29‏/11‏/2007

مهدي قطبي سفير قيم الجمال والتسامح حول العالم


مهدي قطبي سفير قيم الجمال والتسامح حول العالم
ابن مدينة الرباط جعل من الفن التشكيلي مركبه نحو العالمية جعل دار "كريستيان ديور" تستلهم أعماله
-------------------------------------------------
عندما يرى المرء أعمال مهدي قطبي من الصعب أن يقتنع أن هذا الفنان رحل عن المغرب منذ 37 سنة، لأن كل أعماله تدل على هذا الوطن، تشتم فيه رائحته وإرهاصاته، وأصبح قطبي بفنه وإبداعه سفيرا يحب أن يظهر إلى العالم أجمل ما يتمتع به المغرب من روح خلاقة. إنه بكل بساطة سفير لقيم الجمال والابتكار والسلم والتسامح.
----------------------------------------------
هو فنان متعدد المواهب ومتعدد المواقع أيضا، فتارة ترى فيه الأستاذ المنظر، وتارة الفنان المبدع، وتارة أخرى ترى فيه قطبي الفنان الذي سيذيب كل هذه الشخوص بقيمها وخصوصيتها في ابتسامة لا تفارق محياه، والمرح الطفولي الذي يجعله شخصية سلسة ومحببة.
لقد عرف هذا الفنان المتحدر من مدينة الرباط منذ البداية صعوبة الحياة، واكتشف ابن الحي المحمدي أن الألوان هبة من الحياة وحبه الحقيقي. فكان محتاجا إلى دفعة وحماس جاءت بها تشجيعات الفنان الكبير المرحوم الغرباوي الذي حثه على صقل موهبته وتقوية معارفه بالسفر إلى فرنسا، حيث حصل على دبلوم مدرسة الفنون الجميلة بتولوز، ووقع قطبي لوحات تعكس ألوان المغرب ودفئه وذكريات طفولته.
فأصبح قطبي نجما في فرنسا وحاز اعتراف الغرب بفنه وموهبته وأصبح وجها من وجوه الحياة العامة الباريسية وحفلاتها وسهراتها ولياليها. لقد اقتحم فرنسا في قلب ثورة ماي 1968 وسنه لا يتجاوز 17 ربيعا لكي يتحول إلى صانع حلم تجوب لوحاته أكبر العواصم العالمية من باريس على نيويورك ومن مدريد إلى طوكيو ومن واشنطن إلى أمستردام من ساو باولو إلى جاكارتا.
لكن قطبي لم ينس وطنه قط "لي مسؤولية تتجلى في إعادة ما منحني وطني من قبل لأن الحياة ما هي إلا تبادل أزلي وأسعى الآن لمساعدة الغير كما ساعدني آخرون من قبل".
وبما أن قطبي فنان شعاره المثابرة والعمل ولا يؤمن قط باستراحة المحارب ما أن يربح معركة حتى يدخل معارك جديدة ويسعى إلى الظفر برهانات جديدة وتحديد أهداف أبعد وأبعد. فما أن حصل على جميع شهادات الاعتراف والمجد الفني عن لوحاته التشكيلية انطلق ليغزو عالم تصميم المجوهرات والإكسسوار ليسمها هي أيضا ببصمة قطبي الخاصة ويقدم مجموعة هي زواج الخط العربي بالحلي والإكسسوار. مجال سيصنع فيه سعادة النساء والرجال بطبيعة الحال، "هذه طريقتي لتكريم الفن المغربي، إنها فكرة بدأتها سنة 1995 ودخلت اليوم حيز التنفيذ وفي الوقت ذاته فأنا بصدد عقد شراكة مع دار "كريستيان ديور" العريقة. إنه حلم من أحلامي يتحقق، لكن في الوقت ذاته لم أنس طفولتي الصعبة وبدايتي المتعثرة ولذلك فأنا استمتع بكل لحظة في حياتي".
لكن ما الذي يجمع قطبي بدار "ديور"؟
يجمعهما حب الفن والسعي نحو استنباط الجمال المطلق واللامتناهي. أوليس مهدي قطبي هو الفنان المفضل ل"سيدني توليدانو" الرئيس المدير العام لأشهر دار أزياء في العالم والذي ازداد في المغرب وأخذ القليل من قبسه. وهذه ثاني مرة تتعامل فيها دار "ديور" مع فنان تشكيلي منذ تعامل مؤسسها "كريستيان ديور" مع صديقه "كريو".
تحول الشاب المغربي ذو الطفولة الصعبة إلى صديق الفنانين والنجوم ورفيق الكتاب والأدباء ويطلب الوزراء والرؤساء وده. يتلقى شهادة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورسالة اعتراف من الشاعر "ليوبولد سيدار سنغور". عرف الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات" كما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي "شيمون بيريز". وعرف المغنية باربارا هندريكس كما عرف النجمة "كاترين دونوف" والمتألقة "نادية فارس" إضافة إلى الشاعر "لوي أراغون" والكاتب محمد شكري و"أوكتافيو باز" .
وبين كل هؤلاء يعتز قطبي بلقاء جلالة الملك محمد السادس ومن قبله الملك الراحل الحسن الثاني، " لقاؤهما فخر لي. أنا مهتم كثيرا بالتغيير الذي يشهده المغرب والنهضة التي يعرفها على المستوى السياسي والمستوى الاقتصادي".
غنى وثراء قطبي الحقيقي هو هذا التمازج بين روح الشرق وتقنية الغرب التي تعلمها وعلمها في أكبر المعاهد الأوربية، عندما يحدثك عن المرأة يقول إنه مدين لها بكل شيء وبكل ما حققه اليوم، فهي تشغل في حياته وإبداعه موقعا مهما جدا، فقد كانت ومازالت مصدر إلهامه الذي يشع فنا وعطاء.
عندما يقدم لك قطبي نصيحة فإنه يطلب منك ان تكون مختلفا، لا تشبه الآخرين وضد فلسفة القطيع التي تقتل التميز. قطبي الذي يعيش اليوم بين الدار البيضاء وباريس، منكب على وضع آخر اللمسات على كتاب يروي فيه حياته وتجربته بعد أن أنهى مشروعين ضخمين الأول يرتبط برسم لوحة ضخمة يبلغ حجمها 16 مترا على مترين ونصف ستحتل مكانا مهما في قاعة الوصول بمطار محمد الخامس وبمدينة مراكش أبدع أربع لوحات بمحطة القطار ولوحة بالمقر الجديد لبنك المغرب. كما يستعد لمعرض في شهر أبريل المقبل ب"فينيس كادر" بمدينة الدار البيضاء.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق