04‏/03‏/2008

استضافة "بزيز" في "بلا حدود" يثير جدلا واسعا


جرائد ومجلات تناقش الحلقة التي عرضت على الجزيرة ومواقع إلكترونية تقترحها للتحميل

أثارت الحلقة الأخيرة من برنامج "بلا حدود" الذي بثته قناة الجزيرة القطرية، واستضافت الفنان المغربي الساخر أحمد السنوسي، العديد من ردود الأفعال انعكست بالأساس على صفحات المجلات والجرائد العربية وكذا على الكثير من المواقع والمنتديات الإلكترونية، إذ اعتبرت جريدة "السفير" ذائعة الصيت الحلقة التي استضافت السنوسي "من الحلقات القليلة من "بلا حدود" على "الجزيرة" التي تُفتتح مع المقدم أحمد منصور وهو يحمل بيده مقصاً ضخماً جاهزاً "للجز"، وحبلاً وعدة تعذيب. ومع أن التضارب بين هيأة الزميل ونبرته "السلمية" وعدة "الإجرام" كان باعثا للاستغراب وبالتالي للضحك، لم يكن دخول ضيفه المغربي الفنان الهزلي أحمد السنوسي الشهير بلقب "بزيز" أقل من مسرحي بامتياز على شاشة التلفزة، فهو كان مكبلاً ومغطى العينين مع اثنين من الحراس الذين فكوا قيده بعد أوامر عليا أتت من مقدم البرنامج.هكذا، لم يقلع الحديث في الحلقة من دون أن يسحب المُقدم من السنوسي تعهداً بألا يخلف العهد ويقول ما لا يجوز قوله! هو "تواطؤ" كوميدي أضفى على الحلقة التي تناولت موضوع السخرية السياسية وتعاطي الأنظمة العربية مع وسائل إعلامها شيئاً من «النظرة التطبيقية»، فنقلت الحلقة الكوميديا المسرحية إلى قلب برنامج حواري ذي صبغة جدية. تعاطت الحلقة مع محاور حساسة للغاية بدءاً من وثيقة تنظيم البث الفضائي التي تبناها وزراء "الإعدام العرب".
وأكدت الجريدة أن نجاح الحلقة يرجع بالأساس إلى"التكتيك" المتبع في الحوار، "لأنه سمح بتقديم الكثير من "القفشات" السنوسية".
وتحت عنوان ما يجمع "الشامي بالمغربي" كتبت جريدة "الجريدة" من الكويت، عن ابتكار "الفنان المغربي المبدع أحمد السنوسي" لمصطلحات جديدة مثل "وزراء الإعدام العرب"، و"المانعة العربية"، والجمهوراثية"، و"ثروة حتى النصر"، "وجاءت هذه المصطلحات الساخرة في أثناء تناوله للأوضاع العربية الراهنة، وتعليقا على قرار وزراء الإعلام العرب الأخير بمراقبة البث الفضائي".
وأضافت الجريدة أن "السنوسي الممنوع من مزاولة عمله المسرحي في وطنه المغرب منذ ثمانية عشر عاما، لم يستسلم، بل حمل همه الوطني والعربي، ومارس دوره الرائد وعطاءه الإبداعي خارج حدود وطنه، وغنى للحرية والديموقراطية والمستقبل. وإذا كان الفن الساخر وسيلة من وسائل الإبداع والتعبير، فهو بلا شك سلاح فعال ومؤثر من أسلحة الرفض والمجابهة".
من جهة أخرى، يعرض موقع "يوتيوب" الشهير حلقة برنامج "بلا حدود" بأكملها في الوقت الذي تناقلت العديد من المواقع الأخرى التسجيل الكامل للحلقة، وقدمت المنتديات لمرتاديها ومنخرطيها روابط من أجل التحميل. ولحدود اليوم فإن مشاهدة نسخة واحدة من الفيديو الذي تبلغ مدته حوالي 47 دقيقة بلغ أكثر من 60 ألف مشاهد أو زائر.
وكتب أحد مرتادي الشبكة أن "لا أحد ينكر أن حلقة "بلا حدود" كانت رائعة بكل المقاييس حين لعب أحمد منصور دور الضابط العربي، وأحمد السنوسي دور المعتقل، وكانت زوايا التصوير جيدة إذ تشعر أنك في معتقل حقيقي".
وعلى ما يبدو فإننا لم نفهم الدرس ولم نستوعبه، وسمحنا لـ"الآخرين" بإعطائنا الدروس، وفسحنا لهم المجال للتفرج على عوراتنا دون أن نتحرك لتغيير الأمور. فما حققته قناة "الجزيرة" من خلال استضافة فنان مغربي ممنوع، شاهده الملايين حول العالم، كان من الممكن أن يكون نصرا مغربيا بدل أن يكون نصرا لقناة أكبر من البلد الذي يحتضنها. وبالتالي نضع نقطة نهاية لهذا الاستثناء المغربي المخجل.
جمال الخنوسي
الصورة
الكثيرون تابعوا "بلا حدود" في المقاهي (خاص)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق