22‏/10‏/2006

"همسات ملاك عابر" و"5 دراهم"

"همسات ملاك عابر" و"5 دراهم"
سنوات الجمر كما يراها فؤاد سويبة
انتهي المخرج المغربي فؤاد سويبة من تصوير فيلمين جديدين دخلا مرحلة التوضيب ومن المنتظر عرضها في بداية شهر نونبر.
الفيلم الأول الذي يبلغ حوالي 26 دقيقة يرصد فيه سويبة العزلة والمعاناة لضحايا سنوات الجمر والاعتقال السياسي من خلال شهادات حقيقية لضحايا حقيقيين ومناجاتهم لملاك عابر ليسروا له عما يخالج صدورهم من معاناة وأنين وكل ما ذاقوه في سجون سرية وعلنية كقلعة مكونة ودرب مولاي شريف.
ويعتبر فيلم فؤاد سويبة "همسات ملاك عابر" أول فيلم مغربي يتعامل يتعامل مع تيمة سنوات الجمر بهذا الأسلوب التوثيقي السينمائي. وكانت الساحة الفنية قد عرفت فيما قبل أفلام عديدة تتطرق لنفس المرحلة كـ"درب مولاي الشريف" لحسن بنجلون و"جوهرة" لسعد الشرايبي و"ذاكرة معتقلة" لجيلالي فرحاتي.
ويعتبر سويبة عمله هذا فرصة للبوح ورصد المعاناة الداخلية للضحايا ولا يتوخى منه إعادة الأحداث التاريخية.
أما فيلمه الثاني "5 دراهم" فقد اختار له نفس التيمة الكبرى لكن بأسلوب آخر وذوية معالجة مختلفة ف"5 دراهم" يتناول الاعتقال الفكري الذي عاشه المثقف الفكري سنوات طويلة من خلال قصة مجموعة من المثقفين ينتمون لفئة اجتماعية متوسطة. يعيش بطل الفيلم العزلة والوحدة في غرفته التي امتلأت بجميع أنواع الأسلحة. ينسى عائلته وجميع المقربين إليه ويقضي أيامه في الاستماع لمارسيل خليفة وقراءة أشعار محمود درويش.
يحاول سويبة في هذا الفيلم رصد السجن والاعتقال الفكري الذي عاشه المثقف المغربي. إنها عزلة وسجن رمزي غير مرئي لكنه حاضر علي الدوام.
وحول اهتمامه بهذه النوعية من المواضيع يؤكد سويبة علي إيمانه بضرورة اعتناق السينما لقضايا وهموم الناس فالسينما بالنسبة له أداة تعبير كبيرة ملتزمة بما يمس المواطن العربي علي العموم والمغربي علي الخصوص. ويضيف سويبة "على السينما أن تحمل خطابا فمادامت الدولة تدعم الفيلم من جيوب المواطنين يجب علينا أن نبرهن علي قدرتنا الخلاقة وأن نتحمل مسؤولياتنا كاملة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق