03‏/11‏/2008

المغرب يمنع "صدمة المسيح ومحمد"



مجلة "ليكسبريس" ربحت كثيرا من خبطتها الإعلامية بتوظيف لعبة المنع لكنها خسرت كثيرا من المصداقية
شهد الموقع الخاص بمجلة "ليكسبريس أنترناسيونال" على شبكة الأنترنيت نقاشا واسعا بين زائري الموقع، واشتدت حدة الجدل في كثير من الأحيان جراء حساسية الموضوع المطروح.
ويأتي الاهتمام المفاجئ بمجلة "ليكسبريس أنترناسيونال" بعد إعلان بلاغ لوزارة الاتصال، يوم الجمعة الماضي عن قرار منع توزيع العدد 2991 من الأسبوعية الفرنسية بالمغرب بسبب "ملف ينطوي على إساءة للإسلام".
واختارت المجلة عنوانا لغلافها "صدمة المسيح - محمد مسيرتهما ورسالتهما ورؤيتهما". ووضعت صورتين متقابلتين للرسول صلى الله عليه وسلم والنبي عيسى عليه السلام، إلا أن الصورة تبين الرسول الكريم يركب حصانا برأس آدمي وعلى خلفية الصورة لهيب النيران، في الوقت الذي أظهرت النبي عيسى تشع منه الأنوار وترافقه الملائكة بأجنحتها البيضاء، تأكيدا للخلاف والتضاد بين الديانتين: الإسلام كديانة للحديد والنار والمسيحية كديانة للنور والتسامح.
وحسب المجلة فإن هذا الملف جاء بمناسبة لقاء سيجمع حوالي 50 من رجال الدين المسلمين والمسيحيين في 4 نونبر الجاري بالعاصمة الايطالية روما الهدف منه تشجيع الحوار بين الديانتين. ورأت المجلة في هذا اللقاء فرصة وضع الديانتين وجها لوجه، والتساؤل حول مؤسسي هاتين الديانتين ونظرتهما المتعارضة إلى العالم.
ويأتي هذا الملف في سياق دولي غير مناسب، كي يحيي الفتنة التي لم تهدأ بعد، حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول الكريم. وفي الوقت الذي كان القارئ ينتظر ملفا متكاملا حول المسيحية والإسلام، أصيب بخيبة أمل كبيرة، إذ أن الملف مجرد أبجديات عامة حول الإسلام والمسيحية، وكأنها دروس في الدين للمبتدئين لا تحمل أية رؤية جديدة أو فكرة حديثة أو نظرية تيولوجية متطورة، بل أغلب المقالات ضرب من التكرار للمعلومات العامة والمعروفة. وكتب سليم باشي في مقال بعنوان "محمد رسول ومحارب" معلومات من السيرة النبوية تحاول إظهار وجهين مختلفين للرسول "صلعم": محمد الرسول ومحمد المقاتل. ووضعت "كلير شاتيي" نوعا من التقابل بين النبيين عيسى ومحمد، أي بين المسيحية والإسلام لمعرفة ما يفرقهما في مقال تحت عنوان "عيس ومحمد: ما الذي يفرقهما" وتحدثت عن الفرق بين القرآن ككتاب واحد وحيد وبين الإنجيل كمجموعة من الكتب متعددة الأوجه.
وحاولت إدارة المجلة إصدار غلاف خاص بالنسخة الدولية مخالف لغلاف النسخة الفرنسية، وقال كريستيان مكاريان مدير التحرير المنتدب ومؤلف كتاب "صدمة المسيح - محمد"، "مراعاة للحساسية الدينية في المغرب غيرنا غلاف الطبعة الدولية الذي يحمل صورة لوجه مخفي لمحمد احتراما للتقاليد الإسلامية. ورغم هذه العناية الخاصة تعرضنا للمصادرة، وهذا ما لا افهمه". وأضاف أن الملف يتحدث عن "العلاقة الخلافية" الممكنة للإسلام مع باقي الأديان، لكنه لا يتضمن على الإطلاق أي إساءة لهذا الدين".
ومن الممكن أن يطول المجلة المنع في كل من تونس والجزائر، وبالتالي ستكون "ليكسبريس" ربحت كثيرا من خلال خبطتها الإعلامية وتوظيف "صدمة" العنوان التجاري ولعبة المنع المربحة، لكنها خسرت كثيرا في المصداقية لدى الآلاف من القراء حول العالم.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق