02‏/03‏/2008

السينما الوطنية تناقش حصيلة سنتها الماضية

الاحد 24 فبراير 2008
ما حصيلة سنة 2007 السينمائية؟ كيف نقرأ إحصاءات وأرقام مداخيل الشبابيك خلال هذا العام؟ وكيف نحلل إحصائيات الإنتاج؟ بل لماذا نكتفي بإحصائيات سنوية في الوقت الذي تعتمد فيه سينما بعض الدول إحصائيات أسبوعية وتقدم فيه أخرى إحصاءات يومية؟ هل شفافيتنا السينمائية ناقصة؟ ومن المسؤول عن هذا النقصان؟ لماذا استمر سينمائيو المغرب في الجهر بالشكوى وماذا قدم القيمون على القطاع خلال هذه السنة؟ هل استطاعوا بلورة شيئ اسمه سياسة سينمائية أم أن «دار لقمان» بقيت على حالها؟ هل القرصنة وحدها المسؤولة عن انخفاظ الإقبال الجماهيري على القاعات السينمائية؟ وهل يكفي تجميل وتجديد وتجهيز القاعات السينمائية ليحج إليها الجمهور، أم أن هذا التجهيز وذاك التجديد يبقيان عاجزين عن إرجاع الجمهور إلى القاعات، ما لم يتحقق شرط الجودة في الأفلام المغربية؟ ما معنى الجودة وما سبل بلورتها في السينما المغربية ؟ ألا يمكن لهذه السينما أن تخرج من دائرة المحلية والانخراط في العالمية؟ ألا يمكن للفيلم المغربي أن ـ يحقق بعضا مما حققه الفيلم الإيراني ـ كأن يحصل على جائزة في مهرجان «كان» مثلا؟ وهل الجوائز التي حصلت عليها بعض الأفلام الصادرة ضمن مشروع الثلاثين فيلما لنبيل عيوش مشروعة، بالنظر لطبيعة هذه الأفلام وخصوصيتها التلفزيونية؟ هل يمكن تقديم فيلم صور بشروط التلفزيون على أنه فيلم سينمائي؟ من يسير قطاع السينما بالمغرب؟ وماتأثير التيارات المحافظة على حركية العمل السينمائي بالمغرب؟ هذه الأسئلة تلخص أهم المحاورالتي تداولها النقاش السينمائي خلال ندوة حصيلة سنة 2007 التي نظمها موقع فنون المغرب بشراكة مع المعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري مساءالاثنين الماضي بالرباط. الندوة تقليد سنوي جميل دأب الموقع الذي يديره عادل السمار على تنظيمه خلال كل عام، للنظر في الحصيلة السينمائية والسعي إلى "تعميق النقاش الجاد" حول قضايا العام السينمائي بكل ما فيه من إحباطات وإنجازات. في الندوة تحدث عدد من الزملاء الصحافيين والنقاد والسينمائيين والمهتمين، محاولين إعمال آلية السؤال أكثر من تقديم الجواب، وهذا الشئ الذي جعل نقاش الحصيلة يتسم بنوع من الجدة والتميز، فالأسئلة همت الأرقام المنخفظة لارتياد القاعات السينمائية، حيث لم يتجاوز الرقم خلال هذا العام مليونين ونصف مليون متفرج، منهم حوالي أربعة وثلاثين ألفا شاهدوا أفلاما مغربية، وهو رقم واصل انحداره المستمر حيث في العام الماضي (2006) وصل ارتياد القاعات إلى حوالي ثلاثة ملايين ونصف منهم واحد وخمسون ألفا شاهدوا أفلاما مغربية. المشاركون في الندوة فككوا خلفيات هذه الأرقام التي تعتبر نسبية بالنظر إلى التصريح الجزئي لأرباب القاعات السينمائية، فعدد من القاعات تُسيرها أسر معينة وتتعامل مع لغة الأرقام بنوع من التحفظ، وفيما يلي أهم ما جاء في الندوة: جمال الخنوسي (صحافي) : «لولا القرصنة لكانت الحصيلة أحسن»
حاول جمال الخنوسي تقديم قراءة في لائحة الأفلام المغربية التي حققت الإقبال الجماهيري الأكبر، حيث اعتبر أن هذه اللائحة بما تحتوي عليه من أفلام تؤشر على نوع من الغنى الفني ، حيث قال أن «الفيلم المغربي بات يحقق مداخيل وأمسى يعرف إقبالا جماهيريا، فلائحة الأفلام المغربية تضم أكثر من ثلاثين فيلما مما يدل على الغنى والتنوع الفنيين» وأضاف أن « التنوع في لائحة الأفلام المغربية المقدمة خلال سنة 2007 يتجلى من خلال عدة مستويات نذكر منها: وجود أفلام تجارية مثل فيلم نانسي والوحش لمحمود فريطس وعبدو عند الموحدين لسعيد الناصري، وأخرى تستلهم قضايا الهجرة...». جمال الخنوسي أكد كذلك أن احتلال فيلم « ملائكة الشيطان» لأحمد بولان للمرتبة الأولى و«نانسي والوحش »لمحمود فريطس للمرتبة الثانية و«ريح البحر» لعبد الحي العراقي المرتبة الثالثة في لائحة المداخيل يدل على بحث الجمهور على الترفيه، كما أشار إلى أن طبيعة المواضيع التي عالجها كل من فيلمي «ياسمين والرجال» لعبد القادر لقطع و«ريح البحر» لعبد الحي العراقي تؤشر على نوع من البحث عن صورة الذات في الصورة السينمائية. جمال الخنوسي ختم مداخلته بالتأكيد على أن العدو الأساسي للسينما المغربية في 2007 هو القرصنة، وقال بأن شكل هذه السينما والإقبال الجماهيري عليها كانا سيكونان مختلفين لو اختفت ظاهرة القرصنة، التي يمكن اعتبارها العدو المباشر للسينما بالمغرب. محمد باكريم (ناقد ومسؤول بالمركز السينمائي): استغلال القاعات قطاع تاريخي
دافع محمد باكريم عن استراتيجية التواصل التي يعتمدها المركز السينمائي المغربي، وقال بأنه «صار بالإمكان اعتماد الإحصاءات لتدقيق حصيلة سنة2007 السينمائية» مع تأكيده على أن الأساس في منهج المركز السينمائي المغربي هو الوصول بالشفافية إلى أقصى حد ممكن، مع اعترافه بأن هذه الأرقام تبقي نسبية بسبب التصريح الجزئي لبعض أرباب القاعات السينمائية وقال إن « قطاع استغلال القاعات السينمائية بالمغرب يعد قطاعا تاريخيا تسيره بعض الأسرالتي يجد بعضها صعوبة في التعامل بلغة الإحصاءات والأرقام...». محمد باكريم أكد أن العودة المكثفة للجمهور إلى القاعات السينمائية رهينة بشيئين هما تجهيز القاعات السينمائية وتقديم أفلام مغربية جيدة، واعتبر أن بروز بعض التيارات المجتمعية المحافظة له تأثير على السينما والإقبال الجماهيري عليها... خالد الخضري (ناقد) : وفرة إنتاجية وتنوع موضوعاتي أكد خالد الخضري أن حصيلة 2007 السينمائية تنشطر إلى ثلاث مستويات، مستوى بشري وآخر إنتاجي وثالث سياسي، حيث اعتبر في الطبيعة البشرية لهذه الحصيلة أن «2007 تميزت بتنامي عدد المخرجين المغاربة خصوصا الشباب، ففي المغرب صار لدينا حوالي مائة وخمسين مخرجا شابا بفعل قانون بطاقة المخرج الذي أقره المركز السينمائي، كما تميزت هذه السنة بعودة عدد من المخرجين الشيوخ إلى العمل السينمائي وهنا نذكر لطيف لحلو المزداد سنة 1944 الذي عاد بعد انقطاع دام عشرين سنة وأحمد المعنوني المزداد سنة1944 والعائد بـ «قلوب محترقة» بعد «الحال» وفريدة بورقية المزدادة سنة 1948 والعائدة بـ «طريق العيالات» بعد «جمرة». بشريا كذلك في هذا العام فقدنا مملثين ومخرجين وكتاب سيناريو فارقوا الحياة...»، وفي الشق الإداري أكد خالد الخضري أن «اتخاد قرار انعقاد المهرجان الوطني للسينما مرة كل سنة عوض مرة كل سنتين التي كان معمولا بها في السابق وتحديد مقر قار له بمدينة طنجة، يعتبران أهم ما ميز السنة، مع النقاشات التي خلقها احتكار مدينة طنجة دون باقي المدن المغربية للمهرجان الوطني للفيلم»، كما اعتبر الخضري أن تحويل سينما الريف بطنجة إلى خزانة سينمائية ـ بمبادرة خاصة ـ يعد إنجازاغير هين. وفي شق الإنتاج اعتبر الخضري أن إنتاج الأفلام خلال هذه السنة بلغ رقما قياسيا وأن لائحة الأفلام المنتجة تؤشر على الوفرة والتنوع، وقال «في هذه الأفلام تنوع، حيث نجد التي عالجت موضوع المرأة مثل «طريق العيالات»، «ياسمين والرجال»، «أركانة» وغيرها، كما نجد أفلاما كوميدية، وأخرى تتميز بالحركة مثل «نانسي والوحش» و«ريح البحر»، وأفلاما أخرى عالجت موضوع الإرهاب مثل «الإسلام ياسلام» لسعد الشرايبي، وأخرى عالجت موضوع هجرة اليهود...». ادريس الجعايدي (ناقد): «الصراعات الشخصية أثرت على الحصيلة» اعتبر ادريس الجعايدي أن مشاكل السينما المغربية مشاكل مركبة يتداخل بعضها في بعض، فهناك قضايا الإنتاج وكيفية التصوير والتسويق وغيرها، وأ كد أنه خلال عام 2007 برز نوع من الصراع الشخصي بين وزير الاتصال السابق نبيل بنعبد الله ومدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل وفيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، وهو ما أثر على عدة أوراش، وأضاف مولاي ادريس الجعايدي أن هذه الصراعات الشخصية بين الصايل وبنعبد الله والمهنيين كانت لها تداعيات على المشهد السينمائي المغربي وعلى الحصيلة السينمائية. محمد الخيتر (صحافي): «لابد من اعتماد لغة الحقيقة» اعتبر محمد الخيتر أن الحلقة الأضعف في المشهد السينمائي المغربي هي استغلال القاعات، وطالب مسؤولي القطاع السينمائي بالمغرب بتقديم حصيلة عملهم في مجال استغلال القاعات، وطالب باعتماد لغة الحقيقة وليس لغة الخشب في تقديم المسؤول الأول أو الثاني عن القطاع السينمائي لحصيلة العمل الذي قاموا به في تدعيم القطاع ومحاربة آفة القرصنة والبحث عن أسباب تجعل الفيلم المغربي يحقق أرقاما قياسية، لتختفي صورة المهزلة التي جسدتها حصيلة عام 2007. عبد السلام بوخزار (صحافي وناقد): «لاتوجد سياسة سينمائية» دافع عبد السلام بوخزار عن اليوم الوطني للسينما الذي أُقبر واعتبر أنه «لا توجد سياسة سينمائية بالمغرب، وأنه بغياب هذه السياسة سنبقى ندور في متاهات الأزمة، فالمشاكل كثيرة و ليس أقلها إغلاق الخزانة السينمائية لأبوابها مع أنها مدرسة أساسية للفعل السينمائي»، عبد السلام بوخزار اعتبر كذلك أن الرداءة السينمائية هي المسيطرة وأنها هي المسؤولة عن نفور الجمهور من القاعات السينمائية، حيث أكد أن نسبة قليلة جدا من الأفلام المغربية هي التي تستحق المشاهدة أما الأكثرية فرديئة جدا. إعداد: جلال عدناني
الاحداث المغربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق