25‏/01‏/2008

الكومبارس: صانعو بريق النجوم يعيشون في الظل

ممثلون لا تتعدى شهرتهم "الحومة" التي يسكنونها يؤدون على الشاشة أدوار "عمر الشريف" و"بين كينغسلي" و"راسل كرو"

لا يستقيم فيلم من دونهم، يصنعون نجومية الأبطال دون أن نكترث بوجودهم إلا نادرا.
هم نجوم السينما لكن دون مجد سينمائي حقيقي، ولا ثراء أو "كاشيات" ضخمة. نجوم لا تلاحقهم فلاشات المصورين أو عدسات البابارازي في لحظاتهم الحميمية. الكل يعرفهم لكن لا أحد يقطع طريقهم أو يزعج جولتهم الصباحية. هم نجوم ورززات دون أن يتعالوا عنها او ينسلخوا منها.
يربطهم بالكاميرا رباط خاص ودفء وأنس، فلا يجد المصور أدنى صعوبة في سرقة روح الإبداع والحلم والأمل من عيونهم المعبرة التي تعلوها سحنة ألم ومعاناة بعيدة وغائرة.
في وارززات قلب المغرب النابض بالسينما وحب الفن السابع الكبير، يستقر العشرات بل المئات من الكومبارس. كل له ملامح خاصة و"لوك" يؤهله للعب دور من الأدوار في فيلم لا يعرفه أو سمع عنه القليل. لكن مع ذلك بدأ بعض قدماء الكومبارس هناك يعرفون ملامح الشخصيات الأكثر "نجاحا" أو الأكثر "رواجا". "داك شي ديال الله" يقول أحدهم. ويردف آخر، "الشعر الطويل واللحية المنسدلة من بين أهم الأسباب في نجاحي".
جماعة الكومبارس نجوم باهتة، يعرفها الجميع في هذه المدينة التي تعيش بالسينما إلا أنهم في غالب الأحيان لا تسمح لهم الظروف حتى بمشاهدة أعمال شاركوا فيها، "نادرا ما يأتينا أحد الأقارب أو الأصدقاء أو أحد سكان المدينة بقرص "دي في دي" اقتناه من مدينة أخرى لعمل شاركنا فيها أو صور بالمدينة، خصوصا تلك التي حققت نجاحا كبيرا ومبهرا مثل "غلادياتور" او "أستيريكس وأوبيليكس" أو "مملكة الجنة".
في مدينة وارززات الكومبارس ليس ممثلا "كامل الأهلية"، فهو بائع سجائر بالتقسيط تارة وعامل بناء ثارة أخرى وعاطل عن العمل في الكثير من الأحيان.
قلة من الكومبارس كانت ملامح وجوههم التي تشبه ملامح نجوم كبار كافية لتفتح أبواب السعد لهم ليصبحوا "دوبلورات" يؤدون المشاهد الصعبة في دور فنان معروف على المستوى العالمي. فتجد "كومبارس" لا تتعدى شهرته "الحومة" التي يسكنها يؤدي دور "عمر الشريف" أو "بين كينغسلي" أو "راسل كرو".
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق