30‏/10‏/2006

فرنسا تعيد الاعتبار لقدماء جيش التحرير ذوي الأصول المغاربية

على خلفية فيلم «الأصليون» لرشيد بوشارب

فرنسا تعيد الاعتبار لقدماء جيش التحرير ذوي الأصول المغاربية

ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن قدماء جيش التحرير الفرنسي ذوي الأصول المغاربية والإفريقية (Les indigenes) سيتم في أقرب الآجال الرفع من تعويضاتهم كي تتساوى مع تعويضات قدماء جيش التحرير الحاملين للجنسية الفرنسية.
وتأتي هذه الخطوة بعد تخصيص المخرج الفرنسي ذي الأصل الجزائري «رشيد بوشارب» لموضوع فيلمه الأخير «الأصليون» لهؤلاء المحاربين الذين قدموا تضحيات جسام من أجل فرنسا وفي المقابل يحصلون على تعويض يقدر بـ 30٪ من التعويض الذي يتقاضاه الجندي الفرنسي المتقاعد.
وبمناسبة صدور الفيلم يوم غد الأربعاء قال الوزير المنتدب لشؤون قدماء المحاربين «حملاوي ميكاشرا» في تصريح لجريدة «لوجورنال دي ديمونش» «إن هذا الحيف سوف ينتهي قريباً» وأضاف أن الرئيس شيراك سيصدر وبشكل رسمي قرار «رفع الظلم».
وقالت مصادر من داخل "الإليزيه" إن القرار الذي سيعلنه شيراك هذا الأسبوع أو في أبعد تقدير الأسبوع القادم، مازالت تنكب على دراسته جميع أقسام الوزارات من أجل تحديد كلفته الإجمالية، التي يمكن أن تصل إلى مئات الملايين أورو ستتحملها الخزينة الفرنسية كاملة.
والجدير بالذكر أن تعويض قدماء المحاربين ذوي الأصول المغاربية والإفريقية تم تجميده مع انجلاء الاستعمار الفرنسي عن هذه المناطق.ومن المنتظر أن يشمل هذا القرار مئة ألف متقاعد ينتسبون لـ23 بلداً من بينها المغرب.
وفي مقال بجريدة «فيغارو» تحت عنوان: «عندما يضحك شيراك مع الدبوز » أكدت الجريدة على الدور الذي لعبه الفيلم في إصدار القرار وإصرار شيراك على حضور العرض ما قبل الأول في سينما «شون زيليزي» بالعاصمة باريس. وتثمين فوز أبطال الفيلم بجائزة جماعية في مهرجان "كان" الأخير. كما تروج أخبار حول زيارة سيقوم بها أبطال الفيلم ، جمال الدبوز وسامي بوعجيلة وسامي الناصري ورشدي زم للمغرب وذلك لتقديم العرض التجاري للفيلم. وكان المغرب قد قدم مساعدات كبيرة لهذا العمل السينمائي، وفي هذا السياق أوضح رشيد بوشارب، أن ميزانية «ليزانديجان» كانت ستفوق 25 مليون أورو، لولا تدخلات جمال الدبوز منتج الفيلم وبطله. وأوضح، في حوار مع المجلة السينمائية الفرنسية «بروميير»، أن «الميزانية الأخيرة لم تتجاوز 14,5 مليون أورو»، وذلك بفضل الدبوز، الذي تدخل كي يضع «المغرب رهن إشارتنا جيشه وخطوطه الجوية».
ينير الفيلم جانبا مظلما من تاريخ فرنسا الحديث، من خلال قصة مغاربة وجزائريين شاركوا في حرب التحرير الفرنسية وناضلوا لاستقلال «الوطن الأم» فرنسا. كانوا في مقدمة معركة التحرير من الاحتلال النازي الألماني، لكن هذا الوطن خذلهم كثيرا.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق