05‏/01‏/2008

المغرب الأمل الوحيد لوالدي الطفلة الانجليزية "المختطفة" للنجاة


فرضية وجود "مادي" في المغرب يجنب العائلة ويلات المتابعة بتهمة القتل غير العمد

مرت سنة 2007 دون أن يظهر أثر للطفلة الانجليزية المختطفة "مادي ماكان". انقضى العام وحلت أعياد "الكريسمس" واحتفالات رأس السنة، وبدل أن يفكر الأب "جيري" والأم "كايت" في الهدايا التي توضع عادة إلى جانب شجرة الصنوبر المضاءة داخل الصالون الفسيح للعائلة، التقى الزوج البريطاني مع حوالي 300 متطوع بريطاني من أجل كتابة وإرسال خطابات في اتجاه المغرب الذي يعتبره فريق المحققين الخاص بالعائلة المكان الأرجح الذي يمكن أن تكون فيه مادي.
جيش من المتطوعين بلغ حوالي 300 متضامن جلهم من النساء، تركوا عائلاتهم في "الليلة المباركة" لقضائها إلى جانب العائلة المكلومة وتحرير رسائل موجهة إلى المغرب بلغ عددها 11 ألف رسالة باللغتين الفرنسية والعربية.
ومنذ ظهور العائلة في المحطات التلفزيونية حول العالم بمناسبة العيد المقدس لدى المسيحيين، لطلب المساعدة وتكثيف الجهود من أجل العثور على الطفلة المختفية، توصل الخط الساخن الخاص بأكثر من 350 اتصالا قادمة من إسبانيا جلها يعزز فرضية وجود مادي في المغرب.
وقال أب "مادي" الطبيب الاختصاصي في أمراض القلب للصحافة، إن أعياد الميلاد ستكون صامتة وكئيبة بدون طفلته، "إنه أول عيد نقضيه بدون مادي".
الكنيسة الإنجيلية في البرتغال، قفزت على الملف وتبنت قضية مادي منذ البداية. ومازال يذكر اسمها لحد الآن داخل كنيسة "برايا دا لوز" حيث اختفت الطفلة، كما عبر "الأب" في قداس خاص عن تضامنه مع العائلة وأحاط "مادي" بدعواته في صلاة ليلة عيد الميلاد.
إن المغرب كان وما يزال الأمل الوحيد لعائلة "ماكان" في جميع الحالات: أولا باعتباره فرضية مازال البحث فيها جاريا وتعطي يوما بعد آخر آمالا في العثور على الطفلة المختفية. وثانيا لأن فرضية اختطاف "مادي" وترحيلها إلى المغرب، رغم ما يحوم حولها من تساؤلات، توجه يبرئ الوالدين من أية متابعة قضائية بتهمة قتل الطفلة غير العمد. فقد وجهت الشرطة البرتغالية في وقت سابق، أصابع الاتهام للزوج الانجليزي، مؤكدة أن الطفلة التي اختفت في ثالث ماي في "برايا دا لوز" في جنوب البرتغال في عداد الأموات. وأفادت وسائل الإعلام البرتغالية أن الشرطة عثرت بواسطة الكلاب البوليسية والأشعة فوق البنفسجية على بقع دماء لشخص ميت على أحد جدران الغرفة التي اختفت منها الطفلة، كما وجدت بقايا سوائل "جثة" في سيارة كانت العائلة البريطانية استأجرتها في البرتغال، وكذا قرائن على الدب المخملي الخاص بالطفلة. وعمل مختبر علمي بريطاني على تحليل عينات الدماء والأدلة التي جمعتها الشرطة، إلا أن النتائج لم تكن حاسمة. ويرى المراقبون أن صدور نتائج هذه التحاليل التي بقيت نتائجها سرية هي وراء تضييق الخناق على أم الضحية على الخصوص.
من جهة أخرى كانت مغادرة عائلة "مادي" للبرتغال نتيجة حتمية لمضايقات الصحافة البرتغالية التي ذهبت بعيدا في تفسير القضية، إذ لم يفهم البرتغاليون المؤمنون بالقيم العائلية كيف قبل آل "ماكان" على أنفسهم تقديم منومات لأطفالهم من أجل التحرر من مضايقاتهم، ثم الخروج لتناول العشاء مع الأصدقاء على جانب حوض السباحة في المنتجع. وأن وفاة "مادي" جاء بفعل جرعة زائدة، ولم يجد الوالدان سوى تسويق فرضية الاختطاف للتمويه على جريمة القتل غير العمد، لأن انفضاح أمرهما يعني نهاية حياتهما المهنية إلى الأبد.
لم يبق أمام العائلة إذن سوى الإيمان وتعميق الاعتقاد بأن "مادي" المختطفة موجودة في المغرب، ومتخفية في بادية من البوادي أو دوار من الدواوير، من أجل الحفاظ على حرية الوالدين من جهة، ومن أجل راحتهم النفسية من جهة أخرى.
جمال الخنوسي

هناك تعليق واحد:

  1. يا سيدي يللا شدو حيلكم و اعملو فيها شرلوك هولمز عشان تنقذو الإنجليز الغلابة دول و ربنا يزيد المعروف
    :d

    ردحذف