23‏/03‏/2008

- بليرج قتل مثليا وجنديا بلجيكيا

- مجموع ست جرائم المنسوبة إلى بليرج نفذت برصاصات من عيار واحد
- الضحية اليهودي كان يتحدث العربية مع زبنائه ومحبا كبيرا للمغرب

كشفت الزيارة التي قامت بها البعثة الأمنية البلجيكية إلى المغرب عن ملابسات جرائم القتل التي اتهم عبد القادر بليرج بارتكابها بالأراضي البلجيكية قبل رحيله إلى المغرب، والتي بقيت إلى حدود الكشف عن الخلية الإرهابية من طرف السلطات المغربية غامضة ومعلقة ضد مجهول.
وبعد الكشف في وقت سابق عن أربع من مجموع ست جرائم، ويتعلق الأمر بجريمتين نفذتا في 3 أكتوبر 1989 الأولى بموقف سيارات مستشفى "إيرازم" بمدينة أندرلخت وراح ضحيتها البروفيسور "جوزيف يبران" الممثل للجالية اليهودية ببلجيكا، والسائق الخاص للسفير البلجيكي في المملكة العربية السعودية ذو الجنسية المصرية، ومسلمان معارضان لفتوى هدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي التي صدرت بعد نشر كتابه "آيات شيطانية". وهما جريمتا قتل نفذتا في 29 مارس 1989، وذهب ضحيتها سالم البحير الموظف بخزانة المركز الثقافي الإسلامي ببروكسيل، وعبد الله الهادي إمام مسجد.
وفي السياق ذاته كان الهدف من البعثة البلجيكية هو الحصول على معلومات وافية حول الجريمتين المتبقيتين اللتين اعترف بليرج بارتكابهما في بروكسل في نهاية الثمانينات. ويتعلق الأمر بمقتل جندي متقاعد اسمه "راوول شوب" صاحب محل لبيع المواد الغذائية بزنقة "ميرود" بحي "لاغار دي ميدي" ب"سان جيل"، حيث كان عبد القادر بليرج يقطن في المنطقة ذاتها، غير بعيد عن مكان الجريمة، وفي التاريخ نفسه (1988).
وذكرت مصادر عليمة أن صاحب المتجر لقي حتفه برصاصة في الرأس، وكما كان الحال بالنسبة إلى الجرائم الأخرى، فقد قتل "راوول شوب" برصاصة من عيار 7.65 مليمتر. ولم يتم الكشف عن القاتل وبقيت "جريمة غامضة" ضمن الملفات العالقة لدى الشرطة الفيدرالية في بروكسل.
وحسب المعلومات التي استقتها البعثة البلجيكية من السلطات المغربية، فإن بليرج اعترف بقتله التاجر بسبب أصوله اليهودية مثل ما هو الأمر بالنسبة إلى البروفيسور "جوزيف يبران".
والجدير بالذكر أن "شوب" من مواليد فاتح يونيو من سنة 1923 وعمل لسنوات في القوات الجوية التي تركها سنة 1967 عن سن تناهز 44 عاما، بعد حادث خطير أصابه في عموده الفقري.
وكان التاجر خلف منضدة المحل (الكونتوار)، عندما تم إطلاق النار عليه يوم السبت 23 يوليوز 1988 بين الساعة التاسعة والعاشرة وخمس دقائق صباحا. وحسب تحريات الشرطة فإن السرقة لم تكن هي الدافع من وراء الجريمة لأن الصندوق كان فارغا في تلك الساعة المبكرة من اليوم.
وكان "راوول شوب" يتحدث العربية مع زبنائه، ومحبا كبيرا للمغرب حيث كان يحضر العديد من التوابل النادرة وغير المتوفرة في بلجيكا إلى محله في المدينة التي يقيم بها. كما كان "شوب" يعشق الحديث عن أصوله وماضيه وهو ما كلفه حياته، إذ بالنسبة إلى بليرج فالتاجر الضحية يشكل النموذج الأمثل ل"الهدف اليهودي"، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بجريمة عنصرية دافعها الرأي والأصول.
وتوفي الضحية في الحين بفعل الرصاصة التي اخترقت دماغه عبر عينه اليمنى.
أما بخصوص الجريمة السادسة التي لم يكشف حتى الآن عن جميع عناصرها فقد نفذت بين 1986 و1989. وحسب بليرج فإن الضحية تمت تصفيته لأنه "جنس مثلي".
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق