17‏/11‏/2008

حرب الرمال بين الجزائر والمغرب تنتقل إلى الانترنيت


جريدة جزائرية تتهم "المصالح السرية المغربية" بالوقوف وراء قرصنة موقعها

اتهمت جريدة جزائرية "المخابرات المغربية" بالوقوف وراء عملية القرصنة التي عطلت، يوم الخميس الماضي، موقع اليومية ذائعة الصيت على الشبكة العنكبوتية.
وأشارت جريدة "Le Quotidien d’Oran" إلى أن العبارة التي تركها القرصان باللغة الانجليزية " Maroc—security, murder team" دليلا واضحا على تورط المخابرات المغربية في الحادث (!)، كما تضمن البيان الذي نشرته الجريدة في عدد نهاية الأسبوع اتهامات ضمنية بضلوع " المخابرات المغربية" في الحادث. في حين تحدثت مواقع إلكترونية مقربة من الجزائر عن "حادث إرهابي".
وتعود أطوار القضية إلى صباح يوم الخميس الماضي، إذ تفاجأ متصفحو موقع الجريدة الجزائرية "Le Quotidien d’Oran" (يومية وهران) باختفاء جزء كبير من مضمون صفحة الاستقبال بعد سقوطه في فخ قرصان مغربي.
وكتب القرصان الذي يطلق على نفسه اسم "كراك مان"، عبارة باللغة الانجليزية "Hacked by crack... man from Maroc" (قرصن من طرف كراك مان من المغرب) باللون الأحمر.
ولم يعرف لحد الآن إن كان الأمر يتعلق بقرصان واحد أو فريق من القراصنة تعمدوا الإيقاع بموقع الصحيفة الجزائرية.
وإذا كان القرصان أو القراصنة يدعون انتماءهم إلى المغرب، فليس هناك ما يثبت ذلك، وتتبع مصدر العملية أمر يتطلب خبرة كبيرة و"حصانة" معلومية دقيقة، وفي الاتجاه ذاته أكد الرئيس المدير العام للمؤسسسة الاعلامية التي تصدر الجريدة محمد عبدو بنعبو، في تصريح لفرانس بريس، أن المؤسسة الإعلامية لا تتوفر على أية معلومات حول مصدر الهجوم ولا أهدافه.
ومنذ صباح يوم أمس الأحد عاد موقعwww.lequotidien-oran.com للعمل بشكل طبيعي بعد أن توقف تحديثه منذ بداية الحادث.
وتعد يومية "Le Quotidien d’Oran" أكبر جريدة في الجزائر باللغة الفرنسية إذ توزع حوالي 190 ألف نسخة يوميا.
ويقوم عادة بمثل عمليات القرصنة هذه، شباب يريدون البرهنة على قدراتهم في ميدان المعلوميات وخصوصا قرصنة المواقع الالكترونية واختراقها.
وأجج الحادث جدلا واسعا، داخل الجزائر، حول الأمن المعلوماتي للمؤسسات الخاصة والعمومية على السواء، والذي وصفه أحد الخبراء ب"الضعيف" و"سهل الاختراق"، إذ سبق اختراق الموقع الالكتروني لليومية الالكترونية http://www.tsa-algerie.com/ وكذا موقع toutsurlalgerie.com، وهو ما يضع ضعف بنية الحصانة المعلوماتية للمؤسسات الجزائرية في قفص الاتهام، ويجعل منها السبب المباشر لتعدد عمليات الاختراق وتكرارها، وهو ما دفع مجلس الحكومة الجزائري إلى المصادقة على مشروع قانون جديد في رابع نونبر الماضي حول الجريمة الإلكترونية الذي من المنتظر أن يزود الجزائر، إضافة إلى ترسانة قانونية، بنظم وقائية ووسائل استشعار قبلية" لمثل هذه الهجمات المعلوماتية.

جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق