18‏/10‏/2006

هل هي بداية نهاية غير معلنة للسينما في المغرب؟

على خلفية برمجة أفلام سينمائية مغربية على القناة الثانية
هل هي بداية نهاية غير معلنة للسينما في المغرب؟

يقول المثل المغربي "محبة بلارج، بغا يبوس ولدو عماه" وما قامت به القناة الثانية مؤخرا من خلال برمجة أفلام لم تعرض بعد في القاعات السينمائية الوطنية داخل هو أيضا ضمن "محبة بلارج". فعرض فيلم "الرحلة الكبرى" و"الراقد" في الشاشة الصغيرة هو إعلان حقيقي لموت السينما المغربية.
قصة "جريمة قتل" لم تكتمل.
*******
أقدمت القناة الثانية مساء يوم الثلاثاء على "تأجيل" عرض الفيلم السينمائي المغربي الرحلة الكبرى، لمخرجه الشاب "إسماعيل فاروخي" وعوضته بفيلم آخر شاركت القناة الثانية في إنتاجه هو "أوديسا" للمخرج التونسي إبراهيم بابا. و"قررت القناة تأجيل بث "الرحلة الكبرى" إلى وقت لاحق، استجابة لطلب شركة الإنتاج المحتضنة للفيلم. وحسب بيان للقناة توصلت به الجريدة فقد "تنازلت القناة الثانية عن حقها في بث الفيلم حتى يعرض على الشاشات الكبرى وذلك ضمن استراتيجيتها المتمثلة في تشجيع الإنتاج الوطني ودعم السينما المغربية".
وكانت القناة الثانية قد برمجت أربعة أفلام مغربية تعرض كل ثلاثاء كتكريم خاص لسينما تعرف حركية ودينامية متميزة، وتم الاحتفاء بها في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية.
وهكذا استمتع المشاهد المغربي في الأسبوع الأول بفيلم "هنا ولهيه" لمحمد إسماعيل وكان من المقرر عرض فيلم إسماعيل فاروخي "الرحلة الكبرى في الأسبوع الثاني ثم فيلم "الأجنحة المنكسرة" لعبد المجيد أرشيش لتنتهي هذه السلسلة المتميزة بفيلم كبير هو "الراقد" للمخرجة المغربية ياسمين قصاري.
كان من الممكن أن تمر هذه الخطوة المحمودة للقناة الثانية في سلام بل يمكن اعتبارها إنجازا للقناة ودعمها للسينما المغربية. لكن الأمر الغريب هو أن أحسن هاته الأفلام("الرحلة الكبرى" و"الراقد") لم يتم عرضها في القاعات الوطنية أي ما يعني حرمانها من دخل وإن كان متواضعا فهو على الأقل سيساهم في الرفع من مداخيل الفيلم و بالتالي التشجيع على القيام بمغامرات أخرى وإنتاج أفلام جديدة. خصوصا أن القاعات الوطنية تعرف إقبالا على الأفلام المغربية لا يعرفه حتى الانتاجات الهوليودية الكبرى، وبحكم لهفة المشاهد المغربي على المنتوج الوطني الذي يرى فيه صورته ويعبر عنه وعن همومه.
التأخير الذي عرفه توزيع فيلم إسماعيل فاروخي داخل المغرب مرتبط بالأساس بمشكل قانوني لم يبث فيه القضاء بعد، بين المخرج والمساهم في الإنتاج (كازابلانكا فيلم). وإن كان هذا المشكل يمكن أن يقدم العذر للرحلة الكبرى بالإضافة إلى الجوائز الكبرى التي حصل عليها. يبقى فيلم ياسمين قصارى "الراقد"، في انتظار من يقوم بتوزيعه في المغرب.
وفي لقاء مع ياسمين قصاري في مهرجان سلا لفيلم المرأة في دورته الأخيرة فقد حددت تاريخ دجنبر 2006 أو يناير 2007 كأقصى موعد لعرض الفيلم بالقاعات الوطنية.
وكان "الراقد" الذي فاز حتى الآن بأكثر من 35 جائزة قد لفت الانتباه للقدرات الخلاقة لمخرجة مغربية تبلغ من العمر 30 سنة. وفازت بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة في دورته الثامنة.
وسبق ل"الراقد" أن حددله تاريخ سابق للعرض في القاعات الوطنية لم يتم الالتزام به وهو مارس أو أبريل 2006 بعد عرضه في القاعات الفرنسية في 28 دجنبر 2005
والفيلم الذي تؤدي فيه دور البطولة رشيدة براكني(حليمة) و مونية عصفور (زينب) يحكي قصة زوجة ترى عريسها يرحل عنها متوجها لإسبانيا صبيحة ليلة الزواج قصد تحسين ظروف العيش وتجاوز قهر الطبيعة التي يعيشون فيها . بعد أسابيع تكتشف زينب أنها حامل . في انتظار رجوع الزوج "ستنيم" الجنين في بطنها.. لكن الزوج لم يظهر له أثر فبدأت تفقد الأمل في عودته.
إن القناة الثانية ببرمجتها لأفلام مغربية في شهر رمضان قامت بخطوة إيجابية لايمكن تجاهلها لكن في نفس الوقت كادت تعلن وفاة السينما المغربية التي كادت تعرف جريمة وأدها في عز شبابها.
جمال الخنوسي
jamal2sn@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق