31‏/10‏/2006

جسد الفن

جسد الفن

قبل أشهر معدودة ظهرت على صفحات أرقى المجلات العالمية وعلى رأسها مجلة «فانيتي أفير» صور للمغنية الشهيرة «بريتني سيرز».
ظهرت الفنانة الفاتنة على الغلاف تحمل طفلها الصغير العاري، تضعه، فوق بطنها المنتفخة كإعلان عن حملها الثاني، وبالتالي كرست المراهقة العذبة موضة حمل الفنانات، وأصبحت البطن المنتفخة آخر صيحة هوليودية بعد أن كانت مظهرا من مظاهر نهاية الشباب وأفول بريق نجمة من النجوم.
كانت «بريتني سيرز» في الصور التي التقطها لها أحد عباقرة التصوير الفوتوغرافي في سمنة الحمل وبدت كأنها تنتمي لصنف تلك اللوحات التي تفتن كبار الرسامين أمثال رودان ومايكل أنجلو في نقل تقاسيم أجساد أنثوية سمينة تفيض بالحياة. هذه اللوحات التي تزدان بها جدران اللوفر المتحف الباريسي الشهير لم يعد يرى فيها أحد عملاً ساقطاً، وبرونوغرافياً بل تحفة فنية ونشيداً للجمال.
نفس الشعور انتابني وأنا أنظر إلى صور بريتني سيرز التي تجمع بين اللوليتا والأم، ملابسها الخفيفة تبدي كل تقاسيم جسدها المكتنز.
لما طلبت من بعض الزملاء رأيهم في مثل هذه التحفة الفنية لم يروا فيها سوى فريسة تغذي هلوساتهم الجنسية واستيهاماتهم البليدة.
إنها في حقيقة الأمر مشكلة مجتمعية عامة حيث لا نرى في المرأة مهما بلغ مستواها أو ارتفعت قيمتها سوى «جيكو» من اللحم ومن المغنية أو الراقصة أو الرياضية غير اللحم المكتنز وتغيب عنها كل الوجوه الأخرى لامرأة أفسدت صورها في أذهاننا تربية عمرها من عمر فصيلتنا.

جمال الخنوسي
Jamal2sn@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق