03‏/01‏/2008

"قصة حب في 12 أغنية و3 وجبات وقبلة واحدة"


فوزي بنسعيدي يقدم عرضا مسرحيا بلا نص يناقش قضايا الإنسان الكبرى

فجأة، ودون سابق إنذار، وضع فوزي بنسعيدي الكاميرا وأدار ظهره للسينما، ولو مؤقتا، ليعانق من جديد حبه الأول، ويستدعي نخبة من الممثلين والممثلات إلى المسرح من خلال عمل جديد، مختلف، مستفز ومثير للجدل يحمل عنوانا غريبا أيضا هو ""قصة حب في 12 أغنية و3 وجبات وقبلة واحدة...".

وحتى إن بدا بديهيا أن العلاقة بين اللوحات المختلفة التي تقدمها المسرحية منعدمة، إلا أنها تبقى في الأول والأخير متناسقة في جوهرها واحتفائها بالإنسان وعلاقاته المعقدة والمتشابكة حينا والبسيطة السلسة أحيانا أخرى، من خلال أحداث تاريخية كبرى طبعت مخيلة المتفرج وغيرت نظرته إلى العالم وما يجري من حوله. إنها قصص حب بسيطة تربط زوجا محكوما بالتفكك والتلاحم في دورة إنسانية كبرى.
المسرحية من تشخيص أسماء مغربية معروفة برهنت على قدرات عالية في الأداء، إذ نجد حنان إبراهيمي، وأمل عيوش، وعبد الله شيشة، وأمل الأطرش، ونور الدين التوامي، وهاجر كريكع، وربيع بنجهيل، وسكينة فضيلي، ومحمد الهودي. أسماء قدمت أكثر مما كان منتظرا منها وأبدعت في أدوار صنعها الممثلون أنفسهم وتماهوا معها في تمرين رائد في التحام الممثل مع شخصيته من خلال التجربة الفريدة لفوزي بنسعيدي الذي رفض تقديم نص مكتوب لممثليه.
وقالت حنان الإبراهيمي إن مخرج العمل أجرى عدة حصص من الكاستينغ لاختبار المشاركين في هذا العمل الذي يتطلب مهارات خاصة، " لقد طلب مني المخرج الالتحاق بالعمل فعبرت له عن استعدادي لخوض التجربة الجديدة، والمغامرة في عمل كنا نعتقد في البداية أنه غير مكتوب، لكن في حقيقة الأمر فإن فوزي بنسعيدي يحمل رؤية واضحة للمسرحية التي أراد تقديمها إلا أنه طلب من الممثلين الارتجال حول مواضيع وقضايا إنسانية كبرى كي تصبح المسرحية مسرحيتنا جميعا ونحن من صنع هذه اللؤلؤة الفنية الفريدة. إن "قصة حب في 12 أغنية و3 وجبات وقبلة واحدة" هي طفل كل من ساهم في هذا العمل، كبر وترعرع ليغدو عملا فنيا محترما، يناقش مواضيع كبرى لكنه في الوقت ذاته محمل بحمولات ذاتية". وأضافت الإبراهيمي إن سهولة المسرحية وقلة الحوارات المعقدة جعلها في متناول الجميع، إذ فهمها الجمهور وتفاعل معها كيفما كان مستواه الثقافي، "إن العمل مع فوزي بنسعيدي تجربة ممتازة استفدت منها كثيرا، ساعدتني على صقل مواهبي، كما أننا كفرقة تربطنا علاقة إنسانية وطيدة والمخرج متمكن جدا من أدواته، أنا أعتبر نفسي محظوظة".
وترصد المسرحية حدثين مهمين في تاريخ الإنسان، حولوا مساره وتحكموا في مستقبله ويتعلق الأمر بوصول الإنسان إلى سطح القمر، والحدث الإرهابي مع ارتطام طائرتين مع برجي التجارة العالمية ومع هذه الأحداث المهمة يفترق زوج ويتفكك في دورة دائرية ترمز لتقارب الشعوب ثارة وصراع الحضارات ثارة أخرى، الأمر الذي يجعل من مسرحية "قصة حب في 12 أغنية و3 وجبات وقبلة واحدة" نصا أو لا نص مفتوح على جميع القراءات والتأويلات.
وقد سبق للمسرحية أن عرضت في مدينة الدار البيضاء بمركب ثريا السقاط ومكتب الصرف، وفي مدينة الرباط بالمسـرح الـوطني محمد الخامـس، وبدار الثقافة بمدينة مراكش.

جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق