدا لأني على الطريق الصحيح واقتربنا من الفتاة المختطفة، لقد هددوني بالقتل في زيارتي المقبلة إلى المغرب إذا لم أغلق فمي، لكني متأكدة أن الفتاة التي رأيتها تركب تاكسي هي مادي ولن أتخلى عنها حتى أجدها".
وكانت ملحي قد صرحت من قبل أنها رأت "مادي ماكان" تركب سيارة تاكسي رفقة سيدة كبيرة في السن في مدينة الفنيدق، وتوجهتا معا إلى مدينة الحسيمة. "ابنتي لها نفس سن "مادي" وأعرف جيدا معاناة والديها، وسأسافر إلى المغرب في أقرب فرصة ممكنة لأن التهديدات لا تزيدني إلا إصرارا".
وكانت قضية اختفاء الطفلة البريطانية الصغيرة "مادي" في أحد المنتجعات البرتغالية، شهدت تطورات خطيرة ومفاجئة مع توجيه تهمة القتل لأم الطفلة المفقودة "كايت ماكان". كما أكدت تحاليل جديدة أجراها مختبر بريطاني وجود الحمض النووي "دي.إن.أ" للطفلة مادلين في الصندوق الخلفي لسيارة استأجرها أبواها بعد 25 يوما من اختفائها في مطلع ماي في البرتغال كما ذكرت صحيفة "ايفنينغ ستاندرد" الجمعة الماضي.
وقالت الصحيفة البريطانية التي لم تشر الى مصادرها، إن نتائج هذه السلسلة الثانية من الاختبارات التي أجراها مختبر في برمنغهام، نقلت إلى الشرطة البرتغالية المكلفة بالتحقيق. واشارت الصحيفة إلى أن التحاليل أجريت ل"سوائل جسدية" عثر عليها في السيارة ومتخلفة عن جثة. ولا يزال "جيري وكايت ماكان" والدا مادي اللذان استجوبتهما الشرطة البرتغالية في شتنبر الماضي يؤكدان براءتهما ويصران على أن ابنتهما خطفت من الشقة التي استأجراها في "برايا دي لوز" أثناء تناولهما العشاء مع أصدقاء في مطعم قريب. ويبرر أصدقاء للزوجين وجود "دي.إن.أ" مادلين في السيارة المستأجرة بانه ربما جاء من أغراضها وملابسها التي نقلها والداها إلى السيارة أو من الحفاظات المستخدمة لشقيقها وشقيقتها التوأمين.
إلا أن التحاليل الأخيرة تشير إلى أن كمية "الدي.ان.أ" أكبر بكثير من ان تخلفها دمى وثياب لمادلين كما أشارت الصحيفة.
ورفض المتحدث باسم الزوجين "كلارنس ميتشل" التعليق على هذه المعلومات وقال "إنها معلومات بلا مصدر وغير واضحة وربما تكون غير صحيحة ولا نستطيع التعليق عليها".
ووفق مقربين من الزوجين فإن المحققين يشتبهون في أنهما قتلا ابنتهما عرضا ثم أخفيا الجثة.
جمال الخنوسي
الصورة
نوال ملحي

مبدع "حب في الدار البيضاء" يعود ب"ياسمين والرجال"

مبدع "حب في الدار البيضاء" يعود ب"ياسمين والرجال"
عبد القادر لقطع ينقل ملامح حالة الحيرة التي يعيشها المجتمع المغربي الذي تتجاذبه مختلف الخيارات

انطلق أمس )الأربعاء( عرض الفيلم الجديد لعبد القادر لقطع "ياسمين والرجال" في كبرى القاعات الوطنية. ويحكي الفيلم قصة ياسمين التي ستضطر للرد بعنف على تحرشات مديرها في العمل. وبعد إصابتها في حادث سير سيتهمها زوجها بتحطيم مستقبله المهني بتصديها لرغبات المدير.
وبعد مغادرتها للمستشفى تقرر ياسمين القطع مع مرحلة من حياتها فترحل للعيش مع أمها صحبة ابنتها سارة. لكن رد سعيد سيكون عنيفا، إذ سينتزع سارة من أمها، ويغير مدرستها حتى يمنعها من رؤيتها ويقطع صلتها بها. لكن بمساعدة أختها أمل ستتمكن ياسمين من استرجاع ابنتها وإفشال خطة سعيد، فتنتقل إلى العيش معها عند رشيد، وهو شاب يمتلك مكتبة، تعرفت عليه خلال مظاهرة ضد الأعمال الإرهابية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في شهر ماي 2003.
إن هذا الفيلم، يقول لقطع، يرسم ملامح حالة اللااستقرار التي يعيشها المجتمع المغربي الذي تتجاذبه الحيرة أمام اتباع نموذج معين، والخيارات العديدة المتاحة.
ويقوم بأداء الأدوار الرئيسية كل من سناء العلوي في دور ياسمين، ويونس ميكري في دور رشيد، ومحمد زهير في دور سعيد، ومحمد مجد، وسلمى الشدادي، ونادية العلمي، وبدر لقطع، وعبد الرحيم بركاش.
وعرف لقطع الذي تابع دراسته السينمائية في بولونيا، من قبل من خلال فيلم "حب في الدار البيضاء" سنة 1991 الذي حصلت بطلته "منى فتو" على جائزة أحسن دور نسائي، وعبد القادر لقطع بجائزة المونطاج، وفيلم "بيضاوة" و"الأبواب الموصدة" سنة 1998، وفيلم "وجها لوجه" سنة 2003 والذي فاز في المهرجان الوطني للفيلم في السنة نفسها بجائزة النقد وجائزة الصحافة.
ياسمين والرجال يعرض في مدينة الدار البيضاء في كل من قاعة "ميغاراما" و"لانكس" و"ريتز"، ومدينة مراكش في قاعة "الكوليزي" و"ميغاراما"، وفي مدينة طنجة بقاعة "لوباري".
جمال الخنوسي
الصورة
لقطة من الفيلم تجمع بين الفنانة سناء العلوي والنجم محمد مجد

09‏/11‏/2007

الخياري: صنعت لمضياف أسنانا فعضني بها


الخياري: صنعت لمضياف أسنانا فعضني بها
قال إنه كان يفضل مشاركة "محمد الجم" لكنهما لم يتفقا حول الأجر

عبر الفنان الكوميدي محمد الخياري عن امتعاضه لما جاء على لسان الممثل حسن مضياف في تصريحات سابقة، واعتبره نوعا من نكران الجميل و"قليب الفيستة". وعبر الخياري في اتصال مع "الصباح"، عن إعجابه بالفنان حسن "مضياق" الذي وصفه بالممثل "البلازما". وأضاف أن سبب فشل السلسلة يكمن في أن دور خالي عمارة، كان أكبر من الممثل، "أنا من أصر على مشاركة ممثل من الفنانين "العظام" في سلسلة "خالي عمارة"، رغم اعتراض القناة الثانية التي اعتبرته رمزا للبؤس، لقد طلبت في بداية الأمر مشاركة الفنان الكبير محمد الجم، الذي كان سيتقن الدور لا محالة، ويرفع من مستوى العمل، إلا أنه طلب مني مبلغ 10 آلاف درهم عن كل حلقة، التي تبلغ مدتها الإجمالية 13 دقيقة، وهو أمر لم أكن استطيع توفيره، ولا تسمح ميزانية العمل بتكفله".
وفي السياق نفسه يضيف الخياري، " لقد تعلمت من هذه التجربة أنه ليس بإمكاني الجمع بين الإنتاج والتمثيل لأني رحيم جدا، وقلبي "هشيش"، وأعامل الممثلين كإخوة وزملاء، وهذا ما دفعني إلى التشبث بمشاركة مضياف الذي يعيش حالة مزرية، جعلتني أوفر له أجرا يقدر ب50 ألف درهم، مع أنه ليس بالنجم المعروف أو الممثل المحبوب. هذا دون احتساب السيارة الخاصة وسائقها، التي كانت تنقله يوميا من محل إقامته ب"عين الشق" إلى مكان التصوير ب"حد سوالم"، كما أنه كان يحمل كل الإكسسوارات إلى بيته، دون حسيب أو رقيب، لقد كنت أعطف عليه وأعامله بالحسنى، حتى الهاتف المحمول الذي يستعمله أنا من اشتراه له والأسنان التي في فمه أنا من صنعها له، وهو اليوم يستعملها ضدي ويعضني بها".
ويؤكد الخياري أن المشكل الرئيسي في خلافه مع مضياف يكمن في حسه العدائي والغيرة من الممثلة الكبيرة نزهة الركراكي، "لقد عرف منذ زمان أنه "مفرتك" للحفلات، وكان السبب في تعطيل تصوير مسلسل "وجع التراب" لمدة أشهر عديدة والتي من أجلها قاطعه الممثل محمد بسطاوي حتى الآن، وكان السبب في تعثر عمل الحسين بنياز "من هنا دازو"، وكان أيضا السبب في المشاكل التي لقيها عبد الإلاه عاجل مع مدير التلفزة السابق الأيساري، وكذا مشاكل مسرحية "شارب عقلو" التي فضل التدخين في المقهى عن القيام بدوره فيها".
ويعترف الخياري أن السبب في كل هذا هو عطفه على مضياف الذي كان "يحاصره" دائما مطالبا بالمشاركة في أعماله وإتاحة الفرصة له "لقد اخترته ممثلا ليشارك في عمل محترم لم يحلم به قط، إلا أنه "تنمرد علي"، في الحقيقة هذا جزائي لأني أحسنت إليه".
جمال الخنوسي

"العباسية" قصة حب قديمة بتوابل جديدة


"العباسية" قصة حب قديمة بتوابل جديدة
الممثلون يزرعون الحياة في "جامح لفنا" ويتقمصون أدوارأدوار شخصيات حقيقية

حركة مختلفة تشهدها ساحة جامع الفنا هذه الأيام، فبجانب العروض اليومية وتجمعات الحلقة، يحتل فريق العمل التلفزيوني الجديد الذي تنتجه الشركة الوطنية
تحت عنوان "العباسية" ركنا من الساحة الكبيرة. ويحكي الفيلم التلفزيوني الذي يخرجه خالد الإبراهيمي، قصة شاب يدعى "إدريس" يقع في حب فتاة اسمها "كلثوم"، أبوها مغن ضرير في جامع الفنا بمدينة مراكش، إلا أن عقبات عدة تعترض طريقه وتحول بينه وبين تحقيق مراده بالزواج ممن يعشق قلبه. وفي الوقت نفسه سيظهر منافس جديد على قلب "كلثوم"، ويتعلق الأمر بشاب من عائلة كبيرة يدعى "توفيق" يريد الارتباط بها أيضا.
وحول هذا العمل يقول الإبراهيمي إنه تطلب منه إجراء عملية "كاستينغ" ضخمة في كل من الدار البيضاء ومراكش، "حاولت أن أركز على ممثلين ذوي تجربة كبيرة في المسرح والتلفزيون والسينما، وفي الوقت نفسه إشراك وجوه جديدة".
ويضيف المخرج أن الأهم في العمل كله ليست القصة في حد ذاتها بل المواقف والشخصيات المؤثرة إذ أنها مقتبسة عن شخصيات عاشت فعلا بعين المكان، مما يجعل العمل يتأرجح بين الواقع والمتخيل، "لقد كان السيناريو في البداية يميل نحو التوثيق، لكني فضلت أن أغلب الجانب المتخيل خدمة للحبكة الدرامية".
وبخصوص مشاركته يقول جواد العلمي، "إن هذا العمل ضخم نشتغل فيه بظروف وصرامة العمل السينمائي، إذ يحرص المخرج وفريق العمل ككل على أدق التفاصيل". ويضيف العلمي، "أقوم بأداء دور إدريس، الذي يحاول تغيير نمط حياته ويترك طريق السرقة والقمار طمعا في إرضاء الفتاة التي يحب، إلا أن الشرطة ستلقي عليه القبض الأمر الذي سيقوده مرة أخرى إلى عالم الجريمة إذ يقوم بسرقة صندوق ضريح سيدي أبو العباس السبتي، المخصص لمساعدة مكفوفي الحي".
ويقوم بأداء الأدوار الرئيسية لهذا العمل الذي كتبه عباس فراق إضافة إلى جواد العلمي، كل من عبد الكبير الركاكنة، وعائشة ماه ماه، وبوشعيب حاجي، ونور الدين بكر، ونزهة بدر، والمهدي الأزدي وآخرون.
ومازال أمام فريق العمل أسبوع كامل من التصوير بمدينة مراكش قبل الانتقال إلى مدينتي الدار البيضاء والمحمدية من اجل تصوير آخر المشاهد.
جمال الخنوسي

08‏/11‏/2007

موران: التحول الأمريكي تجاه قضية الصحراء أفشل صفقة "رافال"


موران: التحول الأمريكي تجاه قضية الصحراء أفشل صفقة "رافال"
وزير الدفاع حمل المسؤولية للجانب الفرنسي لأنه لم يستطع إقناع المغرب بصفقة معقولة
أرجع وزير الدفاع الفرنسي "هيرفي موران" سبب فشل صفقة الأسلحة بين المغرب وفرنسا الخاصة بطائرات من نوع "رافال" إلى التحول الذي شهده الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية. وجاء ذلك خلال برنامج تلفزيوني بثته قناة "فرانس 2" في نهاية الأسبوع الماضي.
وأكد موران أن الطرف المغربي كانت له نية صادقة من أجل اقتناء طائرات من نوع "رافال" التي تصنعها مؤسسة "داسو" الفرنسية. وتعد هذه أول مرة، يقول موران، يعبر فيها بلد ما لفرنسا عن نيته عقد صفقة مع فرنسا، واختياره لهذا الصنف بالذات من الطائرات المتطورة. ويعود تاريخ هذا الاتفاق الفرنسي المغربي إلى عهد الرئيس السابق جاك شيراك. إلا أنه على مدى 14 شهرا الأخيرة لم تتمكن فرنسا من إقناع المغرب بالصفقة المقدمة، في الوقت الذي تمكن فيه الأمريكيون من خلال عرض معقول من جهة، وتحول في موقفهم بشكل إيجابي وواضح في ما يتعلق بصراع إقليمي له أهمية كبرى بالنسبة إلى المغرب، في ترجيح كفة صفقة طائرات "إف 16" الأمريكية الصنع على حساب "رافال" الفرنسية.
من جهة أخرى اعتبر أن تصريحاته السابقة حول "التكنولوجيا المضخمة والزائدة" في هذا الصنف من الطائرات، والتي أدت إلى وصول "رافال" سعرا باهظا أمر مبالغ فيه وأسيء فهمه، كما تعمدت بعض وسائل الإعلام تحويره.
وفي السياق ذاته أكد موران أنه عائد للتو من المملكة العربية السعودية حيث تمكن من إقناع المسؤولين بصفقة جديدة سيعلن عن تفاصيلها قريبا.
أما بخصوص الانتقادات التي توجه إلى هذا البلد العربي، والمرتبطة بالإرهاب وحقوق الإنسان والدور الفرنسي في تعزيز قوتها من خلال صفقات السلاح، أجاب موران أن فرنسا غير ملزمة لتقاسم جميع قيمها مع بلدان العالم حتى تقيم مبادلات تجارية، وإلا لما استوردت بترولا ولا تعاملت مع سوق كبيرة مثل الصين.
وتأتي تصريحات الوزير الفرنسي في البرنامج الحواري "أوني با كوشي" الذي ينشطه "رولان ريكيي" المعروف بحسه الكوميدي وقفشاته الهزلية، بعد قيام نيكولا ساركوزي بزيارة للمغرب دامت ثلاثة أيام.
وكانت شركة "داسو أفياسيون" أعلنت في نهاية شهر غشت الماضي عن رقم معاملات برسم النصف الأول من السنة الجارية يفوق 1.79 مليار أورو أي بأرباح قدرت ب231 مليون أورو. واستطاعت أن تحصل على 87 صفقة مقابل 52 في السنة الماضية.وتعد "رافال" برنامجا رائدا في الصناعة الدفاعية الفرنسية، وهي طائرة قتالية متعددة الوظائف صممت في بداية الثمانينات وقادرة على القيام بمهمات اعتراضية وهجومية على الأرض والاستطلاع وحتى القصف النووي.وتحتل فرنسا المرتبة الثالثة بين الدول المصدرة للأسلحة بعد الولايات المتحدة وبريطانيا بـ12 في المائة من السوق العالمية لمبيعات الأسلحة. وتعد "رافال" طائرة "متطورة جدا" و"هائلة" وتصلح بالخصوص للمناورات الصعبة والمعارك القوية لذلك فإن ثمنها باهظ، وتجد فرنسا صعوبات في تسويقها منذ تاريخ بداية تصنيعها سنة 1990.
جمال الخنوسي

06‏/11‏/2007

لطيفة أحرار تتعرض للسرقة في إسبانيا


لطيفة أحرار تتعرض للسرقة في إسبانيا
تعرضت الفنانة لطيفة أحرار للسرقة في مدينة مدريد بإسبانيا حيث كانت تستعد للمشاركة في عرض مسرحي لفرقة "باكون" أو الكعب العالي.
وكانت الفنانة المغربية غادرت مدينة الرباط متوجهة إلى المدينة الاسبانية يوم 24 أكتوبر الماضي. وفي اليوم الموالي خرجت رفقة زميلاتها للتبضع في أسواق مدريد والمركبات التجارية. وفي الوقت الذي أرادت أن تقيس معطفا داخل المكان المخصص انتبهت إلى أن حقيبتها اليدوية اختفت وبداخلها كل أوراق تعريفها وجواز سفرها ورخصة السياقة وغيرها من الوثائق الرسمية، إضافة إلى حافظة نقودها التي تحوي كل المبلغ الذي خصصته للرحلة.
وقالت أحرار في اتصال مع "الصباح" إنها قضت ساعات عصيبة أصيبت فيها بالرعب كونها فقدت كل ما يثبت هويتها، كما تخوفت من استغلال سيئ لجواز سفرها الذي يحمل تأشيرة "شينغن" وأخرى للولايات المتحدة. وأضافت أحرار إنها لقيت عناية خاصة من طرف الجهات المختصة في اسبانيا وعلى رأسها السفارة والقنصلية المغربيتين اللتين وفرتا لها أوراقا جديدة تمكنها من الالتحاق بأرض الوطن، مشيرة إلى حاجة الإدارتين إلى الكثير من الاهتمام وتوفير الموارد لها خصوصا تلك التي توجد في بلدان تتوفر على جالية مغربية مهمة كما هو الحال في اسبانيا، نظرا لشدة الإقبال وكثرة الطلبات.
ومن حسن حظ أحرار أنها كانت مرفوقة بصديقاتها في فرقة "باكون" للمسرح، إذ تكلفن بمساعدتها والوقوف إلى جانبها في "محنتها".
ورغم هذا الحادث المؤسف فقد قدمت أحرار العرض المسرحي "حنة يدينا" الذي أخرجته "سامية أقريو" وقامت بتصميم السينوغرافيا والملابس رفيقة بنميمون، رفقة كل من نورا الصقلي والسعدية لديب وهند السعديدي وعالية الركاب.
هذا ومن المنتظر أن تسافر أحرار إلى بلجيكا في جولة تمتد من 5 نونبر الجاري إلى 9 منه، وتعود مرة أخرى إلى اسبانيا من أجل تقديم مجموعة من العروض للمسرحية الفردية "الليلة الأخيرة" التي تحكي عن شخصية مريم، العانس الحالمة باقتسام اللحظات الجميلة مع رجل ينفث في روحها عطر الحياة هي قصة امرأة تحلم باستمرار بتجاوز التملك الذي تختزله ذاكرتها الطفولية، تملك أبيها لها ولأمها. وفي الليلة الأخيرة، تقرر مريم الحسم في مصيرها على خشبة المسرح امرأة وحيدة و متعددة، بتعدد الحالات والانفعالات المجسدة في العرض، تقول كلمتها الأخيرة مستمدة إياها من مخاض أيام وليالي انتهت بالليلة الأخيرة لتفتح نافذة صغيرة تطل على الحياة نفسها.والجدير بالذكر أن لطيفة أحرار سبق أن فازت بالجائزة الخاصة بلجنة التحكيم في الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للمونودرام في مدينة كييل بألمانيا عن عملها "الليلة الأخيرة" الذي كتبه محمد سعيد الضنحاني. وحصلت على عدة جوائز هامة كالجائزة الثانية للدوري العالمي لمسابقات الارتجال بباريس سنة 1992. وجائزة أحسن ممثلة للسنة عن مسرحية "الفيل والسراويل" للطيب الصديقي سنة 1998. وجائزة أحسن دور نسائي بالمهرجان الدولي للسينما بالإسكندرية سنة 2002. وجائزة أحسن دور نسائي بالمهرجان الوطني للسينما بوجدة، وجائزة أحسن ممثلة بالمهرجان الوطني للمسرح بمكناس سنة 2003.جمال الخنوسي

نور الدين الصايل: عدم احترام القوانين يضر السينما ولا ينفع التلفزيون


نور الدين الصايل: عدم احترام القوانين يضر السينما ولا ينفع التلفزيون
مدير المركز السينمائي المغربي أكد في حوار مع "الصباح" أن السينما المغربية تمر بمرحلة تاريخية يجب ضبط أصولها حتى لا يكون بناؤها مشوها
----------------------------------------------------
أجرى الحوار جمال الخنوسي
----------------------------------------------------
بوكس:
- أول رئيس للجامعة الوطنية للأندية السينمائية سنة 1973
- ساهم في مغربتها وتحويلها إلى إطار وطني
- ساهم في أول دفعة تلفزيونية "التلفزة تتحرك" إذ برمجت أفلام مغربية وبرامج ثقافية في مرحلة اعتبرت "العصر الذهبي للتلفزيون" الأمر الذي أزعج وزارة الداخلية في ذلك الحين.
- رحل للاشتغال بالقناة الفرنسية "كنال بلوس" في منتصف الثمانينات وأعطى فرصة كبيرة للسينما الإفريقية والآسيوية
- انتقل إلى القناة الثانية في أبريل 2000 من أجل "الإنقاذ"
- تم تعيينه على رأس المركز السينمائي المغربي في شتنبر 2003
---------------------------------------------------
هوامش:
- المنطق الاستثماري في التلفزيون والسينما مختلف ومتباين بشكل كبير
- لا بد أن تكون هناك مشاركة حقيقية وبناءة بينهما، لكن مع احترام المادة الفنية
- للتلفزيون منطق إنتاج مختلف عن منطق إنتاج السينما
- الكم الكبير من الأفلام والتنظيم المحكم هما السمتان المميزتان للمهرجان

-----------------------------------------------------

لا يمكن الحديث عن السينما في المغرب دون أن نثير اسم نور الدين الصايل، لأن الرجل عرف عنه شغفه بالفن السابع وحبه للسينمائي التي أصبح أحد أيقوناتها من جهة، ولأن منصبه مديرا للمركز السينمائي المغربي ومساره المهني يجعله مرجعا مميزا.
في الحوار التالي سنحاول إثارة بعض القضايا المرتبطة أساسا بالمهرجان الوطني للفيلم الذي شهدته مدينة طنجة في الأسبوع الماضي ، وإشكاليات علاقة السينما بالتلفزيون، والخطوات المستقبلية التي يعتزم القيام بها من أجل النهوض بفن يشكل اليوم المظهر الأكثر إشراقا في الساحة الثقافية المغربية.

- في البداية ما الذي ميز الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم عن الدورات السابقة؟
-- ما ميز هذه الدورة هو الأفلام المشاركة في المسابقة، فلأول مرة في المهرجان الوطني بلغ عدد الأفلام 25 فيلما، وهو عدد كان قابلا للارتفاع ليصل 31 فيلما لو كانت الأعمال التي انتهى تصويرها ودخلت مراحل التوضيب الأخيرة جاهزة. الكم إذن هو الميزة الأساسية للمهرجان. وفي ما يخص الأفلام القصيرة فقد فاق عددها 120 فيلما، اضطرتنا لتكوين لجينة تعنى بانتقاء قبلي للأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، التي استقر عددها في 28 فيلما. وما يميز هذه الدورة أيضا هو النضج في تنظيم وتسيير هذا الحدث الهام الذي يعكس تجربة وحنكة العاملين في المركز السينمائي المغربي، لأن التنظيم العالي ضروري لنجاح أي مهرجان بغض النظر عن الأفلام المعروضة والنقاشات الدائرة.

- ألا يدفعكم الكم الهائل من الأفلام المشاركة إلى البحث عن صيغة جديدة للمهرجان؟
-- يبدو لي أنه لا مفر الآن من تنظيم المهرجان بشكل سنوي، نظرا لأن المغرب ينتج بمعدل 15 فيلما سنويا، وهو ما يمثل القسط الكافي لتنظيم مهرجان. فكما تلاحظون في هذه الدورة، لقد كانت المدة طويلة ومتعبة جدا، كما أن مشاهدة ثلاثة أفلام يوميا من طرف لجنة التحكيم والمتتبعين مسألة مرهقة للغاية. لذلك أصبح شبه مؤكد أن الدورة العاشرة من المهرجان الوطني للفيلم ستنظم سنة 2008 وهو الحل الأكثر منطقية.

- بالنسبة إليكم ما هي الخطوة المقبلة التي تعتزمون القيام بها للسير بالسينما إلى الأمام؟
-- نرى من الضروري توضيح العديد من النقاط المتعلقة بالإنتاج ودعم الأفلام خصوصا تحديد علاقة السينما بالتلفزيون مثلا، أو العلاقة مع الدول الأجنبية..

- لنبقى في إشكالية تحديد علاقة السينما بالتلفزيون..
-- في البداية يجب أن نطرح السؤال التالي: هل يجب أن يكون التلفزيون مشتريا للإنتاج السينمائي أو مشتركا فيه؟ في الدول المتقدمة سينمائيا التلفزيون لا يكون مشتركا في الإنتاج، لأن هذا يعني أن المحطة تصبح مالكة للشريط الخام. في المقابل نجد أن أية شركة إنتاج محترمة لا يمكنها أن تفرط بأي شكل من الأشكال في رأس مالها الحقيقي الذي هو "الشريط السالب" أو "النيجاتيف". وإذا ما كانت أية هيأة (محطة تلفزيونية أو غيرها) تشاركك في الشريط الخام فهذا يعني أن الشركة غير مالكة لرأس مالها. في فرنسا أو إسبانيا أو إنجلترا تشتري المحطات التلفزيونية حقوق البث قبليا، لكنها لا تدخل قط كمساهمة، لتفسح المجال لشركات خاصة مهمتها القيام بإنتاج مشترك أو غير مشترك. اليوم أصبح من الضروري فتح نقاش بين جميع الأطراف يكون فيه التلفزيون مساهما كبيرا دون أن يكون مشاركا في الشريط السالب. لا بد إذن أن تكون هناك مشاركة حقيقية وبناءة، لكن مع احترام المادة الفنية وعدم امتلاكها من طرف التلفزيون. وهو أمر ليس جديدا أو مذهلا، بل نريد تطبيق ما يطبق في الدول المتقدمة، لتحقيق استقرار لميكانزمات الإنتاج بكيفية صارمة، وهو ما لم يتحقق بعد في المغرب إلى حد ما.

- في الإطار نفسه هناك وجه آخر للعلاقة بين التلفزيون والسينما ويتعلق الأمر بالأفلام التلفزيونية التي تنتقل إلى العرض في القاعات السينمائية..
-- هذا احتمال وارد وتجربة شهدتها دول لها إنتاج رقمي في السينما وإنتاج رقمي في التلفزيون. قد يصبح لفيلم تلفزيوني الطاقة بأن يصبح فيلما قادرا على مواجهة الجمهور داخل القاعات السينمائية. وهناك أمثلة عديدة لأفلام عرضت على الشاشات الصغيرة، وفي الوقت ذاته حققت أرقاما فاقت المليونين في عدد المشاهدين في القاعات السينمائية. يجب الاعتراف أن جمهور التلفزيون وجمهور السينما مختلفان، لكن في بعض الأحيان يبدو للمحطة التلفزيونية أو للجهة المنتجة أن العمل يحمل في ذاته الطاقة لمواجهة جمهور لم يكن أمام التلفزيون في وقت بث العمل الذي تجتمع فيه عناصر فنية إما مرتبطة بالكتابة أو الفنانين المشاركين، فيتقدم المعنيون بطلب رخصة استثنائية للمركز السينمائي الفرنسي لمثل هذه الأفلام التي تتميز بهذه القوة. إن اعتراف السينما بسينمائية مشروع تلفزيوني يعني أن ذلك المشروع مميز من كل الجوانب، لكن يجب أولا أن يبث على شاشة التلفزيون ويمر عبر مساره الطبيعي. المشكل الذي يواجهنا في المغرب، مع الإخوان الذين يشتغلون على الإنتاج التلفزيوني، يكمن في الاشتغال على عمل تلفزيوني بذهنية ووسائل ومنطق العمل التلفزيوني. وحتى قبل عرضه في التلفزيون نريد أن تمنحه كيانا أو هوية ثانية بعرضه في السينما. يجب أن يعرض الفيلم في التلفزيون أولا، وبالتالي يحق للمنتج الحكم على العمل من خلال رد فعل الجمهور ومدى تفاعله معه، إذاك لا يمكن للمركز السينمائي المغربي أن يرفض إعطاء صيرورة أو حياة ثانية للعمل. على الأقل احتراما للقوانين والقواعد المنظمة للقطاع وتجنبا لمتاهات يمكنها أن تضر بالكيان السينمائي ولن تنفع الكيان التلفزيوني.

- يتم الاعتماد أيضا على ترسانة قانونية خاصة بالتلفزيون في إنتاج أفلام ستعرض في السينما..
-- هذه من بين ذيول القضية نفسها وتوابعها لكنه ليس التفسير الوحيد. إن للتلفزيون منطق إنتاج مختلفا عن منطق إنتاج السينما أعطيك مثالا بسيطا جدا: الفيلم التلفزيوني يمكن أن يهيأ خلال أسبوعين في حين أنه من المستحيل أن تقدم فيلما سينمائيا محترما في المدة نفسها. كما أن الاشتغال على العمل التلفزيوني يجعل بالإمكان التغاضي عن حرفية ومهنية مطلقة عند اختيار التقنيين والاعتماد في المقابل على مبتدئين، في حين أن إنجاز فيلم سينمائي يتطلب أعلى حد ممكن من التقنية والحرفية لدى العاملين. كما أن العقود المادية في العمل التلفزيوني تكون منخفضة جدا مقارنة مع عقود العمل في الفيلم السينمائي. إذن فالمنطق الاستثماري في التلفزيون والسينما مختلف ومتباين بشكل كبير، فإذا كان من الممكن إنجاز فيلم تلفزيوني بمليون درهم، أرى أن من المستحيل إنجاز فيلم سينمائي محترم بأقل من 3 أو 4 ملايين درهم. نحن نرى أن من الضروري توضيح هذه العلاقة ليكون الأساس في الميدان الذي نحن فيه الآن هو أولا المهنية، وإذا لم ندخل في هذا المنطق سنتيه. نحن في مرحلة تاريخية إذا لم نتمكن من ضبط أصول اللعبة سيكون بناؤنا مشوها، من البداية يجب أن نشيد منطقا ونحترمه وبعدها نرى الجسور الممكنة في حالات خاصة التي يمكن أن ينتقل فيها الإنتاج التلفزيوني إلى السينما، أما علاقة السينما بالتلفزيون فهي واضحة وسلسة لأن كل الأفلام السينمائية تعرض على التلفزيون.

05‏/11‏/2007

ثريا

ثريا
لم يتعرض أي وزير في حكومة عباس للنقد والتعنيف بالقدر الذي تعرضت له وزيرة الثقافة الفنانة ثريا جبران. ويبدو لأول وهلة أن الأمر يتعلق بجنس الوزيرة كونها امرأة تعرضت للهجوم من قبل بعض "الماتشويات" الذكوريين، لكن سرعان ما ينجلي هذا الطرح مع ضم الحكومة نساء أخريات مثل ياسمينة بادو وأمينة بلخضرة ولطيفة أخرباش دون أن يلتفت إليهن أحد أو يثير تعيينهن أدنى احتجاج.
إن الجريمة التي اقترفتها يدا الوزيرة الآثمة أنها متحدرة من ميدان الفن، وأفنت عمرها على خشبة المسرح، واستديوهات التلفزيون، وبلاطوهات السينما. وفي "زمن الدقة على النيف"، كانت تقدم أعمالا تعبر عن ما لم يقو رجال بشوارب غليظة حتى التفكير فيها. وكافحت وناضلت من أجل فن هجره ناسه، في الوقت الذي كان آخرون يجلسون في مدرجات مدرسة القناطر والطرق الفرنسية.
إن كل ما كتب عن ثريا جبران نابع في حقيقة الأمر من نظرة دونية تجاه الفنان عموما، باعتباره بهلوانا لا يمكن قط أن يفكر بشكل جدي، كما كان الحال مع جميع البهلوانات على مر التاريخ، إذ انحصرت مهمتهم في التراقص والغناء وإضحاك الحاكم أو الأمير، دون ان يتجاوز الحدود. إنه نوع من التفكير القاصر، وتوزيع لدور قاصر لا يمكن التعامل به مع بداية الألفية الثالثة، وفي وقت جعلت بلدان أخرى ضليعة في الديمقراطية من ممثل "فاشل" اسمه رونالد ريغان رئيسا للدولة، يمتلك مفاتيح السلاح النووي ويتحكم في العالم بأسره. وأصبح نجم هوليوود "أرنولد شوازنغر" حاكم أكبر ولاية أمريكية دون أن يرى فيه أحد لا "تيرميناتور" ولا ممثل أفلام حركة وخيال علمي تافهة. وفي بولونيا أيضا أصبح كهربائي نكرة اسمه "ليش فاليشا" لا يدري أحد بوجوده رئيسا للدولة!
بعد كل هذا، أليس من المجحف توجيه التهم لثريا جبران التي لم تجرب بعد كرسي مكتبها في الرباط، ونستل سيوف الضغائن القديمة ونقيم لها المقصلة في مكان عام لتصفية حسابات مع الفن والفنانين. لكن في المقابل سنضرب لهذه المسرحية الكبيرة موعدا بعد سنة، لنرى حصيلتها، ونحكم على برنامجها بعيدا عن أية محاكمة للنوايا، والأفكار القبلية المتخلفة التي ما أنزلت الديمقراطية بها من سلطان.
جمال الخنوسي

02‏/11‏/2007

محمد إسماعيل يرسم معالم تحفة اسمها "وداعا أمهات"

محمد إسماعيل يرسم معالم تحفة اسمها "وداعا أمهات"
اختار هجرة اليهود المغاربة موضوعا لفيلمه دون السقوط في فخ التأريخ أو الأفكار المسبقة

يعرض في الأسابيع القليلة المقبلة في مختلف القاعات السينمائية المغربية فيلم محمد اسماعيل الجديد "وداعا أمهات" الذي استعان فيه بممثله المفضل رشيد الوالي إلى جانب مارك سامويل وسعاد حميدو ونزهة الركراكي. وقد تمكن متتبعو الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للفيلم الذي احتضنته مدينة طنجة في الأسبوع الماضي من مشاهدة الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية في عرضه لأول مرة.
ويقوم الفيلم على عدة حقائق تاريخية استغلها المخرج في سرد حكاية بطريقة مرنة وسلسة. فالمغرب عرف ومنذ عدة قرون ببلد التسامح وتعايش الأديان، حيث عاش المسلمون، والنصارى واليهود في أمن وسلام، بل ونسجوا علاقات إنسانية، تميزت بطابع أخوي قل نظيره دون تميز بين الأديان. وإبان فترة الحماية الفرنسية، خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية، قامت السلطات الفرنسية بتسهيل هجرة عدد كبير من اليهود المغاربة نحو إسرائيل، كما عملت مجموعة من المنظمات الصهيونية التي انتشرت عبر بقاع العالم على ترحيل اليهود إلى إسرائيل الدولة الحديثة النشأة. ومع استقلال المغرب، وظهور الحركات القومية العربية، عرف وجود اليهود بعض المشاكل، خصوصا بعد منع الهجرة الجماعية التي مكنت من قبل تهجير عدد هائل من اليهود المغاربة للالتحاق بإسرائيل. في هذه الفترة، كثفت الحركة الصهيونية من عملها وتحركاتها إلى درجة أن أضفت طابعا مثاليا ومقدسا على هذه الهجرة، واصفة إياها ب " الهجرة إلى الأرض الموعودة ". لم تتوقف عملية تهجير اليهود رغم الصعوبات الجمة التي فرضتها السلطات المغربية، إذ تمت مواجهتها في أحايين عدة باللجوء إلى الهجرة السرية.
في هذا السياق التاريخي تدور قصة الشريط، وهو سياق مرتبط أساسا بفترة الستينات من القرن الماضي، أو ما يطلق عليه ب "السنوات السوداء" لهجرة اليهود المغاربة نحو إسرائيل. حيث ساد من جهة وئام وتفاهم بين اليهود والمسلمين، ومن جهة أخرى ذاك الإحساس المغلف بحيرة تنازعها رغبتان وهما: البقاء أو الرحيل الذي يأخذ صفة الاجتثاث.
تجمع قصة الفيلم في الآن نفسه بين الكوميديا والتراجيديا، في تناولها للأحداث المبنية على وقائع حقيقية. كما أن بعض المواقف النبيلة لشخصيات الفيلم يمكن في بعض الأحيان أن تؤدي بنا إلى معانقة أمل يجعلنا نحلم بأن تزول تلك الفروقات والاختلافات ذات الطبيعة "الحقدية" أو "العنصرية" ليحل محلها السلم والسلام.
فمن خلال الصداقة التي تجمع بين أسرتين، واحدة مسلمة والأخرى يهودية، حاول الفيلم تمرير خطاب رفع شأن قيم ذات بعد أخوي ومبادرات خيرية تروم تجسيد روح التعايش والتسامح والوفاء اللذين جُبلت عليه المجموعتان المسلمة واليهودية عبر عدة قرون. وعلاقة حب بين شاب مسلم وفتاة يهودية ستقبر في بدايتها بواسطة والدين محافظين جدا.
إنها موجة كبيرة للهجرة والترحيل بين صفوف اليهود بضغط وتوجيه من طرف مصالح الهجرة الإسرائيلية، ستنتهي بمغامرة لعائلات سيجري ترحيلها عبر البحر في باخرة لن تصل أبدا إلى وجهتها.
وحول هذا الفيلم يقول اسماعيل " إن شريط "وداعا أمهات "، يتناول موضوعا معقدا ومؤثرا، حيث يستحضر فترة كانت تتميز بتعايش وصفاء كبيرين مع وجود طائفة مهمة من اليهود بالمغرب، إذ نسجت وطيلة عقود علاقات أخوة اتسمت بالانسجام بين اليهود والمسلمين.وهو موضوع إنساني لم يسبق التطرق إليه في السينما المغربية. إن ما تكتسبه هذه الفترة من أهمية من حيث غناها على مستوى الأحداث، هو الذي حفزنا إلى إنجاز هذا العمل. ركزنا بشكل كبير على فترة الستينات الموصوفة ب" السنوات السوداء لهجرة اليهود" والمتميزة بنوع من الصعوبة لأنها تمثل الدفعة الأولى لبداية الهجرة السرية لليهود المغاربة.
قمنا بغاية منح أكثر ما يمكن من الهوية لهذه الشخصيات وتمرير الخطاب المرغوب فيه باستدعاء مجموعة من النجوم المعروفين من داخل وخارج المغرب.أما بخصوص إعطاء المصداقية للشخصيات اليهودية، فقد استعنا بأسماء لها تجربة في الميدان. وقمنا باختيار دقيق للديكورات التي ستجري فيها أحداث الشريط عبر مختلف المدن التي شهدت في الماضي كثافة سكانية يهودية مهمة وهذا عامل يزيد من واقعية الفيلم. كما صورنا في بعض الأماكن التي تركها اليهود الذين هاجروا، ديكورات تنبض بالحياة وكأن سكانها لم يغادروها إلا في الأمس.
لقد تم القيام بعمل جبار على مستوى اللباس و الأكسسورات والسيارات المستعملة من أجل أن نجعل المشاهد يعيش فترة الستينات بكل أبعادها وطقوسها".
جمال الخنوسي