04‏/11‏/2006

هدى صدقي .. نجمة تلمع في صمت

هدى صدقي .. نجمة تلمع في صمت

هي ممثلة ذات وجوه متعددة ومختلفة، في كل مرة تتقمص شخصية أو "تلبسها" كما يقولون في لغة التمثيل، إلا ويظن المشاهد أنها الشخصية الأنسب والأقرب لها. فهي أحيانا في صورة ملاك مع المخرج محمد مفتكر، وامرأة مغلوبة على أمرها في فيلم "الدية"، وزوجة قاتلة في فيلم «زفير»، وامرأة تقدم نصائح في وصلات إشهارية لوزارة الصحة أو تقود حملة للوقاية من حوادث السير. كل هذه الصور المتناقضة تجسدها ممثلة اسمها هدى صدقي بوجهها الطفولي وصوتها الدافئ وابتسامتها الخجولة ونظرات عينيها البريئة.

كانت بداية هدى في الغناء، عندما دخلت "الكونسيرفاتوار" بمدينة الدار البيضاء سنة 1997 لدراسة الموسيقى وتعلم السولفيج. لم يسعفها الحظ في برنامج «نجوم الغد» الذي كان يقدمه آنذاك الإعلامي عتيق بنشيكر. لما خذلها الغناء انتقلت للتمثيل وقضت في المعهد خمس سنوات.. ركبها شيطان التمثيل فلم يتركها .. ولن يتركها إلى الأبد.
لهدى أحلام صغيرة كباقي الفتيات في سنها تحلم بالزوج بالأسرة بالأطفال... "أريد أن أنسى في حياتي الخاصة من أكون.. أن أنسى هدى صدقي الفنانة والممثلة". ثم تضيف ساخرة " أظن أن والدتي بارعة في هذا الدور فعندما أدخل باب البيت تقول لي: "إنسي أنك نجمة أو فنانة (يالاه الكوزنية)".
تقول هدى في إصرار إنها لن تدع الفن ولومن أجل قصة حب كبيرة. عندما تتحدث عن حياتها الخاصة تصبح أكثر خجلا تهرب بنظراتها. "لن أترك الفن والتمثيل من أجل رجل... كيفما كان.. صحيح أفكر في الزواج وتكوين عائلة مثلي مثل أي فتاة في سني لكن يجب أن يفهم الرجل الذي سأعيش معه بقية حياتي ما يمثله الفن بالنسبة لي... أعرف أن الأمر جد صعب ولا يستسيغه جل الرجال، فمهنتنا صعبة وقاسية وتتطلب الكثير من التضحية، وأظن أن حظوظ اللقاء بالرجل المناسب سوف تكون أوفر في الوسط الفني.. ربما سيكون أكثر تفهما .. أنا في انتظار "المكتاب""
وعن بدايتها تعتبر هدى انطلاقتها الحقيقية مع الفيلم التلفزيوني "سمك القرش" للمخرج " حميد الزوغي " سنة 2003 ثم بعد ذلك قدمت " المتاهة " لحميد باسكيط و "عضب" لعبد الحي العراقي و"الذبابة البيضاء" لحسن غنجة. وفي المسرح قدمت هدى "على عينك أبنعدي". كما شاركت في سيتكوم " قطار الحياة " و"دار مي هينة و"الربيب" و"للافاطمة" و"خالي عمارة" لمحمد الخياري .
عندما تحكي هدى صدقي عن سنة 2004 تتحدث بحرقة ويختنق صوتها. "إنها بالنسبة لي سنة سوداء" لقد أرغمها حادث تسبب في كسر رجلها على الإنزواء وملازمة البيت مدة سنة. ذاقت خلالها مرارة الوحدة والفراغ ولؤم "الأصدقاء" الذين انفضوا من حولها. لم تعد الزيارات بنفس وتيرة الماضي ولم يعد الهاتف يرن كما كان.
لكن سنة 2005 ستحررها وتعيدها إلى جمهورها وعملها حيث ستطل بالفيلم التلفزيوني "المتاهة".
وستقوم بدور الملاك في فيلم "رقصة الجنين" لمحمد مفتكر الفيلم الذي فاز بجائزة أحسن فيلم قصير في المهرجان الوطني الثامن بمدينة طنجة، ثم الفيلم القصير "زفير" لمجيد لحسن. والدمية لمحمد اليونسي وقبل كل هذا الفيلم التلفزيوني الذي برعت فيه هدى في تقديم شخصية "صفية" المرأة المنكسرة التي ستصبح فريسة لمطامع الجميع بعد أن حصلت على "دية" زوجها المتوفى.
أتقنت هدى دور المرأة المغلوبة على أمرها و"المسكينة". تتحدث دائما بحماس عن هذا الدور. يزداد بريق عينيها لما تتحدث عن صفية "لقد بذلت مجهودا كبيرا في هذا الفيلم والنتيجة ظهرت على الشريط ولاقى استحسانا كبيرا" تعاطف معها المشاهدون وأبكت كل المغاربة باستعدادها للتضحية بكل شيء من أجل ابنها ومستقبله.
وتعتز هدى كثيرا بدورين أساسين هما خولة في فيلم سمك القرش ودور صفية في فيلم " الدية ". لكنها في نفس الوقت ندمت على تقديم أعمال بعيدة عن "خيارها" الأساسي وهو الجودة. ومن المنتظر أن تعرض لها القناة الثانية في رمضان سيتكوم "مول الطاكسي" مع فركوس والفيلم التلفزيوني "بوقفة" مع محمد خيي ومحمد بسطاوي.

لقد أخذت مسيرة هدى مؤخرا بعدا عربيا باشتغالها مع المخرج السوري الشهير نجدت أنزور في عمله الآخير "المارقون" الذي من المنتظر أن يعرض في شهر رمضان لهذه السنة. تقوم هدى بتجسيد دور صحفية مغربية ارتبطت بشكل من الأشكال بالتوأم الرباطي المشهور الذي كان يخطط للقيام بأعمال إرهابية. وهي القصة الحقيقية لصحفية تدعى " بوشرى بلواد". كما أصبحت هدى تطمح للعالمية وصورت مؤخرا فيلما فرنسيا إيطاليا مغربيا مع المخرجة "أنا نيغري" والذي من المنتظر أن يعرض في المهرجان السينمائي الدولي لمدينة مراكش."أرتاح كثيرا للعمل مع الأجانب، فلهم تجربة وخبرة نفتقدها ويتميزون بنوع من الحرفية قلما نشهدها في أعمالنا المغربية. ومن يريد تطوير عمله والسير إلى الأمام فعليه أن يتحلى بكل هذه الصفات والأخذ من الآخر كل ما يمكن أن ينفع عمله الإبداعي، ويسير بالإنتاج الوطني إلى الأمام. لكن مع ذلك أجد نفسي في الأعمال المغربية وأفضل الاشتغال في الإنتاجات الوطنية".
وتعبر هدى عن أسفها لعدم انفتاح المشارقة على لهجتنا الدارجة. فالمغاربة على حد قولها يعتمدون اللهجة المصرية والخليجية ويمكن للمشاهد المغربي أن يطلع على عمل ينتمي لهذه المنطقة دون أدنى صعوبة. بينما العمل المغربي دائما توضع أمامه عقبات اللهجة.
وترد صدقي ذلك إلى قلة انتشار الدراما المغربية وندرة الأعمال الجيدة التي يمكن أن تغزو البلدان العربية وبالتالي تنافس الدراما المصرية والسورية على الخصوص وتلخص ذلك في قولها "نحن نفهم الجميع لكن للأسف لا يفهمنا أحد".
هدى صدقي فنانة متواضعة ومغامرة أيضا. يحلو لها أن تشارك بين الفينة والأخرى في أعمال أولى لمخرجين شباب. وقد وقفت مؤخرا أمام كاميرا المخرج الشاب رشيد زكي في فيلمه القصير الأول "الدرس". تقول هدى عن هذه التجربة "أعتبر نفسي من الممثلات المحظوظات فبالرغم من كونها، أول تجربة له في الإخراج لكنه مهني لدرجة كبيرة وأتمنى أن أشتغل معه لاحقا.
أما الآن فتستعد هدى صدقي لتجسيد دور "خربوشة" في أكبر عمل سينمائي في تاريخ المغرب.وهو فيلم كتبه خالد الخضري وسيقوم بإخراجه حميد الزوغي ومن المنتظر أن ينطلق العمل فيه مع بداية العام 2007.
هدى صدقي نجمة مغربية بجمييع المقاييس. و تتوفر فيها جميع شروط النجاح والنجومية وأهمها التواضع والصدق إنها نجمة كباقي النجمات الحقيقيات يسطع بريقها في صمت.
جمال الخنوسي

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف4:00 م

    بالصدفة شاهدت عدة اعمال للممثلة هدى صدقي منها - المداولة ،راجل حليمة،و عدد احر من الأعمال - و بحكم اني جزائري لم اجد اي مشكل بخصوص اللغة سواء الدارجة أو اللغة الفصحى اما بخصوص المشارقة و خصوصا الخلجيون فإنهم يتذرعون بعدم فهم الهجة المغاربية اي لهجة شمال افريفقيا لكن الحقيقة عير ذلك على الإطلاق القصية و ما فيها هي نظرتهم المتعالية لنا بسسب الفقر و الغناء لا غير ؟

    ردحذف
  2. غير معرف2:06 م

    متافق معاك

    ردحذف