17‏/10‏/2006

من هالة صدقي إلى هشام الكروج

ناسبة انطلاق كل مهرجان من المهرجانات الفنية خصوصا تلك التي تتشرف بحضور ضيوف من بلدان أخرى إما فرنسيين أو إسبان أو مصريين، إلا وتتعالى أصوات الكثير من الفنانين المغاربة. للتنديد بتكريم هذا الفنان المصري أو ذاك. وتعتبر حفاوة الاستقبال الزائدة تبخيسا من قيمة الفنان المغربي.
من منطلق مبدئي فمثل هذا الموقف العدائي والانغلاقي أمر مرفوض بثاثا. فلا يمكننا أن ننسى أمرين مهمين. الأول هو أن مصر مثلا كانت دائما بلدا للانفتاح واستقبال الآخر بحضن واسع، وسبق أن احتضنت عزيزة جلال وسميرة بنسعيد وعائشة الوعد ورجاء بلمليح واللائحة طويلة. ولم يقل أحد في مصر وقتها إن المغربيات يزاحمن المصريات أو يسرقن منهن النجومية ويقاسمنهن "طرف الخبز". من جهة أخرى فللمصريين تاريخ طويل في المجال الفني والثقافي ولا بأس من الاعتراف بهذا الجميل والأخذ من احترافيتهم وتجربتهم الواسعة. مع ذلك يجب الاعتراف أن الاهتمام بالأجانب لا يعني الإنقاص من قيمة فنانينا واعتبارهم مبدعين من الدرجة الثانية أو الثالثة.
من جهة أخرى يجب التنبيه إلى أن قدوم الفنانين المصريين لا يجب أن يكون هدفه الأساسي هو "الراحة والسياحة" والتقاط الصور التذكارية مع رجال السلطة و"العراضات والزرود" وكوكتيلات منتصف الليل. فلا ترى الفنان منهم طوال المهرجان يشاهد فيلما مع "عباد الله" أو يشارك في مائدة مستديرة.
في مهرجان فيلم المرأة بسلا لم تختلط ضيفة الشرف هالة صدقي بزميلاتها الفنانات المغربيات، أو بالمخرجين المغاربة وأهل صناعة السينما، بل إنزوت في طاولات "خاصة" وأخذت صورا مع رجال "بشنبات غليظة" وهم يبتسمون للعدسات.
قيمة فنانة كهالة صدقي أو غيرها لا نضعها موضع مساءلة لكننا نرفض سلوك "الفوديتاريا" الذي يتعامل به الكثير من الضيوف.
ويبقى استضافة المركز السينمائي في حفل افتتاح المهرجان المتوسطي للفيلم القصير بطنجة للعداء هشام الكروج بـ"حشومته" وارتباك البطل الذي اعتاد الجلسات واللباس الرياضي والمسافات الطويلة ولم يعتد أضواد المنصات الرسمية والسموكينغ والأفلام القصيرة.
دليلا على وجود إمكانية "تحررية" أخرى... أحسن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق