09‏/11‏/2006

الدرس الفرنسي


الدرس الفرنسي

قبل سنوات عرف المجال السمعي البصري في فرنسا فضيحة كبرى أطاحت برؤوس على أعلى مستوى، ومازالت تلك الواقعة معروفة حتى الآن ب "فضيحة المنشطين المنتجين".
أرغمت تلك الواقعة مدير الهيئة العليا للسمعي البصري، أي ما يقابل "الهاكا" في بلادنا على الاستقالة والهروب من الباب الخلفي للبناية التي كان يشغلها خوفا من عدسات الصحافة "الشمتانة".
لقد ترك "ألكاباش" كرسيه متأثرا بتلك الفضيحة "بجلاجل" حينما كشفت الصحافة المكتوبة، الأرقام الخيالية التي كان يتقاضاها منشطون أنشؤوا شركات للإنتاج يبيعون برامجهم للتلفزة العمومية الفرنسية بمبالغ باهضة . فثارت ثائرة الرأي العام الفرنسي بتحريض من جرائد ك "لوموند" و "لوكانار أونشيني". فكانت استقالة إعلامي كبير ك"ألكاباش" يتربع على رأس أكبر هيئة مسؤولة عن السمعي البصري هي الوحيدة الكفيلة بإسكات الأصوات التي تعالت، وأفقدت العديد من نجوم تلك الحقبة شعبيتهم، باعتبار أنهم ضبطوا وأيديهم في جيوب الفرنسيين الذين يمولون قنواتهم التلفزية من الضرائب التي يدفعونها للدولة.
في المغرب اجتمعت مجموعة من المغامرين و"الفهلوية" و"السناطحية" و"زعماء الجبوه" وأنشؤوا شركات للإنتاج وقدموا أعمالا رديئة صادقت على إنتاجها القناة الثانية وتهافتت عليها ب"قدرة قادر" ودفعت فيها "الشيء الفلاني" حتى أن أحد المشاركين في واحد من تلك الأعمال الهابطة، نفضل أن نحتفظ باسمه، اعترف أنه قدم أعمالا محترمة من قبل ونالت استحسان الجمهور والنقاد لكن أرذأ عمل يقدمه هو الذي خول له اقتناء بيت جديد!!
تعالت أصوات الصحافة تشجب، والمواطنون يقولون "اللهم إن هذا منكر" ومع ذلك لم يحرك أحد ساكنا ولم يستقل "حتى شاوش في التلفزيون" ولو لذر الرمادعلى العيون أو "تطياب خاطر المغاربة". أكثر من هذا أرسل فيصل العرايشي بصفته رئيسا للقطب العمومي رسالة تهنئة لمدير القناة الثانية مصطفى بنعلي يهنئه فيها على النتائج الباهرة التي حققتها القناة.
إوا لمن تعاود زابورك ياداوود؟!
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق