12‏/11‏/2006

قنوات "الاستحمار"

قنوات "الاستحمار"
ابتدعت القنوات الفضائية على القمر نايل سات عدة طرق لاجتذاب المشاهدين وابتزازهم، خاصة مع كثرة القنوات والمنافسة القوية بينها في محاولة منها لفرض وجودها والتميز ولو بالباطل.
بعد ظاهرة كليبات الاستعراء التي تزعمتها مغنيات "غرف النوم" جاءت مسابقات "الاستغباء" التي تكلف المشاهدين أجرة شهر كاملة. حيث تطرح القناة سؤالا غاية في البلادة من قبيل : حيوان يعيش في الغابة يطلق عليه اسم ملك الغابة، هل هو أسد، أم قط أم حمار؟ وتتكلف مضيفة "من الشاكلة إياها" بتمرير المقلب، والحصول على الآلاف من المكالمات التي تذر أرباحا طائلة. المغنية المغربية ليلى غفران دخلت أيضا هذا المضمار، وأطلقت مؤخرا مسابقة بليدة، هي من تخاريف تقدم السن، تعد فيها المعجبين والمعجبات بملايين الدولارات!!!
آخر صيحة في برامج التلفزيون هي ظاهرة الشوافات والمشعوذين على الهواء مباشرة. فما على المشاهد سوى الاتصال بالهاتف ليتم توصيله بالمشعوذ أوالشوافة وهي تقول: "شبيك لبيك كل ملوك الجان بين يديك".
متزعمة هذه النوعية من البرامج هي قناة جديدة اسمها "جرس" لصاحبتها نضال الأحمدية. بالأمس كانت الاتصالات مع أحد المشعوذين متنوعة وكثيفة. وعلى مايبدو فسوق هذه النوعية من البرامج رائج. فهناك من تسأل عن خيانة زوجها أو عقمها أو ظلم "عكوزتها" ... ودائما صاحبنا العراف له الجواب الكافي والدواء الشافي. " عليك بديك تكتبين على ريشه أسماء الله الحسنى!!!" أو كلي 7 ثمرات مع الفجر واقرئي الآية الفلانية سيرزقك الله المال والبنون!!". والكثير من قبيل هذه الترهات والخزعبلات التي تعطل العقل وتشل التفكير.
في حقيقة الأمر كان للمشاهد فيما قبل خيار واحد على قمر نايل سات. خيار بين الكوليرا أوالطاعون: قنوات طالبان الظلامية التي تبيح القتل وسفك الدماء أوقنوات الاستعراء وحضارة "قلع الهدوم". والآن أصبح لنا خيار ثالث ،والحمد لله، هو قنوات البلادة و"الاستحمار" مع انتشار قنوات الشعوذة "مباشرة على الهواء".
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق