04‏/11‏/2008

إسبانيا سربت معلومات التسليح المغربي للجزائر


تحالف جزائري إسباني كان هدفه إجهاض المسيرة الخضراء ووقف المطالبة المغربية باسترجاع الثغور المستعمرة

كشفت جريدة إلباييس الإسبانية عن وجه خفي من التحالف الجزائري الاسباني لمنع مسلسل المطالبة المغربية باسترجاع الثغور المستعمرة وكافة حقوقه التاريخية (سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ...).
وأوردت الصحيفة، في عددها ليوم أمس الاثنين أن إسبانيا قامت بتسريب معلومات سرية وشديدة الخطورة عن التسليح الأمريكي للمغرب إلى جارتها الجزائر سنة 1975، معتبرة أن المعلومات التي تضمنت صفقات الأسلحة بين أمريكا والمغرب، كان لها الفضل في ترجيح كفة الجانب الإسباني خلال المفاوضات المكثفة بين مدريد والرباط حول الصحراء سنة 1975 أثناء حكم الديكتاتور فرانثيسكو فرانكو.
وتمكنت الحكومة الاسبانية من الحصول على المعلومات السرية وقائمة الأسلحة التي تضم 25 مركبة مقاتلة من طراز إم 48 وست طائرات نقل سي 130 وسي 47 وطائرات مقاتلة من طراز إف 5، من واشنطن من أجل مصالحها الخاصة، نظرا للعلاقة التي كانت تربط بينهما إلا أن الحكومة الإسبانية قررت استعمال تلك المعلومات في مهمات أخرى وتسريبها إلى الجزائر "عدو المغرب التاريخي" لترجيح كفة المفاوضات حول الصحراء لصالحها.
وكان الهدف من تسريب تلك المعلومات الضغط على واشنطن عن طريق الجزائر، ثقة في قدرة الجانب الأمريكي على إقناع المغرب بوقف المسيرة الخضراء التي نجح المغرب، من خلالها، في استرجاع أقاليمه الصحراوية المسلوبة بعد خروج القوات الاسبانية المستعمرة (بكسر الميم).
وتظهر البرقيات التي تم إرسالها في شهر نونبر من سنة 1975 أن حكومة الجنرال فرانكو وضعت السلطات الأمريكية في موقف حرج بعدما سربت للجزائر قائمة معدات عسكرية بقيمة 150 مليون دولار قامت واشنطن ببيعها إلى الملك الراحل الحسن الثاني.
وترتب عن الخطوة الاسبانية استدعاء الجزائر للسفير الأمريكي ريتشارد باركر، آنذاك وقام بعرضها عليها والإفصاح عن محتواها.
وتوضح إحدى برقيات السفير الأمريكي ريتشارد باركر إلى وزير الخارجية آنذاك هنري كيسنجر، وفقا للسجلات الأمريكية الرسمية أنه اجتمع مع محمد بريكان، مدير شؤون أوربا وأمريكا الشمالية بوزارة الخارجية الجزائرية وسأله عما تنتظره الجزائر من الولايات المتحدة بشأن الصلات مع الحسن الثاني وأجاب البريكان أن الجزائر تطالب بقطع إمدادات الأسلحة إلى الرباط.
وعندما حاول السفير الأمريكي تفادي الموقف موضحا أن حجم الأسلحة التي ترسلها واشنطن إلى الرباط "محدودة للغاية" وأنها تحصل على مساعدات أكبر من الفرنسيين والسوفييت، قام المسؤول الجزائري بإظهار القائمة.
وأشار باركر في البرقية إلى أنه تعرض إلى موقف حرج وكان من الصعب عليه إقناع الجانب الجزائري بأن الإسبان يحاولون خداعه خاصة أن واشنطن قامت فعلا بإمداد مدريد بتلك المعلومات بشكل استثنائي.
وأضاف السفير الأمريكي، في برقيته إلى وزير الخارجية هنري كيسنجر، أن إسبانيا ربما سربت تلك المعلومات للضغط على واشنطن عن طريق الجزائر، ثقة في قدرة الجانب الأمريكي على إقناع المغرب بوقف المسيرة الخضراء، مطالبا في الآن ذاته بإرسال تعليمات ليتمكن من تبرير صفقة الأسلحة بين المغرب وأمريكا للجزائر.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق